ستكونين لي الفصل الخامس

0


الفصل السابق
 كانت زهرة غائبة عن الوعي حينما وضعها جواد علي الفراش وأسرع يتصل بنادين التي جاءت مسرعه... تركها وخرج لتفحصها ونزل لاخيه الذي كان يقطع البهو ذهابا وايابا..... 

نظر مراد الي جواد قائلا بغضب : انا مش 

مش قادر لغاية دلوقتي استوعب ان في رجاله بالقذاره دي.... ماهو طبيعي انه اقوي منها ميه الف مرة بيثبت ايه لما يمد ايده عليها وكمان قدام ابنه... حقير حيوان 

زفر جواد بحرقه وهو يفرك وجهه كلما عادت اليه صورتها أسفل يد ذلك الحقير ليقول بعدائية : هي السبب... عاندت معايا وصدقت انه فعلا هيطلقها ومخلتنيش احميها منه.... وادي النتيجة وياعالم لو مكنتش وصلت كان اية اللي حصل 

نظر اليه مراد قائلا : وانت ناوي تعمل اية دلوقتي ... 

قال جواد بجدية : المرة دي غصب عنها هكون في حياتها مش، هسيبها تاني للحيوان ده ولا المصير ده 

قال مراد : بس ياجواد...الموضوع مش بالبساطة دي.... انت عارف لو حد عرف هيتقال عنك وعنها اية... 

. قاطعه بجدية : مش مهم اي حاجة يامراد غير اني اخلصها منه ... انت عارف بعد الكلام اللي قالتهوله ده هيعمل اية لو وصلها .... هيقتلها... 

هز مراد راسه قائلا : طيب وانت ناوي علي اية معاه 

قال جواد بوعيد : حسابه تقيل اوي معايا... بس اطمن عليها الاول

قاطع حديثهما خروج نادين ليسرع جواد 

اليها بعد ان فحصت زهرة متسائلا بلهفه ;طمنيني يانادين 

هزت كتفها قائلة : ...رجليها مفيهاش كسر بس تمزق طبعا في الاربطة... انا ربطت رجليها برباط ضاغط بس في كل الأحوال عشان نطمن لازم تعمل اشعه ... 

هز جواد رأسه : تمام الصبح ناخدها ونروح المستشفي علي طول 

ابتسمت نادين لتقول بمشاكسة : ونروح ليه... مانجيب المستشفي هنا لجواد باشا 

رفع حاجبه ليقول مراد بمرح : تقدري تعارضيه 

; لا طبعا.... ده غصب عني بقيت دكتورة عظام مش، نسا بس 

: بقولك اية انت وهي... انتوا شكلكوا فايقين 

حلوا عني انا مش فايق 

غمز له مراد : لية بس ياجود.... ده انت حتي كسرت الحيوان ده 

زم جواد شفتيه قائلا بوعيد : ولسة... بس اطمن عليها الاول 

التفت الي ام حسن التي ترك لها رعاية الصغير قائلا : اية الولد اكل ونام 

هزت راسها ; والله يابيه حاولت معاه.... بس مش عاوز اي حاجة ومفيش علي لسانه غير عاوز مامته... 

تنهد جواد بأسي لما نال هذا الصغير من رعب قبل عدة ساعات لرؤيه والدته بتلك الحاله علي يد ابيه ليقول : طيب انا هطلعله وانتي جهزي له الاكل وهاتيه ورايا علي الاوضه 

التفت جواد الي نادين قائلا : انتي هتباتي هنا النهاردة 

عقدت حاجبيها باستفهام ليشير لاخيه ; وانت كمان 

: نعم.... وده لية ؟

: عشان متبقاش هنا لوحدها معايا ..... 

هز مراد راسه قائلا : طيب انا هكلم ماما وساندي لأن مش مبطلين زن من ساعه ماخرجت بسرعه كدة 

هز راسه قائلا : تمام قولها شغل مهم في اسكندرية هنفضل هناك كام يوم 


............. بقلم رونا فؤاد 

.. 


دخل جواد الي غرفة الصغير الذي كانت حالته تمزق نياط القلب... فكم يشبه والدته في صمتها وتحملها فقد كان متقوقع علي نفسه بأحد جوانب الفراش يضم جسده بيديه الصغيره والدموع متحجرة بعيناه .... 

ابتسم له بود وحنان قائلا : اية يابطل مش عاوز نتعرف علي بعض 

نظر اليه الصغير بكلتا عيناه الجميلة دون قول شئ ليجلس جواد بجواره ويمد يداه اليه قائلا : انا جواد.... 

جلس الصغير ونظر اليه قائلا بصوت خافت :انا عمر... 

ابتسم جواد قائلا : تعرف ان مامي بتحبك اوي 

هز عمر راسه ليقول جواد : طيب انت عاوزها تزعل منك 

هز الطفل راسه بالنفي ليكمل جواد : يبقي تاكل عشان تبقي قوي 

هز الطفل راسه ولمعت عيناه بالدموع وهو يقول : انا عاوز ابقي قوي وبطل زيك عشان انقذ مامي زي ماانت عملت... هي علي طول بتقولي اني البطل بتاعها... بس هي سوبر مامي انا مقدرتش اعمل لها حاجة كنت خايف.. خايف اوي 

بوغت جواد بمانطق به لسان الطفل الصغير الذي بكي بقهر وهو يكمل : انا مش هحب بابي ده تاني... ده وحش اوي 

ضمه جواد اليه وربت علي ظهره بحنان يحاول أبعاد تلك الغصه بحلقه وهو لايجد مايقوله فأي كذبه قد يخبر بها هذا الطفل وتبرر ما رأه... 

:انا عاوز مامي 

هز جواد راسه قائلا : حاضر ياحبيبي... انا هاخدك نشوفها ونطمن عليها بس توعدني انك هتاكل 

هز عمر راسه ليحمله جواد علي كتفه ويتجهه به لغرفة زهرة التي كانت ماتزال تحت تأثير الأدوية .... وضع الطفل بجوارها بهدوء ليجد الصغير يرتمي فوق والدته يحتضنها وينادي باسمها.... ربت جواد علي كتفه قائلا بخفوت : يلا بقي ياعمور نخرج ونسيب مامي ترتاح... 

هز له الصغير راسه ليحمله جواد مجددا بحنان ويعود به للغرفة التي صعد اليها مراد لملاعبته هو ونادين 

........ بقلم رونا فؤاد 

.. 

قالت ساندي بقلق : يعني هو كويس ياطنط 

هزت نادية راسها قائلة : اه... بيقول كان في عنده شغل مهم 

... : طيب امال مالك ياطنط شكلك قلقانه

: مش عارفة ياساندي... قلبي مش مرتاح.. 

: متقلقيش ياطنط... مراد مع جواد ولو في، حاجة اكيد كان علي الاقل قالي... 

....... 


.........

في الصباح التالي 

نظر جواد الواقف لدي باب الغرفة الي زهرة النائمة لتشير له نادين بهدوء ليتبعها خارج الغرفة... : اية يا نادين في أية؟ 

قالت بهدوء : مفيش اي حاجة 

قطب جبينه : يعني اية ؟

: ياجواد صدقني حالتها طبيعيه.... انا حاليا مش مدياها اي مهدئات هي نايمه.. 

: دي نايمه من امبارح... انتي شايفة ان ده طبيعي 

هزت راسها : اه جايز جدا.... عقلها بيهرب من الواقع 

: انا خايف عليها يكون حصلها حاجة 

: متقلقش... انا قدامك خليت دكتور ياسين فحصها وقال كل شئ طبيعي... سيبيها ياجواد كام ساعه وهي هتقوم لوحدها.... 

كانت نادين محقه فقد كانت زهرة غارقة بغياهب عقلها التي اخذتها الي دوامات لانهائية حتي استطاعت اخيرا تجاوزها وفتح عيونها..... 

رمشت بعيونها بضع مرات حتي استطاعت ان تفتحها لتدور بارجاء المكان تتبين اين هي.... 

عقدت حاجبيها ماان توقفت عيناها علي باب الغرفة التي طرق جواد بابها ثم دخل.... 

قالت بصوت متحشرج وهي تتلفت حولها : انا فين.... ؟.. ابني فين 

قال بهدوء وهو ينظر بقلق لصوتها الذي لايكاد يخرج من حنجرتها التي انحفرت عليها اثار أصابع ذلك الحقير أمجد...متقلقيش... عمر بخير... هجيبهولك حالا تطمني عليه 

تألمت حنجرتها بشدة لتضع يدها عليها 

ليقترب منها جواد ينظر اليها بقلق 

ليمد يداه تجاه عنقها قائلا : مالك يازهرة حاسة بأيه؟ 

ابعدت يداه بسرعه ماان مدها ناحيتها قائلة بخفوت : لو سمحت عاوزة ابني 

هز راسه وتوجهه للباب ليغيب بضع لحظات يعود بعدها حاملا طفلها علي اكتافه... هلل عمر ماان رأي والدته ونزل من علي عنق جواد وركض اليها ليرتمي بحضنها... .عمر حبيبي 

ضمته اليها لتسيل الدموع من عيونها دون ارادتها وقد اندفعت تلك الذكريات الي عقلها ونظرات طفلها المرتعبه اليها ... 

قال عمر بصوته البريء وهو يمد يداه الي وجنتها يمسح دموعها : بتعيطي ليه يامامي... حاجة وجعاكي

هزت راسها وهي تمسح دموعها سريعا : لا ياحبيبي انا كويسة 

ارتمي الصغير علي صدرها قائلا :متزعليش يامامي... انا المرة الي جايه هبقي بطل قوي وادافع عنك زي جود

رفعت عيناه تجاه جواد الذي كان واقف لدي باب الغرفة دون قول شئ ولكن غص حلقه لكلام هذا الصغير بسبب تلك التجربه السيئه التي عاشها.. 

قالت زهرة مغايرة للموضوع : مش المفروض نقول للي اكبر مننا اونكل ياعمر 

قال عمر بابتسامه : لا.. انا وجود بقينا أصحاب 

اتسعت ابتسامته وهو يضيف... جود جابلي العاب كتير اوي 

وكنا بنلعب مع بعض انا وهو ومراد ونادين 

كمان....

هزت راسها بابتسامه لطفلها ليقول جواد لعمر ... 

مش اطمنت علي مامي .... يلا بقي عشان تفطر يااسد وسيبها ترتاح شوية 

هز عمر راسه وركض للخارج لينادي جواد علي ام حسن لتاخذه وتعد له الافطار 

نظرت زهرة في أثر طفلها ولاتنكر انها توجب عليها ان تشكره علي مافعله علي الاقل لطفلها لتقول بخفوت 

; شكرا علي اللي عملته معايا ومع ابني ... 

نظر اليها ببطء قبل ان يهز راسه قائلا : وانتي مش شكرا علي اللي عملتيه في نفسك

اجفلت من كلماته فهو محق فهي من فعلت هذا بنفسها ولكن هذا ليس بوقت معاتبه لنفسها او حديث عليها استجماع نفسها وعدم إعطاء الفرصه له لاستغلال الفرصه والعوده لحديثه السابق.. لتخفض عيناها دون قول شئ وتحاول النهوض قائلة : انا لازم امشي 

عقد حاجبيه باستهجان : تمشي..!! 

تمشي تروحي فين 

قالت دون أن تنظر اليه : اعتقد ده شئ يخصني انا يااستاذ جواد.... 

: يعني اية.... انتي بعد كل ده لسة مصممه تبعديني عن حياتك 

هزت راسها ونظرت اليه باصرار ; ايوة عشان ده الصح والطبيعي..... مينفعش انك اصلا تكون في حياتي... 

رفع حاجبه واجاب باصرار مماثل : وانا قلتلك مش هخرج من حياتك الا لو هو خرج....

نظرت الي نبرته التي لاتحمل الجدل وهو يكمل : ... انتي كنتي هتضيعي نفسك 

مع كلب زيه ميستاهلش... وانا مش هسمحلك تضيعي نفسك تاني 

عقدت حاجبيها باستنكار : تسمحلي...!! 

هز راسه باصرار ; ايوة يازهرة مش هسمحلك.... برضاكي او غصب عنك المرة دي هتدخل

رفعت عيناها الغاضبه نحوه ليكمل بحدة : المرة اللي فاتت انا احترمت قرارك وحاولت ابعد عنك واقنع نفسي ان ده احسنلك... وكانت النتيجة اية... وثقتي فيه ورفضتي تخلي المحامي اللي بعته ليكي يقوم بكل الإجراءات اللي الحيوان ده ضليع فيها وبسهوله عطل إجراءات الطلاق وبمنتهي السذاجة اقتنعتي انه طلقك لما قالها شفوي... 

احتدت نظراته وهو يسالها : تفتكري بقي لو مكنتش عرفت انه جالك البيت كان هيبقي اية النتيجة..؟! 

تلاقت عيناها ذات السحب الزرقاء التي بدأت ترعد وتبرق بعيونه السوداء القاتمه بينما تابع : كان هيموتك... مش كدة 

هزت راسها باستنكار ورفعت عيناها الغاضبه اليه وهي تقول : وانت مالك...؟ يموتني ولا لا 

انت مالك.... انا مقدرة اللي عملته عشاني بس ده مش معناه اني هديك الفرصه تعيد كلامك اللي قلته قبل كدة 

سخنت أنفاسه الغاضبه ولكنه كبح جماح غضبه قائلا ; وانا مش هعيد حاليا اي كلام... بس سبيبني احميكي... 

هزت راسها وابعدت عيناها عن عيونه التي تحاصرها بنظراته القويه التي تنفذ لاعماقها قائلة بنبرة قاطعه :مش هينفع 

نظر اليها باصرار قائلا : اللي مش هينفع اني ابعد عنك..... زهرة انتي طعنتي نفسك في شرفك عشان تبعديه عنك مع انك مكنتيش محتاجة لاي حاجة من دي.... كان كفايه تسبيني انا اتعامل معاه وانا كنت همحيه من علي وش الارض ...

رفعت عيناها اليه بحدة قائلة : بصفتك ايه..؟ 

تقابلت نظراته بنظراتها لتشيح بوجهها وتكمل 

: لو سمحت بلاش تستغل الفرصة.... انا شكرتك ومش هنسي ابدا اللي انت عملته بس اكتر من كدة لا 

قاطعها بجبين مقطب : زهرة اية اللي انتي بتقوليه ده.... شكر اية اللي انا مستنيه 

اقترب منها وتابع بجدية : زهرة.. انتي لغاية دلوقتي مش قادرة تستوعبي الواقع اللي حواليكي... واحد قذر زي ده مينفعش تقفي قدامه لوحدك ... انتي متخيلة انتي داخله علي اية لو وقفتي ادامه وعملتي بطلة زي المرة اللي فاتت .. 

: هبلغ عنه 

قال بمسايرة : وبعدين... 

نظرت اليه ليقول بنفاذ صبر ; بعد ماتبلغي عنه.. تفتكري هيعمل اية ولايقول عنك اية بعد اللي قولتيه ليه .... انتي عارفة قذارته اكتر مني ومتأكدة انه هيخرج منها بسهوله وبعدها هينتقم منك زي ماعمل قبل كدة .....

قالت بحدة : وانت فاكر لما هتوريني ندالته هشوف شهامتك... انت زيك زيه 

قطعت كلماتها و اشاحت بوجهها قائلة : اسفه...

تنهد مطولا قبل ان يقول : 

اسمعي يازهرة وفكري....انا مش بعمل شهم.... بس غصب عني مش، هقدر اسيبك

انا لو وافقت علي اللي بتقوليه ده.... وحتي طلقتك منه وبعدته عنك 

تفتكري بقي الوضع ده هيدوم لغاية امتي

... اية هيبعد اد اية..... شهر... اتنين.. سنه حتى عشر سنين ... بس من غير ماتكوني ورا ظهر يحميكي عمرك ما هتعيشي في امان انتي ولاابنك...هيظهر تاني في حياتك طول ماهو عارف ان مفيش حد واقفله 

انتي اتحملتي كل ده عشان عمر... تفتكري ابنك هيستحمل يشوف تاني حاجة زي اللي حصلت اخر مرة.... يازهرة انا مش ممكن هبعد عنك لأن خلاص قدرنا بقي واحد....وافقي تتجوزيني ومش هتندمي

.. اعتبريني علي الاقل امانك وسندك وحمايه مستقبلك انتي وابنك من الراجل ده 

قالت بسخرية مريرة لتحوريه للأمر وكانه لايرغب سوي بحمايتها : هتضحي وتتجوزني عشان تحميني وبس 

: مين قال ان دي تضحيه مش حلم هتحققيه ليا 

... زهرة انا عارف انك فاكرة اني بستغل الفرصه 

ومش هكدب واقول اني مش بحلم اني اتجوزك من اليوم الي شفتك فيه بس دلوقتي مش عاوز حاجة غير اني أحميكي منه 

طول ماانتي في عصمتي عمره ماهيقدر يقرب منك ولا من ابنك 

: هتقبل تتجوز واحدة مش بتحبك 

: انتي لسة متعرفنيش عشان تحبيني أو تكرهيني 

قالت باصرار ; مش هينفع 

: لا... هينفع يازهرة.... 

فكري قبل ماترفضي او توافقي مع اني مش هسمحلك ترفضي واسيبك تضيعي نفسك تاني

نظرت اليه قائلة : هتتجوزني وانت عارف ومتاكد اني لو وافقت هيبقي عشان ابني يعيش في امان وبس 

قال بجدية : سيبي جوازنا حاليا من غير سببب 

انا واحد بعرض عليكي الجواز.... مش لأي سبب...

قالت باصرار ; بس في سبب ... انت عارف كويس اني مش هوافق غير عشان ابني يكون في امان 

هز راسه قائلا : وانا موافق اتجوزك ايا ان تكون اسبابك مؤقتا 

نظرت اليه قائلة: أسبابي انت عارفها كويس وعمرها ماهتتغير.... لو اتجوزتك هيكون عشان تحمي ابني وتخليه في حضني... بس لو فكرت تضحك عليا... قاطعها قائلا : 

زهرة....انا قلتلك انتي لسة متعرفنيش بس لازم تعرفي اولا انا مش بحب التهديد

تاني حاجة جواد الخولي كلمته واحدة....انتي وابنك من اللحظة دي في امانتي.... 

محق فقد قالها لها من قبل ... ستكونين لي.. وقد كانت.....!! 

اوقفته قبل ان يغادر قائلة : هتعمل اية مع.... قاطعها باشارة من يده... 

بتسالي عنه لية.... من اللحظة دي اعتبريه خلاص مش موجود 

: انت متعرفش أمجد 

هز راسه : لا.... انتي اللي متعرفيش جواد الخولي لما بيقول كلمه ينفذها.... 

........ بقلم رونا فؤاد 


اي تفكير فيما عرضه عليها كان يلاقي الرفض بالرغم من اقتناعها التام بما قاله

فهي لن تكون بأمان الا بوجود من يقف بجوارها ضد أمجد....ولكنها في تلك الفترة لاتستطيع تقبل انها ستجبر مرة اخري علي سلك طريق لا تريده... 

قضت يومان في هذا المنزل تتلقى هي وابنها اهتمام ورعايه منه ومن الجميع 

فقد حرص علي وجود أخيه ونادين حتي لاترفض البقاء بمنزله 

افاقت من شرودها علي صوت عمر الذي قال ببراءه وهو يري حزنها : 

انا مش عازوك تبقي سوبر مامي.... ابقي مامي وبس وانا هبقي بطل كبير وادافع عنك عشان متبقيش زعلانه تاني .... مامي انا مش بحب بابي.... هو راجل وحش بيزعلك علي طول 

نظرت لعيون طفلها : عمر حبيبي انت عرفت الكلام ده منين 

: من عقلي.... انتي علي طول بتعيطي عشان رجلك بتوجعك صح

هزت راسها باشفاق علي طفلها لتقول : پس انت عارف ياحبيبي اية هيخلي الوجع ده يروح 

سألها ببراؤه ;اية 

: بوسة وحضن كبير اوي... 

احتضنها طفلها بيديه الصغيرة لتضمه اليها هامسة ; حقك عليا ياحبيبي اني وصلتك للمرحلة دي... بس وعد مني مفيش حاجة ولاحد تاني هيضايقك.... 

قاطع جلوسهم دخول نادين بابتسامه.. صباح إلخير 

ابتسمت لها زهرة : صباح النور

تفحثت حال قدمها لتقول : يعني في تحسن بس لسة محتاجة راحة تامة 

: يعني مش هقدر امشي دلوقتي 

: لا طبعا... مش قبل اسبوع علي الاقل 


.......



تذكر جواد مواجهته مع أمجد 

قال أمجد بمحاولة واهيه منه لتتظاهر بالقوة ماان دلف جواد لتلك الغرفة التي يحتجزه بها رجاله.... انا قلت نسيتني ياراجل 

نظر اليه جواد باستهزاء وتقدم منه بخطوات بطيئة ونظرات قويه جعلت أمجد يرتجف داخليا مهما حاول إخفاء ذلك... 

ليقول سريعا : فاكر لما هتعمل كدة انا هسكت... تبقي متعرفنيش انت وبنت ال.... لكمه جواد بقوة بفمه لتسيل الدماء منها وهو يقول بتحذير : متجبش سيرتها علي لسانك 

بصق أمجد الدماء من فمه وهو يقول بوعيد : وانت ناوي تسكتني ازاي بقي ..... هتقتلني مثلا 

جلس جواد علي المقعد المقابل واضعا ساق فوق الاخري وأشعل سيكارته قائلا ببرود : توء توء... مش لازم اقتلك.... في حاجات كتير اقدر اعملها 

... نفض رماد سيكارته في وجهه أمجد باستهزاء وتابع ; ممكن مثلا اسيبك لرجالتي تعذبك ليل نهار لغاية ماتتجنن وارميك في مستشفى  المجانين

دعس سيكارته أسفل حذاءه الثمين وبلحظة انقض علي يداه التي جبرها له رجاله يضغط عليها بقوة المته وجعلته يصرخ ليقول جواد بغل :ايدك الي كنت بتمدها عليها اقطعهالك 

..... بلاش ايدك.... بمنتهى السهوله اقطع لسانك عشان متنطقش تاني

ضحك جواد ليشعل أعصاب أمجد ليعود جالسا مجددا وهو يتابع ببرود : شفت بقي الموضوع سهل اوي ازاي.... 

عندي مليون طريقة اخرسك بيها مش طريقه واحدة بس..... 

قام جواد من مكانه وامسك بتلابيه هادرا بغضب ; اسمع بقي انا مش محتاج اقولك انا ممكن اعمل فيك ايه... صورك مع ال...اللي كنت تعرفها معايا ومش بس كدة معايا أوراق توديك في ستين داهيه 

انا هدمرك لو فكرت بس تقف قدامي ... اذا كنت انت محامي زباله فأنا جواد الخولي الف محامي من عينتك هيكونوا في وشك..

لوي أمجد شفتيه قائلا : والمطلوب... 

قال جواد بنبره قاطعه : تطلق زهرة 

قال أمجد بدون تفكير : بكام.... 

نظر اليه جواد ليقول أمجد ; 

اية ياجواد بيه..... مستغرب ليه ده انت حتي راجل في السوق اكتر مني وفاهم كله بتمنه.... وباين اوي انك مش بتعمل كل ده شهامة.... 

و انا راجل ذكي وفاهم اني في أرضك وتحت ايد رجالتك صعب اقوم اخد حقي من انك بصيت لمراتي عشان كدة هحكم عقلي واقولك بكام 

قال بخبث : وخصوصا انها تستاهل 

لكمه جواد بقوة : حيوان 

قال أمجد : وانت اية.... ؟

تجاهل جواد تلميحة قائلا : عاوز كام 

: خمسة مليون 

: وتعملها تنازل عن الولد 

: يبقي خمسه تانين 

هز جواد راسه : موافق....بس لو فكرت تلعب بديلك لما تخرج من هنا مش هرحمك 

استوقف أمجد قبل ان يغادر... الكلام اللي قالته صح..... 

التفت اليه جواد لحظة قبل ان يقول باحتقار :مع انك كنت تستاهل فعلا تتخان.... بس هي اشرف 

من انها تعملها... 

لوي شفتيه بازداراء قائلا : 

انت متخيل لما واحدة تقول علي نفسها كدة بس عشان تبعدك عنها

... يبقي بتكرهك اد اية ومش طايقاك

قال امجد باستهزاء : وبتحبك انت....! 

: علي الاقل مش بتحتقرني زيك

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !