بعد البدايه الفصل الاول

0


 مقدمه

روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما نقل او نسخ أو نشر الروايه في أي جروب أو منصه أو تطبيق حيث جميع الحقوق محفوظه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله 

وسط سكون الليل تعالي صراخ يرج أركان ذلك المنزل العريق ليهب الجميع بهلع متسائلين عن سبب ذلك الصراخ الهستيري.....! 

بينما بداخل جدران تلك الغرفة الواسعه... تقافزت الدموع الملتهبه من عيون تلك السمراء الجميله وهي تصرخ بحسرة وقهر حينما استيقظت علي ذلك الألم الشديد ليتكرر هذا الكابوس المرعب للمرة الرابعه....!! 

بكت بحرقة وهي تحيط بطنها بكلتا يديها وتنظر بحسرة لتلك الدماء التي تغطي الفراش...... تخبطت دقات قلب هاشم بجنون ماان رأي حالتها ليغمض عيناه بقهر ويحاول السيطرة علي نفسه والتماسك فهاهي تنزف وتفقد طفلهم للمرة الرابعه.....!! 

احاطها هاشم بذراعيه يحاول تهدئتها.... فريده حبيتي ... اهدي 

وماذا يمكن أن يهدئها بذلك الوقت ليزداد صراخها وبكاءها الهستيري وهي تقول بقهر وحسرة... ابني راااح مني تاني ياهاشم.... ابني رااح

بيأس وقله حيله حاول تهدئتها وضمها الي حضنه ولكنها كانت منهارة بصورة هستيريه جعلته عاجز عن تهدئتها... .. كيف وقلبه ينتحب ولكنه ليس مثلها لايقوي علي الصراخ والبكاء وعليه الوقوف ثابتا .... فريده 

لكمته وضربته وتخبطت بين ضلوعه التي يضمها اليه بقوة وهي تصرخ بدموع حارقة.... ابني رااااح..... لييييه...... لييييه 

قال بصوت اجش يخفي به غصه حلقه المحترق : اهدي يافريدة ... اللي بتعمله ده غلط....

...... 

(قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 

انتفض بدر أخيه الكبير من نومه علي صوت الصراخ... قطبت ايمان زوجته جبينها تسأله... بدر في أية؟ 

تجاهل سؤالها وهب من مكانه الي خارج الغرفة.... 

خلفه كان باقي من بالمنزل يركضون تجاه صوت الصراخ.... 

اسرع بدر يقتحم الغرفة.... لتتسمر قدماه بالأرض وهو يري حالتها....! 

لحظات وكان فهد إخيه ايضا يدخل 

الغرفه وخلفه زوجته ندي..... 

في أية ياهاشم فريده مالها.... كان هذا صوت فهد اخيه الذي انصدم وانخرس كحال الجميع ليقفوا كالاصنام... صرخ هاشم بفتحيه احدي الخادمات ..ابعتي حد يجيب الدكتورة...بسرررعه

اسرعت فتحيه بتخبط خارج الغرفة

بينما حاول هاشم التحدث اليها قائلا.... اهدي يافريده ....وان شاء الله كل حاجة هتبقي كويسة 

رفعت عيناها الحمراء ككاسات الدم اليه واشارت الي بطنها بحسرة تقول ... اية اللي هيبقي كويس 

انت هتضحك عليا..... اييييه اللي هيبقي كويس..... 

اغمض عيناه بقهر يتأمل الخير ولكنه يعرف النهاية... 

سحب بدر نفس عميق ينظر الي دموع تلك الباكيه بوجع مزق نياط قلبه بينما 

هز فهد راسه بأسي علي حال أخيه الصغير وزوجته المسكينه ليشير الي الجميع بالخروج ماان أتت الطبيبه بخلال دقائق 


.......! 

: في أية... 

قطبت فاديه والده هاشم جبينها وهزت راسها بأسي وصدمه ماان خرج الجميع من الغرفه بملامح وجهه مكفهرة..... 

لتتراجع خطواتها للخلف ماان اسرعت تصعد الدرج لدي سماعها لصوت صراخ فريده للخلف بصدمه.... اسرعت تجاهها جليله خادمتها تسندها قائلة بخوف .. ست فاديه 

اسرع بدر وفهد تجاه والدتهم... التي قبضت بيدها علي الدرابزين تهتف باستنكار .... سقطت تاااني.... حفيدي ضاع تاااني 

قالت خيريه اخت زوجها وهي تسرع اليها : اهدي يافاديه

تعالي صراخ فاديه الهستيري...اهدي.... اهدي اية...... 

ازدادت حدة صوتها وهي تهتف باستنكار ;لييييه.... ليييه ياهاشم مسمعتش كلامي.... قلتلك بلاش الجوازة دي وانت صممت..... شؤوم مش بيعيش لها ولاد 

اكفهرت ملامح بدر واسرع تجاه والدته يحاول إسكاتها فليس الان بوقت مناسب لما تنطق به .... امي وبعديين.. حرام عليكي كفايه اللي هي فيه... 

رفعت فاديه عيناها تجاهه بحدة تصرخ به.... بعدين ايييه.... انت هتدافع عنها يابدر

اومأ بدر بصرامه ; اه عشان مينفعش اللي بتقوليه ده ... مش وقته اصلا 

دفعته فاديه بعيدا عنها بغل وبدأ صدرها يعلو ويهبط وهي تهدر بعنف ... امال امتي وقته.. ؟حفيدي ضاااع بسبب الشوؤم دي 

قالت جليله تحاول تهدئتها : ست فاديه اهدي 

هدرت بها بعنف : اخرسي انتي.... اية هتخرسوني في بيتي 

نظرت الي الجميع تصيح بهم : قلت ايه غلط..... رابع عيل يضيع.... اييييه فاكرني حجر 

هقف ساكته وانا شايفه قهر ابني الصغير اللي بقاله سنتين مستني منها حته عيل 

لكمت صدر بدر القوي بانهيار.... عاوزة اشوف لهاشم ابني ولد زي ماشفت ولادك وولاد فهد 

زم بدر شفتيه بينما تخرج أنفاسه الساخنه من بينهما فماذنب تلك المسكينه ليلقي الجميع باللوم عليها....! 

زجرته فاديه.: . اييية سكت ليه.... عشان لقيت عندي حق مش كدة ....

نظر اليها بدر بسخط دون قول شئ فهي كما تفعل دوما تعلل وجعها وقهرها سبب لتلوم فريده زوجه ابنها الأصغر والتي لم تتقبلها يوما....! 

(هاشم الطحان الابن الأصغر لعائلة الطحان المعروفه بالصعيد.... تحدي الجميع ليتزوج بفريده سليم تلك الفتاه التي التقي بها صدفه حيث يعمل ابيها مدير لكبري البنوك وهو كان ينهي بعض الأعمال ليري تلك التي سلبته عقله وضرب برفض الجميع عرض الحائط وصمم علي الزواج بها وهاهي امه لم تقبلها يوما وخاصة بعد تكرار إجهاضها) 

امسك فهد بيد امه يحاول تهدئتها فالوضع لايحتمل اي كلام فيكيفي مصاب اخيهم الصغير...تعالي ياأمي معايا 

اشار اندي زوجته... خديها ياندي اوضتها ترتاح 

قالت ندي زوجه فهد وهي تمسك بيدها ; تعالي معايا ياماما اهدي

تنفست فاديه بصعوبه لتقول.... سيبيني اشوف ابني ... 

قال بدر بحزم وهو يشير لندي وجليله بأخذها للاسفل ...قلت مش وقته ياأمي

نزلت فاديه الي البهو الضخم والذي ضاق عليها كضيق صدرها حسرة علي حال ابنها الصغير....! 

بأحد الاركان كانت ايمان زوجه بدر واقفه تتابع مايحدث بعيون جامده مهما حاولت التظاهر بالتأثر....!! 

لوت امها خيريه شفتيها قائلة بهمس شامت :احسن... اهي هتفضل فادية كدة مقهورة طول عمرها 

نظرت اليها ايمان بطرف عيناها دون قول شئ ثم عادت لتنظر لبدر من جديد... 

تنفس بدر مطولا ثم آلتف مجددا تجاه غرفة أخيه وزوجته لتتقابل عيناه بعيون زوجته التي سألها ... : انتي واقفه كدة ليه؟ 

هزت كتفها قائلة بتأثر زائف : ابدا... كنت هدخل اطمن علي فريده 

هز راسه قائلا : مفيش داعي.. روحي شوفي 

فارس 

اومأت ليقول لزوجه عمه وحماته خيرية التي قالت :هدخل اشوف الدكتورة قالت ايه 

:مفيش داعي... 

اومات له لينصرف الجميع من أمام باب غرفة اخيه وزوجته ليقف ينظر الي الباب الذي من خلفه اتاه صوت بكاؤها....! 

....... 

كان الموقف مؤثر تتمزق له نياط القلوب بغرفة هاشم وفريده فتهادت الدموع من عيون فاطمه تلك الممرضة بينما تساعد الطبيبه لتهدئة فريده التي صرخت بهم بجنون بعد ان غاب عقلها فهاهي تفقد رابع جنين لها خلال عامان .... ابني ماتت ليه... لييييه...... انا متحركتش ٣ شهور مش بتحرك .... اخدت الحقن كل يوم...لييييه...يموت.... ليييه 

امسكت بيد الطبيبه بينما الدموع تغطي وجهها تصرخ بها بقهر .. قلتيلي انه كويس...ماااات ليييه..... ليييه 

زم هاشم شفتيه يستغفر ولايدري ماذا يفعل لها بينما يشعر بتلك السكاكين الحاده تنغرس بقلبه مع كل كلمه تنطقها.... ازدادت هستيريا فاسرع ناحيتها يحتضنها وقد انكسرت رجولته وهو يقف عاجز لايستطيع فعل شئ لتخفيف وجعها وقهرها.... ضمها الي صدره بقوة فلكمته بقبضتها تصرخ ..... ابني مات لييييه ياهاشم...ليييه انا.... لية انا 

٣ شهور مش بتحرك عشانه.... اخدت الحقن كل يوم...... ليييه

غاب صوتها بينما اعطتها الطبيبه مهديء لترخي اهدابها وتغيب بدوامات سوداء عدلت الممرضه من وضعها علي الفراش بينما 

زمت الطبيبه راسها بأسي واعتدلت واقفه تجمع حقيبتها ثم تقول لهاشم ; متأسفة ياهاشم بيه...حاله اجهاض زي كل مرة 

اومأ لها يحاول التماسك لتقول : ياريت ننقلها المستشفى احسن عشان لازم تدخل عمليات.... 

اومأ لها لتقول : هتصل بالمستشفي تبعت عربيه الاسعاف 

هز راسه قائلا : لا روحي انتي وانا هجيبها وراكي بالعربيه يادكتورة 

فتح الباب ليجد اخيه الكبير بدر يزرع الممر ذهابا وايابا. ... اسرع ناحيته لينظر اليه هاشم بانكسار وماان انصرفت الطبيبه حتي ارتمي بين ذراعي اخيه الكبير الذي ربت علي ظهره بحنان قائلا : معلش ياهاشم .... ربنا يعوض عليكم 

هز هاشم راسه... لية يابدر ... ليه يحصل معايا كدة 

هز بدر راسه بتأثر قائلا : امر ربنا ياهاشم

ظل علي حالته مع اخيه بضع دقائق حتي ربت بدر علي كتفه قائلا ليشد علي عزيمته : اجمد ياهاشم مراتك محتاجلك... 

اومأ هاشم له ليقول : هاخدها علي المستشفي 

هز بدر راسع قائلا ; وانا هنزل استناك في العربيه. 

اومأ له لينزل بدر يسبقه ....حملها هاشم بين ذراعيه ينظر اليها بقلب ملتاع فقد تحملت الكثير لا ينكر ولكنه لم يكن يريدها ان تتعرض لهذا الموقف مجددا بعد اجهاضها السابق وهي من صممت علي الحمل بتلك المرة...... 

اخرست نظرات بدر كلمات امه التي لم تتوقف علي التشدق بها وهي جالسة بوسط البهو الضخم تخبط بكلتا يديها بحسره علي قدمها تريد أن يكون لابنها الأصغر أطفال وهاهو رابع طفل لا يكتمل حمله... 

أشار فهد لهاشم ليتابع طريقه للخارج وان يتجاهل كلام امه بينما نظر اليها بدر بعدم رضي وأسرع خلف اخيه....! 

قاد بدر بسرعه بينما نظراته تتمزق حزنا علي حال أخيه وزوجته الراقده بالخلف بين ذراعيه..... ومازالت تحت تأثير المخدر 

....... 

هزت خيريه راسها قائلة بتأثر زائف: وبعدين بقي يافاديه ....انتي كدة هتموتي نفسك 

قالت فاديه بحسرة : ياريت اموت ولااني اشوف ابني مقطوع النسل بسبب البنت اللي صمم يتجوزها 

نظرت ايمان زوجه بدر لحماتها وزوجه عمها بغل... الم تكن تلك الفتاه التي ذهبت بقدمها وخطبتها له بعد اصرار ابنها الصغير المدلل عليها.... ألم تكن هي من رضخت لرغبه ابنها وزوجته تلك الفتاه بعد ان كانت دوما تخبرها ان هاشم لها هي.....!! هي ابنه عمه التي انتظرته منذ الصغر لياتي بين يوم وليله واقع بحب تلك الفتاه 

قالت خيريه : اللي حصل حصل يافاديه خلاص.... وبعدين انتي قاهرة نفسك ليه هو العيب منها هي... ابنك زي الفل ويقدر يتجوز ويخلف من بكرة هي اللي شؤوم مش بيعيش لها ولاد... 

قالت فاديه بحقد وغل : ايوة.... المرة دي لازم ينفذ كلامي ويتجوز... مش هسمحله يرفض زي كل مرة 

عضت ايمان علي شفتيها بغيظ وغل... سيتزوج.... المرة الثانيه.! 

يتجاهلها ويكسر قلبها للمرة الثانيه...لقد مر عامان منذ زواجه بفريده وحتي هي تزوجت بأخيه الاكبر بدر ولكن بالرغم من كل هذا وحتي الان نيران قلبها لم تخمد بل تزداد يوما بعد يوم... نيران انها منذ صغرها تسمع من فاديه انها ستكون لهاشم ابن عمها..! انكسر قلبها وضاعت كل أحلامها بينما تراه يتحدي الجميع ويتزوج بتلك الفتاه التي هبطت من السماء فوق رأسها... خابت عقله وجعلته لايري بالفتيات سواها .... دفنت قهرها بقلبها وتزوجت بأخيه الاكبر والأكثر هيبه لعل النيران تهدأ ولكنها تزداد يوما بعد يوم..... تستيقظ كل صباح ظنا منها ان مادفنته سيظل بمكانه ولكن يوما بعد يوم تلتهب النيران المدفونه بقلبها وتحرقها.... لا يهديء من جذوة نيرانها الا رؤيه ذلك القهر والحسرة بعيونه وعيون زوجته وهم يفقدون الطفل يلو الاخر.... ازداد ونفسها سخونه وهي تتعده انه طالما هي تحترق حزنا فهو لن يري سعاده ابدا...!! 

..... والان يتزوج اخري لا لن تسمح بشئ كهذا ابدا ...!

كانت ماتزال شاردة بينما يبكي طفلها فارس علي ذراعها ولم تنتبه له لتزجرها فاديه بحدة : اية ياايمان مش سامعه الواد

انتبهت لتقول بتعلثم..: . اية.... .اااه اه ياماما 

قالت فاديه بحزم : هاتيه

اعطتها الطفل فضمته فاديه بحضنها.. انه حفيدها ذو بضعه أشهر ابن بدر ابنها الاكبر سندها وقطعه من قلبها ولكن هاشم هو مدللها ووتر قلبها ...قبلت فاديه فارس وضمته بصدرها وهي تمتم بحنان .... عمك هيجيب لك ولاد يلعبوا معاك... قريب قريب اوي ان شاء الله 

اغتلت دماء ايمان لتقول وهي تقوم من مكانها : هاتيه ياماما اطلع ااكله 

اومات لها فادية واعطته لها لتصعد ايمان لغرفتها وماان تدخل حتي تضع الطفل علي الفراش وتهرع الي الشرفة تتنفس بصوت مسموع....فقد اوجعها قلبها وشعرت بالاختناق ... لقد أحبت هاشم ابن عمها منذ الصغر... دوما كان ذلك الشاب الوسيم المدلل للعائله.. دوما كان خاطف قلبها وتحملت ان تراه يتزوج بأخرى.. بل ويتزوج ايضا 

تنهدت بثقل وهي تنظر الي الخاتم الذهبي بيدها والذي يقيدها.. فلو لم تكن زوجه أخيه لربما كانت لها فرصه ان تكون له ولو زوجة ثانيه....! 

... وقفت خلف سياج الشرفه الذي طالما وقفت خلفه تتابعه سنوات وسنوات تعد نفسها انه لها ولكنه قهرها وتزوج بتلك الفتاه.... ضاعت كل احلامها لتجده بين يوم وليله مصمم علي الزواج بأخرى... صمم وتحديي امه والجميع وتزوجها... دفنت حبها بقلبها كما كان دوما وبعدها تزوجها بدر أخيه الأكبر وابن عمها الذي لم تحبه يوما فقط وافقت حتى تحفظ كرامتها التي تبعثرت حينما تزوج بأخرى تاركها خلفه .... بدر لاتنكر انه رجل ذو هيبه وشخصيه رجوليه ولكنها لاتحبه فهو جامد المشاعر مثل هذا المنزل الصلب عكس هاشم الذي تبقي بهذا البيت فقط من أجل أن تكون بقربه .... زمت شفتيها بحنق وقبضت بيدها علي سور الشرفه بغل وهي تتذكر يوم زواجة بتلك الفتاه التي طالما اغدقها بالدلال والحب امام الجميع متجاهل العادات... بينما بدر جامد لا ينطق بالكثير..... فهي زوجته يعاملها جيدا ولكنها تريده ان يكون مثل هاشم الذي طالما حلمت به منذ طفولتها .. تنهدت مطولا واحتدت ملامحها بينما تعض علي أسنانها بتشفي وغل.... لن يكون له منها أطفال....!! لن يكون سعيدا ابدا بحياته مع من فضلها عليها......انكسر قلبه كما كسر قلبها... ذلك الغادر يستحق كل مايحدث له.... 

زفرت بحنق من صوت طفلها الذي لا يتوقف عن البكاء لتنظر اليه وقد احمر وجهه الجميل بينما انفطر قلبه من البكاء ..... 

لتخرج من الغرفة تنادي علي احد الخادمات :

سعاااد... سعاااد

ايوة ياست ايمان 

قالت بعصبيه : خدي فارس سكتيه

اومات لها واسرعت تحمل الرضيع لتقول ايمان بلهجة أمره :.. لما ينام ابقي حطيه في اوضته ومتجبيهوش هنا عشان انا هنام ومش عاوزة دوشة 

اومات سعاد لها و اسرعت تاخذ الصغير وتخرج من الغرفه 

........ 

.... (قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 

فتحت فريده عيونها بوهن شديد لتترقرق بها الدموع الحارة ولكنها حبستها سريعا بعيونها فقط نظرت بحسره لبطنها وكتمت اوجاعها التي يجب أن تعتادها فهي فقدت جنينها..... الرابع..! 

شعرت الممرضه باستعادتها لوعيها لتخرج من الغرفة تجاه 

هاشم الذي كان جالس علي احد المقاعد خارج الغرفة واضع راسه بين يديه بينما استند بدر الي الحائط بملامح وجهه جامده.. :المدام فاقت 

اومأ لها بدر ليشير الي هاشم قائلا : يلا ادخل اطمن عليها 

بأليه دخل هاشم الغرفة واتجه ناحيتها قائلا بصوت حفظت نبرته فهذا السيناريو تكرر اربع مرات... حمد الله على سلامتك 

هزت راسها دون قول شئ ليمرر يداه بحنان علي شعرها قائلا ; انتي كويسة 

سحبت الدموع الي داخل قلبها تنتحب وتريد ان تصرخ وترتمي بحضنه ككل مرة تفرغ وجعها وقهرها علي فقدان طفلها ولكنها تلك المرة لايجب ان تنهار فلم تعد تريد شفقه من احد تريد فقط ان تنتهي كل تلك المراحل التي حفظتها وتعود لمنزلها... 

نقي صوته وهو يري مقدار حزنها والذي هي تراه مكرر وهو يراه متفاقم اكبر من كل مرة هي تراه معتاد وهو يراه موجع اكثر 

قال بقلب ربط عليه فهو فقد طفله مثلها : فريده... حبيتي ان شاء الله ربنا هيعوضنا خير 

اغمضت عيناها ووضعت يداها علي حنجرتها تحاول تخفيف الم الغصه المؤلمة بتلك القوة من داخلها فأي ذنب فعلته لتنال عقاب قاسي كهذا... اربع اجنه تفقدهم قبل ان تتم شهرها الثالث.... لقد استمعت لنبض الجنين والطبيبه أخبرتها ان الوضع علي مايرام ماذا حدث اذن...... لقد كادت تطير فرحا 

وهي تعبر الي الشهر الثالث بأمان 

اذن ماذا حدث...؟! 

دارت الأسئلة الأليمه بخلدها لتغيب بنوبه بكاء حارة....،

التفت بدر الي أخيه فهد الذي لحق به يسأله 

: اية يابدر الاخبار؟ 

هز بدر كتفه.. ليزم فهد شفتيه بحزن قائلا : ربنا يعوضهم 

تنهد بدر قائلا : يارب 

قال فهد وهو يتلفت حوله : هاشم فين؟ 

: جوه معاها 

: طيب تعالي ندخل نطمن عليها 

اومأ له وسار بخطي بطيئة تجاه الغرفه... 

دخل فهد وبدر ينظرون الي اخيهم الواقف بجوار فراش فريده بينما الدموع الساخنه تسيل من عيونها بصمت.... 

حمحم فهد بصوت اجش قائلا : حمد الله علي سلامتك يافريده

اومات له دون قول شئ بينما انتهت الطبيبه من غرس الحقنه بيدها قائلة : الحقنه دي هتسكن الوجع حالا. 

وهي هناك أي شئ بالعالم يمكنه تسكين وجعها.... ان كان علي وجعها الجسدي تتحمله ولكن ماذا عن وجع روحها الملكومه 

نظر اليها هاشم بعيون متأثرة 

ليتفاجيء الجميع بها تسأل الطبيبه بصوت مختنق : ازاي...؟! . مات ازاي.. ؟! 

تجمدت الطبيبه مكانها بينما اقترب هاشم منها قائلا...اهدي يافريدة ده امر ربنا 

صاحت به : انا هادية.... انا بسأل بس ابني مات ازاي 

تصاعد صدرها صعودا وهبوط وهي تقول بينما الغصة بحلقها تكاد تخنقها : انا سمعت نبضه وانتي قلتيلي انه كويس، وان كل حاجة كويسة..... ازدادت نبرته حدة وتابعت بينما الدموع انهمرت من سجن عيونها الجميله لتمزق نياط قلب بدر وفهد وهاشم.... قلتيلي انه كويس..... قلتيلي متتحركيش... قلتيلي الحقن هتخليه كويس... انا سمعت الكلام.... مات ليه..... مات ازاي

انتي مش، دكتورة قوليلي لية ابني مات...... قوليلي 

خطي بدر خطوة يريد أن يسكتها عما تنطق به والذي كافي ليهدم جبل وجعا وقهرا....ولكنه سرعان ماتوقف مكانه.... 

امسك هاشم بوجهها ولكنها ابعدته بحدة وتابعت بصياح ليظن الجميع انها علي وشك ان تفقد عقلها ومن لاتفعل بمثل مكانها :ردوا عليا... مات ليييه.... ليييية قلتيلي انه كويس انا سمعت نبضه وشفته..... ليية 

حاول هاشم ضمها اليه ولكنها دفعته بعيدا بهياج وهستيريا وهي تنزع من يدها المحلول الطبي... اندفع فهد اليها قائلا باخويه... فريده اهدي

امسك هاشم بيدها يوقفها عما تفعله لتصرخ به :انا مش عاوزه علاج.. مش عاوز ابقي هنا 

مش عاوزة مستشفيات... ابني مات ياريتني اموت واحصله 

قال هاشم بتمزق : فرريدة حبييتي اهدي 

دفعته بصدره صارخه :ابعدو عني.... انتوا السبب 

بوغتت ملامح الجميع لتصرخ بهم باتهام : 

ايوة اكيد انتوا السبب... انا كنت كويسة وانت وعيلتك السبب في اللي حصلي.... انت اللي ضغطت عليا وفضلت تتخانق معايا.... واكيد ده اللي موت ابني 

احتدت ملامح هاشم وكان علي وشك الغضب عليها فهل تحمله ذنب موت طفلها وهي من صممت علي الحمل تلك المرة بالرغم تحذير الطبيبه... 

امسك بدر بكتفه وأشار له بالصمت ليتركها تهذي بوجع والم تلقي اللوم على الجميع بفقدان طفلها فليعذرها.... 

أشار هاشم للطبيبه لتحقنها بالمهديء بينما خرج برفقه إخوته 

ليهز رأسه بأسي : بقيت انا السبب في الاخر... قال فهد : معلش ياهاشم... اعذرها 

تابع هاشم بحنق : حذرتها ومسمعتش الكلام.... في الاخر بتتهمني اني انا السبب 

قال بدر بهدوء : معلش ياهاشم استحملها

زفر هاشم بحنق ; استحملت كتير لما زهقت.... ضغط من كل ناحيه هي بتحملني ذنب موت ابني وامك بتحملني ذنب اني مش عارف اجيب لها حفيد

انه يتشاجر معها لاينكر هذا فهي ووالدته لا يتوقفون عن الشجار ولكنها ظلمته تلك المرة.... فقد لبي طلبها وبقي اغلب الوقت برفقتها وكانا بمنتهي السعاده بالأمس ليحدث ماحدث 

............. هدا بالخارج برفقه إخوته ليدخل لها بعد ذلك ليطمئن عليها... 

استجمعت فريده نفسها قليلا ولكنه ماان اقترب منها حتي قالت 

: .. عاوزة افضل لوحدي 

نظر اليها لتعيدها باصرار قائلة : لو سمحت 

هز راسه قائلا : مينفعش اسيبك 

اغمضت عيناها واتكأت علي جنبها تريد أن تبكي كما لم تبكي من قبل ولكنها كبحت الدموع فهي ليست اول مرة ويجب أن تكون قد اعتادت هذا الوجع ولكنها بكل مرة تشعر به اكثر ضراوة

تنهد مطولا خرج ليوصي بها الطبيبه التي قالت : متقلقش ياهاشم بيه....انا هديها منوم والصبح هتكون احسن 

........... 

.... 


لوت فادية شفتيها ولم يصدق احد انها بمثل هذا الموقف تتحدث بكلام جارح كهذا.... 

: مش فاهمة اية المستحيل ان يكمل ليها حمل.... اي الصعب انها تخلف لابني حته عيل 

اغمض هاشم عيناه فهو ليس بحال ليرد على امه ليسرع صاعدا الي غرفته بينما يقول بدر بعصبيه وصوت عالي....امي.... اظن الوقت مش مناسب للي بتقوليه 

زجرته فاديه بغضب ; وانا قلت اية انا بتكلم من قهري علي حفيدي 

قال بحزم ; مش هتكوني مقهورة اكتر منهم 

ولو سمحتي كفايه عشان هاشم مش مستحمل والغلبانه كفايه عليها اللي شافته

اشاحت فاديه بوجهها قائلة بقسوة ;.واحنا كفاية علينا اللي شفناه منها..... دي شؤوم 

زفر بدر بعصبيه : وبعدين بقي....

قال فهد باستنكار ; اية اللي بتقوليه ده ياأمي؟ 

قالت فاديه بحدة : بقول الحقيقه... بقول انها شوؤم وهتفضل شوؤم... ماهو مراتك جايبه بدل العيل اتنين وانت يابدر بيه ماانت ابنك علي ايد امه اشمعني هاشم..... عشان مراته شؤوم مش بيعيش لها عيال.. دي الحقيقه 

هدر بها بدر بعصبيه مفرطة : امر ربنا هتعترضي

هزت راسها قائلة باصرار : لا بس ربنا قال خدوا بالاسباب...... وهاشم لازم يتجوز

نظر بدر بغضب ; هو ده وقته 

اومات له فاديه باصرار : ايوة هو ده وقته 

كان علي وشك الانفجار لتسرع اليه ايمان قائلة : بدر.. ماما عندها حق 

نظر اليها بدر بغضب ونزع يده منها واستقدار يغادر المنزل باكمله 

(قراءه ممتعه... رونا فؤاد) 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !