الفصل السابق
ما أن خرجت جوري من غرفه عاصم حتي تخلت عن قناع الهدوء والصمت الذي ارتدته طويلا أمام ابيها لتستدير تجاه مراد الذي تبعها للخارج وتهتف به بانفعال : انت ايه اللي جابك ؟!
عقد مراد حاجبيه باستهجان فليس هذا ما توقعه منها بعد مبادرته ليقول باستنكار : ايه اللي جابني ...؟! ده ردك بعد ما عديت واتجاوزت عن كل اللي عملتيه وجيت وراكي بمجرد ما عرفت أن عمي تعبان ؟!
اتسعت عيون جوري وهتفت به بحنق : عديت اتجاوزت ؟! انت اللي عديت واتجاوزت
هتف مراد بثقه : اه ياجوري انا ...انا اللي اخر واحد في اهتماماتك ...انا اللي باجي اخر واحد بعد شغلك ودراستك وحياتك اللي انا ولا حاجه فيها
رمشت جوري بأهدابها وصمتت لحظه قبل أن تقول بعدم استيعاب : مراد انت بتغير من شغلي ودراستي
ازدادت نبرته انفعالا بينما يجيب : أيوة بغير عشان
اليوم كله بيكون لشغلك ودراستك وانا ماليش وجود الا في شويه الوقت اللي بالعافيه بتديه ليا وحتي كلامك معايا كله سكوت .....تقفي قدامي تسمعي وتسكتي ... مش بشوفك بتتكلمي معايا زي ما بتكوني بتتكلمي في شغلك ولا عن دراستك ...الشغل اهم مني الدكتوراه اهم مني ....انا فين من حياتك
تطلعت جوري إليه والي شكواه التي اقتنع بها كليا وصورها أنها الواقع لتقول باستنكار : انت بتسأل انت فين من حياتي ..!!
اوما لتهز كتفها وتتابع : انا مش هقولك انت فين لانك عارف ومتاكد أن حياتي كلها ليك ...الشغل والدراسه اللي بتتكلم عنهم كل ده بيكون في وقت انت مش موجود فيه ...اول ما بتدخل البيت انا بسيب كل اللي في أيدي لو كان ايه وبفضي ليك ...حتي تليفوني بقفله
نظرت له بعتاب وتابعت : اللي بقوله ده مش كلام ده اللي بيحصل والي انت واثق منه بس مش عاوز تعترف بيه عشان تطلعني غلطانه وبس
مسحت وجهها وتابعت : كل اللي فارق معاك انك متكونش غلطان ...سكوتي اللي بتتكلم عنه كان هو الطريقه الوحيده عشان احافظ علي بيتنا وعلاقتنا قدام عصبيتك اللي بسبب ومن غير سبب
بقيت بتلومني دلوقتي اني بسكت ...طيب يامراد انا مش هسكت وهتكلم
دون إرادتها غص حلقها ولمعت الدموع في عيونها وهي تتابع : هتكلم وافكرك بتصرفاتك معايا اللي كلها اهانه
واهانه ورا التانيه اسكت واعدي وانت تتمادي لغايه ما بقيت بتشوف أن ده العادي .... لدرجه انك تضغط عليا وتهددني اني اقول لاهلي مع أن دي اسهل حاجه اعملها وان سكوتي واني اقبل اللي عملته اصعب بكتير بس انا اخترته عشان احافظ علي حياتنا ومحدش يتدخل بينا وبرضه فضلت تضغط وتقول كلام يوجع
عقد حاجبيه ولاح الانزعاج علي ملامحه لرؤيه دموعها بينما يبرر تصرفاته : كان لازم اعمل كل اللي عملته واستفزك عشان متسكتيش ...حسيت أن سكوتك معناه اني مش فارق معاكي
نظرت له جوري ورفعت حاجبيها : فعلا
اوما مراد وهو يتهرب من نظراتها : أيوة طبعا ...وانا يعني ههين مراتي ليه ..؟!
صمتت مجددا واه من صمتها الذي كان بألف عتاب ليقول مراد بينما يقترب منها خطوة متابعا تبرير موقفه الذي يدرك كم هو سيء وكم تمادي في استغلال صمتها :
جوري انا بحبك ومتمسك بيكي
لامست كلمته قلبها ولكن قلبها مايزال معكرا بقسوته التي يريد أن يمحوها ببساطه بتلك الكلمات لتقول بعتاب وهي تشيح بعيونها عن عيناه : متمسك بيا بدليل انك طلقتني ..!
هز رأسه سريعا : مطلقت...قاطعته جوري بنبره حاده تعيد كلماته : لو سافرتي هتكون طالق ....نظرت له وتابعت : وانا سافرت يبقي طلقتني
هز رأسه برفض : لا ...
نظرت له باحتقان : امال ايه ....هو الطلاق لعبه تهددني بيها وخلاص
اوما بانفعال بينما شعر بمقدار تسرع وغباء كلماته : أيوة كنت بهددك وبس ومكنش قصدي
اشاحت بوجهها هاتفه : واهو نفذت تهديدك واليمين وقع
هز رأسه برفض وهو يمسك بكتفها : لا ياجوري انا مقدرش اعمل كده قولتلك كنت بهددك بس
.......
انتهت الممرضه من تضميد ساق عاصم مجددا وخرجت ليسأل عاصم زينه : جوري فين يا زينه ؟!
قالت زينه وهي تعدل من الغطاء فوقه : طلعت مع مراد ...تلاقيها قاعده معاه برا
ازاح الغطاء من فوقه وحرك جسده ليعتدل واقفا لتسأله زينه : عاصم انت رايح فين ؟!
اشار عاصم لها : قربي ليا العكاز يازينه
قطبت زينه جبينها بعدم فهم : قولي رايح فين ؟!
بإصرار غادر فراشه قائلا : هشوف جوري
لتسرع زينه إليه تسنده قائله : طيب ارجع سريرك وانا هناديها
هز رأسه واتجه الي باب الغرفه ليفتحه فجاه ويطل منه ....
حركت جوري ذراعها لتبعد يد مراد عن كتفها هاتفه :
ابعد متلمسنيش يامراد قولتك انت طلقتني
هز مراد رأسه وظل ممسك بكتفها : قولتلك كلام وخلاص وحتي لو انا خلاص رديتك انا مقدرش ابعد عنك .......خلينا نتكلم انا جيت وراكي عشان متمسك بيكي
نظرت له باستنكار : بالبساطه دي
لا طبعا مش موافقه عشان
مش بمزاجك تبعد وتقرب ... افتكر كل الي عملته معايا
التفتت جوري سريعا تجاه باب غرفه ابيها الذي انفتح وطل منه عاصم ليسرع مراد بلحظه يضمها إليه ويقول بصوت مسموع لعاصم : وحشتيني يا حبيتي ...!
حركت جوري راسها بملامح متفاجأه لتري نظرات مراد الي عاصم وابتسامته البلهاء بينما يتابع ضمها إليه
كتمت زينه ضحكتها علي ملامح عاصم التي بدي عليها الغيظ بينما مراد يتطلع إليه وكأنه فريسه لاسد غاضب
ليحمحم عاصم ويتطلع الي جوري : في ايه ؟!
قبل أن تقول جوري شيء كان مراد يقول بابتسامه بينما حرر جسدها من حضنه ولكنه ظل يحيط كتفها بذراعه : مفيش ياعمي بس كنت بصالح جوري
نظر له عاصم وضيق عيناه : مش لما تقولي الاول كنت مزعلها في ايه ؟!
اهتزت نظرات مراد بينما وقع بالفخ لتتدخل زينه قائله : عاصم تعالي ادخل ارتاح وبعدين نتكلم
نظر لها عاصم بطرف عيناه بينما نظر مراد الي جوري برجاء الا تخبر عاصم بشيء يجعله يغضب منه ويحرمه منها
تنهدت جوري قائله بابتسامه رسمتها سريعا علي شفتيها : مش مزعلني ...خلاص يا بابي كان خلاف صغير واتصالحنا
نظر لها عاصم بنظره ثاقبه لتهز راسها وتضم نفسها الي مراد : مش كده يا مراد
اوما مراد بترحيب ليزيد من ذراعه حول كتفها : كده تمام
تنهد عاصم بحنق واستدار ليعود الي غرفته لتدخل زينه خلفه وسرعان ما كانت جوري تبعد ذراع مراد عنها وتلتفت له بحنق : اوعي كده!
نظر لها مراد ببلاهه لتتابع وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : اوعي تصدق اللي قولته لبابي ...انا بس قولت كده عشان صحته
: جوري انا ....قاطعته جوري بانفعال وتحذير : انت تسكت خالص واياك تجيب سيرة الطلاق قدام بابي
قبل أن يقول شيء كانت تتركه وتسرع خلف ابيها .
..........
...
اهتزت نظرات فيفي ولكنها سرعان ما استعادت ثباتها بينما تقول بهدوء : وفيها ايه ...مش جواز !
قالت غرام بتوتر : لا ....
جلست فيفي بجوارها قائله : لا ايه ...ده جواز طبعا
ضحكت بوقاحه وتابعت : يا بنتي متصدقيش كلام الافلام ....العرفي جواز طبعا كل الفرق بينه وبين الجواز التاني أن ده عند مأذون وده عند محامي
قالت فيفي بعيون زائغه من الحيرة : محامي
أومات فيفي بتأكيد : طبعا يا بنتي ولا انتي فاكره أنه الورقتين بتوع العيال في الافلام ... لا ده عقد
أشارت لها بالورقه : اهو امضته وامضه الشهود اللي قاعدين برا وكمان المحامي
فركت غرام يدها بتوتر : بس انا خايفه
ضمتها فيفي إليها وتابعت نفث سمومها واكاذيبها في إذن غرام الساذجه حد الغباء : خايفه من ايه بس ....مش احنا اتفقنا تحطي انك قدام الأمر الواقع ....اهو هي لما تعرف مش هقدر تتكلم وهتوافق
رفعت غرام عيناها تجاه فيفي تناجيها أن تكون صادقه : يعني هو لما ماما تعرف هيتجوزني بجد
ضحكت فيفي : يا بنتي ماهو متجوزك
قالت غرام بتعلثم : قصدي يعني فرح وكده
ضحكت فيفي مجددا علي سذاجتها قائله : قصدك يعلن الجواز ...اه طبعا ...بس موضوع فرح ده معرفش رأيه
قالت غرام سريعا : مش مهم فرح ....المهم ماما والناس يكونوا عارفين
قالت فيفي وهي تربت علي يدها لتجعلها تطمئن : طبعا يا غرام ... يلا بقي امضي الراجل زهق ونزل من كتر ماهو مستنكيي
قالت غرام بلهفه : مشي
هزت فيفي راسها بخبث تتابع كذبتها : لا مشي ايه ...قال إنه هيستناكي تحت وساب المحامي بتاعه يجهز كل حاجه تاهو المحامي والشهود برا قاعدين مع ماما
يلا بقي امضي .
........
نظر ايهم في ساعته بملل قبل أن يخرج هاتفه من جيبه مقرر الاتصال بعزه ولكن بنفس اللحظه كام يتعالي رنين هاتفه : ايهم باشا
قال ايهم بقلق في ايه يا حسن ؟!
قال البواب سريعا : الحق يا ايهم باشا ...في دخان جامد طالع من الشقه عندك
قال ايهم وهو يدير سيارته : انا جاي علي طول
..........
....
نظرت ريم الي سلمي وتابعت رجاءها : سلمي انتي كول عمرك صاحبتي
هتفت سلمي وهي تشيح بوجهها : طلعتي متستاهليش
انتي كنتي بتعملي خطه علي اخويا
قالت ريم ببكاء زائف : اعمل ايه ...كنت مقهورة من اللي عمله وبعدني عم عمر
نظرت لها سلمي بحده لتتابع ريم سريعا : بس دلوقتي خلاص
ضيقت سلمي عيونها : خلاص ايه ؟!
قالت ريم بثقه كاذبه : خلاص مبقتش عاوزة حاجه الا اني ابدء حياتي مع نديم
نظرت لها سلمي مطولا تحاول تبين صدقها من كذبها لتقول اخيرا : ماشي يا ريم هسكت ....رفعت اصبعها إمام وجهها وتابعت بتحذير : بس لو كنتي كذابه وبتلعبي باخويا
قالت ريم سريعا وهي تهز راسها : لا ...لا عمري ...انا بحب نديم ..
..........
...
أومات عزه وأغلقت الهاتف لتنظر لها فيفي التي خرجت من الغرفه : في ايه !!
قالت عزه وهي تلوي شفتيها : مشي
انزعجت ملامح فيفي : مشي يعني ايه ....دي خلاص البت مضت
قالت عزه بلهفه وهي تجذب الورقه من يدها: مضت
أومات فيفي بغرور : طبعا وهو انا تلميذه ...مضت اهي
نظرت عزه للورقه لتقول فيفي بلهفه : المهم قوليلي مشي ليه ؟!
قالت عزه وهي تهز كتفها : قالي عنده حاجه مهمه أو مشكله حاجه كده وقالي اأجل كل حاجه لغايه ما يكلمني
فركت فيفي شعرها : طيب وبعدين هنعمل ايه في البت غرام
قالت عزه متنهده : قولي ليها اي حاجه ....انا اصلا زهقت من الموضوع ده وخايفه
ضحكت فيفي : خايفه من ايه ماهو كل حاجه ماشيه زي الفل
لوت عزه شفتيها بسخط : فل ايه ....ده كل حاجه ماشيه بالعكس ...الراجل مشي وده اكيد عشان ربنا بيحبني عشان لو كان عرف الحقيقه مكانش هيرحمني
ضحكت فيفي ببرود : ليه بس يا زوزو .... ده كان هيحبك اوي
ضحكت بخلاعه وتابعت : تخيلي انتي تديله بنت زي غرام ....بنت علي الابيض ...طبعا هيحبك
نظرت لها عزه ورفعت حاجبها : ماهو لو كان عاوز بنت كده كان طلب ....هو عاوز اللي ميجيش من وراها مشاكل
وغرام هيجي من وراها مشاكل كتير
نظرت لها فيفي : مشاكل ايه بقي .....اولا هي مش هتقدر تقول لامها حاجه ثانيا هي بس اول مره بعد كده خلاص هتبقي اتعلقت بيه
ضحكت وتابعت: وهي اصلا من دلوقتي اتعلقت بيه فهتعمل كل اللي يبسطه وهو هيرضي عنك
نظرت لها عزه بطرف عيناها : لا يابت ...بالبساطه دي
ضيقت عيناها وتابعت : هو مش عيل صغير هيعلمها ولا ياخدها بالسياسة ده عاوز واحده تعرف ازاي تبسطه من غير مايقول
قالت فيفي بثقه : متقلقيش انا هفهمها كل حاجه ....المهم فكري معايا نقولها ايه
............
....
لم يتوقف عمر عن الاتصال بوسيله التي لا تجيب عليه ليزفر بحنق ويركل المقعد بغضب يتملك منه لأول مره بتلك الضراوة .....زفر بضع مرات وهو يتحرك من هنا وهناك بعصبيه ويعيد الاتصال بها ليهتف بصوت جهوري غاضب : ررررردي بقي ...رردي عليا
.............
...
اسرع حسن خلف ايهم الذي جلس بانهاك علي أحد المقاعد بينما انسحب رجال الاطفاء
: الحمد لله يا ايهم باشا أنها جت علي اد كده
اوما ايهم واغمض عيناه يشكر الله أن ابنتاه لم يكونوا في المنزل حينما حدث ذلك الماس الكهربائي والذي تسبب بحريق في المطبخ وطال بعد اجزاء الشقه
اعتدل واقفا وهو يقول : شكرا ياحسن ....انزل انت
قال حسن : تأمر بحاجه
هز ايهم رأسه ودخل الي الشقه يتطلع الي اثار الحريق وسرعان ما كان يتصل بابنتاه يطمئن عليهم
قالت هنا بلهفه : وحشتني اوي يا بابي ...عامل ايه ؟
قال بحنان : انا كويس وانتي وحلا
قالت هنا وهي تشير لأختها ان تحدث ابيها ولكن حلا هزت راسها برفض : كويسين اوي ....بس حلا نايمه
فهم ايهم عدم رغبه ابنته في الحديث معه ليقول بحنان : ماشي يا نانو يلا نامي انتي كمان ...تصبحوا علي خير
أغلقت هنا لتنظر الي اختها بسخط : ليه كده ....؟!
اشاحت جلا وجهعة بعناد : اهو كده وخلاص
............
...
تمددت غرام علي فراشها وهي تتطلع الي تلك الاسورة الذهبيه التي وضعتها بيدها بابتسامه حالمه لتغمض عيناها وتستحضر صورته الوسيمه داخل جفونها بينما تجد صعوبه في تذكر معظمها ولكن خيالها البريء والخالي صور لها امير من أحدي الروايات الرومانسيه التي تقرأها ....اعتدلت جالسه وامسكت هاتفها بتردد بينما اخذت رقمه من عزه التي لم تعرف كيف تتهرب من أن تعطيها الرقم
Flash back
: عاوزة رقمه ؟!
قالت غرام بتوجس : اه ...فيها ايه ؟!
ابتلعت عزه وقالت بتوتر : لا ابدا مفيش حاجه .... انا بس بسألك عاوزة رقمه ليه ؟!
قالت غرام ببراءه : هو مش خلاص اتجوزنا ...يعني أكلمه
أومات فيفي سريعا : طبعا يا حبيتي ...ماما قصدها اتقلي وخليه هو يكلمك
أومات غرام وهي تسجل الرقم : لا ماهو انا مش هكلمه
هزت فيفي راسها قائله :جدعه ...خليكي تقيله وهو هيكلمك لما يخلص مشكلته
يلا بقي تعالي اروحك
أومات غرام قائله : ماشي بس هدخل اغسل وشي احسن ماما تتخانق معايا اني حاطه مكياج
Back
ترددت غرام ولكنها تجرأت لتجد أصابعها تلقائيا تتصل به ...مع تعالي كل رنين جرس كانت دقات قلبها تتعالي بقوة كالطبول ...ازداد توترها لترفع الهاتف من فوق أذنها وتمد يدها سريعا لتغلق ولكن أتاها صوته العميق
: الو ...
هربت الكلمات من شفتيها وارتجفت يدها حتي كادت تمسك الهاتف بينما كرر ايهم : الو
بصوت مرتجف قالت : الو
عقد ايهم حاجبيه ونظر الي الرقم ثم الي الهاتف ليقول بنفاذ صبر : مين ؟!
قالت غرام بصوت خافت متعلثم : انا ...انا غرام
قطب ايهم حاجبيه لحظه قبل أن يسحب نفس قائلا : اه ...في حاجه ؟!
تعلثمت غرام وشعرت بالحرارة تهب في ظهرها بينما تبحث عن شيء تقوله لتخرج نبرتها طفوليه بريئه : طنط عزه قالت ليا اانك ...انك يعني عندك مشكله فقولت اطمن عليك
( اطمن عليك) جمله لم يسمعها منذ زمن بعيد ....وكانت ربما تلك هي الجمله التي جعلته لا ينهي المكالمه باقتضاب كما اعتاد
: كويس
لم تقاوم لهفتها بينما تسأله : هو كان مالك ...؟!
حصلت علي صمت طويل من جانبه لم يستغربه ايهم بالطبع فهو لا يتحدث مع امرأه عن شيء يخص حياته وكان غريبا للغايه لغرام التي تعاملت بعفويه بالرغم من غرابه وضعهم الذي بسذاجتها اقتنعت أنه وضع طبيعي ...!
تنهد ايهم بهدوء قبل أن يجد نفسه يقول : ابدا ....شغل مهم
عضت غرام علي شفتيها بحرج بينما شعرت أنه لم يعد هناك شيء يقال لتقول بصوت مرتبك : تمام ...انا ...انا بس قولت اطمن عليك ....تصبح علي خير
هل ابتسم للتو ....ربما مجرد لمحه من الابتسامه بينما يقول : وانتي من أهله
اغلق وأغلقت وابتسامه واسعه ارتسمت علي شفتيها بينما حلقت الفراشات حولها واحتضنت الهاتف وكأنها كانت تستمع لقصيده من الغزل وليس مجرد بضع كلمات مقتبضه ....عالمها الفارغ أصبح به من يملئه ليتابع خيالها رسم المزيد والمزيد بخبره معدومه وسذاجه ساهم واقعها في رسمها .....
سريعا جذبت كم بيجامتها تخفي أسفله الاسورة الذهبيه ما أن استمعت لصوت والدتها تفتح باب غرفتها
: غرام
تابعت تظاهرها بالنوم لتدخل زينب إليها وتوكزها في كتفها بطرف اصبعها : غرام ...غرام
قالت غرام بصوت ناعس كون أن تفتح عيونها : أيوة يا ماما
قالت زينب بارهاق : نايمه بدري ليه ؟!
قالت غرام ومازالت تمثل النوم : مصدعه شويه يا ماما
قالت زينب : طيب ...اخواتك اتعشوا قبل ما يناموا
أومات غرام بخزلان بينما لم تسأل عن حالتها لتقول : اه
قالت زينب وهي تتجه الي الباب : طيب متنسيش بكرة تاخدي شيماء الدرس بعد المدرسه
هزت غرام راسها بصمت لتخرج والدتها وتتجه الي غرفتها تنام بتعب ينال منها بسبب وظيفتها المزدوجه والمرهقه والتي جعلتها مجرد اله تعمل لتوفير المعيشه لأولادها .
.......
...
اخذت وسيله حقيبتها واتجهت الي باب الشقه لتسرع خلفها جدتها : برضه مش هتفطري
قالت وسيله بصوت حزين : لا يا تيته مش عاوزة
أومات امتثال بينما عجزت عن تفسير حالتها الصامته عكس ما تعرفها منذ الأمس
نزلت وسيله درجات السلم الرخامي وهي تمسك بالدرابزون الخشبي .... حالتها النفسيه سيئه بصورة كبيرة لذا كانت تخرج من باب المنزل بخطوات محبطه
تلفتت الي جانب الطريق تبحث عن سيارة اجره تأخذها الي عملها قبل أن تعقد جبينها بقوة ما أن رأت عمر يتجه ناحيتها وقد بقي بانتظار نزولها منذ الصباح الباكر
أسرعت بخطواتها تبتعد ما أن اتجه ناحيتها لينادي عليها ويسرع بخطواته : وسيله ...وسيله استني
توقف امامها يوقفها : وسيله انا بكلمك من امبارح وانتي مش بتردي عليا ....ممكن نتكلم
نظرت له بغضب ممزوج بالاحتقار قبل أن تستدير للجهه الأخري بخطوات غاضبه وترفع يدها : تاكسي
اسرع عمر خلفها برجاء : وسيله عشان خاطري اسمعيني...
التفتت له وسيله بحده مزمجره : وانت مين عشان يكون ليك عندي خاطر
انصدمت ملامح عمر بينما لاول مرة يرجو ولاول مره يقابله هذا الصد ...!
استعاد ثباته بنفس اللحظه التي توقفت بها سيارة الأجرة أمام وسيله التي سرعان ما فتحت بابها وركبت لتتفاجيء به يركب من الباب الاخر
نظر السائق إليه من خلال المرأه لتندفع وسيله تزجره : انت اتجننت ..!
اوما عمر بإصرار لايعرف سببه ولكن تلك الرغبه بداخله بأن لايتركها تغادر دون أن يحاول محو ما فعله هي من كانت تحركه
: اه اتجننت يا وسيله وهتسمعيني
قال السائق بصوت اجش : في ايه يا استاذ علي الصبح ...تعرفيه يا انسه
هزت وسيله راسها : لا
نظر لها عمر بحنق ثم نظر إلي السائق قائلا بتعالي : خليك في حالك يا اسطي
هتف السائق بغضب متبرطما وهو يضرب المقود : هو باين يوم اسود من أوله ....
فتح الباب ونزل منه باتجاه عمر مزمجرا : هتنزل ولا انزلك انا
زم عمر شفتيه واندفعت الدماء الغاضبه بعروقه ليكور قبضته بينما الخطوة التاليه التي يعرفها هي مؤكد لكمه قويه تطيح بفم ذلك الرجل البغيض ....
لم تنظر ولم تنتظر وسيله بل سرعان ما فتحت الباب بجوارها ونزلت تاركه عمر يأخذ ما يستحقه من الرجل ...قاومت النظر للخلف بينما تعالت تلك الأصوات للمشاجره خلفها ...خطوة اثنان ووجدت نفسها تستدير
وليتها لم تفعل بينما رأت الرجل يمسك بتلابيب عمر الذي شعر بالدوار بينما جرح رأسه أفقده الكثير من طاقته ....دفع عمر الرجل بقوة ليقع الرجل أرضا وتتجمع الناس حولهم فيضع عمر يداه فوق رأسه من الخلف لتلعن وسيله قلبها الذي شعر بالشفقه عليه بتلك اللحظه .....لم تتراجع عن موقفها بالرغم من خطواتها تراجعت واتجهت إليه لتسحبه من ذراعه من وسط الناس
وتهتف به بغضب : فين عربيتك
بضعف دخيل عليه يستدر بها شفقتها كان يشير لها الي الشارع المجاور لتزفر بضيق وهي تسير برفقته الي السيارة
اخفي ابتسامته المنتصره وتقبل استغلال جرحه لو كان سبب لتسامحه ليتفاجيء بها تشير إليه وتهتف بكلمات قويه : اركب عربيتك وامشي ومش عاوزة اشوفك تاني قدامي ياعمر ...فاهم
وقف عمر يتطلع إليها بينما سارت سريعا الي نهايه الشارع حتي اختفت بين الماره الذين يتحركون ذهابا وإيابا ...!
.........
....
دفعت جوري يد مراد التي أمسكت بيدها وهمست من بين أسنانها : اوعي ايدك
رفع حاجبه وأشار لها بطرف عيناه تجاه عاصم لتزم شفتيها بحنق بينما يستغل مراد الموقف وهو يهز رأسه ما أن قالت زينه : احجز يا مراد تذاكر السفر عشان ترجع انت وجوري ...خلاص انا مع عاصم
قالت جوري سريعا برفض ذة لا يامامي انا مش هسيب بابي
نظرت زينه إلي مراد قائله : بابي بقي كويس يا جوجو ...واكيد مراد عنده شغل
قالت جوري : يرجع لو عنده شغل
قال مراد سريعا : لا لا طبعا مش هسيبك ....نظر إلي عاصم قائلا : احنا هنفضل مع حضرتك يا عمي
..........
...
عقد أمير حاجبيه بينما يتجه الي عمر : ايه ياسيوفي الف سلامه عليك ...ايه اللي حصل ؟!
قال عمر وهو يصافح امير أحد أصدقاءه : حادثه بسيطه
انت عامل ايه
قال أمير وهو يجلس علي المقعد المقابل له : تمام ...فينك ياراجل من وقت ما اتنقلت محدش بيشوفك
قال عمر بعدم اكتراث : اهو كنت يومين إجازة
اوما امير قائلا وهو يعتدل واقفا : تمام ...هقوم انا عشان عندي شغل
هز عمر رأسه ليستدرك امير قائلا : صحيح يا سيوفي
اخبار ايهم ايه .... سمعت أن كان في حريقه في شقته
اتسعت عيون عمر بصدمه ولم ينتظر لسماع شيء بل كان سريعا ما يغادر مكتبه ويداه تتصل برقم ايهم ....
بعد بضع اتصالات فتح أيهم عيناه واجاب لتجتاح الابتسامه وجهه بينما يقول : لسه فاكرني دلوقتي ياابن السيوفي ...!
أوقف عمر سيارته ولاحت الابتسامه علي وجهه ما أن اطمأن علي صديقه ليقول بمشاكسه : ما انت زي القرد اهو امال سمعت انك دخلت نار جهنم ليه
ضحك ايهم قائلا : وانا هدخلها لوحدي يا ابن السيوفي ...
ضحك عمر هو الآخر بينما بلحظه ذاب كل الجليد وصفت القلوب التي كانت تحمل حبا صادقا وماحدث مجرد عكر بسيط زال مع اول محنه
قال ايهم مشاكسا : وبعدين انا أن شاء الله هدخل الجنه عشان صاحبك
ضحك عمر قائلا : لا طالما صاحبي يبقي جهنم جماعه
: انت فين ؟!
: انت اللي فين ؟!.كنت بتعمل ايه الايام اللي فاتت دي ؟!
........
....
نفخ عمر دخان الارجيله بصمت بعد أن أخبر ايهم بكل شيء حدث معه ليقول ايهم بمكر : يعني بعد ما قابلتها بغباءك تضيعها
عقد عمر حاجبيه باستفهام : قابلت مين ؟!
ضحك ايهم بمكر : قابلت اللي نستك الدنيا وكل اللي حواليك
حك عمر عنقه وقال بهروب : مش للدرجه ... هي ...هي بس يعني
نظر له ايهم : يعني ايه ..؟!
قال عمر باعتراف : مش عايزها تشوفني كده
سأله ايهم بنظره ثاقبه : امال عاوزها تشوفك ازاي ؟!
تنهد عمر قائلا : زي ما كانت شيفاني !
..........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباس من القادم
نظرت وسيله إليه وهتفت بانفعال من نفسها أكثر منه : انا اللي غلطانه .....شهر واحد وخليت حياتي تتمحور حواليك ....اااانت مين عشان حياتي تدور حواليك
ياريتني ما شوفت واحد باخلاقك ولا ظهرت في حياتي ....انا كنت كويسه قبل ما اشوفك ...امشي بقي ..!
اجتاحت البروده أطراف غرام بينما تقول بتعلثم : ايه ؟!
قال ايهم بهدوء : هقابلك كمان ساعه
قطب مراد جبينه ناظرا الي جوري باستنكار : لا والله ؟!
أومات جوري وهي تحيط صدرها بكلتا ذراعيها : اللي سمعته ....روح احجز اوضه تانيه ..احنا متطلقين
هتف مراد باحتدام : قولتلك لا ياجوري انسي حوار متطلقين وعشان ترتاحي اهو .....بانفعال امسك هاتفه ليتصل بأبيه دون تفكير ( بابا هو لو واحد هدد مراته يطلقها ........)
نظرت جوري إل
يه بشماته بينما كاد صوت سيف يصل إليها من الهاتف : نهار ابوك اسود لو الواحد ده كان انت .....!!
هزت امتثال راسها : معلش يا عمر يا ابني وسيله نايمه
زم عمر شفتيه واستدار ليغادر ولكنه بنفس اللحظه عاد ينظر إلي امتثال قائلا : صحيها وقوليلها ....
تتجوزي عمر !
جورى حتربى مراد يستاهل
ردحذف❤️❤️❤️❤️
ردحذفتسلم ايدك ❤️👏 روعه
ردحذفروووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه
ردحذفتسلم ايدك روعه ❤️❤️
ردحذفالفصل حلو جداً 😍 تسلم إيديكِ 🌹
ردحذفو الأحداث كل فصل بتحلى ❤️
رووعة
ردحذفبليز يا رونا طمنينا ع غرام
💙💙💙💙
ردحذفجمليه اوي
ردحذفبارت روعة رونا انت مبدعة
ردحذفهو مراد غبي ولا ايه
ههههههه واثق من نفسه اوى 😂😂😂
ردحذف♥️♥️♥️♥️
ردحذفروعه تسلم ايدك
ردحذفمراد عبارة عن كتلة غباء ماشية على الارض
ردحذفمبدعة وتسلم أناملك
ردحذفكالعاده يارونا روعه ♥️😍
ردحذف