قيد من دهب الفصل الثالث عشر

0


 الفصل الثالث عشر 


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

توسدت ماس صدر جاسر الذي أخذ يمرر يداه بين خصلات شعرها ليسود الصمت بضع دقائق الا من صوت انفاسهما وبخلال تلك الدقائق اخذت الافكار تتخبط برأس ماس بينما اغمض جاسر عيناه بارتياح ....

رفعت ماس راسها قليلا لتنظر إليه بينما سري الارتياح بملامحه لتنطق باسمه :جاسر 

تمتم دون أن يفتح عيناه لتقول بقليل من التشتت 

: جاسر احنا ليه مش بنبطل خناق .....

فتح عيناه وتطلع إليها لتشرح ماس بأفكار متضاربه ...يعني انا توقعت بعد ما نتجوز مش هتفضل نتخانق لقيت اننا بنتخانق اكتر و كمان علي اي حاجة 

قاطعها جاسر باعتراف : ومش هنبطل ياماس ...احنا كدة هنفضل نتخانق ونشد مع بعض المهم اننا في الاخر بنتصالح ....ده المهم 

نظرت له بقليل من عدم الاقتناع : ليه نفضل نتخانق 

وضع اصبعه بابتسامه هادئه فوق رأسها : عشان دماغك ناشفه وعنيده 

رفعت حاجبها : انا عنيده 

اوما لها بإقرار لتهز رأسها : لا طبعا ....انت اللي عنيد و كمان مش بتتفاهم معايا 

تنهد بينما استطاعت انتشاله من حالته الهادئه الي أفكارها واسئلتها ليقول وهو يعتدل جالسا ويجذبها لتظل بحضنه : ماس ياحبيتي ..انتي اللي دايما مقتنعه اني مش بتفاهم وبمشي كلامي عليكي وخلاص بس لو فكرتي شويه هتلاقي أن بيكون عندي حق ..... يعني لما اغيب عنك طول الفتره دي اظن ابسط حقوقي ارجع البيت الاقيكي مستنياني ...الا لو مكنتش واحشك زي ما انتي وحشاني 

قالت باعتراض : اكيد وحشتني ياجاسر بس حصل و كان في مناسبه عائليه المفروض نحضرها سوا .....

قاطعها رافعا حاجبه : ليه المفروض 

هزت كتفها : عشان ...عشان زي ما قولتلك دي مناسبه عائليه واحنا من العيله 

: مش هختلف معاكي بس كمان انا المفروض تكون عيلتك ...يعني ليا اولويه 

نظر في عيونها وتابع باعتراف متصالح مع نفسه به : انا متعودش اكون نمرة اتنين ....وضع وجهها بين يديه وتابع : وخصوصا معاكي .....انا عاوز اكون انا وبس اللي هنا وهنا ...أشار بيده تجاه عقلها وقلبها 

هل نال من أفكارها بكلماته التي بالرغم من أنها أن فكرت بها ستقودها الي انانيه بحته ولكن اعترافه بها بتلك الطريقه جعلت أفكارها تأخذ منحني اخر 

لتقول : ماهو فعلا انت كدة ....انت حياتي كلها ياجاسر ...بس 

نظر بترقب الي اخر جملتها لتتابع : بس احنا مش عايشين لوحدنا ولازم يكون في ناس تانيه في حياتنا ومش ناس بس .. لا حاجات تانيه ...شغل خروج أصحاب 

هز كتفه وقد بدأت ملامحه تتغير من إطالتها للحديث بنفس النقطه : انا معترضتش بدليل انك كنتي طول الايام دي بتخرجي وبتروحي شغلك وعايشه حياتك 

عقدت حاجبها قليلا : انت كنت عاوزني افضل قاعده في البيت 

تجنب جاسر بفطنه ما يقوده إليه حديثها ليقول وهو يداعب خصلات شعرها : كنت عاوز ارجع الاقيكي مستنياني .

تنهدت ماس بينما عرفت انها لن تصل لشيء معه لتصمت ....نظر جاسر الي صمتها متسائلا : مالك يا حبيتي ...سكتي ليه ؟!

هزت كتفها باستسلام : عادي ....اهو اللي حصل 

اوما لها بابتسامه وجذبها الي حضنه مقبل جبينها بينما يقول : مش قولتلك أن أي حاجه مش مهم طالما في الاخر بتكوني في حضني

حاولت الاقتناع بكلامه بينما تريد فعلا الا تفكر كثيرا بأي مشاكل حدثت بينهم لتغمض عيونها وهي تهمس برجاء : بلاش تتعامل معايا ببرود تاني ياجاسر لو اتخانقنا ....بجد عشان الموضوع ده بيزعلني اوي 

اوما وترك جفونه تنغلق هو الآخر بينما يقول بدفاع اخير عن نفسه : بسكت عشان الموضوع ميكبرش ونتخانق اكتر ...

.............

....

نظر عمران الي بسمه التي شردت ولم تتناول شيء منذ جلوسها الي طاوله الأفطار ليقول بحنان : مالك يا بسمه ؟!

لم تنتبه الي حديث عمها لتوكزها والدتها فتنتبه إليها : ها 

قالت تهاني : عمك بيكلمك 

التفتت الي عمها : نعم ياعمي 

: بسألك مالك ...مش بتاكلي ليه ...حد زعلك 

هزت راسها وتناولت لقمه لينظر الي تهاني التي ما أن قامت بسمه من علي طاوله الأفطار حتي قالت : انت بتسأل ومش عارف مالها ؟!

نظر لها عمران بجبين مقطب : اتكلمي علي طول 

قالت تهاني بامتعاض : اتكلمت ومحدش سمعني ....قولتلك البت كانت فاكره أنها هتكون لابن عمها وفي الاخر ابن عمها رايح يتجوز غيرها 

زفر عمران وهب واقفا من مقعده : وبعدين في كلامك الماسخ ده ..... 

: كلامي ماسخ وعمله ابنك ...قاطعها عمران مزمجرا : ابني مش عامل عامله ...ابني شايف البنت أخته وانا مقدرش اغصبه علي جوازه مش عاوزها . ...نظر لها وتابع بتحذير : اياك تفتحي تاني الموضوع ده ...

تركها وانصرف لتعض تهاني علي شفتيها بغضب ...

جاءت إليها الخادمه تجمع الاطباق لتهتف تهاني بحده : سيبي اللي في ايدك و روحي نادي علي الست سحر والست سهام 

أومات الخادمه واسرعت الي المبني الملحق بالمنزل تستدعي سحر وسهام 

أسرعت سهام تسال والدتها : في ايه ياماما 

قالت تهاني بحنق : في أنكم ولا علي بالكم امكم واللي بيحصل لها 

نظرت سحر الي والدتها باهتمام : في ايه ياماما ...ايه اللي حصل ؟!

قالت تهاني بحنق شديد : في أن اختكم هتموت من القهر بسبب جواز مهران من البت الغريبه 

نظرت الفتاتان الي بعضهما ثم الي والدتهما بعدم فهم لتقول إحداهما بتعلثم : أيوة يا ماما ...بس بسمه و...و قصدي مهران يعني عمره ما لمح انه عاوز يتجوز بسمه 

نظرت لها تهاني بحده لتتدخل سحر قائله : سهام مش قصدها ....تقصد يعني نعمل ايه ....تحبي نكلم مهران 

هزت تهاني راسها قائله : لا مش انتوا ....خلي جوزك انتي وهي يتكلموا معاه أن النسب ده مش مناسب لينا وإن البت واهلها داخلين علي طمع ...

صمتت تهاني سريعا ما أن استمعت الي خطوات مهران الذي نزل درجات السلم ليلقي التحيه علي إخوته ما أن رأهم 

ابتسمت سحر وسهام : صباح الخير يامهران 

ابتسم لهم : صباح النور 

تلتفت حوله : فين نور 

قالت سهام : لسه نايمه 

اوما لها لتقول سحر : انت خارج 

اوما قائلا : اه عاوزة حاجه

هزت راسها : لا ..مع السلامه 

خرج مهران ليلقي التحيه الي زوج أخته الكبري سهام : صباح الخير يا عوني 

قال عوني : صباح النور ....خير في حاجه 

عقدت مهران حاجبيه بتساؤل ليقول عوني سريعا : اصل البت مهجه جت من بدري بتقول الحاجه تهاني عاوزة سهام ففكرت في حاجه 

هز مهران رأسه : لا هما قاعدين جوه معاها 

اوما ودخل ليتابع مهران طريقه الي منزل فاروق بينما انتوي أن يصل معها الي اخر كلماتها. ...

.........

رفضت كثيرا تناول الطعام ولكن مع إصرار امتثال وافقت أن تتناول بضع لقيمات 

واللبن 

مش قادره 

عشان خاطري عشان جسمك يخف 

مش عاوزة أخف ياريت اموت

ليه يابنتي بتقولي كدة انتي لسه في عز شبابك 

تعبت 

انتي ايه وقعك في سكه زياد بيه 

قالت ياسمين باستسلام : نصيبي 

ربتت امتثال علي كتفها قائله بمواساه : معلش يابنتي ....حاولي تتحملي في رجاله كتير بيكون طبعهم صعب بس بيتغيروا

نظرت لها ياسمين بتهكم : يتغير

أومات امتثال وهي تأخذ صينيه الطعام : اه  يابنتي ..ربنا يهدي سرك 

دخل زياد الي الغرفه بعد قليل لتعتدل ياسمين جالسه سريعا بهجوم : انت جاي هنا ليه 

قال بحنق : جاي اتخمد 

نظرت له بازدراء قائله : اتخمد في اي حته تانيه 

انفجر بها زياد بغضب : اسمعي بقي انا ساكت من الصبح 

نظرت له ياسمين دون خوف قائله : وهتسكت 

رفع حاجبه باستهجان :  وده ليه ؟! 

قالت بتحدي : عشان أنا مش هسكت بعد كدة 

نظر لها زياد بحنق : فاكرة جنانك ده هيمعني عنك ....لا فوقي انا بس ساكت عشان حالتك إنما متسوقيش فيها واعرفي كويس اوي أن محدش غيري بقي ليكي فعشان كدة حاولي تتعدلي بدل ما اتصرف معاكي بطريقه تضايقك 

نظر لها وازدادت حده تهديدة : انا مش خايف تأذي نفسك عشان مش هستني لما تعمليها وهأذيكي انا يا ياسمين بحيث متنفعيش ليا ولا لغيري ....

نظر لها بغضب شديد مكتوم بداخله وتابع : انا مش بعد ما عملت كل ده عشان اوصلك تفتكري اني هستسلم أو اسيبك ولعلمك انا عارف كويس اوي خطط عماد الفاشله فأحسنلك بلاش تمشي وراه

قال كلماته واندفع خارج الغرفه بعد أن سحب أحدي اللفائف من خزنته وتركها مفتوحه ...

.......

اتجه مهران بخطوات ثابته الي منزل فاروق لتقول عزيزة باعتذار : الحاج مش موجود ياابني 

اوما مهران قائلا : ياريت تبعتي حد يبلغه اني عاوزة 

أومات عزيزة سريعا وهي تفسح له المجال : طيب اتفضل ياابني استناه جوه

دخل مهران حيث قادته عزيزة ليقول بتهذيب : بعد اذنك .... عاوز اتكلم معاها كلمتين 

أومات عزيزة سريعا : حاضر .....بنت يا ذكيه اطلعي نادي الانسه فيروز 

نزلت فيروز باندفاع كعادتها : 

جاي عاوز ايه ؟!

عقد مهران حاجبيه بينما رأي طرف شفتاها مجروح وتلك الكدمه الزرقاء اعلي خدها ليقول بصوت حاد ونظره لا يحيد عن وجهها : 

ايه اللي عمل فيكي كدة؟!.

زمجرت فيروز : 

وانا مالك .... ابعد بقي من حياتي ربنا ياخدكم كلكم 

اولته ظهرها واندفعت تغادر لينظر مهران في أثرها

لتسرع وداد تقول باعتذار :  حقك عليا ياابني ...هي فيروز عصبيه شويه 

زفر مهران قائلا وهو يعود لجلسته : ممكن فنجان قهوة علي مالحاج فاروق يرجع 

أومات عزيزة سريعا : من عنيا 

عاد فاروق ما أن ارسلت عزيزة في أثره ليدخل مرحبا : اهلا اهلا يامهران بيه ... اتفضل 

هتف مهران دون مقدمات وهو يعتدل واقفا : 

انت مديت ايدك عليها 

عقد فاروق حاجبيها باستنكار لسؤال مهران : هي مين ؟!

هتف مهران من بين أسنانه : 

انت عارف مين ....رد من غير لف ودوران 

قطب فاروق جبينه بقوة من طريقه مهران ليقول بحده : لو بتتكلم علي بنت اخويا .....قاطعه مهران بغضب : 

قصدك الست اللي بقت تخصني ....وانا حذرتك قبل كدة تقرب منها ....

........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

....

اندفعت فيروز مجددا خارج الغرفه بينما غلت الدماء بعروقها ما أن فكرت للحظه أنهم يتفقون علي زواجها لذا اندفعت تجاههم مصممه علي أن تهدم المنزل فوق رؤوسهم فلا شيء لديها لتخسره .....

توقفت بمنتصف الدرج ما أن استمعت لصوت مهران الغاضب : طالما انت مفهمتش تحذيري اول مرة يبقي من بكرة الصبح الاقي رجالتك برا الأرض عشان لو لقيت فيها واحد يخصك هدفنه فيها ....

نظرت عزيزة إلي فيروز التي استمعت لكلام مهران بينما زاغت نظراتها بترقب بانتظار رد فعل فاروق الذي بمجرد سماعه لتلك الكلمات حتي هتف بانفعال : ماشي يامهران بيه ....من دلوقتي هسحب رجالتي من الأرض ونفضها سيرة ...منعديش بنات للجواز 

شهقت عزيزة وسرعان ما وضعت يدها فوق شفتيها بينما تأزم الوضع بوقوف فاروق أمام مهران الذي هب واقفا ...معناه ايه الكلام ده ؟!

قال فاروق بحزم : معناه أن الاتفاق كله كأنه مكانش 

انا مش موافق علي جوازك من بنت اخويا ... 

( بس انا موافقه ) ....ساد الصمت للحظات بينما انطلق صوت فيروز التي انسلت من  جوار عزيزة واتجهت لتقف أمام عمها ناطقه بتلك الكلمات التي أشعلت نيران بالفعل متوهجهه ....!!

............


...

ترك مالك هاتفه من يده حينما انتهت مي من وضع طفلهم في فراشه واتجهت لتعد لهم العشا ليوقفها : 

مي

التفتت له : نعم 

قال وهو يشير لها : تعالي اقعدي 

عقدت حاجبيها باستفهام : في ايه ؟!

قال مالك بهدوء : اقعدي عاوز اتكلم معاكي 

جلست بجواره قائله : في ايه يامالك ...قول 

سحب مالك نفس عميق قبل أن يسألها بهدوء  : هو انا مقصر معاكي في حاجة ؟!

قطبت جبينها بعدم فهم : مش فاهمة  

قال مالك بشرح بنفس نبرته الهادئه : يعني نفسك في حاجة انا مش واخد بالي منها 

هزت راسها : لا خالص 

عاد ليسالها : طيب في حاجة فيا أو في البيت أو في حياتنا نفسك تغيريها 

قالت بعدم فهم : لا ياحبيبي مع اني مش فاهمه معني سؤالك 

قال مالك : سؤالي ده هيجي بعده سؤال مهم 

نظرت له بترقب : ايه 

قال مالك وهو ينظر إلي عيونها : انتي بتعملي كدة ليه ؟!

عقدت حاجبيها باستفهام : 

بعمل ايه ؟! 

قال مالك بشرح : انتي دايما بتقارني بينا وبين غيرنا 

هزت راسها سريعا بدفاع عن نفسها من هذا الاتهام الذي لم تتخيله جليا بهذه الصورة : مش قصدي خالص 

انا اكيد مش بقارن بينا وبين حد 

اوما مالك وتنهد ناظرا إليها قبل أن يمسك بيدها ويتابع حديثه :  مي انا بحبك و عاوز اكمل حياتي مع البنت الي كنت بحبها مش عاوز البنت الجديده اللي بتتصرف تصرفات تخلي اللي حواليها يكرهوها ...ولو في حاجة انا مقصر فيها قوليلي 

ابتلعت مي من صراحه حديثه بتلك الطريقه لتقول بعتاب : اللي حواليه بيكرهوني ...؟!

هز مالك رأسه : اكيد لا ...بس ممكن بسبب تصرفاتك ده يحصل 

امسك بيدها مجددا وتابع بتفهم : مي حبيتي لو امي ست وحشه وطبعها صعب كنت مش هجبرك ابدا تقربي منها ومع ذلك انا مش بعمل كدة وسايبك براحتك مع اني منكرش اني حابب جدا علاقتكم دلوقتي .....وماس مش وحشه ابدا واللي بينكم مش اكتر من سوء تفاهم وانا واثق انكم هتكونوا صحاب وقريبين لو حاولتي ....

قالت مي بدفاع : عمرها ما فكرت تصاحبني ودايما هي اللي بتضايقني 

تنهد مالك قائلا : نبدا صفحه جديده ...قربي انتي منها وخصوصا انها بقت مرات اخوكي كمان ...ماس بنت طيبه وجميله هتكسبيها لو بقيتوا أصحاب 

اومات علي مضض وهي تغار من مجرد كلماته بتلك الطريقه عن أخته بينما تتمني لو تخبره أنها كانت علي علاقه باخيها لتري رايه عنها كيف سيتغير ولكنها كبحت لسانها بصعوبه وهي تهز راسها بابتسامه مقتضبه . .حاضر ياحبيبي ..

ابتسم لها وجذبها ليقبل جبينها ثم يميل علي شفتيها يقبلها .....زوج عاقل متفاهم صبور اخبرها بمنتهي الصراحه والهدوء بما ضايقه منها ولكنها كل ما فكرت به أنها السيئه في تلك الحكايه ومن عليه تقويمها 

...........

......

ما أن انقض فاروق علي ذراع فيروز حتي كانت يد مهران حائل بينه وبينها مزمجرا : هتمد ايدك عليها وانا واقف كمان 

صاح فاروق بغضب : مالكش صالح يامهران بيه . .انا كل ده عامل حساب انك في بيتي بس بنت اخويا تخصني اربيها زي ما يعجبني 

قال مهران بسخط : بنت اخوك هتبقي مراتي ومن اللحظه دي مالكش كلمه عليها ...

هتف فاروق بامتعاض : وانا قولتلك مش موافق 

قال مهران بثبات : وهي موافقه ...انتهي الكلام 

التفت إلي فيروز التي ضاعت بين كل ما تعيشه من غضب وعدوانيه وبين ظهر وجدته لتقف خلفه ولكن شعورها الاكبر بتلك اللحظه كان الانتصار علي عمها الذي نظرت له بتشفي 

قال مهران بكلمات لا تقبل الجدل : اطلعي علي اوضتك ولو حد قرب منك بلغيني 

انهي كلماته لها ثم التفت الي فاروق الذي حاول استعادت ماء وجهه بعدم رده علي هيمنه مهران : اللي بتعمله ده غلط يامهران بيه 

اوما مهران وقد استعاد بروده قائلا : وماله ....بيتي مفتوح ابقي تعالي علمني فيه الصح ...

التفت إلي فيروز التي بقيت واقفه مكانها ليقول بحزم : مش قولت فوق ...واقفه ليه 

جذبت وداد ابنتها لتصعد فيروز الي الاعلي بينما اسرع وداد مجددا للاسفل تحاول امتصاص غضب فاروق الذي كان كفيل بإشعال حرائق بتلك اللحظه التي غادر بها مهران ليصيح بصوت جهوري ... بنتك مشافتش ربايه ....واقفه تتحداني قدام الغريب وتقولي هتجوزه .....قسما بالله ....أسرعت وداد تقاطعه برجاء : حقك عليا انا يا حاج ...بنت صغيرة متقصدش 

ابوس ايدك سامحها 

أبعد فاروق يد وداد عنه ليجذب عباءته ويندفع خارج المنزل بخطوات غاضبه ....ربتت عزيزة علي كتف وداد التي قالت بانتحاب : شوفتي بتعمل فيا ايه ..... لو الحاج. طردني انا واخواتها في الشارع مفيش عليه لوم

قالت عزيزة تواسيها : متخافيش يا وداد فاروق مش هيعمل كدة 

قالت وداد بدموع : يبقي هيضربها ...استحاله يسكت علي اللي عملته 

قالت عزيزة وهي تهز راسها : هي بصراحه عملت كتير مكانش ينفع تقف قصاد عمها كدة ....ربتت علي كتفها وتابعت :  بس ارمي حمولك علي الله ..هتتحل أن شاء الله....

...........

....

فتحت ماس عيونها علي تلك القبلات الصغيرة التي وزعها جاسر علي كامل وجهها الذي ارتسمت فوقه ابتسامه وهي تتطلع له ...

ابتسم لها قائلا بينما عبقت رائحه خصلات شعره النديه أنفها وقد خرج لتوه من الاستحمام : يلا يا كسلانه قومي 

نظرت حولها قائله وهي تتمطأ بكسل : هي الساعه كام 

أشار بيده : تمانيه 

رفعت حاجبها : نمت كل دة

اوما لها وداعب خصلات شعرها : ااه ... يلا قومي خدي شاور والبسي عشان هاخدك ونخرج  

اتسعت عيناها بحماس : بجد ...هنروح فين !!

نظر لها جاسر بخبث قائلا : هنروح نتعشي عند ماما 

نظر جاسر. الي تعبيرات وجهها المصدمه للحظات باستمتاع قبل أن ينفجر ضاحكا : للدرجه دي ...

حاولت ماس أن تغير ملامح وجهها ولكنها فشلت ليكمل جاسر ضحكته ويشاكسها : مكنتش اعرف انك بتحبي ماما اوي كدة 

وكزته ماس بكتفه : بطل غلاسه ...وانا هكرها ليه 

ضحك جاسر قائلا : عشان وشك اللي اتقلب لما قولتلك رايحين عندها 

هزت راسها وحاولت التحدث بلياقه : لا ابدا ..  انا بس فكرت اننا هنخرج 

ابتسم لها وجذبها الي حضنه يداعب شعرها بمرح : هنخرج يا ستي ونتعشي برا كمان ....انا بس كنت بغلس عليكي 

نظرت له ماس بطرف عيناها وضربته بخفه علي صدره : شرير اوي 

ضحك و امسك بقبضتها قائلا : انتي قد الضربه دي 

نظرت له ببراءه ليغمز لها بعبث قائلا وهو يشير الي صدره  : هتعالجي الحته دي لما نرجع ... ولا أقلع التيشرت وتعالجيها دلوقتي 

أمسكت بضحكتها علي وقاحته : بطل قله ادب 

مرر يداه علي كتفها العاري قائلا باغواء : يبقي قومي من قدامي بدل ما انتي عاوزة تتاكلي كدة 

ضحكت ماس وجذبت الغطاء حولها واسرعت الي الاستحمام وبداخلها تتردد كلماته .....( اي حاجه مش مهم طالما في الاخر بتكوني في حضني ) أنه محق ...!!

..........

....

جلس مهران بهدوء شديد بينما يموج فاروق بالغضب أمام أبيه وهو يخبره بما فعله مهران 

: يرضيك اللي عمله ابنك ياحاج عمران 

نظر عمران الي ابنه ثم الي فاروق قائلا : حصل خير يا حاج فاروق ...وانت مكانش يصح تمد ايدك علي واحده تخصنا 

: بنت اخويا وبر.....قاطعه مهران مزمجرا : اياك تنطقها ....الست اللي هتكون مراتي متربيه 

صمت فاروق علي مضض ما أن قال عمران : خلاص يا مهران الحاج فاروق مش هيكررها 

نظر إلي فاروق بخبث وتابع مشدد علي كلامه : مش كدة ولا ايه ياحاج 

اوما فاروق ليقول عمران : واحنا مش هنطول في الموضوع ده ....اخر الاسبوع مكتب الكتاب 

فتح فاروق فمه باعتراض ليسكته عمران : هنعتبر مفيش كلام اتقال ...البنت لابني والأرض ليك 

تدخل مهران : بس ياحاج انا الأرض تلزمني

نظر فاروق بغل لمهران ليقول أبيه بهدوء : انا قولت كلمتي يامهران ....الأرض مهر البنت وياخدها عمها 

نظر فاروق الي مهران بينما بدأت أوصاله تسري بها الراحه ليعتدل عمران واقفا ويتجه الي خزنته الحديديه يخرج منها الكثير من الرزم الماليه ويضعها أمام فاروق قائلا : وده لزوم حاجات العروسه من جهاز وفرش .....

قربهم الي فاروق قائلا : مد ايدك يا فاروق وخدهم .....والدهب ام العريس وأخواته هيلبسوه للعروسه في كتب الكتاب ....

نظر فاروق بانتصار بينما تحققت غايته التي لم تكن انتصار علي مهران الذي لم يجد داعي للجدال مع أبيه ....

..........

....

فتح جاسر حافظته الجلديه ليخرج منها كارت البنك ليدفع تمن العشاء الذي تناوله برفقه ماس ليعقد حاجبيها حينما لم يجده ....

مد يداه الي جيوبه بحثا عنه لتعقد ماس جبينها : مالك ياحبيبي في حاجه ؟!

هز كتفه وتابع بحثه : مش لاقي الفيزا بتاعتي 

قطبت ماس جبينها بقلق : انت كنت حاططها في المحفظه

اوما جاسر لتقول : طيب انا معايا فلوس خليني احاسب 

قاطعها جاسر وهو يخرج أموال من حافظته يضعها علي الطاوله ...لا خلاص هحاسب انا معايا كاش

قامت برفقته ليتلفت في السيارة بحثا عن الكارت بكل مكان وهو يحاول التذكر اخر مره كان معه لتقول ماس وهي تمسك بهاتفها : انا هتصل بالبنك أوقف الكارت ....

فعلت سريعا لتنظر له قبل أن يمد يداه الي اسفل المقعد ما أن لامست يداه الكارت واقع أسفله ....

: جاسر انت خرجت امبارح 

رفع جاسر رأسه ما أن باغتته بهذا السؤال حينما أخبرها البنك عن اخر معامله تمت بالكارت ليتذكر أنه دفع به حساب المطعم حيث سهر برفقه أصدقاءه بالأمس 

مررت ماس سؤالها بعتاب بينما عرفت الاجابه من ملامح وجهه : انت خرجت امبارح ....

............

......

يلا فين الفوتس والتشجيع والاراء عشان انزل بارت بكرة

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم


اقتباسات مختلفه 

شهقت ليليان بقلب ممزق تنهمر دموعها وهي تستمع لتلك الاصوات بينما تعالي صراخ ياسمين......

اسرع صالح بهلع علي شهقات والدته : ماما ...

في ايه...؟!

بأيدي مرتشعه مدت الهاتف لصالح وهي تقول بصوت مختنق بحمم دموعها : هيقتلها .....هيقتلها ياصالح...

امسك صالح الهاتف من والدته لتتجمد الدماءبعروقه وهو يستمع لصوت صرختها المدويه بينما زياد لا يتوقف عن ضربها بعنف حيواني قبل أن ينقض علي عنقها مزمجرا بوعيد  : 

هقتلك ومفيش حد هيسال عنك ...

ابوكي باعك و مش فارق معاه الا ديونه اللي بدفعها له 

حاولت ياسمين إبعاده عنها ليخرج صوتها متحشرجا بينما تقبض يداه علي عنقها : ابع.....د عني...

هتف زياد بغضب :  مش هبعد ..... 

انا خلاص زهقت منك ومبقاش عندي صبر 

صراخها .... دموعها....صوته ....وعيده ...كل ما يفعله بها تترجم الي صورة قاسيه اقتحمت عقله وجعلت الدماء تشتعل بعروقه بينما  تمزق قلبه أشلاء ....

تحطم قوي تبعه انقطاع الصوت .....لتزداد بشاعه تلك الصور التي غزت مخيلته عما يكون يحدث لها الان....!! 

...

استشرست ملامح ماس بينما صوت تلك الفتاه يتردد بأذنها وهي تقول بتلك الرقه : ازيك ياجاسر ...عاش مين شافك ...

أخرجتها لمسه جاسر لكتفها من شرودها لتهدر به بغيرة واضحه : اوعي كدة ...

حاول جاسر التبرير : ياماس ياحبيتي قولتلك ده كان موضوع وانتهي من سنين .....!!

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !