ستكونين لي الفصل الثاني

0

الفصل الاول
 
حينما عادت لمكتبها كان كل جسدها مازال ينتفض وهي تتذكر كلمات ذلك الحقير لها.... كيف يتجرء ويقول لها مثل هذا الكلام لتسحب حقيبتها وتغادر الشركة دون الالتفات لمي صديقتها التي ركضت خلفها بتساؤل عن حالتها المتبعثرة فور خروجها من غرفه جواد الخولي   .... 

طوال اليوم وهي تراجع براسها الألف المرات كل محادثاتها معه بالعمل والعمل فقط لتهز راسها فهي ابدا لم تفعل شئ او تقول قول يبدر منها ليشجعه علي ماقاله....!! 

سيبيه واتجوزيني....! هزت راسها بقوة تبعد حديثه عن راسها... فهو رجل حقير مجنون....!. ماذا يظنها ليتحدث معها بتلك الكلمات..... ستخبر زوجها عنه...نعم ستخبره عن وقاحته وتجاوزه معها .... لا..!! 

مهلا توقف عقلها عن تلك الفكرة فهل تفعلها وتتعرض لغضب أمجد المخيف.... ولكن لا 

انها امرأه محترمه لم تفعل شيء لتخاف منه 

انه من يجب ان يخاف وليس هي.. 

ولكن أمجد.. هل سيستمع اليها .... ؟! بالتاكيد سيستمع فهي زوجته ولن يقبل بشئ كهذا....! 

نظرت اليه مجددا وراسها يحاول ترتيب ما ستقوله له ليلاحظ نظراتها له ليبادلها بنظرات عابثة وهو يقترب منها... : اية بتبصيلي كدة لية... ؟! 

داعبت يداه جسدها بوقاحة دون مقدمات وهو يكمل :  اول مرة مراتي هتحن عليا وتبقي عاوزاني.. 

نظرت اليه بضيق فهذا كل ما يريده منها ويشغل عقله فقط.... ولكنها تجاهلت ماقاله لتقول بترردد وهي تفرك كفها : أمجد... انا... انا كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع 

تابعت يداه تحركها علي جسدها وقد لمعت عيناه برغبته فيها قائلا : وهو ده وقت كلام 

وضعت يداها علي يده توقفه عن الاسترسال فيما يفعله قائلة  : بس... ده موضوع مهم و.... قاطعها حينما زفر بضيق هاتفا... خير..!! 

فجأه تلجم لسانها وهي تراه كما تراه طوال عمرها اناني بارد لايري سوي نفسه ورغباتها لتقول : كنت عاوزة اسيب الشغل 

قلب عيناه بملل وهو يقوم من جوارها فهل افسدت مزاجه من أجل تلك التفاهة ليقول : وانا اعملك اية..؟ 

نظرت اليه وكأنه طوقها للنجاه وهي تقول: مش هتسألني  عاوزة اسيب الشغل ليه 

بدأ بارتداء ملابسه قائلا ببرود : لا.... 

نظرت اليه ليتابع ارتداء ملابسه زافرا  بضيق :انا خارج.. 

تركها ليذهب للسهر برفقه أصدقائه او بمعني أصح لرؤيه امرأه اخري بينما طفرت الدموع من عيون زهرة التي لم تعد تحتمل المزيد من القهر بحياتها..... بعد قليل مسحت دموعها بيدها تفكر انها بكل الاحوال لم تكن ستجرؤ علي اخباره بماحدث لذا عليها ان تترك العمل وتنسي كل ماحدث وكأنه لم يكن ... صعب عليها ان تعود لسجنها بكامل إرادتها ولكنها بالتاكيد لن  تعمل مع رجل دنيء مثله...! 

............ 

..... 

دار جواد حول نفسه كالاسد الهائج او بمعنى أصح كالمدمن الذي يبحث عن جرعته المخدره.؛.!! 

اسبوع وهو لايراها..... اسبوع بلا جرعته الصباحيه من رؤيتها ليلوم نفسه طويلا عل جرأته معها ولكنه بنفس الوقت يلتمس لنفسه العذر فكان لابد أن يقطع الطريق الذي يبعدها عنه.....! 

لم يخطيء بالتاكيد..! 

بحسابات العقل والقلب لم يخطيء فهو احبها ويريدها فلماذا لايصارحها بمكنونات صدره..... ربما كان يصمت... بحاله واحدة وهي ان كانت برفقه زوج غيره... كان سيتركها لحياتها ويمضي قدما لو لم يري مقدار تعاستها برفقه زوجها الذي لايستحقها بعدكل ماعرفه عنه فكيف برجل لديه زوجه مثلها  يلقي نفسه كل ليلة باحضان هؤلاء النساء الذين لا يقربون لجمالها ولو خطوة.... حتي بعمله ليس اكثر من محامي قذر يقبل بأي قضيه مقابل المال او علاقه نسائية مع موكلاته ليفكر بأن يخلصها ويخلص نفسه من هذا العذاب بعدها ويبدأ من جديد برفقتها حياة يستحقها كلاهما.... هي لايجب ان تكون مع زوج مثله بل يجب أن تكون مع رجل يحبها ويقدرها.... يجب أن تكون حياتها معه هو ولم لا.... هي لاتحب زوجها بالتاكيد فلما تبقي معه ولا تكون معه وهو من يحبها...!. 

قاطع افكاره دخول مي الي مكتبه لتعطيه الرد علي سؤاله عنها هذا الصباح .

.... : ها يا مي عرفتي زهرة مش بتجي ليه طول الفترة دي 

قالت مي ببساطة لم تظنها ستشعل النيران بداخله...:  زهرة استقالت ياجواد بيه 

هب من مكتبه بلا تفكير يهتف بحدة : استقالت يعني اية... ؟! ومين وافق علي استقالتها 

قالت مي بتعلثم : يافندم.... أصل يافندم انا كلمتها وهي بلغتني وكنت هروح  ال hr 

اقدم استقالتها دلوقتي 

قال بنبرة قاطعه مليئة بالغضب ; متروحيش وبلغيها ان استقالتها مرفوضة 

حاولت التحدث لتفهم سبب الغضب ولكنه لم يعطيها فرصة ليخرج من مكتبه يفكر بأي عراقيل سيضعها بطريقها حتي لا ينحرم من رؤيتها.... 

: عادل 

هب مدير الشئون القانونية للشركة من مقعده قائلا  : افندم يا جواد بيه 

: عاوز عقود الموظفين... حالا

أعطاها له لينظر اليها جواد بأعين زائغه قبل ان يقول : تبعت لمدام زهرة حالا تبلغها ان عقدها فيه شرط جزائي لو سابت الشغل.. 


........ 

قالت مي بدهشة... ولما أمجد مش هو اللي عاوزك تسيبي الشغل هتسيبيه ليه؟ 

هزت زهرة كتفها ;عادي... عاوزة اتفرغ لعمر 

قالت صديقتها بعدم تصديق : فجأه كدة.... انتي اكيد مخبيه عني حاجة 

وهل تخبر احد بما حدث.... لا ستصر علي موقفها وستصمت وتنسي ماحدث .... 

....... 

لجأت اليه مرة اخري... ليصيح بها أمجد  بغضب :عاوزاني اعملك اية 

: انت محامي.. افسخ عقدي مع الشركة 

: فاضي انا للعب العيال بتاعك.... مرة عاوزة اشتغل ومرة افسخ العقد 

بقولك اية... لو بتعملي كدة عشان تقرفيني فأنا خارج.. بلا قرف.... 

تركها وخرج ليطلب رقم ماان نزل الي سيارته 

: نانسي... قابليني في شقة اكتوبر 

ضحكت بمياعه ; هوا ياباشا.... 

ضحك أمجد والقي الهاتف بجواره وانطلق بسيارته يزفر بضيق من تلك الحسناء التي تزوجها ويحسده الجميع عليها ولايعرف احد انها ليست اكثر من جسد جميل لا تعرف كيفيه امتاعه به...! لقد اعجبته منذ اول وهله رآها بها ولكنها لا تشبهه النساء التي اعتاد مضاجعتهن لذا دائما تغضبه ... تريد أن يحبها كالرويات الحمقاء وتتذمر كثيرا من عصبيته...وماذا فيها ان تعصب الرجل علي زوجته... يريدها ان تكون كهؤلاء النساء اللاتي يعرفهن ولكنه احمق لايدري انها لاتريد منه أكثر من ان يكون رجل لتكون له امرأه 

.........!! 


عادت ضربات قلبه للنبض من جديد بعد ان رآها هذا الصباح بل لم قلبه سيتوقف ماان رآها تدخل الي مكتبه.... بحدة بالغة وضعت تلك الورقه امامه : استقالتي 

ظن انه ربح  بعد ان وضع العراقيل التي لاتنتهي امام تركها للعمل  ولكنه لايعرف ان  بداخلها تنتوي ردع ذلك الحقير... 

قال بهدوء وعيناه لاتتوقف عن النظر اليها :مرفوضه 

قالت بشراسه : هتقلبها وغصب عنك والا هقول للناس كلها انت مش عاوزني اسيب الشغل لية 

قال بهدوء وهو يقوم من مقعده ويتجه ناحيتها ;معنديش مانع كل الناس تعرف اني بحبك وعاوز اتجوزك 

تراجعت للخلف وتقافزت دقات قلبها بصدرها حينما وقف امامها بقامته المديدة لتهتف به بحدة : انت مجنون..... 

قال وعيناه تنظر للون عيونها الصافي الذي لم يري في جماله : زهرة انا بحبك

قالت بغضب وهي تصفعه : أخرس ياحيوان.... انا ست متجوزة

اشتعلت عيناه غضبا من فعلتها ليقول  باندفاع جنوني ; متجوزة من واحد مبيحبكيش وكل يوم مع واحدة شكل..... امسك ذراعها قائلا : سيبيه يازهرة ووافقي تتجوزيني وانا اوعدك اني هعوضك عن كل الي شفتيه في حياتك

قالت بغضب اهوج وهي تدفعه بعيد عنها  : انت واحد سافل وقليل الأدب.

قال باصرار : انا واحد بيحبك من اول ماشافك ومستعد اعمل اي حاجة عشان تكوني ليا.... 

رفعت سبابتها امام وجهه بتحذير شرس : انا بحذرك ابعد عني وعن حياتي وانساني خالص

بدل ما رد فعلي بعد كدة مش هيعجبك 

............ 

..... 


أظلمت دنياه من جديد فتلك العنيده  قاتلت بشراسة لتبتعد ولكنه ايضا لن يستسلم

ينتظر امام منزلها لعله يلمحها ويطفيء نيران اشتياقة لها ولكن بلاجدوي فقد ظلت زهرة اسبوع بمنزلها لاتخرج وقد انقلبت حياتها وخافت حد الجنون من هذا الرجل الذي لا تستطيع نسيان حديثه معها وجنون كلماته...... 

نظر مراد لأخيه الشارد والذي لايعرف سبب وجومه طوال تلك الأيام 

: اية يا جود مالك..؟ 

هز كتفه دون قول شئ لينظر الي الأوراق امامه متظاهر بالعمل ليعود مراد قائلا باصرار ; في أية ياجواد.... انا ملاحظ انك بقالك اكتر من اسبوع في الحاله دي   .. انت حتي مش بتجي تتعشي معانا وماما قلقانه عليك 

اعتدل واقفا يتناول اشياؤه من علي المكتب قائلا : مفيش يامراد... دماغي بس مشغوله شويه 

قام مراد خلفه : استني بس رايح فين..؟ 

قبل ان يقول شئ كانت مريم تدخل الي المكتب قائلة : جواد بيه....  ا عادل كان عاوز يقابلك 

دخل عادل يحتل ملف بيده قائلا ; سيادتك قررت هتعمل اية في استقاله مدام زهرة  ........... 

تغيرت ملامح وجهه ليكمل عادل : لازم إجراء يافندم وخصوصا انها بالفعل نفذت الاستقاله ومش بتجي الشغل 

قال مراد... خلاص كمل إجراءاتك.... قاطعه جواد قائلا ; لا... اعتبرها في اجازة مفتوحه 

نظر مراد لاخيه بتساؤل ليبعد جواد عيناه وينصرف مغادرا 

..........! 


انتفضت زهرة من نومها علي يد أمجد التي توقظها بينما قال وهو يشير لابنه النائم بين أحضانها : خدي الولد اوضته وتعالي 

نظرت الي صغيرها النائم علي ذراعها قائلة بصوت خفيض حتي لاتوقظة : خليه نايم في حضني ياامجد عشان ميقلقش من نومه 

زفر بحدة قائلا ; نفذي اللي قلت عليه 

فتح عمر عيناه الناعسة بانزعاج من صوت ابيه لتربت زهرة علي ظهره وتحاول ان تعيده للنوم ليقول أمجد بغيظ ونفاذ صبر : وبعدين... خديه اوضته 

بكي عمر وتمسك بها ليقول له أمجد بغضب :وبعدين ياولد اسمع الكلام ونام في اوضتك.... 

دفع يدها ألتي تحيط صغيرها ليحمله وياخذه عنوة لغرفته وسط بكاء الصغير الذي مزق قلبها لتقوم زهرة خلفه مسرعه... أمجد حرام عليك... انت هتخوف الولد 

دفع يدها بعيدا ووضع الصغير فوق فراشه غير مبالي ببكاؤه فهو قد عاد بمزاج عكر بسبب خسارته لاحد القضايا ويريدها لعلها تغير من سؤ مزاجه 

جذبها من يدها بقوة يحاول ابعادها عن غرفة الصغير التي أغلق بابها لتحاول سحب يدها من يده ; اوعي ياامجد... الولد بيعيط 

قال بحدة : سيبيه.. لازم يكبر ويبطل عياط لوحدة

:اية اللي بتقوله ده.... اوعي خليني اشوفه 

جذبها بقوة من يدها ودفعها الي غرفتهم قائلا :وانا قلت سبيبه ونفذي كلامي 

قالت بغضب وهي تخطو لتخرج الي صغيرها الذي تعالي بكاوءه :  لا.. مش هنفذ حاجة 

مش هسيب ابني يعيط عشان القرف الي انت عاوزة 

استشاط غضبا منها لتهوي يداه بصفعه قويه علي وجنتها أشعلت وجهها نارا بينما دفعها بقوة علي الفراش خلفها ومزق ملابسها مدفوعا بالغضب من رفضها له حينما حاول الاقتراب منه لتحاول زهرة دفعه عنها بقوة تحلت بها من أجل بكاء صغيرها الذي يكاد يصم اذنها بينما غابت كلمه الابوه من قاموسه ولم يستمع لصغيره الباكي ليتابع مايفعله بسحق روحها اكثر معاقبه لها علي مانطقت به..... 

......... 

... بكت زهرة بانهيار كما لم تبكي بحياتها وهي تحتضن طفلها اليها الذي هرعت اليه بعد ان انتهي ذلك الحقير من دنائته معها لتضم روبها حول جسدها النحيل الذي تلون بعلامات وحشيته وتذهب لطفلها الذي نام من كثرة البكاء..... 

انغلقت عيونها المنتفخه من البكاء وهي لاتتوقف عن التساؤل الي متي ستظل بهذا الذل وألهوان.....!! 

.............. 

.... 

مررت تلك الفتاه ذات الثوب الفاضح اصابعها بخصلات شعر أمجد النائم علي ساقها يدخن قاءلة : مالك ياباشا... سرحان في أية 

نفخ دخان سيكارته دون قول شئ لتتابع : لا دي شكل المدام مضايقاك اوي 

اعتدل جالسا وسحق سيكارته بالمنفضه الزجاجية قائلا بتهكم : لا وحياتك.. مفيش واحدة تقدر تضايقني 

نظرت اليه ليشعل سيكاره اخري شاردا بها ولاينكر انها استولت علي عقله بعد ان حجبت نفسها عنه عشرة أيام كامله بعد ماحدث بينهما اخر مرة..  لقد اعتاد منها تقبل مايفعله ولكن تلك المرة لمح بها شعره من التمرد.... انها كانت تخاصمه من قبل ولكنها تقوم بكل واجبتها تجاهه... تجهز ملابسه وتعد طعامه وحتي تنام بجواره ولكن تلك المرة لايكاد يراها فهي بغرفه طفلها تغلقها بالمفتاح و لا تبارحها مادام هو بالمنزل... تتجاهله بطريقه جعلت الشياطين تتراقص امام عيناه....! 

قالت نانسي بخبث : ياسلام وده اللي مضايقك اوي كدة.... ما ان شالله ماعنها خرجت من الاوضه

داعبت شعرات صدره القوي قائلة  : اديك مرتاح منها... 

قبلت جانب شفتيه قاءلة باغواء : مش كدة ياحبيبي 

هز راسه وزفر مجددا فزهرة بالرغم من اي شئ لايستطيع الإبتعاد عنها.... لقد اشتاق اليها حد الجنون.....! 

داعبت صورتها خياله وجعلت عيناه تظلم برغبته بها ليقوم من مكانه ويتناول سترته 

سألته نانسي ; علي فين ؟

: مروح..... 

تركته لينصرف بينما تناولت هاتفها وبعثت برساله لاحد الأرقام..... 

.......... 

... 

قامت زهرة من مكانها بسرعه الي باب الغرفة تغلقه ماان استمعت لخطوات امجد ولكنه كان اسرع منها لتجده امامها يضع قدمه ليحول دون اغلاقها للباب... 

لاتنكر ان قلبها يرتجف رعبا منه فهي عاشت معه خمس سنوات ولكن تلك الليلة كانت الأصعب لتنحفر بذاكرتها مسببه وجع لا يمحي.... 

مرر يداه علي وجنتها قائلا ; هتفضلي مخصماني كتير 

ابعدت وجهها عن يده دون قول شئ ليمسك بوجهها مجددا قائلا بتحذير : لما اكلمك تردي وبلاش تستفزيني تاني عشان ميحصلش زي اخر مرة   

بقلم رونا فؤاد 

لمع الخوف من عيونها فهزت راسها دون إرادتها ليبتسم بمكر : برافو عليكي... 

اشتعلت وجنتها بالنيران ماان مال ناحيتها يطبع عليها قبله وهو يقول : يلا تعالي عشان تنامي في اوضتك 

نظرت الي صغيرها الجالس بفراشه ينظر بتوجس لوالده الذي اصبح يخشاه كثيرا 

لترتمي روحها بين شقي الرحي فان حاولت الرفض سيغضب ويثور وياخذها غصبا وان استسلمت ستغرق بالذل وألهوان مجددا لتأخذ قرارها سريعا ماان رأت نظرات صغيرها الخائفة فهو عالمها والوحيد الذي يستحق تضحيتها وان كانت بحياتها وليس بجسدها فقط لتنظر الي أمجد قائلة بخفوت :حاضر ياامجد... بس لو سمحت عشر دقايق هنيم عمر واجي وراك 

ابتسم بانتصار ماان اشتم بنبرتها مقدار الخضوع والطاعه ليقول وهو يربت علي وجنتها : مستنيكي... متتاخريش.... 

......... 

. مع كل قبله ولمسه كان يطبعها أمجد علي جسدها كانت تفقد زهرة مابقي من روحها التي سحقها تماما لتنتفض كرامتها من أسفل إنقاص وحطام روحها تطالبها بعدم الخضوع مجددا....... استمعت تلك المرة لكرامتها التي تطالبها بألا تستسلم وهي تسير بخطواتها الخافته تحمل صغيرها وتغادر مع أول خيوط للفجر...... لقد بقيت عليه وتحملت كل هذا من أجل طفلها والان ستغادر ايضا من أجل طفلها الذي كبر واصبح يري ماتعيشه والدته... خافت عليه من خوفه من ابيه ولا تريده ان يعيش بعقد نفسيه لذا عليها الإبتعاد... لاتعرف الي اين ستذهب حينما غادرت فالذهاب الي منزل والدها ليس بخيار متاح فهو سيعيدها اليه.... 

..... عقدت تلك المراه حاجبيها بقلق شديد وهي تري زوجه ابنها تحمل حفيدها النائم علي كتفها... زهره.... مالك يابنتي.... اية اللي حصل 

بقلم رونا فؤاد 

اسرع عماد زوجها ووالد أمجد إليهم بقلق عن سبب مجيء زوجه ابنه الفجر لتخبره عيناه التي وقعت علي وجهها وعنقها بالاجابه... 

: انتي هتفضلي سايباها علي الباب وتسألي كتير ياسميحة... خدي الولد وخليها تدخل 

حملت سمحيه الطفل منها لينظر عماد الي زهرة لحظة قبل ان ينتفض من مكانه ماان سقطت مغشي عليها.... 

: يالهوي..... هتفت سمحيه التي وضعت الصغير علي الاريكة واسرعت تنحني تجاه زهرة التي شحب وجهها وهربت دماءه 

: عماد بسرعه نادي علي دكتور هادي جارنا 

.......... 

.... بقلم رونا فؤاد 

فتح أمجد عيناه الناعسة علي تعالي رنين هاتفه الذي لايتوقف.... 

قال عماد بصوت حازم : عاوزك قدامي حالا 

عقد حاحبيه بدهشه : بابا... في حاجة 

: قلت عاوزك عندي حالا... 

زهرة وابنك عندي... قالها عماد وأغلق الهاتف والقاه بغضب فهو لم يربي رجلا ليفعل أفعاله..... قالت سمحيه تحاول ان تهدئه : اهدي ياعماد وافهم منه..... قاطعها بغضب : افهم اية... ماهي واضحة زي الشمس... ابنك المحترم ضرب مراته وبهدلها لدرجة انها تسبب بيته وتجي عندنا وش الفجر.. 

قالت بتعلثم : بس ياعماد... انت متعرفش اية اللي حصل بينهم.. 

قال بهياج : مش محتاج افهم ..... مهما يكون اللي حصل مفيش سبب انه يستقوي علي مراته بالطريقه دي.... لما اشوفه قسما بالله لهربيه من اول وجديد.... ايييه واخدين بنات الناس نبهدلهم 

: اهدي بس ياعماد وكل حاجة تتحل بالعقل 

: وانا عاد فيا عقل من لما شفت البنت الغلبانه وايد ابنك معلمه علي وشها بالطريقة دي..... ده حيوان ميستهالهاش 

: ايوة ياعماد....بس عشان خاطري اتكلم معاه بالراحة وفهمه غلطه عشان الدنيا تهدي بينهم 

وهو اكيد هيسمعلك وخصوصا لما يعرف ان مراته حامل....!! 


............... 

قاد امجد بغضب وهو يتوعدها فهي فضحته امام ابيه الذي لن يتواني عن تلقينه درسا.... 

.... نظر عماد بخزي لزهرة التي احتبست الدموع بعيونها وهي تري موقف ابيه منه والذي لم تتوقعه ولم يفعله والدها....! اخيرا وجدت ملاذ لها من قسوة وبطش زوجها 

دخلت سمحيه بابتسامه تحمل صينيه عليها الطعام قائلة : يلا يازهرة ياحبيبتي عشان تفطري 

قالت بصوت متحشرج ; متشكرة ياطنط... بس مش قادرة اكل 

: لا طبعا لازم تاكلي.... انتي حامل ولازم تتغذي زي ماالدكتور قال 

خفضت زهرة عيونها بألم فحملها هو معانده القدر لها بخيط اخر يربط حياتها بهذا الرجل للأبد.... 

ربت عماد علي كتفها بحنان ابوي قائلا ;متزعليش يابنتي... انا عارف بالرغم من انك مش راضيه تقوليلي اية اللي حصل ان ابني غلط في حقك جامد وانا هجيبلك حقك 

صمتت كعادتها تخفي المها ووجعها فهي لجات إليهم نعم ولكنها لم تخبر احد منهم عن أفعال زوجها الدنيئة معها فهي تربت علي احترام أسرار بيتها..... كم كبرت بنظر والده وازداد احتقارة لابنه الذي لايستحق زوجه مثلها..... يعرف بطباع ابنه السيئة ولكنه لم يظنه يصل لحد اهانه زوجته وضربها بتلك الوحشية...... 

تعالي رنين جرس الباب لتنظر سمحيه بتوجس لعماد الذي اندفع بخطوات متوعده يفتح لابنه.... 

قال بحقاره : اية الهانم جريت تشتكيلك مني 

هتف عماد بحدة : أخرس ياحيوان.... مراتك بنت ناس مقالتش علي حاجة بس انا اللي شفت وساختك معاها.... 

ابعد امجد عيناه عن وجهه والده الغاضب لتتدخل سمحيه قائلة بعتاب : كدة برضه ياامجد... 

قال من بين أسنانه : ماما... انا معملتش حاجة 

قال والده بغضب ; هتبقي كداب كمان.. اييية تنكر انك مديت ايدك عليها 

قال أمجد وهو يزفر بضيق : بابا دي مراتي انا حر 

: لا مش حر.... انت مش واخدها من بيت أهلها تبهدلها.... دي مراتك يعني كرامتها من كرامتك... 

قالت سمحيه وهي تحاول أن تلطف الجو ; ابوك عنده حق ياامجد.. مالكش حق ابدا تمد ايدك عليها مهما حصل  وبعدين ياابني دي حامل يعني..... قاطعها امجد بدهشه مرددا :حامل 

قالت سمحيه : ايوة ياابني والزعل غلط عليها في أول الحمل 

: هي فين؟ 

: جوه في الاوضه يلا ادخل راضيها 

اوقفه والده قائلا : ملكش دعوة بيها 

: يعني اية يابابا.... 

: يعني اللي سمعته.... 

قالت سمحيه : عماد سيبيه يدخل لمراته يراضيها 

: لا... اكيد هي مش عاوزة تشوف وشه 

ولاانا كمان عاوز اشوف وشه.... 

التفت الي ابنه قائلا بحزم : مراتك وابنك هيفضلوا هنا لغاية ماتعرف قيمتهم..... يلا اتفضل غور من وشي 

بعد انصراف أمجد قالت سميحه بعتاب : لية بس كدة ياعماد 

: عشان ابنك مش راجل ياسمحيه.....سيييه يتربي كام يوم واياكي اعرف انه قرب ناحيتها طول ماهي هنا فاهمه  ...... 

بكت زهرة من وسط ابتسامتها وهي تستمع لهذا الرجل العادل الرحيم والذي تمنت ان يقف ابيها بجوارها مثلما فعل....... 

............ 

....... 

ابتسامه واسعه ارتسمت علي شفاه جواد بينما تابعت تلك الفتاه نانسي اخباره بماحدث والتي لم يكن تجنيده لها بالشيء الصعب مقابل النقود علي ان تنقل له كل مايحدث بينهم والذي تستدرج أمجد لمعرفته فهي احدي فتيات الليل التي كان يواظب أمجد علي لقاءها وقد وصل اليها جواد ودفع لها الكثير في سبيل ان يعرف كل شئ عن هذا الحقير.....!. ازدادت ابتسامته اتساعا وهو يعرف بأن زهرة قد تشجعت بوقوف ابيه بجوارها و طلبت الطلاق منه....! 

........ ليقول بنبره أمره : عاوزك وراه لغاية ما تقنعيه يطلقها وهدفعلك اللي انتي عاوزاه.... 

قالت بتردد : بس ده صعب ياباشا.... بقولك حامل 

: مش مهم انتي مش بتقولي انها مصممه تتطلق وبقالها شهر رافضه ترجعله وابوه واقف معاها يبقي انتي بقي تلعبي في دماغه وتخليه يطلقها..... هبعتلك حسان ب١٠٠ الف جنيه عشان تعرفي تشتغلي كويس 

لمعت عيونها بالرغم من صعوبه مهمتها فأمجد لن يطلقها بتلك السهوله وحتي ان صممت ولكنها ستستخدم مكرها ودهاءها وتفعل اي شئ مقابل تلك الأموال التي يغدقها عليها جواد..... 

استعادت زهرة الكثير من حيويتها بهذا الشهر الذي بقيت به بمنزل عائلة أمجد وعماد لايتواني هو وسمحيه عن محاولتهم لارضاءها حتي ان أمجد طلب منها اكثر من مرة ان تعود اليه... ولكن اتفعلها وتعود له مرة اخري ظنا منها انه تغير بالفعل ام تصمم علي موقفها خاصة بوقوف ابيه معها..... 

:يابنتي انا مش بقولك الكلام ده عشان أمجد ابني بس انا ست زيك وعارفة انه جرح كرامتك بس في الاخر هو جوزك وابو ابنك وجاي ليكم طفل تاني.... هو وعد ابوه انه مش هيزعلك تاني وانا بطلب منك تفكري بعقل 

وترجعي عن طلبك الطلاق..... حرام تحرمي ولادك من ابوهم... عشان خاطري انا.... 

بتلك الكلمات استطاعت سمحيه ان تلعب علي أوتار امومه زهرة التي كما استمعت لحديث والدتها طوال سنوات عن الصبر وتحمل الحياة من أجل أطفالها وبيتها استمعت لحديث والدته الان لتهز راسها موافقه علي ان تمنحه فرصه اخري من أجل طفلها القادم لتعود معه مع وعوده لوالده بعدم الأقدام علي اي من أفعاله السابقه..... 

..... 


بغل وحقد وغضب اهوج حطم جواد مكتبه حينما عرف انها عادت الي زوجها ليمسك هاتفه صائحا بنانسي : نفذي اللي قلتلك عليه .... 

عاوزة معاكي دلوقتي بأي طريقه 


لأول مرة لا تتجاهل زهرة مااستمعت له للتو 

من تلك المكالمه المجهوله من فتاه تخبرها ان زوجها برفقتها..... تعرف انه يخونها ولكنها ابدا لم تراه لذا كانت تتجاهل ظنونها الحقيقية لكن تلك المرة لن تتجاهلها 

... ستذهب وتتأكد وان كان صحيح ستتركه بلا رجعه..... 

دار جواد حول نفسه قلبه يتمزق لانه بيده سيضيف جرحا ووجها اخر لحياتها ولكنه الوجع الذي يجب أن تشعر به لتنتفض من تلك الحياة برفقه هذا الرجل.... 

كأنه ينزع ضماده بقوة عن جرح دفنته.... يجب أن تتركه بأي ثمن.... وان كان الثمن وجع وجرح سيداويه هو لاحقا 

انتفض أمجد من فوق تلك المرأه التي فعلت كما أمرها جواد لتجعلها تري زوجها بهذا الوضع 

قال بلسان مصدوم : زهرة ....! 

وقفت مكانها لحظة متجمدة وقد ضاقت عليها جدران تلك الغرفه كما ضاق صدرها ولم تستطع التنفس تنهر نفسها بلا هواده عن استسلامها وصمتها طوال سنوات بسلبيه تسمح لحياتها بالتسرب من بين انامها ظنا منها انها تحافظ على بيتها والذي بالأساس بلا اي أسس قوية فهو بيت مع رجل لايقوي علي حمله 

تمالك نفسه وهو يحاول ان يقول بنبرة قويه ;انتي اية اللي جابك هنا 

اخيرا خرج صوتها باردا متهكما : جاية اشوف انا اية اللي مخليني مع واحد حقير وزباله زيك.... 

امسك بذراعيها بقوة لتنفض يده بعيدا عنها وتصيح به بقوة  : ابعد ايدك واوعي تفكر تقرب مني تاني.. ياحيوان..... 

صاح بغضب : احترمي نفسك 

قالت باحتقار : انت اللي تحترم نفسك وتبقي راجل لأول مرة في حياتك وتطلقني 

صفعها بقوة : انا راجل غصب عنك يابنت ال.... 

بقلم رونا فؤاد 

بالرغم من قوه صفعته الا انها تمالكت نفسها وصاحت به بقوة : انت عمرك ما كنت راجل... انت مش اكتر من حيوان 

صفعها مجددا بقوة لتتقهقر الي الخلف وتتابع رميه بغضبها الذي انفجر واخيرا غير قابل الخضوع مجددا امام بطشه وجبروته :

اضربني مش فارقة.... ماهو ده اخرك تستقوي علي واحدة ست... انا مبقتش اخاف منك وغصب عنك هتطلقني والا هفضحك

اهتاج أمجد وصفعها بقوة لتتجرأ زهرة وترد له الصفعه ليتشيط أمجد غضبا وحشيا ويبدأ بضربها بعيون عمياء لتنتفض نانسي تصرخ به وهي تري وحشيته وعنفه ... اوعي يامجنون.... 

ابعد عنها هتموت في ايدك 

دفعها أمجد بعيدا عنه وتابع ضرب زهرة التي صرخت بألم شديد ماان ركلها بقوة في بطنها 

يانهار اسود.....صرخت نانسي وهي تري هياجه وعنفه لتسرع بأيدي مرتعشه تطلب رقم جواد صائحة : الحقني باشا هيموتها 

كانت زهرة قد أصبحت كالجثة بين يديه بينما انهال عليها بالصفعات والركلات دون رحمه لتري من بين عيونها التي تفقد وعيها هجوم ذلك الرجل علي أمجد وانتشاله من فوقها بقوة ليسدد له بضع لكمات قويه افقدته وعيه لتري تلك الملامح التي انهال منها القلق ويأيتها صوته الللهيف ينادي بأسمها من خلال غياهب بقايا وعيها وكانه اتي من وادي سحيق قبل ان تفقد وعيها تماما  

......

انتهاء الflash back

سالت دمعه ساخنه علي وجنتها ماان اندفعت كل تلك الذكريات اليها لاتدري ماذا فعلت بحياتها لتنال كل هذا العذاب...،

أحاطت بطنها بكلتا يديها وتركت لدموعها العنان تبكي فقدان طفلها علي يد زوجها الحقير وذلك الاحقر منه جواد والذي لاتحتاج لأي ذكاء لتفهم انه السبب يجعلها تذهب لرؤية أمجد بهذا الوضع.... ،!

كلاهما أحقر من الاخر وهي وجنينها من دفعا الثمن....!


الفلاش باك طويل بس ده خلفيه طبعا لظلم أمجد وحياة زهرة قبل ظهور جواد

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !