الفصل التاسع عشر
.روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....اوما بأبتسامه هادئه : طيب
اشربي العصير ..
ارتشفت ياسمين القليل من العصير الذي بقي في حلقها بينما لا تستطيع أن تمرر شيء الي معدتها المضطربه بينما عجزت عن اخفاء توترها ولم يكن هناك صعوبه في إدراك زياد لرؤيه هذا التوتر ولكنه وجد صعوبه في معرفه سببه ولكنه بكل الاحوال سيسير بالطريق الذي انتواه ....
نظر لها زياد بنظراته المتفحصه يحاول الوصول إلي ما تخفيه عنه ويجعلها متوترة بتلك الطريقه ليقول بخبث وهو يتجه ناحيتها :
كنا بنقول ايه .....نظرت له ياسمين بنظرات مرتجفه بينما كانت تشعر بأنها فريسه وقعت بفخ مفترس ماكر وقد كانت بالفعل.....
ازدادت رجفه أوصالها حينما أحاط بخصرها وقربها الي صدره
: مالك ...
نظرت له ياسمين وهزت كتفها دون قول شيء ليميل زياد ناحيتها ويقرب وجهه الي وجهها أكثر متابعا وهو يرفع يداه يتلمس خصلات شعرها .....: خايفه مني ليه...؟!
انا مش هعمل اي حاجه تضايقك بالعكس احنا هنتكلم مع بعض عي كل حاجه بصراحه
نظرت له بخوف واضح بعد أن نطق اخر كلماته لتتراجع خطوة للخلف ولكن خانتها قدماها التي تحركت ببطء دون إرادتها لتكاد تتعثر لولا أنه اسره يحيط بخصرها ويعود ليقربها إليه
ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفاه زياد بينما يقول بحنان زائف : حاسبي يا حبيتي هتقعي
حرمت ياسمين جفونها سريعا حينما شعرت للحظه بارتخاءها لتزداد ابتسامه زياد الخبيثه وهو يسألها :
انتي كويسه
هزت راسها ...اه
أحاط بكتفها قائلا : تعالي اقعدي ....شكلك لسه تعبانه
اجلسها علي طرف الفراش بينما شعرت بأن خطواتها متعثره لتنساق الي يده التي اسندتها ......تركها زياد جالسه علي طرف الفراش واتجه الي باب الغرفه لتتفاجيء به يوصده بالمفتاح .....شعرت بصعوبه كبيرة وهي تحرك لسانها لتتحدث لاتعرف سببها ....انت قفلت الباب ليه ؟!
قال زياد ببساطه وهو يتجه الي تلك الخزنه الحديديه بجانب الغرفه : عشان نتكلم براحتنا
نظرت له بتوجس حينما انحني علي ركبتيه وبدء بإدخال أرقامها السريه ليخرج شيء منها يضعه بجيبه ثم يعتدل واقفا .......خلع سترته والقاها علي الأريكة ثم اتجه ناحيتها لتمسك ياسمين طرف الفراش باصابعها المرتجفه وتحاول التراجع للخلف ولكنها للحظه شعرت بالشلل بينما لا تستجيب أطرافها لحركتها ......
فات اوان التراجع حينما اني زياد وجلس بجوارها بينما يري بوضوح بدايه تأثير تلك الحبوب عليها
: ها بقي يا حبيتي ......اتكلمي
قالت ياسمين بتعلثم وهي تتطلع إليه : اقول ايه ؟!
رفع يداه ليتلمس خصلات شعرها يبعدها خلف أذنها ليري وجهها بوضوح بينما يسألها : بتبعديني عنك ليه.....؟!
التقت عيناها بعيناه التي ازدادت قتامه وهو يتابع سؤاله :: مستنياه
انتفضت ياسمين بفزع : مش مستنيه حد
ابتسامه خبيثه للغايه ارتسمت علي شفاه زياد بينما يري ترنحها ليقول بهدوء شديد : وحتي لو مستنياه ......!!
هز كتفه والتفت لها بكامل جسده بينما يقول بنبره جاده :
انتي بتاعتي يا ياسمين والنهارده هنخلص كل حاجه
نظرت له ياسمين بشك وخوف بينما أيقنت أنه يتلاعب بها ولابد وأنه اكتشف أمرها بينما زياد لم يفكر كثيرا بسبب توترها بينما يدرك أنه قد وصل واخيرا لامتلاكها ...
تحركت أطراف أنامله تجاه وجهها ليمررها فوقه بينما يقول وعيناه لاتبارح النظر لعيونها : النهارده قعده صراحه
......هنتكلم عن كل حاجه بصراحه
نظرت ياسمين له بضياع بينما بدأت خيالات غريبه تراود عقلها وتسحبها الي عالم اخر ......!!
.......
فرك صالح يده بعصبيه واضحه بينما تجاوزت الساعه السادسه بنصف ساعه ولم تتصل به أو تخرج كما اتفاقهم ....نظر إلي جاسر بتوجس قائلا : حاسس ان في حاجة غلط ....اتاخرت اوي
نظر جاسر في ساعته قائلا : هنستني ربع ساعه كمان ونشوف
هز صالح رأسه برفض : لا مش هستني اكتر من كدة .....
ممكن يكون كشف الموضوع وهي في خطر
لازم ادخلها
فتح باب السيارة التي أوقفها جاسر في أحد الأركان بعيدا عن بوابه المنزل الضخم لينزل جاسر خلفه مسرعا يوقفه :
استني ياصالح احسن يكون عامل كمين ....
قال صالح برفض : مش مستني ياجاسر ....ياسمين كدة في خطر
دار جاسر حول نفسه لحظه بتفكير قبل أن يقول : طيب خليني اتدخل انا الاول
لاح الرفض في عيون صالح ليقنعه جاسر الذي قال : اسمع .....انا هفتح ليها السكه أنها تعرف تخرج حتي لو هو موجود هخليه يخرج
قال صالح موافقا : تمام وانا هدخل لها
هز جاسر رأسه برفض : مينفعش تدخل ياصالح .....احنا منعرفش هو مجهز ايه جوه
قال صالح بعنفوان : مش مهم ...المهم اخلصها
قال جاسر بعقلانية : اسمه الكلام ياصالح. ... جوه سور البيت ده انت مالكش ديه
صمت صالح بينما رفض عقله اي تفكير عقلاني ليقول جاسر برجاء : اسمع الكلام ياصالح وسيبني انا اتصرف ....
هز صالح رأسه متظاهرا بالموافقه
لينظر له جاسر بشك : اوعي ياصالح تدخل
هز صالح رأسه : متقلقش
............
...
نظر زياد الي ياسمين التي لاتدري شيء عما يحدث لها وعن تلك الخيالات التي تعبث بعقلها بينما تشعر بأن عقلها في مكان وجسدها بمكان آخر
مال زياد تجاه الكمود بجوارها والتقط حاسوبه وفتحه وهو يقول : بصراحه يا حبيتي ...انا عاوز اعترفلك بحاجه
نظرت له ياسمين بذهن مشتت ليكمل : بصراحه كدة .....انا كذبت لما قولت اني هسيبك
نظر إلي ملامح وجهها وتابع بإصرار ويداه تتحرك علي جانب عنقها : انا مقدرش اسيبك ابدا .....انتي بتجري في دمي يا ياسمين
عقدت ياسمين حاجبيها بقوة ترفض الاستسلام لتلك الخيالات بينما كلماته تتردد في أذنها لترفع يدها تحاول إبعاد يداه عنها ولكن يدها لم تستجيب ليبدوا الانزعاج علي ملامحها وهي تحاول انتشال نفسها من تلك الحاله الخامله
داعب زياد خصلات شعرها قائلا بخبث ::هوريكي حاجه صغيرة علي ما تكوني هديتي
لم تفهم شيء لتجده يدير حاسوبه ناحيتها بعد أن وضع به رقاقه ضغط علي تشغيلها ثم اشار لها لتنظر
لتتسع عيون ياسمين ويدق قلبها بجنون بينما تنصدم بما تراه ..؟!!
نظر زياد باستمتاع الي ملامح وجهها الذي شحب بقوة وهي تري نفسها عاريه بتلك الفيديوهات ...!!
جذب زياد تلك الرقاقه ولم يدعها تشاهد المزيد لينظر الي ملامح وجهها بانتصار قائلا ::
شوفي بقي يا حبيتي انا بعترف ازاي بكل حاجه .....
أصيبت بشلل تام بينما عجز لسانها عن قول شيء وهي تري مقدار قذاره هذا الرجل لتحاول الاندفاع بهجوم عليه ولكن خانها جسدها وبمجرد قيامها التفت كلتا ساقيها حول بعضهم وسقطت .....نظر لها زياد بتعاطف مزيف
: ايه ياحبيتي مالك ....؟!
نظرت له بغل ليقابل زياد نظراتها الحقوده بنظرات بارده وهو يضع الحاسوب مكانه قائلا :
انا دلوقتي بعترف بكل حاجة عشان لما تفوقي متتعبيش نفسك علي الفاضي وتقبلي الأمر الواقع
سمعت كلماته ولكنها تشعر بأن عقلها مشلول من الصدمه التي امتزجت بتلك الحبوب
ليقوم زياد من جوارها ويضع الرقاقه في الخزانه ويغلقها ويعود إليها ليجلس بجوارها ويحيط كتفها بذراعه قائلا ::
متخافيش من اللي شوفتيه ..... انتي مراتي حبيتي محدش يقدر ياذيكي.....رفعت عيناها المصدومه تجاهه بينما لا تتخيل أن يكون بتلك الحقارة ليكمل بينما تتلمس أنامله ذقنها بخشونه بينما يصوغ تهديده المبطن :
إنما أنا أقدر ااذيكي.......لو فضلتي رافضه حياتك معايا ...هدمر حياتك كلها وهنشر الفيديوهات دي ومش بس كدة ..انا هرفع عليكي قضيه شرف انك بتصوري نفسك كدة وبتبعتي الصور دي لحبيبك ....
لم يعد بإمكانها الصمود أكثر بينما تحطمت لاشلاء .....
تحركت أنامله تجاه عنقها وبدأت عيناه تتأجج بالشغف وهو يتابع كلماته بالتزامن مع حركه يده ببرود وهدوء بينما يدري انها لن تستطيع فعل شيء فهي بالفعل في عالم اخر بالاضافه الي صدمتها التي تعمدها تحسبا لرد فعلها حينما تستيقظ وتدرك ماحدث ليغلق امامها كل السبل الا هذا السبيل الذي يجمعها به :
دلوقتي انتي هتستسلمي وبرضاكي ولما تصحي هتفتكري كل ده وتقبلي الأمر الواقع
ازدادت ضراوة لمساته وازدادت معها حركه أنفاسه الراغبه بينما يتابع :
مكدبتش لما قولت نفسي اخلف منك بس كذبت لما قولت هسيبك بعدها عشان أنا مقدرش اسيبك ابدا يا ياسمين .....دلوقتي هقطع الشعره اللي واقفه بينا وتكوني ليا ....
انتهت كلماته بينما ينقض علي شفتيها لتحاول ياسمين دفعه بعيدا عنها ولكنها لم تجد بيدها القدره بينما تلك الدوامه من الخيالات تجذبها إليها ....!!
!!!
.......
بانزعاج شديد اثر تلك الطرقات المتتالية علي باب الغرفه رفع زياد رأسه من عنق ياسمين التي كلما شعرت بلمساته من خلال بقايا وعيها كلما حاولت مقاومته بلا جدوي ليزمجر بعصبيه : في ايه ؟!
قالت امتثال بتعلثم : مكرم بيقول لسيادتك في حكومه برا ....
زمجر زياد بغضب : ايه ؟!
جاءه صوت مكرم من خلف الباب بينما الأمر تطلب ام يلحق بامتثال سريعا : في حكومه برا معاها امر بالقبض علي كل الحرس يا زياد بيه .....
هتف زياد بغضب بينما يكبل يد ياسمين التي تحاول دفعه من فوقها : ليييه ؟!
قال مكرم : عشان السلاح اللي معاهم مش مترخص
هتف زياد بغضب بينما قبضت يداه علي ذراع ياسمين بقوة يكبله ويرفعه فوق راسها : اتصرف انت
اتسعت عيون مكرم بعدم تصديق : اتصرف ازاي يا زياد بيه .....بقولك البوليس هيقبض علي رجالتك
هتف زياد بعدم اكتراث وهو يعود لينقض علي ياسمين التي استنزفت طاقتها المعدومه في محاوله مقاومته ....
: قولتلك اتصرف انت .....
.........
التفت صالح يتمينا ويسارا قبل أن يقفز من فوق ذلك السور الذي تسلقه ليدخل الي حديقه المنزل الخلفيه .....
نظر من خلف الاشجار ليري انوار سيارات الشرطه التي توقفت امام البوابه الرئيسيه للمنزل بينما يقوم جاسر واحد الضباط زملائه بالتحدث مع هؤلاء الحرس
ليستغل الفرصه ويركض الي باب المنزل الخلفي ومنه الي الداخل ....
عقد صالح حاجبيه بينما استمع من اسفل السلم الرخامي الي صوت مكرم يقول بانفعال : اتصرف اعمل ايه يا زياد بيه ......بقولك البوليس هيقبض عليهم. .... انت هتسيب رجالتك البوليس ياخدهم
قال زياد بعدم اكتراث وقد اعمته رغبته بها والتي لن يتراجع عنها مهما حدث :
مش فاضيلهم ....!!
زم الرجل شفتيه بامتعاض من كلمات زياد بتلك الطريقه عن الرجال الذين يخدمونه بأرواحهم ليتشعشع الغضب والحقد بعيونه وهو ينزل بخطوات حانقه ...أسرعت امتثال خلفه بينما قال لها : خدي بعضك وامشي من البيت بتاع الراجل ده ....
.........
نظر مكرم لجاسر قائلا : السلاح ده مش بتاعنا
نظر له جاسر بمكر : امال بتاع مين ؟!
قال مكرم بثبات وقد حقق لجاسر نصر لم يتوقعه : بتاع زياد بيه
أكد جاسر سؤاله بخبث وحنكه : انت متاكد
قال مكرم وهو يهز رأسه لرجاله : طبعا يا حضره الضابط .... احنا شغالين في بيته وكل حاجة تخصه هو ....وكل الرحاله هتأكد كلامي .....انا الوحيد اللي معايا رخصه سلاح والباقين ميعرفوش حاجه عن السلاح اللي في اوضه الحرس
نظر جاسر بانتصار ليقول : هو فين ؟!
قال مكرم بانتصار : جوه
اوما جاسر قائلا : تمام .....حيث كدة ياريت تبلغه ينزل لينا .....عشان لو منزلش بنفسه هنطلع احنا نجيبه
اوما مكرم ليشير الي امتثال التي وقفت تتابع ما يحدث بترقب : اطلعي بلغيه باللي حصل
هزت امتثال راسها بخوف لينظر جاسر الي الضابط زميله الذي همس : سيب ليا الباقي يا جاسر ...
اوما جاسر قائلا : اول ما تقبض عليه هسيبك
...........
....
هتف زياد بغضب بينما يمد يداه تجاه سحاب فستانها .... هشش اهدي
.....مال ناحيه عنقها يقبله بشغف متابعا : استسلمي يا حبيتي وانتي هتلاقي نفسك هاديه جدا
قالت ياسمين بلسان ثقيل بينما بدأت جفونها تتهاوي : انت عملت فيا ايه ...؟!
قال زياد بخبث وهو يفتح فستانها :
ولا اي حاجة .....هششس بطلي كلام
همس بأنفاس ثقيله وهو يدفن رأسه بعنقها ويبعد هذا الثوب عن جسدها : مش هتلاقي راجل يحبك قدي ...
حاولت ياسمين انتشال جسدها من براثنه ولكن بلا جدوي أمام تلك الموجات الساحقه من اللاوعي التي تحيط بها ليكاد زياد يختنق من فرط شغفه وكل شيء يسير كما خطط للحظه قبل أن تطرق امتثال باب الغرفه بقوة : زياد بيه الضابط عاوز سيادتك والا هو واللي معاه هيدخلوا البيت
انزعجت ملامح زياد بقوة ليجذب قميصه ويضعه فوقه بينما ينظر إلي ياسمين التي رقدت مكانها لا تقوي علي فتح عيونها ليسرع الي باب الغرفه يفتحه ويخرج منه ويعيد إغلاقه من الخارج صارخا بامتثال بصوت جهوري : في اييييه ؟!
نزلت امتثال خلفه بخطوات متعثره تخبره بما يحدث ليهتف بها بغضب وهو يبحث عن هاتفه ليتصل بأحد القيادات معرفته ولكنه لم يجد الهاتف : هاتي تليفوني بسرعه ...
أسرعت أمثال تجاه غرفه مكتبه تبحث عن الهاتف الذي اختفي بالوقت المناسب ليعطي المزيد من الوقت لجاسر .....الذي وقف بتأهب في الخارج ...
نظر صالح الي زياد الذي خطي خارج باب المنزل باتجاه الباحه الواسعه ليسرع للاعلي. .....فتح ابواب الغرف الواحده تلو الأخري حتي وقف أمام تلك الغرفه المغلقه وماهي الا لحظات وكان يحطم الباب ويقتحم الغرفه ليري ياسمين بوسط الفراش بتلك الحاله. ......!!
.......
...
نظر زياد الي جاسر بحنق ؛ خير ياحضرة الضابط
قال جاسر وهو يتوقف أمام زياد مشيرا إلي تلك الاسلحه : فين تراخيص السلاح ده
قال زياد ببرود : معرفش عنه حاجه. ....
رفع جاسر حاجبه : متعرفش عنه حاجه ازاي وهو في بيتك
قال زياد وهو يشير الي رجاله : جايز بتاعهم .....انا مش بفتشهم
احتقن وجهه الرحال بالغضب بينما تابع زياد ببرود : انا معرفش حاجه عن الموضوع ده ....خدهم اسألهم
نظر له جاسر باستخفاف قبل أن يقول بابتسامه هادئه : وهناخدك انت كمان معاهم
احتقن وجهه زياد ليزمجر : تاخدني يعني ايه .....انت مش عارف انا مين
امسك جاسر بذراعه زياد بقوة ودفعه تجاه أحد العساكر : ميهمنيش انت مين ....حط الحديد في أيده وخده
قاومهم زياد بضراوة : يحط الحديد في ايد مين ...انت اتجننت ....انا مش هسكت
زجرة جاسر بغضب : اعلي ما في خيلك اركبه....نفذ ياعسكري
اسرع العساكر ينفذون أوامر جاسر الذي أشار إلي صديقه ليكمل المهمه بينما اسرع هو يتصل بصالح الذي لم يجده لدي البوابه الخلفيه ....
أجاب صالح الذي كان يحاول آفاقه ياسمين : جاسر انا جوه
قال جاسر بقلق : أخرج بسرعه ياصالح ولا تحب ادخلك
هز صالح رأسه : لا انا جبت ياسمين وخارج ....
جاسر اقف بالعربيه عن البوابه اللي ورا
بخفه ضرب صالح وجنه ياسمين هاتفا بقلق : ياسمين .....فوقي
زاغت عيونها وهي تحاول فتحها بصعوبه بينما تهادي الي سمعها صوته من غياهب عقلها ......زفر صالح حينما لم تستجيب له ليمسك سريعا بزجاجه عطر ينثر منها فوق أنفها ويناديها مجددا ....ياسمين
فتحت ياسمين عيونها بصعوبه لتشعر به يحملها بين ذراعيه ......
كانت بين الوعي والا وعي بينما يسير صالح بها الي خارج الغرفه لتحاول بصعوبه إخراج الكلمات من لسانها الثقيل وهي تشير بيدها ......الخز..؟..!
نظر لها صالح يحاول فهم ماتقوله لتتجه عيناه الي حيث تشير بينما تكررها بصعوبه . ...
الخزنه ....الخ....زنه
شدد صالح بعنف ذراعيه من حولها ليحرقها بنظره ساخطه وهو يخطو بها الي خارج الغرفه بينما مازالت تفكر في الأموال .....بعد كل ده لسه بتفكري في الفلوس ....؟!
اخترقت كلماته بقايا وعيها بينما تجاهد ان تخبره أو تقول شيء ولكنه
لم يستمع إليها ولم يستطيع لسانها الثقيل نطق شيء بينما يتلفت حوله ليجد طريق ليخرج بها من اسوار هذا المنزل .....
............
....
قامت مي بهدوء من جوار طفلها بعد أن نام لتتجه الي غرفتها تقف أمام الخزانه تنتقي لنفسها رداء ليلي ...ارتدت قميصها الحريري ذو اللون الاحمر القاني ثم وقفت تضع لمسات من مستحضرات التجميل وتصفف شعرها وعيناها علي الساعه بينما قارب موعد عوده مالك ...انتهت لتنظر الي نفسها بابتسامه واثقه فقد كانت جميله فاتنه .....وضعت احمر الشفاه من يدها واتجهت الي المطبخ لتخرج العشاء الذي جهزته من الفرن ثم تمسك بهاتفها تتصل بمالك
: ايه يا حبيبي قربت توصل ؟!
قال مالك وهو يدخل الي سيارته : لسه نازل حالا من الشغل يا روحي
أومات بابتسامه هادئه : طيب يلا متتاخرش.... انا جهزت العشا
حمحم مالك قائلا : مش هتأخر يا روحي ...هعدي علي ماس بسرعه وارجع علي طول
عقدت مي حاجبيها : ماس ....؟! ليه في حاجه ؟!
قال مالك : لا مفيش ...انا بس بقالي فترة مشوفتهاش
زفرت مي بضيق : وهي حبكت النهارده يا مالك ...بقولك انا جهزت العشا
قال مالك باعتذار : معلش يا حبيتي ...مسافه الطريق مش هتأخر
أغلقت مي الهاتف بحنق لتتبرطم : طالعه ليا في كل حته ...بنت مقرفه اوووف
........
....
اسرع جاسر تجاه صالح الذي خرج بأنفاس متلاحقه وهو يحمل ياسمين ....قال جاسر بقلق : ايه اللي حصل ؟!
قال صالح وهو ينظر إلي وجهه ياسمين الشاحب : مش عارف ....
فتح جاسر له باب السيارة الخلفي ليضعها صالح فينتبه الي فستانها العاري فسرعان ما يخلع سترته ويحيطها بها وبنفس اللحظه كان جاسر هو الآخر يخلع سترته ويعطيها لصالح ليدفئها بها في هذا الجو البارد ....كانت ياسمين لا تعي شيء مما يحدث حولها وكأنها في عالم اخر ولكنها تشعر به يخترق أحلامها ....تلك الرائحه وهذا الامان مليء كيانها حينما مال صالح عليها يحيطها بسترته ....تمتمت بشفتيها المرتجفه حروف اسمه ...ص...ال...ح .....
ركب صالح بجوارها لينطلق جاسر ويسأله صالح : عملت ايه ؟!
: قبضنا عليه ...؟!
اوما صالح ولكنه سرعان ما استدار ينظر إلي ياسمين التي خرجت من بين شفتيها همهمات لم يفهم منها شيء بينما ترفع يدها البارده تتمسك بياقه قميصه وتغيب عن الوعي مجددا .....تمتم صالح بينما يريح راسها علي كتفه أكثر وتتجرأ يداه تحيط بها ليؤكد لنفسه أنها أصبحت بأمان معه .....عادت ياسمين لتنطق بحروف اسمه
لينظر صالح من خلال مرأه السيارة الي جاسر الذي قال : احنا نطلع المستشفي ....حالتها مش طبيعيه ؟!
هز صالح رأسه بتفكير : لا ياجاسر ....
نظر له جاسر باستفهام ثم عاد لينظر الي الطريق ليقول صالح : مش عاوزها تكون في أي مكان يقدر يوصلها فيه ....
فكر جاسر قليلا ليكمل صالح وهو يشعر بيداها تشتد حول ياقه قميصه تتمسك بالأمان الذي تشعر به واخيرا بعد كل ما مر عليها ولو هو امان فقط بأحلامها
: هيخرج منها ....إجراءات الضبط هتخرجه منها بسهوله وهيوصل لها ومش هنعرف نعمل له حاجه
قال جاسر : بس لو اخدناها علي المستشفي هنعمل تقرير عنف ضده
هز صالح رأسه بينما اشفق عليها من أن تخوض هذا بحالتها ليقول : لا ياجاسر .....خلينا الاول نطمن عليها وبعدين نشوف
حك جاسر ذقنه متفهم حاله صالح ولكنه يريد الخلاص لها حتي ولو تعبت الان ليقول بنبره محذره قليلا : مفيش قدامنا وقت كتير ...اقصي حاجه بكرة الصبح وهيطلع منها
قال صالح متنهدا وهو ينظر إلي وجهها : الصبح يحلها ربنا
اوما جاسر واستدار بالسيارة ليسأله صالح : رايح فين ؟!
قال جاسر وهو يخرج هاتفه يتصل بمهران يطمئنه :
عندي
: بيتك ؟!
اوما جاسر : اه ....
.............روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....
ابتسمت ماس لمالك الذي شاكسها بعد أن كانت بوجهه عابس ...بطلي نكد يا بنت الراجل هيزهق كدة
ضحكت ماس قائله : انا نكديه
اوما مالك بمرح : الستات كلها نكديه يا حبيتي
هزت ماس راسها بثقه : كلهم الا انا
ضحك مالك مليء شدقيه : وجايبه الثقه دي منين ؟!
قالت ماس بدلال : انا عارفه نفسي ...وبعدين هو اللي بينكد مش انا ....
قال جاسر بموضوعيه : والله يا ماسه لو هتحكميني هقولك ان كل اللي بتمروا بيه ده شيء طبيعي بين كل اتنين لسه متجوزين ....انتوا اتخطبتوا فترة بسيطه وانتي لسه متعرفيش طبعه ولا هو وبالتالي لازم يكون في شويه اختلاف بينكم
تنهدت ماس وهي تهرب بعيونها من عيون أخيها بينما لا يعلم أنها تعرف طباع جاسر وتحفظها عن ظهر قلب ...
ساد الصمت لحظه لتلتفت الي أخيها بقليل من الضياع تسأله : طيب تفتكر لو اقوله علي اللي حصل من مستر مهاب
قال مالك سريعا بايماءه من رأسه : طبعا تقوليله ...اوعي ياماس مهما حصل بينكم تفكري تخبي حاجه عن جوزك
قضمت ماس أناملها بتشتت قائله : انا عمري ما فكرت اخلي عنه حاجه ...بس بعد تصرفاته منكرش اني بقيت بخاف من رد فعله ...استدركت وتابعت : مش بخاف بمعني الخوف الحرفي ... بس رد فعله بينتهي بمشكله بينا وانا تعبت ....معرفش ليه فجاه حاسه اني ندمانه اني اتجوزته ...بقول لنفسى إذا كان مش بيعدي كام يوم من غير خناق واحنا متجوزين من شهرين امال بعد كدة هنعمل ايه ....انا اوقات كتير بسكت ومش برد بس من جوايا مش بقبل عصبيته وافضل بيني وبين نفسي افكر كدة ...انا بحبه ومقدرش اتخيل حياتي من غيره بس في نفس الوقت بحس اني مش هقدر اكمل بالطريقه دي ....يعني ايه يحكم عليا مفيش شغل وانا اسكت واقبل وكأني ملك له وماليش أي رأي في حاجه تخصني انا ....د
ربت مالك علي كتفها بحنان بينما ظلت تتابع اخباراخيها بكل ما يدور بعقلها مهما حاولت تجاهله واخبار نفسها أن ما حدث لا يستدعي هذا ولكن دون إرادتها تعود لنفس التفكير ...يفهمها أخيها جيدا لأنه يعرفها ويعرف شخصيتها ...طوال عمرها الشيء ونقيضه ...يعرف انها تحب زوجها وبنفس الوقت تحب نفسها وحياتها ... وبالرغم من صعوبه شخصيتها التي ينخدع بها الجميع الا ان مفتاحها هو القليل من الاحتواء والتفهم ليس إلا ...فهي لا تقبل أن يفرض عليها شيء وهذا ما اخطيء جاسر به ...سياسه الفرض التي لا تقبلها وكان عليه أن يتبع أسلوب آخر .....وربما لو اتيحت لها الفرصه لكانت هي اتخذت هذا القرار بترك العمل ولكن مايضايقها حقا أنه قرار مفروض عليها
: ماسه
رفعت راسها الي أخيها الذي قال برفق : بلاش تدخلي في دوامه التفكير دي .....جاسر مش وحش ابدا ولا عصبيته مخيفه ...الموقف اللي حصل لازم يعصب اي حد مكانه
وحتي ضربه للواد ده مقدرش الومه فيه لاني لو مكانه جايز جدا اعملها ....
نظرت ماس الي مالك برجاء أن يتوقف عن التبرير له ...تريد منهم أن يضعوا نفسهم مكانها وليس مكانه هو ....تريد أن يتفهموا موقفها بأنها لم تفعل شيء ليعاقبها عليه بتلك الطريقه التي لا تقبلها امرأه بشخصيتها
ليتابع مالك : وبعدين يا ماسه ماهو انا كمان رافض موضوع شغل مي اللي هي الحمد لله عمرها ما فكرت فيه
ضحكت ماس تشاكسه : تحب اطلعها في دماغها
هز مالك رأسه ضاحكا : لا وحياتك سيبيها كده احسن انا مش ناقص ....
هزت ماس راسها : اصلا مفتكرش أنها حابه تشتغل
قال مالك موافقا : ادم واخد كل وقتها
نظر إلي أخته بحنان وتابع : يلا هاتي مالك صغير وانشغلي بيه
نظرت له ماس بوداعه لتبتسم له فكم هو اخ حنون ليتابع مالك وهو يربت علي خصلات شعرها : بطلي تكشير وروقي كدة وان شاء الله كل حاجه هتعدي وتبقوا زي الفل مع بعض ....وموضوع الشغل هيهدي وهيرجع في كلامه صدقيني ....وانتي احسن حاجه تعمليها متتكلميش معاه في الموضوع ده خالص وتعيشي حياتكم عادي
نظرت له ماس باستنكار ليضحك مالك مشاكسا : طبعا قولت حاجه غريبه مش كده ....منكده عليه ليل نهار
هزت ماس راسها كطفله صغيرة لتنفلت ضحكتها : وهفضل مخصماه كمان
ضحك مالك : جبارة ...
هزت ماس راسها : لا ....نفسي يحاول يغير طبعه شويه
اوما مالك : هيتغير ....كلنا بنتغير
احتضنته ماس بعد أن اراح كلامه الكثير من داخلها بينما انتشلها من تفكيرها بأنها أن وافقت علي قرار جاسر ستتنازل بيدها عن شخصيتها وكيانها ويتحقق اكبر مخاوفها بعد أن تخضع لقيود الزواج
.......
..........
تمهل صالح حينما أوقف جاسر سيارته اسفل منزله ليتح لجاسر فرصه الصعود قبله
فتح جاسر الباب ونادي ماس التي عقدت حاجبيها : جاسر في ايه ؟!
قال جاسر : صالح معايا ....
اومات واتجهت الي غرفتها تستبدل ملابسها ثم خرجت لتتفاجيء بصوتهم في أحدي الغرف المجاورة
دخلت لتري تلك الفتاه ممده في الفراش الصغير الموضوع بوسط الغرفه
نظرت إلي جاسر باستفهام :
في ايه ياجاسر ؟!
قال جاسر : هفهمك ....بس اتصلي بصاحبتك الدكتورة
نظرت له ماس بعدم فهم ....من تلك الفتاه ؟! وما حالتها تلك ؟! ماذا يحدث من الاساس ....خرجت من الغرفه بانتظار توضيح منه
ليحمحم صالح بحرج : جاسر انا اسف عملت ليك مشكله
قال جاسر سريعا وهو يتجه الي باب الغرفه : مفيش مشكله ولا حاجه .....هخرج افهمها ونكلم الدكتورة
اوما صالح ليخرج جاسر فيلتفت صالح تجاهها وقد استسلمت تماما لدوامه اللاوعي التي غرقت بها
............
....
أخرج جاسر هاتفه من جيبه واتصل بصديقه يعرف تطورات وضع القبض علي زياد
: عملت المحضر
: اه ....بس مش هتسجوبه قبل ما تيجي
اوما جاسر : تمام
انتهي من تلك المكالمه وعاد ليحدث مهران : خليهم يسيبوا عماد
أغلق هاتفه واتجه الي ماس التي كانت جالسه تهز ساقها بانفعال بينما لا يتوقف عن إجراء المكالمات بدلا من التوضيح لها ما يحدث
: كلمتي الدكتورة يا حبيتي
قالت ماس بانفعال واضح : اكلمها ليه مش لما افهم في ايه الاول
أنزعج جاسر من نبرتها ولكنه لم يقل شيء ليتنهد وينظر لها قائلا بهدوء : هفهمك يا حبيتي بس البنت محتاجه دكتورة ....ممكن تكلميها
عقدت ماس حاجبيها وامسكت هاتفها تتصل بأحدي صديقاتها طبيبه وتسكن قريبا منهم
لتسأله جاسر وهي تضيق عيناها قبل أن تضغط زر الاتصال : مين دي ؟!
قال جاسر ليرضي فضولها : ياسمين
رفعت ماس حاجبها مردده بغيره واضحه : وانا عرفتها كدة يعني ......ياسمين مين ياسمين صبري ......
هل جعلته يضحك الان لتغتاظ ماس من ضحكته وتنظر له بحنق ولكن بنفس اللحظه أجابت مياده صديقتها : ماس عامله ايه ؟!
طلبت منها ماس أن تأتي واخبرتها صديقتها أنها مساله الطريق وستأتي إليها لتغلق ماس الهاتف وتنظر له وكأنها ضابط تحقيقات : ها بقي مين دي ؟!
قال جاسر. بصوت خافت : يا حبيتي قولت هفهمك ..بس يعني خلينا نطمن عليها وبعدين نقعد مع بعض احكيلك علي كل حاجه
رفعت ماس حاجبها : تطمن عليها ليه ...انت تعرفها
ضيق جاسر عيناه ناظرا إليها : ماس انتي بتغيري
أومات ماس متهكمه : اه ...فيها مشكله
فرك جاسر شعره بعدم تصديق : لا يا حبيتي ...بس اكيد مش وقت غيرة خالص وبعدين يا قلبي بصي كدة شوفي مين قاعد معاها جوه .....يا ماما دي ...دي
تعلثم بينما لا يجد وصف لها فلاهي زوجه صديقه ولا خطيبته ليقول اخيرا : اه ...بنت خاله صالح
نظرت له بشك : وبعدين ؟!
: بعدين ايه ؟!
أومات له : كمل بعدين ....بنت خالته ...ايوه مالها بقي وجايين عندنا ليه
قال جاسر بخفوت : قولت هفهمك والله بس يلا استعجلي صاحبتك علي ما ادخل اشوف صالح. ..
........
...........
دخلت تهاني الي غرفه ابنتها لتجدها جالسه في الشرفه : بسمه ...بسمه
: انا هنا ياماما
اتجهت إليها قائله : ايه اللي مقعدك هنا في البرد ده
نظرت بسمه الي والدتها دون قول شيء لتلتوي شفاه تهاني بتهكم : مستنياه
صمتت بسمه لتقول تهاني بغيظ : يا اختي اتحركي بدل ما انتي قاعده مستنياه
انفلتت الكلمات من شفاه بسمه : اعمل ايه ؟!.
قالت تهاني بابتسامه خبيثه : يا اختي اتصلي بيه ...كلميه ..
تغنج صوت تهاني وتابعت : اتاخرت ليه يامهران ...قلقت عليك ...طيب ازاي تخرج وانت تعبان
لوت شفتيها ونظرت الي ابنتها بغيظ : ايه الصعب في اللي بقوله ولا هتفضلي طول عمرك مقضايها نظرات
هزت راسها بضيق : ماهو ياماما ...
قاطعتها تهاني بغيظ : ماهو ايه .... جت البت الغريبه اخدته منك في يومين يا هبله !!
احتقن وجهه بسمه وطاطأت راسها لترفع تهاني ذقنها بغيظ : انتي لسه هتوطي راسك ....مفيش وقت
انا زحت البت دي من طريقك وانتي اليومين دول تفضلي قدامه لغايه ما تزيحيها خالص
نظرت بسمه الي والدتها التي تابعت سئل نصائحها لتنتهي اخيرا : وعمك متفارقيوش لحظه .....تفضلي تتكلمي معاه وتخليه يعرف أن قلبك علي مهران
............
....
شعرت ماس بالشفقه علي ياسمين بينما تابعت صديقتها مياده الكشف عليها لتقول : مين دي يا ماس ؟!
: مرات صاحب جاسر
عقدت مياده حاجبيها بينما تتطلع الي اثار تلك العضات علي عنق ياسمين وآثار الجروح علي وجهها وشفتيها : هو بيضربها
هزت ماس راسها : لا طبعا
: امال ايه اللي حصل ؟!
هزت ماس كتفها فهي لاتعرف شيء لتوميء مياده : عموما هي شكلها مش طبيعي وانا سحبت عينه من دمها هبعتها المعمل واقولك النتيجه
قالت ماس باستفهام : هتفضل مغم عليها
هزت مياده راسها : لا شويه و هتفوق
.............
...
جلس صالح برفقه جاسر في الخارج بينما بقيت ماس برفقه ياسمين ....
صاح زياد بهياج في محاميه: انت لازم تتصرف وتطلعني من هنا
قال المحامي : هخرجك اكيد يا زياد بيه ...بس احنا لازم نتفق علي شويه حاجات وتحكيلي اللي حصل بالضبط وايه اللي خلي الضابط فجاه يعمل كدة
هتف زياد بحنق : معرفش ...معرفش غير أنه قبض علي الكلاب دول وكلهم قالوا السلاح بتاعي
نظر له المحامي : والسلاح بتاع مين
هتف زياد بعدم اكتراث : فارق معاك في ايه ....هو انا هشغل رجاله من غير سلاح
قال المحامي بجديه : اكيد لا بس بيكون سلاح مترخص
اشاح زياد برأسه وهز ساقه بعصبية : اتصرف يا جمال ...اعمل اي حاجه وطلعني من هنا ..خلي الكلاب دول يشيلوا القضيه
تنهد المحامي قائلا : ازاي وانت مفكرتش تحميهم من الاول
صاح زياد بغضب : بقولك اتصرف ...جيب اي حد يشيل القضيه بأي تمن
اوما المحامي : حاضر بس لو سمحت اهدي ومتتكلمش اي كلمه من غير ما ترجع ليا
............
....
بدأت ياسمين تهز راسها يمينا ويسارا وتحاول فتح عيونها بينما يستعيد عقلها شيئا فشيئا تلك الأحداث ....هذا الحقير وتلك الفيديوهات ...عودته مبكرا وهروبها ...تلك الأصوات وتلك الصور ...هاجم عقلها كل شيء لتفتح عيونها فجاه منتفضه من مكانها
هدر قلبها بجنون بينما انتفضت ماس من مكانها واسرعت الي جوارها لتجول ياسمين بعيونها في أرجاء تلك الغرفه الغريبه وتتوقف لدي وجهه ماس تتطلع لها باستفهام : انا فين ؟!
قالت ماس بهدوء : انتي كويسه ؟!
غاب عقل ياسمين لتستوعب شيء لتقترب ماس منها وتنظر لها باهتمام : حاسه انك تعبانه
هل فقدت الاحساس بشيء الا الضياع ...من تلك الفتاه ؟! اين هي ؟!
فهمت ماس تشتت نظراتها التي امتلئت بالأسئلة لتقول برفق : انا هخرج اقول لصالح انك فوقتي
.......خرجت حروف اسمه من بين شفتيها بعدم تصديق : ص...ال..ح
هل أنقذها ....؟! خرجت من هذا المنزل الملعون ...هل ذلك الحلم كان واقع ...لتعود تغمض عيناها وتتذكر تلك العيون المتلهفه عليها بقلق وصوته الذي كان ينطق اسمها رائحته التي تخللت حواسها وذراعيه حولها ...لم يكن حلم ....أنقذها كما وعدها !!
...........
.....
قاد مهران بطريق عودته بينما يشعر نفسه طفل صغير وهو ينظر لهاتفه كل بضع دقايق بانتظار اتصال ليزفر بحنق ويعنف نفسه .....مستني ايه ... مستني الرحمه
ما عنها ما اتصلت ....ايه يامهران هتنسي نفسك ولا ايه ؟!
مين دي وعاوز منها ايه ولا مستني ايه
تنهد مهران بحنق وغضب تفاقم بداخله وهو يفكر : ايه حبيتها ووقعت زي المدب ...من أمتي ليك في الكلام الفارغ ده ....عجبتك اللعبه وقولت تكملها قولت ماشي إنما تجرجرك زي الثور وتفكر فيها ليل نهار ...فوق يامهران انت بس كوبري بتاخد بيك حقها من عمها
احتقن وجهه وكور قبضته بينما يتابع زجر نفسه : كل اللي بتفكر فيه تنتقم من عمها وانت زي الاعمي ....ايه بعد ما كنت فاهم كل اللي كانوا حواليك وطمعانين فيك جيت عندها وعملت غبي ومش فاهم أنها زيها زيهم طمعانه فيك ....
حاول التخفيف من وقع تلك الكلمه : طمعانه فيك ...حتي لو مش في فلوسك طمعانه في حمايتك عشان تستغلك ....اوعي تنسي ده
............
...
رفعت ياسمين عيناها بعدم تصديق الي صالح الذي دخل الي الغرفه وتوقف لدي بابها لتشتبك عيونهما في حديث طويل عنوانه الاشتياق والعتاب ....كما كان لم يتغير به شيء إلا تلك القطبه التي توسطت جبينه وجعلته عابس وهي كما كانت لم يتغير بها شيء بالرغم من هذا الحزن والبؤس المرتسم علي ملامحها التي لم تتغير ...نظر إلي شعرها القصير الذي لم يخفي تلك العلامات علي عنقها ليعود الي رشده وتعود تلك الدقات الغريبه تغزو قلبه وتؤلمه .....
صالح
أخرجه صوتها من تأملها لتردد ياسمين كلماتها بصوت عالي وكأنها تؤكدها لنفسها : انت نفذت وعدك
اوما صالح ليتفاجيء بابتسامه واسعه تغزو وجهها تزيح بها كل الحزن الذي مر عليها وكأنها ولدت من جديد
: انت نفذت وعدك وانقذتني منه .....صالح ...انا حره ....انت انقذتني
دون إرادته خانته شفتيه : ندمانه ؟!
جذبها بقوة من ابتسامتها لتعقد حاجبيها : ندمانه ؟!
لم يستطيع اخفاء عتابه عن كل شيء والذي اختصره بكلمتين : الخزنه والفلوس ...ندمانه انك سبتي كل ده ؟!
استهجان ملامحها بقوة بينما لم يكن رحيم بها ابدا وهو يذكرها بما تحتويه تلك الخزنه .....!!
٠٠٠٠٠٠٠
نظرت مي بعتاب الي مالك الذي قبل وجنتيها : معلش يا حبيتي
قالت مي بفضول : مالها ماس ...هي متخانقة مع جاسر ؟!
هز مالك رأسه وهو يخلع جاكيت بدلته : لا وهي هتتخانق ليه ...
أومات مي بتصديق مزيف فقد أخبرتها والدتها بأمر المشاجرة بعد أن استمعت لاتصال ماس بوالدها تشكي له جاسر أنه جعلها تترك العمل ولكن ماجده لم تعرف باقي التفاصيل
انتبهت الي مالك الذي اتجه الي الغرفه متسائلا : ادم نام ؟!
هزت راسها بينما تتغنج بمشيتها : اه من بدري
التفت مالك لها ليطلق صفيرا بشقاوة حينما انتبه لما ترتديه : اوو ...ده واضح أنك مستنياني
ضحكت مي برقه : ااه بس انت اتاخرت
جذبها ليلتهم شفتيها بين شفتيه بقبله قويه ذابت بها لتترك ليدها العنان بين خصلات شعره الفاحم
التقط مالك أنفاسه بينما أبعدته مي وهي تضع يدها فوق صدره قائله بدلال : العشا
عقد مالك حاجبه وقربها إليه مجددا لتتمنع بدلال : مالك...بعد العشا
اوما مالك وتركها لتتجه الي المطبخ بينما بدأت يداه تحل ازرار قميصه وهو يجلس علي طرف الفراش ثم ينحني يخلع حذائه متنهدا بارهاق .....
عقدت مي حاجبيها حينما دخلت الغرفه ووجدت مالك غافي مكانه علي طرف الفراش
اتجهت إليه توقظه ....مالك انت نمت
قال بصوت ناعس : ممم
أعادت محاوله ايقاظه : مالك ....العشا جاهز
تمتم مالك من خلال عيناه الغارقه بالنعاس : مش جعان
زفرت بإحباط واحتدت قطبه جبينها بينما سرعان ما عاد مالك للنوم ....
مالت ناحيته تمرر يدها في خصلات شعره الفاحم ....مالك
تمتم ..ممم
اصحي
مش قادر يا مي ...عاوز انام
نظرت له بحنق وحنقها الأكبر من ماس التي لا تنفك تفسد لها حياتها
زفرت بضيق متبرطمه : هتنام بهدومك
لم يأتيها رد لتجذب الغطاء تضعه فوقه بحنق وهي تتبرطم : ولو قولتلك اختك بتتصل هتقوم طبعا تجري ...اوووف
........
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك