ستكونين لي الفصل الاول

0


 بوهن شديد بدأت زهرة تستعيد وعيها وتفتح عيناها رويدا رويدا تحاول استيعاب مكان وجودها وذلك الألم الشديد الذي تشعر به... كانت عيناه التي تقافز منها القلق هي اول ماالتقت بها لتقطب جبينها وهي تحاول ان تنهض ببطء متاوهه بألم شديد لتردد

بغضب بصوت خفيض واهن

: انت بتعمل اية هنا؟ 

تجاهل سؤالها واقترب منها قائلا بحنان شديد :حمد الله علي سلامتك يازهرة  

اشاحت وجهها عنه وهي تتذكر ماحدث... لتتابع الأحداث لرأسها دفعه واحدة لتشهق بفزع وتضع يداها فوق بطنها مردده بتوجس : ابني....!! .. في حاجة حصلت لابني ..!؟!

اغمض عيناه عند نطقها لهذا السؤال وذكرها لماحدث ليتنهد بثقل وهو لايجد كلمات مهدئة يستطيع بها اخبارها بما حدث لتزمجر  بحدة وتطفر الدموع من عيونها : ساكت لية...؟! انطق في حاجة حصلت لابني؟ 

اقترب منها يحاول امساك يدها ليهدئها بينما تهادي لعقلها ماحدث بالساعات الماضيه  لتهز راسها بنفي حينما  اتاها صوته بنبره تفوح الما وهو يردد : زهرة...! ده امر ربنا 

نفضت يداه عنها باشمئزاز وهو تصيح بجنون وسط انهمار دموعها وجعا والما علي فقدان جنينها الذي لم يكمل الشهران: انت السبب.... ابني راح بسببك....

حاول الاقتراب منها مجددا والألم يحتاج ملامح وجهه فالبرغم من انه أراد حدوث هذا...! الا ان رؤيه وجعها وحزنها يمزقه 

انهارت زهرة بالبكاء والصراخ تزجره ليبتعد عنها ماان حاول الاقتراب ليقف مكانه يستمع لانهيارها بينما فاضت عيونها شراسه : انت السبب.... دمرتني... ودمرت حياتي من اول ما دخلتها..... انت ايييييبة لعنه..... ابعد عني بقي واخرج من حياتي..... مش عاوزة اشوف وشك تاني .... ربنا ياخدك.... انت السبب في موت ابني 

...... حاول التحدث بحروف ضائعه وهو يجاهد للسيطرة علي ملامح الغضب البشعة التي ارتسمت علي وجهه وهو يتجاهل كل غضبها واهانتها له فلم يشعر قلبه بشيء سوي سكاكين حادة تمزقه وهو يري دموعها

وهي تكمل بانهيار : جاي لية...... جاي عشان تتأكد انه مات....فاكر ان بموته حاجة هتتغير..... امشي انا مش عاوزة اشوف وشك تاني.... امشي ياحيوان... برا.. براااا...اخرج من حياتي حرام عليك انت دمرتني... اخرج برا بكرهك ...لو شفتك مرة تانية هقتلك  ... 

تعالي صراخها لتهرع اليها تلك الطبيبة الشابة واثنان من الممرضات لتسرع اليها تحاول تهدئتها بينما نظرت اليه تلك الطبيبه واشارت له بالخروج ولكنه تجاهلها ليظل واقفا مكانه راضخا لرغبته بالاطمئنان عليها  وكل ماسيطر عليه هو قلقه عليها لتلك الحالة التي هي بها... مرت دقائق ازداد فيهم انهيار زهرة والتي لم يساعدها وجوده امامها فكيف تهدأ وتلك اللعنه التي أصابت حياتها واقفه امامها والمتمثله به... هو....!! 

هو ولااحد سواه....!! 

من دمر حياتها باحترافية منذ اول لحظة دخلها بها 

.... انه تلك اللعنه التي حلت عليها وابت الرحيل الا بعد الاجهاز علي حياتها تماما.. 

انه هو جواد الخولي ولااحد سواه.....!! 

لتزفر تلك الطبيبة الشابة بضيق وقد يأست من تهدئتها طالما  هو موجود لتقول بحدة  : جواد... . لو سمحت اطلع برا 

لم يستجيب لها وكيف يطيع الأوامر وهو المعتاد علي ألقاءها لتشير لاحد الممرضات بغرس تلك الحقنه المهدئة بيد زهرة بينما اتجهت نحوه تجذبه من ذراعه وتدفعه حرفيا للخارج وسط رفضه التام لتركها...! 

ماان خرج من الغرفة حتي هتفت به تلك الطبيبة بخفوت ولكن بحزم 

: مش هينفع اللي بتعمله ده ياجواد... 

مش كفاية اني اصلا وافقتك علي جنانك ده ومكلمتش اي حد من أهلها وسايباك معاها وانت مش جوزها.....!! ولا قريبها حتي....!! 

هتف من بين أسنانه محذرا :  نادين..! 

قالت بغضب : نادين ايه بقي ياجواد...!! للمرة المليون بقولك اللي بتعمله ده غلط.... لو سمحت انت كدة مش بتساعدها.... انت كدة  بتأذيها اكتر 

عقد حاجبيه بألم طاحن وهو يستمع لحديث نادين العقلاني ولكنه لا يلامس قلبه بالمرة.... يؤذيها...!! 

كيف هل يستطيع إيذاء روحه....! 

روحة التي تعلقت بها هي.... . هي دون عن سائر النساء... لتكون هي لعنته وليس العكس...! 

فهي بالفعل لعنه حياته والتي القت بتعويذه حبها علي قلبه وعقله ليتشبثا بها لحدود الجنون...! 

تنهد مطولا متجاهل كل مانطقت به نادين ليقول : حالتها هتفضل كدة.. ؟

قالت نادين باستنكار : كدة اللي هو ازاي...؟! 

قال بحدة : كدة اللي هو كدة.... هتفضل منهارة......اية يانادين.... 

لو مش عارفين تعالجوها... قاطعته بغضب ممزوج بالاستنكار من عدم استماع او رؤيته لأي حقيقه نطقت بها لتقول بحجة : لا عارفين ياجواد ... وعارفين كويس اوي.... بس انت اللي مش عارف ان اللي هي فيه ده طبيعي لأي ست في حالتها.... واحدة عرفت حالا انها فقدت جنينها..... تفتكر هتبقي حالتها ازاي.. ؟

اشاح بوجهه بغضب فهو وصل لمرحلة يائسه من إنكار الحقائق لتؤكد له نادين 

: اسمع بقي ياجواد انا اه بنت عمك بس قبل أي حاجة انا دكتورة وحالفه القسم وزهرة دلوقتي حاله مسؤله مني وحمايتها واجبي

عقد حاحبيه باستنكار :  حمايتها...!! 

هتفت بتأكيد :  اه حمايتها.. واضح جدا انها رافضه وجودك وعشان كدة انا مضطرة امنعك من وجودك جنبها واكلم حد من أهلها 

امسك ذراعها بغضب يوقفها :  لا ..

قالت باستنكار : لا... يعني اية... 

نظرت اليه وتابعت بنفاذ صبر : جواد لو سمحت افهم بقي اللي بتعمله ده غلط انت مش جوزها ولا تقرب ليها عشان تبقي اصلا موجود هنا 

تنهدت مطولا وهي تري تلك النظرة في عيناه والتي جاهد لإخفاءها خلف هالته القويه والتي تنهار ضعفا يوما بعد يوم امام حبه لها لتقول ناديت برفق : عارفة ياجواد ... عارفة هي اية بالنسبالك

بس اللي بقوله ده لمصلحتها..... سيبها تهدي وتقبل اللي حصل الاول وبعدين ابقي اعمل اللي انت عاوزة 

تابعت بهدوء تحاول اقناعه : لو سمحت ياجواد..... حالتها صعبه جدا ونزفت كتير..... مش محتاجة انك تزود كمان حالتها سوء... خليني اكلم مامتها عشان تبقي جنبها في الظروف دي... هي محتاجة ليها اكتر من اي وقت 

علي مضض هز راسه اخيرا باستسلام ولكنه بالرغم من كل شئ قال بتحذير ; بس مش همشي... هفضل هنا لغاية مااطمن عليها ... زفرت نادين قائلة : ماشي ياجواد.... بس هتفضل في مكتبي  

 ..................... بقلم رونا فؤاد 

.... تحركت جفونها بثقل حينما سري المخدر بدماءها لتستجيب باستسلام لتلك الغيمه التي تجتذبها شيئا فشيئا اليها لعلها تستيقظ فتجد ان كل مامر عليها ليس اكثر من كابوس.....! 

ولكن اهناك كابوس مرير كالذي تحياه ....! 

تاهت كثيرا وسط تلك المشاهد والأصوات والأحداث التي بدأت تتجمع برأسها لتمر امامها كشريط سينمائي لاحد الأفلام..... لتعود الي قبل عام من بدايه دخول لعنه جواد الخولي الي حياتها...!! 

Flash back 

قبل عام 

كان صباحها عاديا ككل يوم لم تكن تتخيل بأنه ذلك اليوم الذي ستتغير فيه حياتها بدخول ذلك الرجل اليها......!! 

استيقظت زهرة باكرا كعادتها لتبعد من فوقها برفق يد أمجد زوجها التي تحيط خصرها  وتغادر الفراش متجهه لغرفة صغيرها عمر ذو الأربعة أعوام لتهمس له بحنان ليستيقظ وهي توزع تلك القبلات الحانية علي جبينه ; موري حبيب مامي صباح الخير 

.... داعبت أنفه الجميل وقبلت كل انش بوجهه ليضحك عمر فتنير انوار حياتها... حملته لتبدأ بتجهيزه لاخذه للحضانه...

انتهت ووضعته علي المقعد الخاص به بجوارها بالمطبخ واخذت تعد له وجبته وهي تداعبه وتدندن له بعض الأغنيات ....

: زهرة....زهررررة 

عقدت حاجبيها ماان اتاها صوت زوجها الغاضب كعادته....! 

اسرعت تجاه غرفته لتجده عاقد حاجبيه وهو

واقف يهندم من ملابسه امام المرأة... اية ياهانم كل يوم هتأخر بسببك..... فين القهوة؟ 

... .. وضعت القهوة علي الطاوله امامه دون قول شئ لينظر لها بسخرية من صمتها الذي أصبحت معتاده عليه قائلا : طبعا كلامي مش عاجب سيادتك...

لم تقل شئ والتفتت لتغادر الغرفة ليمسك معصمها بغضب : لما اكلمك تردي عليا

تحكمت في اعصابها قائلة بهدوء : نعم ياامجد اغتاظ من برودتها معه ليترك يدها لتترنح للخلف هاتفا باحتقار : غوري من وشي

خرجت وهي تجاهد لكبح دموعها التي جفت من كثرة ماذرفتها وماالفائدة من البكاء وهذا هو حالها منذ سنوات برفقة ذلك الرجل المدعو زوجها الذي لايترك لحظة دون معاملتها بقسوة واحتقار...

ابتسمت لصغيرها الذي كان يلعب بسيارته الزرقاء التي يحبها كثيرا لتنحني تحمله وهي تصبر قلبها الملتاع بأن نظرة عيون طفلها لديها تكفي لتمحو كل الألم والوجع بداخلها... انه دواء كل الآلام قلبها وهو من تتحمل من أجله العيش برفقة زوجها ذو الطبع السئ....! 

حملت حقيبتها وحقيبه طفلها لتستقل المصعد وتضع نفسها باحدي سيارات الأجرة  لتوصل طفلها لمدرسته ثم تذهب لعملها.. ترجلت من السيارة وهي تخطو بخطوات سريعا تنظر لساعاتها بتوتر فقد تأخرت اليوم بعدم تركيز اصطدامت بذاك الرجل الذي كان يخطو للشركة بنفس الوقت لتعتذر له سريعا دون النظر وتتابع طريقها بينما توقف هو للحظة ينظر اليها ليرردد اسمها :  زهرة...! 

التفتت الي ذلك الصوت الرجولي لتنظر اليه لحظة قبل ان تقول : مستر جواد... 

ابتسم لها وقد لمعت عيناه فورا لرؤيتها قائلا : ازيك يازهرة 

بابتسامه هادئة قالت :  الحمد لله انا كويسة 

اومأ لها وعيناه تجول فوق ملامح وجهها بتلك اللمحة التي لم يستطيع تفسيرها اهي حزن ام ماذا 

اومات له باحترام قائلة : فرصة سعيدة اني شفت حضرتك  .. بس مضطرة استأذن عشان اتاخرت

حدث نفسه   ... 

هكذا بتلك البساطة تسدير وتغادر...! 

انه منذ أن وقعت عيناه عليها قبل عده ايام لم يذق طعم النوم ولم يرتاح الا حينما اتي لشركة أخيه حيث التقي بها لأول مرة ليراها مرة اخري وقد علقت بعقله لايعرف لماذا .... 

تابعت زهرة عملها ككل يوم دون أن تولي اي اهتمام لتلك المقابله.. فهو احد رؤساءها قابلته بأجتماع قبل عده ايام 

..بينما هذا لم يكن حاله الذي انقلب رأسا علي عقب منذ أن رآها .....stop قبل بضعه ايام..... 

توقفت تلك السيارة الانيقة أسفل ذلك المبني الزجاجي لتلك الشركة العقارية لينزل منه جواد الخولي.... رجل وسيم بالخامسة والثلاثون من عمره بشعر اسود مصفف بعنايه ولحيه تزين وجهه ذو الملامح الرجولية وعيناه السوداء مغطاه بنظارته الشمسية الانيقه.... دلف بخطواته الواثقة لتقف مريم مديرة مكتب أخيه بابتسامه واسعه ماان وقعت عيناها علي ذاك الوسيم قائلة : اهلا مستر جواد 

اومأ لها قائلا : مراد جوه 

هزت راسها : ايوة يافندم .... 

دخل الي مكتب أخيه الذي هب من مكانه سريعا متجها اليه.....اهلا....اهلا جواد بيه الخولي اخيرا حن عليا وجه يشوف الشغل المتعطل في  شركتي ... 

ابتسم لاخيه واحتضنه قائلا... عشان تبطل زن 

ضحك مراد قائلا ; يعني مستكتر تجي تقف جنب اخوك.. ولا ناوي ترمي كل الشغل عليا بعد ما غيرنا مقر الشركة 

ضحك جواد وتلتفت حوله ينظر الرجاء المكان قائلا باعجاب : لا طبعا ياحبيبي... وبعدين انت قدها 

بقلم رونا فؤاد 

ربت مراد علي كتفه : بس البركة فيك ياجود... 

جلس الاخان يتجاذبان أطراف الحديث الودي بينهما فمراد هو الأخ الأصغر لجواد... شاب لطيف وسيم في الثلاثون من عمره متزوج بساندي عكس جواد الرافض تماما لفكرة الزواج او الارتباط فهو جواد عبد الفتاح الخولي عازب وسيم يأست والدته من اقناعه بالزواج وكان الرفض حليفها كلما عرضت عليه من فتيات لترضي بزواج ابنها الأصغر بالرغم من انها تحلم يوميا بزواج ابنها الاكبر ورؤيه أطفاله ولكنه يقابلها دوما بالرفض....! 

قبل بضعه أشهر قرر مراد فتح مقر جديد لشركة عقاريه بالاضافه لشركة ابيه ليبدأ عمل خاص به في مجاله الهندسي وشجعه جواد لتمتد مجموعه الخولي لمجالات جديده فهو يدير شركات ابيه التي عملت ابا عن جد بمجال الأخشاب بينما أراد مراد العمل بسوق العقارات ليجده جواد مجال جديد ومع خبرة ومهارة أخيه سيضيف لاعمالهم لذا ساند أخيه وهاهو اتي اليوم لمباركه مجهود اخيه و لم يكن يعلم أن اليوم ستنقلب حياته رأسا علي عقب فور رؤيتها... 

...... باهتمام تابعت زهرة عملها فهي مهندسة وكانت تعمل لدي احدي كبري الشركات العقارية حتي عرض عليها ان تنتقل لتلك الشركة الحديثه وتشغل منصب جيد كرئيس للتصميمات بالشركة بسبب صديقتها مي التي كانت تعمل مع مراد سابقا واشادت بمهارة وكفاءه زهرة ليوافق مراد علي تعينها علي الفور 

دخلت اليها صديقتها مي بابتسامة قائلة :صباح الخير يازهرة

ابتسمت لها برقتها : صباح النور يامي ..

اعطتها بضع اوارق وتصميمات 

قائلة : مستر مراد بعتلك تصميمات المنتجع الجديد وعاوزهم يخلصوا اخر الاسبوع 

تناولتهم منها قائلة : مفيش مشكله

فتحت الملف امامها لتلاحظ مي شرودها :مالك يازهرة.؟ 

هزت كتفها : مفيش 

: مفيش ازاي... شكلك مش مظبوط.... في حاجة مضيقاكي... اتخانقتي مع أمجد تاني 

نظرت في الأوراق امامها متنهده مطولا ; واية الجديد 

زمت مي شفتيها بأسي ثم ربتت علي يد زهرة قائلة : معلش يازهرة... 

هزت راسها : عادي... خلينا في الشغل 

انهمكت في عملها باجتهاد تحاول أبعاد تلك الذكريات عن راسها حينما حاولت للمرة المليون ترجي والدها ليوافق علي انفصالها عن زوجها والذي قابله والدها برفض قاطع وهياج غاضب شديد كعادته.... 

: انا استحاله أوافق علي حاجة زي دي..... كلمه الطلاق دي تنسيها من دماغك يازهرة...

: بس يابابا... قاطعها بحدة :مفيش بس... الست المحترمه ملهاش غير بيتها وجوزها 

.......بقلم رونا فؤاد 

بعد قليل اخبرتها مي ان مديرة مكتب مراد تبلغ الجميع بأنه رتب موعد لاجتماع بعد ساعه  ..... نظرت بساعتها لتجدها قاربت علي الثالثه 

عقدت حاجبيها تجيب علي مريم قائلة : بس مش هينفع احضر الاجتماع ده.... ده ميعاد خروج عمر من المدرسة .. اعتذري يامي لمستر مراد 

هزت مي كتفها : معتقدش ينفع يازهرة ده meeting مهم اوي 

: ايوة بس انتي عارفة ان  مش هينفع يا مي

:  يازهرة انتي محتاجة تثبتي وجودك في الشركة عشان مستر مراد مياخدش عنك فكرة مش لطيفه.... 

جلست قليلا تفكر بما ستفعله لتتصل بامجد الذي ماان طلبت منه إحضار عمر حتي قال بتهكم : وأية كمان ياهانم اجهز الغدا على ماترجعي... احتدت نبرته وتابع : بقولك اية يازهرة انا مش عشان سايبك تشتغلي هتسوقي فيها... 

: بس ده اجتماع مهم

: مش مشكلتي.. اتصرفي 

احنا متفقين ان ليكي معاد ترجعي فيه البيت والا بلاها شغل من أصله

لا لا انه الشيء الوحيد الذي اصبح يهون حياتها بجانب طفلها ليساعدها علي تجاوز الحياه والشعور مجددا انها ليست فقط مجرد امرأه مهانه علي يد زوجها..... 

لقد وافق علي عملها بمعجزة او ربما شفقه عليها حينما ضربها بقسوة تلك المرة  وعلي اثرها بقيت في الفراش لمدة أسبوع.... 

لتغمض عيناها لحظة تتذكر تلك الصفات والركلات التي تلقتها منه ليفرغ عصبيته بها وكانها كيس ملاكمه وكان طلبها الوحيد منه بعد ان شعر بالشفقه قليلا نحوها ان يتركها تعمل وهي منذ ذلك اليوم وهي ممتنه له لموافقته علي عملها لتشعر بانها ماتزال موجودة ولها حياة تلك الساعات التي تقضيها بالعمل 

........ 

حاولت متابعه الاجتماع بذهن شارد تحاول إنهاء المطلوب منها سريعا وعرض تطور عملها لتخرج من هذا الاجتماع غافله عن تلك العيون التي ماان دخلت الي الغرفة وقد تعلقت بها..... في البداية اجتذبته نظراتها المتوترة التي لاتكف عن النظر بساعتها لتشتبك عيناه بعيونها الجميلة بتلك اللمحة الحزينه....لاول مرة يشعر جواد بعيناه تتأمل امرأه بذلك التدقيق..... 

خرج صوتها من بين تلك الشفاه التي توسطت ملامح وجهها الجميل لتجذبه اكثر اليها بينما لاحظ مراد نظرات أخيه لتلك الفتاه التي ماان انتهت حتي اعتذرت بمهنيه وغادرت مختطفه جزء من عقله لتكون اول من يفعلها....!! 

انفرد بأخيه بعد مغادرة الجميع ليساله عنها ويعرف مايعرفه الجميع عنها موظفة مجتهدة انضمت للشركة حديثا ليستغرب مراد سؤال أخيه عنها ولكنه لم يعط للأمر اهميه الا حينما تتابعت زيارة أخيه له باليوم التالي ليتحدث باهتمام عن رغبته بمتابعه العمل معه...! توالت المقابلات بينهما هو بحجة العمل وهي لاتدري شيئا عن الأثر الذي تتركه به بكل مرة يلقاها به لتلك الدقائق حافرة باظافرها أثر جديد بعقله وتتسلل لقلبه شيئا فشيئا..... 

نظر مراد بدهشة لاخيه الذي كلما اتي للشركة يطلب زهرة بحجة مختلفه.... 

قال مراد بمرح ; اية حكايتك بالظبط ياسي جواد 

بقلم رونا فؤاد 

قال جواد بنبرة واثقة : عجباني..! 

فتح مراد فاهه بدهشة فاول مرة يسمع تلك الكلمه من أخيه عن فتاه.... ولكن مهلا انها ليست اي فتاه.... انها امرأه متزوجه

ليقول بتحذير لطيف ; هي حلوة اكيد.. بس متجوزة ياجود

لم تغير تلك الحقيقة التي نطقها أخيه من شئ فأن كانت هي الوحيدة التي داعبت اوصال قلبه الذي لم يكن يعتقد بوجوده من قبل رؤيتها فلن تغير تلك الحقيقة من شئ...! 

ولم يضف أخيه شئ جديد فهو اصبح يعرف عنها كل شئ خلال ذلك الشهر الذي تلي لقاءهم الاول....،


.............. 


بالرغم من انه عاد للتو من رفقة احد النساء الا انها اثارته كعادتها حينما مرر عيناه عليها بينما جلست تنظر باهتمام لاحد الروايات فهي بالرغم من كثرة علاقاته النسائية الا انها  تحمل تأثير  اخر عليه.... جلس بجوارها ويداه بدأت  تعبث بمقدمه ثوبها وهو يقول : شكلك زعلانة عشان اتعصبت شوية عليكي امبارح

هزت راسها بتهكم مرير داخلها فقد نال وجهها صفعه لم تعد تعرف عددها من صفعاته لشئ تافه لتقول وهي توليه ظهرها : لا ياامجد تصبح علي خير

التوت شفتيه بابتسامه ماكرة وهو يقترب منها : لا.... اصبح علي خير اية...ده انتي وحشاني اوي

حاولت أبعاده عنها : أمجد... لو سمحت

خلع تيشرته وتابع اقترابه منها دون أن يعبء لرفضها.... دفن راسه بعنقها يطبع العديد من القبلات عليه لتري زهرة وبوضوع تلك العلامات علي عنقه ليرتسم الألم علي وجهها فهو كان برفقه احد النساء لتسخر بمرارة من قبولها ورضوخها لهذا الوضع ...

وضعت يدها علي صدره تبعده عنها لينظر اليها بانزعاج قبل ان يدرك من نظرتها له انها لاحظت تلك العلامات التي امتليء بها عنقه

ليقول : زهرة... لا مش اللي في دماغك

.. دي تلاقي حاجة قرصتني

وحشتيني... همس لها وهو يقترب مجددا بالرغم من أعتراضها : أمجد بس بقي... متقربليش طالما كنت عند غيري

قال ببرود ويداه تتحرك علي جسدها : غيرك اية بس يازهراة... انتي ظلماني

قالت بسخرية : ظلماك

لم يستجيب لرفضها وتابع مايفعله وكعادتها زهرة استلمت له لتترك له جسدها ينهل منه بشغف كبير فذلك أكرم لها من ان يفعلها كعادته غصب عنها.......!! 

لتتذكر كيفيه زواجها به فقد كانت بعامها الثالث بكليه الهندسة حينما تقدم لها أمجد بعد ان رآها بضع مرات برفقة والدتها وهي احدي معارف والدته وقد اعجبته من الوهله الاولي بملامح وجهها الجميل وشعرها البني الناعم وعيونها ذات اللون الصافي والأهم بالنسبة له ذلك الجسد المثير الذي امتلكته...وتلك البراءه المنبعثه من عيونها وهو يفتقدها بعالمه... اقنعتها والدتها به وليس والدتها تحديدا بل والدها الذي لا يقيم وزنا لرأيها فهو رجل شرقي بتفكير ذكوري يراه عريس مناسب لابنته فوافق عليه علي الفور ...... فلما الرفض وهو عريس مناسب للغاية  محامي له مكتب يعمل جيدا ورجل وسيم يكبرها بعده أعوام ليوافق علي الفور...... وهي حاولت الاقتناع بوجهه نظر والدها والزواج كأي فتاه زيجه صالونات فالحب بالروايات اما الواقع هو أنه شاب تقدم لخطبتها ووافقت عائلتها  ..... بدأت حياة جديدة برفقته ولم تمر الا بضعه اسابيع لتصطدم بطبعه الصعب وتدرك ماخطت به قدماها وان حياتها القادمه برفقه رجل لايفرق كثيرا عن والدها لايري المرأه الا المتعه فقط بدون احساس بها وبوجودها سوي بفراشة والذي ايضا لايعبأ كثيرا لها به مادام يحصل علي متعته بأي طريقة....اول مرة تطاول عليها تجاهل والدها الأمر وبرره : وفيها اية يازهرة.... اتعصب واعصابه فلتت هتعلقيله المشنقه  

بوغتت برد فعل والدها الذي ظنت انه سيقيم القيامه لتجده يعيدها الي منزل زوجها مجددا الذي أصبح ضربه واهانته لها امر واقع وحتي اجبارة لها علي ممارسة حقوقه بالقوة كلما رفضته.... في البداية كانت لمساته لها كجمر ملتهب يحرق جسدها الذي تشبع بالوان الكدمات المختلفه حتي خضعت في النهاية خاصه بعد حملها وقد أصبح تركها له درب من دروب المستحيل حتي بعد معرفتها بخيانته لتصطدم برأي والدها الذي تجاهل ماحاولت اخبار والدتها به ليقول بحدة : وفاء عقلي بنتك وخليها تحافظ علي بيتها.... طلاق مش هيحصل... مش بنت فهمي عبد المجيد اللي هتطلق من جوزها وتفضحه 

: فضيحة اية يافهمي... .. بقولك بيعرف عليها ستات ... قاطعها بغضب : ماهي لو مكفياه مش هيبص برا... شوفيها مقصره في أية معاه

زمت والدتها شفتيها بقهر علي ابنتها الوحيدة ولم تستغرب فزوجها اعتادت طباعه الصعبه منذ خمسة وعشرون عاما لتحاول ان تهديء ابنتها وجعلها تستلم لمصيرها كما استسلمت له قبل سنوات وتجعلها نسخه منها... امرأه بلا هوية امام مجمتع ذكوري لايري المرأه التي تطالب بحقها سوي مخطئة 

وقد جاهدت زهرة لتقبل هذا الواقع وعاشت لتربي ابنها وتحافظ علي بيتها كما نصحها الجميع حولها... والدتها خالتها وحتي حماتها تلك المرأه التي احيانا كانت تدافع عنها تمام جبروت ابنها.. مضت السنوات وحاولت تجاهل ذلك الصوت بداخلها الذي يرفض ماتتحول اليه يوما بعد يوم وكيف ستهرب من قدر زوجها لقدر والدها الذي لن يقف بجوارها لذا رضخت وارتضت بقدرها واكتفت بطفلها ليعوضها عن كل شئ سئ بحياتها مع هذا الرجل..... 

تهالك أمجد فوقها بانفاس لاهثة ليوليها ظهره وينام شاعرا بالنشوة الفائقة بينما تسللت زهرة من الفراش بهدوء لتغادر الغرفة وتدخل للاستحمام مستسلمه لانهمار دموعها كما انهمار المياة فوق جسدها.... خرجت بعد قليل لتدخل الي غرفة طفلها وتشق ابتسامتها العذبه طريقها الي وجهها حينما عانقتها يداه الصغيرة بينما هو نائم ليذهب كل صقيع قلبها ويحل محله الهدوء والسكينه لروحها فصغيرها هو علاج تلك الروح المستنزفه 


........... بقلم رونا فؤاد 

بعد انتهاء العشاء اعتدل جواد واقفا وهو يقول لأمه... انا هروح بقي ياماما 

نظرت اليه تلك المرأه الخمسينيه برجاء : ماتخليك معانا النهاردة ياجود.. 

هز راسه بابتسامه ; كل ليلة تقوليلي كدة واقولك معلش ياأمي انا مرتاح كدة 

اومات له بابتسامه هادئة ليشير لمراد أخيه وزوجته ساندي... تصبحوا علي خير 

رد الجميع التحيه لينصرف الي شقته التي يعيش بها وحده... 

التفتت إلهام الي مراد  بتنهيده : يا ما نفسي اشوف جواد متجوز وعايش، معانا هنا

ابتسم مراد : ياريت ياماما 

قالت ساندي : ماانتي ياطنط اللي مش عاوزة تقنعيه ب سيدرا صاحبتي... 

: يابنتي اقنع مين ده انا تعبت من كتر ماكنت بتكلم معاه في الموضوع ده 

:لا بس سيدرا حاجة تانية ياطنط. .. زي القمر وبنت منير الفحام رجل الأعمال المعروف يعني كان اكيد هيوافق

قال مراد : بلا منير بلا سيدرا.... انسوا الموضوع ده عشان جواد عمره ماهيتجوز بالطريقة دي 

قالت والدته :امال هيتجوز ازاي 

: لما يحب ... 

....... انه محق بالتاكيد فذلك الرجل الذي لم تداعب قلبه ولو لمرة اي انثي لن تفعلها الا تلك التي ستوقعه بغرامها....! ويبدو انه حدث 

دخل الي شقته ذات الانوار الخافته ليخلع سترته ويحل بضع ازرار من قميصه قبل ان يجلس الي الاريكة ويمدد قدماه امامه ممسك بهاتفه ينظر الي صورتها التي التقطها لها بأحدي الصباحات التي يراها بها.... لقد أصبحت رؤيتها هي قهوته الصباحيه فلم تعد له متعه سوي رؤيه تلك الجميلة كل صباح بينما تضع قبله حانيه علي جبين صغيرها 

وتتركة الي مدرسته وتضع سماعات الأذن وتسير الي عملها... وهو يسير خلفها بسيارته دون أن تشعر.... يراها بالرغم من بساطه ماتفعله كل صباح الا ان هناك دائما ماتكون ابتسامه هادئة علي شفتيها بتلك الخطوات الي العمل وكأنها حريتها.... ادمن رؤيتها ليشبع من ملامحها التي لايستطيع النظر اليها وهي بالقرب منه حتي لاتلاحظ إعجابه الخفي بها.....!! 

بضعه أشهر مرت وهو بهذه الحرب بين عقله وقلبه المتمرد علي اي عقل... حتي انه اعترف بحبها دون أي تبرير او محاوله الإنكار... نعم احبها منذ أن وقعت عيناه عليها لأول مره.... احبها وهو يعلم أن هذا درب من دروب الجنون فهي امرأه متزوجه ولديها طفل 

ولكن قلبه لا يمانع ابدا ذلك الجنون ان كان حبها...! شعر عقله بالكراهية لهذا القلب الذي لايستطيع ترويضه فحب كهذا لا يجلب سوي العذاب.... يجب أن ينساها ويبتعد ولكن كيف.... لقد كان قاب قوسين من ان يفعلها لولا تلك الليلة التي بالنسبه له كانت النور بنهاية ذلك الطريق المظلم الذي ظن قلبه انه سيموت به نهاية تلك المشاعر.... لقد كان بأحدي الحفلات ليتفاجيء بها امامه..فزوجها كان محامي احد رجال الأعمال لذا دعي هو وزوجته للحفل وهي كعادتها جميلة وخلابه تأثر عقله وحواسه التي سرعان ماالتهبت حينما رأي زوجها برفقتها... مقدار ما كره تلك اللحظات مقدار مافتحت عيناه علي الحقيقة... وهي ان لحبه فرصه معها    .... 

عيناه التي لم تتوقف عن النظر اليها لم تغفل عن يد زوجها التي قبضت علي معصمها بقوة وسحبها للخارج ليجد قدامه تلقائيا تسير خلفهم   ... خرج بها الي السلم الخلفي لتتسمر قدماه وتشتعل النيران بكيانه فور رؤيته لهذا الحقير يصفعها بتلك القوة ..... اندفعت قدماه وهو ينتوي رد تلك الصفعه أضعاف لولا يد مراد الذي تفاجيء به يمسكه... سحبه مراد الذي لاحظ متابعته لها وسيرة خلفها هي وزوجها... انفرد باخيه بالسيارة الذي قال بعصبيه ; ابن ال... الكلب ضربها 

قال مراد بعقلانيه : جوزها ياجواد 

نظر جواد اليه ليوقف مراد السيارة ويلتفت لاخيه قائلا ; جواد... انا واخد بالي من شهور من اللي بيحصل    . بس مش عارف افسره 

دي ست متجوزة... انت شايف الحقيقة دي ولا لا 

نظر بشرود امامه لحظة قبل ان يلتفت لاخيه قائلا ; بحبها..!! 

تجمدت نظرات أخيه لحظة يستوعب ما نطق به فقد ظنها مجرد امرأة جميلة تعجب أخاه ولايصل الأمر للحب... 

: بس  ... بس... قاطعه جواد : عارف كل اللي هتقوله... بس غصب عني بحبها  

حاولت كتير اقول لنفسي كل اللي هتقوله بس مش قادر ولا عارف.... 

نظر مراد لاخيه بحيرة ممزوجه بالحزن فهل قلبه لم يجد سواها ليقع بغرامها دون سائر النساء 

............ 

...........بقلم رونا فؤاد 

في الصباح التالي كان قلبه متلهف لرؤيتها لتشرق شمسه لتوها ماان رآها تخطو خطواتها المعتاده ولكن اليوم لايري ابتسامتها الهادئة.... طلبها لمكتبه بحجة العمل 

كم شعر بالوجع بقلبه وهو يري الدموع حبيسه عيونها الجميلة ويري اثار أصابع ذلك الحقير مهما حاولت اخفاءها   .... 

صعقت زهرة وتزلزل كيانها ماان نطق بتلك الكلمات 

: باقيه عليه لية؟ 

رفعت عيناها نحوه بدهشة فماذا يقصد بكلامه وهل صحيح ماظنته.... 

ليفيض اخيرا بمكنونات صدره بعد عام طويل من الحرب بين عقله وقلبه الذي انتفض من ضلوعه يطالبه بفك اسرها من ذلك الزوج الذي لايستحقها بعد ان عرف كل شئ عن سؤ معاملته لها ... 

: اية اللي مخليكي مع واحد زيه... 

قامت مكانها والصدمه مسيطرة عليها من كلماته . ايعني زوجها..!؟ اهو يتحدث عن حياتها الشخصيه 

لتقول : مستر جواد  لو سمحت...... قاطعها بصوت حازم  ;سيبييه يازهرة 

عقدت حاجبيها : نعم

قال ببساطه وكأنه لا يلقي بقنبله وسط حياتها 

جحظت عيناها وانتفضت من مكانها

بينما تابع بهدوء وكانه لايقول شئ بعيد عن المنطق والعقل 

: زهرة انا عرفت كل حاجة عنك وعن حياتك واحد زيه ميستاهلكيش.... سيبيه..... واتجوزيني يازهرة

: انت مجنون

مدت يدها لتصفعه بقوة...ليمسك بيدها قبل ان تصل لوجنته لتنتفض دقات قلبها ماان وجدته بهذا القرب منها لتنزع يدها من يده وتدفعه بقوة غاضبه :    ابعد ايدك ياحيوان

خطت تجاه الباب ليوقفها بنبرة حازمة : انا مخلصتش كلامي

كانت ماتزال مصدومه مما استمعت اليه من هذا المجنون الذي تابع :انا بديكي فرصه تخلصي نفسك من الحياة مع واحد زيه

قالت باحتقار ; اه واعيش مع واحد زيك

: انا بحبك

قالت باشمئزاز : انت مجنون و مريض نفسي

قال بثقة :  لا.... انا واحد لما بعوز حاجة بوصل لها وانا عاوزك يازهرة وبقولك مهمها تعملي هتكوني ليا.... 

بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !