الفصل السابق
: اوعي ياعمار متجننيش
: هتروح فين ياعثمان...... هتروح تتخانق... تضربهم ولا حتي تخلص عليهم.. ايه بقي من الي هتعمله هيخلي ادم جنبنا
فرك عثمان وجهه بعصبيه مفرطة لايعرف سواها بينما عقلانيه عمار حتي وان كانت صحيحه الا انها عقلانيه لايعرف لها طريق امام صلابه شخصيته
هتف بسخط : نروح نقعد في البيت نعيط جنب ادم ونستني الكلاب دول ياخدوه مننا
هز عمار راسه : لا طبعا مقلتش كدة.... بس الاول نطلع علي المحامي ونشوف هنعمل ايه..؟
هتف عثمان باستنكار : مش لسه هستني قضايا ومحاكم... ادم محدش هيقدر ياخده مني..... بالذوق بالعافيه بالغضب بالقوة حتي لو اضطريت اخلص عليهم كلهم هعملها
امسك عمار بكتف أخيه قائلا : وانا قبلك محدش هياخد ادم مننا بس بالعقل ياعثمان وبعدين انت عارف اولهم واخرهم بالقضيه دي...كل اللي فارق معاهم الورث فلو رسيت علي شويه فلوس نرميها لهم مقابل تنازلهم عن القضيه مش مهم
تابع عمار التفكير في الحلول وطرحها علي عثمان الذي بدأ يهدأ وكعادته عمار يكون الماء التي تطفأ النيران التي عليها عثمان فهو ليس أخيه الأصغر فقط وإنما مرأته التي يري بها نفسه ويعكس تصرفاته .. نعم يقسو عليه احيانا ولكنه يعرف من داخله ان قسوة أخيه ليست الا قناع للقوه استخدمه ليحميهم به من غدر الحياة
.......
.......!
ضحكت نادين بخفه وهي تبعد خصلات شعرعا الاسود الفاحم عن وجهها الجميل بينما تقول : وليه لا..؟
قالت ميرهان صديقتها : وليه اه.....
قالت نادين بثقه ; عشان انا نادين الراوي... لما بعوز حاجة بوصل لها.. ودلوقتي بقي سيبيني عشان بابي مش مبطل اتصال
لوحت لصديقتها وخرجت من هذا المكان حيث كانت تقضي سهرتها لتلقي بحقيبتها الذهبيه بجوارها وهي تتناول الهاتف وتطلب يوسف الذي لايتوقف عن الاتصال بها ....
قالت بتذمر ; ايه يايوسف كل دي مكالمات
هتف يوسف بغضب : مش بتردي عليا ليه...؟
قالت ببرود : مش فاضيه..
: وراكي ايه...؟
زفرت بنفاذ صبر ; يوسف انت مش هتحقق معايا
اغتلت ملامحه فتلك الحقيرة تعيش حياتها بينما هو سجين ذلك المكان الكي لايستطيع مفارقته خوفا من عثمان ليقول بتهديد ; هو مش انا اللي هحقق معاكي ده البوليس بعد مااسلم الفيديو
: انت اكيد مش،في وعيك يايوسف
: لا انا في وعيي اوي... انتي اللي اطمنتي انتي وابوي وفاكرين اني هفضل في الجحر ده كتير
تهكمت : جحر.... بقي شقه زي اللي انت قاعد فيها جحر
: اه جحر وانا اللي محبوس فيه مع انك المفروض اللي تكوني فيه
لانت نبرتها لتقول بدلال : واهون عليك يايويو
: زي مانا هاين عليكي رميتي
:وانا قصرت في ايه بس..... بابي واخدك في حمايته
: باباكي بيحميكي بحبسته ليا والا كان جوزنا
: ياحبيبي ماهو بيفكر في حل يخرجك بيه من الموضوع ده وبعدها هنتجوز
زم شفتيه قائلا : بقي كدة
: طبعا ياحبيبي
:طيب يانادين لما نشوف اخرتها..... المهم انا عاوزك تعدي عليا
: اعدي عليك..!؟
:اه مخنوق من القعده بين أربع حيطان وعاوز اتكلم معاكي
:حاضر ياحبيبي.. الصبح هعدي عليك
: دلوقتي
: مش هينفع يايويو بابي هيعمل مشكله لو عرف اني عندك
أغلق الهاتف والقاه بعيدا وهو يدور حول نفسه بغل وغضب يلوم الخوف والجبن الذي اوصله لهنا
سحب نفس مطولا قبل ان يمسك هاتفه مجددا وبحذر يطلب رقم امه التي قالت بلهفه :يوسف
: حد جنبك
قالت وهي تقوم من جوار اختها : لا ياحبيبي.... شفت اللي حصل لأمك من تحت رأس الزفته بنت لبنى
عقد يوسف حاجبيه : ليلي..!
بكت بانهيار
; ايوة زفته...... ابوك طلقني يايوسف
انصعق قائلا : بابا
: ايوة... ومش بس كدة طردني من البيت وباعه
انتفض من مكانه : باع الشقه...
: اه.. سوسن قالتلي وكل ده عشان ال..... بتاعه الرجاله
صمت بينما احتقن وجهه بالدماء : وانا قلت ايه غلط.... واهي طلعت متجوزة الراجل اللي اسمع الباشا من ورا الكل
........!
قال المحامي بتأكيد ; ياعثمان بيه انا مش عاوزك تقلق خالص..... اولا القضايا دي بتاخد وقت وثانيا ليها حلول كتير
ارتاحت ملامح عمار بيننا هز عثمان رأيه قائلا :لا... لازم اقلق ومن دلوقتي انت وكل الي معاك مش هيكون وراكم غير القضيه دي لغايه ما اخد وصايه يوسف
قال المحامي بهدوء : اسمعني ياعثمان بيه واطمن مبدئيا قضيه زي دي..... اه عيله الاب بتكون ليها اولوليه الحضانه ولكن احنا بسهوله جدا هنشتغل على النقطة دي اولا ان الجد مريض ومشلول والعم مجرد شاب وهنجمع معلومات عنه ونثبت انه غير كفء لتربيه الطفل..... صمت لحظة بينما تابع : وعلي ناحيه تانيه سيادتك وعمار بيه مفيش اي جدال علي سمعتكم.... نظر الي عثمان وتابع بتردد : وهتكون خلصانه لو سيادتك او عمار بيه متجوزين وفي، جو اسري مهيأ للطفل
نظر عملى بطرف عيناه الي عثمان الذي تغيرت ملامح وجهه فلماذا كل الطرق تؤدي به اليها فهاهو الان بحاجة لها لضمان وجود ادم.... ولكن ايعني ان يطلب منها الزواج مرة ثالثه.....مستحيل..!
اكمل المحامي : عموما ياعثمان بيه انا هبدا إجراءات ضم يوسف وهتابع مع سيادتك
.......
...
قال ادم بلهفه : والقبطان عمل ايه...؟ اخد بنته زي ماوعدها
تابعت ليلي تمرير يدها بحنان فوق شعر ادم وهي تكمل باقي القصه له : القبطان نفذ وعده ...... تابعت القصه حتى استغرق ادم بالنوم..... التفتت الي عثمان الذي دخل من باب الغرفه وتوقف بضع لحظات يري استغراق ادم بالنوم بينما يستمع للحكايه
التي ليلي كانت تقصها عليه .... قامت ليلي من جوار ادم واحكمت الغطاء حوله وتحركت تجاه الباب متجاهله وجود عثمان الذي كور قبضته وهو يحاول الضغط علي لسانه لنطق تلك الكلمات والتي لاقي بها تأنيب شديد من أخيه لما فعله بعمها
.. حمحم قائلا يوقفها : استني
توقفت مكانها والتفتت له بنظراتها التي تريه كم هو إنسان بلامشاعر جاف وقاسي
زم شفتيه قائلا : اللي عملته في المستشفي مكنتيش انتي المقصوده بيه.... انا كان لازم اعمل كدة مع عمك بعد كل اللي حصل
لاتنكر انها تفاجأت بما نطق به فكلامه يحمل اعتذار او مجرد تبرير من شخصيه مثله فهو شئ لايصدق
لتقول بدفاع : بس عمي عمرة ما اذاني
قال بحزم : سكوته علي حقك في حد ذاته اكبر اذيه ليكي
عقدت حاجبيها ولا تنكر انه محق فيما نطق به ليتابع عثمان بينما خانته عيناه للنظر لعيونها وهو يقول : كان يقدر يحميكي اكتر من كدة بس هو سكت وطالما اختار السكوت من الاول يبقي يكمل فيه
قال كلماته وانصرف بعيدا عن عيونها ليتركها مكانها تائهه في سبب مانطق به... اهو اعتذار ام تبرير لاتعرف...
دخل عثمان الي غرفته وهو أيضا لايعرف لماذا قال لها هذا الكلام فمنذ متي هو بحاجة لتبرير أفعاله... لماذا كلام أخيه أثر به واستمع له حينما عاتبه عما فعله بها وحينما اخبره عما عرفه من ليلي عن حياتها السابقه.... لماذا يشعر بكل ذلك الحقد والكراهيه تجاه ذلك الحقير يوسف وأمه وحتى ابيه لما فعلوه بتلك الفتاه التي لاتلبث ويكتشف جانب فيها يغضبه ليس منها ولكن من نفسه التي انستقت في التفكير بها متناسيا انها امرأه...!!
امرأه تغدر وتخون...وتترك أبنائها وهو بحادتها من أجل رجل اخر..... رجل اخر أعطته ثروة زوجها وورث أبنائها..... ازداد احتقان وجهه بينما يتذكر وجهه تلك المرأه التي لايبارح حياته منذ أن اخذ علي كاهله مسؤليه حمايه إخوته من شرورها..... لقد كان مجرد طفل في الرابعه عشر حينما اخذ علي كاهله هذا الحمل... وضع سكين علي عنق رجل دون أن يهتم للعواقب من أجل اخوته ....! امرأه.... انها امرأه وهو لايثق بالنساء فلماذا وثق بها واعطاها ابن اخته بل وكان على وشك أعطاها اسمه....!! منذ متى وهو يفكر بأمراه..؟! منذ متى وهو ياخذ على كاهله حمايه احد سوي اخوته ..... ؟! تنهد وهو يسترجع ما اخبره به ادم عن صعوبه حياتها
انها انسان مظلوم بحاجة اليه.. ؟! اومأ لنفسه بارتياح وهو يجد لنفسه هذا التبرير... فليكن هذا هو سبب حمايته لها.... انها بحاجة اليه وقدمت معروفا لأبن اخته.. فليفعل المثل...!!
..........
....
هتفت مي بيأس : عمار صدقني ماما اتصرفت كدة بعد ما بابا فضل يصرخ ويحاول يفهمنا انه مصمم على القضيه دي
ظلت تتحدث دون أن تلقى رد لتقول : عمار انت سامعني..؟
نظر الي الهاتف حيث لم تتوقف مي عن محاوله التبرير ليهمهم ; ممم
قالت متابعه : خالد ميقدرش يزعل بابا وعشان كدة نفذ وطبعا في الاول والأخر ده عمه وانا عمته....تابعت بخبث : يعني محدش هيكون احن على ادم مننا
ازدادت تلميحا وهي تكمل : انا هكون زي أمه متخافش عليه وطبعا علاقته بيك انت وعثمان هتكون زي ماانتوا عاوزين.... انا هكرس حياتي لابن مدحت الله يرحمه.... ..... وحتي مش هفكر في الجواز خالص عشانه
ولا يمكن اتجوز الا واحد يكون زي ابوه
فهم ماتقصد من تلميحها ليقول : عندك كلام تاني
عضت علي شفتيها : انت زعلان مني
: لا ابدا بس مرهق وعاوز انام
اغلقت الهاتف باحباط شديد فهي لا تتوقف عن المحاوله وهاهي الفرصه امامها فليتزوجها ويحصل علي الوصايه...!
...........
....
همست فاتن : لا فلوس ايه ياخالد اللي توافق تاخدها
قال خالد باستفهام : امال ايه..؟
ضيقت عيناها بتأمل : تحط ايدك علي ورق الولد كله...
: وتفتكري ده هيحصل بسهوله
: ولا بصعوبه...... كدة كدة انت عمه الوصايه ليك ووقتها المجلس الحسبي هيعينك وصي على ثروة الولد
: ياخوفي يطلع مقلب وتكون كل حاجة بأسم اللي اسمع عثمان ده ومدحت الفقري يكون فعلا زي ماكان بيقول بيشتغل بس في المستشفي
: اللي اعرفه وواثقه منه أن المستشفى كانت شركة بأسم عمار وعثمان وندي ومدحت والفيلا والعربيه طبعا باسم ندي ومدحت كمان كان عنده العربيه... يعني ده غير نصيب ندي في ثروة اخوها
تنهد خالد : يااه ياماما ده علي كدة هنطلع ونقي علي وش الدنيا
اومات فاتن : طبعا امال فاكر ايه...!
.............
.....!
نامت ليلي من الإرهاق مقرره ان تذهب لابيها في الصباح ماان تهتم بادم قليلا
..........
ارتدي عثمان ملابسه وخرج من غرفته باتجاه غرفه ادم ليجدها فارغه
قالت هدي التي كانت تنظمها : صحي من بدري ونزل يفطر مع الانسه ليلي
اومأ لها دون قول شئ ليتجه الي الدرج
صباح الخير
قال لاخيه : صباح النور
خفض عمار صوته قليلا وهو يقول : هي كل شويه هدي تقول الانسه ليلى
انفلت السؤال من لسان عثمان : امال هي ايه..؟
قال عمار بلؤم : مراتك
رفع عثمان عيناه لاخيه بتحذير ليقول ببراءه : قصدي يعني حسب الاتفاق اللي بينكم
عشان كدة بقول على الاقل هدي والحرس يعرفوا انها مراتك
نظر الي اخيه وتابع مشاكسا : ولازم تأكد الاتفاق وتقعجوا في اوضه واحدة.... ابتسم وتابع بخبث : بس هي علي السرير وانا على الكنبه
هتف عثمان بحنق : عمار وبعدين.....!
: بضحك معاك يااخي.... فكها شويه
: طيب بطل هزار وخلينا نشوف شغلنا
: طيب مش هتتجوزها بجد
قال بنبره قاطعه : لا
: ولا عشان ادم
: لا...
رفع عمار حاجبه ينظر في أثر أخيه باستفهام اهو ينتوي بالفعل البقاء بهذا الاتفاق..؟!
.......
...
فتحت نادين عيونها بضيق على اتصالات يوسف لتقوم من مكانها وترتدي ملابسها وتنزل لابيها لتقول بدون مقدمات
: انت مش وعدتني هتخلصني من اللي اسمه يوسف ده
نظر عماد اليها ببرود : وهو مش ده اللي كنتي عاوزة تتجوزيه
قالت بمكر ; لا طبعا يابابي.... انا عاوزة بس اخلص من تهديده
قال عماد بغموض : قريب.... قريب اوى
هتفت بشغف : بجد يابابي
: اه
ابتسمت وهي ترتشف من قهوتها بينما تلمع تلك التخيلات براسها عن الخلاص من يوسف الذي ملت منه
...........
لم يتوقف ادم عن الكلام طوال تناوله الافطار مع ليلي وعمار وعثمان
: خالو عثمان.... انا قلت لليلي تقولك حكايه القبطان عشان تبقي تحكيهالي
التقت عيون عثمان بعيون ليلي التي خفضتها علي الفور ليقول عمار بمرح : وانا بلاش اتعلمها
هز ادم راسه : لا انت بتقولها غلط
ضحك عمار : ماشي ياباشا دلوقتى عمار بقي وحش.... و ليلى بقت صاحبتك
ضحك ادم قائلا : اه بحبها اوي
ابتسمت ليلي بعفويه وقبلته : وانا بحبك اوي
.........
....
قام عثمان من مكانه حينما دخل اليه حسان :
عثمان بيه عاوزك في المكتب
اومأ له وسار الي مكتبه ليقول :
مرات سامح مصممه تقابلك ياباشا
: دخلها
دخلت تلك الشابه لتقول بتعلثم :
ازيك ياعثمان باشا
قال عثمان باقتضاب :حسان قالي عاوزة تقابليني..... عاوزة حاجة
هزت راسها : لا خيرك سابق ياباشا...... ترددت قبل ان تقول : بس بصراحة ياباشا انا جايه ليك مخصوص
نظر لها باستفهام لتكمل ; اسفه بس في حاجة لازم اعرفها منك
اومأ لها لتقول : سامح طول عمره السواق بتاعك وبيعتبرك مع حفظ المقامات زي اخوه
نظرت له برجاء وتابعت : وحياة اغلي حاجة عندك ياباشا تقولي ومتخبيش عليا...... سامح متجوز عليا..!!
عقد عثمان حاجبيه بشده : نعم
قالت برجاء وهي تتجه اليه : انا عارفه انه راجلك ياباشا بس ابوس ايدك متخبيش عليا
أشار لها لتجلس مكانها قائلا بجبين مقطب :لية بتقولي كدة.. ؟
قالت برجاء : جاوب عليا ابوس ايدك
هتف عثمان بنفاذ صبر :
قولت فهميني
قالت المرأه بتعلثم ممزوج بدموع الشك : اصل امبارح ياباشا وانا رايحة ازوره زي كل يوم لقيت واحدة حاجة من الاوضه عنده
قاطعها بتأهب : واحدة مين
قالت وهي تهز راسها التي تفتك بها الظنون :معرفش، جريت اول ماشافتني محصلتهاش
قال بتساؤل : شكلها ايه
قالت وهي تهز كتفها : كانت لابسه نقاب ياباشا
ضيق عثمان عيناه لحظة يربط الأحداث قبل ان يقول ; حسان تعالي ورايا
اوقغته المرأه برجاء، : ياباشا
أشار لها بحزم : مفيش حاجة من اللي في دماغك دي...... أشار لاحد رجاله قائلا : سليمان روح الست بيتها وشوف طلباتها
.........
... ركب السيارة وبجواره حسان الذي قال ;
نفس اللي فكرت فيه ياباشا...... في حد بيدور ورا سامح
اومأ له عثمان قائلا : لازم ننقله من المستشفي
..............
....
انتهي عمار من أخبار ليلي بماحدث بالأمس بينما جلسوا بالحديقة بجوار اجم الذي يلعب بدراجته : بس ياستي دي الحكايه
: يعني مش عاوزين الولد
: لا طبعا كل اللي يهمهم الورث..... مدحت الله يرحمه كان غيرهم خالص ولو عارف ان اهله هياخدو بالهم من ادم مكنش وصي عثمان عليه
غص حلقها بينما يتذكر عمار اخته : ندي كانت مش اختي ولا اخت عثمان بس كانت بنتنا الصغيرة استحاله نفرط في ابنها
: طيب المحامي واثق ولا بيقول كدة وبس
تنهد قائلا : ان شاء الله يكون كلامه صح والقضيه تكون في صالحنا
نظر لها بطرف عيناه وتابع : بس تعرفي.....
يعني
....لو كان جوازك من عثمان بجد مش اتفاق ان ده كان هيخدم موقفنا في القضيه جدا
خفضت عيناها وفركت يدها بحرج فهي يصعب عليها ان تكون مصلحه ادم في يدها ولا تستطيع فعلها
قال عمار : انا مش بقول كدة عشان اضايقك ولا اضغط عليكى... انا بتكلم معاكي
اومات له ليقول بمشاكسه : وبعدين انا عاجبني رفضك جدا
نظرت له بشك : فعلا.؟!
اومأ لها قائلا : طبعا.... ذنبك ايه تتحملي جواز من غير مشاعر...... نظر لها بخبث وتابع ببراءه مزيفه : كنت هقولك وافقي لو كنتي حاسة بحاجة ناحيه عثمان.... إنما لو مفيش، مشاعر هقول ايه.....
اومات له بتأكيد بينما ارتبكت فجأه من كلام عمار فعن اي مشاعر يتحدث مع رجل كهذا الجبل : اه طبعا مفيش، مشاعر
سألها بلؤم : متأكدة
انفلت لسانها : هو اخوك ده يعرف حاجة اسمها مشاعر..... قاطعها بابتسامه ماكرة :
انا بتكلم عنك
خفضت عيناها بسرعه بالطبع لاتشعر بشئ تجاهه ليكمل بفضول : ليلي هو لو عثمان كان اتقدملك في طروف تانيه توافقي
هزت راسها : بعد اللي عمله فيا مستحيل
ساد الصمت قليلا قبل ان يتلفت عمار حوله ثم ينظر اليها قائلا : ليلي... انتي مش ملاحظة حاجة
عقدت حاجبيها وتلفتت حولها : اية.. ؟
قال بمكر : عثمان غير حراسته
هزت كتفها : وانا مالي
ضحك وهو يعتدل واقفا : وانا اللي فاكرك ذكيه..... انا قايم
: فهمني
هز راسه : فكري عمل كدة ليه ...؟
......
هزت راسها باستنكار وهي في طريقها للاطمئنان علي ابيها فهو لم يفعل هذا من أجلها كما يريد أخيه ان يجعلها تفكر.... ماذا تكون بالنسبه له ليفكر هكذا.... انها مجرد اتفاق....!
اغتاظ من نفسه حينما وجد قدمه اتسوقه الي المشفي ماان عرف بذهابها للاطمئنان علي ابيها
دخل عثمان الي مكتب حاتم متعللا بالسؤال عن مهدي ليقول حاتم : والله ياعثمان مفيش جديد.... الحاله زي ماهي... المسأله مسأله وقت
خفض راسه بتجهم ليسال : وهي عرفت حاجة.؟
هز راسه : لا زي ما انت موصيني خليت كل الدكاترة تطمنها
اومأ له ليقول حاتم بتردد ; بس انا مش معاك في ده ياعثمان
نظر اليه عثمان باستفهام ليقول حاتم ; لازم تعرف عشان تهيأ نفسها....
اشاح عثمان وجهه دون قول شئ ليتابع حاتم : طول ماهي مفكرة انه بيتحسن..... وقت ماهيموت هتكون صدمه شديده لها
قال باقتضاب : اعمل بس اللي بقولك عليه
خرج من غرفه حاتم وتوجه الي غرفه ابيها وهو يفكر بكلام حاتم.... انه محق ولكن لماذا يؤلمها منذ الان فهي بكل الاحوال ستتألم فليوجل المها بقدر الامكان
تفاجأت بوجوده ليقول : كنت في المستشفى حاتم قال انك هنا.....قلت اخدك في طريقي وانا مروح
قالت بهدوء : متتعبش نفسك انا لسه قاعده شويه مع بابا
: قاعدتك ملهاش لازمه
قالت پامل :يمكن يفوق... يلاقيني جنبه
ابتلع غصه حلقه يعرف ان هذا لن يحدث اذا قال دون أن ينظر اليها : لما يفوق المستشفي هتكلمني علي طول
الوقت اتأخر يلا عشان ادم اكيد مستنيكي
اومأ قائلة : طيب عندي مشوار هخلصه وارجع بعدها
عقد حاجبيه ; مشوار ايه
: انا.. انا رايحة البيت
: بيت ايه ..؟
: بيتي عشان عاوزة اجيب حاجات من هناك
اومأ لها قائلا : طيب تعالي هوصلك
: متتعبش نفسك
: وانا اية هيتعبني.... هشيلك مثلا
ثطبت جبينها من سخريته فهو لايطاق
انتهت من حزم بعض ملابسها وعادت برفقته لتقول بتردد وهي تخرج ذلك الظروف من حقيبتها والذي يحتوي على الأموال التي تركها عمها لها وتمد يدها له بها
: ايه ده.؟
: ده تمن المستشفى اللي دفعتها لبابا.... يعني جزء منها علي الاقل
عاد لينظر الي الطريق : ومين قال اني عاوز منك فلوس
: حقك
: حطيهم في شنطتك ومتتكلميش في الموضوع ده تاني
; لو سمحت تاخدهم... انا مش هقبل... قاطعها بحزم : قلت اقفلي الموضوع
نظرت له بغضب من نبرته ليزك شفتيه قائلا دون أن ينظر اليها : دي حاجة بسيطة متفكريش في حاجة غير والدك
هل لانت نبرته... نظرت له ببلاهه ولكنها سرعان ماابعدت عيناها عنه مجددا وابعدت اي تفكير بأنها بدأت تعيد النظر بشخصيته....!
.........
....
ضحك خالد بتستفزاز وهو يقول لأدم بتأكيد : قريب يادومي هتعيش معايا انا وجدو
احتقن وجهه عمار بالغضب لايستطيع التهور امام الطفل
: انا مش بحبك
قال ادم ببراءه ليضحك خالد مجددا ليستفز عمار : ليه بس يادومي..... ده انا لطيف اوي
وهكون زي بابي
توتر عمار ماان رأي عثمان يدخل من الباب بتلم الملامح المكفهرة وهو يستمع لكلام خالد : انت بتعمل ايه هنا
ركض الطفل الي ليلى ليقول خالد ببرود ; جاي لابن اخويا ولا هتمنعني
قال عثمان بحزم لليلى : خدي ادم واطلعي فوق
نفذت ماقاله لينقض عثمان علي خالد بغضب يمسك بتلابيبه : اسمع ياواد انت لو قربت تاني من ادم هخلص عليك
قال خالد ببرود : وماله.... اعملها.. برضه هناخد الولد
لكمه عثمان بقوة : بتحلم
ليباغته خالد بلكمه اخري فيسرع رجال عثمان للامساك بخالد بينما يهدر عثمان بصوت جهوري : ارموه برا ولوقرب لهنا تاني خلصوا عليه
: البلد فيها حكومه ياعثمان باشا وانا حالا هعملك محضر.... وابقي شوف هتاخد ادم ازاي
توترت نظرات ليلي التي استمعت لتلك الكلمات من أعلى الدرج بينما استشاط عمار وعثمان غضبا
: عثمان احنا لازم نتصرف... ابن ال.... مش هيجيبها البر
هتف عثمان باحتدام ; علي جثتي ياخدو الولد.... هخلص عليه بأيدي
........
ظلت طوال الليل تفكر فيما حدث.... هل تترك الصغير يتعذب مع عائله مثل عائلة والده ويتجرع مراره اليتم من أجل ميراث كما حدث معها من زوجه عمها بعد موت امها.... نظرت لأدم النائم بشفقه فهي ذان لديها ابيها اما هو فوحيد بلا احد ان انتزعوه من حضن اخوات والدته....!
.........
....
في اليوم التالي اتخذ عمار قرار ليتجه لاخيه الذي لم يذق طعم النوم
: عثمان انا هتجوز
نظر اليه عثمان بجبين مقطب ; ايه..؟
قال عمار بتأكيد : هتجوز عشان ادم طالما انت وليلى جوازكم متمش يبقي انا لازم اتجوز
مش لازم نسيب اي فرصه ليهم
نظر اليه عثمان بشك : وهتتجوز مين..؟
هز كتفه : بنت اللواء كامل
ازداد تقطيب جبين عثمان ليتابع عمار : بنت كويسه وعارفين عيلتها...
: انت واعي الي بتقوله
; جدا.... هتفرق معايا في أيه..... المهم برتاح لها وهي مناسبه يبقي اتجوزها وتضمن الوصيه ليا
: بس ياعمار
: مفيش بس...... اهم حاجة مصلحه ادم
...........
.....
أخيه محق..... نعم..!
وعمار متأكد ان عثمان لن يطلب الزواج من ليلي فكبرياؤه يمنعه وايضا لن يتزوج مثله لفتاه مناسبه فهو يعلم انه بالأساس بعد مافعلته امه يكره صنف النساء لذا فليفعلها هوو
...........
....
ضرب عمار المكتب بقبضته : يعني ايه..؟
قال الرجل : مقدرتش أقرب له مراته جت خفت وجريت
صاح بغضب ; فاشل
: ياعماد بيه الراجل حالته زي الزفت وهيموت كدة كدة
: اضمن منين ياحيوان انت...... قلت تخلص علي السواق ده بأي طريقه
..........
....
:وبعدين يامديحه هتفضلي تعيطي كتير
: مصطفي طلقني ورماني ياسلوي
قالت اختها بعتاب : انتي برضه زودتيها.... يعني تفضحي بنت اخوه كدة ويسكت
: انا قلت اللي شفته وانا هتبلي عليها
: بس البنت الشهاده لله متربيه
لوت شفتيها بحقد ; عشان مخدوعه فيها زي الباقيين.... دي بنت سوسه ومن تحت لتحت ولا تقدري تقوليلي مين اللي بين يوم وليلي متجوزها
قالت اختها بحيرة : يعني تفتكري ميكونش متجوزها ولا حاجة
قال بخبث :اهو قوليلي انتي.....
......
قال كامل مرحبا بينما يطلب عثمان ابنته شيرين لاخيه : طبعا موافق ياعثمان يشرفني
قال عمار : يبقي نكتب الكتاب اخر الاسبوع
قال كامل بدهشة : بسرعه كدة..... طيب قول خطوبه
: مفيش داعي... خير البر عاجله
............
....
قال اللواء مجدي ; اسامه ده اخر تحذير ليك المرة دي كامل أتدخل بعدها محدش هيقدر يتدخل قام عثمان الباشا وخصوصا ان البنت دي مراته
نظر له اسامه باستخفاف فهو صدق كذبه عثمان...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم وتوقعاتكم
اقتباس.جديد ..... الاقتباس السابق لسه قدام
كمم يوسف فمها مزمجرا : هيقتلني ياليلي لو اتكلمت....!
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك