ستكونين لي الفصل الرابع

0

الفصل السابق

اسند جواد راسه الي ظهر مقعده شاردا لا يسمع لشئ من حديث أخيه الذي تنهد قائلا... اية ياجواد بقالي ساعه بكلمك وانت مش معايا 

: عاوز اية يامراد 

: عاوز اطمن عليك 

: اطمن ياسيدي انا كويس 

هز مراد كتفه قائلا ; مش باين.... في أية ياجود؟ 

زم شفتيه دون قول شئ ليقول مراد : انت مش خلاص طلعت موضوع زهرة من دماغك

ضرب حافة المكتب بيده قائلا ; مش قادر يامراد.... انا وعدتها اني هخرج من حياتها بس مش قادر اوفي بالوعد ده...... مش عارف هي لية بتعمل كدة.... رافضه حتي تديني فرصه 

زم أخيه شفتيه ليهز جواد راسه بقله حيله ; حتي رفضت اني اخلي واحد من المحامين بتوعي يخلصوا ليها اجراءت الطلاق....مش عارف هي بتفكر ازاي وهي بتضيع من ايديها فرصه انها تخلص من الكلب ده.... واحد زي ده مينفعش يكون في حياتها 

: وانت ناوي علي اية 

: مش عارف.....  

دخلت والدته الي غرفة المكتب قائلة بعتاب ; كدة برضه ياجواد تقعد اسبوعين من غير مااشوفك

: معلش ياأمي كنت مشغول الفترة الي فاتت

: مشغول بايه 

: شغل... شغل ياماما... 

ابتسمت له قائلة : شغل مع نادين

قطب حاجبيه بتساؤل لتقول : دي ثريا مرات عمك بتقولي انكم بتشوفوا بعض دايما 

قال بعدم اكتراث : ااه.. يعني 

قالت إمه بابتسامه ; طيب اية بقي مش ناوي تفرحني.... نادين بنت عمك بنت كويسة و.... قاطعها قائلا : ماما اية اللي بتقوليه ده... نادين زي اختي وانتي عارفة اننا أصحاب طول عمرنا... 

قاطعتهم دخلو ساندي زوجه مراد قائلة بمرح : طيب انت ونادين اخوات.... سيدرا صاحبتي اية بقي....... 

زفر جواد بضيق قائلا ; ولا صاحبتك ولا غيرها.... ياجماعه قلتلكم مش عاوز اتكلم في الموضوع ده  

قالت الهام بحنان ; يابني نفسي افرح بيك... 

قال بتسويف ; ربنا يسهل ياماما و.... قاطعه رنين هاتفه ليجيب بسرعه حينما رأي قم الحارس الذي جعله أسفل منزل زهرة لينتفض من مكانه ماان اخبره ان أمجد صعد اليها ... انت متأكد.... 

طيب انت واللي معاك استنوني انا جاي حالا 

قطب مراد جبينه بقلق ; في أية ياجواد

قال وهو يغادر بسرعه : مفيش 

اسرع يغادر ليركض مراد خلفه يلحق به ..... كان يقود بسرعه كبيرة... يعرف ان ذلك الرجل لاينتوي خيرا لها... ليضرب المقود بيده فلو لم تكن عنيده لهذا الحد لكان خلصها منه.... ،بقلم رونا فؤاد 


...........

لو مرجعتيش ليا بالذوق يازهرة هترجعي غصب عنك.... هطلبك في بيت الطاعه وهاخد ابنك منك.... لو بتكرهيني دلوقتي قيراط اللي هعمله فيكي هيخليكى تكرهيني اربعه وعشرين.... عشان كدة وفري علي نفسك كل العذاب ده لان في الاخر

انتي راجعه ليا يعني راجعه....لو فتحتي بقك بكلمه عن اللي حصل بينا هتعصبيني  وانتي عارفة اما بتعصب ببقي عامل ازاي...

الكل يعرف اني راضيتك ورجعتي ليا بمزاجك 

تركها لتترنح الي الخلف تطبق عيونها علي الدموع التي هددت بالانهمار ولكنها لاتريد ان تكون ضعيفه امامه مرة اخري 

التفتت ليغادر قائلا ; 

وبالمناسبة بابا اللي فاكرة هيحميكي مني في المستشفي.. عنده نوبة قلبه.... شوفي بقي هتبقي السبب في موته ولا لا.... 

زاغت عيونها وتشتت عقلها الذي لم يكد يستعيد رشده بعد كل مامر عليها حتي جاء اليوم وحطم جدران تعقلها 

لحظات هي مااحتاجت زهرة اليها لترفض ان تحيا تلك الحياة مرة اخري.... لن تعود كما قال زوجه أسفل قدمه... لن تضع حياتها وكرامتها مجددا أسفل قدمه.... لقد حاولت أن تنهي ذاك العذاب ولكنه يأبى ان ينتهي.... اذن فلينتهي بأي طريقه...... ستتخلص منه مهما كان الثمن... 

: أمجد...! 

توقف مكانه قبل ان يصل الي الباب والتفت اليها لتتواجهه نظرات عيونه المتفاخرة بانتصاره عليها بنظرات عيونها التي اندهش لها.... ،! فلم تكن بعيونها نظرة ضعف او ذل او حتي خوف بل كانت نظرات قويه.... لتنظر بعيناه مباشرة قائلة : انت اية اللي مخليك متمسك بيا اوي كدة 

قال ببرود وهو لايفهم ماترمي اليه : انا حر اعمل اللي انا عاوزة 

قالت بهدوء : مفهوم.... طبعا مفهوم... 

بس انا كنت عاوزة اقولك حاجة.... هتغير رايك وتخليك تبعد عني وعن حياتي 

رفع حاجبه ليقول بتحذير من بين أسنانه : زهرة... متستفزنيش وتفكري ان في حاجة ممكن تخليني ارجع في كلامي 

قالت ببرود : هو في حاجة واحدة ممكن تخليك ترجع في كلامك 

نظر اليها باستهتار : اللي هي اية ؟

نظرت بعيناه وهي تقول بتحدي : كرامتك....! 

سخرت نظراتها منه لتنظر له من اعلي الي أسفل وتابعت : مع اني واثقة ان معندكش ذره كرامه.... بس تجاوزا خليني اعتبر انك لسه عندك كرامه ومش هتقبل عليها تكون مراتك بتعرف واحد تاني غيرك 

اشتعلت نظرات عيناه ليهب الثليج علي قلب زهرة يبرد نيرانها ماان أشعلت النيران به  لتتابع لعبها بالنيران ولم تعد تكترث ان احرقتها.. فكل ما أصبحت تريده بتلك اللحظة ان تنتقم منه وان تتخلص منه بأي ثمن....

هزت راسها قائلة : ااه..... وانت كنت فاكر اني ساكته علي خيانتك ومعاملتك ليا كل السنين دي تضحيه مني مثلا ..... لا... خالص 

زي ماانت عرفت غيري انا عرفت غيرك.... زي ماخنتني انا خنتك..... 

تشفت نظراتها بهيئته المصدومه والتي لاتصفها كلمات... اخيرا وجدت ماقد يجرحة كما جرحها.... ستتخلص منه فهو لن يبيقيها بحياته بعد ماقالته.... 

امسك ذراعها وخرج صوته بفحيح مرعب يخبرها عن النيران المشتعله بداخله.... والتي لايستوعب ان تكون صادقه فهي لاتفعلها 

ليقول مزمجرا ; انتي كدابة.... بتقولي كدة عشان تحرقيني.... كل اللي بتقوليه كدب

لم تخيفها نظراته المرعبه فقد فقدت كل احساسها وأصبح كل ماتريده هو إحراقه وإنهاء تلك القصه التي لن تنتهي الا بموت أحدهما... 

: لا..مش كدب ..... رفعت نفسها علي أطراف اصابعها وهمست بجوار اذنه.... ده حتي هو اللي ضربك يوم ماكنت عند عشيقتك..... 

استعر الجحيم بعيناه لتكمل بتشفي ; وهيعملها تاني وتالت لوفكرت تقرب مني 

احسنلك تبعد عني بدل ماادوس علي كرامتك بجزمتي اكتر من كدة 

تراخت قبضته لثانيه من حول ذراعها لتظن انها انتصرت وأنها كسرته بالفعل 

قبل ان يستعيد أمجد رشده ويمسكها بقوة ساحقا أسنانه بغضب جحيمي ويسدد لها صفعه قويه جعلتها تسقط علي الاريكة خلفها.... هادرا وهو يندفع ناحيتها يكيا لها الصفعات ... بقي انتي بتخونيني.... ده انا 

هقتلك.... قالها وهو يرفع يداه ليهوي عليها بصفعه اخري تفادتها زهرة سريعا بعد ان استجمعت قوتها فهي لن تستسلم 

لتمد يدها سريعا الي تلك التحفه الكريستاليه و تباغته وتضربه بها علي راسه ليتراجع للخلف متألما وهو يمسك برأسه التي سالت منها الدماء...... استغلت زهرة الفرصة لتستجمع قواها وتركض بخفقات قلب مرتعبه الي غرفه طفلها النائم..... 

حملت عمر تتحلى بكل طاقتها وقوتها تستغل ضربتها له التي افقدته وعيه

لتسرع الي باب الشقه تفتحة بأيدي مرتعشه ....ولكن قام امجد من مكانه واسرع ناحيتها يمسك بها... صرخت زهرة ماان امسك بخصلات شعرها بقوة يجرها للداخل مجددا لتتشبث بطفلها الذي صرخ خوفا ورعبا بين ذراعيها لتضمه اليها بحماية  وتحاول دفعه بعيدا عنها بجنون فستقاوم حتي النهاية......ماان مد يده حتي ينتزع عمر من بين ذراعيها حتي رفعت ركبتها لتركله برجولته بقوة وتعيد الامساك بطفلها بقوة بينما انحني أمجد علي ركبيته متألما...... اسرعت مرة اخري تركض الي الباب ولكنها صرخت بألم ماان التوي كاحلها لتترنح للخلف وتلقي بثقل جسدها كله علي قدمها لحماية طفلها من السقوط....... وصل اليها أمجد بتلك اللحظة زحفا ليمسك بكاحلها يسحبها اليه هادرا بصوت جحيمي... علي فين يابنت ال....ده انا  هدفنك هنا

بكي عمر بخوف وهو يري دموع والدته تنساب بغزراه علي وجنتها وقد أدركت انها النهاية لتقول بصوت دافيء وهي تنظر لعيون طفلها الخائف ... اجري ياعمر.....تسمر الطفل مكانه يبكي بخوف ويمد يداه ناحيتها كلما سحبها أمجد اليه قائلا .. مامي.... 

استسلمت زهرة لامجد وكل ما ركزت عليه تلك اللحظة هو حماية طفلها لتنسي كل مايحدث او سيحدث لها وهي تقول : اجري ياحبيبي.... اجري ياعمر وانا جاية وراك....

بقلم رونا فؤاد 

اطبق أمجد علي عنقها بقوة بكلتا يداه 

يصيح بغضب : هقتلك 

توقف العالم من حولها علي نظرات طفلها المرتعب عليها لتنظر اليه تحاول أن تكون عيونه هي اخر ماتراه .... ..... لم تعد تستطيع التنفس لتزيغ عيونها وتحاول ان تشير بكلتا يديها لطفلها ليهرب فإن لم يكن مقدر لها أن تحيا فعلي الاقل تكون دفعت حياتها ثمنا لحياة طفلها الذي لاتريده ان يري تلك اللحظة .... 

.............

...لاح شبح الموت وخيم بجناحيه امامها للحظات ظنت انها بالنهاية حتي دثرها خياله الذي لاح إمامها خارجا من لاشئ...... ليصل اليها لاهثا بعد ان قطع الدرجات ركضا بقلب لهيف توقفت نبضاته ماان رآها تكاد تفارق الحياة علي يد ذلك الحقير .... 

كالاسد الضاري اندفع جواد ناحيتها وامسك بامجد يكيل له اللكمات بلا توقف 

ولكن غل  أمجد وحقده جعله يحاول ان يرد اللكمات فقد اعمته كلماتها وشحن غضبه قوته.... اشتبك الرجلان بقوة بينما زحفت زهرة تلقف أنفاسها المنقطعه وتضم طفلها المرتعب اليها لينهار باكيا تنهار هي باكيه معه لاتصدق ان الله ارسله لها لينقذها مرة اخري .... ضمت طفلها اليها : متخافش ياعمر....

ترنح جواد للخلف أثر لكمه قويه سددها له أمجد جعلت الدماء تسيل من أنفه 

: العاشق الولهان شرف كمان ... 

عالجه جواد بلكمه قوية ليسقط أمجد بجوار تلك الطاولة التي سرعان ما فتح درجها واخرج منها سلاحه الناري

صرخت زهرة لينتبه جواد الي أمجد الذي رفع السلاح بوجهه قائلا:... . كدة اقتلك واقتلها ومااخدش فيكم يوم واحد 

صاحت زهرة ببكاء : لا ياامجد ...... كدب كل اللي قلته كدب.... والله.... هو مالوش ذنب 

اسرع أمجد بغضب اعمي  ناحيتها مزمجرا ;بتدافعي عنه يابنت.....ماان اقترب منها حتي اندفعت الدماء بعروق جواد ليهجم عليه غير مبالي لوجود السلاح بيده ويركله بقوة..... صاح أمجد بينما اطبق جواد علي يده واوقع ذلك السلاح ارضا.... وتناوب جواد باللكمات علي وجهه أمجد الذي نزف بغزراه 

ترنح امجد للخلف ليمسكه جواد ولايدعه  يسقط قائلة بسخريه ;  لا اجمد كدة.... عشان انا عاوزك فايق .....ولا انت مش بتعرف تستقوي غير علي النسوان..... ا

..... ايدك اللي مديتها عليها..... هكسرهالك.....!! 

صاح أمجد بقوة حينما استمع لصوت تكسر عظامه بين بيد جواد القويه التي اطبقت عليها بغل.... 

دفنت زهرة وجهه صغيرها بصدرها حتي لايري مايحدث تجاهد للقيام ولكن ساقها لاتساعدها .... 

دلف مراد بتلك اللحظة ليصيح به جواد.... خد زهرة من هنا يامراد.... 

ساعدها مراد علي النهوض قائلا : البوليس جاي ياجواد.... سيب الكلب ده ويلا بينا 

هز جواد راسه : لا.... خد انت زهرة وانا جاي وراك 

ساعدها مراد علي النهوض لتتألم بقوة من كاحلها الذي التوي اسفلها..... 

لتنظر لمراد بتردد قائلة : هتسيبه 

: متقلقيش عليه....

قالها أعطاها يده تستند عليها وبيده الاخري حمل الطفل الصغير متوجهه بها الي المصعد بينما اسرع حرس جواد يسحبون أمجد علي الدرج الخلفي للمبني..... 

وضعها مراد بسيارته وانطلق بها بلحظة تعالي صافرات سيارات الشرطة التي طلبها أمن المبني السكني بعد تعالي تلك الأصوات..... 

توقف رجال جواد مختفين بأحد الاركان يكممون فم أمجد حتي تخطي رجال الشرطة طابقهم بعدها سحبوة الي الخارج ليضعوة باحدي السيارات ليشير لهم جواد بالانطلاق بعدها يسرع خلف أخيه

قال مراد وهو ينظر بحالتها السيئة بقلق ; احنا  لازم نروح المستشفي  

هزت راسها وانسابت الدموع من عيونها وهي تضم طفلها اليه.... لا 

: يازهرة 

اشارت لطفلها المنكمش بين ذراعيها :  ارجوك... عشان عمر 

هز راسه وهو ينظر للصغير بقلب متمزق فلم يكن يتخيل ان يكون رجال أمثال ذلك الحقير... مهما استمع لاخيه لم يكن يتخيل ان يكون الوضع بهذا السؤ.... لم يكن أخيه مخطيء حينما وضع حمايتها علي عاتقه من قبل انه الان يوافقه تماما

.... دلفت السيارة من تلك البوابة الحديدية ليوقفها مراد بالفناء وينزل منها فاتحا الباب وينحني ليحمل الصغير من بين يد زهرة المرتجفه لياخذه الي داخل ذلك المنزل..... 

ظلت زهرة بالسيارة تجاهد الا تفقد وعيها وهي لاتستطيع تحريك قدمها او اي انش بجسدها بعد ماحدث والذي كان كالحلم... او ككابوس مرعب عاشته...... 

كانت عيناه القلقه هي اخر ما رأتها قبل ان تشعر بجسدها محمول في الهواء وتفقد بعدها الوعي 

بقلم رونا فؤاد

رايكم وتعليقاتكم... 

الفصل التالي

 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !