قيد من دهب الفصل العشرون

0


 الفصل العشرون 


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

أستنكرت كل ملامح ياسمين وهي تنظر إلي صالح بعدم تصديق لما نطق به لتردد بلسان ثقيل : ... انت ..انت بتقول ايه ؟! 

خرجت نبرته جارحه بقدر الجراح التي ملئت قلبه طوال تلك الفترة الماضيه بينما تحول الي انسان آخر وهو يغلق قلبه علي تلك الجروح متظاهرا أنها لا تؤلمه بينما هي فتكت بروحه وهي تتفاقم بداخله دون علاج 

وها قد أتت له الفرصه ليفرج اخيرا عن تلك الجروح التي نالت من روحه وجعلته فاقد للاحساس لذا دون أن يدري أنه ليداوي جراحه بعتاب قاسي فهو يجرحها بكلماته 

بينما امتلئت عيناه بعتاب قاسي وهو ينطق بها : 

قولت ايه غلط ....؟! بسألك ندمانه انك سبتي الفلوس ؟! 

لمعت الدموع بعيون ياسمين بينما تردد بعدم تصديق : صالح انت ازاي تفكر فيا كدة ؟!

ازدادت حده كلماته القاسيه : 

انتي عندك سبب يخليني مفكرش كده ؟! ......نظر إليها وتابع بقسوة : طيب انا تفكيري غلط ......قوليلي كان فيها ايه الخزنه يخليكي مفيش علي لسانك غيرها 

تعلثمت ياسمين وهربت الدماء من عروقها ليتابع صالح اختلاج ملامح وجهها بتلك الطريقه فتقسو ملامحه بشده وهو يسألها : سكتي ليه ؟.....جاوبي عشان تأكدي ليا أن تفكيري غلط 

قالت ياسمين بعنفوان بينما اهتز قلبها من مكانه وهي تفكر ان فكرته عنها لن تتغير : طبعا تفكيرك غلط ....انا مش كدة يا صالح ولا متخيله اصلا أن دي كل فكرتك عني بعد اللي عيشناه 

قال بتهكم مرير نابع من قسوه جرحه منها : 

اللي عيشناه امتي ....؟! لما كنت عايش في الاحلام ولما لما فوقت منها ؟! 

حقا جرحها وادمي قلبها بقسوته التي كانت مع سبق الاصرار ولكنه ظن انه يشفي جروحه بتلك الطريقه ....يريد أن يصرخ بها ويسالها لماذا فعلت به هذا بعد كل هذا الحب الذي تتحدث عنه الان ...؟! يريد أن يعرف كيف غدرت به بتلك الطريقه وبتلك البساطه ولكن كرامته الجريحه تمنعه من سؤالها ......نظرت له ياسمين بينما تجمدت الدموع بعيونها فكيف استطاع 

جرحها وشطر قلبها بتلك الطريقه .....أنقذها من براثن زياد ولكنه فتك بها ببراثن كلماته التي كانت اشد قسوه من ما عاشته علي يد زياد .....

أرادت أن تصرخ في وجهه وتلقي به الحقيقه ليعرف مقدار الإثم الذي اقترفه بحقها ولكن الكلمات انحشرت بحلقها ...كيف تخبره بما داخل الخزنه 

وقد تعالت كلمات زياد بأذنها .....وتساءلت هل سيصدقها ما دامت تلك فكرته عنها ....؟!

حاولت النطق لتخلص نفسها من تلك الصورة البشعه : 

الخزنه كان فيها ....كان ....!!

لم تجروء علي نطق شيء بينما اعتصرت عقلها تترجاه أن ينطق ويخلصها دون الالتفات لوجع قلبها 

فتحت فمها مقرره أنها ستخبره بأمر المخدرات ولكنها تراجعت سريعا وهي تفكر بأنه أن علم بأمر المخدرات سيتدخل البوليس وسينكشف أمر تلك الرقاقه التي تحوي فيديوهاتها المخله .....نكست ياسمين راسها بخزلان بينما عاشت خيبه امل وراء خيبه امل ولا تحتمل المزيد أن خزلها ولم يصدقها ....؟!

نظرت له وقد انسابت دمعتان ملتهبتان فوق وجنتيها وهي تقول بعتاب :  

صالح انت بتظلمني بكلامك زي ما ظلمتني قبل كدة 

هل تتحدث عن الظلم ....هي من تتحدث عن الظلم ...اذن ماذا يفعل هو ....؟! 

احتدت ملامح صالح هادرا بقوة يستنكر ما قالته : انا اللي ظلمتك ؟! 

امسك ذراعها وجذبها إليه يتطلع الي عيونها الباكيه دون أن يعطي قلبه أي فرصه ليشفق عليها بينما يتذكر نفس النظرات والدموع منها وبعدها غرست تلك السكين بقلبه وغدرت به ....نظر لها بغضب وتابع بينما تقبض يداه علي ذراعها : ظلمتك ازاي ....؟! ردي !!

نظر لها بقسوة وتابع بتأنيب : انا اللي سبتك وروحت لغيرك .....انا اللي لما لقيت اني مش هقدر اخدك مع الفلوس دورت علي مصلحتي وروحت للعريس الغني .....

ظل يطعن قلبها بكلماته الطعنه وراء الأخري بينما لا تستوعب أنه فقط الانفجار اللازم لإخراج كل ما كتمه بداخله ...انفجار غاشم قاسي ولد الكثير من الجروح له ولها ....تابع صالح قسوة كلماته : بس للاسف العريس طلع مش كويس ..... نعمل ايه ...؟! اه 

برضه لسه في ايدينا حل تاني .....صالح موجود ....وبرضه ياريتك اتعلمتي لا لسه بتفكري تاخدي كل حاجه ......المهم متطلعيش خسرانه 

نظر لها بقسوة وتابع : شاطره اوي عمرك ما طلعتي خسرانه......دلوقتي عاوزاني انا والفلوس صح 

بكت ياسمين بقهر شديد حتي ارتجف كل جسدها من وقع بكاءها الحارق وهي تهز راسها بقهر : لا مش صح ...كل اللي بتقوله غلط ....انت ظلمتني زمان ودلوقتي بتظلمني تاني 

هزت راسها بنوبه بكاء هستيري ....ياريتك ما انقذتني منه .... ياريتك سبته يموتني بدل ما تموتني انت بكلامك ده ....

اهتز قلبه بقوة بينما صرخ قلبه به بقوة يوقفه عما يفعله ...كيف يفعل بها هذا .....كور قبضته بينما يمنع نفسه عن جذبها الي ذراعيه يطبطب علي جروحها ويعتذر عما نطق به ويسألها هذا السؤال الذي به علاج جروحهم فربما يجد لديها اجابه مقنعه عن سبب ما فعلته به. ....

اقترب منها وبدأت نبرته القاسيه تلين بينما يسألها : 

امال ايه الصح ....ردي قولي ايه الصح يا ياسمين . ....؟!

لم يستمع لشيء الا صوت بكاءها الذي حجب عنها الرؤيه بينما تتلفت حولها بتخبط تجذب سترته وتحاول ارتداءها ليعقد صالح حاجبيه ويمسك بذراعها : انتي بتعملي ايه ؟!

أبعدت ذراعها عن يده بصوت مختنق بالبكاء : مالكش دعوه بيا 

أوقفها قبل أن تتجه الي باب الغرفه : استني هنا اريحه فين ؟!

نظرت له بعيونها المحترقه بدموعها : تفرق معاك في ايه اروح فين .....اروح في داهيه 

زمجر صالح بغضب بينما لا تدافع عن نفسها وتتهمه بالظلم ..فلتنطق وتقول دفاعها ولكنها تكتفي بالبكاء 

نظر لها بحده : زعلانه اوي من كلامي ....كذبيه وقولي ليا ظلمتك في ايه .....واحده بتموت وكل اللي علي لسانها الخزنه ....احتقن وجهه بالغضب الشديد وتابع بحنق : نفس اللي حصل زمان .....انتي والفلوس ولما رفضت روحتي اتجوزتي غيري 

انتحبت ياسمين بقهر بينما دفاعها عن نفسها سيدينها أكثر ويضيف لها تهمه جديدة بينما تري مقدار عدم ثقته بها فكيف سيكون رد فعله عن تلك الفيديوهات ....!!

مسحت ياسمين دموعها بظهر يدها ورفعت عيناها له تسأله وهي تكتفي بتلك الخانه التي وضعها بها مادامت لن تستطيع تغييرها : بابا وعبد الرحمن فين ؟!

التفت صالح لها : ليه ؟!

خفضت عيناها وقالت بصوت مختنق : هروح ليهم .....شكرا علي وقفتك جنبي انت مش مضطر تعمل حاجه اكتر من كدة 

خلل صالح أنامله في خصلات شعره بانفعال ....هاهي ستتركه دون دفاع أو تبرير 

: لو سمحت قولي بابا وعبد الرحمن فين ؟!

سحب صالح نفس عميق ونظر لها قائلا : معرفش 

عقدت حاجبيها وسألته ببطء : يعني ايه متعرفش .....انت قولت انك هتوصلهم لمكان بعيد عن زياد 

اختنق صالح ليزفر بضيق وهو يخبرها بالحقيقه : عماد مرضيش 

هل هي بحاجه لصدمه أخري ؟! 

: مرضيش ...

اوما صالح ونظر إليها ليري امتقاع ملامح وجهها الذي اكتسي بالخزلان وهي تسأله : مكانش عاوزني اسيب زياد 

؟!

هز صالح رأسه دون قول شيء لتشعر ياسمين بألم شديد في قلبها .....هاهي وحيده وحتي ابيها تخلي عنها للمرة التي لاتعرف عددها ....

شعرت كم هي بلا حيله ...وحيده ...ضعيفه ...منبوذه ....لا احد بجوارها ...حتي من ظنته خلاصها يراها بتلك الصورة البشعه .....بانكسار تحركت تجاه باب الغرفه بينما لاتدري الي اين ستذهب او ماذا ستفعل ولكنها لاتدري أن لا مكان لها بالمكان الذي يتواجد به صالح بينما هي فاسده بنظره ... !!

زفر صالح واقصي كل تلك الأصوات التي ملئت رأسه بخناق دائر بين عقله الذي يخبره أنه فعل الصواب بينما قلبه ينهره عن كل ما قاله لها ....كانوا بحاجه للعتاب ولكن ليس بتلك الكلمات الجارحه ولا بهذا التوقيت ولكن لا سلطان له علي وجع قلبه الذي فاض دون إرادته ليخلف بركان انفجر بها 

اتجه ناحيتها وتوقف امامها يتطلع بقهر شديد الي انكسارها بتلك الطريقه ويود لو اعتذر عن كل كلمه نطق بها ولكنه الكبرياء الزائف الذي يتغني به عقله لذا قال : رايحه فين ؟!

سالت نفسها نفس السؤال ولكنها لم تجد اجابه لذا صمتت ليقول صالح برفق : خليكي هنا انتي لسه تعبانه وبكرة هجهز مكان تفضلي فيه لغايه ما تقرري عاوزة تعملي ايه .....؟!

نظرت له ليكمل بينما يتدخل كبرياء عقله القاسي مجددا بكلماته : شوفي هتطلقي منه ولا هتكوني عاوزة ترجعي له .....

ادمت شفتيها وهي تعض عليها بقهر بينما تريد أن تصرخ به أن يتوقف عن جلدها .....!!

بتلك اللحظه طرقت ماس باب الغرفه ودخلت وخلفها دخل جاسر ليري احتقان وجهه صالح ......قالت ماس بحرج وهي تري حاله ياسمين وحاله صالح وتمنت لو لم تدخل إليهم ولكنها كانت قد جهزت الطعام لياسمين : 

انا جهزت اكل لياسمين ... 

استمع الي صوتها المختنق بالدموع : متشكره انا تعبتك .....انا ماشيه 

هزت ماس راسها وتقدمت تحمل الطعام : لا طبعا ماشيه ايه ...الوقت اتاخر وانتي لسه تعبانه ....

مياده قالت لازم تأكلي كويس وبكرة هتعدي علينا تاني تشوف حالتك 

نظرت ياسمين الي ماس لتري ماس كميه الوجع والانكسار بعيونها بينما لا ملجأ لها الان لتمسك ماس بيد ياسمين برفق قائله : تعالي ارتاحي 

أخذ جاسر صالح للخارج بينما انحنت ماس تضع الطعام أمام ياسمين التي رأت انهمار دموعها الغزيرة لتقول بترد. : انا ...انا مش عارفه اقولك ايه بس لو عاوزة تتكلمي هسمعك 

نظرت لها ياسمين لتربت ماس علي كتفها بحنان وتأثر شديد : لو عاوزة تتكلمي هسمعك 

..............

.....

أخذ جاسر صالح وخرج به دون قول شيء بينما يري أنه ليس بحال ليتحدث ليجلسوا سويا بهذا المكان حيث سيتجه مهران لهم بعد أن تراجع عن فكره العوده لمنزله تلك الليله ....لماذا يعود ؟! فليبقي مع أصدقاءه بدلا من البقاء مع تفكيره الذي اختنق به ...

اخيرا بدأ صالح يتحدث عما حدث بينما يريد من أحد أن يزيل صوت بكائها من أذنه ويخبره أن لديه حق بقسوته عليها ...استمع جاسر ومهران له دون قول شيء حتي انتهي ليقول جاسر ببطء ::

وقالت ايه ؟! 

قال صالح بسخط : هتقول ايه .....؟؛ 

مفيش عندها كلام 

قال مهران الذي كان في عالم اخر بسبب أفكاره : بس انت قسيت عليها اوي ياصالح 

استغربوا رده بينما لم يكن هذا مهران الذي عهدوه ليقول صالح بعنفوان : غصب عني مقدرتش اكتم جوايا اكتر من كده .....نظر إلي قبضه يده وتابع باعتراف : 

انا عايش من غير روح من وقت ما كسرت كرامتي ..... بتقول اني انا اللي ظلمتها مع انها هي اللي دبحتني لما غدرت بيا 

انفلتت الكلمات من شفاه مهران الذي تماثل حيرته نفس حيره صالح فربما وجد اجابه لسؤاله عن سبب زواجه بها أن كان يعلم أنها تستغله : وساعدتها ليه بعد اللي عملته فيك ؟!

زمجر صالح بسخط علي قلبه الخائن والذي ما زال يحمل لها هذا الحب : عشان مقدرتش اسيبها تتعذب ......

نظر إلي مهران وتابع باعتراف : وده اللي قاهرني اني بالرغم من اللي عملته لسه ب.....

...صمت و لم يستطيع نطقها .....ليكمل وهو يشيح بوجهه : 

كان لازم اجرحها زي ما اتحرجت منها 


..........

...

نظرت تهاني الي ابنتها : ها 

هزت بسمه راسها ووضعت هاتفها بجيبها بينما حاولت الاتصال بمهران كثيرا دون أن تصل له : مقفول 

أومات تهاني قائله : طيب انا هشوف عمران يعرف مكانه ولا لا .....نظرت لها وتابعت بتحذير : وانتي اياك تنامي ....تفضلي قاعده مستنياه لغايه ما يرجع وتعملي نفسك قلقانه عليه 

لمعت المشاعر بعيون بسمه قائله : مش محتاجه اعمل نفسي قلقانه ...انا فعلا قلقانه عليه 

زفرت تهاني بغيظ : طيب يا اختي طالما هو كدة ياريت بقي لما يرجع متبقيش شبه البطه الخارسه وتتكلمي .....الرجاله تحب الاهتمام زي العيال الصغيره 

وقد كانت تهاني محقه بينما لم يتطلع مهران منها لأكثر من اهتمام ولكن كيف تهتم وهي بتلك الدوامه التي تبتلعها بداخلها من تشتت الأفكار .....كلمات والدتها تهدم تلك القيم التي نشأت عليها ....تري أن والدتها اجحفت حق ابيها وحملت بداخلها ضغينه له لأنه لم يوفر لها المال ....اخذت فتات كلمات والدتها وصنعت بداخلها بؤره عميقه من الكراهيه لها وساعدها فقدان ابيها وامان عالمها الصغير في هذا ..... هي مجرد فتاه صغيرة نشات اسفل جناح والدها الذي ببساطه أخبرتها والدتها أنه لم يكن كفؤ لهم ولم يستطيع توفير حياه رغيده لهم مثل عمها .....عمها الذي تتفاخر به باعها مقابل المال .....باع ابنتها وهي تراه افضل من زوجها .....ضاعت وغرقت وسط تلك الدوامه وتجاذبتها امواج كلمات تهاني العاتيه لتدرك أن لا حياه لها وسط هولاء ....ستكمل الطريق الذي أراد ابيها منها السير به ....ستحقق نجاحها .. !! 

....

..........

أغلقت مها تلك الروايه التي كانت تقرأ بها ووضعتها بجوارها بينما تشعر بتلك الدماء الحارة تسري بعروقها وهي تتخيل أن النهايه السعيده لتلك الروايه التي كانت تقرأها منذ أيام لن تكون لها..... وضعت يدها فوق عيونها التي اغمضتها تحاول مجددا اكمال تلك الروايه التي تراها في أحلامها وتجمعها مع صالح ولكن عبثا .... لم تري في عيناه تلك النظرات العاشقه التي قرأت عنها ووصفها كاتب الروايه فكل ما تراه في عيناه هو برود وجليد لايذوب مهما فعلت .....زفرت بضيق واعتدلت جالسه وهي تفرك خصلات شعرها بغيظ ....يعيش علي ذكريات تلك الفتاه بينما يرفض أن يمنحها هي فرصه ....!!

مليء الغل والحقد نظرات عيونها وهي تسأل نفسها ماذا يوجد بتلك الفتاه ولا يوجد بها ؟! 

انها جميله ومهذبه ومثقفه ...ماذا يكون بها زائد عنها حتي تعمي بصيرته لتلك الدرجه وتقيد قلبه بحبها لدرجه ان يغلقه ولا يسمح لسواها بالدخول 

قامت من مكانها واتجهت الي المراه تنظر لانعكاس صورتها علها تجد اجابه لاسئلتها ولكنها لاتدري أن القلب لا يوجد لمشاعره اجابه محدده بينما لايقع دوما في حب الفتاه المثاليه أو الرجل المثالي ولذا فلا قيود لنا علي قلوبنا ...

نظرت إلي نفسها مجددا وشردت بخيالها تتخيل سواه في حياتها ولكنها تفشل .....وهي ليست ممن يعترفون بالفشل 

سيراها سواء اليوم او غدا ...سيراها ويشعر بحبها بل وسيبادلها نفس الحب يوما ما حينما تنقشع عن عيونه غيامه تلك الفتاه ....!!

...........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

.....

تمطأ مالك بكسل وهو يفتح عيناه ويمرر يداه علي وجهه يزيل اثار النعاس عنه بينما يدير رأسه الي جواره حيث استيقظت مي قبله بقليل ......سرعان ما تذكر ليله الامس حينما وجد ذلك العبوس يعلو وجهها 

اشاحت مي بوجهها وعقدت يداها حول صدرها ليميل مالك تجاهها يداعب وجنتيها ....حقك عليا بقي يا ميوش ....وحياتك عندي ما حسيت ولا فاكر اي حاجه غير اني قعدت علي السرير

زجرته مي بغيظ : طبعا ما هو انا ولا علي بالك 

هز مالك رأسه واحاطها بذراعيه يقربها الي صدره : متقوليش كده ...انتي عارفه انا بحبك اد ايه 

قالت بدلال وهي تتمنع عنه : كنت زمان بتحبني إنما دلوقتي لا 

هز رأسه ومال تجاهها ليتراجع بها للخلف ويجثو فوقها هامسا بشغف أمام شفتيها : بموت فيكي مش بحبك بس 

أغمضت مي عيناها بينما تهيم شفاه مالك فوق عنقها بقبلاته الناريه التي أشعلت مشاعرها تجاهه لتمد ذراعيها حول عنقه وتتسلل أناملها بين خصلات شعره .... تحركت شفتيه تجاه شفتيها ولكنه سرعان ما انتفض من فوقها حينما تمتم ادم الذي استيقظ ووقف يفرك عيناه : بابا ...

اعتدل مالك سريعا من فوق مي التي انتفخت وجنتيها من الغيظ لينحني مالك يحمل طفله بين ذراعيه يقبله ثم يميل تجاه مي يقبل وجنتيها هامسا بجوار أذنها : انا كنت عاوز اصلح غلطتي بتاعه امبارح ....بس ابنك صحي يعني ماليش ذنب ....

زفرت مي بضيق شديد لينظر لها مالك بقله حيله حينما تعلق ابنه بعنقه ليحمله ويداعبه فتتعالي ضحكه الصغير .....التفت الي مي التي انتفخت وجنتيها بالغيظ ليقول بخفوت : ميوش بلاش تكشير من الصبح كدة ...داعب وجنتها بظهر يداه وتابع : يلا ياقمر جهزي لينا الفطار 

............

....

لم يشعر ثلاثتهم بمرور الوقت بينما جلسوا سويا حتي بدأ الصباح في نشر أنواره حولهم 

تثاءب مهران بكسل ليقول وهو يفرك عنقه : انا هقوم ارجع 

قال جاسر وهو يهز رأسه : لا خلينا نروح عندي نفطر الاول وبعدين اخد صالح ونشوف وصلنا لايه وانت ابقي سافر بعدها 

هز مهران رأسه : لا مفيش داعي هبقي اكل اي حاجه في الطريق 

رفض جاسر بإصرار : عيب عليك ...قولت هنفطر عندي في البيت 

قال صالح بحرج : لا ياجاسر كفايه تعبك امبارح وكمان انت مروحتش نمت و مراتك تعبناها مع ياسمين 

قال جاسر وهو يعتدل واقفا : بطل يلا انت وهو وقوموا يلا نروح عندي 

دخل جاسر الي منزله ليرحب بصالح ومهران وهو يقودهم للداخل .....قال لصالح : تحب اجيبلك هدوم يا صالح من عندي تغير هدومك 

قال صالح : لا متتعبش نفسك 

اوما جاسر قائلا : طيب البيت بيتكم ....هخلي ماس تجهز الفطار 

قال مهران بتهذيب وهو صالح : احنا هنقعد برا في البلكونه شويه 

هز جاسر رأسه : لا برا ايه.... 

قال مهران وهو يتجه الي الشرفه الواسعه المطله علي حديقه خلفيه : هنشم شويه هوا ....

اوما جاسر ليقول :هدخل اخد دوش بسرعه و هخلي ماس تشوف ياسمين صحيت ولا لا عشان نفطر 

اتجه جاسر الي المطبخ ووقف يجهز الأفطار حتي لا يتعبها بوجود اصدقاءه ثم اتجه الي غرفته

بهدوء فتح الباب ودخل وأغلقه خلفه وهو يحل ازرار قميصه ويسير تجاه الفراش حيث غرقت ماس بالنوم لتداعب الابتسامه شفتيه فقد اشتاق اليها ولو من مجرد ليله قضاها خارج المنزل .....

جلس علي طرف الفراش يتطلع لها ليمد يداه يمررها علي خدها الناعم ومع لمسه يداه كانت شفتيه تطبع قبله رقيقه علي جانب شفتيها شعرت ماس بشفتيه وانفاسه لتفتح عيونها الناعسه .....

ما أن التقت عيناها بعيناه حتي رأت ابتسامته الهادئه التي تمسح كل شيء بينهما إلا حبه الذي تراه بعينها 

ظل مائل بجسده فوقها لتتخلل رائحه عطره أنفها بينما بينما يقول وهو ينظر لعيناها : صباح الخير 

قالت ماس وهي تنظر له بينما اشتاقت له أيضا ولاتنكر أنها بالرغم من كل مايحدث بينهم الا انها تحبه وتشتاق لقربه وللصفاء والود بينهم و تتمني نفس أمنيته أن يعود كل شيء بينهم لسابق عهده بينما كان تحقيق أمنيتها سيكون بعتاب وانتهاء ماحدث ولكن أمنيته سيكون بقبولها بقراره وفي المقابل سيرضيها ويغدقها بحبه 

وتلك هي معادلتهم الصعبه التي لن يتساوي طرفاها ...

فهو لن يتراجع وعليها أن تقبل قراره لانه يراه الصواب وبعدها نقطه ومن اول السطر ويعودا لسابق عهدهم وهي تري كم قراره مجحف بحقها وتريد الجدال والوصول لحل الا الرضوخ لقراره : صباح النور

مال يقبل طرف شفتيها مجددا لتبعد ماس راسها فيقطب جاسر جبينه كطفل صغير متسائلا : ايه ؟!

نظرت له ورددت هي الأخري بعد أن أفاقت من دوامه عشقه التي يسحبها إليها الي واقع أن تلك هي طريقته في إنهاء الخلاف بينهم ...يتلاعب علي اوتار. حبهم وينتهي الخلاف بالقرب بينهم والنهايه يكون هو من وصل إلي مبتغاه وهي تكون قد رضخت له : ايه ؟!

رفع حاجبه : ايه انتي ...بلاش أبوسك ؟!

أومات ماس وهي تتمسك بثباتها : اه بلاش 

نظر لها وضيق عيناه : ليه ؟!

قالت بثبات : عشان احنا متخاصمين 

رفع حاجبه وتسلل الغيظ الي ملامحه ....: بقي كدة 

أومات : اه .. احنا لازم نتكلم ونصفي اللي مضايقنا من بعض 

عقد حاجبيه قائلا : بالنسبه ليا مفيش حاجه مضيقاني ولا محتاج اتكلم في حاجه احنا خلاص اتكلمنا فيها 

عضت ماس علي شفتيها بينما امتعضت ملامحها وهو يؤكد بكلامه تفكيرها لتقول : قصدك اننا نتصالح وكأن مفيش حاجه حصلت 

اوما لها : عشان فعلا مفيش حاجه حصلت ..اختلفنا في حاجه وخلاص انتهي 

هزت راسها بانفعال : منتهاش ياجاسر ومش هينتهي بأني اسيب شغلي 

قال بقليل من الغيظ وهو يرفع نفسه بعيدا عنها ويعتدل واقفا : طيب انا غلطان خليكي براحتك 

اعتدلت جالسه وهي تخبر نفسها انها فعلت الصواب فليس كل خلاف ينتهي بطريقته ......ليقول جاسر وهو يتعمد خلع قميصه امامها فهي تحبه وستلين عاجلا أو آجلا ....فقط عليه الصبر وسينتهي عنادها فلن يدخل معها بجدال 

: مهران وصالح برا هنفطر ونمشي علي طول 

أومات وهي تغادر الفراش : اوك هجهز ليكم الفطار

هز رأسه قائلا : لا متتعبيش نفسك انا جهزت كل حاجه يادوب اخد دوش وبعدين اطلع نفطر 

أومات قائله : هغير هدومي و هشوف ياسمين 

اتجهت الي الخزانه تخرج ملابسها وهي تقول بتأثر : 

ياسمين دي صعبانه عليا اوي ..... 

لم تجد اجابه من جاسر بينما لتدير راسها ولكن بنفس اللحظه شعرت بالحرارة المنبعثه من جسده خلفها بينما يتظاهر بأخذ ملابسه ....

التفتت لتقابل صدره العاري والذي التصق بها لتقول وهي تبعد عيناها عن تأمل جذعه المتناسق : بتعمل ايه ؟! 

قال ببراءه مزيفه : باخد هدومي

رفعت حاجبها بغيظ بينما يتهاون بذكاءها ويظنها ستتراجع كلما اثر عليها : كدة بتاخدها ولا.....صمتت لتداعب ابتسامته اللعوب طرف شفتيه بينما يميل ناحيتها متسائلا بمكر : ولا ايه ....؟!

زفرت بينما تدرك أنه ماكر ولن تجد طريق معه في لعبته علي اوتار حبها له لتبتعد من أمامه وتقف جانبا قائله : ولا حاجه ..اتفضل 

لا ينكر أنه اغتاظ من ثباتها ليتراجع بعد أن مد يداه تجاه الملابس قائلا : خلاص..... ابقي جهزيلي انتي هدومي لو سمحتي علي ما اخد شاور 

أومات ماس ليتعمد ملامسه ظهرها وهو يتجه للاستحمام زفرت ماس بحنق من نفسها بينما تستجيب لكل لمسه منه ...غبيه وساذجه هيضحك عليكي زي كل مرة 

هزت راسها واخبرت نفسها أن تلك المرة ليست ككل مرة فعملها وكيانها علي المحك 

خرجت من شرودها علي صوته يناديها :: ماسه ...

زفرت فهاهو يناديها بدلالها بنبرته الناعمه وكأن شيئا لم يكن : نعم 

قال من داخل الحمام : فين الهدوم ؟!

قالت وهي تشير الي طرف الفراش حيث جهزت ملابسه : 

اهي 

: فين ؟! 

قالت وهي تجمع شعرها بذيل حصان : هتكون فين..... برا علي السرير

قال بمكر : طيب ممكن تجيبها ليا عشان هلبس هنا

قالت بسذاجه : حاضر  

جذبت الملابس ومدت يدها له بهم لتشهق حينما جذبها الي الداخل واستدار بها لتجد نفسها محشورة بين الحائط خلفها وبين صدره الذي مازالت بعض قطرات المياه عالقه فوقه ....ارتبكت من تأثيره القوي لتغيب عن عالمها وتستجيب أنفاسها لانفاسه التي تعالت بينما يضيق المسافه بينهم ويقربها إليه .....تهدجت أنفاسها بينما شعرت بدقات قلبه اسفل يدها التي وضعتها علي صدره لتقول بصوت متقطع وهي تجاهد ان تبعد جسدها عن جسده : اوعي كدة بتعمل ايه ؟! 

اختطفت أنفاسه من قربها المهلك والذي اشتاق اليه ليقول بأنفاس ساخنه : هكون بعمل ايه ؟! 

بصالحك للمرة الألف 

رفعت عيونها الجميله إليه تسأله ببراءه حمل واقف أمام ليث ماكر : هترجعني الشغل 

أخرجته من تأثير قربهما بينما لا تنفك تعود لنفس الموضوع ليقول بغيظ من بين أسنانه : ماس وبعدين بقي ....قولت الموضوع انتهي 

شحنت كلماته كل غضبها وتمسكها ازداد بعدم الرضوخ لرأيه وقراره لتعقد حاجبيها وتهز راسها وتبعد ذراعيه من حولها هاتفه بعناد : وانا قولت مش هينتهي بأني اسيب شغلي 

رفعت عيناها ونظرت له بقوة : 

انا مش عيله هتضحك عليا 

رفع حاجبه واحتقن وجهه بالغيظ : ماشي يا ماس.. براحتك 

.........    

بضيق واضح اكمل ارتداء ملابسه ثم اتجه للخارج ليجدها وقفت تكمل الأفطار الذي أعده ...قال بقليل من الجفاء : سيبي انا هكمل 

هزت راسها : لا روح اقعد مع اصحابك وانا هجيب الفطار 

جلس جاسر برفقه أصدقاءه الي طاوله الإفطار التي بدأت ماس بإعدادها بينما تقول بترحيب : 

صباح الخير.... منورين

أجاب الرجال بتهذيب : صباح النور ...تعبناكي يا مدام ماس 

ابتسمت ماس : مفيش تعب اتفضلوا .....

انتهت لتدخل الي ياسمين تحمل صينيه عليها الأفطار 

كانت ياسمين قد استيقظت قبل قليل ولكنها ظلت جالسه مكانها في شرود تفكر ....ماذا الان؟! لقد تخلي الجميع عنها وبقيت هي وحدها 

: صباح الخير 

ابتسمت لماس قائله : تعبتك معايا 

هزت ماس راسها بابتسامه : مفيش تعب 

انا جهزت لك الفطار ...افطري وبعدين دي هدوم ليكي من عندي.... خدي دوش وغيري هدومك 

صالح برا 

تغيرت ملامح ياسمين وهي تتذكر كلامه اتهامه لها ولكن سبب ذلك الالم بمعدتها كانت تلك الفيديوهات بينما لم تتركها الكوابيس طوال الليل تفكر برد فعل زياد علي هروبها وذلك السلاح القذر ضدها بيده لن يتردد لحظه في نحرها به ..!!!

نظر صالح الي جاسر الذي كان يرتشف قهوته ليسأله : تفتكر هيطلقها 

اوما جاسر : أن شاء الله 

احنا نخلص فطار وننزل نروح القسم نشوف الوضع

اوما صالح ليقول مهران : وانا اروح ولا استني معاكم 

قال جاسر: لا روح انت عشان انت اكيد وراك تجهيزات كتير للفرح

صمت مهران بضع لحظات بينما عاد التفكير الذي اضناه الي رأسه ....لم تتصل حتي الآن ؟! 

اعتدل الرجال واقفين ليدخل جاسر الي ماس التي وقفت بالمطبخ توليه ظهرها وتتحرك بعصبيه واضحه .....لن يتغير ابدا ...!!

: ماس انا نازل عاوزة حاجه 

هزت راسها دون قول شيء ليزفر بضيق ويستدير ليغادر 

همس جاسر لصالح قبل أن يغادر : تحب ماس تنادي ياسمين 

هز رأسه وسبق جاسر للاسفل .....

..........

...

جلست ياسمين مكانها بكمد تحاول انتشال نفسها من وسط الحطام الذي أصبحت به ..... أنقذها وتركها وتلك الفكرة برأسه عنها لن تتركها 

انها المسؤوله عن نفسها الان وهي من يجب أن تخلص نفسها من شباك ذلك اللعين ....

..........

...

لم يغمض جفن لزياد الذي ظل كالاسد الثائر يتحرك بعصبيه وانفعال 

التفت بتأهب الي جاسر الذي فتح الباب ودخل بخطواته القويه الي مكتب معاون القسم حيث ترك زياد طوال الليل : ممكن افهم انا هنا لغايه دلوقتي ليه؟! 

قال جاسر بابتسامه باردة : وده سؤال يا زياد بيه ...

زفر زياد ليجلس جاسر علي المكتب باريحيه ويضع سيجارة بين شفتيه ويشير الي زياد تجاه علبه السجائر : تحب تدخن 

هز زياد رأسه بانفعال لينفخ جاسر جاسر دخان سيجارته ببرود مستطير قائلا : طيب اتفضل اقعد نتكلم 

قال زياد بحنق : انا مش هتكلم الا في وجود المحامي 

اوما جاسر ومازال بنفس برودة : اكيد ...اكيد هتحتاج المحامي 

نظر إليه بخبث وتابع : او ممكن لا 

ضيق زياد حاجبيه باستفهام ليقول جاسر : احنا ممكن نقفل المحضر ومنحتاجش لمحامي بس هنحتاج لحاجه تانيه 

قال زياد بثبات : عاوز كام ؟! 

ضحك جاسر بخبث قائلا : انت عاوز تدفع كام 

قال زياد باستجابه سريعه ظنا منه أن الرشوة سبب القبض عليه : اللي انت عاوزه .... قول رقم 

قال جاسر وهو يتطلع الي زياد : طلقها 

استهجنت ملامح زياد بعدم فهم ليردد : أطلقها 

أكد له جاسر افكاره ؛ اه ...طلق ياسمين 

احتقن وجهه زياد ليلتفت الي جاسر بانفعال : نعم انت مين....؟! ومالك بمراتي؟! 

قال جاسر بنفس الهدوء : انا هنا اللي بسأل  

هتف زياد بحنق : عاوز ايه 

قال جاسر بهدوء : قولتلك طلقها 

: انت مين ومالك ومالها 

: قولت انا اللي بسأل  

قال زياد بعنفوان : وانا مش هطلقها 

قام جاسر من خلف المكتب قائلا ببرود : يبقي هتحتاج المحامي بتاعك 

أوقفه زياد قبل أن ينصرف : استني 

التفت جاسر إليه ليقول زياد : 

هدفعلك مليون جنيه 

ضحك جاسر بسخريه : هتدفعهم للمحامي بتاعك اكيد 

هتف زياد بحنق : هدفع اي رقم بس أخرج من هنا 

قال جاسر بتأكيد : خروجك من هنا مالوش الا شرط واحد . ..طلقها 

: مستحيل 

اوما جاسر قائلا : هسيبك ساعه واحده تفكر فيها بعدها نفتح المحضر وناخد اقوال رجالتك ونفتح قضيه حيازة سلاح بدون ترخيص وماخفي كان اعظم ....!! 

....

التفتت بسمه سريعا تجاه الأسفل لتري سيارة مهران تدخل من خلال البوابه الحديديه فتسرع تجذب وشاحها الحريري تضعه فوق خصلات شعرها الناعم وتنزل إليه بخطوات مسرعه ....عقد مهران حاجبيه حينما وجد بسمه تنزل وتتجه إليه بمثل هذا الوقت المبكر : 

بسمه 

قالت بلهفه : مهران حمد الله علي السلامه 

انا قلقت عليك اتاخرت ليه كدة 

قال مهران وهو يلقي بعباءته الثقيله علي احدي المقاعد الموضوعه بوسط البهو : كان عندي مصالح 

....التفت لها متسائلا : ايه اللي مصحيكي بدري كدة 

قالت برقه وهي تتطلع له : انا منمتش 

نظر لها مهران باستفهام : ليه ....؟!  

قالت بسمه بخجل : مستنياك 

ازدادت عقده جبين مهران الذي تساءل : مستنياني 

أومات بسمه ونظرت له بعيون حزينه وصوت خافت سألته : انت عمرك ما اخدت بالك ؟!

عقد حاجبيه بتساؤل : عمري ما اخدت بالي من ايه ؟!

قالت بخجل بصوت هامس : مني ؟!!!

ازدادت عقده جبينه للحظات قبل أن يستوعب ما نطقت به ليقول وهو يقترب منها خطوة : 

بسمه ...بصيلي

رفعت عيناها إليه : نعم 

سألها بينما تركزت نظراته فوق عيونها : اللي فهمته صح ....؟! يعني انتي ....؟!

هزت راسها بخجل ليقول بلهفه فاجأتها : طيب ساكته ليه كل ده ؟!…...نظر لها بتمهل وتابع : 

انا كل ماكنت افكر فيكي يا بسمه كنت اتخانق مع نفسي واقول مستحيل ....هي زي اختك وعمرها ما هتفكر فيك 

بس كلامك دلوقتي معناه اني كنت غلطان 

خفضت عيناها بخجل شديد بينما تعالت دقات قلبها بصخب من شده السعاده بداخل صدرها الذي بدء يعلو ويهبط بينما تجرأت لترفع عيناها إليه فتري ابتسامه هادئه مرتسمه علي وجهه وهو يتابع : كلامك ده فتح عنيا علي حاجات كتير وجه في وقته قبل ما كنت اتسرع في الجوازة دي .....!! 

رفعت عيناها إليه بلهفه : بجد ....بجد يامهران 

ظلت تنظر له بانتظار جوابه وهي تعيد كلماتها ...بجد يامهران 

بينما صوت ينادي بأسمها يقترب شيئا فشيئا حتي اختفت صورة مهران من امامها ورأت وجهه والدتها الحانق وهي توكزها لتستيقظ ...قالت بسمه بفزع وهي تعتدل جالسه وتتطلع حولها لتدرك أنها كانت تحلم .....ماما !!

أومات تهاني بغيظ : أيوة يا هانم .....ولا فاكراني مهران اللي عماله تحلمي بيه 

احمر وجهه بسمه لتخفض عيونها من عيون والدتها التي قالت بغضب تزجرها : هو ده اللي انتي فالحه فيه ....انا مش قولتلك تستنيه واياك تنامي 

تعلثمت بسمه فقد غفت دون إرادتها لتزجرها تهاني : اهو رجع وطلع أوضته كمان وانتي غارقانه في النوم .....يلا خلي البت الغريبه تجري تتطمن عليه وانتي مخموده....

تركتها وخرجت بحنق لتعتدل بسمه وتقوم من فراشها بينما لمعت الدموع بعيونها من تانيب والدتها الدائم لها .....!! 

..........

...طلقها يازياد 

نظر بحنق الي جمال المحامي بعد أن أخبره بما طلب منه الضابط ليهدر بغضب : لا مستحيل 

قال المحامي : ليه مستحيل .....

الضابط ده مش هيسيبك كفايه قضيه السلاح كل الحرس هيعترفوا عليك فيها ولو فتش شويه وراك مش بعيد يلاقي حاجه تانيه 

هز زياد رأسه بحنق متمتما : انت معايا ولا معاه 

قال المحامي مؤكدا بينما هو شريكه بكل تلك الجرائم : معاك طبعا وعشان كدة بقولك طلقها وأخرج من هنا .....لو فتح المحضر الرجاله هتعترف عليك ومش هعرف اطلعك بسهوله 

زمجر زياد بغيظ : الكلاب 

قال جمال بجديه : انت اللي كان المفروض تحميهم الاول عشان يحموك دلوقتي  

عاوزهم يعملوا ايه بعد ما اتخليت عنهم 

قال زياد بغضب شديد : يعملوا اي حاجه ....اديهم فلوس ياجمال وخليهم يشيلوا الموضوع ...انا لازم أخرج من هنا 

قال جمال بضيق : هحاول بس لو عاوز رأي ...طلقها واقفل الباب ده من اساسه .....حتي لو جبت حد يشيل القضيه الضابط هيجيب رجلك 

هتف زياد بغضب : اعرف ليا مين هو الضابط ده وماله ومالها 

اوما جمال ليعتدل واقفا بينما يتوعد زياد : مش هرحمه .....!! هدفعه تمن عملته دي غالي اوي 

...........


زفرت مي بغيظ بينما تحدث رغده صديقتها بالهاتف وهي تضع الطعام بفم ابنها الصغير : هفرقع يارغده ....ال وانا الي كنت رايقه وقولت احتفل بخانقه الزفته دي مع جاسر ينام ويسيبني 

قالت رغده باهتمام : متخانفين ليه؟!

قالت مي بعدم اكتراث : عشان الشغل جاسر قعدها في البيت 

قالت رغده بحقد واضح : هو لسه بيغير عليها 

هتفت مي بغيظ : يغير بقي ولا لا .....اهو ماما قالت الدنيا مولعه بينهم 

تابعت رغده سؤالها باهتمام : مالك مقالش تفاصيل 

قالت مي بحنق : انتي عارفاه ...حتي مقالش ليا أنهم متخانفين ....دي ماما اللي سمعتها وهي بتكلم بابا تشتكي جاسر 

قال رغده بشرود : 

انا قولت عايشين مبسوطين 

ضحكت مي ساخره : مع جاسر لا .....طبعه صعب وهي مش عارفه تكسبه 

أومات رغده : عندك حق .....انا مش عارفه ايه الصعب أنها ترضيه وخصوصا أنه بيحبها 

زفرت مي قائله : اهي اسطوانه الحب دي دخلت في سكه خناقات المتجوزين وهنشوف 

انفلت السؤال من شفاه رغده: تفتكتري ممكن يسيبها قالت مي بعدم اكتراث :  

جايز ليه لا ....

..............

.....

اسرع صالح تجاه جاسر الذي خرج بعد انتهاء حديثه مع زياد : ها ..قال ايه 

؟!

قال جاسر وهو يتجه الي سيارته : رفض ...بس متقلقش هيوافق 

لايعرف إن كان هاجمها بكل تلك التهم فماذا يهمه في طلاقها. ....

تنفس بصوت مسموع وهو يسأل جاسر : تفتكر ؟!

اوما جاسر : مفتكرش يدخل نفسه في قضايا .....مسيرة يوافق 

اوما صالح قائلا : طيب خلينا نشوف الشقه اللي قولت ليا عليها عشان ناخد ياسمين لو جاهزة تقعد فيها 

قال جاسر وهو يتجه الي سيارته : انا مش معاك أنها تقعد لوحدها دلوقتي 

: امال هتقعد فين ياجاسر 

: خليها عندنا 

قال صالح بامتنان : لا ...انا تعبتكم اوي ....كدة كدة لازم يكون ليها مكان مستقل تعيش فيه لغايه ما تخلص من زياد ونطمن أنه مش هياذيها  

التفت جاسر له قائلا : وانت ؟!

تظاهر صالح بعدم الفهم : انا ايه ؟!

: انت فين في الحكايه دي كلها .....ايه هتخلصها منه وتعيش لوحدها 

قال صالح بهروب : والمفروض اعمل ايه ؟!

نظر جلس. له لحظه ثم قال بجديه : المفروض تقرر انت عاوز ايه ....هتتجوزها و مستعد تسامحها ولا هتفضل في دور ابن خالتها الشهم ده 

...........

....

نظرت ماس الي ياسمين باستفهام حينما رأتها قد ارتدت ملابسها واتجهت للخارج : رايحه فين ؟!

كورت ياسمين يدها بتوتر بينما قررت أن تذهب وتأخذ تلك الفيديوهات بنفسها مستغله وجود زياد بالسجن فلن تكون هناك فرصه أخري ....

: انا ....في حاجه مهمه لازم اعملها 

لم تضغط ماس عليها لمعرفه المزيد بينما حاولت ياسمين بالأمس اخبارها ولكنها لدي نقطه الفيديوهات لم تستطيع ....قالت ماس باهتمام : بس انتي هتخرجي ازاي وانتي تعبانه 

بالفعل لاتعرف ياسمين شيء حتي أنها بلا هاتف أو نقود ولكنها كالغريق الذي يتعلق ولو بقشه !!

قالت ياسمين وهي تهز راسها : انا كويسه ....

قالت ماس في محاوله لاثناءها عن الخروج ؛ طيب استني لما صالح يرجع ياخدك المكان اللي انتي عاوزاه عشان نطمن عليكي 

هزت ياسمين راسها سريعا برفض : لا مش هينفع 

قالت ماس بحيره : طيب هتروحي فين وازاي .....هنا صعب تلاقي حتي تاكسي 

نكست ياسمين كتفها بخزلان لتتجه ماس إليها متسائله : هو انا ينفع اعرف انتي رايحه فين ؟!

قالت ياسمين بغصه حلق : لازم اخد حاجه من بيته ....لازم 

ترددت ماس قبل أن تعرض مساعدتها : تحبي اوصلك انا 

نظرت لها ياسمين برجاء وقد كانت قشتها التي تمسكت بها : ياريت 

أومات ماس بابتسامه فهي لا تتردد يوما في تقديم مستعده مادامت تستطيع وهي تري بخبايا نظرات ياسمين مقدار حاجتها للمساعده ....

..........

....

هز صالح راسه للوكيل العقاري الذي يريه تلك الشقه بأحدي العمارات المجاورة لمنزل جاسر ليقول : كويسه اوي هناخدها 

اوما الوكيل : تمام ....مش هنختلف في السعر 

قال صالح : نتقابل بليل مع البائع نمضي العقود 

قال الوكيل : أن شاء الله

نزل كلاهما من العقار ليتحدث جاسر مع صالح في بعض الأشياء ولكنها لحظه وتوقف الكلام بحلقه حينما وجد ماس تخرج من بوابه المنزل وتتجه الي سيارتها المتوقفه بالاسفل ....

التفت صالح الي ما جذب نظر جاسر ليري ياسمين ترافق زوجه صديقه التي انطلقت بسيارتها ....

..........

....

عقدت ماجده حاجبيها بألم بينما يمددها زيدان علي الأريكة ويرفع ساقها المجبرة علي أحد المقاعد المنخفضه قائلا : حاسه انك احسن يا ماجده 

قالت ماجدة بتألم : رجلي وجعاني اوي يازيدان ...جسمي كله واجعني من الوقعه 

ربت زيدان علي كتفها : معلش ....الحمد لله انها جت علي اد كده 

أومات ماجده وهي تريح رأسها للخلف بينما قبل قليل انزلقت ساقها دون إرادتها ووقعت ليلتوي كاحلها ولكن الطبيب عاينها وأكد أنها لم تنكسر وان اثار الالتواء ستزول بعد بضعه ايام 

قالت ماجده : اتصل بجاسر 

هز زيدان رأسه قائلا : بلاش نقلقه .....

هتفت ماجده بامتعاض : مش عاوزة يقلق علي أمه 

قال زيدان بهدوء : اكيد لا ياماجده بس احنا لسه الصبح وهو اكيظ في شغله ....بعد الضهر هكلمه واقوله 

هزت ماجده راسها بعدم رضي وامسكت بالهاتف تتصل بمي ....

...........


....

تنفست ياسمين بثقل بينما تتراقص دقات قلبها بخوف شديد وهي تغادر سياره ماس وتدخل الي ذلك المنزل الذي عادت له باقدامها ......

بحنق شديد وغضب أشد أوقف جاسر سيارته وهو يتسأل كيف تخرج دون علمه بل وماذا تفعل مع ياسمين التي قادت صالح للجنون بتصرفاتها التي لا يفهمها...فهي تعود الي المنزل الذي كانت تترجاه أن ينقذها منه ؟؟!!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !