بعد البدايه الفصل الثاني

0


 الفصل السابق

... ♥️♥️♥️♥️

روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما نقل او نسخ أو نشر الروايه في أي جروب أو منصه أو تطبيق حيث جميع الحقوق محفوظه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله 

........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

في الصباح 

استيقظت ايمان بانزعاج علي صوت بكاء فارس بالغرفه لتقول بعصبيه خلال نعاسها

: انا مش قولت خديه برا يازفته ياللي اسمك سعاد 

انتفضت من مكانها حينما فتحت عيونها الناعسه ووجدته بدر هو من يحمل طفلهم يحاول هدهدته ليكف عن البكاء... 

ابتلعت لعابها وهي تقوم من الفراش سريعا باتجاهه قائلة بتعلثم : بدر.... ماخدتش بالي انه انت.. فكرتك سعاد.... قاطعها بنظراته الساخطة بينما يقول بتحذير من بين أسنانه فليست تلك المرة الاولي التي يلفت نظرها لتهتم بطفلهم الذي يكون اغلب الأوقات بين ايدي الخادمات : لا ابقي خدي بالك 

... وخدي بالك كويس اوي من ابنك بعد كدة 

قالت بنبرة خافته فكم تخشي غضبه : طيب وانا عملت ايه يابدر؟ 

قال بجمود : انتي عارفة انتي بتعملي اية كويس اوي.... ابني اللي تربيه امه مش الخدامات 

قالت بدفاع عن نفسها : انا بس كنت تعبانه يابدر.... وادي انت شفت اللي حصل امبارح فقلت لسعاد تفضل جنبه بعد ما فضلت طول الليل معاه بحاول اخليه ينام 

زفر وهو يعطيها الطفل قائلا : عموما انا حذرتك 

تركها ودخل الي الحمام للاستحمام لتضع ايمان الطفل بحنق علي الفراش تزفر من بين أسنانها.... ايصعب عليه أن يكون رجل لا يأمر طوال الوقت....! 

دخلت اليها سعاد بابتسامه قائلة : صباح الفل ياست ايمان 

قالت بجبين مقطب : صباح الزفت 

: لية بس كدة ياست ايمان؟ 

زجرتها بغضب وهي تخفض صوتها حتي لايسمع بدر ; انا مش قولتلك يازفته انتي تخليكي مع الولد.... اية اللي خلاه يعيط وبدر يسمعه

قالت سعاد بتعلثم : والله كنت شايلاه ياست ايمان وبدر بيه هو اللي لما رجع من برا دخل الاوضه من بدري واخده من ايدي 

قطبت جبينها متساءله : هو بدر مرجعش البيت امبارح

هزت راسها : لا.. رجع الصبح 

هزت راسها قائلة وهي تفرك خصلات شعرها البني الحريري... طيب خديه يلا غيري هدومه واعملي له رضعه 

اومات لها واتجهت تحمل الطفل لتقول ايمان بتحذير : اوعي حد يشوفك.. وتبقي تقولي لبدر اني انا غيرت هدومه ورضعته واديتهولك

اومات لها : حاضر ياست ايمان... 

اشارت لها تجاه طاولة الزينه قائلة : خدي الفلوس اللي هناك دي 

ابتسمت سعاد بسعه وهي تاخذ الأموال : تسلمي ياست الكل 

: يلا خديه وغوري من هنا 

.......... 

ماان خرجت سعاد حتي عدلت ايمان من قميصها الحريري الذي ترتديه وصففت خصلات شعرها ووضعت القليل من احمر الشفاه ووقفت بانتظاره... 

لحظات وخرج بدر يجفف خصلات شعره الفاحم بالمنشفه لتتجه اليه ايمان بخطوات بطيئة لتقول برقة : نعيما 

اومأ لها دون قول شئ واتجه للخزانه لارتداء ملابسه فتوجهت ناحيته وتوقفت امامه واحاطت عنقه بذراعيها قائلة بدلال : بدر حبيبي مكشر ليه؟ 

قال باقتضاب : مفيش

رفعت نفسها علي أطراف اصابعها وطبعت قبله علي جانب شفتيه قائلة برقه : طيب كنت بايت فين امبارح 

نظر اليها بطرف عيناه قائلا : حسيتي.؟ 

اومات له بجبين مقطب : طبعا ياحبيبي.... ازاي يعني مش هحس انك مش نايم جنبي 

ابعد يداها من حول عنقه قائلا ببرود : لو حسيتي كنتي اتصلتي بيا 

اولاها ظهره واتجه ليرتدي ملابسه بينما عضت ايمان علي شفتيها بغيظ... رجل صعب الوصول لتفكيره... لاتنكر ان نيران قلبها تزداد يوما بعد يوم الايكفي الا تكون بحياة هاشم ايضا تعجر عن الوصول لمساحة اكبر مما يعطيها لها بدر بحياته ... عكس هاشم ذلك الذي بمنتهى السهوله وصلت تلك الفتاه لقلبه واحتلته... فبدر لايملك قلب لتصل اليه... ؟! 


............. 

........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

نادت فاديه علي فتحيه حينما لم ينزل هاشم للإفطار قائلة : اطلعي شوفي هاشم منزلش ليه 

: حاضر ياست فاديه 

ماان نزل بدر الدرج حتي ركض مالك ابن فهد اخيه ذو الخمس أعوام اليه يتمتم باسمه لتتسع ابتسامه بدر فكم يعشق هذا الصغير فهو اول طفل بعائلتهم وبعده جاءت مليكة اخت مالك الصغري ثم ابنه فارس منذ عدة أشهر.... 

ابتسم بدر يداعب شعر مالك ابن فهد أخيه قائلا بحنان وهو يحمله ... صباح الخير علي حبيب عمه

قبله مالك وركض ليتسلق المقعد ويجلس بجوار بدر 

اغتلت ملامح ايمان التي نزلت لتناول الافطار لتجد ذلك الطفل جالس بجوار بدر 

لتقول بجبين مقطب : ندي خدي ابنك عشان اقعد 

اسرعت ندي زوجه فهد تحمل طفلها ليوقفها بدر باشاره من يده ثم يقول باقتضاب لزوجته :اقعدي في اي مكان 

زمت ايمان شفتيها بغل بينما نظرت خيريه امها اليه ثم سرعان ما قالت لابنتها : تعالي جنبي ياايمان... 

قال فهد وهو يتجه ليحمل ابنه : تعالي ياايمان مكانك... مالك فطر من بدري هو كان بيصبح علي بدر 

زفر بدر وزجر ايمان بنظراته الحارقة فهي لاتتوقف ابدا عن ازعاجه بتصرفاتها

ليقول بنبرة قاطعه : سيبيه يافهد 

حاولت فاديه تدراك الموقف لتقول لايمان : تعالي ياييمان اقعدي جنبي.... ماانتي عارف مالك قلب عمه وبيحب يقعد جنبه 

قالت ايمان بابتسامه زائفه : اه طبعا ياماما 

بعد قليل... نزل هاشم بوجهه متجهم ليقول باقتضاب.. صباح الخير 

قبل ابن أخيه مالك بحنان وجلس الي جواره قائلا بصوت اجش.. فتحيه هاتيلي قهوة ساده 

اومات له واسرعت لتقول فاديه..: انت مش هتفطر ياهاشم 

هز راسه قائلا : ماليش نفس

: لا ياحبيبي كل لقمه عشان خاطري 

تجاهل كلام امه وتناول فنجان القهوة يرتشفه يريد إيقاف هذا الصداع اللعين الذي يفتك براسه منذ الامس .... لقد تحولت حياته لجحيم بسبب هذا الطفل...! فريده لم تعد تري شئ سوي رغبتها بأن يكون لها طفل وأمه لا تتوقف عن رشقه بالكلام الاذع لعدم اكتمال حمل زوجته وكأن الأمر بيده ...! 

قالت فاديه من بين أسنانها لتحاول ان ترضيه ...هي عامله اية ياهاشم ؟ 

نظر اليها بطرف عيناه قبل ان يضع الفنجان بالطبق ويقوم قائلا ببرود : هي مين ... ؟

نظرت اليه فاديه قائلة باقتضاب : فريده 

هز راسه بتهكم : لسة فاكرة 

ابتلعت فاديه لعابها ببطء : ياابني ماهو امبارح معرفتش اتكلم معاك 

قال بعصبيه : لا اتكلمتي... اتكلمتي وقلتي كلام كتير الا الكلام اللي المفروض كنتي تقوليه في موقف زي ده.... واللي هو مراتك عامله ايه...؟.. ده بس اللي كان المفروض تقوليه 

نظر اليها بسخط لتقطب فاديه جبينها بينما تقول ايمان... ماما مكنتش تقصد ياهاشم 

قال ببرود وهو يغادر : ولا تقصد مش، فارقه 

قام بدر وفهد خلف اخيهم لتلقي فاديه بالشوكة بعنف علي الطاوله.... شايفه ياخيريه بيعمل فيا ايه عشان البت دي 

سخرت خيريه : امال لو كانت عارفة تجيبله حته عيل كان دافع عنها ازاي 

لوت فاديه شفتيها : بيكلمني كأني عدوته

قالت ندي بهدوء : لا طبعا ياماما اكيد ميقصدش هو بس زعلان علي فريده بصراحة ربنا يعينها علي اللي هي فيه 

قالت ايمان بتهكم وهي تنظر لندى ; وهي يعني أول مرة.... المفروض تكون اتعودت 

نظرت اليها ندي باستنكار : اية اللي بتقوليه ده ياايمان ..... تتعود علي ايه 

قالت ايمان ببرود : ماهي كل شهر يحصل لها كدة اية الجديد.. 

زجرتها امها بنظراتها لتقول بتاثر زائف... ربنا يعوضهم بقي .. .. 

هتفت فاديه من بين أسنانها : يعوضه من واحدة غيرها 

بدأت وصله النميمه لتنسحب ندي بهدوء تحمل مالك وتتجه للخارج حيث جلس فهد مع إخوته فهي منذ أن وطات قدمها هذا المنزل منك سنوات وهي تحاول البقاء بعيدا عن تلك المشاكل لتنعم بحياة هادئة مع زوجها.... 

اتجه فهد اليها لتقول له برقتها المعتاده : بعد اذنك يافهد ممكن اروح أزور فريده 

اومأ لها قائلا : ماشي.... سبييي الولاد مع جليله واطلعي اجهزي وانا هاخدك المستشفي 

ابتسمت له قائلة : حاضر 

ندي فتاه رقيقه تزوجت بفهد ابن عمها وهو رجل حنون تحبه وحياتهم تسير علي نحو جيد ربما عكس حياة إخوته... أخيه الاكبر بدر وزوجته حياتهم بارده بلا مشاعر فبدر رجل جامد قليل الكلام يتحمل عبء العائلة منذ الصغر دون كلل او ملل وزوجته ايمان ابنه عمه تزوجها حسب الأصول فهو من كان اعزب وقتما بدأ الرجال من الخارج العائلة بطلبها لذا كان حسب الأصول هو اولي بها منهم وبالرغم من انها دوما تحاول استمالته الا انه يري انها تصطنع القرب لذا لايدعها تقترب من قلبه الذي لايعرف احد له مكان بينما هاشم وزوجته حاله اخري.... حظي بحب خاطف كحياته اعجبته فريده من اول وهله ولم يتواني عن الزواج بها... عاش كما اعتاد بسعاده ولكن سعادتهم تعكرت بما أتت لهم تلك الرياح المشؤومه 

قال بدر ; يلا ياهاشم روح شوف مراتك 

هز هاشم كتفه قائلا : .. شويه كدة 

قطب فهد جبينه قائلا ; شويه ايه لا ... قوم ياهاشم مينفعش تسيبها لوحدها 

يهرب من رؤيتها بتلك الحاله التي فاقت احتماله.. أخبرها انه لايريد أطفال فلما لم تستمع له... يريدها ولايهتم لأمر الأطفال الا من أجل امه فلماذا كل هذا العناد من جانبها فكم يتمني ان تعود تلك الفتاه التي عصفت بكيانه من اول وهله بينما تحولت لحطام امرأه منذ ضياع اول جنين لها...! 

قال فهد بتشجيع : يلا قوم ياهاشم وانا وندي جايين وراك 

امسكه بدر من كتفه قائلا.. يلا انا كمان جاي معاك.... 

.......... 

... 

بخطوات متعثرة خطي ذلك الرجل ذو الهيبه سليم الغانم ابواب المشفي بقلب لهيف علي وحيدته ليستند الي كتف ابن أخيه مراد....! 

ارتمت فريده بحضن ابيها ما ان رأته لتقول بعويل ... بابا... ابني مات يابابا 

ضمها سليم اليه بحنان وربت علي خصلات شعرها لتهديء بعد قليل...... 

رمش مراد بعيناه يحاول الحفاظ علي ثباته فهو لا يحتمل رؤيتها بتلك الحاله ويتمني ان تدرك تلك المرة ان حياتها برفقه هاشم انتهت.....! 

قال مراد بنبره حنونه : حمد الله على سلامتك يافريده 

اومات له بصوت مختنق : الله يسلمك يامراد 


احتدت ملامح هاشم ماان دخل الغرفة ووجد ابن عمها لتلتقي نظرات مراد بنظرات هاشم لحظات..... نظرات تحدي كما كانت دوما 

فلم يخفي علي هاشم ان مراد طالما كان يريد فريده لنفسه ويكرهه لانه من فاز بها ولم 

يكن مراد بأقل منه تحدي فهو يحب فريده و طالما تمناها ولكنها لم تري به اكثر من انه ابن عمها واخيها الاكبر ليأتي هاشم ويأخذها منه... 

قال هاشم : حمد الله على السلامة ياعمي 

اومأ له سليم قائلا : الله يسلمك ياهاشم

انحني يقبل جبين فريده قائلا بحنان : عامله اية النهاردة ياحبيتي 

اومات له فريده دون قول شئ وقد كانت تلك حالتها بالايام التاليه صامته شارده في الفراغ والدموع متحجرة بعيونها.. لاتوجد لديها رغبه لفعل اي شيء حتي انها من طلبت ان تبقي بالمشفى بضعه ايام اخري فلا تريد أن تغادر هذا الفراش... 

زم مراد شفتيه قائلا بقلق: ايه ياعمي هنسيب فريده في الحاله دي لغاية امتي 

تنهد سليم بثقل قائلا : ياريت في أيدي حاجة اعملها 

: ياعمي واضح جدا أن عندها حاله اكتئاب 

اومأ له سليم : ماهو اللي حصل لها مش شوية 

: خلينا ناخدها معانا تريح اعصابها واضح انها مش عاوزة ترجع بيت هاشم 

قال سليم : قولتلها ورفضت..... قالت عاوزة تفضل هنا 

سحب نفس مطولا بينما لايدري ماذا يمكن أن يفعل لها ليقول : طيب انا هكلم دكتور صاحبي يجي يشوفها 

: ماهو هاشم مش مقصر والدكاترة حواليها 

قال باصرار : برضه ياعمي خلينا تطمن عليها 

............ 

.... ........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

قالت فادية : مراتك هتفضل لغايه امتي في المستشفي ياهاشم 

هز راسه قائلا : مش عارف ياأمي حالتها وحشة والدكتورة قالت هناك احسن لها

أفلتت الكلمات البارده من إيمان ; وهي أول مرة 

نظر اليها هاشم بطرف عيناه ثم اشاح بوجهه وهو يقول بمغزي : اعصابها تعبانه.... مش عاوزة تشوف حد 

زمت ايمان شفتيها وقالت يخفوت من بين أسنانها : .يبقي تفضل هناك احسن. 

نظر اليها بدر بتحذير لتخفض عيناها علي الفور دون قول شئ... 

قام هاشم من مكانه قائلا : انا رايح الشركة يابدر شوية وبعدين هبقي اروح المستشفي 

اومأ بدر له قائلا : انا هغير هدومي واحصلك 

صعدت ايمان مسرعه خلف بدر....دخلت خلفه واغلقت الباب لتصطدم عيناها به بينما خلع ملابسه.... فكم اشتاقت اليه...! 

مررت عيناها ببطء علي جذعه القوي وهي تقترب منه قائلة بنعومه : بدر.. 

التفت اليها لتتوقف امامه وتنظر اليه بنعومه هامسه... انت متغير معايا ليه..... انا مقصدش حاجة.. ماما فاديه متضايقه وانا بهديها 

نظر اليها بنظراته الثاقبة كما اعتاد فهو قليل الكلام ولكن عيناه النافذه تقول الكثير مررت اصبعها برقه فوق عضلات صدره قائلة ; انا بحبك ومش عاوزة حاجة تأثر علي علاقتنا 

وهل يوجد بينهم علاقه تهكم بداخله... انه حتي حينما يكون معها يؤدي واجب ليس اكثر بالرغم من انها انثي جميله ولكنه دوما يري بنظراتها عكس ماتقوله شفتيها..لذا يشعر بأنها مزيفه لاتستحق ان يقربها منه.. قربت شفتيها من شفتيه لتلثم طرف شفتيه هامسه : وحشتني..

لم يستجيب لها لتقول بنبره منكسرة : هو انا موحشتكش يابدر.. انت بقيت بتكرهني

ربت علي يدها قائلا : مش بكرهك ياايمان ولا حاجة 

قالت برجاء : امال بتبعد عني ليه ..... انت حتي بقالك كام يوم مش بتبات في البيت 

: مشغول وانتي عارفة ظروف هاشم 

هزت راسها قائلة : اذا كان هاشم نفسه بيبات في البيت 

قال باقتضاب : ايمان انتي عارفة مش بحب حد يحاسبني 

قالت بسرعه : مش بحاسبك ياحبيبي انا بس بقول اني مراتك ونفسي احس اني قريبه منك واني بوحشك... حقي ولا لا يابدر 

هنا لايجد مايقوله فهو ليس بظالم ابدا ليوميء لها قائلا :حاضر ياايمان 

اتسعت ابتسامتها وهي تقول : يعني هنتعشي سوا النهاردة 

اومأ لها وتحرك خطوتين مبتعدا يكمل ارتداء ملابسه بينما ارتسمت ابتسامه منتصرة علي شفتيها فهي لاتنكر انها بالرغم من حبها لهاشم الا ان بدر رجل صعب الوصول اليه ومجرد ان تخطو خطوة تجاهه فهذا انجاز فهو بقربه يستطيع جعل اي انثي راضيه.. 

............. 

.... 

سحب هاشم نفس عميق ووضع يده فوق يد فريده قائلا.. فريده حبيتي هتفضلي في الحالة دي كتير

سحبت يدها ببطء من أسفل يده قائلة باقتضاب... انا كويسة 

: طيب مش عاوزة تروحي البيت 

ارتجفت شفتيها دون ارادتها فهي لاتريد رؤيه اي مكان بهذا المنزل حتي لاتتذكر فقدانها الأليم لاطفالها الواحد يلو الاخر 

قال هاشم بحنان : طيب تحبي نسافر اي مكان كام يوم نغير جو 

هزت راسها.. ليمسك بذقنها ويرفع عيناها الجميله اليه قائلا : طيب عاوزة اية ياحبيتي.... قوليلي اعمل اية عشان تخرجي من الحاله دي 

أفلتت منها الكلمات الحارة.. عاوزاك تطفي النار اللي هنا 

اشارت لقلبها لتتجمد نظرات هاشم بينما سرعان ماتفر الدموع الملتهبه من عيونها وتندفع الكلمات المنتحبه من بين شفتيها تفرج عن مكنونات صدرها .... لو تقدر تطفي النار دي طفيها ياهاشم... انا موجوعه اوي اوي... مش حاسة بحاجة غير وجع.... قلبى واجعني قلبي اللي مش بيحلم باي حاجة غير انه يسمع كلمه ماما 

جذبها الي حضنه ليوقفها عن الاسترسال فهو لايتحمل سماع المزيد مماقالته... سحب بدر نفس عميق بينما استمع لكلامها ليتراجع خطوة متقهقر فأي جبل هموم تحمله بصدرها تلك المسكينه..... ان كان هو كرجل لايتحمل فكيف بها....! 

بعد وقت طويل 

هدات نوبه بكاءها ليربت هاشم علي كتفها بحنان قائلا : اهدي حبيتي وكل حاجة هتبقي كويسة.. 

فتح سليم وخلفه مراد الباب ليحتقن وجه مراد ماان وجدها تبكي بين ذراعي هاشم فهو يتقلب علي جمر ملتهب كلما يراها بين ذراعي رجل اخر... حمحم سليم قائلا بحنان : فريده حبيتي عامله اية 

اومات لابسها وقد تحسنت بعدما بكت بين ذراعيه : انا كويسة 

التفت سليم الي هاشم قائلا : اية رايك ياهاشم انا بفكر اخد فريده عندي كام يوم تغير جو 

بالطبع سيرفض بقوة فهو لا يكره شئ تواجدها بمنزل ابيها لوجود مراد بالانحاء وطالما تشاجر معها لذلك السبب ... 

ولكن الموقف الان حساس في ظل ظروفها ليتنهد بارتياح ماان اعفته فريده من هذا الموقف وهي تقول : لا يابابا مفيش داعي 

قال مراد : اسمعي كلام عمي عشان تغيري جو يافريده 

هزت راسها برفض لينظر اليه هاشم بوعيد فلولا الموقف لكان لكمه في أنفه بقوة 

قال مراد :عموما انا كلمت دكتور صالح عشان يجي يطمنا عليكي

عقد هاشم حاجبه باستنكار ولم يعد يستطيع الاحتمال ليقول بحدة : علي اساس اني لو شايف مراتي محتاجة لدكتور هستناك تجيبهولها

قال مراد ببرود : انا مقصدش.... فريده بنت عمي وخايف عليها 

هتف هاشم بحدة : بنت عمك مراتي متنساش ده 

هتف سليم ياحتدام : مراد.... هاشم لو سمحتوا.. فريده اعصابها مش متحمله 

قال هاشم بغضب ; عمي انت لو سمحت كل واحد يعرف حدوده

...... (هاشم) كان هذا صوت فريده 

التفت اليها لتقول ; لو سمحت روحني البيت 

تنهد قائلا ; ماشي حبيتي زي ما تحبي 

هخلص الإجراءات 

اومأت له ليخرج وهو ينفث النيران.... الاقي بأخيه ليقول بتساؤل :في أية ياهاشم ؟ .. 

: هقتله... ابن ال.... انا عارف ان عينه منها وجاي يستغل الفرصه 

اوقفه قائلا ; طيب انت رايح فين؟ 

: هخلص الإجراءات 

: روح انت خليك معاها وانا هخلص كل حاجة 

...... 

احتضنها ابيها بحنان جارف وقبل راسها قائلا : خدي بالك من نفسك ياحبيتي 

: متقلقش يابابا انا كويسة 

قال مراد وهو يودعها : فريده مش محتاجة اقولك اني جنبك 

; متشكرة يامراد 

.......... 

... ........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

لم تعكر ايمان مزاجها بالرغم من انها ماتت غيظا وهي تراها تخطو مجددا عتبه المنزل.. اسرعت فتحيه تجاه فريده قائلة :حمد الله علي السلامه ياست فريده 

ابتسمت فريده قائلة : الله يسلمك يافتحيه 

قالت جليله وهي تتوجس خيفه من فاديه : يااهلا ياست فريد حمد الله على السلامة 

: الله يسلمك

تحب جليله تلك الفتاه ولكنها منذ أن كانت في الخامسة عشر وهي خادمه فاديه وتعرف بقسوتها ولكن بقلبها تحب أولادها اكثر من اي شئ ولكن فريده امرأه طيبه وتحبها 

وقفت سعاد خلف ايمان بنظرات كراهيه كحال سيدتها بينما اسرعت ندي ناحيه فريده تستقبلها: حمد الله على السلامة يافري

: اللي يسلمك ياندي 

قالت ايمان ببرود : حمد الله على السلامة 

قالت فريدة باقتضاب : الله يسلمك 

ظلت فاديه تراقب من اعلي الدرج بعيونها الغير راضيه.... فطوال ما تري ابنها متمسك بتلك الفتاه التي تحرمها من رؤية أطفاله ابدا لن ترضي....! 

قال هاشم وهو يحيط كتفها بذراعه ; يالا يا حبيتي عشان ترتاحي 

قبل ان تخطو خطوة كان يحملها ويصعد بها 

لتتغير ملامح بدر دون ارادته ويستدير ليغادر.. :بدر .. اسرعت ايمان خلفه تناديه : انت رايح فين يابدر..... مش قلنا هنتعشي سوا

اومأ لها قائلا : ساعه وراجع 

ابتسمت قائلة : هستناك ياحبيبي 

.......... 

... 

وضعها هاشم برفق فوق الفراش ومرر يداه برقه علي خصلات شعرها قائلا :حمد الله علي السلامه ياحبيتي... 

ابتسمت له قائلة : الله يسلمك 

: تحبي اخليهم يطلعوا العشا دلوقتي 

هزت راسها قائلة : لا ماليش نفس.... هقوم اخد شاور واجي انام.... عاوزة انام 

اومأ لها قائلا : زي ماتحبي.. اساعدك.؟ 

هزت راسها بابتسامه باهته : شكرا 

اومأ لها قائلا : طيب انا هروح اشوف شويه شغل ورايا.... وهنبه عليهم محدش يزعجك 

اومات له ليخرج هاشم من الغرفة... 

........

...

جلس بدر خلف مكتبه شارد في الفراغ.... 

دخل فهد اليه فلم يشعر به ليقطب جبينه قائلا : بدر.... مالك؟ 

هز كتفه قائلا :ابدا... 

قال فهد بدهشة : انا مش قلت هتروح البيت و مش هترجع الليله دي 

; قلت اشوف الشغل 

: شغل اية... ؟! انت سرحان.... مالك في حاجة 

هز راسه قائلا : لا يافهد.. 

: طيب يلا قوم نروح 

هز راسه قائلا : لا روح انت وانا هاجي وراك 

..... 

.... 


قالت ايمان لسعاد التي انهت استعدادها للعشاء ; اول مابدر بيه يجي تخلي فتحية تطلع العشا علي طول وتفضلي جنب فارس طول الليل.... لو عيط هقطع رقبتك 

: في عنيا ياست ايمان 

: طيب روحي يلا 

وقفت امام المرأه تتزين وماان دخل بدر حتي ابتسمت له برقه قائلة : حمد الله على السلامة يا حبيبي 

قال بهدوء : الله يسلمك

ابتسمت قائلة : علي ماتاخد دوش اكون جبت العشا انا عملت الاكل اللي بتحبه بأيدي 

ابتسم قائلا : تسلم ايدك 

....... 

... بعد فترة طويله ارتاحت ايمان فوق صدر بدر العاري تغمض عيناها بانتشاء بينما بالكاد بدر يحاول التنفس يشعر بالاختناق اعتدل جالسا وتناول علبه سجائرة لتسأله :مالك يابدر؟ 

هز كتفه قائلا : ابدا هشرب سيجارة 

اومات له ورفعت الغطاء الحريري علي جسدها ونامت بسعاده بينما 

فرك بدر خصلات شعره بأصابعه ينفث دخان سيكارته التي تحترق احتراق يماثل احتراقه الذي لا يعرف له سبب....؟! 

انه لا يكره ايمان......، اذن لماذا يشعر بتلك المشاعر حينما يكون معها ليرد صوت بداخله انه لا يحبها.... في تعالي صوت اخر 

ماذا يعرف عن الحب ليتحدث.... انه لايعرفه اصلا ليتحدث عنه..... تعالي صوت اخر بداخله من تبريراته وكلامه الذي يناقض سبب شعوره فسرعان ماسحق السيكارة أسفل قدمه وعاد للداخل يخرس كل تلك الأصوات التي لا يهتم لها..! 

ماان تمدد علي الفراش حتي شعرت ايمان به من خلال نومها فزحفت اليه تندس بين ذراعيه ليحيطها بدر بذراعيه ومجددا يشعر انه يؤدي واجب لااكثر فحقها ان تنام بين ذراعي زوجها ولكن أين حقه ان تنام بين ذراعيه امرأه يحبها ويريدها ان تكون كذلك 

......... 

... عاد هاشم بعد منتصف الليل ليوقف سيارته بمكانها وينزل منها ويدعس سيجارته الملفوفه أسفل حذاءه الثمين يستحقها ثم يخطو بخطوات متعثرة للداخل .. استند الي الباب بينما يدخل الي الغرفه علي أطراف اصابعه.. بتشوش خلع ملابسه وارتمي بجوار فريده 

....... 

... استيقظت فريده باكرا للغايه لترفع ذراع هاشم التي تحيط بها وتقوم.. اخذت دوش بارد طويل وارتدت ملابسها وحذاءها الرياضي 

وخرجت من الغرفة ومن المنزل باتجاه تلك الارض الواسعه التي اعتادت ان تسير بها بمحاذاه ذلك المجرى النهري... منظر الزروع مع الهواء النظيف وصوت المياة الجاريه المختلطه بأصوات العصافير غير من مزاجها كثيرا.... سارت لنصف ساعه ثم اتجهت لتجلس علي الارض طرف البحيرة 

تنظر في هذا الفراغ الأخضر الشاسع امامها 

تحدث نفسها : متزعليش يافريدة كل حاجة هتبقي كويسة 

نزلت يدها تلقائيا تضعها فوق بطنها الفارغه لتتغلغل الدموع بعيونها ولكنها سرعان مامسحتها وهي تطبطب علي جروحها قائلة لنفسها ;مفيش دموع ولا عياط تاني... 

ان شاء الله كل حاجة هتبقي كويسة 

هكذا اعتات ان تشجع نفسها حينما تمر بأي مشكله... بعد قليل اتصلت بابيها الذي سألها بلهفه بصوته الحنون : صباح الخير ياحبيبه بابا 

: صباح الخير ياحبيبي 

ابتسم قائلا : فريده حبيتي فوضى امرك لربنا وهو هيعوضك 

اومات له قائلة بغصه حلق : عارفة ان دي اراده ربنا يابابا بس غصب عني 

: عارف ياحبيبتي بس انا عودتك ان دايما ربنا بيعمل الاحسن لينا 

قالت بامتنان ; الحمد لله 

قال لها : طالما صاحيه بدري كدة : اكيد في الاصطبل مع ريان (فرستها) 

هزت راسها قائلة : لا.. انا نزلت اتمشي 

: ماشي ياحبيتي خدي بالك من نفسك وفكري لو حابه تجي تغيري جو انا هكلم هاشم واجي اخدك

: حاضر... 

اغلقت الهاتف وقامت من مكانها واستدارت لتغادر ... صباح الخير. 

شهقت بفزع ليسرع بدر قائلا يهدئها : ده انا متخافيش

وضعت يدها علي قلبها تهديء ضرباته ; خضتني 

ابتسم لها وقد عادت الألوان لكل شئ ماان انارت ابتسامتها الهادئة وجهها ليقول : انا 

لقيتك قاعده هنا قلت اطمن عليكي

: . اطمن انا كويسة 

: يارب دايما 

: طيب انتي راجعه البيت 

: اه 

أشار لسيارته التي اوقفها علي جانب الطريق ; تعالي ارجعك 

: لا هتمشي... عشان متتعطلش 

هز راسه قائلا : اية العطله فيها.... تعالي

: لا هتمشي روح انت شغلك 

قال بهدوء، : تعالي يافريده اوصلك واسمعي الكلام عشان هاشم ميتضايقش انك خرجتي باللبس ده 

سحبت نفس مطولا تتذكر انها طوال الثلاثه اشهر الماضيه لم تخرج لذا نسيت مشجارته الدائمة معها علي ملابسها وخروجها من المنزل بالأساس 

........ 

.. فتح هاشم عيناه بارهاق وراس ثقيل ليعتدل جالسا وسرعان مايضع سيجارة بين شفتيه بينما ينظر في ارجاء الغرفه بحثا عنها.... 

اتسعت ابتسامه ايمان ماان كانت تنزل الدرج ووجدته خلفها.. هاشم صباح الخير 

قال وهو ويتجاوزها نزولا : صباح الخير ياايمان

.... فتحيه.... فتحيه.. فين الست فريده 

قبل ان تفتح فمها كانت فريده تدخل برفقه بدر للمنزل.. عقد حاجبيه بينما اتجه اليها قائلا :فريده انتي صاحيه بدري كدة ليه ياحبيتي 

هزت كتفها قائلة : ابدا قلقت قولت انزل اتمشي 

التقت نظراتها بنظراتة الغي راضيه ماان عرف بخروجها ليقول بهدوء : طيب تعالي ارتاحي 

صعدت برفقته ليقول ماان أغلق الباب بصوت هاديء النبرة ; فريده حبيتي انا مش عاوز ازعلك في وقت زي ده... بس انتي عارفة اني مبحبش خروجك لوحدك... وخصوصا بلبس زي ده 

اومات له قائلة : انا نزلت بدري اوي... ورجعت مع بدر

اومأ لها : المرة دي هعديها بس بعد كدة لا 

ظلت واقفه لتجده ينحني يقبل خدها قائلا : انتي عارفة اني بغير عليكي 

اومات له ليقول : طيب يلا ننزل نفطر 

هزت راسها قائلة : لا.. ماليش نفس 

لاتريد رؤيه احد بالتاكيد وكانت تلك هي حالتها الشهر التالي تستيقظ باكرا تسير صباحا بارجاء الحديقة الواسعه وتعود لتجلس انا باالاصطبل برفقة ريان فرستها او بغرفتها 

لاتريد سماع حديث من احد او رؤيه احد..... ولكن اليوم ثقيل للغايه عليها فهي يجب أن تذهب للطبيبه للاطمئنان علي وضعها وكم تكره ان تدخل الي المشفي مجددا 

تحدث هاشم مع الطبيبه بخفوت بينما تعدل فريده من وضعيه ملابسها لتقول سميحة : زي كل مرة ياهاشم بيه نزيف حاد وبيحصل إجهاض.... مالوش سبب ممكن حالة المدام تكون من النوع اللي حملها مش بيثبت

قالت فريده بهجوم واضح بينما استمعت لهذا التبرير : والحمل مش بيثبت ليه طالما بأخد مثبتات 

حمحمت الطبيبه قائلة ; المثبت احيانا لما بيكون الحمل غير قادر انه يكمل بيلفظ الحمل خارج الرحم 

بدأت فريده تفرك يدها وتتعالي سرعه تنفسها لتقول ; انا شفت ابني وقلتي انه كويس

نظر اليها هاشم وامسك بيدها قائلا ; عموما المهم ان حاله فريده كويسة 

اومات الطبيبه قائلة ; ااه بس..... 

بس 

نظر اليها هاشم لتكمل ; انا المرة دي هصمم علي رايي .... ان حاله مدام فريده لازم تأجل الحمل تاني لفترة غير معلومه لأن الإجهاض المتكرر مش في مصلحتها 

ارتجفت يد فريده بيده بغضب لتتابع الطبيبه : 

هاشم بيه طبعا حدوث حمل تاني ده خطر جدا علي صحة المدام وانا مش بنصح ابدا بأي حمل دلوقتي خالص لان دي ممكن تكون اخر فرصه للمدام انها تحمل..... 

يعني كاقصي حد حمل واحد كمان فالأفضل نستني لغايه ماالوضع الصحي للرحم يكون أفضل 

غابت فريده وانفصلت عن ماحولها 

قال هاشم بلسان ثقيل : وقت اد اية؟ 

صمتت سمحيه ليقول : وقت اد ايه 

هزت كتفها : يعني مش قبل سنتين تلاته.... 

وعشان كدة لازم مدام فريده تاخد الحبوب اللي هكتبها بانتظام

....... 

........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

.. لا... عقد هاشم حاجبيه بتساؤل ; لا اية يافريدة 

قالت وهي تلقي علبه الحبوب علي الارض بعصبيه ; لا مش هاخد الحبوب دي 

قال وهو يحاول ان يهدئها : فريده... دي فترة مؤقته 

هتفت بحدة وقد انجرحت أنوثتها وكبرياؤها بينما تخبرها الطبيبه بكل برود انها لايجب ان تحمل وهو سرعان مااحضر لها تلك الحبوب وكانه لايريد منها اولاد : لا يعني لا 

قال بهدوء يحاول امتصاص وجعها : 

حبيتي انتي سمعتي كلام الدكتورة.... فترة عشان صحتك ترتاح 

هتفت به ; وانا قلت لا

: ده عشان مصلحتك 

قالت بعصبيه : مصلحتي اني عاوزة طفل ومش هبطل احاول ياهاشم مش لو لرابع مرة لألف مرة 

: انتي كدة بتعرضي نفسك للخطر 

: مش مهم حتي لو مت 

قال بانفعال ; تاني يافريده هتصممي زي اخر مرة..... 

اغمضت عيناها برفض ليقول : فريده ليه كل العناد ده 

قالت باصرار : ده مش عناد.... قراري نهائي مش هاخد حاجة ياهاشم و لو انت مش عاوزني احمل تاني..... متقربيليش..! 

احتدت ملامحه ليقول باستنكار ; انتي بتلوي دراعي 

: انا بقولك قراري

قال بعصبيه : مش انتي اللي تقرري... 

انا مع قرار الدكتورة حمل تاني لا يافريده

اولته ظهرها باصرار فولاذي : يبقي متقربيليش تاني 

نظر اليها بغضب اهوج قائلا : لو ده اللي انتي عاوزاه.... ماشي مش هقربلك يافريده 

كرامته وعنادها.... الي اين ستصل...! ؟

......... 

مر اسبوعان هاشم يعاند وهي تري بروده تجاهها كخناجر تطعن قلبها..... 

...قطب بدر جبينه وهو يري حاله هاشم يدعس تلك السيكارة الملفوفه أسفل حذاءه ماتن خرج من سيارته بعد منتصف الليل 

سحبه بعنف الي غرفه المكتب.. انت اتجننت بتشرب حشيش ياهاشم 

قال بعقل غائب : دي سيجارة يابدر متكبرش، الموضوع

قال بدر بخوف: لييه ياهاشم..؟ 

: عاوز انسي اللي بيحصلي

قال بدر باستنكار ; الراجل اللي بينسي بالشرب راجل ضعيف 

زفر قائلا : تعبت يابدر 

قال بتأنيب : لاانت اخر ولا اول واحد 

اراده ربنا بدل ما تقف جنبها رايح تعمل كدة 

خرج من الغرفة تجاه المطبخ قائلا : بنت ياسعاد اعملي قهود سادة وهاتيه علي المكتب 

وضعا سعاد القهوة بعيون خبيثه ثم وقفت تسترق السمع خلف الباب ; 

اشرب دي متطلعش لمراتك وانت كده. 

قال هاشم ببرود : اصلا مش عاوز اطلع 

انا كرهت الخناق معاها 

مفيش في دماغها غير موضوع الحمل 

: حقها تبقي ام 

; مش علي حسابي 

: ماانت عاوز تبقي اب علي حسابها 

وناوي تتجوز عليها من وراها 

زفر قائلا : وانا اعمل ايه 

: اصبر شويه ياهاشم وبلاش تجرحها دلوقتي 

: : صبرت.. هي مش، عارفه تخلف غيرها تعرف 

: بالبساطة دي 

: هصعبها ليه... هتجوز واحطها قدام الأمر الواقع لما الجديدة تحمل 

:تفتكر هترضي 

: عاوز اخلص من زن امك..... اية يابدر 

انا بقالي سنتين زهقت بقي وبعدين بقت نكديه اوي 

قال بدر بعدم رضي : اعمل الي يريحك... بس يكون في علمك اخر مرة هسمحلك ترجع البيت بالمنظر ده.... ابن الطحان مش هيبقي حشاش علي اخر الزمن فاهم 

...... 

مر الوقت ككل شئ يمر...... عامان 

إجهاض يلو إجهاض.... حسرة تلو حسرة

وهاهو عاد بعد ان اهتم بها اسبوعين لعمله الذي لايؤجل وهي عادت لوحدتها .... 


كان الليل يسدل خيوطة وتتواري اشعه الشمس الباهته خلف ستاره بينما داعبت نسمات الهواء شعر تلك السمراء التي وقفت تمد كف يداها الي تلك المهرة الصغيرة تطعهما قطع السكر وقد اصبح وجودها بجوار تلك الاحصنه هو ما يسري عنها ويجعل يومها يمر فهي كل يوم تجلس هنا ساعات طويله لتعود بعدها الي جدران هذا المنزل الخانقه تعتكف بداخل صدفتها التي يوما بعد يوم تزداد صلابه قشرتها تبعدها عن الجميع من حولها...... بعد قليل ربتت علي ظهر المهرة ريان وادخلتها الي حظيرتها واغلقت البوابة الخشبيه ثم سارت الي الخارج لتقف قليلا امام ذلك المنزل الضخم الذي تلالات اضواءه أسفل ظلام الليل لتتذكر كيف دخلت اليه منذ سنوات وتحت جنباتها ينبض قلبها بحب جارف وسعاده تتراقص بعيونها لم تتخيل يوما ان تكون بعدها بتلك التعاسه اليوم وخاصه علي يده...!! غامت عيونها بدمعه ماان تجسدت تلك الليله امامها 

Flah back 

ليله زفافها 

تعالت أصوات الطبول والمزامير الممزوجه بأصوات الرصاص احتفالا بزواج تلك الجميلة السمراء التي ماان وقفت امامه حتي تجمد مكانه مازال غير مصدق انها أصبحت زوجته... بينما هي لم يكن هناك اسعد منها وكيف لاتكون سعيده وهي تزوجت كما حلمت دوما ككل الفتيات بفارس قوي وسيم يخطفها بحب اسطوري وقد فعل..! لقد اوقعها هذا الفارس بحبه وهاهي تتزوج به بحفل زفاف اسطوري بالقاهرة وحفل اسطوري اخر بالصعيد حيث منزل عائلته والتي وافقت بكل رضا ان تترك كل شئ وتعيش معه به مقتنعه انه سيغنيها عن العالم وماحولها 

وكم كانت غبيه لتدخل الي هذا السجن بقدمها..... 

لقد دخلت المنزل ملكه.. ولم تظن يوما ان تلك السعادة ستتحول لتعاسه..... 


......

التوت شفاه فاديه بابتسامه متهكمه ماان رأت فريدة تدخل من باب المنزل بعد ان قضت النهار باكمله في مكانها المفضل او بالاصح مااصبح مهربها من البقاء وسط نظرات وتهكمات تلك المرأه وحاشيتها....! فهاهي حماتها السيدة فادية جالسه ككل يوم بمنتصف تلك الاريكة الانيقه وعلي جانبها الأيمن تجلس ايمان وعلي الجانب الاخر السيدة خيريه بينما خادمتها الوفيه جليله تقف بالجوار..... وعلي ذلك المقعد البعيد نسبيا هاهي ندي والتي تجلس تراقب مايحدث بصمت او احيانا بردود هادئه 

سخرت فريدة بداخلها وهي تتقدم للداخل.... انها جلسه كل مساء وكل صباح التي ستبدأ حالا بكلمه او نظرة تشعل فتيل الشجار الذي اصبح يومي....! 

وبالفعل لم تمر لحظة حتي تهكمت فاديه من بين شفتيها الملتويه : كنتي فين ياهانم؟ 

رفعت فريده حاجبيها قائلة ببرود : مكنتش اعرف اني لازم اقدم تقرير لسيادتك عن مكاني 

احتدت ملامح فاديه بينما التوت شفاه خيريه باستنكار حث فاديه علي الغضب سريعا لتقول : بت انتي اتعدلي احسنلك وردي عليا بأدب مش كفايه متحملينك وانتي ارض بور

تمسكت فريده باعصابها وعضت علي أسنانها وهي تلتفت اليها قائلة : انا مؤدبه غصب عن واحدة زيك..... 

.... (فرررريدة...) 

كان هذا صوت هاشم والذي كعادته اختار التوقيت المناسب لعودته والذي يكون دوما وقت ردها علي والدته.... 

سرعان ماتقمصت فادية دور الام الضحيه لتقول بامتعاض ; كويس انك جيت ياهاشم عشان تشوف مراتك بترد عليا ازاي 

سرعان مانطق لسانها قبل لسانه : ولو كان ملحقش العرض عندي استعداد اعيده تاني عشانه 

اتسعت عيون خيريه وايمان من كلمات فريدة التي أصبحت شرسة دوما وعلي استعداد للحرب .... نظرت اليها ندي وهي تهز راسها بعدم رضي فقد قدمت لفاديه ماارادته و أشعلت فتيل الشجار بينها وبين زوجها..... 

اوقفها صوت زوجها الذي دفع بالنيران التي اشتعلت بداخله لتخرج ممزوجه بنبرته الغاضبه : فرررريدة 

اخذت فريدة نفس عميق واستدارت ناحيته تنظر اليه بأعين مستعده للحرب اصبح لايري سواها قائلة ببرود جليدي .... نعم..! 

قال بحزم : اطلعي علي اوضتك 

التوت شفتيها بابتسامه متهكمة وقالت وهي تغادر : امرك ياهاشم بيه 

هزت ندي راسها بعدم رضي واسرعت تلحق بفريدة بينما التفت هاشم وهو يجاهد للتمسك باعصابه بينما بدأت فادية بالعزف علي اوتاره المشدودة....... شفت ياهاشم مراتك بتتكلم معايا ازاي 

لوت خيريه فمها بينما نظر هاشم الي الخدم الذين يشاهدون الشجار اليومي وكأنه فيلم ممتع ليقول : وشفت انتي اتكلمتي معاها ازاي وقولي ليها ايه 

رفعت فاديه عيناها ناحيه ابنها بشموخ : وانا قلت ايه يعني... 

: انتي عارفة ياأمي انتي قلتي ايه... ومش معني كدة اني موافق انها ترد عليكي كدة 

تسلسللت الابتسامه لوجهه فاديه ولكنها سرعان ماانمحت ماان اكمل هلشم ; ولا هوافق انك برضه تتكلمي معاها بالطريقه دي تاني 

.... 

قالت ايمان بعصبيه من دفاعه عنها : هاشم مراتك اللي بتستفز ماما فاديه وبترد الكلمه بكلمتها 

زفر بضيق فهو قد عاد للتو من عمله مرهق باعصاب تالفه ليس بحاجة لمزيد من الشجار 

ليزفر قائلا : خلاص الموضوع انتهى... 

..... 

دخلت ندي خلفها الي غرفتها بعد ان لحقت بها لتقول بعدم رضي : مكنش ينفع تكلمي جوزك كدة ابدا يافريدة 

تمسكت بالعناد الذي اصبح يلازمها مؤخرا 

وكأنه صدفه تحمي بداخلها نفسها : وكنتي عاوزني ارد عليه ازاي 

: باحترام اكتر من كدة 

:لما يبقي يحترمني الاول 

.... قالت ندي باستنكار ; هاشم بيحترمك طبعا 

: واضح بدليل انه قابل اللي بتعمله الست والدته وساكت 

: هو مش ساكت بس انتي كمان كل مرة حظك بيرجع يلاقي انتي اللي بتردي عليها 

ودي امه يافريدة

: وانا مراته وكرامتي من كرامته

محدش قرب لكرامتك يافريده... اللي ماما فادية بتعمله ده شغل حماوات وانتي المفروض عرفتي كدة من سنين... ياستي شايفه انك اخدتي ابنها منها وبتحاول تستفزك وتوقع بينكم.....وانتي كل مرة تنفذي اللي هي عاوزة 

: وعاوزني اعمل اية

; تسكتي وتعملي نفسك مش سماعها 

: بعمل كدة... بس خلاص مش هعرف اكتر من كدة مبقاش، عندي حاجة تخليني اتحملها 

: ازاي بقي.....دي حياتك يافريده وانتي من ساعه اللي حصل وانتي علاقتك وحشة بهاشم 

صمتت لحظة ثم تابعت بتردد ولكن بخوف اخوي : انتي كدة بتدي فرصه لوالدته تكبر في دماغه موضوع الجواز.... لازم ترخي الحبل شوية عشان المشاكل بينك وبين هاشم كترت يافريدة 

هزت راسها بعناد : مش فارقه......! 

قانت نجي مسرعه ماان وقف هاشم علي باب الغرفة لتنظر اليه برجاء ان يتحملها..... 

هاهو صامت كعادته ولكنها تري الغضب يتشعشع بكيانه من يداه التي تتحرك بعصبيه بينما يفك ازرار قميصه 

لتهتف فريده المشتعله بهذا الغضب الذي تخفي خلفه انهيارها الداخلي بعذ كل ماحدث لها وهذا البرود من جانبه فهو ليشعر بها وهي لاتريد لاحد رؤيه ضعفها حتي لايشفق عليها...! بعد مناقشته الأخيرة معها تجاهلها علي نحو موجع وكلما سارت هنا وهناك تستمع لكلمات عن زواجه اذن ماذا ينظر منها وهاهو عشرة أيام كامله سافر لانهاء اعماله واكتفي بمكالمه كل بضع ايام ... 

: يكون في علمك بعد كدة لما تسافر في شغل انا هروح عند بابا 

هاهي كلمتها الكافيه باشعال فتيل المشكله 

قال ببرود جليدي ; اظن انتي عارفة ردي 

هتفت باحتراق : مش هتتحكم فيا 

انا زهقت... انت طول الوقت في شغلك وسايبني في بيت اهلك حقي اروح لاهلي. 

نظر اليها بتهكم ثم قال بمغزي : بلاش نتكلم عن الحقوق احسن 

قطبت جبينها تعرف قصده لتستعر دقات قلبها المنكسر وهي تقول : هو ده كل اللي فارق معاك 

نظر اليها قائلا بحدة : فارق معايا اد اية انتي انانيه ومش شايفه غير نفسك وبس... عاوزة طفل واي حاجة تانيه مش مهم.. ياكدة ياتمنعيني عنك.... 

لمعت الدموع بعيونها من اتهامه الكي ربما يكون محق بجزء، منه ولكن لااحد يشعر بها ولااحد مكانها لتقول : انانيه عشان عاوزة يكون لينا ولاد

: انانيه عشان مصممه وعارفة انك بتاذي نفسك وتاذيني كل مرة الحمل فيها ميكملش قلتلك خلاص يافريده مش عاوز ولاد

داس علي وجيعتها بقوة لتقول : اسمها مش عاوز ولاد منك.... بس معندكش ،مانع تتجوز عشان يكون عندك ولاد من غيري 

اشاح بوجهه : مين قالك الكلام ده 

: مش مهم 

: ادي انتي قلتي مش مهم.... ....انا شايفك بتدمري نفسك... لو بتحبيني يافريده شيلي موضوع الولاد من دماغك..فريدة انت بحبك وخايف عليكي. 

بلحظة كان ينقض علي شفتيها بشفاه 

جائعه مشتاقه لتستلم فريده له بحاجة جارفه له ليداوي وجع قلبها... همس لها بحبه وهمست له بجروحها لتمضي الليله عليها وهي تحاول اقناع قلبها المنكسر بكلامه... انه يخاف عليها ووعدها انه لن يكسر قلبها ويتزوج عليها ابدا خاصة حينما أخبرته انها موافقه ولكن بشرط أن يطلقها فهي لا تقبلها علي كرامتها ابدا...! 

خدرها هاشم بوعوده وكلامه الذي يناقض وعوده وكلامه لأمه ايضا...! 

..........

عقد بدر حاجبيه باستغراب حينما كانت قدماه تخطو خارج الاصطبل ليلمح ذلك الخيال الاسود...!

ضيق عيناه يدقق النظر بتساؤل عمن يتسلل بخطي خافته وسط ستائر الليل.... اقتربت خطواته حيث اختفي ذلك الخيال بالمبنى الملحق بالمنزل للضيوف.... 

سار بدر بخطوات هادئة يرهف السمع الي تلك الهمهمات التي قادت قدماه اليها..... لتتسمر قدمه مكانها ماان فتح الباب ليري أخيه هاشم بهذا الوضع.....! 

اعتدل هاشم سريعا من فوق تلك الفتاه التي شهقت بهلع تضم ملابسها علي جسدها العاري ليصيح به بدر بعدم تصديق.... مع الخدامه ياحيوان...! 

........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد 

يلا رايكم وتوقعاتكم...! 

اية انطباعكم عن ايمان... ؟

بدر.... هاشم.. فريده... مراد.... 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !