الفصل الثامن عشر
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
اسرع مهران يمسك بكتف جاسر ويسحبه من بينهم بينما لا يفهم سبب تلك النيران التي تخرج من رأسه ...
دفعه مهران الي سيارته وانطلق به ....متسائلا بدهشه
: في ايه ياجاسر ...ضربت الراجل ليه ...؟!
اشاح جاسر وجهه وعيناه تنفث النيران .... قائلا باقتضاب : مفيش
أصر مهران عليه : مفيش ازاي ياجاسر ....انت كنت هتموت الواد في ايدك
زفر جاسر بضيق ولم يقل شيء ليتركه مهران قليل من الوقت ليهدأ ثم عاد ليسأله : ممكن بقي تفهمني طيب هو عمل ايه عشان تضربه ؟!
هز جاسر رأسه قائلا بإصرار : مفيش يامهران ....لف بينا وارجع خد عربيتك عشان هروح البيت
هز مهران رأسه برفض قائلا بينما يري غضبه : لا... متروحش وانت متعصب كدة تعالي نقعد شويه في أي مكان اهدي وبعدين ابقي روح بيتك براحتك
جلس بضيق لينظر مهران له يحاول مجددا سحب الحديث من فمه ولكنه ظل صامت ليغير مهران
الحديث قائلا : انا كلمت صالح وقال إنه في الطريق
نظر جاسر في ساعته قائلا
: براحته لسه قدامنا وقت
اوما مهران وارتشف من فنجان الشاي الموضوع أمامه وعيناه لا تحيد عن ملامح جاسر الغاضبه يريد معرفه سبب ما حدث ولكن جاسر صامت لايريد قول شيء لذا صمت ولم يسأل مجددا ....حرك جاسر قبضته قليلا بينما بدأت ملامحه بالارتخاء بعد أن ارتاح لضرب ذلك الذي تجرأ ولمسها ليعقد حاجبيه بعد قليل وينظر باستدراك الي مهران قائلا : انت ايه اللي جابك !!؟
....انت مش واخد رصاصه
ضحك مهران قائلا وهو يضرب بيده علي كتفه : ده خدش يا حضره الضابط ...ايه هقعد في الفرش عشان حته خدش
استعاد جاسر القليل من مرحه بينما لا ينكر أنه ارتاح كثيرا حينما ضرب ايمن : ومتقعدش ليه يا ابو الروس ...الأصول كنت تقعد عشان الجماعه تهتم بيك و تدلعك
لاحت خيبه الامل في عيون مهران ولكنه أخفاها سريعا قائلا بعدم اهتمام مزيف : قلبك ابيض ....دي روحت ولا فرق معاها
عقد جاسر حاجبيه باهتمام لدي سماعه كلمات مهران : مين اللي روحت ؟!
أخبره مهران بما حدث بينما لا ينكر أنه بحاجه التحدث مع أحد حيث من الواضح كثيرا انه لا يفهم ما يمر به ...لقد انقلب كل تفكيره بعد مغادرتها بتلك الطريقه بالأمس وحتي انها لم تفكر بالاتصال للاطمئنان عليه بينما لا يدري سبب لرغبته بأن يري اهتمامها فلم يعتاد انتظار اهتمام أو شيء من أحد ولكن معها يشعر باشياء غريبه تجتاح تفكيره
...انهي حديثه ونظر الي هاتفه قائلا وهو مازال يتظاهر بعدم الاكتراث : حتي مفكرتش تتصل
حك جاسر ذقنه قليلا قائلا باستغراب واضح : غريبه !!!
نظر إلي مهران وعاد ليسأله : اوعي تكون زعلتها
هز مهران رأسه سريعا : وهزعلها ليه يا بوي ....وانا هاخد بنات الناس ازعلهم
ابتسم جاسر لرجوله صديقه ليربت علي كتفه : جدع ياابو الروس ....اوعي ابدا تزعل الست بتاعتك
ضحك مهران بخبث قائلا : الكلام ده أظن ناس تانيه محتاجه تسمعه
نظر له جاسر لحظه ثم تهرب متظاهرا بارتشاف قهوته ليقول مهران متابع بمكر : يلا اعترف وقولي انت ضربت الواد ليه ؟! .....ضايق المدام ؟!!
كور جاسر قبضته وهز رأسه متمتما بحنق : ما عاش ولا كان اللي يضايقها .....كنت امسحه من علي وش الأرض
انفجر مهران ضاحكا وهو يشاكس جاسر : انت بس اللي تزعلها مش كدة ..!!
زم جاسر شفتيه بغيظ ليسحب مفاتيحه وهاتفه من فوق الطاوله ويعتدل واقفا : شكلك فايق ....انا هقوم اروح
امسك مهران بيده وهو يتابع ضحكته بينما يقول : انت اللي شكلك جايب اخرك ......عموما ابقي افتكر اخر مرة صالحتها بكام وصالحها بالحسني المرة دي
لكمه جاسر في كتفه : هتشتغل عليا ...بطل ضحك
اوما مهران : بطل انت خلقك الضيق وروح صالحها ....فرحي كمان كام يوم مش عاوزين نكد
اوما جاسر ليتنهد قائلا : أن شاء الله ...المهم انا همشي عشان اروح شويه عشان هنزل بليل نخلص موضوع صالح ...
...........
عقدت ماس حاجبيها بقوة بينما أخبرتها ريم بما حدث : انتي متأكدة يا ريم أنه جاسر
قالت ريم متنهده : اكيد ياماس .... ترددت قليلا قبل أن تتابع : ....اينعم موقف ايمن سخيف بس مش لدرجه يضربه بالطريقه دي وفي شغله كمان .....
بصراحه جاسر اتهور جدا المرة دي
احتقن وجهه ماس بالغضب هاتفه بحنق : المرة دي بس .... طول عمره كدة
شعرت ريم بالضيق بسبب كلماتها لتتراجع قائله : معلش يا ماسه اني قولت كدة ....مكنتش اقصد
قالت ماس وهي تهز كتفها : انتي قولتي الحقيقه
قالت ريم برجاء : طيب اهدي ياماس انا اصلا قولت لازم اكلمك عشان تحذريه ...؟!
عقدت ماس حاجبيها باستفهام لتتابع ريم :
الموضوع مش بسيط مستر مهاب هد الدنيا وفتح تحقيق كبير لشركه الأمن عشان حاجه زي دي تحصل وهما واقفين
واكيد ايمن هيقول أن جوزك اللي ضربه
ثقلت شفاه ماس ولم تستطيع نطق شيء ....ايصل به الحال لهذا
طال صمت ماس لتسألها ريم :
ماس انتي معايا ؟!
قالت ماس بصوت شارد : اه ياريم
: طيب هتعملي ايه ؟!
قالت بضيق : مش عارفه ياريم
قالت ريم تهدئها : عموما احنا اول ما ايمن يخرج من عند مستر مهاب هنتكلم معاه ونخلص الموضوع وان شاء الله مفيش اي حاجه
تنهدت ماس قائله : أن شاء الله
أغلقت مع صديقها والقت الهاتف بجوارها ثم قالت تتحرك بعصبيه في ارجاء الغرفه وهي لا تتخيل فعلته. ...!!
بضيق شديد عادت لتمسك الهاتف وتتصل بمالك مندفعه بانفعال : شوفت عمل ايه ؟!
عقد مالك حاحبيه بقلق : مين .... جاسر؟!
أومات ماس : اه يامالك
اتسعت عيون مالك بينما تخبره ماس بكل شيء لتنهي كلماتها باتهام : هو قاصد يعمل كدة عشان اترفد من شغلي واهو كمان جاب لنفسه مصيبه .....شوفت تصرفاته يا مالك
تنهد مالك بضيق ليردد بدفاع : اهدي بس يا ماس .... اكيد جاسر مش ده تفكيره ....هيضربه عشان تترفدي يعني
انفلتت الكلمات الغاضبه من شفاه ماس : هو بيفكر اصلا ولا أيده سابقه عقله دايما
حذرها مالك بلطف : ماس....متنسيش انك بتتكلمي عن جوزك
قالت بضيق شديد : اعمل يامالك هنفجر .....
خايفه عليه
صمت مالك بينما قالت ماس بقله حيله من تصرفات جاسر : افرض الموضوع ده عمله مشكله في شغله قال مالك مهدئا : متقلقيش جاسر مش قليل .....
هتتحل انتي بس متتكلميش معاه وانتي منفعله كدة ...
....
وهل يمكن أن تصمت فما أن دخل جاسر من باب المنزل حتي اندفعت تجاهه بغضب واضح : ايه اللي انت عملته ده .....؟!
التفت لها جاسر بجبين مقطب بينما وقفت كلماته بحلقه وقد كان علي وشك قول (السلام عليكم ) ليتفاجيء بهجومها .....ليردد باستفهام : اللي عملته ؟!
انفلتت أعصاب ماس لتهتف به :
ضربته لييه
زم جاسر شفتيه دون قول شيء بينما لا ينكر غضبه من انفعالها بتلك الطريقه فما شأنها أن ضربه أو قتله حتي ....ازداد انفعال ماس من صمته لتهتف به وهي تتوقف أمامه : جاسر ..... انا بكلمك رد عليا؟!
سحب جاسر نفس عميق يهديء به نفسه بينما يجيب باقتضاب : لا
عقدت حاجبيها بشده : ليه ؟!
قال وهو يتطلع لها بعدم رضي : عشان طريقتك مش عجباني
اندفعت ماس بعصبيه : وطريقتك انت ايه ؟!
قال جاسر ببرود متعمد بسبب عدم قبوله لانفعالها :
انا حر
احمرت وجنه ماس بشده لتهتف به بغضب : وانا مش عبده عندك
رفع جاسر حاجبه بينما لايدري كيف اشتعلت تلك النيران بينهما ليوم شفتيه قائلا بتحذير من بين أسنانه :
انا مجتش جنبك ياماس خدي بالك من طريقه كلامك عشان أنا لغايه دلوقتي هادي وصبور
عقدت ذراعيها حول صدرها باتهام ساخره : هادي اوي ......بدليل انك ضربته
احتدت نبرته بعصبيه : فارق معاكي في ايه اضربه ولا اولع فيه
انفجرت به بغضب من مغزي كلامه لتؤنبه : فارق معايا انت ... افرض كان هو كمان ضربك
او حصلت مشكله في شغلك بسبب اللي عملته
وكأنها ساحرة لتلقي بتلك الكلمات فوق غضبه فيهدأ بلحظه وتلك هي الفتاه التي عشقها ...تحمل غضب وهدوء وحكمه واندفاع ....خليط يجعلها مميزة تختطف قلبه وتحتل كيانه فلا يبقي لديه اي مساحه لتفكير أو عقلانيه بأي شيء يخصها
تنهد جاسر قائلا : محصلش حاجه ياماس
خلاص الموضوع خلص .....متشغليش بالك بحاجه
تحرك خطوة لتمسك ذراعه توقفه : يعني ايه مشغلش بالي .....انا بتكلم معاك يبقي تكمل كلامك معايا
توقف مكانه ونظر إليها قائلا وهو يحاول أن تبدو نبرته هادئه : مبدئيا انتي مش بتتكلمي انتي بتتخانقي
هزت كتفها بدفاع عن نفسها : انا مش بتخانق بس اكيد متعصبه من اللي عملته ....ازاي ياجاسر تعمل كدة ؟!!!
قال وهو يهز كتفه : كان لازم اعمل كدة
نظرت إلي عيناه بعتاب : ليه ....؟!
نظر إلي عيونها بنفس العتاب :
قولتلك بغير عليكي و دمي بيغلي من وقت ما مد أيده عليكي وكان لازم يعرف غلطته
تنهدت ماس قائله بعقلانية : عرف غلطته وحاول يعتذر وحتي لو ......مكنش ينفع بالكلام لازم عضلاتك تسبق تفكيرك
احتقن وجهه من كلامها الذي يبدي كم هو طائش ليتهرب متمسكا بتفكيره : لا مكنش ينفع بالكلام ....
نظرت له ماس بخزلان : يبقي تضربه وكل الناس تسال وتعرف ايه اللي حصل وفوق البيعه اترفد صح
اهتزت نظرات جاسر بينما لم يتخيل ابدا ما قالته كل ما فكرت به هو ضربه لتبرد نيران قلبه ليشيح بوجهه عنها بينما تابعت بتقريع :انت مفيش فايده فيك
انفلتت الكلمه من شفتاه قائلا : نصيبك !!
تركها ودخل الغرفه بخطوات غاضبه حانقه لتجلس ماس بكمد تلمع الدموع بعيونها ....تعرف الغيرة وتعرف العصبيه ولكن الا يفكر ولو قليلا بعواقب ما يفعله ...؟!
وهذا هو جاسر لا يفكر بأي عواقب حينما يتعلق الأمر بها ..
زفر بضيق بينما لايريد تطور الأمور بينهم هكذا ولكن ككل مرة تخرج الأمور عن السيطره .... ربما بالتفكير العقلاني هي محقه ولكنه يعترف بأن العقلانية تغيب ما أن تهب رياح غيرته العاتيه ولا يلوم نفسه ابدا فهو قبل اي شيء رجل يحمل دماء حارة وليس أي رجل بل رجل يعشق زوجته ويفقد عقله أن اقترب منها أي رجل آخر ولو بمجرد نظره فما باله برجل تجرأ ولمس شعره من رأسها .......!!
.............
...
لم يغمض جفن لياسمين طوال الليل التي كادت تختنق طوال الليل بينما تحملت ذراعي زياد التي احاطها بها بينما لا يترك لها فرصه أن تفلت من اسره لذا هي بحاجه لان يطمئن لها اليوم فقط اليوم هو كل ما عليها تحمله هو اليوم فقط ......!!
تنفست اخيرا براحه حينما قام من جوارها بينما نجحت في جعله يطمئن لها وهي تتظاهر بالنوم حتي استيقظ واستبدل ملابسه وهاهو دقائق وسيغادر.....
تحملت أنفاسه المعبقه برائحه المخدرات حينما مال فوقها يقبلها قبل أن يترك الغرفه لتعتدل جالسه سريعا وتتحرك علي أطراف أصابعها تفتح باب الغرفه بهدوء لتراه ينزل للاسفل .....
وقفت خلف زجاج الشرفه الزجاجيه الضخمه التي اوصدها ولا يسمح لها حتي بالخروج إليها لتحاول الاستماع إلي صوت سيارته بقله حيله لتتأكد من رحيله حتي تتصل بصالح ....
طال مكوث زياد بالاسفل بينما يتمهل في إنهاء قهوته وهو يفكر بأنها كانت هادئه مستسلمه له ليله امس حتي أنها نامت طوال الليل بين ذراعيه ... لمعت عيناه حينما ابعد كل الشكوك عن رأسه وفكر أنها بدأت بالفعل تستسلم لواقع حياتها معه .... ربما ستحبه ايضا كما يحبها في يوم من الأيام أن خفف قيوده عليها حسنا سيفعل بالتأكيد ولكن حينما يضمن أنها أصبحت له .....
امسك زياد هاتفه يجيب علي أحد رجاله المكلف بمراقبه تحركات عماد ...ليعقد حاجبيه باستفهام : من امبارح في المصحه ؟!
أجاب سعيد :
أيوة يا زياد بيه
عاد زياد ليساله : انت متاكد؟!
قال سعيد بتأكيد : أيوة انا بعيني شايفه جوه
قال زياد باستغراب لوجود عماد ليله كامله في غرفه ابنه المريض : بيعمل ايه ؟!
قال سعيد : بيقول الولد عاوزة جنبه
اوما زياد وقال بعدم اكتراث : تمام خليك وراه
.................
....
نظر عماد بغضب مكتوم الي الرجل الذي كلفه صالح بابقاءه جبرا بتلك الغرفه بينما وضع فوهه السلاح بظهره وهو يجبره علي قول تلك الكلمات لسعيد رجل زياد
الذي سأله : خير ياعماد بيه
قال عماد بينما يوكزة سعيد بسلاحه وقد اختبيء خلف باب الغرفه : خير بس عبد الرحمن عاوزاني جنبه
اوما سعيد وغادر وأبلغ زياد بما حدث
............
.....
اعتدلت فيروز علي ظهرها دون أن تقوم من الفراش بينما ككل يوم تظل جالسه بتلك الحاله تتطلع الي سقف تلك الغرفه التي لا تكاد تبارحها لترن كلمات تهاني بأذنيها مرارا وتكرارا ومعها تلقي فيروز كل اللوم علي ما تعيشه علي والدتها وتعود بحنين جارف تتذكر حياتها السابقه .....نعم كانت صعبه ولكنها كانت بها مرتاحه البال وهي تختبيء خلف ابيها ولا تحمل هموم كان هو يحملها عنها بالرغم من بساطته ..... وهاهي الان وحدها بمواجهه حياه لاتعرف عنها شيء ....فكل ما عاشته بالأمس فتح عيونها علي عالم لم تحتك به يوما ...عالم تري به كم هي علي الهامش ...!!
..........
....
التفتت ياسمين بهلع تجاه باب الغرفه الذي انفتح فجاه ودخل زياد منه بابتسامه هادئه لتخفي سريعا الهاتف بجيبها بينما كانت علي وشك الاتصال بصالح : انتي صحيتي ياحبيتي
دق قلب ياسمين بقوة لتتراجع بعيدا عن النافذة وهي تهز راسها ليعقد زياد حاجبيه بتساؤل عن سبب وقوفها أمام النافذه :
واقفه هناك ليه ؟!
قالت بصوت متعلثم حينما فشلت في إخفاء توترها بعد أن ظنته غادر : ابدا كنت ببص علي الشمس
اوما ونظر إليها ليري بوضوح توترها وهي تسأله :
انت مروحتش الشغل ......فكرتك مشيت اصل انت صحيت بدري
رفع حاجبه : حسيتي بيا لما صحيت ؟!
هزت كتفها وهي تحاول السيطرة علي توترها : اه
مد يداه ناحيتها لتأتي إليه قائلا : مقدرتش امشي قبل ما اشوفك
كمدت كل الرفض بداخلها وسارت باراده معدومه الي يداه التي سرعان ما جذبتها إليه ليطوقها بذراعيه ويقبل وجنتيها بقبلات متواليه شعرت ياسمين بها جمر ملتهب يحرق بشرتها بينما زياد لا يكتفي منها ابدا ومن رائحتها التي اسكرته ليزيد من ضمها إليه بينما خدعه للحظه استسلامها لتصل شفتاه الي عنقها ليمرر شفتاه فوقه للحظات بشغف متأجج قبل أن تلتهم شفتاه بشره عنقها المعبقه برائحه الياسمين تماما مثل اسمها
ظلت ياسمين تضغط علي جفونها التي اغلقتها وهي تتمسك بكل ثباتها حتي لا يشعر برفضه .....فجاه انفلتت صرخه من شفتيها حينما باغتها زياد و قبض بقوة علي خصلات شعرها بينما يقول من بين أسنانه : امتي احس ان في حضني واحده ست مش لوح تلج
حاولت ياسمين رفع يداها تجاه يداه لتخلص خصلات شعرها التي كادت تتمزق بين قبضته ولكنه لم يترك لها فرصه ليزيد من قبضته ويرفع وجهها إليه لتري مقدار الغضب في عيناه بينما يهدر بها بغضب : انتي كل مرة اللي بتخليني افقد اعصابي
قالت بتوسل بينما كفرت الدموع من عيونها : انا معملتش حاجه
زجرها زياد بعنف وهو يهزها بينما مازالت يداه تقبض علي خصلات شعرها : مش لازم تعملي.... كفايه بصتك دي ليا
ترك خصلات شعرها ودفعها للخلف لتتعثر سريعا وتكاد تسقط لولا أنها تمسكت بالحائط ليقول زياد بوعيد قبل أن يغادر صافقا الباب خلفه بعنف : كل ده هيتغير قريب اوي
بكت ياسمين بقهر ولكنها تلك المره لم تستسلم لنوبه بكاءها بل طبطبت علي جروحها علي امل خلاص قريب من هذا الرجل المريض نفسيا والذي يري متعته في تعذيبها .......تمسكت بأملها ولكن هذا لم يمنع الخوف من الانتشار بداخلها ولم تستطيع اخفاءه لتنفلت الكلمات من شفتيها لصالح : انا خايفه .... مش حاسه اني هعرف أهرب منه
اجتاح الالم كيان صالح ولكنه قال بثقه : متخافيش هخرجك وهخلصك منه
قالت بتردد : طيب بابا وعبد الرحمن
كذب صالح عليها بينما فشل مخططه في تأمين عماد الذي رفض عرضه ليقول : متقلقيش عليهم
مرت لحظه من الصمت خانتها فيها شفتيها لتنطق بما يخالج قلبها من مشاعر :
صالح انا بحبك
انغرست كلماتها بقلبه المجروح بالحب وعذابه بنفس الوقت لتستدرك ياسمين سريعا اعترافها وهي تقول : صالح انا ....انا ....انا عاوزاك بس تعرف كدة عشان لو معرفتش أخرج من البيت ده .....غص حلقها ولم تكمل جملتها ليقاطعها صالح بحزم ::
مفيش لو .....أن شاء الله هتخرجي يا ياسمين
.....
نظر زياد بملل شديد الي ذلك الرجل المهيب الجالس أمامه ليقول بعدم اكتراث :
لخص كلامك يا ابو النجا
ضحك الرجل بسخريه وهو يرفع حاجبه : ابو النجا حاف يا زياد
نظر له زياد ببرود ساخرا : اه ابو النجا حاف ....ولا تحب ارص فوقها حجرين
ضحك الرجل باستخفاف قائلا : لا الرص ده شغلتك انت ..... انا ماليش فيها
احتقن وجهه زياد من استهزاء الرجل به ليزمجر بحده : انت بتلف وتدور ليه
اعتدل الرجل واقفا وهو يقول : انا لا بلف ولا بدور خلاصه القول احنا طول عمرنا في الصاغه لينا قانون وانت ياتمشي عليه يا هتكون اشتريت عداوة التجار
انفعل زياد قائلا : انت بتهددني
قال ابو النجا بحزم : انا بحذرك عشان انت داخل كار مش كارك اسال حماك ومن قبله حماه عشان تعرف قوانين الصاغه
خرج الرجل بخطوات غاضبه ليدخل إليه مكرم قائلا : ابو النجا عنده حق....... بلاش تشتري عداوة التجار يازياد بيه
زفر زياد بعدم اكتراث : ميقدرش يعمل حاجه
قال مكرم بتحذير : هما ايد واحده وانت لوحدك
هتف زياد ببرود : طيب اسكت انت..... الواد عيد فين
؟!
عقد مكرم حاجبيها باستنكار قائلا :
يازياد بيه انا قولتلك قبل كدة كتير الواد ده مينفعش يفضل داخل طالع المعرض كدة
هيخلي سمعتك وحشه ..
انتفض زياد بغضب يوبخ مكرم : انت نسيت نفسك وجاي تقولي اعمل ايه ومعملش ايه
قال مكرم سريعا : ابدا يا زياد بيه انا بس بنصحك
هتف زياد بسخط : وفر نصايحك وروح شوف شغلك
.............
...روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
دخلت وداد الي غرفه ابنتها تساعد زوجه عمها منيرة في حزم تلك الحقائب التي يعدونها لإرسالها لمنزل مهران
لتسالها والدتها : فيروز
في حاجه نقصاكي يا بنتي
قالت فيروز بتهكم : شوفوا انتوا لو حاجه نقصاكم .... اهو بجمله البيعه
احتقن وجهه وداد التي انتظرت حتي خروج زوجه عمها ثم أغلقت الباب واتجهت الي ابنتها تنظر لها بنظرات قويه قبل أن تقول : انتي فاكرة انك بتجرحيني بالكلام ده....
نظرت فيروز الي والدتها التي لم تعد تحتمل المزيد من تلك الآثام التي لا تتوقف ابنتها عن تحميلها لها لتتابع بسخريه مريرة : انتي شايفه انك ضحيه وانك احسن مني.......انتي شايفه أن انا سكتت ومعملتش حاجه .....تنهدت وداد بحزن وتابعت : ماشي يا بنتي ...انا معملتش حاجه بس اقولك ليه؟!
نظرت فيروز الي والدتها بصمت لتلقي وداد الحقيقه بوجهها : عشان أنا مفيش في ايدي حاجه اعملها ..... انا كنت بنت زي اي بنت ابوها جوزها لاول واحد خبط علي الباب ...طلعت زي امي برضي بقليلي ورضيت بعيشتي مع ابوكي وعمري ما اشتكيت ....عشت ذل وفقر ورضيت .....ضاع عمري وبرضه وانا ساكته وماليش طلبات غير الستر
غص حلق وداد التي تابعت : بس يا بنت بطني لو هتلومي حد متلومنيش انا ... لومي وعاتبي ابوكي ...
ابوكي هو اللي معملش حاجه ..هو اللي سكت عن حقه اللي اخواته اكلوه ...هو اللي رضي بالسكوت مش انا ...هو اللي رضي يعيش ويموت ولا حاجه ...
احتقن وجهه فيروز ولكن وداد لم تعطي لها أي فرصه لنطق شيء لتتابع وتفيض بمكنونات صدرها التي قدمتها بداخلها لسنوات : انتي شايفه اني معملتش حاجه بس انا عملت ...انا مرضتش اخواتك يتبهدلوا وجيت اعيش في حقهم اللي ابوكي فرط فيه .....هربي اخواتك وهيكبروا يعرفوا معني اللي عملته معاهم وانتي مسيرك تعرفي ....
نظرت لها فيروز بامتعاض : اعرف ايه ؟!
قالت وداد بثقه : تعرفي معني العيشه اللي بجد لما تتجوزي واحد زي ده ......
وضعت يدها علي كتف ابنتها وتابعت : اسمعي كلام امك اللي اول مرة تقوله ليكي ....الزمن ده مش زمان طيبه ابوكي ولا زمن شهادتك ...الزمن ده زمن الفلوس
عيشي شبابك واتمتعي في ضل راجل مش هيحرمك من حاجه ....بصي حواليكي يا فيروز واسالي نفسك كنت زمان أفرق ايه عن مرات عمك عزيزة ولا منيرة
كلنا كنا بنات اتجوزنا بس هما اتجوزوا رجاله تعرف تجيب القرش وانا اتجوزت راجل راضي بقليله ...هنا ولادهم عاشوا في العز وانتوا عيشتوا في الفقر ......
أبعدت فيروز يد والدتها عن كتفها بجفاء وهي تهز راسها بتقريع: كل ده شيلاه في قلبك لابويا
تنهدت وداد : يا بنتي انا بقولك الحقيقه
نظرت لها فيروز بامتعاض بينما خيانتها دموعها : متقوليش حاجه واحتفظي بحقيقتك لنفسك ......انا عمري ما هكون زيك ولا هرضي بعيشه اتفرضت عليا ......
انا هغير حياتي بس مش بفلوس راجل غني ....لا بشهادتي اللي ابويا تعب وشقي عشان اخدها .....
..........
......
فرك جاسر خصلات شعره المبلله بالمنشفه ليخرج من الاستحمام ويتجه الي الغرفه بينما بقيت ماس جالسه بالخارج ولم تحلق به . .... امسك ملابسه بحنق وبدأ في ارتداءها بينما ماس بالخارج لا تتوقف عن الحركه يمينا ويسارا كما لا يتوقف عقلها عن العمل والتفكير .....التفتت الي جاسر الذي خرج من الغرفه لتعقد حاجبيها حينما رأته ارتدي ملابسه وسيخرج بينما هي تكاد تجن من كثرة التفكير .....
أمسكت ماس بذراعه توقفه ما أن اتجه الي الباب : استني هنا انت رايح فين ؟!
نظر جاسر إلي يدها التي أمسكت ذراعه رافعا حاجبه هاتفا باستنكار : وانتي من انتي بتساليني سؤال زي ده !؟
نظرت له ماس بثبات وهي تعقد ذراعيها حول صدرها :
من دلوقتي....
واعمل حسابك انك وانت خارج او حتي بتفكر تخرج تقولي وتاخد رأيي
رفع حاجبه باستهجان وعدم فهم أو استيعاب لما تقوله : ايه !؟
نظرت له ماس بجرأه : اللي سمعته ولا هو التحقيق من حقك انت وبس
رفعت اصبعها أمامه هاتفه : انا زيي زيك .... وكمان مفيش خروج ....!!
نظر لها ليري مقدار جديتها في ما نطقت به ولكن دون إرادته لا يستطيع منع ضحكته بينما يسألها : الكلام ده ليا ؟!
قالت ماس جبينها بانفعال : اه ليك ....هو انا المفروض افضل قاعده بين أربع حيطان وسيادتك خارج داخل بمزاجك
لانت ملامحه ليقول بهدوء وهو يربت علي كتفها : عندي شغل يا ماسه
زفرت ماس وابعدت يداه هاتفه : متقوليش يا ماسه
نظر لها بينما لمعت ابتسامه علي جانب شفتيه : امال اقولك ايه ....؟!
قالت ماس بغضب طفولي : قولي اي حاجه ...بس متقولش يا ماسه وفاكر اني هعدي كل اللي حصل ولا كأنك عملت حاجه
قال ببراءه : كل ده عشان قولت ياماسه .....ماشي يا ستي ...افندم ياماس طلباتك
عقدت ماس ذراعيها حول صدرها : قولتلك مفيش خروج
قال جاسر وهو يغالب ضحكته : وشغلي ؟!
قالت بهجوم : سيبه زي ما حكمت اني اسيب شغلي
سايرها قائلا : وبعد ما اسيب شغلي ...نعيش ازاي
زفرت واشاحت بوجهها دون قول شيء بينما خانتها تلك الدموع التي لمعت بعيونها بقله حيله ويأس قد وضعها به وهو يفرض قوانينه وهي لا تملك نفس الحق ليداعب قلبه العطف تجاهها فيديرها إليه برفق وهو يمسك بكتفها : بتعيطي ليه ؟!
أبعدت يداه عن كتفها : مش بعيط
نظر إلي عيونها : امال ايه الدموع دي
نظرت له بغضب : بسببك وبسبب عمايلك ....
تنهد جاسر مطولا : هو احنا مش هنخلص من الكلام في الموضوع ده ....اتكلمنا الف مره وخلاص يا ماس مفيش داعي نعيد فيه
نظرت له وزمت شفتيها للحظه قبل أن تتركه وتدخل الي الغرفه بخطوات غاضبه وتصفق الباب خلفها بقوة. ...زفر جاسر بضيق ونظر في ساعته لحظه ..لن يستطيع اللحاق بصالح أن لحق بها لذا فليؤجل حديثهم لحين عودته وتكون قد هدأت ....ولكن عن أي هدوء يتحدث فما أن خرج حتي ثارت ثائرتها معتقده أنه لا يكترث لها لتتصل بأبيه وتخبره بكل شيء ...
....
جلس مهران يتطلع الي هاتفه حينما أخذ صالح هاتفه وجلس في سيارته يحدث ياسمين لينظر مهران الي هاتفه .. ويحدث نفسه انها لم تتصل
ما أن امسك هاتفه حتي أبعده مجددا فهو لن يتصل بها ...جاء جاسر إليهم ولكن ملامح وجهه ارتخت قليلا عكس ماكان قبل قليل بينما يدرك جيدا أنها تحبه و لن تترك الجفاء بينهم أكثر من هذا ....
عاد صالح بعد قليل ليجلس معهم ليساله مهران :
ايه الاخبار
تنهد صالح قائلا :
خايف اخذلها يامهران بعد ما وعدتها
ربت مهران علي كتفه : متخافيش ياصاحبي جاسر مرتب كل حاجه و انا كمان ليا ترتيب تاني
التفت جاسر له قائلا : ناوي علي ايه يامهران ؟!
رفع مهران يده قائلا : ناوي علي خلاص بنت الناس زي بالعافيه لو الذوق منفعش معاهم
قال جاسر بتحذير : مش عاوزين الطريقه دي يامهران ....
قولتلك انا هتضرف
أصر مهران بعناد : وانا معاك بس لو قفلت خالص انا مجهز رجاله هنجيب البيت عاليه واطيه وهنخرج بالبنت
نظر له جاسر برفض ليكمل مهران : مش هعمل حاجه من غير إشارة منكم
أوما جاسر قائلا ؛ تمام
نظر صالح في ساعته قائلا : يادوب نتحرك يلا
...........
....
أغلقت ماس صوت هاتفها الذي تعالي برنين رقم لا تعرفه ليعاود الاتصال بها مجددا .....أمسكت الهاتف وأجابت : الو
تمهل المتصل لحظه قبل أن يقول : مساء الخير يا ماس
عقدت حاجبيها بدهشة بينما تعرفت لصاحب الصوت : مستر مهاب
اوما مهاب بابتسامه هادئه : تمام
قالت بتعلثم : اهلا بحضرتك .....خير يافندم
قال مهاب بنبرته الهادئه : انا عرفت اللي حصل واللي كان سبب في الخناقه اللي حصلت النهارده
احمر وجهه ماس التي لم تجد رد ليتابع مهاب : تصرف ايمن غير مقبول تمام وبناء علي كده انا نقلته قسم تاني
حاولت التحدث : يافندم .....قاطعها مهاب بحزم : ومش كدة وبس انا ضغطت عليه عشان يتنازل عن المحضر
اتسعت عيونها : محضر ؟!
قال مهاب بهدوء ؛ طبعا ...بس الموضوع انتهي وانا حبيت اتصل أبلغك بقراري ده لان اللي فهمته انك واخده اجازة بسبب سخافه اللي حصل فحبيت اطمنك واقولك ان سلوكه غير مقبول ولو من الاول كنتي بلغتيني كنت هتصرف ......حمحم وتابع : لأن واضح أن جوزك عصبي وغيور شويه
قالت ماس بخفوت ::يعني .!!
ابتسم مهاب قائلا : مع انك شخصيه هادئه
لم تحب ماس أن تطيل في الحديث عن شيء يخصها معه خارج إطار العمل لتصمت فيفهم مهاب بفطنه صمتها ويحترمه مبادرا : اشوفك بكرة علي مكتبك
تعلثمت ماس : أن شاء الله
أغلقت الهاتف بشرود فيما حدث .... ماحدث تسبب في نقل زميلها .....تشعر بالذنب بينما تدرك جيدا أنه لم يقصد ابدا ولكن دفاعها عنه سيتم فهمه بصورة خاطئه بين المجتمع ..... زمت شفتيها بضيق بينما فكرت أن لم يفعل جاسر ما فعله لكان الأمر انتهي ....ماذا تفعل ...؟!
هل تتصل به وتخبره بتلك المكالمه لعل غيرته تهدأ بعدما حدث لايمن أو تشعل نار أخري بسبب مكالمه مهاب ..؟!
دوامه ضاعت فيها بينما لأول مرة تضع رد فعله نصب عيونها قبل أن تخطو خطوة .....!!
...........
.....
وقفت ياسمين أمام الخزانه تخرج لها ملابس مناسبه لها لتكون مستعده ما أن تدق الساعه السادسه بينما سيكون صالح بانتظارها لدي الباب الخلفي الذي ارسل جاسر أحدي اتباعه فجرا لتخريب القفل وعلي البوابه الاماميه سيقوم جاسر بأشغال الحرس حتي تستطيع ياسمين الهروب والتي بدورها ستتسلل دون معرفه امتثال التي رفضت مساعدتها خوفا من زياد ... ابعدت ياسمين كل تلك الملابس التي مليء بها زياد الخزانه لتبحث عن أي شيء بسيط ....سحبت بنطال جينز وانحنت تبحث عن أي ستره فوقه ولكن تلك الفساتين الباهظه ملئت الخزانه .....
انفتح باب الغرفه لتحدث امتثال : فين هدوني يا امتثال ...؟!
صمتت ووقفت الكلمات بحلقها حينما ساد الصمت لحظه لترفع عيونها فتجد زياد هو من يدخل الغرفه .....عاد....!!
الان ...؟!
تسارعت دقات قلبها بجنون بينما لم تتوقع عودته ابدا بمنتصف اليوم وقد سمعته بالأمس في الهاتف يؤكد موعده مع محاميه بتمام السادسه وأبلغت صالح لهذا الموعد ....كيف عاد ؟!
قال زياد بابتسامه خبيثه وهو يدخل الغرفه : ماهي هدومك ادامك يا حبيتي .....مالك في ايه
انفلتت الكلمات من بين شفتيها : انت رجعت ؟!
تجاهل سؤالها واتجه ناحيتها يتطلع الي محتويات الخزانه :
انتي خارجه ياحبيتي
احتقن وجهها لتهز راسها سريعا وهي تحاول السيطرة علي ارتباكها : لا ...لا مش خارجه
قال بخبث وهو ينظر الي الخزانه : امال
هزت كتفها وقالت بارتباك : ابدا بس كنت عاوزة اغير هدومي
نظر إلي الخزانه وعبث بمحتوياتها قليلا ثم أخرج فستان قصير باللون الاسود قائلا وهو يضعه فوقها : هيبقي حلو اوي عليكي
ابتلعت بتوتر :
اه بس بس
رفع حاجبه : بس ايه ....مش كنت عاوزة تغيري هدومك
هزت راسها ليضع الفستان بين يديها : طيب يلا
قالت وهي تهز كتفها ::لا ..انا هلبس حاجه بسيطه خلي الفستان ده لمناسبه
ارتسمت ابتسامه خبيثه علي طرف شفتيه : ماهو في مناسبه
عقدت حاجبيها : مناسبه
اوما قائلا : هفهمك ... بس دلوقتي البسي الفستان ده
اخذت الثوب واتجهت الي الحمام الملحق بالغرفه لترتديه بأيدي مرتعشه وهي تفكر في حل .... يجب أن تخبر صالح أنه قد عاد للمنزل
انتبهت من شرودها علي تلك الطرقات علي الباب ليأتيها صوت زياد : خلصتي ياروحي
خرجت ياسمين سريعا لتتسع عيون زياد وتلمع بالانبهار بينما خلبت أنفاسه بهذا الفستان الذي لاق كثيرا بها ...
حاول زياد ابعاد عيناه عنها ولكن كيف وقد أشعلت كل انش به بفتنتها .... أخرج من جيبه علبه من القطيفه السوداء ليفتحها امامها فيتلألأ علي ارضيتها سلسال براق لمعت به تلك الفصوص التي تخلب الأنظار
.. أشار لها تجاه تلك السلسله البراقه قائلا ::
عملته ليكي مخصوص..... كله الماظ حر و حجر ياقوت
أومات ياسمين بينما انسحبت الدماء من عروقها وهي لاتدري اتنتحب علي سوء حظها بفشل مخططها أو تموت خوفا علي صالح الذي لا تستطيع تحذيره ...؟!
استدارت ياسمين بينما وضع تلك السلسله حول عنقها ليغلق لها زياد قفلها ومعها تتحرك يداه تتلمس ظهرها الظاهر من فتحه فستانها المكشوف ....
اجفلت ياسمن من لمسته ليحتقن وجهه زياد من اسفل قناعه البارد بينما يريد أن يعرف أنها لن ترضخ الا بتلك الطريقه حتي لا يندم لاحقا ....
همس وهو يقرب شفتاه من عنقها بينما مازال واقف خلفها :
لمستي بتضايقك اوي كدة
هزت راسها بكذب بينما لن تشعل غضبه ابدا الان ليخرج صوتها متقطعا ؛ لا
عادت شفتاه لتتحرك علي جانب عنقها : يعني افهم من كدة انك مستعده ...؟!
هدر قلبها بجنون بين جنبات صدرها لتزداد شفاه زياد في الضغط علي بشرة عنقها بينما يهمس مجددا : معندكيش حجه
أبعدت ياسمين عنقها عن مرمي شفتيه والتفتت له تحاول بيأس البحث عن كلام لتهرب من غضبه ولكنها لم تجد شيء بينما عيون هذا الماكر لا تغفل عن شاردة ولا واردة منها ليقول بملاحظه : مالك متوترة ليه ؟!
هزت راسها سريعا وهي تفرك يدها : لا هتوتر ليه ....
ابتسم بخبث قائلا : طيب خدي
اشربي العصير ده خليت امتثال تعمله ليكي وانتي بتغيري همومك
تناولت يدها المرتجفه كوب العصير منه لتقربه من شفتيها وتشرب منه القليل
نظر زياد الي هروب دماء وجهها ليقول :
وشك اصفر ليه كدة!؟
...مرر يداه علي وجنتيها قائلا : انتي تعبانه
هزت راسها :
انا كويسه
.....اوما بأبتسامه هادئه : طيب
اشربي العصير ....
.........
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك