ستكونين لي الفصل السادس

0


 الفصل السابق
قال امجد باستهزاء : وبتحبك انت....! 

: علي الاقل مش بتحتقرني زيك

قال أمجد من بين أسنانه بوعيد : بكرة تشوف الحقير ده هيعمل فيك اية 

التفت اليه جواد رافعا حاجبة وهو يقول بتحدي: وبكرة لية... ماتوريني تقدر تعمل اية دلوقتي... 

ارتسمت ابتسامه خبيثة علي شفاه أمجد قائلا : فكني وواجهني راجل لراجل من غير رجالتك وانا اوريك... 

نظر اليه جواد باستهزاء ثم هز كتفيه قائلا : مع انك مش راجل بس ماشي... 

نظر الي حارسه قائلا 

: فكة ياجاسر 

نظر الية جاسر بتردد ليقول جواد بلهجة أمره : قلتلك فكه... ومحدش منكم يتدخل... 

تردد رجاله لحظة ثم فك وثاق أمجد الذي قام من المقعد المربوط اليه ووقف لحظات  يدلك يداه من آثار الحبال ليقوم فجأه ويباغت جواد بلكمه قويه علي حين غره .... تراجع جواد للخلف من قوة اللكمه فتأهب حراسه  للهجوم علي أمجد ولكن جواد اشار لهم للتوقف مكانهم  ليضحك أمجد عاليا بسخريه... اية ياباشا... وجعتك.. ولا مش بتبقي راجل من غير التيران اللي مشغلهم 

قبل ان يكمل كلمته كان جواد يرد له اللكمه بأخرى قوية جعلته يتراجع للخلف مصطدما بالحائط ليكيل له جواد جواد اللكمات ويشتبك كلاهما بصراع محتدم... شحن أمجد قوته بغيظ من جواد الذي كان يضربه بقوة كلما جالت بعقله صفعاته لها وصورتها وهي تلفظ أنفاسها بين يديه... 

احتدم الاثنان بمعركة حاميه تابعها رجال جواد بأعين ثاقبه ولكن سريعا ماحسمها جواد بتلك الركله القويه التي أسقطت أمجد أرضا لينقض عليه جواد قابضا بكلتا يديه علي عنقه يتذكر كيف كانت تصارع الموت وهو يخنقها بلا رحمه...مرت لحظات هربت الدماء من وجهه أمجد الذي حاول التفاف أنفاسه بلاجدوي حيث قبض جواد علي عنقه بقوة كما فعل مع زهرة... كاد يلفظ أنفاسه ليتركه جواد ويدفعه للخلف مزمجرا بغضب شديد... : جاسر.... تاخد الكلب ده... تخلص عليه 

شهق امجد بقوة يحاول التقاف أنفاسه 

وهو يقول بانفاس لاهثه : احنا بينا اتفاق 

هز جواد راسه : لا... الاتفاق اتغلي 

قال أمجد بعدم تصديق : مش عاوزني اطلقها 

هز جواد راسه وقال ببرود وهو يهندم من ملابسه : لا مش فارقه ... هخلص عليك...واخلص منك 

هز أمجد راسه بهلع ... لا... لا... نتفق 

نظر اليه جواد لحظة باحتقار قبل ان يقول بلهجة إمرة : يبقي تطلقها غصب عن عين اهلك.... و من غير ولا مليم.. 

نظر اليه أمجد بأعين زائغة ليقول جواد بلهجة لاتحمل المزاح.... شوف بقي ياابن ال.... .. انا مش مضطر اوسخ ايدي بيك ..... انت بمجرد ماهتطلع من هنا هتلاقي البوليس مستنيك وهيتقبض عليك .. بتهمة خطف زهرة وابنها......! 

بوغتت ملامح أمجد ليكمل جواد : انت واحد مطلقها وكاميرات العمارة واضح فيها انك طلعت ليها وبعدها علي طول اختفت هي وابنها..... ابوها مش هيتردد لحظة يقدم بلاغ فيك لما الموضوع يتعلق بحياة بنته مهما كان بيداري علي عمايلك السودا عمره ماهيسكت علي خطف بنته... حتي لو هددته تفضحه زي ماكنت بتعمل 

تسارعت أنفاس أمجد فكيف عرف جواد بورقته التي طالما استخدمها للضغط علي، والد زهرة بعد ان عرف بإحدى علاقاته بأحد الفتيات ليلمح له دوما ان كل الرجال مثله ليصمت والد زهرة حتي لاتهتز صورتها بأعين ابنته وزوجته ويردد كلام أمجد ان كل النساء يجب ان تتحمل من أجل بيتها طالما يعود اليها زوجها بالنهاية.....! فزوح ابنته خائن مثله تماما لذا ليس من حقه ان يناظر عليه 

اكمل جواد وهو يسير بخطوات بطيئة امام أمجد ذهابا وايابا : زهرة في مكان محدش يعرفه ومش هتظهر ابدا  وانت هتتسجن لغاية ماتثبت انك مش ورا اختفاءها وده طبعا مستحيل... . يوم... اسبوع

. شهر.. وحتي سنه  زهرة هتفضل في المكان اللي هي فيه وانت هتفضل في السجن لغاية ماهي تظهر...لأن انا محضرلك قضيه متفصله علي مقاسك ومش هتخرج منها الا بظهور زهرة..... ابوك سيادة اللواء هيشهد بالحق وانك كنت دايما بتضربها والنسوان ال .. اللي كنت بتنام معاهم هيشهدوا برضه انك خنتها كتير وكمان انك كنت بتخطط تخلص منها.... أمن العمارة في جيبي الصغير بكام الف جنيه هيقولوا اللي انا عاوزة..... كده واضحة ولا لا يامتر 

ضحك جواد باستهزاء... بذمتك... مش علي مقاسك بالظبط 

تطلقها ولا متطلقهاش مش فارقه المهم انها انتقمت منك ودمرت حياتك زي ماعملت معاها.... 

قال أمجد بخضوع :طلباتك 

قال جواد ببرود : قلتلك عليها قبل كدة 

تطلقها وتتنازل لها عن ابنها 

هز راسه : موافق 

وضع يداه بجيوبه قائلا : تمام...دلوقتي بقي هتنفذ اللي اقولك عليه بالحرف..... هتخرج من هنا وجاسر هيبقي معاك تطلع علي الماذون تطلقها و تخلص كل الإجراءات مع المحامي بتاعي اللي هيمضيك علي صيغه التنازل وشوية أوراق عشان لو فكرت تلعب بديلك..... بعد ماتخلص جاسر هيرجعك علي هنا بس المرة دي هتبقي ضيف... اسبوعين استلم  قسيمه الطلاق وتكون الآثار اللي علي وشك اختفت... تظهر علي طول ولا كأن حاجة حصلت.... في نفس اليوم زهرة تظهر وتقول انها كانت عند واحدة صاحبتها وانت كمان هجيب ناس تشهد انك كنت عندهم في اسكندرية بتخلص ليهم  شغل ومتعرفش حاجة عن البلاغ وان اللي حصل مجرد خناقه عادية بينكم علي نفقه وحاجات كدة.....وتطلع من القسم مشوفش وشك تاني وتنسي انك كنت تعرف في يوم من الايام واحدة اسمها زهرة  ويا دار مادخلك شر

تعمل كدة نبقي حلوين وتشوف مني الوش الحلو.... تعمل غير كدة همحيك من علي وش الارض ومش هغلب عندي بدل الطريقة مليون  .... 

خرج صوته مهتزا : وابني..! 

قال جواد بنبرة قاطعه ; تنساه وتعتبره مات زي اللي قتلته بايدك... 

انحني ناحيته ونظر الي عيناه قائلا بجدية : مش فجأه الابوه نقحت عليك.....! 

دفعه للخلف واعتدل واقفا وهو يشير لرجاله بلهجة إمرة : جاسر معاه.... تخلص وتكلمني 


........ 

... 

وضع عمر يداه الصغيرة علي جروح زهرة التي تألمت ملامحها ولكنها تظاهرت بالعكس حينما سألها ببراءة :بتوجعك 

هزت راسها وضمت طفلها اليها تفكر بألم بكل ماحدث ..... ككل مرة ذلك الحقير لا يتواني عن ترك اثاره علي جسدها كما تركها علي روحها التي انطفأت علي يده وفقدت وجودها ... نظرت الي اثار اصابعه التي انحفرت علي عنقها لتشعر بالاختناق مجددا تلك اللحظات لايمكن أن تنسهاا أبدا... نظرات طفلها المرتعبه خوفها ان تتركه وحده بهذه الدنيا... لتتذكر ظهور جواد امامها بعد ان ظنت انها النهاية.. 

انه انقذها مهما حاولت الإنكار واخبار نفسها انه لعنه حياتها.... ولكنها لاتستطيع إنكار تلك الحقيقه لقد انقذها بكل ماللكلمه من معني... لقد أخبرها امس ان كابوس أمجد انتهي من حياتها للأبد وكان مصمم علي الاحتفاظ بالتفاصيل لنفسه فقط أخبرها لبعض الخطوط العريضه عن اتفاقه مع أمجد واستخدامه للقليل من الأساليب للضغط عليه والتي هي متأكدة انها لاشئ مقارنه بما حدث بالفعل فأمجد لن يستسلم بتلك السهوله.... لايريد ان يخبرها حتي لا تظن انه يتباهي بقدرته علي أبعاد ذلك الحقير عنها... انه خلاص حياتها وليس لعنتها كما كانت تقول دوما.... هنا أدركت مقدار ماقدمه لها ولابنها لتفكر بما يمكنها تقديمه له بالمقابل.... وليس لديها شئ لتقدمه له سوي ان تغادر حياته    ....! 

سحبت نفس طويلا ونظرت الي طفلها القابع بحضنها تفكر انها اتخذت قرارها منذ زمن بأن حياتها ستكون من أجله هو فقط.....! 

لن تغير قرارها ولن تسمح لاحد بالتواجد بحياتها كرد للجميل فهي بتلك الطريقه لا ترد الجميل وإنما تكون ناكرة لجميله... انه مد يده لها بالعون وهي ان وافقت ان تتزوجه ستمد يدها لها بالسوء فهي ستظلمه ان وافقت علي هذا الزواج فهو يستحق كل الخير والأفضل وهي ليست الأفضل وليس بها أي خير..... أمجد لن يكف عن الظهور وكل ظهور بمشكله سيتصدي لها جواد.... قلبها مغلق ومحاط بالحزن والألم لذا لن يكون له أي مكان به..... انها مجرد بقايا لاتستحق تلك الفرصه التي يهبها لها منذ أن ظهر بحياتها..... فلماذا لم يتركها كما هي... ؟! 

لماذا هو مصمم ان يدخل حياتها المليئة بالاشواك...؟! سينجرح جروح داميه ماان خطي لاشواكها ومع ذلك  لايمانع.... 

اي انواع الرجال هو...؟! انه نوع لم تعهده باشباه الرجال الذين كان أمجد عنوان لهم.... لم تعتاد ان يكون هناك شئ بلا مقابل ولا ان يكون هناك رجل قوي وبنفس الوقت حنون يقف بجوار امرأه ضعيفه بل ويكون هو الضعيف امامها.... لم تري ابوة من شبه الرجل الذي عاشت معه سنوات لم يكن بليله واحدة اب لطفلها الذي ذاق حنان ابوي من ذلك الرجل الذي لاينتمي اليه .... لا اا... هزت راسها فكل السبل تلتقي بنهاية واحدة وهي انه لا يستحق أن تكون بحياته بقايا امرأه فقدت الاحساس منذ زمن ولاتعي شئ عن تلك الأحلام و المشاعر التي يحدثها عنها ويعدها بها... لقد اضحي كل شئ بحياتها واقع وهي ادري الناس بأن الواقع دوما سيء لا مكان به للاحلام.... 

سينساها ويتخطاها ويعيش حياه افضل ماان تخرج منها

........... بقلم رونا فؤاد 

...... 


انتفضت الهام من مقعدها باستنكار... انتي بتقولي اية ياساندي..... انا استحاله أوافق علي حاجة زي دي.... ابني انا يتجوز واحدة مطلقه.. علي جثتي

تلفتت حولها تبحث عن هاتفها لتسرع نحوها ساندي برجاء نادمه أشد الندم علي تسرعها واخبار حماتها بما عرفته من مراد زوجها وقد أكد عليها ان يكون سر بينهما لان جواد هو من سيفاتح والدته بهذا الأمر....اهدي بس ياطنط 

هزت الهام رأسها وامسكت بهاتفها لتوقفها ساندي :  اانتي بتعملي اية بس ياطنط 

قال الهام بغضب : هكلمه يجي يفهمني اللي عرفته ده معناه اية.... 

:ياطنط كدة مراد هيعرف اني انا اللي قلتلك وهيزعل مني وجواد طبعا هيزعل من مراد 

قالت الهام باستنكار : عاوزني اسكت علي حاجة زي دي 

: اكيد لا ياطنط والا مكنتش قلتلك.... حضرتك تهدي وتفكري هتقولي لجواد اية وتمنعيه ازاي يتجوز الست دي لما هو بنفسه يجي يفاتحك في الموضوع 

نظرت اليها الهام بغضب لتقول برجاء : عشان خاطري ياطنط.... مراد هيقلب الدنيا لو عرف اني قلتلك... لو مش عشاني عشان مراد اللي جواد اكيد هيزعل منه انه كشف سره

أمسكت بيد حماتها بهدوء واجلستها قائلة :ياطنط انا قلتلك عشان متتفاجئيش ووقتها جواد يقنعك 

قالت باستنكار غاضب : يقنعني بأية... ؟! مستحيل  أوافق علي جوازة زي دي... 

: يبقي نفكر في طريقه نمنعه بيها بدل ما يتقلب الموضوع لخناقه بين مراد وجواد علي مين اللي قال 

وبعدين انتي عارفة جواد ياطنط... مش هيخبي وهيحكيلك... وقتها بقي تبقي تتصرفي 

هزت الهام راسها التي اشتعلت اشتعالا لتتنفس ساندي الصعداء فكم كانت غبيه ان ظنت ان باخبارها لحماتها كان السر سيبقى سرا.....! 

لقد شدد عليها مراد الذي أخبرها بعد اصرار كبير منها بمعرفه أين كان هو وجواد الايام الماضيه ولكنها وعدته الا تخبر احد وهاهي اخلفت وعدها


......... 

.............

ماان رأي مراد زهرة تنزل الدرج وتمسك بيد طفلها لتغادر بعد ان اخذت قرارها بالابتعاد حتي اسرع ناحيتها وتوقف امامها يحاول إيقافها عن المغادرة حينما سألها بتوجس :انتي رايحة فين 

: ماشية 

:  ماشية يعني اية يازهرة...؟ 

; انا متشكرة يااستاذ مراد على كل الي عملتوه معايا بس انا لازم امشي 

هز راسه : حد ضايقك 

: لا خالص... بس ارجوك انا لازم امشي 

: اسمعي بس يازهرة ... جواد زمانه راجع 

قالت برجاء : لو سمحت انا لازم امشي قبل مايرجع ... 

هزت راسها ونظرت اليه برجاء... لو سمحت  ... لو بتحبه فعلا خليني اخرج من حياته لاني مينفعش اكون فيها.... 

عقد جواد الذي دخل من الباب حاجبيه مرددا ماان رآها توشك علي المغادرة ... انتي رايحة فين؟ 

صمتت فهز مراد كتفه قائلا : مصممه تمشي 

نظر جواد اليها ثم الي عمر الواقف بجوار قدم والدته ليقول بهدوء ; مراد لو سمحت ممكن تاخد عمر لغاية ما اتكلم مع زهرة.. 

هز مراد راسه وانحني يحمل الصغير : يلا بينا يااسد نطلع نلعب شوية علي ماجود يخلص كلام مع مامي ويحصلنا 

ماان خرج مراد حتي قال جواد بنظرات متساءلة : في أية يازهرة.... احنا مش اتفقنا امبارح هتفضلي هنا لغاية ماكل الإجراءات تخلص.... اية اللي حصل وخلاكي عاوزة تمشي فجأه...

هزت كتفها متمسكه بموقفها : مفيش حاجة حصلت... ده اللي المفروض يحصل من الاول انا مينفعش اكون هنا 

قطب جبينه ; لية يازهرة؟ 

: لالف سببب...!! 

مينفعش كل اللي قلته واللي هتقوله 

نظرت اليه بعيونها الجميلة ; انت وقفت جنبي وانا مقدره ده وعشان كده مينفعش........ احنا ملناش مستقبل مع بعض 

احتدت ملامحه لكلماتها التي تهدم حلمه الذي ظن انه قارب علي تحقيقه ليهتف باستنكار :لية ؟

هتفت باندفاع : عشان انا معنديش حاجة اقدمهالك.. انا مبقاش جوايا اي حاجة عشان أقدمها لأي حد..... انا فراغ.... 

فتح فمه ليتحدث لتوقفة قائلة : ارجوك بلاش تقول اي حاجة... مش من حقي اي حاجة بتقولها..... مش من حقي احلم ان في مستقبل احسن.... مش من حقي احلم ان الحزن هينتهي ويبقي مكانه سعاده.... مش من حقي يكون ليا حياة معاك 

هتف بجبين مقطب : ليييه... لية بتحكمي علي حياتنا كدة 

قالت بحدة ; مفيش حاجة اسمها حياتنا 

في حياتي انا... و خلاص خلصت والباقي فيها عشان ابني وبس... وفي حياتك انت... ودي لسة قدامك تربطها لية بواحدة زي عمرها ماهتعرف تديلك 

اي حاجة مقابل كل اللي بتعرضه عليها 

.... انا مجرد رماد مالوش قيمه تربط نفسك بواحدة زيي....  كل خطوة في حياتها هتكون بمشكله ليك 

مينفعش تقرر تاخدني للنور وتلاقي في الاخر ان انا اللي بجرك للضلمه 

نظرت الي نظرات عيناه الضائعه لتقول : انت تستاهل كل الخير وانا مش، هيجي من ورايا اي خير 

بسببي هتطلع من مشكله للتانية 

..... قتلته نظرات عيونها والتي لأول مرة لاتبعدها عن عيناه وكأنها تخفف من قساوه قرارها... ارجوك انت عملت اللي عليك وانا عمري ماهنسي اللي عملته عشاني وعشان عمر.... بس انت لازم تنساني 

شعرت بحده أنفاسه والتي تخبرها عن مقدار اللهيب بداخل صدره الذي ترجمتها كلماته حينما قال بنبرة قاطعه :

كل اللي بتقوليه ده مالوش غير  رد واحد عندي...... بحبك...! 

انصدمت ملامحها ليكمل : 

المشاكل والضلمه وكل اللي بتقولي عليه ده.... لو ده هيكون الطريق ليكي همشي فيه وانا مبسوط 

امسك بذراعيها ونظر لعيونها الضائعه والتي لم تعد تعرف ماذا تفعل ولا ماهو الصواب... : زهرة ارجوكي اديني فرصه.... انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك.... قاطعته : انت اللي ارجوك متقولش الكلام ده... مش هينفع

اجبرها علي النظر اعطيناه وهو يقول : هينفع... انا واثق انه هينفع وانك في يوم من الايام هتحبيني زي مابحبك واكتر..... 

خلصت ذراعيها من يده هاتفه :لو سمحت 

; انتي اللي لوسمحتي يازهرة.... 

مش من حقك تمنعيني اعبرلك عن مشاعري 

زهرة انا عارف ان اللي مريتي بيه مش سهل وعارف انك لسه مش مستعده تفتحي قلبك ولاحياتك لحد... عارف ومقدر خوفك من المستقبل وخوفك من مشاعرك ومن كل اللي حواليكي.... صدقيني عارف ومقدر ومش هطالبك بأي حاجة بعد جوازنا... كفاية انك تبقي ليا حتي لو علي الورق لغاية ما جروحك كلها تخف وتبقى مستعده لحياتك معايا 

هزت راسها فأي انسان يطلب منها الفتات بل ويترجاها لتلقيها له...! 

نظر لعيونها التي لا يتمني شيء مقدار الغوص باعماق لونها الصافي وتأملها مابقي من حياته وهو يكمل ; 

... انا مطلبتش منك اي حاجة غير انك تعتبريني امانك وحمايتم انتي وابنك 

:وانت ذنبك اية 

:قلتلك انا راضي.... انا مش عاوز منك حاجة في المقابل ولا هطالبك باي حاجة  

انا بحبك وراضي بأي حاجة منك حتي لو ابتسامه 

مش هطالبك باي حاجة وهقدر اللي بتمري بيه وحاسس بكل اللي مكسور جواكي وكل اللي بطلبه فرصه تسبيني احاول أصلحه 

قال كلماته وانصرف وهو يشعر بمقدار النزاع المحتدم بداخلها.... انها بحاجة  لمعامله خاصه بعد كل مامر عليها... تحتاج لان تشعر انها ليست ضعيفه وأنها ليست بمفردها .... يجب أن تتجاوز كل مامضى عليها وتعتبره مجرد تجربه مضت وليست نهاية حياتها .... يعرف ومتاكد انها تحتاج الا تشعر انها مجبرة مرة اخري... ولكن ليس بيده شئ سوي ان يجبرها علي طلبه فهو يخشى ان تضيع من يده وهي بهذا التخبط فهو واثق انها بين ذراعيه فقط ستجد نفسها الضائعة... فليس لقاءهم مجرد صدفه لم يكن القدر مخطط لكل حدث بها... فهي له منذ أن خلقت ولكن فقط اختلفت دروبهما ليشعر كل منهما بالضياع والنقص الذي لن يكتمل الا ببعضهمها... كان عليه أن يسير الطريق وحده ليشعر بحلاوة الطريق برفقتها 

كان عليها ان تنجرح ليداويها

كان عليها ان تذوق المرارة لتعرف طعم الحب علي يديه 

....... 


قالت مي باستنكار : تفكري في أية يازهرة.. انتي طبعا توافقي من غير اي تفكير 

رفعت زهرة عيناها لصديقتها التي هزت كتفيها بعدم تصديق لزهرة التي تحاول اقتناص  موافقه صديقتها علي حديثها الذي لم تجد له أي سبب 

:ربنا بعتلك راجل يعوضك عن كل اللي شفتيه مع الحيوان ده وانتي رافضه وبقوة... انا مش فاهمه موقفك يازهرة.... 

تنهدت زهرة بضياع : خايفة يامي....خايفة من الكريستالة الحلوة اللي بتلمع قدامي وبتغريني اوطي امسكها وفي الآخر تطلع حته ازاز تجرحني تاني... 

خايفة اطلع سلم الأحلام واقع منه في الاخر لاني لو وقعت مش هعرف اقوم تاني 

عقدت مي حاجبيها : انتي لية مش مقتنعه ان في رجاله كويسين وان أمجد هو الحالة الحقيره منهم.... لية مش، عاوزة تدي لجواد فرصه بعد كل اللي عمله عشانك 

: اديكي قولتي اللي عمله عشاني.... يعني ميستاهلش اني اتجوزه رد جميل 

: وانتي لية متأكدة انك مش هتحبيه... الراجل مش ممانع يديكي فرصتك لغاية ماتنسي 

يعني كل اللي عليكي تدي نفسك فرصه 

ربتت علي يد صديقتها قائلة : انتي لية حارمه نفسك من حقك انك تعيشي تاني 

: .. اهلي وأهله محدش هيقبل بعلاقتنا... وابني لما يكبر اقوله اية 

:وهو كان حد منهم عملك حاجة وانتي تحت ايد الحيوان ده...... زهرة متعمليش حساب لحد... انتي مش بتعملي حاجة غلط وابنك اكيد مش محتاجة تقوليله حاجة... لما يكبر في جو كله حب احسن ماكان يكبر مع اب سادي حيوان زيه ويطلع نسخه منه.... صدقيني يازهرة مفيش مجال للتفكير اصلا أقبلي هدية ربنا اللي هيعوضك بيها عن كل الي شفتيه 

خدي هديتك اللي انتي دفعتي تمنها غالي اوي... انتي شفتي الوحش تستحقي بعده تحسي بالحلو....... 

......... 

.... باقدام ازدادت ثقة يوما بعد يوم خطت زهرة الي الخارج لتشعر بنسيم الحرية يداعب أنفاسها منذ أن استلمت وثيقة طلاقها ووثيقة ضمان طفلها لحضنها بالأمس.... 

قاد جاسر السيارة خارجا بها من بوابات المنزل الي قسم الشرطة لتجلس امام الضابط قائلة الكلمات التي أخبرها جواد بأن تقولها... 

نظر اليها الضابط : يعني يامدام زهرة... المدعو أمجد عماد الشناوي مالوش علاقه باختفاءك 

: لا يافندم.. زي ماقلت لسيادتك انا معرفش حاجة عن الموضوع ده... انا اختلفت انا طليقي علي تفاصيل حضانه ابني اللي اتنازل ليا عنها وبعدين رحت عند صاحبتي فترة لغاية ماتخلص الإجراءات 

تحدث ذلك المحامي المهيب الذي أرسله جواد برفقتها : مدام زهرة معاها الأوراق اللي تثبت كلامها... واللي حصل كان مشاجرة بينهم وانتهت وامن العمارة تخيل ان مدام زهرة مختفيه بسبب طليقها.. 

هز الضابط راسه وأثبت اقوالها والتي ايدها أمجد ليقول المحامي اخيرا... 

بس طبعا احنا بنطالب بدعوه عدم تعرض طليق المدام ليها مرة تانية خصوصا ان كل اللي بينهم انتهي بشكل رسمي موثق 

بوغت امجد ولكنه تمالك نفسه لتنظر اليه زهرة بقوة منحها لها وقوف جواد بظهرها 

ليصدر القانون امر بعدم تعرضه لها او لابنها 

لتري بعيناه نظرة النهاية والاستسلام وهو يوقع علي الأوراق مجبرا... 

قال الضابط : مش محتاج افهم حضرتك يامتر.... انت عارف القانون كويس لو اتعرضت للمدام مرة تانية 

هز أمجد راسه : متقلقش يافندم... 

خرجت زهرة من القسم وهي تتخبط من فرحتها لقد تخلصت منه وللابد.....! 

لتنظر بأثر ابتعاده بسعاده جارفه حاول أمجد الاستسلام لها وليس امامه طريق اخر....! محاولا اقناع نفسه انه لم يخسر خاصه وانه حصل علي تعويض من جواد ليلة الامس فقد خاطبته نانسي باللهجة التي يفهمها حينما جاءت اليه بالأمس حيث استضافه جواد لتقول باقناع ; انا شايفه انك تنسي ياحبيبي اي تفكير في حاجة تخصها 

نظر اليها أمجد بسخريه : خايفه عليا 

هزت كتفها العاري : لا... بس. بقولك ان ده

مصلحتك... هتقف في وشه ليه... خد الشيك وانسي هي مكانتش اصلا فارقه معاك 

والراجل طلع سخي و عوضك متخسرهوش

باستهزاء قال لها : انا ولانتي 

: منكرش ياحبيبي انه دفعلي مبلغ كويس عشان اعرفك مصلحتك اللي انت عارفها كويس.... انت راجل ذكي وعارف أنك لو قربت منها هتخليه يقلب عليك وانت جربت قلبته وحشة ازاي... يبقي تشوف مصلحتك 

وانت اهو زي ماقالك ضيف معزز مكرم طول ماانت بتنفذ اتفاقكم 

....... 

.......... بقلم رونا فؤاد 

نظر جواد الي زهرة التي تستعد للمغادرة بعيون يملأها الاشتياق فهي ستغيب عن عيناه بعد ان اعتاد رؤيتها كل يوم ولكنه يمني نفسه ان الوضع مؤقتا لحين انتهاء عدتها بعدها ستكون في بيته وأمام عيناه وبعدها بين احضانه.... 

: زهرة 

التفتت اليه تحاول تجنب النظر بعيناه ليقول : انا طلبتك من والدك..... 

اتسعت عيناها بعدم تصديق أيعقل ان يزيح من علي اكتافها هذا الحمل الذي كانت تحمله بمواجهتها مع ابيها ليكمل ; انا شرحتله الوضع وهو وافق ومش عاوز غير سعادتك

لمعت بعيناها الدهشة : وافق

ليقول وهو يهز راسه 

: وهو كمان مستنيكي تحت... وصدقيني ندمان انه مكانش واقف معاكي... اعذريه لانه كان فاكر انه كدة بيحافظ عليكي 


بالفعل كان هذا شعور والد زهرة الذي آفاق متأخرا علي ماكنت يداه تقترفه من ظلم علي ابنته الوحيده بعدما تحدث معه جواد ذلك الرجل الذي لم يكن يظن ان امثاله موجودن وبامكانه ان يترك ابنته تستند اليه وتحيطها ذراعيه بأمان حقيقي وليس زائف مع شبهه رجل تركها لها تحت أعراف مجتمع جاهل...! 

...... ماان خطت خطوة للخارج حتي اوقفها

مجددا وهو ينطق اسمها بتلك النبرة التي جعلت شئ ما يرتجف بداخلها... زهرة 

تفاجأت به يقف امامها مخرج من جيبه تلك العلبه الانيقه ويفتحها امامها ليلمع بداخلها ذلك الخاتم قائلا بنبرته التي هزت اوصالها : تتجوزيني..... 

ابتسامه حالمه ارتسمت علي شفتيه وهو ينظر في آثارها حينما قالت هي تغادر : وهو انت مستني مني رد

اغمض عيناه التي تراقصت بداخلها الفرحة فهو بالفعل لم ينظر منها اي رد بعد ان اخذ الخطوات الواحدة تلو الاخري يزيح اي عوائق امامه لتكون له 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !