ستكونين لي الفصل الثالث

0


 الفصل السابق
سالت دمعه ساخنه علي وجنتها ماان اندفعت كل تلك الذكريات اليها لاتدري ماذا فعلت بحياتها لتنال كل هذا العذاب...،

أحاطت بطنها بكلتا يديها وتركت لدموعها العنان تبكي فقدان طفلها علي يد زوجها الحقير وذلك الاحقر منه جواد والذي لاتحتاج لأي ذكاء لتفهم انه السبب بجعلها تذهب لرؤية أمجد بهذا الوضع.... ،!

كلاهما أحقر من الاخر وهي وجنينها من دفعا الثمن....!

عاتبت نفسها بلاهواده علي سلبيتها وصمتها طوال تلك السنوات معه... لماذا تركت نفسها لتنزلق لتلك الهاوية من الذل والهوان بتلك الطريقة دون أن تأخذ رد فعل.... لتزداد دموعها انهمارا في مدافعه منها عن نفسها وهي تذكر نفسها بعدد المرات التي حاولت فيها اخذ ردفعل والتمرد علي هذا الوضع وكان نتيجتها تعرضها لقمع اكثر وذل أفظع سواء من والدها او والدتها او زوجها حتي انها يأست من المحاولة ..... ولكن تلك المرة هي النهاية فعلا... لن تستمع لأي رأي او لأي محاولة لاثناءها عن قرارها....! 

في البداية كانت كأي فتاه تريد السعاده برفقه زوجها لذا تحملت عصبيته الغير مبرره واختلقت له الأعذار كما أخبروها من حولها بأن المرأه يجب عليها تحمل زوجها والحفاظ علي بيتها ولكنهم لم يخبروها ان اساس البيت هو رجل يحتوي زوجته ويكون لها السند والأمان والرحمه لتقدم له منزل دافيء يجب أن يدفيء قلبها..... خطأها انها غلبت احساسها وأصوات عقلها واستمتعت إليهم و مع تقديمها لأول تنازل للشخص الخطأ وافقت علي اهانه كرامتها لتتوالي المرات والاهانات بلا نهاية....! 

لماذا تلوم ذلك الرجل جواد علي فقدان طفلها وهي وحدها من يجب أن تتحمل اللوم 

علي ضعف شخصيتها امام زوجها والتي جعلته يصل بها الي تلك النتيجة....! 

مسحت زهرة دموعها ماان دخلت اليها تلك الطبيبه الشابة نادين بابتسامه هادئة وهي تقول : حمد الله علي سلامتك يامدام زهرة 

رفعت زهرة عيناها الباكية الي الطبيبة لتجيب بصوت متحشرج : الله يسلمك.... 

اقتربت الطبيبة لفحصها لتقول زهرة : لو سمحتي عاوزة تليفون 

قالت الطبيبة بابتسامه هادئة ; المستشفي اتصلت بعيلتك و.... قاطعتها زهرة بشئ من العصبيه : مش عاوزة حد... مش عاوزة اشوف اي حد غير ابني .... انا عاوزة تليفون.... 

استجابت لها نادين علي الفور واخرجت هاتفها من جيبها واعطته لها لتطلب زهرة بأيدي مرتعشة رقم صديقتها مي... ليخرج صوتها مبحوح مختنق بالبكاء .. مي... هاتيلي عمر.... عاوزة عمر...... 

انخلع قلب مي قلقا حينما اخبرتها زهرة ان تحضر طفلها الذي تركته معها بالأمس الي المشفي.... انه الوحيد الذي تحتاجة زهرة الان... لاتريد رؤيه احد سواه... هو الوحيد الذي يجعلها تتمسك بالحياة 

.......... 

... ماان خرجت نادين من غرفتها حتي اصطدمت بجواد الذي كان واقف امام باب الغرفة يقطع الممر ذهابا وايابا بقلق واضع كلتا يديه بجيوبه يريد الاطمئنان عليها

سألها بلهفه : اية يانادين... عامله اية دلوقتي؟ 

هزت نادين رأسها قائلة : حالتها النفسيه وحشة اوي.... 

تنهد مطولا ومسح وجهه بضيق قائلا بقله حيله : وبعدين يانادين اتصرفي اعملي اي حاجة... 

هزت راسها : مفيش حد يقدر يعملها اي حاجة.... اللي عرفته منك عن اللي حصلها مش شوية.... واحدة اتعرضت لكل ده لدرجة انها تفقد ابنها علي ايد جوزها مش حاجة سهله 

: اعملي اي حاجة يانادين عشان تتحسن.... خلي دكتورة نفسيه تشوف حالتها لو ده هيخليها احسن ... 

: اكيد ياجواد... اول ماهحس انها مستعده انها تتكلم هعمل ده...

هز راسه لتقول نادين وهي تري وصول والد ووالده زهرة لتقول : أهلها وصلوا... تعالي  بقي علي مكتبي وبلاش تكون موجود 


.......... 

..... 

فتح أمجد عيناه بألم وهو يستعيد وعيه ليفرك وجهه المتورم من لكمات جواد يتلفت حوله ليري الشقة فارغة بعد ان اخذ جواد زهرة للمشفي واسرعت نانسي تغادر هي الاخري تاركته فاقد للوعي.... 

اعتدل واقفا وهو ينظر حوله بتساؤل عن أين ذهبت وماذا حدث.....! 

اخر مايتذكره قبل فقدانه للوعي هو هجوم ذاك الرجل الذي لايعرفه عليه.. لم يعير الأمر اهميه كبيرة ظنا منه انه احد الرجال المترددين علي نانسي وهذا كان بصالح زهرة التي لن يتواني لحظة عن اتهامها بالباطل ان عرف هويه جواد وانه تدخل لانقاذها .... 

........... 

........ 

قطب عماد جبينه وهو يستمع لصوت ابنه علي الهاتف يسأله عن زهرة... 

: انت بتقول اية؟... زهرة اية اللي هيجييها عندنا.. انت زعلتها تاني

قال أمجد بضيق : بابا هكلمك تاني 

ان لم تذهب لأبيه فأين ذهبت.... مؤكد لعائلتها.... 

قال فهمي الذي يقود مسرعا للمشفي التي هاتفته واخبرته ان ابنته تعرضت لحادث وعليه المجيء.... انصدمت ملامح أمجد ماان عرف انها في المشفي... هو اية اللي حصل ياابني قالها فهمي ليقول أمجد بصوت باهت : مش عارف 

لم يفهم فهمي شئ من أمجد الذي أغلق الهاتف دون قول شئ... ولكنه لم يتساءل كثيرا فهو يريد الاطمئنان علي ابنته. 

اسرع عماد وسمحيه خلف فهمي ووفاء الي المشفي ماان علموا بتعرض زهرة لحادث .... 

اسرع فهمي وخلفه وفاء لغرفه زهرة ليتسمر فهمي مكانه وتشهق وفاء بهلع ماان وقعت عيناهما علي زهرة التي تورم وجهها من ضربات أمجد الوحشيه..... 

....... 

سأل عماد تلك الطبيبه : زهرة فهمي حالتها اية ؟

هزت الطبيبه راسها قائلة : اتعرضت للاجهاض 

شهقت سميحة بصدمه بينما تمتم عماد بأسي : لاحول ولاقوة الا بالله 

امسك بكتف زوجته التي لمعت الدموع بعيونها حزنا علي فقدان حفيدها قائلا : قدر الله وماشاء فعل... تعالي نطمن علي زهرة 

وهو يدخل الي الغرفة لم يستوعب ان ابنه قد يفعل شئ مماثل.... وصل أمجد الي المشفي لتشتعل نظرات جواد ماان راه يتجه لغرفتها... أمسكت نادين ذراعه توقفه :اوعي تفكر ياجواد... 

نظر الي نادين لتري مقدار النيران التي اشتعلت بعيناه لتقول باقرار : انت الوحيد اللي مش من حقك تكون موجود..... لو فكرت تدخل هتأذيها ياجواد وتخليهم يفكروا ان انت وهي.... قاطعته نظرة جواد اليها 

لتهز راسها بأسي فهي لأول مرة تري ابن عمها وصديقها المقرب منذ أن كانوا أطفال بتلك الحالة منذ أن اخبرها عنها اول مرة وحتي حينما دخل اليها يحملها بقلب ملتاع غارقة بدماؤها...... كور قبضته بياس وقله حيله فلماذا هو الوحيد المحرم عليه أن يكون جوارها بينما من اذاها بتلك الطريقة من له الحق بالتواجد بجوارها.....!! 

الهذة الدرجة يعجز عقله عن استيعاب الحقيقة وهي انها ليست له ولم تكن يوما.... هل جواد الخولي امامها يتوقف عقله عن العمل ومن يتحكم به هو قلبه.... قلبه الذي يتلهف علي نظرة واحدة من عيونها الصافيه التي تشبهه زرقتها صفاء السماء بنهار صيفي تجعل من ينظر اليها ينسي كل شيء سوي الغرق بتلك العيون التي تحمل وجعا والما يجعل قلبه ينتفض بين ضلوعه يريد أن يداوي كل اوجاعها فقط لو تمنحه الفرصه....! 

........ 

.... 

نظر فهمي لوجهه ابنته المليء بالكدمات والي ذراعها المجبر ليقول بقلق شديد وهو يتجه نحوها :  اية يابنتي اللي حصل؟ 

رفعت عيناها التي لمعت بها الدموع..... 

هل يسالها والدها عما حدث... هل يسالها

ولايري بعيناه حالتها.... اهو بالفعل يسأل..؟ هل بعد كل المرات التي لجأت له بها وخذلها يسالها الان .... ؟! 

لتدير عيناها الدامعه ببطء تنظر في وجوه الجميع قبل ان تتوقف عيناها علي ذلك الحقير الذي دخل الغرفه لتمتليء عيناها تجاهه بنظرات مليئة بالكراهية والحقد والاشمئنزاز... 

خرج صوتها تسأل والدها  بوجع والم.... عاوز تعرف اية اللي حصل... ؟

عقد فهمي جبينه بينما نظر اليها الجميع بشفقه حينما خفضت عيونها الي بطنها وانهارت باكيه تقول بصراخ.... اللي حصل ان ابني مات....!! 

انصدمت ملامح والدها الذي ردد : لاحول ولاقوة الا بالله 

ليبتلع أمجد لعابه بصعوبه فلم يتخيل ان يصل الأمر لهذا..... 

ضمتها وفاء اليها بدموع لترفع زهرة عيناها ناحيهتهم قائلة بصوت مختنق بالدموع :مش  عاوزين تعرفوا مين موته..... ؟

نظرت لامجد الذي اهتزت ملامحه بتلك اللحظة حينما واجهته عيناها التي تنهمر منها الدموع بشراسه :  تحب تقولهم ولا اقولهم انا 

عقد فهمي حاجبه ليسألها عماد وهو ينظر لابنه بتوجس :  قصدك اية يابنتي 

صاحت زهرة بدموع حارقة : ابنك الندل قتل ابني....!

أنصدمت ملامح الجميع لتصيح زهرة بانهيار في ابيها : اللي رمتني ليه من غير ماتفكر مرة واحدة تدافع عني اتسبب في موت ابني اللي مالوش اي ذنب غير انه ابن واحد زيه ...شفته بعنيا بيخوني فعاقبني وقتل ابني ... 

شهقت سميحة ووضعت يدها علي فمها بعدم تصديق لما استمعت له بينما 

جحظت عيون عماد بعدم تصديق

لتنهار زهرة باكيه بين ذراعي والدتها التي انهمرت دموعها بصمت علي حاله ابنتها لاتستطيع إخراج صوتها بعد ان الجمتها تلك  الصدمه التي نطقت بها .. 

صاحت زهرة بالجميع بضياع  :خلاص كلكوا  عرفتوا اللي حصل...... ها... هتعملو ليا اية بعد ماعرفتوا .... 

نظرت إليهم بعيون مليئة بالاتهام وهي تكمل بقهر : اقولكوا انا.... هصعب عليكم وهتواسوني..... وفي الاخر تقولولي معلش استحملي عشان بيتك وابنك.... ازداد صراخها النابع من انهيارها .....  هو ده اللي تقدروا عليه ....مش كدة...!!.

اغمضت عيناها الباكيه وهتفت بحدة ; مش هو ده اللي هتقوله ليا..... انا عارفاه كويس ومش محتاجة اسمعه منك..... اخرجوا برا كلكم مش عاوزة اشوف حد....براااا 

.. اسرعت نادين اليها وبعض الممرضات  لتخرج الجميع بتهذيب...لوسمحتوا برا كلكم 

جر الجميع اقدامهم جرا بعد مااستمعوا اليها لايصدقون ماحدث  .. لأول مرة يروها بهذا الانهيار والذي كل واحد منهم تسبب بجزء منه... 

واجهه أمجد عيون الجميع المليئة بالاتهام ليحاول التحدث بصوت متحشرج ; عمي الموضوع مش زي مافهمت... زهرة منهارة من اللي حصل.... بس.. بس انا مقصدش اعمل  كدة.... انا.... قاطعه والده يزجرة من بين أسنانه :   أخرس.... انت تخرس خالص والا مش هعمل حساب اننا قدام الناس وهربيك  

خفض فهمي راسه ووضعها بين يديه واغمض عينا يتساءل هل هو السبب.... ؟! هل قسي عليها حينما نصحها و أراد منها  ان تحافظ علي بيتها.....! 

هل هو كما قالت ابنته ألقاها له..... هل كان سيكون اب افضل ان كان استمع لشكواها و وافقها علي الطلاق بعد عدة أشهر من زواجها وتركها لكلام الناس..... هل حينما تكررت شكواها واصبحت حياتها مرتبطة بزوجها وهي انجبنت طفله كان عليه أن يوافقها وبعدها كانت ستكون مطلقه تربي طفل وحيد... انه لم يخطيء..... هو أراد لها حياة افضل 

هي فقط لم تضع نفسها مكانه 

انه لم يكن يريد أن يترك  ابنته وحدها للزمن لتكون مطمع  للطامعين.... كل ماراده ان  يتركها أسفل جناح رجل يحميها.... لا ننكر ان مجتمعنا يري المطلقه مطمع ويحكمون عليها انها امرأه سيئة مهما كانت ظروف طلاقها...انه فقط رجل يري مايراه مجتمعنا الذكوري البحت....!! 

لم تكف وفاء عن البكاء بصمت كما اعتادت طوال عمرها... 

................ بقلم رونا فؤاد 

...... 

: اهدي يامدام زهرة.... انتي كدة بتأذي نفسك 

حاولت نادين تهدئة زهرة التي قالت بصوت مبحوح : مش عاوزة اشوف حد منهم..... عاوزه ابني...... 

هزت نادين راسها قائلة : مش هخلي حد يدخلك خالص واول ما ابنك يوصل هجيبهولك.... 

قاطع حديثهم دخول تلك الممرضة قائلة : في ضابط برا عاوز ياخد أقوال المدام 

نظرت زهرة لنادين التي تنهدت مطولا فلابد ان جواد من ابلغ الشرطة لتاتي للتحقيق بالحادث... 

....... بقلم رونا فؤاد 


اهتزت نظرات أمجد وهو يقول للضابط ; 

اقوال اية يافندم 

قال الضابط : الحادثة اللي تسببت في إجهاض المدام.... المستشفي بلغتنا ان المدام اتعرضت لحادثه ولازم ناخد اقوالها فجينا نشوف شغلنا 

حاول امجد ان يتحدث بثبات قائلا وهو يمد يده لمصافحة الضابط ; طبعا يافندم.... انا أمجد عماد الشناوي المحامي 

جوز مدام زهرة.... هي وقعت غصب عنها ومفيش حاجة متساهله اقوال 

قال الضابط : متأسف يااستاذ أمجد اكيد انت عارف ان دي إجراءات ولازم نسمع أقوال المدام ونقفل المحضر 

..... عض امجدد أسنانه فسينفضح أمره ان تحدثت زهرة ليهز رأسه دون قول شئ لتفسح الممرضه له المجال ليدخل الي الغرفة... 

.. فكر بتوتر بماذا يمكنه ان يفعل بين نظرات ابيه المتوعده  فليتحمل نتيجة خطأه 

قالت سمحية بخفوت... يانهار اسود ياعماد ابنك هيروح في داهيه 

قال عماد بغل : يروح في ستين الف داهيه يتحمل نتيجة غلطته

قالت سمحية بقلب لهيف ; ابوس ايدك ياعماد....كلم حد من معارفك ..ده ابنك 

نظر اليها بغيظ قائلا :لا 

....... 

... 

قطب جواد جبينه بغضب مستعر ماان ابلغته نادين ان زهرة لم تقدم بلاغ ضد أمجد 

:  انتي بتقولي اية.. يعني ايه مقدمتش البلاغ

وانتي ازاي توافقيها علي حاجة زي دي  

قالت نادين بجيبن مقطب وهي تتذكر طلب زهرة منها ماان علمت ان الشرطة تريد استجوابها : لو سمحتي يادكتورة ممكن اطلب منك طلب بقلم رونا فؤاد 

هزت نادين راسها بموافقه بعد ان اخبرتها زهرة انها بحاجة للوقت لترتب أفكارها وتقرر ماذا تريد.... لتقول نادين للضابط الذي دخل للغرفة : متاسفة ياحضرة الضابط بس حاله المدام مش هتسمح انها تتكلم دلوقتي 

قال الضابط ; هما مجرد كلمتين مش هنتعبها

: اسفة مش هينفع وخصوصا انها حاليا تحت تأثير المخدر..... 

يومين تلاته حالتها تتحسن ونبلغ سيادتك علي طول  

هز الضابط  راسه ;  تمام 

قالت نادين بتبرير لجواد ;  هي اللي طلبت مني ده... كنت عاوزني اعمل اية ياجواد 

قال بحدة : ترفضي وتشهدي باللي حصل واللي وصلها للحاله دي... ده ضميرك والقسم اللي حالفاه 

دار حول نفسه بغضب لتقول نادين : القسم اللي حلفته وضميري ياجواد يخليني احافظ علي اسرار المرضي بتوعي.... انت دلوقتي افتكرت قسمي ومفتكرتهوش وانت بتخليني أوافقك علي جنانك....

هي حرة تعمل اللي تقرره ....  ولا بالساهل  كدة عاوزها تسجن جوزها وابو ابنها عشان تخلص منه 

التفت اليها بحدة قائلا : متقوليش جوزها 

قالت بحقيقه ; لية.... ؟! 

مش دي الحقيقه اللي انت مش عاوز تسمعها..... ياجواد زهرة متجوزة وعندها ابن 

قال بغضب جحيمي ; ناديين 

هتفت نادين بحدة : جواد كفاية بقي انت عاوز كل حاجة تمشي علي مزاجك.... 

انت في كل ده مش فارق معاك غير انك توصلها باي طريقه... بس لغاية هنا وكفايه المسكينه دي اللي حصل لها مش شويه متجيش انت تكمل عليها وتاذيها 

قال باستهجان ; انا اذذيها 

قالت بحدة : ايوة.... لو جوزها ولاحد من عيلتها عرف بوجودك هتحطها في موضع اتهام.... 

اسمع ياجواد انا اخر مرة هحذرك من اللي بتعمله.... ابعد عنها احسن 


...... 

نظر امجد الي الضابط الذي خرج دون أن يأخذ أقوال زهرة ليتنفس الصعداء ويتراجع يجلس الي احد المقاعد يفكر بكل ماحدث... فهل قتل ابنه بيده... 


............ 

   


ضمت زهرة طفلها  اليها وانسابت دموعها بصمت لتطفر الدموع من عيون مي وتقترب منها تحتضنها فكم تألمت صديقتها..... 

ازدادت دموع مي انهمارا وهي تستمع لزهرة التي كانت تخبرها بكل ماحدث من وسط دموعها.... لتربت مي علي يد صديقتها.... معلش يازهرة ياحبيتي... ربنا يباركلك في عمر ويعوضك ان شاء الله 

بعد قليل قامت مي قائلة : انا هاخد عمر وهيفضل معايا لغاية ماتخرجي ان شاء الله 

هزت راسها : لا انا عاوزاه معايا 

: بس يازهرة انتي لازم ترتاحي..... وعمر كمان لازم يرتاح متخافيش عليه هو معايا وانتي عارفة انه بيحب يلعب مع سيلا .... والصبح ان شاء الله هجيبهولك  


......... بقلم رونا فؤاد 

... نظر جواد لاخيه مراد الذي قال : نادين كلمتني 

قال جواد بتهكم وهو يشيح بوجهه : وطبعا جاي تديني درس زيها 

زم مراد شفتيه بأسي قائلا ; لا... جاي افهم اية اللي جرالك ياجواد... انت عمرك ماكنت كدة.... حتي شغلك سبته ومبقتش بتفكر في حاجة غيرها 

قال جواد باندفاع بلا تفكير بنبرة متألمه ; بحبها ... بحبها يامراد... قلبي الحجر اللي عمره ماعرف يعني ايه احساس عرفه اول ماشافها.... جواد اللي تعرفه قدامها بيبقي زي العيل الصغير اللي واقف يبص علي لعبته من بعيد بيأس  ومستعد يعمل اي حاجة عشان يوصلها حتي لو هتتكسر رقبته ويموت فداها 

اغمض مراد عيناه بأسي مرددا : اشمعني هي 

قال بتهكم مرير : هو  القلب بيسأل قبل ما يحب... 

تنهد قائلا بعقلانيه : ايوة ياجواد بس مش لازم نمشي وراه طالما الطريق كله عذاب 

.... زهرة مش ليك ياجواد... وجودك في حياتها غلط وبيأذيها 

قال بوجع : كنت هخرج من حياتها وابعد لو لقيتها مبسوطة.... بس هي بتتعذب مش قادر اسيبها في الحاله دي... هي محتجالي جنبها

:هي مطلبتش منك تكون جنبها 

نظر لاخيه الذي قال باقناع مجددا : مطلبتش،منك ياجواد اي حاجة غير انك تبعد عنها..... 

........ 

.... 

قال أمجد لزهرة التي اشاحت بوجهها عنه ; 

انا اسف انا مش عارف انا عملت كدة ازاي.. 

قالت بحدة ماان مد يده تجاه يدها : ابعد ايدك 

: زهرة حبيبتي انا اسف...انا عارف اني زودتها بس غصب عني.... . ... انتي اللي كنتي بتهمليني طول الوقت ومش مهتمه بحاجة غير  عمر 

نظرت اليه والي تمثيليته الزائفة وهي تقول باحتقار ; متضحكش علي نفسك بالسبب اللي اخترعته عشان تبرر أفعالك القذره ... انت كدة طول عمرك 

قال بهدوء في محاولة منه للتأثير عليها بعد ان بدأ الوضع يخرج عن السيطرة بمعرفه الجميع بافعاله والاسوء انها قد تتهمه بضربها واجهاضها :  عندك حق.... انا ماليش عذر 

وانتي استحملتني كتير... خلينا نبدأ صفحة جديدة وانا هتغير عشانك... ووعد مش هعمل كدة تاني ابدا ...... اديني فرصة عشان خاطر ابننا 

نظرت اليه لحظة قبل ان تقول باصرار ; في أحلامك... 

انت اخدت فرصك وزيادة... انت اخدت عمري وكرامتي وحياتي.... وحتي ابني....!! 

نظرت اليه واحتدت نبرتها وأكملت ; الدور عليا ادفعك تمن  كل اللي عملته فيا طول السنين دي 

قال بعدم تصديق ; هتسجني ابو ابنك يازهرة 

قالت بغضب : ماانت قتلت ابني 

قال بدفاع ; من غير قصد يازهرة 

حاول الاقتراب منها قائلا برجاء : ... اعقلي ياحبيتي واهدي 

هتفت بحدة :ابعد عني

تراجع للخلف خطوة لتقول ساخرة : اية....  خايف من اية ياحضرة المحامي الكبير 

خايف من زهرة اللي بقالك سنين بتخوفها.... زهرة اللي مفيش أسهل عندك من انك تستقوي عليها 

قال وهو يحاول التمسك باعصابه فلايريد حاليا الا ان تهديء وتتراجع عن انتقامها ;

اللي بتعمليه ده مش هتستفيذي منه حاجة يازهرة....هتقولي اية لعمر لما يسألك عني 

انا ابوة... هتقوليله سجنت ابوك 

نظرت اليه ليكمل بزيف : انا عارف اني غلطت واللي عملته فوقني..... انا مش خايف من البلاغ لو ده بس اللي في دماغك... انتي عارفة اني ممكن اخرج نفسي بأي طريقه.... انا مش عاوز حياتنا تدمر اكتر من كدة... 

زهرة فكري بعقل.... انا طايش وعصبي بس بحبك.... معاملتي معاكي هتتغير من النهاردة صدقيني.... انا خسرت ابني اللي جاي بس مش عاوز اخسرك انتي وعمر كمان 

.......... 

....... 

ظلت كلماته التي كادت تنال منها تترد في اذنها لتشرد بافكارها وسط سكون الليل حتي قاطعها دخول جواد الي غرفتها لتنتفض من مكانها هادرة بغضب ;

انت ازاي تدخل هنا انا هوديك في داهية 

قال بهدوء : زهرة... اسمعيني 

قالت بحدة : امشي من وشي مش عاوزة اسمع حاجة 

تجاهل كلماتها قائلا ; مقدمتيش البلاغ لية 

هتفت بحدة بالغه وكل جسدها ينتفض من اقتحامه لحياتها مجددا : وانت مالك 

: مالي يازهرة.... مهما تعملي هتدخل طول ماانا شايفك في العذاب ده.....خلصي نفسك منه 

قالت بغضب : متديش نفسك مساحة في حياتي.... انت مين اصلا عشان تقولي الكلام ده... انت ولا حاجة...... مجرد حيوان داخل تستغل الفرصه..... فكرك مفهمتش انك اللي خليت البنت تكلمني  وانك ورا كل ده

قال بثبات ; اه خليتها تكلمك....! بس مخلتهوش يخونك.... انا بس خليتك تشوفي الحقيقه 

قالت بتهكم : الحقيقة اني اشوفك 

قال برجاء : زهرة ارجوكي اسمعيني 

قالت بحدة : مش عاوزه  اسمع اي كلمه منك 

: ارجوكي....يا زهرة 

اوعي تسمعي كلامهم وترجعيله.... 

انسي خالص كل اللي قلته ليكي قبل كدة 

افتكري بس ان ربنا اداكي فرصه تشوفي حقيقه البني آدم ده وتخلصي من حياتك معاه استغليها كويس.... 

: متدخلش في حياتي فاهم واخرج برا... 

انت أحقر منه....... انت اللي بتستغل الفرصه.... وانت مش اكتر من واحد بيجري ورا واحدة متجوزة وبتستغل ضعفها عشان عايشة في مجتمع عقيم.... بتستغل اني سكت علي كلامك وطلبك الحقير من واحدة متجوزة انها تسيب جوزها عشانك 

فاكر اني لما هتكلم الناس هتتهمني انا 

قال بدفاع : لا يازهرة صدقيني مش ده اللي انا عاوزة... انا من اول ماشفتك اه حبيتك بس لو شفتك مبسوطة في حياتك كنت هبعد.... انا مفيش في نيتي حاجة غير أني انقذك منه .... انا عرضت عليكي الجواز عشان متفكريش اني عاوز حاجة تانية 

قالت بتهكم : يااه للدرجة دي انت نيتك كويسة...... 

رفعت سبابتها في وجهه تهتف بحدة ;

اوعي تفكر اني هصدق اللي بتقوله ولاانا تصدق نفسك وانك المهدي المختار الي جاي تصلح الكون 

انت بتضحك علي نفسك وكل اللي عاوزة انت عارفة كويس 

زم شفتيه بنفاذ صبر قائلا بقليل من الحدة :طيب انتي عندك حق.... انا وهو أحقر من اننا نكون في حياتك...... خرجية برا حياتك وانا هخرج معاه 

عيشي زي ماكان نفسك انتي وابنك وبس 

ارجعي شغلك  وعيشي حياتك بعيد عننا احنا الاتنين .... واحد زي أمجد مش هتجيلك فرصه تانيه تعرفي تخلصي منه 

انا هفضل واقف جنبك لغاية مااطمن انه خرج برا حياتك بعدها وعد مني مش هتشوفيني تاني 

قالت بغضب ; مش محتاجة حاجة منك انا اعرف اهتم بحياتي كويس

اخرج منها ومالكش اي دعوة بيا 

: اية اللي عملته غلط عشان تعاقبي نفسك صاحت بحدة ; مجرد سماعي لكلامك معايا غلط 

قال بنفاذ صبر ; بتعاندي لية... انا خايف عليكي 

قالت بحدة :وفر خوفك لنفسك واوعي تفكر تدي نفسك اي مساحة في حياتي مرة تانيه ..فاهم... اطلع برا مش عاوزة اشوف وشك تاني 

.... بقلم رونا فؤاد 

قال أمجد لفهمي : زهرة عاوزة تسجني ياعمي.... يرضيك 

نظر اليه فهمي بحدة ليتابع ; مفيش اب بيموت ابنه...... 

والله غصب عني ياعمي..... اهملتني والشيطان لعب بيا وخلاني اخونها 

انا مكنتش اقصد ااذيها ابدا ... غصب عني.... ومع ذلك انا موافق ادفع تمن غلطتي و اتسجن بس مش هفرط فيها ابدا ولااطلقها.. مش هخلي ابني يتربي بعيد عني 

...... 

ممثل بارع وهو يتابع بتبرير لأبيه ايضا 

: بابا انا مكش قصدي... اكيد مكنتش اقصد اعمل في مراتي كده 

قال عماد باستنكار : امال تقصد اية يااخي.... انت اية شيطان منك لله قتلت ابنك في بطن امه... 

: يابابا... ده ابني برضه 

: كنت حافظت عليه 

تدخلت سميحة : عماد 

صاح بحدة : بس انتي اسكتي.. هتدافعي عنه في أية 

هو ليه عين اصلا يجي يتكلم..... نبص في وشها ازاي بعد اللي ابنك عمله... جايباه من بيت واحدة تانية ويقولي غصب عنه 

انصرف عماد صافقا الباب خلفه بعنف ليقول أمجد لوالدته 

; ماما اقفي جنبي انتي وبابا ....هو  الوحيد اللي يقدر يعقلها هي  بتحبه وبتسمع كلامه ولا عاوزاني اتسجن 


....... 


... 

........ 

قال والدها : 

اسمعيني يابنتي انا خايف عليكي..... انتي شابة صغيرة مينفعش تعيشي لوحدك.... 

قالت باصرار ; ومش هعيش معاه تاني 

: يابنتي هو ندمان واعترف بغلطته.... ووعدني عمره ماهياذيكي تاني 

مش هضغط عليكى.... بس فكري في ابنك اية وضعه لما تسجني ابوه 


ازداد التفاف الحبل حول رقبتها التي وضع بها الجميع مستقبل ابنها وكلما حاولت كلما ازداد دوران الحبل حول رقبتها بعد ان نجح أمجد في استماله الجميع بعد إقراره بخطاه واعلانه لندمه بتلك التمثيله الناجحة 

ولكن عقلها تلك المرة لم يوافقها ولم يخضع لهم لتستخدم اخر خيط في يدها وتصمم علي 

طلبها للطلاق مقابل ان تتنازل عن البلاغ الذي استخدمته للضغط علي زوجها.... 

رفعت عيناها نحوه لتري به هدوء لم تراه بحياتها وهو يقول بخضوع : موافق

قالت بتوجس ; هتطلقني؟، 

هز راسه قائلا ; اه.. بالمعروف... 

طالما خلاص كرهتي العيشة معايا مش هجبرك وهعمل كل اللي انتي عاوزاه.... وعشان تتأكدي انا هسبيلك البيت خالص 

وبس اسمحيلي من وقت للتاني اطمن علي ابني..... 


هل خرجت من سجنها للتو... سألت نفسها بعدم تصديق وهي تراه ينفذ طلبها لتحصل علي حريتها اخيرا بتوقيعها علي تنازلها عن البلاغ وتقدم افادتها انها تعثرت بالفعل 


....... 


هتف جواد بغضب في نادين ; ازاي تسيبها تخرج 

:قالت بحدة مماثله :  هي حرة ياجواد....حاولت اتكلم معاها وهي صممت علي رأيها... واحدة وعاوزة تخرج وحالتها أتحسنت هسجنها في المستشفي

: كنتي تقوليلي.... 

: اقولك بصفتك اية..... هي حرة اتنازلت عن البلاغ وهتحل أمورها مع جوزها 


....... 

بقلم رونا فؤاد 

صممت علي رأيها ليتركها ابيها 

بعدم رضي لتصميمها علي رأيها 

بينما هي تحدت والدها و اختارت ان تقاتل من أجل حياتها وهاهي انتصرت وأخرجته من حياتها وتخلصت من جواد ايضا لتبدا بحياتها بعيدا عن كل مامضى وتغلق تلك الصفحة المليئه  بكل ذلك الوجع والآلام الذي يإبي تركها فماهي الا بضعه ايام ليقتحم الألم والوجع حياتها مجددا

نظرت الي أمجد الذي وقف علي بابها قائلة بحدة : انت اية الي جابك 

قال ببرود وهو يدخل ويغلق الباب خلفه ; جاي بيتي 

تراجعت خطوة للخلف ; بيتك 

قال وهو يتابع تقدمه ناحيتها : اه ولا نسيتي.... 

امسكها  من ذراعها بقوة قائلا وعيناه تفييض شرا : انا رديتك خلاص.... ولا فكرتي انك خلصتي مني... 

قال بهسيس مرعب : ده  في احلامك 

انا قدرك الاسود... اللي مفيش منه خلاص 

قالت وهي تحاول تخليص ذراعها منه ; ابعد..... لو فكرت تقربلي 

قال بابتسامه خبيثه : هتعملي اية... 

تراجعت برعب ليمسكها ويقربها اليه قائلا بفحيح :  ششششش..... متخافيش مش هعملك حاجة.... 

نظرت اليه ليحيط خصرها بذراعه يقربها اليه بقوة قائلا : زهرة اسمعي اللي هقوله.... انا مش هنكر اني اضطريت اسايسك و اعمل كل ده عشان ترجعي عن اللي في دماغك وترجعيلي ... بس كمان مش هنكر ان اللي حصل هزني وخلاني اتغير

حاولت تخليص نفسها من بين ذراعيه هاتفه : انت عمرك ماهتتغير وانا عمري ما هعيش معاك تاني 

قال بثقة وهو يزيد من قبضته حول خصرها ;معندكيش حلول تانية... حياتك معايا انا وبس 

دفعته بصدره بكلتا يديها : لا مفيش بينا اي حياة. 

هتف بحدة مزمجرا : قلتلك هتغير وانتي غصب عنك هتتعدلي معايا ونربي الولد بينا وتنسي موضوع الطلاق خالص

امسك بفكها بقوة قائلا بتهديد ; اللي بتعمليه معايا ورفضك ليا بيستفزني  ومش هتستفيدي منه حاجة غير اني اوريكي الوش التاني..... نظر لعيونها بنظرات غاضبة وتابع :الوش اللي بتكرههيه

القرار في ايدك.. 

ياتحاولي علي قد ماتقدري ترضيني وتكسبيني ووقتها هبقي أمجد اللي اتغير.... ياتفضلي تضايقيني ووقتها هتعيشي زي الكلبه تحت رجليا زي ماكنتي 

ازدادت يداه قوة علي فكها الذي يكاد يتحطم وهو يقول بتحذير ; 

لو مرجعتيش ليا بالذوق يازهرة هترجعي غصب عنك.... هطلبك في بيت الطاعه وهاخد ابنك منك.... لو بتكرهيني دلوقتي قيراط اللي هعمله فيكي هيخليكى تكرهيني اربعه وعشرين.... عشان كدة وفري علي نفسك كل العذاب ده لان في الاخر

انتي راجعه ليا يعني راجعه....لو فتحتي بقك بكلمه عن اللي حصل بينا هتعصبيني  وانتي عارفة اما بتعصب ببقي عامل ازاي...

الكل يعرف اني راضيتك ورجعتي ليا بمزاجك 

تركها لتترنح الي الخلف تطبق عيونها علي الدموع التي هددت بالانهمار ولكنها لاتريد ان تكون ضعيفه امامه مرة اخري 

التفتت ليغادر قائلا ; 

وبالمناسبة بابا اللي فاكرة هيحميكي مني في المستشفي.. عنده نوبة قلبه.... شوفي بقي هتبقي السبب في موته ولا لا.... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !