الفصل السابع عشر ١
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عقد عماد حاجبيه باستنكار : انت عاوز تهرب بنتي من جوزها ؟!
نظر له صالح بحنق مزمجرا : اسمها اخلصها منه قبل ما يقتلها ....
اندفعت عماد بهياج : وانت مالك ومالها اصلا .....ايه عاوز تطلع منها مصلحه
اندفع صالح تجاهه بغضب ليمسك بتلابيبه : المصلحه دي يعرفها امثالك مش انا ......
ابعده مهران عن عماد هاتفا : اهدي ياصالح
زفر صالح بغضب ليقول مهران بحزم لعماد : اسمع يا راجل انت ....من الاخر انت هتنفذ اللي صالح قالك عليه دلوقتي عشان مفيش وقت
هز عماد رأسه برفض قاطع : لا طبعا ولو فكر يقرب من بنتي ولا جوزها قسما بالله
انحشرت باقي الكلمات بحلق عماد حينما اندفع صالح ناحيته بغضب مزمجرا : متهددنيش ....!!
حاول مهران ابعاد صالح عنه بينما بمجرد سماعه لكلمه زوجها تندفع الدماء الحارة بعروقه ولا يسيطر علي نفسه
ليقول مهران بحنق : احنا عاوزين مصلحه الكل ......الراجل ده هيموت بنتك لو فضلت معاه اكتر من كدة ....اسمع الكلام وخلص إجراءات خروج ابنك من المصحه واحنا مجهزين له مكان في مصحه تانيه وبيت ليك بعيد عن الراجل ده وهتكون في حمايتنا
هز عماد رأسه برفض لتلك الخطه التي ستشعل براكين غضب زياد : لا .....ومحدش فيكم هيقرب من بنتي
سرعان ما امتدت يداه الي جيبه ليخرج هاتفه ولكن يد صالح كانت الأسرع ليقبض علي يداه ويأخذ الهاتف من يده ويساعده مهران الذي ابعد عماد عنه متمتما بسخط : صحيح كلمه راجل قليله عليك .....عاوز تفضل عايش علي قفا بنتك يا **
صحيح متستاهلش ضياع وقتنا معاك
اوما صالح بغضب شديد لمهران : عندك حق يامهران .....ميستاهلش ....!!
وضخ صالح هاتف عماد بجيبه وسرعان ما أجري مكالمه هاتفيه بعدها بقليل اتي رجل ضخم ودخل الي غرفه المصحه حيث يرقد الطفل الصغير ليقول له صالح : ميتحركش خطوة واحده برا الأوضه لغايه ما اكلمك
اوما الرجل بصمت ليأخذ صالح مهران ويغادروا المصحه
ويتصلون بجاسر الذي أكد عليهم : لازم يفضل مكانه لغايه ما ننفذ والا هيحذر زياد
اوما صالح بثقه : متقلقش
...............
......فتحت ماس عيونها حينما شعرت بأنامل جاسر التي مررها علي وجنتيها يزيل بقايا دموعها
حمحم جاسر حينما فتحت عيناها لينظر لها وهو يحاول أن يبدو ثابتا بينما لا ينكر أنه متضايق من تأزم الموقف بينهما بتلك الطريقه
نظرت ماس له بعيون مازالت تحمل غضبها ليقول جاسر وهو يبعد عيناه عن عيونها : قومي نامي في سريرك
هزت راسها بعناد دون أن تقول شيء ليعيد جاسر كلماته قائلا : اسمعي الكلام وبطلي عناد في كل حاجة .....جسمك هيوجعك
اولته ظهرها وزفرت قائله بينما لا تهتم بشيء إلا لقلبها الذي يؤلمها منه : شكرا مرتاحه كدة
استمعت لزفرته الحارة والتي كادت تحرق ظهرها لتسمعه يتبرطم بحدة : ماشي براحتك..... انا اصلا اللي غلطان ...نظر لها بحنق وتابع بضيق : انتي كالعاده ولا علي بالك حاجه وانا بتحرق ومش فارق معاكي
التفتت له ماس بحده ما أن نطق بتلك الكلمات بينما كعادته ملاك لا يخطيء وهي الملامه الوحيده لتقول بحده : لا بجد ....علي اساس ايه بتقول كدة ؟!
انفجر بغضب : علي اساس اني ماليش كلمه ولا بعرف اثبت علي موقفي وجاي وراكي اكلمك وبرضه مش عاجبك
رمشت بعيونها بضع مرات بينما بالفعل تجد نفسها بلا حيله أمامه حينما يكون مقتنع بموقفه بتلك الطريقه
ولكنها لن تصمت بينما هجمت جميع المفردات والكلمات لرأسها : جاي ليه ياجاسر ...... جاي نتكلم في اللي حصل ولا جاي نتصالح وخلاص عشان أنا مبقتش فهماك
رفع إصبعه امامها قائلا وهو يشدد علي كلماته : انا اصلا متخانقتش معاكي وانتي اللي كبرتي الموضوع لما فضلتي تردي عليا
هتفت ماس بحنق وهي تعتدل جالسه : ماهو انا لازم ارد ولا خارسه مثلا
صاح جاسر بنفاذ صبر : ماااس
نظرت له بتحدي : ماس ايه ...؟!!!
انت مش جاي نتكلم يبقي حقي اتكلم
زفر بضيق قائلا : اتكلمي سامعك ....
سحبت نفس عميق تهديء به غضبها وزفرته قائله : جاسر انا منكرش أن الموقف كان سخيف وحقك تضايق بدليل أني جايه طول الطريق وخايفه من رد فعلك بس متوقعتش رد فعلك يكون اني اسيب شغلي
رفع حاجبه باستنكار : امال كنتي متوقعه اعمل ايه لما اشوف واحد بيقرب منك
زفر بغيظ وأشار لها بأصبعه بحنق متابعا : مجرد الكلام في الموضوع ده بيفور دمي ...... ولعلمك من زمان وانا مش بطيقه من اول الصورة اللي وقف فيها جنبك فيها
انفلتت الكلمات من شفته ماس الحانقه : انت اصلا مش بتطيق حد مش هو بس
هتف بغضب شديد : بغييير عليكي .... افهمي بقي
نظرت له ماس قائله : وانت كمان افهم أن لازم يكون في حدود لغيرتك دي
رفع جاسر حاجبيه باستهجان : حدود ......!!!
وهو اللي عملته كان ايه ..... اشكري ربنا اني سكت ومسكت نفسي ومكسرتش أيده اللي قربت منك
رفعت ماس حاجبيها بعدم تصديق لتلك البربرية المتأصله بطباعه : ليه يعني .... بلطجي
هز جاسر رأسه باقتناع : لا راجل بيغير علي مراته
قالت ماس متمسكه بموقفها الرافض : مش مبرر ابدا انك تكون بلطجي وتضربه خصوصا وانا بشرح ليك الموقف وأنه مش قصده
انفلتت أعصابه ليصيح بغضب : متستفزنيش بدل ما قسما بالله اكون رايح كاسر أيده دلوقتي
هتفت به ماس بانفعال : ايه اللي بتقوله ده. .... انت اكيد اتجننت
اوما لها بثقه : انا بقي مجنون يا ماس وهتشوفي هعملها ولا لا
ضيقت عيناها بغيظ واشاحت بوجهها عنه : انت مفيش فايده فيك ابدا ....مش بتسمع حد غير نفسك
نظر لها جاسر بانفعال :
ايه في كلامك يخليني اسمعه
التفتت له ماس بعصبيه : تسمع أن مش من حقك تجبرني اسيب شغلي .... هفضل واخده منك موقف طالما انت رافض تخلي ليا كيان ووجود
قال بتعصب فولاذي : حقي يا ماس وقولتلك الف مرة انا مش بيتلوي دراعي ومش كل خناقه بينا تقولي كياني ووجودي ...
قالت بخزلان بينما غص حلقها : صح في دي انت صح انت بس اللي من حقك تلوي دراع اللي قدامك وتمشي كلامك عليه وتلغي كيانه
انطلقت زفره حارة من صدره : تمام ...يلا نبدا الاسطوانه بتاعه كياني ووجودي وشخصيتي
زفر مجددا باحتقان وتابع بينما يريدها أن تفهم وجهه نظره بأنه حاول ولكنه لا يستطيع : ماهو يابنت الحلال انا حطيت جزمه في بوقي وسكتت وسيتم تشتغلي والنتيجه كانت ايه ؟!
اندفعت ماس بانفعال من مغزي كلماته التي لم يقصدها كما فهمت :
ايه النتيجه ياجاسر ....
متتحسسنيش اني عملت جريمه
انفلتت أعصاب جاسر من إصرارها أن ماحدث شيء بسيط ليهتف بعصبيه : لما تسيبي راجل يهزر معاكي كدة جريمه ولما تقبلي هديه من راجل غريب جريمه
احتقن وجهه ماس بغضب شديد لترفع اصبعها أمام وجهه : جاسر اياك تتكلم عني كدة
صاح بغضب مماثل : مش هو ده اللي حصل ولا قولت حاجه غلط
انفجرت ماس بحنق : كلامك كله غلط لما تقول من وجهه نظرك.... انا معملتش حاجه غلط وانا كنت هوقف ايمن عند حده لولا انك جيت
لوي شفتيه بسخط قائلا بتهديد مبطن : لا سيبي ليا انا الموضوع ده
نظرت له باستفهام : قصدك ايه ؟!
قال جاسر بنبره قاطعه :
قصدي أن انتهت اي علاقه ليكي بالمكان ده
احمر وجهها بالغضب من إصراره لتقول بإصرار هي الأخري : وانا هفضل اقولك لا ياجاسر
رفع حاجبه بينما غلت مراجل الغضب برأسه ليهتف بوعيد : يبقي انتي اللي اخترتي المشاكل تفضل بينا
اشاحت بوجهها ليكور قبضته بغضب ويظل واقف يتأمل ليتها تلين ولو قليلا وتفكر أنه ربما يتنازل ولكن ليس الان وليس اليوم وليس بتلك الطريقه
اتضح من صمتها أنها لن تتراجع لتستمع الي صوت أنفاسه لحظه قبل أن يقول :
هتفضلي هنا .؟؛
قالت بعناد : اه
نفخ جاسر بحنق وعاد للغرفه لتنتفض ماس علي صوت إغلاقه للباب بقوة كادت تخلعه من مكانه ليظل يدور حول نفسه بغضب ...لن يتراجع ابدا عن قراره ....!!
........
.....
في الصباح التالي
بحنق وضع فاروق فنجان قهوته علي طرف الطاوله مصدر ضجيج مماثل الي ذلك الضجيج المشتعل بعقله لما تفعله تلك الفتاه التي تتحداه نظراتها كلما تطلعت له وهاهو مهران يقف يظهرها ويساندها ....
تحدث رحيم إليه بينما يدري بتلك المعركه الدائرة بداخل عقل أخيه : خلاص يا حاج متشغلش بالك بيها اهي هتغور بمشاكلها
لمع الخبث بعيناه وتابع : واهو برضه مطلعناش خسرانين واخدنا الأرض
حك فاروق ذقنه بغيظ : وهي هتكسب كتير اوي في الجوازه دي
قال رحيم بعدم اكتراث : ملناش صالح خلينا في مصلحتنا ...مهران هيسجل الأرض امتي ؟!
قال فاروق بتفكير : قبل كتب الكتاب
اوما رحيم قائلا بتحذير : اوعي ياحاج يفضل مهران يماطل ....مهران مش سهل
هز فاروق رأسه بثقه : متخافش ....مفيش كتب كتاب اا بعد تسجيل الأرض .....
رفع فاروق رأسه وادارها تجاه السلم حيث نزلت فيروز حينما ابلغتها زوجه عمها منيرة ان مهران بالخارج بانتظارها ....رسم رحيم ابتسامه مزيفه وهو يتجه ليرحب بمهران الذي اعتذر بلياقه عن الدخول
انحنت وداد تعقد رباط حذاء ابنها الصغير البالغ عشر سنوات لتعطيه اخر التحذيرات : خليك مؤدب يا يحيي واسمع كلام اختك واياك تطلب حاجه او تاخد حاجه من حد
اوما الطفل ليقول بلهفه للخروج : حاضر يلا ياماما احسن فيروز تمشي وتسيبني
ربتت عزيزة التي دخلت الغرفه علي رأس الطفل قائله : متقلقش هي تحت مستنياك
اوما الطفل وركض الي أخته لتنظر عزيزة باسي الي وداد التي لمع الحزن بعيونها فأبنتها لا تتحدث معها وتعاملها بجفاء شديد ....معلش يا وداد مسيرها تبقي ام وتقدر موقفك
ابتلعت وداد غصه حلقها قائله : انا مش مهم ...المهم هي ومستقبلها
نظرت لها عزيزة باستفهام : ماله مستقبلها ماهو زي الفل وربنا كرمها براجل ابن حلال
قالت وداد : طول ماهي مش راضيه مش هتشوف كدة
..فيروز كل اللي بتفكر فيه أن عمها عدوها وده مخليها مش عارفه بتعمل ايه وواخده مهران كوبري عشان تنتقم من عمها
شردت عزيزة قليلا بتفكير في كلام وداد الذي كان يمثل حقيقه تفكير وشعور فيروز فهي متخبطه مشتته لا تفكر ولا تأخذ قرار سليم لأن كل ما تراه هو ظلم عمها لهم ورغبتها في الانتقام منه ....
تنهدت عزيزة بحيرة قائله : ربنا يخلف ظنك ويسعدها ياوداد ....
.........
رمقت فيروز فاروق بنظرة شامته ثم سحبت نفس عميق واتجهت للخارج لتتمهل خطواتها بينما انتهي احساسها بالشماته في عمها وجاء شعور اخر غريب او بالاحري سؤال : ماذا تفعل هنا ؟!
التقت عيناها بعيون مهران الذي وقف بانتظارها ليلح السؤال علي عقلها بقوة ...ماذا تفعل هنا ؟! او ماذا تفعل اساسا ....فلماذا هي بداخل هذا السيناريو تقوم بدور بطوله لا تشعر بها ....
فتح مهران باب سيارته الخلفي وحمل يحي ووضعه بالمقعد واغلق الباب مشيرا إلي فيروز أن تتجه الي جواره قبل أن يتجه الي مقعده أمام المقود ....تفاجيء بها
تفتح الباب الخلفي وتجلس بجوار أخيها ....لا ينكر غيظه مما فعلته بينما لم يرد أن يبدي لها اهتمامه بالبدايه ولكنه في الواقع مستيقظ منذ منتصف الليل يفكر في هذا اللقاء بينهم فتلك اول مرة يختلي بها بعد كل تلك الأحداث و يريد توضيح الكثير كما أخبره جاسر .....وهاهي تبدا اليوم بوضع حاجر بينهما ولا تترك حتي الحديث الطبيعي يأخذ مجراه بينهم
نظر لها من خلال مراه السيارة متهكما بقصد حتي لا يبدو منزعج من تصرفها : قالولك عني بأكل بني ادمين يا بت الناس
بسرعه بديهه هتفت فيروز بتهكم : لا قالولي مقعدش جنب حد غريب
هل نالت منه ....نعم لا ينكر حتي أنه ترك القياده وأدار رأسه ناحيتها ليشدد علي كلماته : انا مش غريب ياست البنت..... كلها يومين وابقي جوزك
وكأنها أصيبت لحظه بالشلل فهل هي بحاجه لسماع تلك الكلمات منه التي اعادتها مجددا الي نفس السؤال الذي بقي بعقلها بدون اجابه : ماذا تفعل هنا ؟!
لتدرك تلك الحقيقه ....أنها تسير في طريق بلا عوده وقد حركتها غريزتها بالانتقام حتي أدخلتها بهذا الطريق ... لاحظ مهران غرابه ملامحها ولكنه لم يقل شيء بل عاد يتطلع الي الطريق أمامه بينما ظلت فيروز تشعر بانفاسها تختلج صدرها طوال الطريق الذي مر عليها وهي شارده في هذا العالم الذي اختلف ما أن خرجت السيارة من تلك البلده التي كرهتها لتري اطراف المدينه ومعها تعاود ذكريات حياتها السابقه راسها ومعها تبحث لاجابه عن سؤالها ...
استغل مهران شرودها ليختطف النظرات إليها من خلال مراه السياره وكلمات جاسر تترد في أذنه عن أنها بدايه جديده له ... نعم صديقه محق ...أنها بدايه جديده ولا ينكر أنه يريدها .... لم يكن يهتم من قبل بأمر الزواج بينما كما نشأ كان سيتزوج مثل أبيه أو أي رجل من عائلته وفقا لأصول وتقاليد وأنساب ليس أكثر حتي أنه ربما يتزوج أخري وآخري ... بينما لم يري الا موده واحترام في تلك الزيجات حوله أما حب عن الذي سمع عنه من صالح أو جاسر بمختلف قصصهم لم يظنه موجود وظنه مجرد مشاعر زائفه من أصدقاءه ولم يؤمن به يوما
ولكن بعد تفكير في كلام جاسر وجد أنه محق في سؤاله .... لماذا تلك الفتاه بالذات ؟!
عاد مهران ليختطف نظره إليها من خلال المراه ومعها يبحث عن اجابه لسؤاله
تحمل شخصيه قويه وذات كبرياء عالي ورأس يابس لا ينكر أنه جذبه إليه كما انها جميله نعم ربما ليست بهذا الجمال الأخاذ ولكنها تحمل مزيج يجعلها جذابه للغايه بنظره ....
ظل نظر فيروز معلق بالنافذه بينما اختفت الحقول و دبت روح المدينه حولها لتشعر بحنين وافتقاد لحياتها السابقه .....أوقف مهران سيارته بباحه المبني الأنيق لفرع البنك ليتجه الي الباب الخلفي يفتحه ....ظلت فيروز لحظه مكانها وهي تفكر مجددا في اجابه لسؤالها....
أشار يحيي بحماس الي مبني البنك : روز ...فاكرة لما روحنا لبابا الشغل
أومات فيروز بابتسامه حزينه وشردت تتذكر حفل تقاعد ابيها بالبنك الذي كان يعمل به حارس امن
اختلج قلبها مشاعر كثيرة بالرغم من جمود ملامحها فلم تشعر بتلك الإجراءات التي انتهت سريعا حتي أنها لم تلاحظ بطاقتها الشخصيه التي وضعها مهران بجيب سترته لتسير وهي تمسك بيد أخيها مجددا للخارج تحاول تصفيه ذهنها ...لقد خطت طريق اللاعوده وهاهو وضع أموال لم تحلم بها باسمها ..اذن هذا الزواج اصبح حقيقه لا مفر منها ....
وجدته يفتح لها باب السيارة بجواره متعمدا أن يقف حائلا بينها وبين الباب الخلفي بينما يقول وهو يشير لها لتجلس بجوار : هنا اريح
نظرت له بينما يقف عائقا أمام الباب الخلفي لتحاول ألا تهتم بتلك المشاعر التي تداعب قلبها لتلك الخطفات التي يقوم بها فهي ليست بحاجه لمزيد من الشتت لتجلس بالمقد بجواره ولكنها تضع راسها بالنافذه مجددا حتي انتبهت لوقوفه .....التفتت حولها ثم إليه بتساؤل :
وقفت ليه ؟!
قال مهران ببساطه وهو يطفيء السيارة ويسحب المفتاح مشيرا إلي هذا المجمع التجاري الضخم والذي حوي مطاعم كثيرة : هناكل لقمه
هزت راسها برفض : مش جعانه
ابتسم بهدوء وهو ينزل أخيها من الخلف : بس انا جعان ويحيي كمان .....مش كدة يا يحيي
هز الطفل كتفه برفض بينما زجرته نظرات أخته ليقول :
لا مش جعان
إشارت إليه : اهو قال مش جعان
ضحك مهران علي نظرتها المحذرة لأخيها ليقول : ماهو لازم يقول كدة بعد ما بصيتي له كدة ..... ايه يابت الناس بتبصي الواد كدة ليه ...
انفلتت الكلمات من شفتيها : اخويا ابص له زي ما انا عاوزة
ضحك وربت علي كتف يحيي بتشجيع قائلا : اخوكي راجل ومن هنا ورايح مالكيش صالح بيه ده في حمايتي ....تعالي يا يحيي
أمسكت يد أخيها الذي ابتسم لمهران برفض أن يذهب الي يده الممدودة لتقول بهجوم : تعالي هنا يايحيي .... واسمع كلامي انا ومتسمعش كلامه
ضحك مهران مشاكسا : مش سبوع هو ......يسمع كلامك وميسمعش كلامي ....!!
ضحك الطفل بصخب وتعالت ضحكه مهران لتكشر فيروز ملامحها فيتمالك مهران ضحكته بالرغم من أن ملامحها وهي غاضبه جذبت نظره وجعلته يريد اغضابها أكثر ليتذكر تلك الليله التي أتت إليه لتهدده بها ولكنه توقف ضحكته وأمسك بيد يحيي من الجهه الأخري يقودهم الي داخل المكان قائلا : خلاص يا ست البنات مكتشريش كدة وخلينا نأكل لقمه بنفس
زفرت فيروز بحنق وتابعت سيرها لبضع خطوات بعدها بدأت خطواتها تتراجع قليلا حينما قادها الي هذا المطعم الفاخر لتشعر بالحرج من هيئتها وملابسها البسيطه بينما واضح من استقبال النادل له بترحيب أنه زبون دائم لهذا المكان .....قادها مهران بتهذيب الي أحد الطاولات ليفتح المقعد لأخيها ويجلسه فوقه بينما ظل يحيي يتلفت حوله بانبهار شديد لم يخفي علي مهران كما لم يخفي عليه شعورها بالخجل بينما جلست تفرك يدها وتضم عليها بلوزتها القطنيه البسيطه وكم أراد أن يخبرها أن ليس عليها أن تشعر بأي حرج فهي بنظرة اجمل من كل من حولها ولا يهتم ابدا لأي من تلك المظاهر ...... نظرت فيروز الي الطاولات القليله حولهم لتري مظاهر الثراء علي الجميع بحيث تستطيع قراءه الاستفهام في عيونهم عن وجود فتاه مثلها بهذا المكان ....!!
قال مهران وهو يتطلع إليها بينما وقف النادل لأخذ طلبهم : تحبي تأكلي ايه
هزت كتفها وقالت بخفوت : اي حاجة ....انا اصلا مش جعانه
مال مهران تجاهها قليلا ليهمس لها بلياقه : تتضايقي لو طلبتلك
هزت راسها بينما تراحعت للخلف قليلا حينما شعرت بقشعريرة تسري علي طول ظهرها من همس أنفاسه الساخنه التي لامست طرف أذنها ...
سرعان ما أحضر النادل الطعام الذي لم تقترب منه فيروز بينما اكل أخيها بشهيه كبيرة هذا الطعام الذي لم يتناول مثله من قبل .....نظر مهران إليها برفق متسائلا : مش بتاكلي ليه ....
الاكل مش عاجبك ؟!
هزت فيروز راسها : لا حلو بس انا مش جعانه ....
بعد انتهاء الطعام وضع مهران الحساب وأخذ بيد يحيي للخارج لتظل أنظار الطفل المبهورة متعلقه هنا وهناك بينما نظرات فيروز شارده مشتته ..... تدرك كم هم ضئيلون بهذا العالم ....تري سعاده أخيها لمجرد تناول طعام بمكان لم يحلم قط بدخوله وتري انبهاره بما حوله بينما تصطدم بحقيقه أنها لا شيء بجوار هذا الرجل....
كادت تصطدم بمهران الذي يبدوا أنه كان متوقف منذ لحظات ويتحدث مع يحيي بشيء بينما أصر يحيي علي هز رأسه بالرفض
رفع يحيي نظره الي اخته قائلا : انا قولت شكرا يافيروز
نظرت بتساؤل : في ايه ؟!
هز مهران رأسه : قائلا ...استني ثواني وراجعين
نظرت فيروز في أثرهم وباغتها سؤال اخر .... لماذا يتزوج بها رجل مثله ...؟! الفيديو ....؟!
كان يستطيع أخذه بطرق كثيرة ....اذن لماذا وهو من أمامه بنات العائلات الاجمل كثيرا منها فلماذا يختار فتاه بسيطه مثلها ....حقا ستجن بينما كل تلك الاسئله اندفعت الي عقلها الآن وقد كانت تسير بعيون معصوبه بعصابه الانتقام من عمها والآن بدأت تدرك أن عمها سيختفي من الصورة و ستكون زوجه هذا الرجل الذي لا تعرف عنه شيء بل وستتزوجه بتلك الطريقه ....اين كان عقلها وهي توافق علي شيء كهذا ....!!
وقفت مكانها لتجده يأخذ أخيها الي محل العاب كبير
بعد قليل خرج مهران وعلي وجهه ابتسامه واسعه بينما ينظر يحيي بخوف إلي فيروز بالرغم من الحماس المرتسم علي ملامحه بينما حظي بكل تلك الألعاب هو وإخوته
زجرته فيروز بنظراتها : انا قولت ايه ...!!
تدخل مهران سريعا قائلا :
انا قولت مالكيش صالح بيه
قالت فيروز باحتدام : مالوش داعي
قال مهران ببساطه وهو يربت علي كتفها : حاجة بسيطه ياست البنات متكبريهاش....
سحبت كتفها سريعا ما أن لامسته يداه لتشعر بتسارع أنفاسها ويزداد تشتتها .... توقف مهران أمام أحد المحلات الكبيرة الخاصه بملابس النساء ليقول بود واضح :
انا مش هتعرف اختار ليكي ادخلي وانا ويحيي نستني هنا ....اشتري اللي يعجبك
نظرت له فيروز بجبين مقطب بينما تلاعبت الظنون برأسها فهاهو يريد شراء ملابس لها ...بالطبع لا تليق به ورأي كم هي مجرد فتاه فقيرة بجواره حينما دخل بها الي هذا المكان ...
احمرت وجنه فيروز بينما شعرت بالاختناق لتقول : شكرا مش محتاجه حاجه
قال مهران ببساطه وابتسامه هادئه مرتسمه علي وجهه : يابت الناس وهو حد جاب سيرة الحوجه ......كل البنات بتحب اللبس وانا حابب اهاديكي
هزت راسها بإصرار وعزه نفس : شكرا مفيش داعي كفايه اللي جبته لأخواتي
حاول ولكنها صممت ليرضخ لها وضع مشتريات إخوتها بالخلف ثم اتجه ليجلس بجوارها ليختطف نظراتها بينما ابتسم بالبدايه ثم انفجر ضاحكا
عقدت حاجبيها بفضول :
بتضحك علي ايه ؟!
هز مهران رأسه بينما يتذكر ما حدث مع جاسر ليقول : ابدا بس افتكرت واحد صاحبي ......صالح مرته بكارت البنك خربت بيته
كانت مجرد مزحه ولكن حساسيه فيروز جعلتها تجيب باقتضاب : مكانش اداها الكارت
قال مهران بمشاكسه : و يصالحها ازاي
قالت فيروز بينما شعرت بغصه في حلقها : مش كل حاجه بالفلوس
اوما مهران موافقا بينما لايدري شيء عن حساسيه فيروز : معلوم ....بس هو كان عاوز يفرحها
هزت فيروز راسها بشرود تفكر كم كانت مطمئنه ومرتاحه بمحيط عائلتها الصغيرة بينما طوال عمرها كانت تعيش في حدود بسيطه حتي أنها لم تكن تختلط كثيرا بالفتيات زميلاتها حتي لا تشعر بأنها أقل منهم في شيء ...كانت راضيه ومرتاحه ضمن حدود حياتها التي دوما ما وضعت نفسها بداخلها ...لم تكن تختلط بزميلاتها حتي لا تري ملابسهم وتقارنها بملابسها فقد كانت تذهب الي الجامعه فقط للدراسه ....كانت راضيه بمجهود ابيها في تربيتهم ولم تتطلع للمزيد ....كان يبذل قصارى جهده وهي لم تحلم بالمزيد الا لتعوضه عن تعبه معهم ......انقلب كل هذا وبدأت تشعر بأنها مبعثره وسط هذا العالم الغريب عنها بينما لم تتأقلم مع حياتها في منزل عمها ولن تتأقلم علي حياه مهران ..... أنها باختصار ضائعه ولم تعد تجد نفسها بينما كانت تري نفسها كبيرة للغايه بدراستها وحياتها وأبيها وعائلتها لتخرج الي هذا العالم فتري أنها لا شيء .....
أحاطت فيروز كتفها بذراعيها بينما بدأت تشعر بقليل من البروده وتحاول ابعاد كل هذا التفكير عن راسها وتشغل نفسها بسؤال آخر . ... لماذا لم ترتدي شيء اثقل من هذه البلوزة الخفيفه بينما خدعتها اشعه الشمس بالصباح ...... نظر مهران بطرف عيناه ناحيتها ليري حركتها اللا اراديه علي كتفها تحاول تدفئه نفسها ليهديء قليلا من سرعه السيارة ثم يوقفها وينزل منها ....نظرت باستفهام سرعان ما أجابت عليه خطواته حينما فتح الباب بجوارها لتجده قد احضر عباءه ثقيله من حقيبه السيارة ويحيط بها كتفها ....
تراجعت سريعا حينما اقترب مهران منها وهو يحيط كتفها بهذه العباءه لتهتف بتوتر ..... بتعمل ايه ؟!
قال مهران بهدوء وهو يتابع احكام العباءه حول كتفها : مالك يابت الناس انا حسيت انك بردانه قولت احط عليكي العبايه
حاولت ابعاد تلك العباءه ذات القماش الثقيل الفاخر من حول كتفها قائله بعناد : انا كويسه
هتف مهران بنفاذ صبر : يابوووي علي العناد بتاعك .....لفيها عليكي شكلك بردانه
بالفعل كادت تتجمد من البرد لتتظاهر أنها وافقت علي مضض لتحيط كتفها بتلك العباءه ...عاد ليركب بجوارها ويتحرك بالسيارة فتقول فيروز بخفوت بينما تريد أن تشكره ولكنها لا تجد سبيل لتقول وهي تنظر للعباءه : بتاعتك
ضحك مهران ؛ لا سالفها
عقدت حاجبيها بغيظ ليقول مهران بمرح : بهزر ..... اه بتاعتي بس لو مش عجباكي عندك ورا غيرها اجيبلك واحده تانيه
هزت راسها : لا كويسه .....صمتت لحظه قبل أن تسأله : انت بتقول في عبايات كتير في شنطه العربيه
اوما لها بشرح : اه اصلي بسافر كتير اسكندريه والجو بيسقع
أومات بتفهم بينما شعر مهران بارتياح لفتح ثغره حديث بينهم ليتابع : جاسر اقرب اصحابي ساكن هناك وانا وصالح بنسافر له كتير
بالتأكيد تريد أن يظل يتحدث ولكن تلك الاسئله لا تتوقف عن التضارب برأسها .....
: تعرفه من زمان
اوما لها وبدا يتحدث قليلا عن جاسر وصالح ليكمل بمرح : هو ده صاحبي بتاع كارت البنك
افلتت منها ابتسامه بيننا يخبرها قليلا عن أصدقاءه ليباغتها مهران بسؤاله :
انتي بت سبعه يافيروز ....
هل نطق اسمها لأول مرة ....؟! رمشت فيروز بعيونها لتتقابل بعيناه للحظه ولكنها سرعان ما تبعدها عن عيناه وهي تهز راسها : لا
مال مهران ناحيتها بينما لم يكتفي من مجرد نظره واحده من عيونها التي تخبره كم أنها بحر عميق لم يصل إليه بعد.....ليقول بصوت خافت وهو يجذب نظرات عيونها : امال خلقك ضيق ليه ؟!
تسارعت دقات قلب فيروز من اقترابه لتسري البروده في أطرافها بينما تحاول استجماع نفسها وتقول لتهرب من محاصرته لها : انت اللي هادي اوي
هز مهران كتفه وابتسم لها قائلا : الدنيا مش مستاهله
مد يداه الي شاشه السيارة ليقول وهو يشغل بعض الأغاني : تحبي تسمعي ايه
نظرت إليه بدهشه حينما تعالت أحدي الاغاني الحديثه لتساله : انت بتسمع الاغاني دي
ضحك مهران : امال جاي من المريخ انا يعني
هزت كتفها : غريبه ...شكلك يقول انك مالكش علاقه بالحاجات دي
نظر لها مهران باستفهام ...هل تراه متخلف أم ماذا .
التفت اليها قائلا :
انتي بتحبي تسمعي ايه
هزت كتفها ولكن قبل أن تقول شيء كان يحي يقول سريعا : فيروز مش بتسمع اغاني ..علي طول كانت بتذاكر
ابتسم مهران : واضح انك مركز معاها وعارف حاجات كتير يا يحيي
اوما الطفل بابتسامه ليشاكسه مهران غامزا له من خلال مراه السيارة : شكل لينا قاعده طويله مع بعض
سألته فيروز بفضول : انت متعلم
نظر لها مرهون بطرف عيناه : لا جاهل
ساد الصمت لحظه قبل أن يشاكسها مهران : يا بوووي ...للدرجه دي فارق معاكي العلام
هزت كتفها دون قول شيء ليقول مهران : متعلم يابت الناس .... انا مهندس
وكأنه قال شيء خيالي لتلتفت إليه فيروز بجبين مقطب : مهندس ازاي ؟!
ضحك مهران علي ملامحها المتفاجئه : ازاي يعني ايه .....؟!
انفلتت الكلمات من بين شفتيها : هو في تاجر سلاح مهندس
نظر إلي سذاجه سؤالها ثم الي أخيها ليتأكد أنه لم يسمع شيء ليقول بتمهل : وانتي حكمتي خلاص
نظرت له باستفهام ليفتح مهران فمه ويبدأ باخبارها الحقيقه لولا تعالي رنين هاتفه ....
أجاب عليه سريعا : أيوة يا بسمه
انزعجت ملامحه ما أن أتاه صراخها ...الحقني يامهران
ليهدر بهلع : في ايه يا بسمه .....؟!!!
........
....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابتسم رياض لمها قائلا : صباح الخير ياحبيتي
ابتسمت مها له : صباح النور يابابا
سألها رياض بينما تجهزت للخروج : انتي رايحه فين بدري كدة يامها
قالت مها : رايحه لسحر شويه بقالي كام يوم مش بشوفها
اوما قائلا : طيب ارجعي بدري عشان بفكر نروح لعمك رافت
أومات مها وأخذت حقيبتها واتجهت الي منزل أخوه مهران بينما هم أصدقائها منذ زمن
.........
فتحت ياسمين عيونها مع اول خيوط للشمس التي بدأت تغزو ظلمه الليل لتعتدل جالسه وهي تتحامل علي جسدها الواهن بينما دبت فيه الحياه ما أن أيقنت أن خروجها من هذا السجن قريب ....بهدوء قامت من الفراش وعيناها مثبته علي زياد النائم بصدره العاري فوق تلك الاريكه بينما امتدت علي الطاوله الرخاميه أمامه أكواب المشروب وبقايا سجائرة التي خنقت أنفاسها طوال الليل ....جلست أنفاسها وهي تمر من جواره لتغادر الغرفه .....
وقفت بالممر الطويل الممتد بين الغرف تحاول تهدئه دقات قلبها بينما للمرة المائه تعيد ترتيب ما سيحدث غدا نظرت حولها حيث عم الهدوء المنزل بهذا الوقت الباكر بينما مؤكد لم تستيقظ امتثال بعد ...... نزلت للاسفل وهي تتمسك بالدرابزون لتتسع عيناها وتتسارع دقات قلبها وهي تنظر إلي الباب الزجاجي الضخم ..... ستتسلل منه غدا وتتجه الي الحديقه ومنها الي الباب الخلفي حيث سينتظرها صالح ...يجب أن تدرس المكان جيدا حتي لا يحدث خطا وهاهو الوقت مناسب فلتخرج الي الحديقه وتري الطريق بالخارج ....
تلفتت حولها وهي تضع يدها علي مقبض الباب الزجاجي وتديره ولكنها وجدته موصد ...حركت المقبض بضع مرات بلا فائده لتزفر وتلتفت لتنتفض دقات قلبها بصدرها ما أن رأت زياد امامها ....
ايه يا حبيتي علي فين ؟! انتي خارجه ولا حاجه
تعلثمت بشده بينما دقات قلبها تكاد تقفز من موضعها بينما تقول : لا ابدا هخرج فين ....انا ....انا كنت بس عاوزة اشم هوا في الجنينه عشان صحيت بدري
رفع زياد حاجبه بشك واضح ولكنه بالرغم من هذا إلا أنه رسم ابتسامه هادئه علي وجهه ووضع يده فوق يدها يبعدها عن المقبض قائلا : لا ياحبيتي مفيش خروج برا البيت
رمشت بعيونها بينما تأكدت أنه يشك بها لتفكر سريعا بشيء يبعد شكوكه عنها فتسحب يدها من يداه وتتطلع له بانفعال متسائله : ليه مفيش خروج ......فيها ايه لما أخرج انت مش قولت هتتغير .....
يبقي لازم تديني حريتي وتسيبني أخرج وبعدين اصلا انا بقولك خارجه الجنينه
خدعته بالفعل ونالت منه ليقول زياد سريعا بدفاع عن نفسه :
طبعا ياحبيتي انا اتغيرت ... وهو انا ساجنك مثلا عشان تقولي حريتك .....امسك بكتفها وتابع بحنان زائف : ياسمين ياحبيتي انتي فهمتي كلامي غلط ......انا بس خايف عليكي الجو ساقع برا وانتي لسه مخفتيش
أومات بصمت وهي تنظر إليه ليبتسم لها ويميل ناحيتها يقبل وجنتيها .....تمالكت ياسمين نفسها وتركته يقبل وجنتيها بصعوبه حتي لا يشك بها ولكن ما أن تحركت شفتاه تجاه شفتيها حتي شعر زياد بنفورها الواضح من اقترابه .....كور قبضته يحاول تمالك غضبه وهو يبتعد عن شفتيها هاتفا : هطلع اغير هدومي
أومات له وهي تحاول التحكم في ملامح وجهها حتي تبعد هذا النفور ....سار باتجاه الدرج بينما ظلت ياسمين واقفه مكانها تتطلع له بدقات قلب متسارعه تشعر أنه كشف خطتها .....
امتثااال
انتفضت من صوته بينما أسرعت امتثال إليه : نعم يا زياد بيه
قال بلهجه أمره : اعملي قهوتي وخلي ياسمين هانم تجيبها ليا فوق
اومات امتثال سريعا واتجهت الي المطبخ لتتجه ياسمين خلفها بخطوات بطيئه بما تسمح لها ساقها التي لم تشفي كليا بعد .....
اتسعت عيون ياسمين حينماخلت الي المطبخ الواسع للغايه ووجدت امتثال تأخذ تلك الأغراض من أحدي عمال التوصيل من الباب الخلفي المطل علي المطبخ ....
أغلقت امتثال الباب ووضعت المفاتيح بجيبها واسرعت تعود للمطبخ بينما ظلت عيون ياسمين معلقه بتلك المفاتيح بجيب امتثال والتي تمثل خلاصها .....
بالتاكيد ستقف بجوارها أن طلبت منها .....ابتسمت ياسمين بانتصار بينما قاربت علي الخلاص ...
انتهت امتثال من صنع القهوة لتقول لياسمين بشفقه .....انا هطلعها لحد باب الاوضه وانتي اطلعي واحده واحده وادخلي بيها لزياد بيه عشان مش هتعرفي اطلعي السلم وانتي شايله الصينيه يا بنتي
أومات ياسمين بامتنان لتأخذ الصينيه من يد امتثال وتدخل بها الي الغرفه حيث اندفعت الدماء لوجهها حينما وجدت زياد واقف بمنتصف الغرفه يجفف خصلات شعره وقد أحاط خصره بمنشفه بيضاء فقط .....ابتسم زياد بعبث بينما راقته حمره وجهها وخجلها ليقول : تعالي يا حبيتي ...
تقدمت ياسمين بحرص وهي تحمل القهوة لتلامس يداه يداها وهو يأخذها منها ويضعها علي أحد الطاولات دون أن يفلت يدها .....شعرت ياسمين بالتوتر الشديد وهو يمسك بيدها ويقربها منه متراجع بها الي طرف الفراش ليجلس ويجذبها تجلس فوق ساقه ....
توترت ملامحها وهدرت الدماء بعروقها حينما نظر لها زياد بهذا التوق والشغف بينما بدأت تعود الي طبيعتها وجمالها الأثر .....مرر أحدي يداه بين خصلات شعرها بينما يداه الأخري ظلت محيطه بخصرها يثبتها فوق ساقه ....؛ تعرفي اني من اول ما شوفتك وانا هتجنن عليكي
نظرت له ياسمين ليهز رأسه ويتابع : كنتي حلم ليا ومكنتش بفكر في حاجه غير انك تكوني ليا واهو قريب اوي هتكوني ملكي ....
تسارعت دقات قلبها بينما بدأت يداه تتحرك علي جانب عنقها وتزداد قتامه نظرات عيناه الراغبه وهو يتابع : امتي يا ياسمين هتكوني ليا ......اغمض عيناه بانتشاء بينما وضع شفتاه فوق عنقها الناعم يطبع عليها قبلات صغيره وهو يهذي بكلمات محمومه : امتي هتكوني ليا وتسلمي ليا نفسك برضاكي .....تابعت شفتاه اكتشاف زوايا عنقها وهو يتابع هذيانه ولم يعد يحتمل الابتعاد عنها ؛ ياسمين انا مش قادر اصبر اكتر من كدة
تشتت ياسمين وهربت الدماء من عروقها بينما تخشي كثيرا إن تبعده عنها فيضيع كل تخطيطها وبنفس الوقت تخشي أن تظل صامته فيتمادي فيما يفعله .... حاولت وضع يدها فوق صدرها لتبعده ولكن يداه أحاطت بها بإصرار وقربها الي صدره العاري أكثر وتابعت شفتاه تقبيل عنقها لتنفلت صرخه مكتومه من شفاه ياسمين ما أن أحكم أسنانه علي جلد عنقها الناعم لتحاول ابعاده بينما غاب زياد عن الإدراك بانتشاء من صرختها لتمتد يداه الي طرف فستانها يبعده من فوق ساقها بتوق وشغف ليدق ناقوس الخطر بعقل ياسمين فسرعان ما تبعده وتنتفض واقفه ......هدرت دقات قلبها بعنف شديد داخل صدرها الذي أخذ يعلو ويهبط بترقب وخوف من رد فعله بينما أظلمت عيون زياد بغضب جارف ولكنه ظل جالس مكانه دقائق يحاول السيطره علي نفسه التي فقدها بقربها وقد تمني كثيرا تلك اللحظه التي قارب علي الوصول لها فيها ......أدركت ياسمين مقدار الغضب الذي سينفثه بها لتحاول بذكاء أن تستدرك الموقف فتبتلع ببطء وتتجه ناحيته بعيون راجيه : مكنتش اقصد. ...... انا ...انا ....انت ..انت قولت هتديني وقت لغايه ما اكون مستعده صح
قبض زياد بغضب علي اغطيه الفراش قبل أن يرفع عيناه إليها ويهب واقفا ...وقت اد ايه ؟!
باغتها سؤاله لتتراجع خطوتين للخلف فيري زياد مقدار كذب وعدها فيكرر سؤاله : وقت اد ايه ؟!
قالت بتعلثم : وقت ....مش ...مش عارفه
شهقت بخوف حينما اتجه ناحيتها وبخطوة واحده جذبها إليه ليلغي المسافه بينهم وينظر في عيونها مطولا قبل أن تشعر بأنفاسه فوق وجهها بينما اتجهت شفتاه أمام شفتيها مباشرة وهو يهمس : مش هقدر اصبر اكتر من كده يا ياسمين .....هتجنن عليكي
حاولت ياسمين التراجع ولكنه قبضته حول خصرها لم تسمح لها ليقربها إليه أكثر وسرعان ما تتخدر حواسه من قربها ليهمس بشغف شديد وعيون راغبه : سلمي ليا نفسك ومش هتندمي ......اسمعي كلامي وهخليكي اسعد واحده في الدنيا .......بجرأه تلمست يداه جسدها لتنتفض ياسمين من بين ذراعيه وتنفلت الكلمات من شفتيها ..متلمسنيش...!!
ابتلعت لعابها بخوف بينما وقف زياد مكانه يسيطر علي أنفاسه والغضب يعود ليتشعشع بنظراته ......فهي لن تلين ابدا ....!!
............
....
بحنق اخذ جاسر يغلق ازرار قميصه ....يراها عنيده ولا تقدر غيرته عليها وهي تراه متحكم ومتسلط حينما استغل فرصه ماحدث ليمنعها من عملها ..... لن تتراجع وتخضع له ابدا ...وجاسر اخذنفس القرار بينما يعفي نفسه من اي احساس بالندم فقد حاول وتركها تعمل وهاهو ماجده يؤكد أنه كان علي صواب
لذا فهو متمسك بقراره ولن يخضع لها بينما تفكر أنه ككل مرة ان كان يحبها فهو من سيتنازل ...!! يحبها ويعشقها ويكاد يجن من مجرد ليله قضتها بعيده عنه وإن كانت بنفس المنزل وانته أيضا لن يتراجع عن قراره .....
عقد جاسر حاجبيه وفتح باب الغرفه بهدوء حينما استمع لها تتحدث بالهاتف ....
قال ريم بتأثر : والله ياريم ايمن فضل يعتذر كتير جدا بعد ما مشيتي وكان مصمم يتصل بيكي يعتذرلك وحتي فكر يكلم جاسر بس انا قولتله بلاش
قالت ماس بضيق : ولا يتصل بيا ولا يعتذر ...كفايه اللي عمله و اياك يكررها
: طيب طمنيني عملتي ايه مع جاسر
زفرت ماس بضيق : ولا حاجه .....لما ينزل هبقي اكلمك
: تمام ياحبيتي ...سلام
أغلقت ماس الهاتف ووضعته بجوارها وعادت لتغمض عيناها متظاهره بالنوم حينما استمعت لخطوات جاسر الذي استمع لحديثها مع صديقتها .....ليتبرطم بحنق مع نفسه ( كمان عاوز تكلمها ده انت يومك اسود النهارده )
قامت ماس من فوق الأريكة حينما استمعت لصوت اغلاق الباب بعد مغادره جاسر لتحمل الاغطيه وتتجه الي الغرفه ترتبها وليتها تستطيع ترتيب أفكارها هي الأخري .....من دون سائر الرجال أحبت هذا الغيور المتملك ....!! تنهدت وتركت ما بيدها حينما تعالي رنين جرس الباب ....
ابتسمت سريعا حينما وجدت مالك امامها : مالك ....
ابتسم مالك وقبلها : صباح الخير ياقمر
ابتسمت له وافسحت له المجال ليدخل : تعالي يا مالك
قال مالك وهو يدخل : انا قولت اجي اطمن عليكي ....ايه اللي حصل ماما قالت ليا انك متخانقه مع جاسر بس مفهمتش ايه اللي حصل
هزت ماس كتفها بحزن واخبرت أخيها بما حدث لتنهي كلماتها ...متعصب وقلب الدنيا وقال مفيش شغل ومفيش حاجه حصلت لكل ده..... انت عارف أخلاقي يا مالك وكنت موقف ايمن عند حده بس لقيت جاسر قدامي ....
تنهد مالك بتفهم قائلا : الفكرة كلها أن الموقفين كانوا ورا بعض عشان كدة جاسر قال مفيش شغل
: طيب انا ذنبي ايه ولا عملت ايه غلط .....مستر مهاب ده مدير الفرع وراجل مهذب جدا وأيمن زميلي من زمان ومعرفش اصلا ازاي عمل كدة بس جاسر واخد الموضوع بصورة تانيه وشايف أن حقه يمنعني اشتغل
ربنا مالك علي يدها بحنان : اهدي بس يا ماسه وفكري بالعقل ...اولا مش هنكر أن حقه يغير ويتضايق وثانيا محدش قال عنك حاجه هو متضايق منهم مش منك
هتفت ماس بحيره : طيب اعمل ايه .....
وبعدين مستر مهاب ايه ولا ايمن ايه انا اصلا مش ببص غير لجاسر
ابتسم مالك بحنان : ياحبيتي عارف بس مع ذلك مقدرش مديش عذر لجاسر
رفعت ماس عيناها لأخيها : يعني ايه ؟!
قال مالك بعقلانية : يعني موقف بابا صح ....خلي الدنيا تهدي شويه بينكم
: وشغلي ؟!
قال بهدوء : معلش خدي إجازة كام يوم لغايه ما الدنيا تهدي
هزت راسها برفض وعناد : لا يامالك انا ماصدقت الاقي نفسي ولولا أني مرهقه النهارده بعد كل اللي حصل انا كنت نزلت ويعمل اللي يعمله
هز مالك رأسه برفض : لا طبعا يا ماس ...مينفعش تكسري كلامه
عقدت حاجبيها : وهو ليه يكون له حق يمنعني من شغلي ؟!!!
ربت مالك علي شعرها بحنان : معلش ياحبيتي ده جوزك ولازم تسمعي كلامه
نظرت لأخيها بخزلان بعدما ردد نفس كلمات والدها لتقول بغصه حلق :
ليه انا معلش ......ليه هو ميتنازلش
بتهكم مرير رددت : عشان هو الراجل مش كدة ؟!
هز مالك رأسه برفق : لا يا ماس مش عشان كدة بس ...عشان ده الصح ...القوامه في البيت بتكون للراجل
رفع ذقنها بأصابعه وتابع بحنان ة
عارفه يا ماسه لو كنت شايف أن في فرصه ولو صغيرة الومه انا أو بابا مكناش هنسكت ....بس الراجل
بيقول مراتي وبغير عليها وحصل لسوء حظك كام موقف سخيف خلته علي حق فلازم نقدر موقفه
مرر يداه بحنان علي شعرها قائلا :
اسمعي الكلام ياماسه وهدي الدنيا شويه بينكم وبعدين انا هتكلم معاه في موضوع الشغل ... ممكن
أومات لأخيها علي مضض لينصرف مالك ويتجه الي عمله ...
...........
....
هدر مهران بهلع : بسمه في ايه ؟!
تعالي صراخ بسمه : في حد بيضرب علينا رصاص يامهران ...الحقني انا خايفه اوي
اتسعت عيون فيروز بقلق بينما هتف مهران بهلع ؛ رصاص ايه ...فين زكريا ؟! انتي فين ؟!
أتاه صوت أحدي رجاله الذي يقود السيارة ببسمه : أيوة يامهران بيه ....في عربيتين حوالينا بيضربوا علينا نار وانا بحاول اهرب منهم
صاح مهران وهو يقبض علي المقود : انتوا فييين ؟!
أخبره زكريا ليصيح مهران بجديه : اياك حاجه تحصل لبسمه .....خليك سايق بسرعه واهرب منهم وانا جاي وراك ....
قالت فيروز بقلق : في ايه ؟!
دعس مهران بقوة علي بنزين السيارة قائلا باقتضاب ..مفيش ....ارجعي ورا بسرعه
لم تفهم شيء ليمسك بكتفها بأحدي يداه ويكرر كلامه : ارجعي ورا ...
قفزت فيروز للخلف واحتضنت أخيها الذي بكي بخوف ما أن استمع لتلك الطلقات الناريه
صاح مهران بها وهو يكاد يسابق الريح بالسيارة حينما لمح السيارة التي بها بسمه بينما توقفت بمنتصف الطريق بمرمي النيران ....انزلي في دواسه العربيه انتي ويحيي بسرعه ...
احتضنت فيروز أخيها بخوف ونزلت بدواسه السيارة لينزل مهران سريعا وقد أخرج سلاحه وبدأ بإطلاق النيران باتجاه تلك السيارة التي هلع أحدي الرجال بداخلها هاتفا بالسائق ....اطلع بسرعه. ...
....صرخت بسمه تناديه ..مهران
أشار لها مهران أن تبقي مكانها بينما لازت أحدي السيارات بالفرار بينما اختفت الأخري عن الأنظار ....
عادت بسمه لتناديه ليتلفت مهران حوله ثم يلتفت إليها بنفس اللحظه التي تحركت بها بسمه ومعها تحركت أحدي الرصاصات ......صرخت بسمه بصوت جهوري ليرتجف قلب فيروز التي رفعت راسها تنظر من خلال النافذه فتنصدم ملامحها حينما رأت مهران يتقهقهر خطوتين بينما رشقت الرصاصه بكتفه الذي امسك به بقوة بذراعه الآخر وتابع إطلاق طلقتين تجاه السيارة التي هربت بين الحقول .....
اسرع زكريا تجاه مهران الذي ظل واقفا وهو يمسك بكتفه ...مهران بيه ....
قال مهران باقتضاب. ..انا كويس ..هات بسمه علي عربيتي
أسرعت بسمه تبكي وتولول ...مهران ...مهران
قال مهران باقتضاب ..انا كويس
كانت فيروز قد تركت أخيها بالسيارة واتجهت ناحيته بينما لا تستوعب ما حدث وأنها كانت وسط معركه وتراشق بالرصاص لتقول باستنكار : كويس ازاي .....انت اخدت رصاصه
هز رأسه بضيق واضح ....قولت انا كويس .....زكريا اتصل بالرجاله يجيوا ياخدو العربيه التانيه ويلا علي البيت
لم تصدق فيروز حقا أنه يتحدث بعد أن أصيب برصاصة وكأنه مجرد خدش لينطلق بهم السائق الي المنزل الذي انقلب رأسا علي عقب .....
عرفتمن يشبهه حينما هتف عمران باحتدام في أخوه مهران وزوجته بالتوقف عن الصراخ .....مش عاوز نفس ...تهاني خدي الحريم وعلي فوق وانت يا عواد هات الدكتور منير بسرعه
وجدت فيروز نفسها وسط هؤلاء النساء لا تفهم شيء بينما لا تنكر أنها تريد أن تعرف ما حدث له .....أنه لآخر
لحظه واقف علي قدمه
انتهي الطبيب من تضميد جرح مهران بينما لم تصيبه الرصاصه بل خدشته بالفعل كما قال
نظرت تهاني بحنق الي فيروز بينما اخذت سهام بسمه الي غرفتها لتبدل ملابسها وبقيت سخرفقط مع تاني لتتبرطم تهاني وهي تتطلع الي فيروز : قدمك شووم علينا
التفتت لها فيروز التي تحاول تكذيب نفسها أن هذا الكلام موجهه لها لتقول رافعه حاجبيها : بتكلميني انا ؟!
هتفت تهاني بجراه : اه ....عندك مانع
حاولت سحر إمساك تهاني هامسه : مش كدة يا ماما خلينا نطمن علي مهران الاول
أبعدت تهاني يد سحر بحنق والتفتت الي فيروز التي وقفت ووضعت أخيها خلفها : بتقولي ايه ؟!
قالت تهاني ببرود : بقول قدمك شووم علينا ....
احتقن وجهه فيروز بالغضب لتتابع تهاني وهي تنظر لها بتعالي : بتبصي ليا كدة ليه يا بت انتي ..... لا فوقي واعرفي مقامك .... مش عشان مهران هيتجوزك هتفكري نفسك هانم ...لا ده انا مر عليا كتير من عينتك وآخرهم البت ذكيه الشغاله ابو بسمه اتجوزها عليا وفكرت نفسها هانم وانا سبتها ما انا عارفه اخرتها كلها كام شهر ويزهق ويرميها واهو حصل ومكملش شهر ورجعت خدامه تاني وكمان انا اتجوزت سيدها عمران بيه ....اقتربت تهاني منها وقبضت علي ذراعها وتابعت : اوعي تنسي نفسك انتي كلك علي بعضك بنت غفير ولا راحت ولا جت ...؟!
زمت فيروز شفتيها بغضب بينما لم تدع لها تهاني أي فرصه للحديث وشعرت فيروز أنها أصيبت بالشلل فلم ينطق لسانها بكلمه لتنزع ذراعها من يد تهاني وتنظر لها بغضب شديد ثم تمسك بيد أخيها وتندفع خارج الغرفه ومنها الي خارج المنزل باكلمه لاتري ولا تسمع شيء بينما كلمات تلك المراه قد أطاحت بكل كبرياءها فهي كما فكرت مجرد حثاله بالنسبه إليهم .....!!
خرج مهران برفقه عمران ليشير الي ذكيه : طمني الحريم ...مهران بيه زي الفل
تعالت زغاريد ذكيه لتهرع بسمه وسهام بينما زجرت تهاني سحر التي عاتبتها : مكانش في داعي تجرحيها كده ياماما
: اخرسي انتي واياك تتدخلي وحسك عينك حد يعرف باللي حصل
قالت سحر بضيق : ماهو اكيد هتقول لمهران
هزت تهاني راسها بثقه : لا مش هتقول حاجه ولو قالت هكذبها واكيد مهران هيصدقني انا مش هي
صمتت سحر بينما لاحت في عيونها نظرات التأثر بينما كانت زوجه ابيها بلا قلب لتقول لتلك الفتاه هذه الكلمات الجارحه ولكنها مضطره أن تصمت فهي ربتها هي واختها واعتبرتهم بناتها بعد زواجها بابيهم .....
عقد مهران حاجبيها حينما نزل الجميع للاطمئنان عليه ولم يجدها من بينهم ....
نظر إلي سحر : فين فيروز ؟!
تدخلت تهاني سريعا وهي تحذر سحر بنظراتها بينما تقول ببراءه وهي تتلفت حولها : هي فين .....بت يا ذكيه فين الست فيروز
قالت ذكيه بخبث : مشيت من بدري يا ست تهاني
ردد مهران بعدم تصديق : مشيت ؟!
تمتمت تهاني بقصد أن يسمعها مهران : تمشي من غير ما تطمن علي جوزها .....حقه غريبه !!
التفت مهران الي ابيه وهو يخفي ضيقه : هطلع اريح شويه يا حاج
................
.....
مد أحدي الشباب يداه تجاه زياد بسيجاره ملفوفه هاتفا. :. لفيت لك حته سيجارة هتعلي مزاجك اوي يا زياد باشا
ابعد زياد يد الشاب هاتفا بحنق : لا مش عاوز .....
مزاجي مش رايق يا عيد
رفع الشاب حاجبه : ليه يا باشا ده انت حتي عريس جديد ولازم مزاجك يكون رايق
هتف زياد بحنق : عريس .....؟!
ضيق الشاب حاجبيه بفضول : ايه يا باشا ...ما تقولي في ايه يمكن اروق مزاجك
اجتذب كلامه اهتمام زياد الذي قال وهو يحك ذقنه : هتجيب ليا طلبي
قال عيد بثقه : قول طلباتك وفورا اجيبهالك ....!!
همس زياد ببضع كلمات لعيد الذي قال سريعا ...موجود
نظر له زياد بشك : انت متاكد ؟!
اوما عيد بثقه :
هتبقي معاك زي ما انت عاوز
قال زياد : مش نايمه
هز عيد رأسه : لا .....صاحيه بس في دنيا الاحلام
اوما زياد ليقول عيد : بكرة الحبايه تكون عندك
اوما زياد وأخرج رزمه ماليه وضعها أمامه : خد دول ومتتاخرش عليا
شعرت وداد بقلبها يتمزق من أجل رؤيتها لهذا الحزن بعيون ابنتها التي لا تبارح غرفتها ..... فكرت أن تتحدث معها ولكن فيروز لم تدع لاحد اي مجال للحديث بعد عودتها للمنزل عصر اليوم ......كلمات المراه المحقره من شأنها وشأن ابيها جرحتها. بقوة .....انقلب كل شيء الي حساسيه مفرطه لها لتري أنها بالفعل مجرد ابنه حارس امن ...مجرد فتاه فقيرة يتسلي بها ابن العائله الثريه لتتذكر ماحدث بينهم من البدايه وكم كانت حمقاء وهي تخطو بقدمها الي داخل تلك الدائرة .....أنها مجرد تسليه له وهو مجرد سبيل للانتقام من عمها وبالوسط تنتهي حياتها ومستقبلها ..... !!
لم يبارح تفكير مهران تفاصيل ماحدث طوال اليوم لترتسم ابتسامه خفيفيه علي شفتيه .....هل بالفعل وقع بحبها كما قال جاسر ....ربما ...أو اكيد وإلا لماذا لا تبارح عقله تلك التفاصيل عنها .....عقد حاجبيه سريعا بينما فسد كل شيء باللحظه التي تذكر فيها أنها غادرت ولم تلتفت أو تنتظر لتطمئن عليه ..... هل يحب فتاه لا تفكر به ....لا لا أنه لا يعرف ماهو الحب بالأساس ..... ولكنها مختلفه .....وكأنه بداخل دوامه من الأفكار والاسئله التي تبقي بلا اجابه ليشرق الفجر وهو علي حالته فيقوم من فراشه بينما ينتظره يوم حافل ....
بينما لليوم التالي يظل الخصام يعرف الطريق بين جاسر وماس خاصه وأنه تمادي من وجهه نظرها حينما لم يعد للمنزل بالأمس بعد أن أرسل لها رساله بوجود مهمه تتطلب وجوده ولكنها لم تصدق وظنته يخترع الأمر بينما ازداد غضبها الداخلي منه بعد أن تركها وحدها طوال الليل وهذا كان مجرد سوء حظ له لتأتي له تلك المهمه فجاه
وهاهو صالح بانتظار اليوم حيث سيخلصها من مصيرها المحتوم ......وبدأ صباحه بلقاء أبيه
: صالح
التفت صالح لأبيه : نعم
قال رافت ؛ عاوزك نتكلم شويه
قال صالح باعتذار وهو ينظر في ساعته :
معلش يابابا ....انا لازم انزلعشان عندي موضوع مهم
عقد رافت حاجبيه : موضوع ايه...؟! انت مسافر
قال صالح : اه بخلص شويه شغل مع جاسر في اسكندريه
قال رافت بضيق واضح : شغل ايه .....
: شغل يابابا
هتف رافت باحتدام : بس انا عاوزك في موضوع مهم قال صالح باعتذار : معلش يابابا ...خليها لما ارجع
زفر رافت بضيق شديد ليسرع صالح يجذب مفاتيح سيارته ويغادر ....
نظر جاسر في ساعته ليري أنها قاربت الظهيره وقد انتهي من وضع تقريرة وتركه علي مكتبه ليقوم ويتجه للخارج فأمامه يوم طويل مع صالح لذا فليذهب للمنزل يرتاح قليلا أو ليصدق كذبه علي نفسه بأنه يريد رؤيتها
فقد اشتاق اليها بشده .....يتمني لو تكون عاقله تلك المرة ولا تضغط علي عروقه النافره فهو يتمالك نفسه بصعوبه .....!! لتترك الامور تهدأ بينهم ولكن ماس
كانت جالسه علي جمر ملتهب ...هو يخرج ويعمل بل وينام خارج المنزل ويتركها وحدها وهي مقيده بأوامره التي واقفه عليها ابيها واخيها .....
..........
نظرت امتثال لياسمين بتعلثم بينما صعب عليها بشده أن تخذل عيونها الراجيه وبنفس الوقت لا تستطيع تلبيه طلبها لتقول بأسف :
غصب عني يابنتي .....انا ماشيه جنب الحيط وزياد بيه أيده طايله وانا اخاف اعمل كدة اشتري عداوته
أومات ياسمين وهي تبتلع غصه حلقها لتربت امتثال علي كتفها باعتذار : متزعليش يا بنتي مني ياريت بأيدي حاجه
هزت ياسمين راسها : ولا يهمك ...
أسرعت تغلق الباب خلفها وتهمس بالهاتف :
مش هعرف أخرج ياصالح الأبواب كلها مقفوله
توتر صالح قليلا ولكنه طمئنها قائلا : متقلقيش هتصرف
غص حلقها لتقول : صالح متحملش نفسك عبء
عشاني
: قولتلك مش هسيبك يا ياسمين ..
انهي اتصاله مع ياسمين واتصل بجاسر : الشغاله مرضتش تديها المفاتيح
حك جاسر راسه قائلا : مش مهم ...هتصرف بس اهم حاجه الست متفتحش بوقها بكلمه
قال صالح : تفتكر ممكن تقوله
: لازم نعمل حسابنا .....صالح اتصل بيها وخليها تاكد علي الست أنها متتكلمش خالص
: يعني هننفذ النهارده ياجاسر
قال جاسر. بثقه : زي اتفاقنا ...متنساش أن عماد مش هيفضل في المصحه اكتر. من كده لو غاب يوم كمان زياد هيشك يبقي النهارده لازم بأي تمن نخلص
اوما صالح ليقول : تمام علي ميعادنا
...........
....انهي جاسر مكالمته ووضع هاتفه بجيله وخرج من مكتبه باتجاه سيارته
التي تحركت قبل لحظه من وصول سيارة مهران الذي أوقف سيارته سريعا ونزل منها ينادي جاسر ولكنه لم يسمعه ليعود مهران وينطلق خلف جاسر ليتبعه
وجد جاسر نفسه أمام البنك ليقف بغريزة ذكوريه بانتظار خروج ايمن ...
ظل جالس للحظات يحاول السيطرة علي تلك الفكرة
ليتعقل باخر لحظه ... جاسر
انتبه الي مهران ::
مهران في ايه اللي جابك هنا ؟!
قال مهران ::
لقتيك طالع ناديت مردتش مشيت وراك ....انت بتعمل ايه ؟!
مستني المدام ؟!
هز جاسر رأسه بشرود قائلا لمهران : لا ...مش مستني يلا بينا
ادار سيارته وكان علي وشك المغادرة بينما اتجه مهران الي سيارته هو الآخر وتحرك بها بضع أمتار قبل أن يتوقف حينما لمح جاسر من خلال مراه السياره يتوقف
بشعور فطري كانت قدم جاسر تدعس علي المكابح حينما لمح ذلك الرجل يخرج من باب البنك .....حرك أصابعه يقبض بقوة علي المقود بينما يتطلع الي هذا الذي يخطو درجات السلم الرخامي بينما يتجاذب الحديث مع امراه أربعينية بشعر أشقر ترتدي بدله سوداء انيقه ماثلت بدلته بينما ضحكته التي ارتسمت علي وجهه بتلك السماجه أشعلت فتيل أعصاب جاسر الذي بالفعل كان علي وشك الاحتراق
عقد مهران حاجبيه بتساؤل وهو ينظر إلي مراه السياره الجانبيه يسأل نفسه : هو في ايه ؟
جاسر وقف ليه ..؟!
تفاجيء مهران وهو ينظر إلي المراه بنزول جاسر
لتتسع عيناه بصدمه حينما وجده يهجم علي هذا الرجل ويلكمه بقوة في أنفه التي شعر بها تكاد تفارق وجهه من قوه اللكمه التي وجهها له جاسر ....
صرخت المراه وبعض العملاء الذين كانوا يدخلون ويخرجون من مبني البنك ليتجه الأمن سريعا تجاه جاسر الذي نفضهم سريعا عنه مزمجرا برتبته امامهم ليقف الجميع مكانهم
اسرع مهران يمسك بكتف جاسر ويسحبه من بينهم بينما لا يفهم سبب تلك النيران التي تخرج من رأسه ...دفعه الي سيارته وانطلق به ....في ايه ياجاسر ...ضربت الراجل ليه ...؟!
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك