الفصل السادس عشر الجزء ١
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
أسرعت ماس تترك ما بيدها وتتجه الي نداء جاسر الذي وقف بمنتصف الغرفه ممسك بيده هذا المغلف بينما تكاد النيران تخرج من أذنيه منذ أن قرء تلك الكلمات .....
: نعم يا حبيبي
رفع إليها المغلف هاتفا بصوت حاد : ايه ده ؟!
نظرت ماس الي المغلف الذي امسكه جاسر بأصابع حانقه لتجيب بعفويه : اه يا حبيبي ده مستر مهاب بعته ليا يعني مكافاه او تقدير حاجة كدة .... كنت هوريهواك بس نسيت خالص
رفع حاجبه بانفعال : وهو يبعتلك حاجة زي دي ليه
هزت كتفها : قولتلك تقدير ...يعني علي شغلي الفتره اللي فاتت ...
قاطعها بغضب : وانتي ازاي تاخدي منه هديه
عقدت حاجبيها بتوضيح بينما بدأت تري غضبه : مش هديه اوي ياجاسر عادي بعتها مع السكرتيرة وانا اتحرجت ارفض .....ده مديري
صاح بعصبيه واضحه : يكون زي ما يكون .....انا عاوز افهم انتي ازاي تاخديها
انفعلت ملامحها من عصبيته لتقول : عادي ياجاسر كنت اعمل ايه .....قاطعها جاسر بغضب مزمجرا :
بطلي كلمه عادي عشان مش عادي ابدا تاخدي هديه من راجل غريب
هتفت بانفعال شديد : راجل ايه ياجاسر....؟!
بقولك مديري وبعدين الراجل كلامه مفيش فيه اي حاجه وذوق جدا
احتقن وجهه بالغيرة و قاطعها : متتكلميش عنه
زفرت ماس بينما من وجهه نظرها لا تري سبب لكل تلك العصبيه من موقف حرج تعرضت له : جاسر اهدي انت بتكلمني كدة ليه....؟!
قال وهو يحاول السيطرة علي انفعاله :
عشان مش طبيعي اكون هادي وانا شايف مراتي واخده هديه من واحد تاني وبتقولي عادي
احتقن وجهها بالغضب بينما لا يكل ولا يمل من غيرته الهوجاء لتزفر بضيق قائله : طيب مش عادي ياجاسر...... ايه كنت اعمل ايه ؟!
القي المغلق بحنق علي الفراش مزمجرا بلهجه أمره : بكرة ترميها في وشه والموضوع ده ميتكررش
عقدت حاجبيها ليندفع خارج الغرفه فلحقت به هاتفه باعتراض علي ماقاله
جاسر ارمي ايه ....بقولك ده مديري
أشار بها بحزم وهو يتمسك بصعوبه باعصابه .....
ماس انا كلامي خلص وياريت نقفل الكلام كدة عشان مفقدش اعصابي وترجعي تزعلي
نظرت له بضيق وامتليء فمها بالكلمات لتقول باعتراض :
الكلام مخلصش
اسار لها بنبره قاطعه : بالنسبه ليا خلص ....
نظرت له بضيق شديد ليندفع الي الشرفه يخرج سيجارة يحرقها بين شفتيه بحنق هاهو يجاهد الا يعميه دخان غيرته ويحاول الحديث بهدوء وصبر ليتها تفهم وتري جهده في التحكم بغيرته التي أشعلت أعصابه ......ماذا يعني أن يهدي رجل آخر شيكولاته لزوجته ...؟!
ليتذكر هيئته وتجوب برأسه الآلاف التخيلات عن المديرين أمثاله من يتلاعبون بالفتيات الصغيرات الطموحات كزوجته ليظل يدخن سيجارة تلو الأخري وهو يحاول نفث كل غضبه بها بدلا من إخراجه بماس التي
جلست بغضب شديد تهز ساقها بينما لاتدري ماذا فعلت ؟!
.....لا تستطيع أن تفكر بمنطقيه الرجال عن الغيرة ....لا تري أنها فعلت شيء خاطيء بل تراه كعادته يحاول أن يتحكم بتصرفاتها .....
دخل جاسر بعد نصف ساعه لتعتدل ماس واقفه وتقول باقتضاب وهي تتجه الي غرفتها : العشا جاهز
أوقفها بينما يري ما انتوته من اخذ موقف منه : وانتي مش هتأكلي
هزت راسها دون النظر اليه : مش عاوزة
....سارت بضع خطوات ليوقفها : ماس
توقفت لتنظر اليه دون قول شيء ولكن ملامح وجهها الغاضبه قالت الكثير ليزفر جاسر بحنق قبل أن يتحدث بإشارة واضحه لها : بصي لتصرفاتك وشوفي مين اللي بدأ الخناق
قالت بهجوم : انت اللي بدأت
هتف بدفاع عن نفسه قائلا من بين أسنانه : بناء علي تصرف معجبنيش ومع ذلك بلعتها وسكتت
التفتت له بانفعال وهي تعقد ذراعيها حول صدرها : وانا مش بالعه التحكم بتاعك ده
رفع حاجبه باستنكار : تحكم
أومات بسخط : اه تحكم ....وأوفر كمان
رفعت عيناها إليه بهجوم : هو انت لو حد من زمايلك مش مديرك عمل كدة كنت هعمل ...قاطعها بغضب سرعان ما اشعلته :
ماااس خلصنا متفتحيش في الموضوع تاني .......نظر في عيونها لتري مقدار الثورة بداخله التي يحاول السيطرة عليها بينما يقول : واه ياماس .... لو مدير قدم ليا هديه من غير داعي هرفضها
تعلثمت الكلمات بحلقها من إجابته القاطعه لتبعد عيناها عن عيناه قائله بدفاع عن وجهه نظرها : هتحرج اعمل كدة ....
نظر لها جاسر بعتاب لاذع : خايفه علي مشاعره اكتر مني
هزت راسها سريعا : اكيد لا بدليل أني مخبتش عليك
ولولا مكالمه مي كنت هقولك
اوما جاسر متنهدا : وانا خلاص مسألتش ولا حاسبتك وقفات الموضوع ...... يبقي نعدي الموضوع وياريت تنفذي كلامك
شدد علي كلماته وتابع : مديرك عاوز يكافئك يكون في حدود الشغل مش بالشكولاته
..........بالرغم من حديثه المنطقي الذي نهي به كلماته إلا أن شيء بداخلها جعلها تتمسك بوجهه نظرها أنها لم تخطيء لذا
صممت علي أخذ جنب منه لتوليه ظهرها وتنام وجاسر لم يعترض ولم يجادل بالرغم من أنه شعر بالضيق أنها من افتعلت المشكله وتمسك هو بهدوئه بالرغم من نيران الغيره التي تأكل قلبه وهو يتخيل نيه الرجل السيئه تجاه زوجته ليستند بظهره الي الوساده ويظل جالس بشرود بينما تركت له كامل الفراش واتخذت لنفسها مكان في نهايته مبتعده عنه ....
في الصباح كانت ما تزال تحمل نفس غضبها منه بينما لاتري سبب لكل ما حدث ..... أوقف جاسر السيارة اسفل عملها لتجذب حقيبتها بحنق وتغادر دون قول شيء ..
..........
.....
رفضت فيروز مغادرة غرفتها منذ الامس لتظل جالسه وحدها لاتفعل شيء إلا النظر في حاسوبها الي تلك الصور التي جمعتها بوالدها والتي جمعتها علي مدار سنوات حياتها بمختلف محطاتها ..... صورتها بالمدرسه والجامعة والتخرج ...كل صورة تحمل ذكري تشجيع والدها لها ....بحنين جارف مدت يدها الي تلك الشاشه تمرر أناملها فوق ملامح وجهه ابيها ...ذلك الرجل البسيط الذي ترك بداخلها كل ما هو جميل وفارقها برحيله ...... تشتت وضاعت كل أحلامها برحيله وبقيت تتنقل من سلطه الي سلطه أخري .....ستنتهي سطوة عمها عليها وتأتي سطوة هذا الرجل الذي سيتحكم بها وهي لم تنشأ علي هذا .....كان ابيها يعتبرها صديقته ولم يفرض عليها يوما أي قيد بينما لم تكن بحاجه الي قيود في ظل تربيه اب نتفهم مثله بالرغم من بساطه تفكيره ....ابتسامه هادئه ارتسمت علي شفتيها وهي تتذكر كم بقي يدفع اقساط لهذا الحاسوب الذي طلبته منه بأول عام لها بالجامعه ولم يتواني عن إحضاره لها بالرغم من اعتراض والدتها لغلاء ثمنه .....تنهدت وتلتفت حولها قبل أن تخرج الي الشرفه تتطلع الي رحابه هذا المنزل الذي يمتلكه عمها دون أن يشعر بذرة تأنيب ضمير أنه أخذ حق أخيه والان يستخدمها لنيل باقي اطماعه ....تكرهه وتكره والدتها التي جعلتهم اسفل رحمته ....نعم تكرهها ولا تشعر بالشفقه عليها ...هكذا اعترفت دون أن تضع نفسها مكان والدتها قليله الحيله أمام قسوة الحياه .....
...........
.....
ابتسامه حالمه ظلت مرتسمه علي شفاه ياسمين وهي تتذكر كلماته أنه لن يتركها وسينقذها لتتخيل كيف ستكون ملامحه حينما يراها بعد هذه المده ....هل سيخبرها أنه اشتاق اليها كما كان يفعل دوما .....مررت يدها علي خصلات شعرها القصير تفكر ماذا لو كانت تركتها تطول كما كان يحب بينما بعد فراقهم قررت ألا تتركه يطول ابدا .....ترك بها الخيار تلك الليله أن تعود إليه وتترك كل شيء وهي قد فعلت ....تحدت ابيها وتركت كل شيء وعادت له لتجده يخبرها أنه لايريد فتاه مثلها بحياته ....تتذكر جيدا تلك الكلمات اللاذعه التي اخبرها بها والده لانه لايريد رؤيتها وحتي لم يكلف نفسه عناء المجيء ونطق تلك الكلمات لها ...لا تستطيع أن تنسي نظره رأفت الكارهه لها والتي اعتادتها دوما وتلك الليله أضاف إليها نظرات الانتصار بينما رضخ له صالح ولفظها خارج حياته كما اراد
(طبعا كنتي مستنيه صالح ...؟!
نظرت ياسمين الي والده بتوتر بينما تدرك كم يكرهها ويكره والدتها حتي أنها تخاف منه لتقول بتعلثم : انا
قاطعها رافت بإشارة من يده وتابع باقتضاب :
صالح مش جاي ومش هيجي .....
خرج صوتها بضياع : هو بعت حضرتك ؟!
اوما لها قائلا : امال متوقعه منه ايه .... متوقعه اول ما تبعتي له رساله يجري ويجيلك .....نظر لها باشمئزاز وتابع بحزم : صالح مش عاوز واحده زيك في حياته لانه مش هيكون نسخه من ابوكي .....
لمعت الدموع بعيونها من كلمات هذا الرجل القاسيه والتي أعادت لها كلمات ابيها حينما صممت علي المغادرة ....لتتذكر كلمات عماد ( عمر ما هيكون ليكي مكان وسطهم يا ياسمين ولما تعرفي كدة وترجعي ندمانه مش هتلاقي الا حضن ابوكي ....انا مش هقف قصادك ولا امنعك تروحيله ....روحي بس عشان تتاكدي من كلامي ...)
نظرة اخيره رمقها رافت بها ليكمل وضع المزيد من القسوة علي كلماته ( علي فكرة ده مش كلامي ده كلام صالح )
عادت ياسمين من ذكرياتها لتهز راسها وتحاول الا تعود بتفكيرها الي تلك الأيام المؤلمه فما عاشته بعدها أكثر الناس وقسوه ....تسامحه عن كل شيء فعله بها فهو بشر وربما أدرك الآن خطأه ويحاول إصلاحه لذا هي تسامحه واتمني أن يسامحها هي الأخري علي عدم محاولتها مرة أخري واستسلامها ....!!
حاله من التصالح مع نفسها وصلت إليها بينما يكفي أن تخرج من هذا المنزل .... لاتريد أموال أو ثروة لاتريد شيء إلا أن تعيش بسلام ....
.........
...
فرك صالح رأسه بينما ينظر إلي جاسر الذي جلس بهدوء يرتشف قهوته يتابع كلماته : اطمن يا صالح ...الحل اللي انت شايفه من وجهه نظرك بسيط هو الحل الصح ....
اوقات كثيرة بيكون الحل البسيط هو الحل للمستحيل اللي محدش بيفكر فيه ....
اعاد فنجان القهوة الي طرف المكتب وتابع بشرح : يعني زياد ده مش متوقع ابدا أنها هتقدر في يوم تخرج وتقدم بلاغ ضده عشان كدة هو مطمن من ناحيتها وفي نفس الوقت حاطط كل احتياطه من ابوها اللي فعلا روحه في أيده عشان كدة مش هيعمل حاجه وزياد بس بيستخدمه ككارت ضغط عليها مش اكتر ....اخر نقطه هي اخوها وده فعلا جايز يكون الكارت الوحيد اللي في أيده .... لو نفذنا اللي اتفقنا عليه هيكون مفيش في أيده اي حاجه
نظر له صالح بقليل من الشك ليقول جاسر : متقلقش ...اهم حاجة هي توصل للباب اللي ورا وتخرجها منه وتسلمها ليا وسيب الباقي عليا
ظل صالح صامت يفكر ليقول مهران : يعني ياجاسر المحضر اللي هتعمله ده هيخليها تخلص منه
اوما جاسر : ده شغلي انا .... انا مش عاوز غير انها تخرج من البيت ده وتوصل مديريه الامن والباقي عليا
اوما صالح ليقول : جاسر انا مش عاوز حاجه تحصل لها
ربت جاسر علي يده متقلقش
أشار إليه وتابع ...المهم جهزت مكان عماد
اوما صالح : اه
قال جاسر وهو يعتدل واقفا يبقي حالا تاخد مهران وتروح له وتنفذ اللي اتفقنا عليه وطبعا خدوا بالكم كويس احسن يكون زياد مراقبه
هز صالح رأسه : متقلقش هو رايح المصحه بتاعه عيد الرحمن زي ما قولتلك
: تمام ...يلا عشان تلحقوا تخلصوا الإجراءات
نظر مهران اليه : انت مش جاي معانا
هز رأسه قائلا : لا ...هعدي علي ماس أحدها ونروح
.......
...
تنهدت ريم قائله : بصي ياماس هو الموضوع ولا صح ولا غلط بس كمان موقف عادي جدا أن جوزك يعترض عليه
عقدت ماس حاجبيها بامتعاض : ليه بقي؟!
هزت ريم كتفها : بيغير وحقه
هتفت ماس باعتراض : مش حقه يتحكم في تصرفاتي يا ريم
قالت ريم بحياديه : ماس انتي عارفه اني بقول الحق ولو سألتي حد تاني هيقولك نفس الكلام
وبالفعل اتصلت ماس بوالدتها تخبرها بحنق بما حدث
لتجد هويدا تقول بهدوء نفس كلمات ريم : يعني ياماسه مقدرش اقول انه عمل حاجه غلط .... جوزك وبيغير
هتفت ماس برفض بينما لا احد يري ما تراه : وانا عملت ايه ياماما ولا كان ايه اللي حصل ....مجرد تقدير بسيط وافته شيك من مديري ملهاش اي أبعاد تانيه عشان يكبر الموضوع كدة
أومات هويدا باتفاق : مختلفناش ياماس ...انتي صح وهو صح ...كل واحد شايف من وجهه نظرة وبصراحه هو مكبرش الموضوع ونهاه انك ترجعي الهديه
: مينفعش ياماما ....ازاي ؟!
: يبقي من الاول كنتي بلباقه تخرجي من الموقف
فركت ماس وجهها بانفعال : ازاي ياماما بقولك مدير الفرع
: ياحبيتي وهو برضه راجل وممكن يكون نيته وحشه وبيحاول يحسخ نبضك
رفضت ماس تماما هذا الاحتمال لتتهكم : بعلبه شيكولاته
قالت هويدا بموضوعية : اهو ياماس تفكير الرجاله غيرنا ومهما كان ده راجل غريب منعرفش نيته انتي خلي تعاملك في حدود احسن
قالت موافقه : عامله كدة طبعا وبعدين ده عمره ما اتكلم معايا الا في شغل
: ماشي ياحبيتي طالما انتي مقتنعه بالحدود يبقي خدي الموضوع ببساطه ومتعمليش بينكم مشكله
زفرت ماس بضيق قائله بصدق لوالدتها : متضايقه منه عشان بيتحكم فيا ياماما
تمهلت هويدا في الاجابه بينما تدرك أن تلك المشاكل تقابل كل المتزوجين حديثا بينما يظن كل منهم أن الاخر يحاول فرض رأيه وتحكمه علي الاخر
: اسمعي ياماس ..اللي جاسر عمله ده مش تحكم ولا حاجه ....فكري بس من وجهه نظرة أنه بيغير عليكي عشانلو فكرتي فيها أنها تحكم وفرض رأي هتحسي فعلا بالخنقه وهتحسي أن جوازك منه قيد علي حريتك وده غلط
يا بنتي انا امك وخايفه عليكي متخليش سبب خارجي يضايقك ويغير علاقتك بجوزك .....
........كان متوقع أن تشعر بالارتياح بعد مكالمه والدتها ولكنها شعرت بالمزيد من التشتت بينما كلام العقل والمنطق دوما يخالف احساسها .... هذا الاحساس بأنه لا يتوقف عن فرض قيوده وحتي تفكيره عليها بينما لايدع لها حريه التفكير في أي موقف يقابلها فهي بالاساس إن كان مهاب تجاوز كانت ستتخذ موقف فلماذا لا يدعها تأخذ قراراتها بنفسها مادامت تستطيع ....خرجت من شرودها علي صوت تلك الفتاه التي أرسلها لها المدير :
ماس مستر مهاب عاوزك في مكتبه
أومات ماس لتقوم تجاه الباب ولكنها عادت الي مكتبها وامسكت بالمغلف تفكر بكيف ستنفذ كلام جاسر الذي تعترض عليه من داخلها ...هزت راسها و شعرت باحراج شديد أن تعيده له .....موقف لم يضع أحدهما نفسه مكانها به ....عادت بضع خطوات الي مكتبها لتقول للجميع وهي ترفع المغلف : مستر مهاب مبسوط من شغلنا .....بعتت الشيكولاته دي لينا
ضحك ايمن بعدم تصديق : شيكولاته من مستر مهاب مرة واحده ....
ده شكل في مديرة جديده في الطريق
فهمت ماس تلميحه أنها قد تترقي ولكنها استبعدت هذا الاحتمال فهي ماتزال صغيرة ومبتدئه بالعمل لتشاكسه : انت بقالك خمس سنين في مكانك انا اللي لسه جايه من كان شهر هترقي ..خد كل شيكولاته وانت ساكت
ضحك ايمن واخذها منها بينما تجاذب الحديث مع زملائهم ......لتعود ماس بعد ربع ساعه ووجهها محتقن بقوة ..
!!!
.......
أسرعت بسمه تمتثل الي طلب عمها وتذهب الي غرفه مهران لتخبره أن أبيه يريد التحدث معه ....
نظرت سريعا الي أحدي المرايا الجانبيه المعلقه في الرواق تتطلع الي هيئتها لتهندم من خصلات شعرها الكستنائي الحريري ثم تقرص وجنتيها الحمراء قليلا قبل أن تتجه إليه ....طرقت الباب ليدعوها صوت مهران العميق للدخول ...
نظر إلي بسمه التي ابتسمت له : عامل ايه يا مهران ؟!
اوما لها : الحمد لله ...وانتي
هزت كتفها دون قول شيء لتطول وقفتها الصامته قليلا بينما لاتبعد عيناها عن النظر له ....هو من طالما حلمت به ونشأت علي أنه الرجل الوحيد الذي سيكون بحياتها وهاهو يختار سواها لتكون بحياته
نظر مهران الي صمتها ليقطعه متسائلا : خير يا بسمه في حاجه ؟!
استدركت سريعا لترطب شفتيها قائله : اااه ...ده ..ده
عمي عمران عاوزك تحت
هز رأسه قائلا : ماشي انزلي وانا جاي وراكي
أومات بسمه وخرجت من الغرفه لتتجه الي عمها بوجهه حزين قائله : بيقول لحضرتك نازل
هز عمران رأسه فاستدارت بسمه لتغادر ليوقفها عمران : بسمه
التفتت له : نعم ياعمي
قام من مقعده واتجه إليها قائلا بحنان : مالك ....حد زعلك ؟!
لمعت عيونها دون إرادتها فهي لا تحتمل أن تفكر بأنه بمجرد ايام وسيكون بينهم فتاه أخري تكون زوجه لمهران تنهدت وهزت راسها : لا ابدا ياعمي
نظر إليها مليا ليهز رأسه ولا يسأل مجددا : ماشي يا بنتي
دخلت تهاني لتنصرف بسمه التي نظر عمران في أثرها قليلا قبل أن ينظر إلي تهاني قائلا : مالها بسمه ....حد زعلها
لوت تهاني شفتيها بتهكم : ال يعني انت مش عارف
عقد عمران حاجبيه بتساؤل : عارف ايه ؟!
هتفت تهاني بانفعال : عارف اللي مزعل بسمه ....هيكون ايه غير جواز مهران من واحده غيرها
احتدت ملامح عمران مزمجرا : انتي اتكلمتي معاها في الكلام الفارغ ده
هتفت تهاني بدفاع عن نفسها : من غير ما اتكلم ....البت كبرت وهي فاكرة أنها هتكون لابن عمها ...نظرت له بسخط وتابعت : مش هي دي الأصول يا حاج ولا ايه ؟!
ضرب عمران طرف المكتب بقبضته : الأصول اللي مهران عملها.....بسمه متربيه وسطينا وهو مش شايفها غير أخته
ازدادت حده نبرته وتابع : انتي اللي فضلتي تكبري الموضوع في دماغها
اتسعت عيون تهاني : انا ياحاج ؟!!!
هتف عمران بغضب : أيوة انتي ....ويمين بالله لو فتحتي السيرة دي تاني قدام البت لهكون موريكي اللي عمرك ما شفتيه مني ..فاهمه
فتحت تهاني فمها لتتحدث ولكن دخول مهران الي الغرفه اسكتها لتنسحب دون قول شيء ....
التفت مهران الي إبيه مشيرا الي زوجه ابيه قائلا : في ايه ...انت بتزعق معاها ليه ياحاج
هز عمران رأسه بعدم اكتراث : متشغلش بالك ....اقعد انا عاوزك في كلمتين
جلس مهران متسائلا : خير يا حاج
جلس عمران متمهلا قبل أن يقول : انا معترضتش علي البنت اللي اخترتها وقولت علي بركه الله بس لازم اسالك انت متاكد من نسبك ده
عقد مهران حاجبيها بعدم فهم : في ايه ياحاج ؟!
قال عمران وهو ينظر لابنه : فاروق كان عندي من شويه
نظر له مهران بترقب ليكمل عمران : وطلب فلوس
ظل مهران هاديء بينما تابع عمران : انا مش بتكلم في فلوس ولا طلبات ....انا بتكلم أن الجوازة دي هتكون مسمار جحا اللي كل شويه فاروق وأخوه يدخلوا لينا منها
هز مهران رأسه واعتدل واقفا : متسمعش منه كلام تاني ياحاج .....ولا تديله اي فلوس
نظر عمران الي ابنه بتساؤل : انت ناوي علي ايه ؟!
قال مهران باقتضاب كعادته : هعمل الأصول .....المهر واخده مع اني مش موافق علي موضوع الأرض بس مرضتش اكسر كلامك ياحاج ....إنما من دلوقتي كلام فاروق معايا انا
نظر عمران الي ابنه قائلا : حقها تاخد مهر يليق بينا قبل ما يليق بيها
اوما مهران : وانا معترضتش ...بس ده اللي طمع فاروق فينا
: هتعمل ايه ...؟!
قال مهران وهو يتجه الي باب الغرفه : قولتلك هعمل الأصول يا حاج
خرج مهران من باب مكتب ابيه ليتجه حيث جلست تهاني مع إخوته البنات وبسمه ليقول : مرات عمي
التفتت له تهاني ليقول : عاوزك بكرة تاخدي واحده من البنات وتشتري دهب للعروسه وتروحي تديه ليها
استهجنت ملامح تهاني : هما مش اخدوا المهر ....دهب ايه تاني
نظر لها مهران بحزم : اللي أقوله يمشي يا مرات عمي
وكزتها سحر بطرف اصبعها قائله : طبعا طبعا يامهران .... ماما بس بتتكلم معاك
اوما مهران دون قول شيء لينادي بصوته علي ذكيه التي أسرعت : نعم يامهران بيه ؟!
: بكرة انتي وكام واحده معاكي تنضفي الأوضه كويس وتشيلي كل حاجه جواها عشان لما يوصل الفرش الجديد
انصاعت ذكيه : حاضر يا مهران بيه
التفت الي تهاني قبل أن يغادر : خليكي علي رأسهم يا مرات عمي لغايه ما يخلصوا
خرج مهران لتزفر تهاني بغضب بينما أسرعت بسمه تركض الي غرفتها والدموع تمليء عيونها حسرة علي وجودها بينما يستعد لزواجه بأخري : شايفين حرق الدم اللي انا واختكم فيه
قالت سحر بتأثر : معلش ياماما . ..... بسمه صعبانه عليا اوي
نظر سهام إليهم بتوجس قبل أن تقول : وانا كمان. .. بس اللي حصل حصل
استعرت نظرات تهاني لتزمجر بابنتها : انتي بتقولي ايه يابت انتي ...... يعني ايه اللي حصل حصل
...يعني بنتي تقعد بحسرتها والبيه جايب العروسه الجديده قدامها
قالت سهام بدفاع عن نفسها : ماهو ياماما في ايدينا ايه نعمله ..... احنا حاولنا نكلم مهران وانتي عارفه طبعه .. اصلا مدناش فرصه ننطق كلمه
زفرت تهاني بغيظ : انا هتصرف. ....أمسكت بخصلات شعرها وتابعت بوعيد : وحياه ده لهخلي أيامها في البيت ده سواد ....!!
.............
....
رحب فاروق ورحيم بمهران الذي دخل الي المنزل بخطواته الثابته ...اهلا اهلا يامهران بيه
اوما مهران لينادي سريعا فاروق علي الخادمه لتقدم الضيافه الي مهران الذي قال : انا مش جاي اتضايف يا حاج. ...انا جاي في كلمتين
اوما فاروق : اتفضل يا مهران بيه ....قول سامعك
قال وهو يشير بطرف عيناه : فين العروسه ووالدتها
أستنكرت نظرت فاروق طلب مهران ليقول رحيم سريعا باستدراك ....بت يا شوق نادي الست ام يحي والست فيروز بسرعه
وكز أخيه أن يتمسك باعصابه بينما لا يريد أن يتفاقم الوضع بينه وبين مهران
علي مضض انساقت فيروز الي يد زوجه عمها التي قادتها الي السلم هامسه. : يا بنتي اسمعي الكلام وخلينا ننزل نشوف الراجل عاوز ايه
زفرت فيروز ونزلت بخطواتها الحانقه ولا تنكر أن بداخلها فضول شديد لمعرفه سبب مجيئه بهذا الوقت
دخلت عزيزة بالترحاب : يااهلا يا اهلا يا ابني ...خطوة عزيزة
جذبت فيروز الي الداخل قائله بوجهها البشوش : الست ام يحي تعبانه شويه وبتتأسف أنها مش قادرة تقوم من الفرشه ....بس انا زي والدتها
اوما مهران بتهذيب : انتي الخير والبركه .....بس طمنيني علي الست ام يحي ...نجيب دكتوره
هزت عزيزة راسها بابتسامه واسعه : لا ياابني مفيش داعي ....شويه تعب وهيروحوا لحالهم
ركز مهران نظراته علي فيروز التي اكتسي وجهها الغاضب بالحزن الذي لامس قلبه دون إرادته بينما لايريد الا ان تخبره بسبب كل هذا الحزن والغضب الذي لم يراها ولو مرة واحده الا وتكون تلك ملامحها .....عاد مهران سؤاله : متأكدة ؟!
أومات عزيزة بينما ظلت فيروز صامته لتجلسها عزيزة بجوارها وتدخل الخادمه تضع الحلويات والعصائر لتبدأ عزيزة بالترحيب مجددا ؛ مش مقامك يا ابني ..... انت لازم تتفضل علي العشا
هز مهران رأسه بتهذيب : متشكر يا حاجه ....انا بس جاي في كلمتين
نظر الجميع له ليرفع تلك الحقيبه الجلديه السوداء من جواره ويضعها بوسط الطاوله قائلا وهو يفتحها لتظهر تلك الرزم الماليه الكثيره . ... اتغيرت عيون فاروق ونظر له أخيه بمكر بينما هاهو بدأ تدفق المال عليهم بسبب تلك الزيجه
حمحم مهران قائلا : ده مهر العروسه ..... ربع مليون جنيه
اتسعت عيون عزيزة واتسعت ابتسامتها بينما ظل وجهه فيروز بلا تعبير ليلتفت مهران الي فاروق الذي سال لعابه
للحظات قبل أن يتحشرج حلقه حينما تابع مهران : بكرة الصبح هاخد العروسه تفتح حساب في البنك وتحط فيه مهرها
تغيرت ملامح وجهه فاروق ورحيم بينما نظرت فيروز إليه ثم الي اعمامها وسرعان ما عادت النشوي تسري في عروقها لرؤيه تلك النظرات في عيونهم .....أنه ينتقم لها دون أن يدري .... بالرغم من أنه احب تغير نظراتها من هذا الحزن الي السعاده ولو قليلا إلا أنه لم يحب أن كل ما تفكر به هو الانتقام من عمها ...!!
تجاوز التفكير بتلك اللحظه وتابع ليسكت اي حديث لفاروق : كل حاجه جاهزة وكل لوازم العروسه افتكر وصلت عشان كدة الفلوس دي تخصها هي لوحدها
ساد الصمت بينما انحشرت الكلمات في حلق فاروق ورحيم بسبب ما فعله مهران والذي قصد به أن يخبره أن أي أموال يملكها ستكون لها وحدها وايضا بلا وصايه منهم وهي الوحيده التي ستتصرف بهم
قالت عزيزة لتستدرك هذا الصمت : كرمك زايد يا ابني .....احنا نوصل بنتنا لغايه عندكم
قال مهران بابتسامه : متشكر يا حاجه ...ده العشم وكمان ده حقها
اعتدل واقفا ليختم حديثه : الصبح بأمر الله هعدي علي العروسه اخدها البنك في البلد ونرجع علي طول
أوقفه فاروق الذي لم يستطيع منع ملامحه الحاقده : لا يامهران بيه
التفت مهران اليه رافعا حاجبه بينما توترت ملامح عزيزة ورحيم لتتابع فيروز ما يحدث بترقب لأن تفحم عمها أكثر ..: لا ايه يا حاج فاروق
قال فاروق وهو يحاول أن يبدو هادئا : مينفعش تاخد بنتنا اي مكان قبل كتب الكتاب
فتحت فيروز فمها لتجادل عمها مرحبه بأي شيء يضايقه ولكن مهران أشار بيده لها وقد توقع أنها لن تصمت ليلتفت الي فاروق بهدوء شديد قائلا : عندك حق يا حاج فاروق
نظر فاروق الي هدوء مهران بتوجس ليحتقن وجهه بقوة بينما تابع مهران : ناخد اخوها يحيي معانا .....بخبث نظر إلي احتقان وجهه فاروق وتابع ببرود : مش هو اخوها وهيكون راجلها لما يكبر ...يبقي من دلوقتي ياخد باله من أخته
لم يكن هناك ما يقال بعد كلمات مهران التي نالت من فاروق وجعلت النيران تستعر برأسه .....لقد حصل علي الأموال التي طلبها ولكنها بيد ابنه اخيه ...تلك اللعينه التي لن يأخذ منها قرش ولو قتلها .....
سحبت عزيزة فيروز للاعلي سريعا بعد خروج مهران حتي لا تدعها تقف أمام فاروق بتلك الحاله
لتنساق فيروز ليد زوجه عمها بينما بالفعل لم تكن بحاجه للجدال مع عمها ....يكفي ما ناله علي يد هذا الرجل
قالت عزيزة بهمس لفيروز : جالك كلامي .....اهو راجل وقف قدام عمك وحافظ علي حقوقك
أومات فيروز وتركت زوجه عمها تخرج لتجلس علي الفراش تفكر ايكون كما تقول زوجه عمها ..رجل يحميها ويحافظ علي حقوقها ويدعمها
....أم أنه مجرد غريب...!!
غريب يأتي بين ليله وضحاها ليقيد حياتها بهذا القيد الذهبي الخفي الذي بظاهره يضعه حول اصبعها بينما بالخفاء يقيد به حريتها ....!!
...............
...
عقدت ريم حاجبيها وقامت تجاه مكتب ماس التي كان وجهها احمر من الغضب ووقفت تفتح الادراج تخرج منها اشياؤها وتضعها علي المكتب بحنق
قالت ريم بقلق : في ايه ياماس مالك ...حد ضايقك ؟!
زفرت ماس بشده وهتفت بانزعاج : انا هستقيل..!!
اتسعت عيون الجميع بصدمه لتقوم ساميه وأيمن من مكانهم ويتجهوا الي ماس : في ايه ياماس ...ايه اللي حصل ؟!
هتفت ماس بكلمات غاضبه بشده وهي تجمع اشياؤها من هنا وهناك : بيشككوا في شغلي وبيقولي أن البيانات اللي اشتغلت عليها مش مضبوطه ....وان في اكتر من ١٥٠عميل عن قصد حجبت بيناتهم في التقرير .....
.رفعت عيناها الي ساميه وتابعت بغضب : هو مش البيانات دي انا أهداها من حضرتك .....دلوقتي جاي يقولي أنها غلط ...!!
لا ..لا انا لا يمكن افضل اشتغل هنا بعد الكلام ده
حاولت ساميه تهدئتها : اهدي بس يا ماس وفهميني غلط ايه ....أخرجت أحدي الملفات من درج مكتبها قائله : البيانات اهي ومفيش فيها اي غلط
زفرت ماس بغضب : قوليله ...!! خليه هو يشوف مين اللي عطاكي البيانات غلط ويحاسبه مش جاي عليا انا يعمل فيها مدير ....
صمت الجميع حينما جاء صوت مهاب : مش محتاجه تقولي ...
التفتت ساميه إليه بتعلثم واحمر وجهها بينما استمع مهاب الي كلمات ماس الحانقه .... اعتدلت ريم في وقفتها وحمحم ايمن قائلا باعتذار : مستر مهاب ..ماس بس .. قاطعه مهاب بايمائه من رأسه لم يتوقعها أحد بينما قال بهدوء. : ماس متضايقه وحقها ...
تفاجيء الجميع بهدوءه لتقول ساميه بتعلثم وهي ترفع الملف إلي مهاب : دي البيانات يامستر مهاب وماس احداها مني وانا اللي راجعتها عشان كدة هي بس متضايقه
اوما مهاب قائلا بنفس الهدوء. : وانا مش معترض وقولت حقها
أشار لها وتابع : مش محتاج اشوف الملف ....
التفت الي ماس التي كان وجهها احمر من الغضب ليقول : انتي موقفتيش تسمعي باقي كلامي واتعصبتي وسبتي المكتب وخرجتي
تمهل ونظر إليها ليري فتاه مشتعله بالحماس والغضب والكبرياء كما لم يقابل من قبل ليقول بهدوء : انا ومجلس الأمناء دققنا وعرفنا الغلط فين وانا لما اتكلمت مكنتش اقصدك انتي ابدا ....بس كان لازم اتأكد وأسألك انتي ازاي جبتي البيانات دي ..... .هز كتفه وتابع : بس واضح انك بالاضافه لكونك شاطرة اوي ومجتهده كمان عصبيه ومندفعه وده غلط ...لازم تسمعي الاول قبل ما تاخدي أي موقف ولا ايه ياماس
ظلت ماس صامته ولم تقول شيء لتتدخل ساميه سريعا ترفع الحرج عن الرجل : اكيد يامستر مهاب ....ماس بس زي ما حضرتك قولت ...مندفعه شويه بس ده نابع من اهتمامها بشغلها
اوما مهاب وقد شهر أن وقوفه أكثر لا داعي له ليقول : تمام ....هنتظرك في مكتبي نكمل الشغل لما تهدي شويه
خرج مهاب يزجر نفسه فمنذ متي يهتم بأحد بل ويتجه إليه ليقدم تبرير ....!! حل ربطه عنقه قليلا وعلل موقفه أنها استحقت هذا بعد أن رأي اجتهادها بالفعل في عملها ....
جلست ماس علي مكتبها لتقول ريم : اهدي بقي ياماس محصلش حاجه
هزت كاس راسها بانفعال : لا ...انتي مشفتيش كان بيتكلم معايا ازاي ....
قال أيمن بموضوعيه : ماهو قالك قصده ياماس
هزت راسها بعناد : يقول اللي يقوله ..... وخلاص هستقيل
قالت ساميه برفق : ليه بس يا بنتي ....الشغل بيحصل فيه كتير ومش من اول موقف تقولي استقيل
أومات ريم : مدام ساميه عندها حق ياماس ....
قام ايمن من مكانه واتجه الي جوار كتب ماس قائلا بمشاكسه وهو يمسك باغراضها التي وضعتها فوق المكتب يعيدها الي الإدراج : بطلي غلاسه بقي الراجل جه وراكي بنفسه وعمره ما عملها. .... يلا رجعي حاجتك مكانها وبطلي شغل عيال ويلا روحي كملي شغلك
هزت راسها بعناد وابعدت يداه عن اشياؤها : لا وبطل انت غلاسه ياايمن انا روحي في مناخيري
هز رأسه بمرح وعاود جذب اشياؤها بسماجه : مش هبطل الا لما تفكي وشك .....
بعفويه كان يمد يداه تجاه خصلات شعرها قاصدا أن يشاكسها ليس أكثر. : بطلي دماغك الناشفه دي ....
( جاسر ) .......توقف الزمن للحظه بينما اختار جاسر تلك اللحظه بالذات لتجده ماس امامها من حيث لا تدري
تراجع ايمن بحرج سريعا بينما هدرت دقات قلبه بقوة من نظرات جاسر .....حمحمت ساميه بوجهه هربت دماءه كما توقفت دقات قلب ريم التي ركزت نظراتها علي وجهه ماس التي كانت مفاجئتها الكبري برؤيته الان بينما جاسر لا ينكر أنه تعمد أن يأتي باكرا بحجه اخذها للمنزل وتعمد الا يتصل بها وصعد الي مكتبها مباشرة وكل ما برأسه هو ذلك الرجل مهاب ليتفاجيء بهذا الموقف بينها وبين زميلها والذي أن اقسم الجميع انه كان بحدود الدعابه بين الزملاء لن يصدق بينما كل ما رأه هو يد زميلها تتجرأ عليها ....
قالت ساميه باستدراك : كويس انك جيت ياحضره الضابط ..... دي ماس متخانقه مع المدير ومصممه تسيب الشغل واحنا بنحاول نهديها
لا يعلم كيف استطاع اخراج صوته بهذا الثبات ليقول ؛ فعلا....
أومات ريم وحاولت التفخيم من مشكله ماس لعلها تستجذب شفقته عليها وتبرر موقف ايمن ليقول جاسر بتبرع خاليه وهو ينظر إلي ماس : يلا ياماس ....
قامت وجذبت حقيبتها دون قول شيء بينما تراجع ما حدث برأسها والذي لم يكن أكثر من سوء حظ لها أن يصل بتلك اللحظه .....زميلها شاب مهذب ولم يفعل شيء ولم يتجاوز ابدا بينما تعرفه منذ سنوات الجامعه و كل ما فعله كان مشاكسه ليس أكثر ولكن هل يقتنع جاسر ؟!
ظل صامت طوال الطريق الذي تمني لو يطول حتي يتجنب هذا الحريق الذي يدري الي أين سيصل به ....!!
بهدوء وصمت مريب تابع طريقه بعد أن اوقف سيارته بمكانها ونزل منها تاركها تتجه الي باب المنزل قبله ....بأيدي مرتجفه قليلا أخرجت ماس مفاتيحها وفتحت الباب ودخلت بينما ارهقها التفكير في رده فعله وكل ما إرادته هو أن يفتح الحديث لتشرح له الأمر بدلا من أن يتركها بأعصاب مشدوده بتلك الطريقه .....
دخلت ماس تسلقه بخطوتين لتستمع الي صوت ارتطام مفاتيحه بالطاوله الزجاجيه بهذه القوة التي ماثلت قوه ضربات قلبها ومجرد لحظه وتلاها صوته الحازم يقول بتبرع قاطعه :
من بكرة مفيش شغل تاني ....!!
إنصدمت لدرجه عجزت دقيقه عن النطق ليخرج صوتها متزامن مع ملامح وجهها المستنكرة وهي تنظر له بينما لم تتوقع أن تكون تلك رده فعله : ايه ؟!
قال جاسر وهو ينظر لها بثبات : مش هعيد كلامي
هزت ماس راسها بينما بدأت الكلمات تتهادي لراسها وتدرك ماهي مقبله عليه وكم كانت واهمه حينما ظنت أن اقصي رد فعل له هو مشاجره معها : سمعت كلامك بس مش فهماه......يعني ايه مفيش شغل ياجاسر
نظر إليها بعيون ملتهبه بالغضب ليضغط علي حروفه وهو يكرر كلماته : مفيش شغل تاني ياماس .....كلامي خلص واحمدي ربنا اوي أن ده رد فعلي علي اللي شوفته
نظرت له ماس باستنكار : شوفت ايه ...جاسر انا هفهمك اللي حصل
انفلت عقال أعصابه الغاضبه : تفهميني ايه .....
امبارح شيكولاته والنهارده واحد بيمد ايده عليكي..... لا بقي ده انا اروح اركب قرون احسن
احتقن وجهه ماس بغضب : ايه اللي بتقوله ده .....جاسر بطل اسلوبك ده
استهجنت ملامح جاسر : عاوزاني اعمل ايه يا مدام وانا داخل شايف واحد بيهزر مع مراتي وقبلها بيوم واحد تاني جايب ليها شيكولاته
أومات ماس بموافقه أن له حق أن يغضب لتقول بتمهل وهدوء اضطرت له : ماشي ياجاسر عندك حق لما تشوف الموضوع من وجهه نظرك بس اللي حصل
.....أن انا اتخانقت مع مستر ....قاطعها بغضب شديد : قولت مش عاوز اسمع كلام في الموضوع ده ......
حاولت ماس التحدث : اسمعني ياجاسر ....محصلش حاجة لكل ده. ..
اهتاج بانفعال شديد لتتفاجيء ماس به يمسك ذراعها بقوة : وانا هستني ايه يحصل اكتر من كدة ......
انتي اصلا ليكي عين تردي
سخنت الدماء بعروقها ما أن نطق بتلك الكلمات لتنزع ذراعها من يده رافضه أن يتطاول عليها : ومردش ليه ....انا معملتش حاجة غلط
هتف جاسر بغضب شديد : كل اللي بتعمليه غلط وانا كمان غلطان اني سامحلك بكدة عشان كدة قراري نهائي
........ انتهي مفيش شغل
اندفعت ماس بغضب تتحداه : لا طبعا مش من حقك
التفت جاسر لها بنظر إليها بعيون مشتعله مزمجرا : حلو اوي طالما دخلنا في الحقوق يبقي اعرفي كويس ان ده حقي
هزت كاس راسها بغضب شديد اعماها وتمكن منها لتهتف به بجرأه : لا مش من حقك .... وانا مش هقعد معاك دقيقه تانيه في بيت واحد
اندفعت الي غرفتها بخطوات غاضبه لتجذب تلك الحقيبه الكبيرة وتفتح الخزانه تنتوي جمع ملابسها ليلحق بها جاسر بغضب شديد وقد اشتعل الوسط بينهما بلا هواده .....سألها بصوت حاد : انتي بتعملي ايه ؟!
صرخت ماس به بعصبيه : هسيبلك البيت
نظر لها جاسر بغضب شديد هاتفا بتحذير وهو يقف أمامها : ماس ..... مش هتخرجي من البيت ..!!
قالت ماس بتحدي وهي تجذب الملابس بعشوائيه وتلقيها بداخل الحقيبه التي وضعتها فوق الفراش : هخرج
نظر لها جاسر بغضب مزمجرا : وانا قولت رجلك متخطيش برا البيت
هتفت ماس باحتدام : لا ده انت بتحلم لو فاكر اني هنفذ كلامك
هتف جاسر بصوت غاصب اخافها : متجننيش اكتر من كدة ..!!
قالت بغضب وهي تغلق الحقيبه : انا مش مضطره اتحمل جنانك ده ....
امسك الحقيبه من يدها بغضب والقاها علي الأرض لتتناثر محتوياتها بينما دفع ماس برفق لتسقط علي الفراش خلفها مزمجرا بغضب
: متزوديهاش !!!
رفعت ماس عيناها إليه بصدمه من معاملته الشكسه لها بينما لأول مرة يتطاول عليها بيده حتي وان كانت مجرد دفعه لاسكاتها...
ليبعد جاسر عيناه عن عيناها يرفض اي ندم علي ما فعله فهي من اضطرته لهذا بينما تعاند معه وهي مخطئه ليقول بنبره قاطعه وهو يتجه لباب الغرفه : كلامي خلص وهيتنفذ ...... وقسما بالله ياماس لو فكرتي تسيبي البيت لهيكون ليا رد فعلي مش هتتخيليه
خرج صافقا باب الغرفه خلفه بقوة ليفرك رأسه بغضب شديد .....ماذا تتوقع أن يفعل ....؟! لقد حسم الأمر وهي ما اطالته ليتحول الي شجار بسبب لسانها ولاذاعه كلماتها .....ماذا كان سيحدث لو استمعت له ....؟!
أسرعت ماس تمسك بهاتفها وتتصل بأبيها بينما اختنق صوتها بالعبرات .....لم يفهم شريف شيء ولكن بكاء ماس بهذا الانهيار جعل القلق يدب في أوصاله ليقول :
طيب ياماس اهدي وانا مسافه السكه هكون عندك
وبالفعل لم تمر ساعه وكان يصل شريف الذي قاد بسرعه لمنزل ابنته ......
حاول جاسر تهدئه نفسه بينما لا ينكر أن الأمور انفلتت من بين يداه قليلا ولكنها من دفعته لهذا ..... ظل يتحرك بارجاء المنزل بضيق شديد مقرر أن يتركها حتي تهدأ ثم سيتحدث معها عن عدم تقبله لوصول الأمور بينهما لتلك الحاله وسينهي الأمر كما قال بأنها تترك العمل ويغلق هذا الباب نهائيا ....
التفت الي رنين جرس الباب ليتفاجيء بحماه واقف أمامه ......
ما أن استمعت ماس الي رنين جرس الباب حتي فتحت باب الغرفه وخرجت مسرعه تراني بحضن ابيها الذي حاول أن يتحدث ويشرح لجاسر أنه اتي فقط لقلقه الشديد عليها حينما اتصلت به ....
اندفعت تبكي بحضن ابيها الذي نظر إلي وجهه جاسر بينما قالت ماس من خلال دموعها :
بابا ....انت لازم تاخدني من هنا ....ده مد أيده عليا
إنصدمت ملامح شريف وكذلك جاسر حينما صاغت الأمر بهذا الطريقه ليقول بتبرير ؛ محصلش ياعمي .....
اندفعت ماس بدون وعي : انت كمان هتكذب ....
اسكتها ابيها بينما اشتعلت نظرات جاسر بالغضب من تطاولها عليه : بس ياماس ....اهدي بعدين اتكلمي
قال جاسر وهو يشيح بنظره عنها بضيق أن تضعه بهذا الموقف امام ابيها : محصلش بالطريقه اللي قالتها يا عمي ...استفزتني وخرجت عن شعوري بس اكيد مش همد ايدي علي مراتي
اوما شريف بعقلانية قائلا : ماشي ياابني ...خليني اسمع منها الأول اللي حصل وبعدين اسمع منك
أشار إلي ابنته التي بقيت بحضنه قائلا :
تعالي ياماس احكيلي اللي حصل
دخلت برفقه ابيها الي غرفتها وبدأت باخباره بما حدث ليتمهل شريف وهو يستمع إليها إلي أن انتهت
ربت علي كتفها قائلا : طيب ادخلي اغسلي وشك واشربي مايه واهدي وانا هخرج اسمع من جاسر
استمع شريف لجاسر الذي قص عليه ما حدث كما أخبرته ابنته .....سحب شريف نفس مطولا قبل أن يقول بحياديه شديده يجب أن يتحلي بها في مثل هذا الموقف : جاسر يا ابني ....انا معاك ان حقك تغير علي مراتك وبرضه لازم تعرف أن ثورتها دي كلها كمان حقها لأنها معلمتش حاجه
قال جاسر باعتراض علي اخر ما نطق به شريف : يا عمي انا مكنتش احب الموضوع بينا يوصل لكده بس هي استفزتني بعنادها وجدالها .....اظن حقي بعد اللي حصل اني مسمحش بشغلها تاني
قال شريف بعقلانية :
اسمعني يا ابني .... الصح ان حاليا محدش منكم يتكلم في حاجه ....
نظر إلي جاسر وتابع : حاليا قرارك مش نهائي ولكنه وضع مؤقت لغايه ما تهدوا وتتكلموا
قال جاسر باحتدام : متاسف ياعمي ...في الموضوع ده بالذات قراري نهائي..... انا مش عاوز مراتي تشتغل
وده حقي
اوما شريف بدبلوماسيه : حقك..... وكمان حقها يكون ليها مستقبل .....
تغيرت ملامح وجهه جاسر ليتابع شريف : بس زي ما قولتلك حاليا مينفعش تاخد اي قرار لان قرارات الغضب بتكون غلط ......
اوما جاسر باحترام لموقف ابيها المحايد ليعتدل شريف واقفا وهو يقول : انا هتكلم معاها أنها حاليا تهدي ومفيش اي داعي يحصل بينكم خلاف أو كلام في اللي حصل .....رفع عيناه الي جاسر وتابع مشددا : بس هاخد وعد منك مش هتتطاول عليها تاني
قال جاسر بحرج مدافعا عن نفسه :
ياعمي انا مقصدتش ابدا اتطاول عليها ..... هي بترد وانا غصب عني اعصابي فلتت
اوما شريف قائلا : عازرك ياابني ولكن الراجل لازم يتحكم في نفسه ....
اوما جاسر : حاضر ياعمي ....اصلا انا مش راضي ابدا عن اللي عملته بس اللي حصل خلاني اتجنن ومفكرش
اوما شريف ليدخل الي ابنته قائلا برفق : ماس ياحبيتي ....انا اتكلمت مع جاسر ....
نظرت إلي ابيها بترقب : اللي حصل مش هقول صح او غلط ولكن جاسر معاه حق يتضايق ويغير وانتي كان لازم تكوني اهدي من كدة وتستقبلي غيرته وتحاولي تمتصيها
فتحت فمها تعترض : هو مكانش عاوز يسمع
ربت علي يدها قائلا : عموما اللي حصل حصل ....وحاليا خلينا في اللي جاي ....انتي لازم تهدي ياماس وبلاش تردي علي جوزك بالطريقه دي ....لازم يكون بينكم حدود واحترام عشان لما ربنا يكرمكم بأولاد
اتسعت عيناها باستنكار : يعني انا هفضل هنا
اوما شريف قائلا : أيوة طبعا ...الموضوع ميستاهلش ابدا انك تسييبي بيتك وتكبري الخلاف بينكم
: بس يابابا
قاطعها ابيها بحزم : مفيش بس الكلام انتهي
نظرت إليه بخزلان مردده : بس انت ابويا ولازم تدافع عني ....
قال شريف بقليل من الحزم بينما لا يريد أن موافقته علي موقف ابنته سليم في ظل هذا الموقف المتأزم بينها وبين جاسر خاصه وهو بنفسه يعترف أنه أخطأ في حقها .....
اللي بعمله ده هو الصح ياماس .......
......... جلست ماس بكمد تتطلع في أثر ابيها الذي انصرف بينما كلماته مازالت تتردد في أذنها ( ده جوزك ياماسه ولازم تسمعي كلامه ولازم تخفي عنادك شويه معاه )
ظل جاسر خارج الغرفه لوقت طويل ليدخل بعدما هدا تماما .....نظر إلي باب الحمام الصغير الملحق بالغرفه بينما استمع لصوت المياه ليدرك أنها تستحم ...استبدل ملابسه وجلس بالفراش مسند رأسه للخلف يفكر كيف سيصالحها ....
بكت ماس كثيرا لتخرج بعد نصف ساعه بوجهه احمر وعيون منتفخه
حاول اسكات شغف قلبه عليها حينما رآها هكذا بينما مازال يختار كلمات لاتجعلها تظن أنه أخطأ ويعتذر فما حدث حدث بسبب استفزازها له وهو فقط يخبرها أنه غير راضي عن تطورات الوضع بتلك الطريقه اليت دفعته لها .....
عقد حاجبيه حينما وجدها بكل حنق تجذب وساده من جوارة وغطاء وتتجه خارج الغرفه ليوقفها
: استني !!
وقفت دون أن تنظر له ليقوم من مكانه ويتجه ناحيتها يسألها باستنكار بينما تتخذ منه موقف وتترك له الغرفه بالرغم من أنها من أخطأت : رايحه فين ؟!
لم تقل شيء لتزيد من انفعاله هتتأجج نيران الغضب بداخله مجددا ليهتف بها بتحذير من استنفاذها لصبره :
خدي بالك اللي بتعمليه ده مش هيغير حاجة غير أنه هيزود الخلاف بينا ....نظر إليها وتابع بحنق :
انا امبارح قاوحت نفسي وسكتت بس انا مش مجبر أقبل حاجة زي دي علي مراتي واسكت
التفتت له ماس باندفاع ::
ولا انا كمان مجبرة اسمع كلامك
احتدت نظراته ليكور قبضته قبل ان يفكر بامساك ذراعها بقوة مجددا فيزمجر بها بغضب مكتوم :
لا مجبرة ياماس .....عشان أنا جوزك وحقي تسمعي كلامي
ضغط كلامه علي ورديها دون أن يقصد لتنظر له بقهر وغل وتندفع للخارج .....
جلست علي الاريكه بكمد تبكي والظلم الكون من حولها بعد موقف ابيها الذي من وجهه نظرها لم يدافع عنها بل والتمس لجاسر العذر دونها .....
قاوم نفسه أن يقوله خلفها وظل متمدد علي الفراش بينما جافاه النوم طويلا ليقوم بهدوء ويخرج تجاهها وملامحها الباكيه تنهش بقلبه .......
أجبرت نفسها علي النوم ليجدها جاسر غافيه وبقايا دموعها علي وجنتيها ليقف امامها يتطلع إليها يحدث نفسه أنه لم يفعل شيء خاطيء واي رجل مكانه كان سيفعل أكثر لذا هو ليس نادم وسيقسو عليها أكثر أن ازداد عنادها وتمسكت بصوت دماغها فقط ....
... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك