حكايه عمر الفصل الرابع عشر

1


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ابتسمت زينه لعاصم وهي تمرر يدها فوق يده برفق قائله : الف سلامه عليك ياحبيبي 

اوما عاصم لها وهو يضع يده فوق يدها : الله يسلمك يا زينه 

تنهدت زينه وقالت بعتاب : انا زعلانه منك انك خبيت عليا انك تعبان

نظر عاصم لها قائلا برفق : عادي ...مكنتش متخيل الموضوع كده واصلا عندنا مشاكل كتير 

هزت زينه راسها ولمعت الدموع في عيونها : انا اسفه اني ضايقتك.... مكنتش اقصد 

ابتسم لها بحنان : عارف يا حبيتي ....بطلي عياط 

أومات له ومسحت دموعها تقول برجاء : انا مش عاوزاك تفكر في أي حاجه خالص غير صحتك .... عمر طيب وحنين بس هو متدلع شويه ...نظرت له بمرح وتابعت :  طالع لابوه 

رفع عاصم حاجبه : انا متدلع 

أومات له ليمسك عاصم بيدها قائلا بعبث : يبقي الحق عليكي انتي اللي دلعتينا احنا الاتنين 

ضحكت زينه وهي تمسح بقايا دموعها : خلاص اول ما نرجع أن شاء الله اوعدك مش هدلعكم خالص ....عقدت حاجبيها وتابعت : وعمر ده هيشوف الوش التاني 

أراح عاصم ظهره الي الوساده خلفه قائلا : اعملي اللي انتي عايزاه في عمر بس ابو عمر هيكون محتاج شويه دلع كتير 

مالت زينه لتقبل يده بحنان وعادت عيونها تدمع من جديد بينما تقول : ابو عمر يطلب اللي هو عاوزه 

التفت كلاهما الي الطبيب الذي دخل الي الغرفه بابتسامه هادئه بينما يقول : ايه الاخبار ياعاصم بيه 

قال عاصم بترقب : الاخبار عندك انت يا دكتور 

ابتسم الطبيب : الاخبار كويسه ....أن شاء الله حالتك هتتحسن بس زي ما اتفقنا محتاجين شويه صبر 

قال عاصم باستفهام : يعني هفضل هنا كتير ؟!. 

اوما الطبيب : حاليا مش اقل من شهر وكله يعتمد علي تحسن حالتك 

خرج الطبيب ليقول عاصم لزينه : هاتي تليفوني عشان اكلم سيف 

بدأ بالحديث مع سيف عن ترتيبات العمل ليتقبل عقل سيف كل حديث أبيه بتشتت بينما بقي عقله عند أخيه لينفلت لسانه : بابا كان في حاجه كنت عاوز اقولها 

قال عاصم بقلق : ايه اللي حصل ؟! عمر حصله حاجه ؟!

تراجع سيف سريعا : لا ابدا ....ده ده ..ده موضوع في الشغل عموما انا لو موصلتش لحل هكلم حضرتك 

اوما عاصم قائلا : لو علي الشغل متشغلش بالك ...المهم انت واخوك تكونوا كويسين 

اوما سيف: كويسين جدا ....تنهد وتابع بكذب : كنت مع عمر امبارح وهو كويس ...بس مرضتش أقوله انك تعبان 

اوما عاصم لتقول زينه سريعا : هات أكلمه 

تحدثت مع ابنها ثم أغلقت وعادت لتجلس مع عاصم الذي شرد كالعاده وعقله مع ابنه الصغير .

بعد قليل تعالي رنين هاتف عاصم برقم مراد لتقول زينه وهي تعطيه الهاتف : اكيد عاوز يطمن عليك 

تحدث عاصم بضع كلمات مع مراد لتجد زينه بعدها ملامح وجه عاصم تتغير كليا : ايه ؟!

دق قلبها بقلق وسألت عاصم بلهفه : في ايه ؟!

اشار لها وتابع حديثه مع مراد الذي أخبره بالأمر من وجهه نظره البحته ...سافرت دون إذن منه بل وحينما ضغط عليها بالطلاق صممت علي السفر

لم يجد عاصم مايقول ...يعتذر عن تصرف ابنته الأرعن أم يلقي باللوم علي نفسه أنه من تسبب بهذا 

ليقول عاصم بتوتر لاح علي ملامحه : انا ميرضنيش اللي هي عملته ولا أنها كسرت كلامك ....هتكلم معاها وهترجع علي أول طيارة 

بانتصار لحظي اغلق مراد الهاتف وهو يتمادي في غروره الذي صور له أنه علي صواب وأنها المخطأه الوحيده 

...........

....

بقي عقل وسيله لدي عمر مابقي من ساعات الفجر بعد عودتها الي المنزل فلم تنام حتي الصباح ....ابتسمت امتثال لها حينما استيقظت ووجدتها مستيقظه : صباح الخير ياعيوني 

ابتسمت وسيله لها : صباح الفل ياقلبي 

: صاحيه بدري ليه ؟!

هزت كتفها : ابدا قلقت من شويه 

: طيب هجهز الفطار عشان تروحي شغلك 

وقفت وسيله بتردد أمام سياره عمر الواقفه بالاسفل قبل أن تأخذ قرارها ....ستذهب لتطمئن عليه 

فهي بكل الاحوال يجب أن تعيد سيارته  

قام عمر بثقل يفتح الباب بينما طنين الجرح برأسه لايتوقف لتتسع ابتسامته ما أن رآها أمامه 

قالت بمرح وهي ترفع إليه باقه الورد التي أحضرتها : صباح الخير 

قال عمر بابتسامه : صباح الورد 

: عامل ايه النهارده ؟!

اوما وهو يفسح لها المحال لتدخل : احسن ...اتفضلي 

ترددت سيلا بالدخول ولكنها تشجعت فهو صديق طفولتها وجاءت للاطمئنان عليه وليس مجرد شاب بمفرده 

وضعت الورد علي الطاوله أمامه ليمازحها عمر قائلا : طيب كنتي جبتي حاجه اكلها بدل الورد 

ضحكت سيلا بمرح : انت عارف الورد ده بكام 

ضحك عمر : بكام يا لمضه 

هزت كتفها : لا خلاص ده هديه .....صمتت لحظه قبل أن تقول : انت جعان ؟!

اوما عمر قائلا : كنت لسه بفكر هفطر ايه ....امسك هاتفه قائلا : تفطري ايه ؟!

قالت سيلا بعفويه : لا مش محتاجه تطلب من برا .....يعني لو عندك حاجات انا ممكن اجهز فطار 

اوما عمر قائلا وهو يشير لها : في كل حاجه ...المطبخ من هناك 

...........

...

نظرت فيفي بترقب الي ملامح غرام التي عقدت حاجبيها : يتجوزني بكرة .....ازاي بسرعه كده 

احمرت وجنتيها وتابعت ببراءه : هو مش في خطوبه وكده 

ضحكت فيفي قائله : خطوبه ايه ....الخطوبه دي للناس اللي لسه بتعمل شقه وتجيب جهاز إنما ايهم جاهز 

قالت غرام ببراءه : بس انا معرفهوش 

وكزتها فيفي : هو مش انتي شوفتيه وعجبك ؟!

أومات غرام بخجل : اه ...بس يعني ....معرفش حاجه عنه 

قالت فيفي وهي تربع ساقيها : عاوزة تعرفي ايه عنه ؟!

قالت غرام بترقب ولهفه : كل حاجه 

: عنده اربعين سنه...غمزت لها وتابعت :  بس قمر ومش باين عليه زي ما شوفتي كده 

ضابط كبير في الداخليه .....عنده ولاد

اتسعت عيون غرام : متجوز.؟

هزت فيفي راسها : لا ارمل من سنين 

أومات غرام بتفكير : طيب ويعني هو متجوزش ليه من زمان 

هزت كتفها : عادي بقي ..  اهو عشان يبقي ليكي نصيت فيه 

وكزتها في كتفها : ايه يابت انتي اتعديتي من ايهم وفاتحه تحقيق 

استعذبت غرام نطق لسانها لاسمه لتقول بلهفه ممزوجه ببراءه تفكيرها : طيب هو ايهم اللي عاوز كده 

أومات فيفي : طبعا ....اول ما ماما ورته صورتك وافق علي طول وقال نكتب الكتاب بكرة

احمر وجه غرام بينما تقول بلهفه : بجد يافيفي .. يعني عجبته ...شاف اني حلوة 

أومات فيفي : امال انتي زي القمر 

قالت غرام بتعلثم : بس يعني ....يعني تفتكري ماما هتوافق ؟! 

: وايه جاب سيرة امك دلوقتي 

قالت فيفي وهي تربت علي يد غرام : احنا مش اتفقنا نكتب الكتاب ونحطها قدام الأمر الواقع 

قالت غرام بخوف واضح : اه بس انا خايفه 

قالت فيفي ببساطه : متخافيش... خايفه من ايه؟!

نظرت لها وتابعت محاوله إقناعها :  بصي ياغرام... انتي عارفه لو قولنا لامك انها هترفض وأيهم كده هيضيع من ايدك ...فأنتي زي ما اتفقنا تتجوزي ايهم وتضمنيه 

وتحطيها قدم الأمر الواقع وقتها مش هتقدر تتكلم ولا تعترض 

أومات غرام بحيرة وخوف : بس انا خايفه 

: من ايه بس 

قالت غرام ببراءه : يكون بيضحك عليا 

ضحكت فيفي تخفي مكرها : يضحك عليكي ازاي 

قامت من جوارها وفتحت أحد الإدراج ووضعت امامها تلك الأموال والعلبه القطيفه قائله : يا بت ده باعت ليكي مهر خمسين ألف جنيه متخيله ....وكمان شبكه الاسورة دي 

نظرت غرام الي الاسورة الذهبيه التي لمعت بداخل العلبه 

ثم نظرت الي فيفي التي تابعت محاوله إقناعها 

: انتي عارفه شقته اللي هتتجوزا فيها فين .... المعادي

تخيلي بقي لما تسكني هناك 

قالت غرام بتوتر بينما تزيد فيفي من الاغراءات ولمعان ذلك البريق الزائف امامها بحياه هي محرومه منها : بس ماما ..قاطعتها فيفي قائله : يا غرام شوفي مصلحتك بقي زي ما هي بتعمل 

صمتت غرام وبقيت تنظر إلي فيفي التي قالت بمكر : ها قولتي ايه....؟!

هتبقي جبانه وترجعي في كلامك ولا هتبقي جدعه وتمسكي في حياتك الجديده 

ظلت غرام صامته بحيرة شديده بدت علي كل ملامحها لتنظر لها فيفي وتقول بخبث : عموما براحتك بس قرري بسرعه وقولي عشان ماما تشوف عروسه تانيه لايهم 

قالت غرام بسرعه بينما احسنت فيفي اللعب علي وتر خوفها : لا لا

نظرت لها فيفي بخبث : يعني اتفقنا ...ماما ترتب كل حاجه 

أومات غرام بتردد وخوف لتبتسم لها فيفي بتشجيع : انا مش عاوزاكي تفكري ولا تشيلي هم حاجه وبعدين لو علي امك ماهو ماما موجودة وانتي شايفه هي بتحبك زي بنتها اد ايه 

......

تسارعت انفاس جوري بداخل صدرها واهتزت نظراتها بينما وقفت أمام ابيها الذي تعكرت كل دماءه بعد محادثه مراد له والتي أخبره فيها بما يريد لتغلي الدماء بعروقها وبصعوبه تقف بصمت بينما ابيها يقول بانفعال 

:  ازاي تسافري من غير ما تقولي له .....كان لازم تحترمي  قرارة

عقد حاجبيه بقوة وتابع بتأنيب لنفسه :  انا السبب 

هزت جوري راسها بسرعه : لا يا بابي متقولش كده 

هتف عاصم بلوم وعتاب لنفسه : امال اقول ايه غير اني السبب ...بسببي سبتي جوزك وجيتي معايا ...ياريتني كنت فضلت في مصر وكان حصلي اي حاجه ولا انك تكوني في مشكله بسببي 

غص حلق جوري لتقول لأبيها : يابابي والله انت مش سبب اي حاجه .....زفرت وتابعت بانفعال : اصلا انا ومراد كنا متخانقين وانا .....بترت باقي جملتها بينما تأهبت كل ملامح عاصم ليقول : متخانقين ليه ؟!

عمل ايه ضايقك  

صمتت ليسالها عاصم بإصرار : ايه السبب لازم تقوليلي لو زعلك ؟!

قالت جوري وهي تبعد عيناها عن وجه أبيها : مشكله عاميه بينا 

قال عاصم بإصرار. : قوليها ؟!

قالت جوري برجاء :  بابي لو سمحت انا مش عاوزة اتكلم خلاف بيني وبينه 

هتف عاصم بسخط وانفعال : بس هو اتكلم وكل كلامه معناه انك انتي الغلطانه  والواضح من عينيكي أنه الغلطان ....اتكلمي وقوليلي ضايقك في ايه 

هزت جوري كتفها : خلاف عادي يابابي ارجوك بلاش تتعب نفسك اكتر من كده 

قالت زينه وهي تحاول تهدئته بينما احمر وجهه بقوة :  

اهدي ياعاصم انت تعبان 

نظر لها عاصم وقال بخزلان : انا مش تعبان ...انا ماليش لازمه في حياه ولادي .....نظر إلي جوري وتابع بأسي : كل واحد من ولادي بيجنبني من حياته ويخبي عليا وكأن ماليش لازمه ...

هزت جوري راسها : لا طبعا يا بابي ...انا بس خايفه علي حضرتك 

اقتربت منه وتابعت برجاء : بابي انا قدامك كويسه ومفيش اي حاجه اخبيها علي حضرتك ...

دخل الطبيب ليفحص عاصم الذي قال بانفعال : انا عاوز أخرج من المستشفي حالا 

نظرت زينه إلي الطبيب الذي قال بانزعاج : لا طبعا ياعاصم بيه حالتك متسمحش ...لو سمحت اهدي 

التفت الي زينه وتابع : يامدام انا حذرت من الانفعال 

سحبت جوري نفسها وخرجت من الغرفه لتحتار زينه ما بين الركض خلف ابنتها أو البقاء برفقه عاصم ليهديء لتبقي بجوار عاصم بينما هي تثق في قدره ابنتها علي اداره أمورها 

خرجت جوري من الغرفه بوجه احمر من الغضب 

ولأول مرة تفقد سيطرتها علي هذا الغضب الشديد الذي تدفق بعروقها لتندفع ما أن أجاب مراد علي الهاتف 

انت ازاي تعمل كده ...

تمسك بعناده ورفض هجومها ليقول باستنكار : عملت ايه ....زعلانه اوي اني بوظت صورتك الاجتماعيه قدام ...قاطعته جوري بغضب شديد : مش فارق معايا غير أن بابي تعبان  وانا خبيت عنه عشان حالته متسمحش أنه يسمع حاجه تضايقه والا كنت قولتله علي كل حاجه ...

اتسعت عيون مراد الذي تفاجيء بما قالته بينما تابعت جوري  بغضب : انت مش طلقتني ....مالك ومالي بقي ياأخي !!

أغلقت الهاتف وكل انش بها ينتفض من الغضب بينما مراد تجمد مكانه يراجع ما نطقت به ...ابيها مريض وهي اضطرت للسفر معه ...لماذا لم تخبره ؟! 


...........

...

قال عمر بإعجاب وهو يتناول الطعام الذي جهزته وسيله : تسلم ايدك....بتعرفي تطبخي 

ابتسمت وسيله ليتناول لقمه أخري وهو يتابع بتلذذ : اكلك احلي من أكل شهد 

دون أن تقصد لمعت تلك النظره الغيورة بعيناها بينما تسأله بفضول واضح : هي شهد دي شغاله وبس ؟!.

عقد عمر حاجبيه باستفهام : اه ليه ؟!

هزت كتفها واخفت غيرتها الغير مبررة : ابدا اصلك بتتكلم عنها علي طول 

ضحك عمر قائلا بمكر : انتي بتغيري ولا ايه ؟!

تعلثمت وسيله وسقطت الشوكه من يدها : اغير ..؟!

لا طبعا وانا ...انا اغير ليه 

قامت من مقعدها ليمسك عمر يدها بعفويه : رايحه فين ؟!

سحبت يدها بتوتر بعد أن شعرت وكأن الكهرباء تسري بعروقها من أثر لمسته قائله بارتباك : شبعت 

قال عمر بخفه : طيب ما تقعدي احنا لسه بنتكلم 

جلست وسيله لتظل نظرات عمر الماكره تتابعها 

نظرت وسيله في ساعتها بعد قليل لتعتدل واقفه : انا اتاخرت ولازم امشي 

قطب عمر جبينه بينما استعذب وجودها وأصبح يشعر بالوحشه في غيابها : خليكي معايا شويه  ...

احمر وجه وسيله وتعلثمت بينما هي الأخري أصبحت تحب قضاء الوقت معه : اصل ...اصل انا لازم اروح 

اوما عمر واعتدل واقفا لتتجه خطواته معها للخارج 

ابتسمت له قائله باهتمام : لو عاوزني اجي معاك للدكتور تغير علي الجرح كلمني 

اوما عمر ووضع يداه فوق الرباط الذي أحاط برأسه : هكلمك بس مش هنروح للدكتور

عقدت حاجبيها : ليه ؟!

نظر في عيونها واقترب منها خطوة بينما لا تفارق عيناه النظر لعيونها الجميله : ليه هكلمك ولا ليه مش هروح للدكتور 

ارتبكت نظراتها وقفزت الحمره من وجهها لتنتشل عيونها من براثن نظراته الساحره : الدكتور .....يعني لازم تروح 

ابتسم لها واقترب خطوة أخري ومازالت جاذبيه نظراتهم تتوهج : خايفه عليا ؟!

افلتت نبرتها المهتمه : طبعا ....

ارتسمت ابتسامه راضيه علي طرف شفتيه ليقترب خطوة أخري فتتقلص المسافه بينهما فما كان من وسيله الا أن تتراجع خطوة مرتبكه للخلف وهي تقول بتعلثم : قصدي ...طبعا لازم تروح للدكتور 

اجتذب نظراتها التي تتهرب من نظراته وخطي الخطوة التي تراجعتها بينما يقول بتمهل وعيناه تتلكأ فوق كل انش من ملامحها : توء ... قولي انك خايفه عليا 

لاتعرف اين ذهبت الكلمات منها بينما كان امامها وكأنه ساحر لمس بأصابعه بلوره زجاجيه لتتكون حولهم سحابه ورديه تلقي بسحرها علي نظراتهم وكأن بها قوة مغناطيسية تجذبهم .....حاولت التهرب بنظراتها لتقع عيناها علي باقه الورد التي احضرتها وسرعان ما وجدت حجه لتغاير الحديث : حلو الورد ...!

وليتها لم تنطق بتلك الكلمه التي ردها عمر وهو يميل ناحيتها وعيناه تترك اسر عيونها وتزحف تجاه شفتيها المتورده بحمره طبيعيه اسره ليلبي نداء تلك المشاعر الهبه التي تملكت منه تجاهها دون ادني تفكير هامسا برفقه بالغه اذابتها : مش احلي منك 

اتسعت عيون وسيله بارتباك شديد وهدرت الدماء بعروقها  ما أن تفاجأت بشفتاه تلامس شفتيها وقبل أن تدرك شيء كانت شفتاه التي لمست شفتيها لوهله برقه تكتسح شفتيها البتول بقبله زلزت عالمها الذي لم يعيش شيء كهذا من قبل ....التقاء شفتيه بشفتيها وانفاسه بانفاسها ويداه التي تحركت تجاه خصرها تلتف حوله ويقربها الي صدره الذي تعالت بداخله دقات قلبه ...كل هذا حدث بلحظه افقدتها توازنها قبل أن يدب الهلع والخوف بكل أوصالها وترتفع يدها المرتجفه تجاه صدره تدفعه بعيدا عنها وتركض باقدام هلاميه وقد هربت كل الدماء من عروقها 

افاق عمر من دوامه مشاعره التي باغتته بكل قوة وافقدته سيطرته ففعل شيء لم يرتب له كما لم يعتاد من قبل ...

اسرع خلفها ينادي اسمها : وسيله ....وسيله استني !

لم تنتظر ولم تنظر خلفها بل ركضت حرفيا بأقدام لاتقوي علي حملها ولكن تدفق الادرينالين بعروقها وغريزة الخوف الفطري التي تشعشعت بكيانها دفعتها لأن تركض باقصي قوتها وتهرب من هذا الإنسان الذي تفاجأت بفعلته !!

حاول عمر اللحاق بها ولكن بعد بضع خطوات توقفت أقدامه لينظر في أثرها وهي تركض بتلك الطريقه وكأن الشيطان في أثرها ليؤنب نفسه بقوة علي فعلته الفجه والتي لم يحسب حسابها ...اكله الذنب وصورتها وهي تهرب منه لاتفارق مخيلته ليدرك أن ما ظنه شيء بسيط اعتاد فعله من قبل دون أي ندم شيء كبير للغايه ....!

........

..

هتف صالح بابنته : مش نهايه العالم يا ثراء 

قالت ثراء بعيون دامعه بينما انهارت كل أحلامها : لا نهايته ...انا فضلت احلم بالوظيفة دي 

نظر لها ابيها بجديه قائلا : الحلم لوحده مش كفايه ...كان لازم تبذلي مجهود عشان تحققي الحلم ده 

عقدت ثراء حاجبيها : ماهو انت كلمتهم 

اوما صالح : كلمتهم عشان يدوكي فرصه وانتي كان لازم تكوني اد الفرصه 

قام من مقعده وربت علي كتفها قائلا بجديه : يا ثراء يابنتي ربنا بيعمل لينا الاحسن ....انتي عاوزة تشتغلي بس قبل ما تفكري انك بس عاوزة حاجه شوفي انتي ايه امكانياتك ....شوفي يابنتي اترفضتي ليه واجتهدي واتأكدي أن هتجيلك فرصه تانيه إنما تكوني معتمده بس علي الواسطه غلط 

.........

...

نظرت هنا إلي اختها باستنكار : ولما انتي مش مبسوطه امال عاوزة تفضلي ليه عند تيته ومترجعيش البيت 

هتفت حلا بعنفوان : عشان لو رجعت هبقي حققت لبابي الي هو عاوزه

ضيقت هنا عيناها باستفهام لتتابع حلا بفطنه : بابي سابني عشان واثق اني بعد كام يوم هكلمه واقوله يجي ياخدني من عند تيته اللي اكيد اسلوب حياتها غير اللي اتعودنا عليه وانا بقي مش هعمل كده 

قالت اختها باستنكار : يعني انتي بتعاندي مع بابي وخلاص

اوما حلا : اه ...لازم يعرف اني كبرت وحقي اخد قرارات حياتي 

تنهدت هنا : انا مش عاجبني كلامك ....بابي خايف علينا 

:من ايه ....انا معملتش حاجه غلط لازم يفهم كده 

قالت هنا بعقلانيه : فهميه ؟!

دخلت جدتهم إليهم : ايه يابنات ياحلوين قاعدين تتكلموا وسايبين تيته لوحدها تجهز العشا 

قالت هنا سريعا : لا يا تيته ماهو انا همشي كمان شويه 

قالت عفاف باستنكار : تمشي ايه ...لا انتي هتفضلي مع اختك 

قبل أن تعترض هنا قالت عفاف برجاء وهي تمسك بكتفها : يرضيكي تمشي وتكسري بخاطري 

.........

...


القي ايهم القلم من يده بعد أن وضع توقيعه علي تلك الورقه لتبتسم عزه له قائله : مبروك ياباشا 

قلب ايهم عيناه بسأم لتقوم عزه فيزفر ايهم بضيق لم يفارقه منذ أن حدثته ابنته قبل قليل وأخبرته أنها ستبقي لدي جدتها بضعه ايام ...أن كانت ابنته عنيده فهي ورثت العناد منه بينما ظن انه بتلك الزيجه سيثبت لنفسه أنه أيضا يفعل ما يحلو له ....صبر سنوات من أجل ابنتيه واخيرا أخبرته إحداهما أن تضحيته لاشيء فلماذا يضحي ....سيستمع بحياته كما يريد وسيتزوج ... بالخفاء..؟!

لمعت تلك الكلمه التي اعتادها برأسه ومعها لمعت تلك الفكره ...فلماذا لا يفعلها في العلن .. ؟!

خرج من شروده ورفع عيناه تجاه عزه ولم ينطق بسؤاله الذي قالته عيناه بينما يسأل اين الفتاه لتقول عزه بابتسامه : بقولك ايه يا باشا ما تنزل انت وتروح علي البيت وهي هتيجي وراك 

عقد حاجبيه باستنكار : ليه ؟!

قالت عزه بابتسامه تخفي مكرها وارتباكها في  حضوره : ابدا ياباشا ...لسه بتجهز ...ضحكت بمياعه وتابعت : عروسه بقي 

زمجر ايهم بينما شعر بخبثها : عززززه ...تعالي دوغري في ايه المره دي ؟!

قالت بتوتر : مفيش اي حاجه ...،

خفضت صوتها وتابعت : اصل ياباشا البت مكسوفه حبتين 

اتسعت عيناه : بت ...قالت عزه بسرعه باستدراك : قصدي غرام ....هي يعني ...قصدي بتجهز واكمنها زي ما قولتلك طول عمرها عايشه لوحدها مع امها بعد ما اتطلقت فتلاقيها هايبه الموقف 

زفر ايهم بضيق ولم يفكر بحديث عزه الذي يخبره عقله أن به شيء من الكذب بينما كل ما أراده هو أن يفصل عن ضغط الواقع ليستند الي ذارع المقعد ويعتدل واقفا : انا هستني تحت في العربيه 

ابتلعت عزه قائله : وماله ....نص ساعه وتنزل وراك علي طول 

اوما ايهم : خليها متتأخرش

اتجه الي الباب ولكن قبل أن ينزل كان يخرج من جيبه مظروف ليعطيه لعزه قائلا : خدي اديها دول ....باقي الخمسين الف 

اتسعت عيون عزه واخذتهم سريعا منه : يخليك لينا ياباشا 

أغلقت عزه الباب خلفه والتقفت أنفاسها بتوتر لتخرج إليها فيفي علي أطراف أصابعها : نزل ؟!

أومات عزه وعقدت حاجبيها تزمجر في ابنتها : قولتلك بلاش منه الموضوع ده ...

هتفت فيفي بسأم : يووه يا ماما ما خلصنا بقي 

نظرت فيفي الي الظرف بيد والدتها : ايه ده ؟!

قالت عزه وهي تفتح الظرف : بعت باقي الخمسين الف 

ابتسمت فيفي بمكر : شوفتي بقي   ... مكنتيش عاوزة تسمعي كلامي اننا نديها الفلوس من معانا واديها الاسورة واهو زي ما قولتلك كله هيرجع وبالزياده ... ولسه لما تعجبه هتشوفي منه العز 

مالت تجاه والدتها وتابعت بمكر : ومتنسيش انك لو زعلتيه هيقلب عليكي ويلبسك قضيه 

أومات عزه : طيب اسكتي بقي ويلا روحي شوفي هتعملي ايه مع البت 

أومات فيفي قائله : متقلقيش....انتي بس يلا نادي حسين ومجدي عشان نكمل الحوار 

أومات عزه لتتجه فيفي الي غرفه غرام التي بقيت واقفه إمام المرأه تتطلع الي نفسها بهذا الثوب ذو اللون الوردي الفاتح الذي اعطته لها فيفي والتي تولت وضع المكياج لها بتلك الصورة التي جعلتها لا تعرف نفسها 

ابتسمت فيفي وهي تدخل إليها : يلا يا غرام كله جاهز 

عضت غرام علي شفتيها بتوتر : جه ؟!

قالت فيفي وهي ترسم السعاده : من بدري ...هو والمحامي والشهود 

وكمان مضي علي العقد وفاضل امضتك .....هطلع اجيبلك عقد الجواز عشان تمضيه 

عت غرام حاجبيها : هو انا مش هطلع 

قالت فيفي سريعا : لا ....خليكي هنا عشان يبقي مشتاق ليكي ....امضي وبعدين هزعرد وتطلعي 

اهتزت يد غرام ورفعت عيناها تجاه فيفي بصدمه  : عرفي !!

..........

....

من اول اتصال أجاب عمر علي أخيه : أيوة ياسيف 

عقد سيف حاجبيه بقلق من نبره أخيه التي تنم عن حالته النفسيه السيئه منذ ماحدث مع وسيله هذا الصباح ولكن سيف فسرها بشيء آخر : مالك ياعمر ....زعلان عشان ثراء 

عقدت عمر حاجبيها باستفهام : ثراء مين ؟!

....اااه... البنت اللي كلمتك عنها عشان تشتغل 

أوما سيف قائلا : اه ....زعلان عشان  متقبلتش في الشغل 

قال عمر باستفهام : ليه متقلبتش ؟

قال سيف بجديه : معندهاش خبره ولا عندها مؤهلات تشغلها عندنا ....لسه قدامها كتير 

قال عمر بعدم اكتراث : وكان هيحصل ايه لو شغلتها ... قولتلك من طرف عم صالح 

قال سيف بجديه : وعشان كده اديتها فرصه بس متنفعش ....ما علينا هو ده اللي مضايقك

هز عمر رأسه : مش متضايق

: امال مال صوتك واصلا رديت من اول مره ...خير

هتف عمر بملل : ابدا ....انت بتتصل ليه

: بلاش اطمن عليك 

قال عمر باقتضاب : انا كويس ...اطمن ...يلا سلام 

اغلق الهاتف واجتذب الوساده التي يحتضنها إليه أكثر بينما لم يتحرك من مكانه منذ مغادرتها وكل انش به يشعر بالضيق ..!


........

...

رفعت جوري عيناها ما أن انفتح باب الغرفه واستمعت لصوت والدتها تقول بعدم تصديق : مراد 

وقف مراد لدي باب غرفه عاصم بالمشفي يحمل باقه من الورود : سلامتك ياعمي 

ابتسمت زينه له بتشجيع أن يدخل بينما حاولت جوري السيطرة علي ن

ظراتها النافره منه أمام ابيها الذي ركز نظراته فوقها قبل أن ينظر إلي مراد نظره لها الف معني 

.......

....

نظر ايهم في ساعته ثم نظر تجاه باب العماره بيننا طال انتظاره ...!!

......

...

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !