بعد البدايه الفصل العشرون

0


 الفصل السابق

بدأت اشعه الشمس تغزو الغرفه 

لتفتح فريده عيناها بابتسامه حالمه لاتفارق شفتيها منذ الامس او بالاصح منذ اصبحت بقربه.... يخلب قلبها برومانسيته التي جعلتها عاجزة عن إيجاد شئ تفعله من أجله بعد كل مايفعله لاسعادها

بدر... 

همهم بينما يدفن أنفه بين خصلات شعرها.. 

قالت وهي تمرر يداها برقه علي وجنته لتوقظه ; يلا اصحي.... الصبح طلع وسندريلا لازم ترجع البيت  

فتح عيناه الناعسه بابتسامه علي تشبيهها ليقول بعيون عاشقه : وسندريلا هيهون عليها تسيب الامير 

ضحكت قائلة : لا ماهو الأمير هيروحها

علي حصانه 

ضحك واعتدل جالسا ليجذبها لحضنه قائلا : انتي بتجيبي الكلام ده منين  

نظرت اليه بعيون مليئة بالحب قائلة ; مش انت اللي كل شوية تخطفني برا البيت 

داعب وجنتها قائلا : اعمل ايه... ما انا مش عارف استفرد بيكي في البيت 

... بقيت مرة اخدك الاصطبل ومرة في الأرض والملحق والاستراحة....  

ضحكت بنعومه فكم تعشق مايفعله.... انها زوجته ومع ذلك شعورها انهم يختطفون تلك اللحظات يبعث احساس رائع بداخلها... 

تنهدت بسعاده قائلة :  

بس تعرف يابدر.... اللي بتعمله ده انا عمري ماتخيلته ..... انت مش متخيل انا مبسوطة اد ايه وانا شايفاك بتحبني اوي كدة وعاوز تفضل معايا 

: انا مش عاوز افضل غير معاكي ياقلبي وحياتي.... اصلا الوقت اللي بقضيه بعيد عنك بحس اني مش عايش 

نظرت لعيناه باعتراف : وانا كمان... اصلا انت نسيت في الكام يوم دول ازاي كنت عايشة حياتي من غير ماتكون فيها 

قال بلهفه ; بجد يافريده.... يعني بتحبيني زي مابحبك.. 

وضعت وجهه بين يداها الناعمه : انا بموت فيك

داعب ارنبه أنفها بانفه قائلا  : طيب وايه رأي اميرة قلبي نروح شهر عسل 

اجتاحت السعاده محياها فلم تفكر بهذا من قبل لتردد بعدم تصديق : شهر عسل..! 

اومأ لها وقبل طرف ثغرها قائلا : اه اية رايك نسافر كام يوم... شاكسها وتابع : احسن تقولي بخيل ماخدنيش شهر عسل 

ضحكت قائلة : بخيل..... لا طبعا مستحيل 

استدركت لتتذكر ; صحيح يابدر..... انت حطيت ليا مليون جنيه في حسابي 

اومأ لها قائلا : اه مهرك 

هزت راسها : مهر ايه..... لا طبعا ده كتير جدا 

داعب شعرها قائلا ; مفيش حاجة تكتر عليكي ياحبيبتي 

هزت راسها : ... بس ده كتير اوي... انا اصلا استغربت جدا لما وصلني كشف حساب البنك فيه مبلغ كبير كدة  

: سليم بيه رفض ياخد الفلوس..... بس ده حقك عشان كدة حطيت الفلوس ليكي في حسابك 

هزت راسها ; ربنا يخليك ليا يابدر..... بس  ده كتير جدا مفيش داعي 

جذبها لحضنه وقبل راسها قائلا : قلتلك مفيش حاجة كتير  عليكي...سيبك بقي من الموضوع ده وقوليلي..... ها تحبي تسافري فين... ؟

فركت عنقها قائلة : بس... الولاد 

قال : متخافيش عليهم امي موجودة وبدل الخدامه في عشره يساعدوها 

هزت راسها : لا يابدر مش هقدر ابعد عن سليم 

قال برجاء : اسبوع بس ياروحي 

: لا ياحبيبي ولا يوم واحد.. كفايه اني بسيبه طول الليل 

عقد حاجبه لتحيط عنقه بذراعيها : متكشرش بقي ياحبيبي 

هز كتفه : لا مش مكشر..... طالما مش عاوزة خلاص بلاش  

: لا مش مش عاوزة هي بس الظروف..... يعني اكيد مش هنكون مبسوطين واحنا من غير الولاد 

داعب شعرها بحنان قائلا : وانا عاوزك مبسوطة علي طول 

توسدت صدره  قائلة : انا مبسوطة طول ماانا معاك 

صمتت بضع دقائق قبل ان تهمهم  ; 

بدر 

قال ; نعم ياحبيبه بدر 

: هو انا ممكن اسالك سؤال 

: طبعا 

سألته بتردد السؤال الذي راود عقلها كثيرا : انت طلقت ايمان ليه 

نظر اليها لحظة قبل ان تقول بتفهم : انا مش قصدي طلقتها اليوم ده ليه .... انا قصدي انت يعنى.. يعنى اللي بينكم ده حصل ليه من الاول ..... 

تغيرت ملامح وجهه ليقول : اية لازمه الكلام ده 

: مش من حقي اعرف

تنهد قائلا : مش فكرة حقك أو مش حقك يافريده .... انا بس مش ،عاوز اتكلم في اي حاجة  تخصها .... خلينا في حياتنا 

قالت بمحاوله منها لتصل لأي شئ عن سبب هجره لايمان ; ماهي في حياتنا... راجل زيك اكيد بيفكر مليون مرة قبل ما يخطي خطوة لو ساب مراته بالطريقه دي اكيد في سبب 

سر 

هز راسه بجبين مقطب : مفيش أسرار ولا حاجة .... 

قالت بعناد : لا اكيد فيه..... لان التفسير اللي بيقولوه انك زعلان علي... 

قاطعها قائلا : فريده قلنا بلاش كلام في اللي فات 

تنهدت بقله حيله قائلة  : ماشي يابدر زي ماتحب 

لدي عودتهم للمنزل خرج فهد من غرفه المكتب ليساله بدر بقلق عن سبب وجوده بالمكتب بمثل هذا الصباح... :في حاجة يافهد 

اومأ له : اه تعالي عاوزك في موضوع مهم 

أشار بدر لفريده قائلا : اطلعي انتي وانا هشوف فهد واحصلك 

....... 

دخل بدر الي غرفه المكتب يسأل بقلق : 

مالك يافهد؟ في حاجة حصلت 

قال فهد بغضب ; في انك مش معايا خالص الكام يوم اللي فاتوا والشغل زي الزفت 

رفع حاجبه ; شغل اية 

: قلتلك مليون مرة خلينا نقعد مع منصور العيسوي 

هز راسه بنبره قاطعه ; وانا قلت مليون مرة  لا 

: ليه يابدر.؟ 

قال بدر بعناد : عشان انا شايف كدة ...طول عمرنا أعداء ولا انت ناسي 

قال فهد بعقلانيه ; الوقت اتغير..... دلوقتي الراجل عاوز الصلح... وعاوز يشاركنا وجه مصر وراك بنفسه يحاول يقنعك 

قال بدر : ويومها قلت لا...منصور شغله مش زينا وكله علي الغدر ولوي الدراع يافهد 

قال فهد بعنفوان : ميقدرش يغدر بينا  

: ابوه غدر بأبوك 

; من زمان 

خلصت  : يافهد لا يعني لا 

تنهد فهد بعدم رضي بينما تابع بدر قائلا : متشغليش بالك يافهد وانا هظبط كل حاجة 

............. 

... 

داعبت فارس بينما تصفف له خصلات شعره الناعمه وانحنت تقبلة قائلة : اية القمر ده بس 

.... قمر شبهه ابوك 

تعالت ضحكه بدر الذي لم تنتبه لوقوفه لتلتفت اليه بابتسامه : مش هتبطل كل مااقول كلمتين لفارس الاقيك واقف ورايا

هز كتفه واقترب منها قائلا : والله الكلمتين المفروض تقوليهم لابو فارس... 

ضحكت قائلة بدلال وهي تنظر لعيناه : وهو ابو فارس مشبعش من الكلام الحلو اللي قولته ليه الصبح 

أحاط خصرها بذراعه وجذبها اليه هامسا امام شفتيها ; ابو فارس مبيشبعش منك ابدا 

ضحكت بنعومه ليقترب منها اكثر مأخوذا بسحرها ولكنها سرعان مااوقفته قائلة : ... الولاد يابدر 

ضحك قائلا : وبعدين بقي هو في حد عاملي عمل مقربش منك في الاوضه دي 

ضحكت وحملت فارس واوقفته أرضا وكذلك سليم لتقول بمرح : ولا عمل ولا حاجة... انت اللي بتختار الوقت الغلط 

ضحك وشاكسها قائلا : الحاجات دي ملهاش وقت ياروحي 

وكزته بكتفه بخجل : انت اللي مش بتفكر غير في الحاجات دي... 

قبل ان تستدير لتخرج من الغرفه برفقه الأطفال جذبها بدر اليه والتهم شفتيها بين شفتيه المشتاقه لها دوما لحظات طويله قبل ان تبعده سريعا.. بدر... وبعدين 

تركها علي مضض تنسل من بين ذراعيه : جننتي بدر 

ضحكت وأخذت الأطفال للخارج قائلة : يلا اجهز وانزل عشان الفطار 

...... 

نزلت الي الاسفل حيث جلست فاديه بمكانها المعتاد بينما تحمل زينه ابنه ندي وفهد بحضنها.. 

: صباح الخير 

ابتسمت لها فاديه وهي تنظر اليها وقد امسكت بفارس وسليم بحنان : صباح النور يافريده... 

ركض فارس الي حضنها لتقول :  خدي يافريده شيلي زينه 

ابتسمت فريده وحملت الرضيعه الجميله بين ذراعيها لتداعبها بحنان بينما اجلست فاديه سليم وفارس بحضنها 

ابتسمت بحنان بينما قبعت تلك الملاك الصغيرة بين ذراعيها.... 

نظرت فاديه لفريده وهي تحمل الطفله ثم قالت بمغزي : عقبال ماتجيبي زيها يافريده 

رفعت فريده نظرها تجاهها ببطء لتهز فاديه راسها وتقبل كلا الطفلين قائلة بابتسامه : يلا شدي حيلك وهاتي ليهم اخ ولا اخت كمان.....

تسرب ذلك الشعور المؤلم لقلب فريده وسرعان ماراودتها تلك الذكريات...فهاهي السعاده التي عاشتها الايام الماضيه ستتبدد سريعا وقد بدأت فاديه بالتطرق لنفس الموضوع ...... لاحظت فاديه تغير تعبيرات وجهه فريده التي تحركت من مكانها مقررة ان تنصرف لتوقفها قائلة : طبعا زعلتي مني 

نظرت لها فريده بنظرة معاتبة وهل تتساءل لتقول فاديه : اقعدي بس يافريده.... 

هزت راسها قائلة بغصه حلق : بعد اذنك مش عاوزة اقعد  

قالت فاديه : لا اقعدي عشان تسمعيني... عارفة انك فكرتي اني بدأت ازن عليكي زي زمان بس انا برضه همي مصلحتك...نظرت لها وتابعت بصراحة : ومصلحة ابني طبعا منكرش

.... فريده يابنتي.... فارس وسليم دول حاجة وابن بدر منك هيبقي حاجة تانيه.... انتي متخيله هيبقي بدر مبسوط اد ايه... 

ابتسمت وتابعت :انا عارفة وشايفه غلاوتك ومكانتك عنده عشان كدة بقولك هاتيله ابن ولا بنت منك انتي 

نظرت لها فريده بغصه حلق قائلة بتمني فكم يؤلمها مجرد الخوض بهذا الحديث وفاديه ماان بدأت به لن تتوقف  : ياريت بأيدي بس ربنا اللي بيجيب مش انا ... واظن انا قلتلك قبل كدة ان سليم جايز اخر فرصه ليا 

قالت فاديه بتفهم : محدش اعترض على أمر ربنا بس كمان ربنا قال اسعي ياعبد 

نروح لدكتور اتنين عشرة اية رايك 

قالت فريده بصوت باهت لتنهي الحديث  : ربنا يسهل 

تنهدت فاديه توقفها عن المغادرة قائلة : برضه هتزعلي وتاخدي جنب مني 

.... فريده انا ولا بلف ولا بدور انا بقول اللي في قلبي وانا مكفرتش لما قلتلك اني نفسي اشوف لبدر عيال ...... وانتي اكيد نفسك زيي تسعديه 

نزل بدر الدرج لتتوقف فريده عن الحديث بينما حاولت تغيير ملامح وجهها الحزينه ولكنه سرعان ماكان يلاحظها وهو يقول .... صباح الخير ياأمي 

ابتسمت فاديه قائلة : صباح الفل والورد ياحبيبي 

جلس بجوارها ليمرر يداه بحنان علي ظهرها قائلا ; اية  مالك يافريده 

قالت فاديه  : أصلها زعلانه مني 

عقد بدر حاجبه متساءلا : وهتزعل منك ليه ياأمي 

قالت فاديه بدون تردد : عشان بقولها نفسي اشوف عيالكم.... 

قاطعها بدر : امي 

قالت فاديه بجراتها المعتاده : اية اللي امي هتسكتني ليه.... اية الغلط اني اقولها نفسي اشوف عيالكم.... 

خدها وروحوا لدكتور وعشرة واعملوا اللي عليكم 

اوقفها بدر بحزم : امي لو سمحتي الموضوع ده يخصني انا وفريده.... 

: انا عاوزة سعادتك

:و انا مبسوط... ولو سمحتي مش عاوز حد يضايق فريده ولا يزعلها تاني لأي سبب 

وضعت فريده يدها علي يده لتنهي الخلاف بينه وبين امه حتي لا يتشاجران قائلة :ماما مقالتش حاجة... انا مش زعلانه 

تفاجات به يلتفت اليها قائلا ; امال العيون الحلوة دي زعلانه ليه 

ضحكت فاديه قائلة  : هتعاكسها قدامي ولاايه ياابن الطحان 

نظر الي امه لتقول بمكر : خدها اوضتكم راضيها هناك براحتك 

أفلتت ابتسامتها الخجوله لتبتسم لها فاديه 

سعيده برؤيه ابنها سعيد... وهي تقول : متزعليش يافريده انا بس عاوزة سعادتكم 

اومات لها قائلة باقرار: عارفة.. انا بس اللي الموضوع ده حساس بالنسبالي 

جاءت جليله : الفطار جاهز ياست فاديه 

همس بدر : ماتجي اراضيكي زي مالحاجة فاديه قالت 

وكزته وهي تعطيه زينه ليحملها : بطل بقي يابدر...وخد شيل زينه شويه 


...... 

قام بعد الإفطار ليشير لها بعيناه ان تأتي معه لتوصله الي الباب 

مال تجاه وجنتها وقبلها قائلا : مش هتأخر عاوزة حاجة ياحبيتي. 

هزت راسها قائلة : لا خد بالك من نفسك. 

انحني وقبل وجنتها مجددا لتقول .. بدر اعقل حد يشوفنا 

ابتسم لها قائلا : ماقلتلك مبقاش فيا عقل

قالت بدلال : طيب هترجع  علي الغدا 

ابتسم قائلا : هتعمليلي الغدا 

اومات له بلا تردد : اه طبعا لو عاوز

ضحك قائلا : اكيد عاوز ااكل من ايدك ... بس خليه عشا 

: طيب تحب تأكل ايه 

:كل اللي تعمليه حلو 

: يعني مش عاوز حاجة معينه 

: لا مش عاوز اتعبك... بس انا بحب السمك

اومات له ; حاضر  

......... 

... 


في المساء عاد بمزاج رائق ليجدها اعدت له العشا كما وعدته ... بعد انتهاء العشاء جلس علي الاريكة وجذبها لتجلس علي ساقه

.... ورفع يدها الي شفتيه قائلا : اولا تسلم ايدك الاكل حلو اوي 

ثانيا انا فكرت في موضوع شهر العسل...وقررت اننا هنسافر نقضي كام يوم مع بعض وخلاص رتبت كل حاجة..... 

نظرت له ليكمل : هنسافر وناخد الولاد معانا 

كدة مفيش حجة ولا اعتراض وكمان هناخد سماح تاخد بالها منهم 

اتسعت ابتسامتها واحاطت عنقه بذراعيها : انت بجد يابدر 

رفع حاجبه :يعني ايه.؟ 

: يعني في راجل زيك كدة...طول الوقت بتفكر في اي حاجة  تسعدني.. انت بجد مش معقول 

دفنها بصدره قائلا : انا كل اللي يهمني اشوفك مبسوطة 

........ 

في اليوم التالي كان يصطحبها الي احدي قري الساحل الشمالي الرائعه ليوقف السيارة امام تلك الفيلا المطله علي البحر .... قفز فارس وسليم بسعاده بحديقه تلك الفيلا الصغيرة لتركض سماح خلفهم بينما وقفت فريده بجوار بدر الذي أحاط خصرها بذراعه لتستدير اليه قائلة بسعاده : ربنا يخليك ليا يابدر 

رفع يدها الي شفتيه ; ويخليكي ليا ياقلب بدر

......... 

... 

قالت خيريه بغل : ايييه ياايمان هنفضل واقفين ساكتين لغايه ماالسنيورة تلحس عقله اكتر من كدة 

قالت ايمان ببرود : ومين قال اني ساكته.... انتي مش دايما بتقوليلي فكري قبل ماتتصرفي انا بقي بفكر وبرتب عشان المرة دي ناويه العبها صح... 

دخلت سعاد قائلة بهمس : فهد بيه جاي بيطلع نار من دماغه ودخل علي اوضة الست فاديه 

اومات لها ايمان قائلة : طيب روحي انتي واتأكدي محدش يشوفني 

اومات لها لتسرع ايمان الي غرفه فاديه 

تحاول أن تستمع لما  مايدور بينها وبين فهد 


قالت فاديه بهدوء :  طيب وهو مش من حقه يرتاح شويه ولا الشغل اتكتب عليه طول العمر 

قال فهد بقليل من الانفعال : انا مقلتش كدة ياأمي .... هو بس الوقت مش مناسب 

السوق مولع الفترة دي وانا محتاج بدر جنبي ماانتي عارفة مش بعرف اتصرف في كل حاجة لوحدي 

اومات له قائلة : عارفة ياحبيبي.... بس اخوك  لأول مرة في حياته اشوفه فرحان كدة 

حرام تنكد عليه بمشاكل الشغل.... سيبه ينبسط ويعيش يومين من نفسه انا مش مصدقه انه بيضحك اخيرا 

حاول تتصرف انت 

اومأ لها بقليل من الخجل : حاضر ياأمي 

انتي عارفة ان لولا هو معودنا منعرفش نتحرك من غيره مكنتش، قلت كدة

ابتسمت بحنان : عارفة ان بدر ابوكم مش اخوكم بس 

... 


......

....

جلست فريده علي احد المقاعد الطويلة وخصلات شعرها تتطاير حول وجهها المبتسم بينما تلتقط الصور لبدر الذي يلهو في الماء برفقه فارس وسليم الذين تعالت ضحكتهم.... 

بعد قليل أتت سماح وأخذت الأطفال منه لتقوم فريده من مكانها وتجلس علي حافة حوض السباحة وترفع طرف فستانها لتنزل ساقيها بالماء.... سبح بدر تجاهها واستند الي حافة الحوض بجوارها لتقول بجبين مقطب : انا زعلانه منك علي فكرة 

:لية.. ؟

هزت كتفها : انت عارف ليه..؟ 

داعب وجنتها قائلا : مفيش لبس مايوه ياقلبي لو ده اللي مزعلك 

تلفتت حولها :وهو في حد غيرنا 

: برضه متحاوليش 

رشقته بقليل من الماء قائلة : مخك صعيدي

تعالت ضحكته الرجوليه  : انا 

اومات له : ايوة ومقفل اوي.... 

اقترب منها وحاوطها بجسده قائلا : وبالنسبه لرجلين سيادتك دي ايه 

نظرت الي ساقها التي ارتفع عنها ثوبها : والله 

مرر يداه باغواء علي ساقها قائلا : اه 

ضحكت لتجده بلحظة يحيط خصرها بذراعه ويجذبها لتسقط بالمياه وهي بحضنه.....


............ 

.... 


اسبوع بالجنه قضته برفقته هو الأطفال لن ينتسي ابدا... 

استقبلهم فاديه بسعاده : حمد الله علي السلامه 

: الله يسلمك ياأمي 

: وحشتوني 

: تيتا.... ركض فارس اليها لتحضنه بحب بينما تمتم سليم.... داداد... دادا... يقصد بها فاديه 

قالت فريده :  عيب ياسليم.... قول تيتا 

ضحكت فاديه من قلبها وهي تقول :  ابوه كان الوحيد اللي بيقولي فاديه 

تفاجأت بايمان تتجه ناحيتهم بابتسامه هادئة : حمد الله علي السلامه 

: الله يسلمك 

مالت وجثت علي ركبتها امام فارس تحتضنه : حبيبي وحشتني اوي... 

استغرب الجميع من هدوئها وتصرفاتها ولكن مضي الأمر 

......... 

عقدت فريده حاجبيها حينما أخبرها بدر فور عودتهم انه سيسافر الي القاهرة :

مش هتاخدني معاك 

هز رأسه قائلا : لا معلش ياروحي.... المرة دي بلاش.... عندي شغل كتير 

عقدت حاجبيها ليهمس باذنها : بس وانا راجع عندي مفاجأه

قالت بحماس : اية هي 

رفع حاجبه بابتسامه ; تدفعي كام 

ضحكت قائلة بغرور مصطنع :  اللي تطلبه.... انا مليونيرة معايا.... مليون جنبه وشويه فكه 

ضحك وداعب خصلات شعرها قائلا : لا طالما كدة.... انا هاخد بوسة 

ضحكت وقالت بدلال  : ماتاخد المليون 

هز رأسه وتركزت عيناه علي شفتيها بشغف :لا بوسة 

بخجل سيطر على كيانها اقتربت منه ورفعت نفسها علي أطراف اصابعها وببطء اقتربت من شفتيه التي هدرت بها الذكاء، ماان التحمت بشفتيها بينما تقبله لأول مره.....طار عقله من موضعه وسرعان ماتسلم زمام الأمور ليقود قبلتها الجاهله لتلتحم شفتيه بشفتيها في قبله شغوفه طالت كثيرا بيننا لن تتوقف شغاله عن تذوق طعم شفتيها التي تورمت  من آثار قبلته... بعد دقائق طويله حرر اسر شفتيها ولكن ذراعيه ظلت تحيط بها 

سألته بابتسامه عذبه ; اية بقي المفاجاه؟ 

نظر اليها قائلا : هجيب سليم بيه معايا وانا راجع خلاص ظبطت له كل حاجة 

قالت بسعاده : بجد يابدر 

: طبعا ياحبيبه بدر 

.... 

جلس بدر امام ذلك الطبيب المخضرم الذي حجز معه موعد لذا لم يصحبها معه... 

سأل بلهفه الطبيب بعد ان انتهي من اخباره بكل شئ يخص حالتها : اية يادكتور .. ؟

رفع الطبيب نظارته الطبيه بحيرة قائلا ; والله يابدر بيه طبعا من خلال اللي حضرتك حكيته هبقي بخدعك لو قدرت اقولك كلام مؤكد ولكن كل اللي هقوله احتمالات 

نظر اليه بدر ليكمل ;  المدام بعد الإجهاض المتتالي حملت علي طول بآخر طفل وده بيدينا احتمال كبير واحتمال كويس في نفس الوقت ان الإجهاض مش ماثر عليها ابدا 

أشرق وجهه بدر ليكمل الطبيب : بس من آخر حمل لها عدي وقت طويل من غير مايكون في حمل ومن غير موانع ده شئ قلقتني 

حمحم بدر يريد للطبيب ان يفهم ان منذ اخر حمل لها لم تكن في علاقه زوجيه الأ الشهر الماضي بعد زواجهم..... فهم الطبيب سريعا ليوميء قائلا :  لا... انا كدة فهمت وده بيدينا احتمال تاني كويس 

صمت لحظة ثم قال ; بس هرجع واقولك الأفضل اني اكشف عليها بنفسي يابدر بيه 

قال بدر بهدوء : قلتلك يادكتور الموضوع بياثر عليها نفسيا جدا 

اومأ الطبيب قائلا : وده الاحتمال اللي انا مؤقتا هرمي عليه كل الأسباب  

ان الحمل مكنش بيكمل بسبب الحاله النفسيه... طالما سيادتك بتقول كان في ضغوط معينه ودلوقتي انتهت 

صمت الطبيب بتفكير بضع لحظات قبل ان يقول :  طيب في اقتراح تاني هيكون مفيد لينا جدا في تقييم الحاله يابدر بيه... 

اومأ له بدر ليقول : انا عاوز اشوف التاريخ المرضي بتاع المريضه.... 

نظر اليه بدر باستفهام ليقول : اكيد لما كانت بتدخل المستشفى كان بيكون في تقارير عن حالتها 

قال بدر بحيرة : بس هي ولدت برا 

قال الطبيب موضحا : انا بتكلم عن الإجهاض يابدر بيه.... التقارير عن حالتها وقت دخول المستشفي وبعد كل عمليه اكيد هيساعدني كتير 

اومأ بدر له قائلا : حاضر هحاول اوصل للتقارير دي 

: تمام وانا هكون في انتظارك.... وحاليا 

مش هنصح غير بحسن الحاله النفسيه  بالاضافه لممارسة الحياة بطريقه عاديه جدا  لأن التفكير في الموضوع غلط وكويس انها متعرفش.... 

دون بضع اشياء بالروشته قائلا : 

وممكن تاخد فيتامين فوليك اسيد كل يوم قرص... 

نظر له بدر قائلا : بس لو اخدت الدوا هتعرف 

قال الطبيب : سيادتك ممكن تحطة في عصير 

من غير ماتاخد بالها 

ابتسم بدر للطبيب بامتنان قائلا :  متشكر اوي

: علي ايه يافندم ده واجبي  ... هستني منك االتقارير.. 

........ 


ارتجفت أوصال سميحة التي قالت بتعلثم شديد ماان تفاجأت ببدر امامها يسالها عن التقارير الخاصه بحاله فريده :  تقارير ايه

قال بدر : تقارير دخول وخروج فريده الطحان من  المستشفي 

: ايوة يابدر بيه بس 

قال بحدة : اية مكانش فيه تقارير 

قالت بتوتر : كان فيه.. بس... بس 

نظر اليها بدر بنظرات ثاقبه : بس اية. ؟

: ابدا... يعني الموضوع فات عليه وقت طويل و اتفاجات بطلبك ليهم  

قال بحزم : انا عاوزهم

اومات له تحاول التحلي بالثبات : حاضر بس اديني مهله اشوف مع أرشيف المستشفي  

اومأ لها : تمام... بس حاولي يكون في أسرع وقت 

........... 

... قالت ايمان بصدمه :  انتي بتقولي اية. ؟

قالت سمحيه بانفعال وخوف : اسمعي 

انا مش هروح في داهيه لوحدي 

حاولت ايمان التماسك وهي تقول : داهيه ايه.... مش كانت التقارير بتكون باللي انتي بتكتبيه

قالت الطبيبه سميحه : اه.... بس انا اضمن منين.... وأية اللي فكره بيها دلوقتي 

انتي لازم تتصرفي والا هقول علي كل حاجة 

قالت ايمان ببرود : متهددنيش...عشان انتي 

هتاذي نفسك قبل ماتاذيني لو نطقتي بكلمه

بدر قبل ما هيوصلي هيكون مخلص عليكى... متنسيش ان انا ام ابنه يعني انتي الخسرانة الوحيده 

تنفست سمحيه بغضب لتقول ايمان ; 

شوفي الزفت التقارير دي وظبطيهم وخلاص 

قالت سميحه : ١٠٠ الف 

: نعم 

: اللي سمعتيه..... بكرة يكون عندي ١٠٠ الف جنيه وانا اظبط كل حاجة 

قالت ايمان : وانا اجيبهم منين بكرة 

قالت سميحه : اتصرفي مش مشكلتي... 

...... 

... 


قالت خيريه بخوف  : الموضوع هيتكشف ياايمان 

قالت ايمان بتفكير  ;  لا طبعا مستحيل.... حتي لو شاف التقارير مفيش اي دليل.... انا بس اللي محيرني هو ايه اللي فكرة بحاجة زي دي 

: اكيد عاوز المحروسة تحمل

قالت بثقة : او جايز فعلا مش هتخلف تاني 

نظرت الي امها وتابعت : مش وقته المهم دلوقتي أخرس الزفته اللي اسمها سمحيه... 

قالت امها : طيب انا بكرة  هنزل ابيع شويه صيغه واجهز الفلوس 

قالت ايمان بتساؤل : وتبيعي دهبك ليه؟ 

قالت خيريه بخبث : عشان مناخدش فلوس من البنك.... بدر ممكن يشك ويسالك اخدتي مبلغ كبير مرة واحدة ليه 

اومات لها ; عندك حق ياماما.... طيب خدي دهبي  

هزت راسها : لا برضه هو عمره ماهيسالني انا 

..انما ممكن يسألك انتي عن دهبك 


........... 

في اليوم التالي وضعت هذا الظرف الذي يحمل المال بحقيبتها واتجهت الي المشفي غافله عن تلك العيون التي تبعتها.... 

انتفضت من مكانها حينما فتح بدر الباب قائلا ; انتي بتعملي ايه هنا....!!


.....

تحدثت فريده مع ابيها بالهاتف : حمد الله علي السلامه يابابا 

: الله يسلمك ياحبيبتي 

: وحشتني اوي 

; وانتي ياقلب بابا.... عامله ايه طمنيني 

قالت بسعاده : مبسوطة اوي يابابا

.... بدر بجد كل يوم بيحاول يسعدني عن اللي قبله 

قال سليم ; ربنا يخليكم لبعض 

: بكرة ان شاء الله بدر قالي هنقضي اليوم معاك احنا والولاد 

.... 


ارتجفت ايمان بتوتر بالغ وهي تردد من بين شفتيها : بدر 

عاد بدر السؤال وعيناه الثاقبة تنظر اليها : بتعملي ايه هنا 

تدخلت الطبيبه سريعا لتنقذ ايمان من هذا الشرك ; هتكون بتعمل اية يابدر بيه..... انت ناسي اني دكتوره ومدام ايمان جاية تكشف

عقد حاجبيه ; تكشف.؟! 

اومات سميحه بثقة ; اه مدام ايمان عندها مشكله نسائية وجاية تكشف زي اي ست 

نظر بشك لايمان التي استعادت ثباتها وهي تقول : تعبانه شوية يابدر وجيت للدكتورة 

قالت سمحيه وهي تشير لايمان لغرفه الكشف : اتفضلي يامدام   

خرج بدر والشك يملأ قسمات وجهه 

لتضحك سميحة بخبث وتنظر لايمان قائلة : 

هستني بكرة خمسين ألف تانين  

: نعم 

اومات لها بابتسامه بارده ; اه.. طبعا 

ده انا انقذتك حالا هتستخسري فيا مبلغ زي دا....... وبعدين اية ١٠٠ واية ٥٠..... انتي ناسيه انتي مين... ؟

نظرت الي الملف وقالت : وبعدين التقارير دي هتخليه يعرف انها مش هتخلف تاني.... 

ازدادت خبث وحقارة وهي تخرج احد على الادويه من احد الإدراج قائلة : ومن عندي هديه العلبه دي 

نظرت ايمان بتساؤل : اية ده. ؟

قالت سميحه : حطيلها حبايه كل يوم لمده اسبوع وهتعرفي 

قالت ايمان ; عاوزة اعرف دلوقتي 

ضحكت سمحيه قائلة : دي حبوب هخليها تنزف وطبعا وقتها هتجي المستشفي.... انا بقي ساعتها هديها حقنه الست شهور اللي بتمنع الحمل..... وتعيشي بقي مطمنه ولا حبوب ولا مرة تنسي تحطي الحبايه ولا تحمل وتسقطيها  

لمعة عيون ايمان بالشر لتلك الخطة التي لاتخطر علي راس بشر لتقول : لو حصل هديكي اللي انتي عاوزاه 

قالت الطبيبه بثقة : اتفقنا 

...... 

قال بدر باهتياج : والمزاد رسي علي مين.. ؟

قال فهد بانفعال : مراد الغانم

قطب بدر جبينه باستفهام.... مراد

اومأ له فهد ايوة

قال بدر بعصبيه : وهو ماله ومال شغلنا

: اشترى جناين الموالح والثلاجات من منصور العيسوي ودخل المزاد قدامنا

ضرب بدر المكتب بقبضته ليقول فهد : قلتلك نشاركه يابدر وانت رفضت... اهو باع الارض لغيرنا وبرخص التراب 

قال بدر بعصبيه : وبعدين يافهد.... 

...... 

لاحظت فريده شروده وقلقه منذ عودته وازداد تفكيرها في السبب وراء هذا حينما أخبرها انه لا يستطيع الذهاب معها لابيها كما وعدها

: لا معلش يافريده مشغول اوي النهاردة 

قالت باحباط:  ماشي حبيبي ولا يهمك 

اتصلت بابيها لتبلغه ليقول سليم ; .. اكيد زعلان من اللي مراد عمله 

رددت باستفهام ; مراد.... مراد عمل اية 

تنهد سليم بعدم رضي قائلا :  خسر بدر مزاد كبير اوي 

لم تفهم شئ ; مزاد.؟!! 

وهو مر

اد ماله ومال شغل بدر .. 

: مش عارف تفاصيل... هو فجأه قرر يدخل مزاد قصاد بدر 

: وانت عرفت منين يابابا 

: ابوه مش عاجبه اللي عمله واتصل بيا وقالي  

وكلمته قالي ده شغل ومجال جديد عاوز يدخله 

... بس انا واثق انه اكيد عمل كدة عشان يضايق بدر ويخلص انه ضربه 

سألت بحزن : بدر خسر كتير يابابا 

تنهد سليم قائلا : ربنا يعوضه يابنتي  

بقلم رونا فؤاد 

اية رأيكم وتوقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !