ستكونين لي الفصل السابع

0


الفصل السابق

.......... بقلم رونا فؤاد 

بالكاد كانت الهام تجاهد لتبدو بأنها لاتعلم شئ عن نيه ابنها جواد بالزواج من تلك المرأه بانتظار ان يخبرها هو بينما تجمعوا يتحدثون في صالون المنزل الانيق بانتظار تناول العشاء سويا.... لقد ذهبت زهرة لمنزل عائلتها برفقه ابيها بعد ان وافق علي زواجه بها ماان تنتهي عدتها لذا جاء جواد لمنزل عائلته ينتوي بعد العشاء اخبار والدته بقراره بالزواج من زهرة...! 

تجاذب هو ومراد الحديث تحت أنظار الهام التي تجاهد السيطرة علي لسانها..... 

لحظات ودخلت ساندي بابتسامه واسعه برفقه صديقتها سيدرا التي اتسعت ابتسامتها ماان رأت جواد... 

قالت بصوتها الناعم ; مساء الخير 

ابتسمت الهام وسع شفتيها مرحبه بتلك الفتاه الجميلة فهي من تليق بابنها وليست الاخري التي توقعه بشباكها ... مساء النور  ياروحي... 

قالت برقه وهي تمد يدها تجاه جواد الذي اعتدل واقفا هو وأخيه للترحيب بها : ازيك ياجواد 

هز راسه بتهذيب : الحمد لله 

: مراد عامل اية؟ 

صافحها مراد هو الاخر قائلا : تمام الحمد لله 

قالت الهام ; ازيك ياسيدرا عاملة ايه؟ 

قال الفتاه برقه ; الحمد لله انا تمام وانتي صحتك عاملة اية ياطنط 

: كويسة يا حبيبه طنط.... اتفضلي ياسيدرا اقعدي 

هزت كتفها : مرسي ياطنط مش عاوزة ازعجكم.... انا كنت ماشية بس ساندي صممت ادخل اسلم عليكم 

قالت الهام بعتاب لطيف : بقي كدة.... يعني كمان كنتي عاوزة تجي لغاية هنا ومتدخليش تسلمي علينا 

: لا طبعا ياطنط... ماانا قلت ادخل اسلم عليكم وامشي علي طول 

قالت ساندي وهي توكز صديقتها بجانبها وتشير بعيناها لوجود جواد الذي لا تتوقف سيدرا عن الحديث عنه وتكاد تجن لجذب انتباهه : لا تمشي اية.... اقنعيها ياطنط 

تقعد تتعشي معانا 

قالت الهام بابتسامه واسعه : لا طبعا ياسيدرا... هتتعشي معانا ده حتي فرصه جواد هنا يعني متجمعين كلنا 

.... 

جلس الجميع الي طاولة العشاء الفاخرة ليسود الصمت لحظات قبل ان تقطعه الهام قائلة  : انا بقالي كتير مش بشوفك في النادي ياسيدرا 

: اعمل اية ياطنط... بابي الفترة دي واخدني معاه الشركة ومعنديش اي وقت... حتي انا وساندي بقالنا كتير مشفناش بعض 

ابتسمت الهام قائلة : برافو عليكي انك نزلتي مع منير بيه الشغل 

نظرت الي جواد الصامت وتابعت : مكنتش حابة خالص اني اشتغل بس هو صمم... يعني بيقولي بعد الشر عليه لو حصله حاجة لازم اكون فاهمه الشغل  

: بعد الشر عليه ياحبيتي.. 

ابتسمت لها سيدرا لتنظر الي جواد قائلة :اخبار شغلك اية ياجواد 

هز رأسه : تمام الحمد لله 

نظرت الي ساندي التي اشارت لها بعيناها تشجعها علي إكمال الحديث لتقول 

:تعرف ان بابي بيفكر يدي مشروع القريه الجديدة بتاعته للشركة عندكم تنفذه 

هز راسه بلا اهتمام لتتدخل الهام قائلة بحماس ; ياريت .. اكيد انتي وجواد هتتفقوا جدا في الشغل 

قالت سيدرا بابتسامه واسعه وهي تنظر لجواد : اه طبعا..  

صمت جواد وتابع تناول طعامه بعدم اكتراث لتلك المسرحيه الهزلية التي تحيكها والدته وتلك الفتاه ليحمر وجهه سيدرا حرجا ليتدخل مراد قائلا : ومعايا ولا نسيتي اني بشتغل مع جود 

قالت سيدرا بحرج  : لا طبعا 

مضت ساعه العشاء والهام لاتتوقف عن التلميح لجواد عن مميزات تلك الفتاه وقد فهمها جواد وحاول تجاهلها بتهذيب قدر استطاعته.... طوال الجلسة التي بانتهاءها أدركت سيدرا انها بعيده عن تفكيرة مسافات لا يمكن قطعها بجلسه واحدة لتفكر انها بالفعل ستقنع والدها بمسأله العمل تلك حتي تستطيع التقرب اليه تحت وجود فرصه مناسبه   .... 

ماان ان انصرفت سيدرا بعد انتهاء العشاء حتي نظر جواد بساعته قائلا ; انا همشي ياماما  

قالت الهام : لسة بدري ياجود خليك شوية 

: لا معلش ياامي عاوز انام

قالت الهام وهي تهز قدماها بعصبيه : ماتنام 

هنا مش بيتك ده

هز راسه بياس فتلك الاسطوانه لاتتغير ليقول وهو يتناول مفاتيحه وهاتفه :تصبحوا علي خير 

اوقفته الهام بنبره جادة : استني ياجواد عاوزاك في موضوع مهم 

التفت اليها لينظر مراد الي والدته باستفهام لتتابع الهام بدون مقدمات : اية رايك في سيدرا

فهم مغزى سؤال والدته ولكنه تظاهر بعدم الفهم وهو يقول بنفاذ صبر ; من جهه اية؟ 

قالت الهام وهي تنظر اليه : شايفاها عروسة مناسبة ليك 

;ماما وبعدين اعتقد انا قلت رأي في الموضوع ده كتير قبل كدة 

هزت الهام قدماها بعصبيه واضحة وهي تقول ; اه بس مقلتليش علي أسبابك وأعتقد أن الأوان انك تتجوز... وانا نفسي افرح بيك 

نظر اليها باستفهام ; أسبابي؟! 

هتفت الهام بحدة ولم تعد تستطيع الصمت اكثر : ايوة اسبابك ... زي مثلا الست المطلقه اللي انت ناوي تتجوزها 

بوغت جواد بحديث والدته  واحتدت نظرت مراد لساندي التي ارتبكت ملامحها وهربت الدماء من وجهها 

ليلتفت جواد الي مراد بنظرات الاتهام واضحة وهو يسأل والدته : انتي عرفتي منين؟ 

اشاحت الهام بوجهها : مش مهم عرفت منين..... المهم اللي عرفته ده صح 

تكهرب الجو وبردت أطراف ساندي التي انسحبت سريعا الي غرفتها وخلفها مراد يتبعها بخطوات غاضبه... 

نظر جواد الي والدته قائلا بثبات ; اه ياامي صح.. انا هتجوز زهرة 

قالت الهام : وانا اخر من يعلم 

قال بضيق : لا طبعا كنت ناوي اقولك في الوقت المناسب 

قالت بعدائية : قبل ماتختار الوقت المناسب كنت تختار العروسة المناسبه 

التفت اليها بعيون غاضبه من تلميحها وهو يقول : وانا اخترت العروسة المناسبة ياامي

هتفت الهام بحدة واضحة :مستحيل اسيبك تعمل كدة 

قال جواد وهو يحاول السيطرة علي اعصابه : ماما لو سمحتي دي حياتي وانا الوحيد اللي اقرر 

قالت بغضب : وانا امك وحقي عليك امنعك لما الاقيك بتدمر حياتك 

قال جواد بنبرة مرتفعه نسبيا : انا مش بدمر حياتي انا بتجوز اللي حبيتها  

قالت الهام بغضب : وملقتش غير دي 

قال جواد بحدة : ماما اتكلمي عنها باحترام 

زهرة هتبقي مراتي 

قالت الهام بهياج : علي جثتي اسيبك تتجوز واحدة زيها 

هتف جواد بغضب : ماما قلتلك اتكلمي عنها باحترام 

: وهي اللي تلف عليك زيها تبقي محترمه... 

اشتعلت عينا جواد بالغضب هاتفا من بين أسنانه : اللي هتبقي مراتي محترمه غضب عن الكل.... ماما لو سمحتي لو مش عاوزة تخسريني تحترميها وتحترمي قراري اللي انا واخدة عن اقتناع مليون في الميه ومفيش حاجة هتخليني اغيره....انا هتجوز زهرة 

: حتي وانا مش موافقه 

: متأسف دي حياتي انا مش، حياة حضرتك 

: وانت ابني وحياتي كلها مش هسيبك تعمل حاجة زي دي 

نظر اليها جواد قائلا بنبرة قاطعه : وانا مفيش حاجة علي وش الارض هتمنعني اتجوزها 

ياريت تأقلمي نفسك علي ده 

ترك امه وانصرف وكل انش يغلي بعروقه من الغضب... كان يعرف انه سيلاقي رفض من جانب والدته ولكنه لم يتوقع ان تكون بمثل 

هذا الرفض بل والاشد نظرتها لزهرة التي لن يقبلها ليدرك انه امام عائق اخر ولكنه اكثر من مرحب بازالته.... 

....... 

... 

قالت ساندي بتوتر ماان دخل مراد خلفها الغرفة  والغضب يكسو ملامحه : مراد 

قاطعها بغضب :  مراد اية.... هتكدبي وتقولي مقلتيش لماما 

قالت بارتباك ; لا... قصدي قلت... بس غصب عني لساني فلت.... انا بس كنت خايفة علي جواد. 

قال بحدة ; وانتي مالك... انا امنتك علي سر وانتي جريتي قولتيه 

قالت برجاء : يامراد انا مكنش قصدي.... انا بس كنت... قاطعها بغضب : كنتي اييه.... 

كنتي قاصده توقعي الدنيا بينهم عشان صاحبتك مش كدة 

: لا طبعا..... وانا هوقع بينهم لية... انا بحب جواد زي اخويا ومصلحته تهمني وجوازة من واحدة زي دي..... قاطعها بغضب وهو يمسك ذراعها بقوة  : اتكلمي عن مرات اخويا باحترام 

تابع امساكه لذراعها هاتفا بتحذير : ساندي... انتي مراتي اه... بس جواد ده اخويا مش هسمحلك تكوني سبب في مشكله بيني وبينه .. مراته خط أحمر وغضب عنك هتحترميها والا هيكون ليا معاكي تصرف مش هيعجبك... ودي آخر مرة تتدخلي في اللي ميخصكيش

ترك ذراعها وخرج صافقا الباب خلفه بعنف لترتمي ساندي علي طرف الفراش تلعن غباءها وتسرعها في اخبار حماتها بهما الأمر الذي لم يجلب عليها سوي مشكله مع زوجها... 


نزل مراد بخطوات غاضبه ينتوي اللحاق بأخيه لتوقفه الهام : انت رايح فين 

: رايح لجواد 

غلت الدماء بعروق الهام وهي تقول بغضب : انت تخليه يطلع الست دي من دماغه احسنله

التفت اليها مراد قائلا : ماما لو سمحتي بلاش النبرة دي وبلاش  تكبري الموضوع ..انتي عارفة جواد 

: وهو الموضوع مش كبير.... انت موافق اخوك يتجوز واحدة زيها 

قال بعصبيه ; وفيها اية... مالها...؟ اية عيبها..؟ 

زفرت الهام بحدة ليقول مراد بتفهم : ماما  انتي ليه رافضاها اوي كدة وانتي حتي لسة مشفتهاش... زهرة انسانه كويسة اوي واي حد يتمناها 

اشاحت بوجهها بغضب : اي حد غير ابني 

ده ابني واول فرحتي يتجوز واحدة مطلقه ليه وياريت مطلقه وبس لا كمان عندها ولد... لية يربي ابن واحد تاني مش من دمه 

: ماما 

هتفت بحدة : بلا ماما بلا زفت ده بدل ما تقف معايا وتحاول تمنعه رايح تقف معاه 

: لا طبعا وامنعه ليه طالما هيبقي مبسوط معاها ... 

امسك بكتف والدته مهدئا :ماما حبيبتي.. انتي مش كان نفسك جواد يتجوز ويبقي مبسوط 

: ايوة بس مش دي 

: لية بس.... يعني هي عشان اتطلقت مش من حقها تتجوز وتعيش 

: مش علي حساب ابني 

: ابنك عارف هو بيعمل اية كويس... هيتجوز البني ادمه اللي حبها وده حقه 

نظرت اليه والدته بعدم رضي ليتابع : قابليها الاول وبعدين احكمي.. انا واثق انك هتحبيها

اشاحت وجهها ليهز مراد كتفه بقله حيله قائلا : ماما ارجوكي بلاش تعكنني عليه وسبييه يعيش حياته مع اللي اختارها 

قالت الهام باصرار : مستحيل 

هز مراد كتفه بياس ليوليها ظهره ويخرج فهو يعرف ان والدته عنيده ولكنها ليست اكثر عنادا من جواد 

....... بقلم رونا فؤاد 


تنهد فهمي مطولا وهو يخلع سترته و يجلس علي الاريكة لتنظر اليه وفاء بوجهه متهلل عادت اليه دماؤه مع عوده ابنتها وحفيدها برفقته قبل قليل لتقول : خير ماعملت يافهمي... 

هز راسه دون قول شئ فزوجته تشيد ببطولته لانه فقط وافق علي طلب ذلك الرجل الذي حمل علي كاهله مسؤليه حماية ابنته

والوقوف بجوارها بدلا منه... انه يحتقر نفسه وطوال طريق عودته لم يجد اي كلمات يستطيع التحدث بها لابنته ولكن عيناه حملت الكثير من الاعتذار.... من أجل هيبته وصورته امام ابنته وزوجته صمت علي ان تكون ابنته ضحيه لذلك السادي الحقير..... برر أفعاله بابنته بأنه مثله ولكنه لم يفعلها يوما بالرغم من شدته عليها فلم يرفع يده عليها يوما.... كم التاع قلبه وهو يراها بتلك الحاله من الصمت والشرود وكانها زهدت الكلام بعد ان كانت لاتتوقف عنه.... 

قالت وفاء : مالك يافهمي ساكت لية 

هز كتفه : ابدا مفيش... 

سألته بتوجس خشيه ان يكون تشاجر مع ابنته كعادته : انت اتكلمت مع زهرة في حاجة 

هز كتفه قائلا : لا... هتكلم في أية... اهو اللي حصل حصل 

قالت وهي تجلس بجواره : كله خير... اكيد خير... 

صمات لحظة ثم تابعت : بس تعرف يافهمي انا من وقت ماشفت الجدع ده وقلبى اتفتحله.... تنهدت بسعاده لاتستطيع اخفاءها ; ياااه يابنتي اخيرا ربنا كرمك بواحد يعرف قيمتك ويقدرك.... ربنا يسعدك 

ردد فهمي من قلبه : يارب ياوفاء 

....... 

.... 

تمددت زهرة علي الفراش ممتنه لعدم فتح ابيها لأي حديث او عتاب فيكفيها نظرته لها  فهي ليست بحاجة لشيء سوي الراحة بعد هذا المشوار المضني طوال خمس سنوات ... الراحة فقط هي كل ماتريد.... حتي من التفكير... 

ستلقي كل شيء خلفها وتنام... تنام براحة استحقتها بعد تعب طويل..... 

دخلت اليها والدتها التي لم تتوقف ملامحها عن رسم تلك السعادة التي اتسعت من وجهها منذ أن اتي ذلك الهمام الي منزلهم.... كادت تموت قهرا علي ابنتها وكم من ليالي قضتها بالبكاء، والدعاء من أجلها لتتفاجيء بهذا الرجل يظهر من العدم وكأن الله استجاب اخيرا لدموعها ودعاءها بانقاذ ابنتها من هذا المصير .... كان كل شئ كفيلم يمزق نياط القلوب وهو يخبرهم بكل تلك الأحداث التي لم يكون لهم أي دور بها..... لقد كانت ابنتها تصارع الموت علي يد ذلك الحقير وابيها متخذ منها موقف بسبب طلاقها ولم يكلف نفسه عناء السؤال عنها.. بينما هذا الغريب حماها ودافع عنها بل وخلصها من قيود ذاك الرجل الحقير الذي كاد يقتلها... لقد اخبر ابيها بكل شئ منذ أن رأها وكيف ازداد تمسكه بها يوما بعد يوم وهي ترفضه وان كان سبيلها الوحيد للخلاص متمسكه بأخلاقها... دمعت عيون فهمي وهو يتخيل ابنته تموت علي يد زوجها رضوخا لمفاهيم مجتمع عقيم ليوافق بلاتردد علي طلب جواد الزواج بها فهي استحقت ان تحيا حياة كريمه منحها لها الله بعد طول عناء.. تستحق ان تكون تحت جناح ذلك الرجل الذي جسد الرجوله بكل ما تعنيه الكلمه.. الان يستطيع وبقوة ان يقول لها أن تستظل بجناح زوجها ان كان حارب كل تلك الحرب من أجلها... 

قالت والدتها بابتسامه ; 

: زهرة ياحبيبي يلا العشا جاهز 

قالت زهرة بخفوت ;   لا معلش ياماما مش قادرة اكل حاجة... انا بس عاوزة انام 

ربتت علي كتفها بحنان قائلة : نامي ياحبيتي... نامي وارتاحي 

انحنت  تجاه عمر الجالس بين أحضان والدته بصمت قائلة : تعالي ياعمور ياحبيب تيته معايا نتعشي انا وانت وجدو 

هز الطفل راسه لتقول زهرة : لا ياحبيبي لازم تاكل... روح مع تيته

حملته وفاء تداعبه بحنان لتخرج وتغلق الباب لتنسدل زهرة بالفراش تغلق عيونها وتنام... 

..... 


نظر جواد لمراد الذي لايكف عن الاعتذار منذ مجيئه قائلا :خلاص بقي يامراد قلتلك محصلش حاجة يااخي 

... هي كدة كدة كانت هتعرف 

زفر مراد بغضب : انا غلطان اني فكرتها عاقله واقدر ائتمنها علي سر 

أشار له جواد بيده : خلاص يامراد... ماانت عارف ساندي مش بتعرف تخبي حاجة عن ماما... حصل خير 

هز مراد رأيه وقام ليعانق أخيه قائلا : متزعلش مني... انا عيل صح 

وكزة جواد بكتفه قائلا : ياسيدي انت ارجل مني اسكت بقي قلتلك مش زعلان... 

ابتسم له مراد بمرح قائلا : طيب فك التكشيرة دي بقي..... وبعدين ماانت عارف ماما بتطلع تطلع وفي الاخر تنزل علي مفيش.... بكرة لما تشوف زهرة وتعرفها هتعرف ان ابنها وقع واقف 

غمز له وتابع : وانه عرف يختار واحدة حلوة وزي القمر 

لكمه جواد بكتفه : ماتتلم ياحيوان انت 

داعب مراد وجنته بمشاكسه قائلا : اية  بقي احنا بنغير ولااية 

قال جواد ; واقلع عينك لو بصلتلها 

ضحك مراد عاليا : ماشي ياسيدي... 

بس متنساش ان انا سبب اللقاء ده من الاول لولايا مكنتش شفتها 

ضحك جواد هو الاخر مرددا وهو يتذكر اول مرة اختطفت قلبه : عندك حق 


.......... 


مر اليوم التالي علي زهرة كما هي بغرفتها والدها ووالدتها يتولون رعايه عمر الذي قطع قلوبهم لحالته النفسيه السيئة والواضحة أثر تلك التجربة فهو اضحي صامت كوالدته  ليحاول فهمي اغداقه بالحنان تعويضا له عن اثمه بحق والدته

التفت فهمي الي وفاء التي خرجت من غرفه زهرة قائلا : لسة مش عاوزه تاكل 

هزت وفاء راسها : لا 

داعب عمر القابع بحضنه قائلا : مش لازم نسيبها في الحاله دي... كلميها تخرج مع مي صاحبتها او ترجع شغلها 

هزت راسها بحيرة ; كلمتها بس قالتلي عاوزة ترتاح 


..... 

في الصباح التالي كان رنين الهاتف يصدع بارجاء ذلك المنزل الهاديء لتجيب عليه وفاء وسرعان ما تلمع بعيونها الابتسامه فهاهو المنقذ يظهر كعادته في الوقت المناسب .... 

انتظر جواد علي الهاتف بفارغ صبر فكم اشتاق اليها بعد مرور يومان دون رؤيتها او سماع صوتها 

... فتحت عيونها علي صوت و الدتها التي ايقظتها قائلة ;زهرة حبيبتي تليفون عشانك 

نظرت لوالدتها بعيون ناعسه : مين؟ 

ابتسمت والدتها التي قالت بهمس وهي تعطيها الهاتف  : خدي ردي بس... وانا هروح اجهزلك الفطار 

تناولت الهاتف لتقول بصوت ناعس كان كفيل ببعثرة ضربات قلبه المشتاق :  الو 

جاءها صوته بنبره الرجوليه ... صباح الخير. 

اعتدلت جالسه تنظر للهاتف ولوالدتها ذات الابتسامه المشرقه وهي تغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها لتقول بخفوت : صباح النور 

قال بلاتردد : وحشتيني 

تخبطت ضربات قلبها بصدرها بشده استنكرتها زهرة وتجاهلتها بجمود قطعه صوت جواد مجددا وهو يقول : زهرة انتي سمعاني 

; اه

: طيب ساكته ليه؟ 

قالت باقتضاب : مفيش حاجة اقولها 

قال بمكر : متأكدة 

هزت راسها وهي تقول بنبرة خاليه : انت اتصلت.... في حاجة؟ 

سمعت صوت نفسه الذي سحبه مطولا فهي لا تتواني عن إغلاق اي طريق يحاول شقه بينهما قبل ان يقول ; اتصلت عشان اقولك  اني مستني تحت 

تعلثمت : مستني 

...؟! 

قال بجدية : ايوة مش كفاية اجازة لغاية كدة.... عندك شغل ياباشمهندسه... وانا ك gantlenan جيت عشان اوصلك... 

لم تكن قد استفاقت ولا فهمت شئ  ليكمل : يلا اجهزي وانزلي.... مش بحب استني كتير 

اغلقت الهاتف تنظر حولها بتردد فمن أين يظهر لها كل مرة تكون بحاجة للمساعده ليقدمها لها دون أن تطلبها.... فهي بالفعل كانت مترددة كثيرا بأمر عودتها لعملها حتي لاتبقي وحدها وسط دوامات تفكيرها وذكرياتها.... شعرت انها ظلت مكانها لوقت طويل تفكر بتردد هل تنزل ام تظل بالمنزل لتتذكر مانطق به اخيرا... مش بحب استني كتير... لتنظر بساعتها تري انها قد مرت نصف ساعه وهي ماتزال بمكانها..... 

قامت الي خزانتها وتوقفت امامها قليلا قبل ان تخرج ملابسها وتبدأ بارتداءها..... جمعت شعرها الطويل بذيل حصان انسدل علي طول ظهرها واغلقت ازرار قميصها الجينز وخرجت من الغرفه لتقابل  ابتسامه والدتها التي اجلست عمر علي طاولة السفرة تداعبه وتطعمه... انحنت تضم طفلها اليها تقبله : صباح  الخير ياحبيبي 

: صباح الخير يامامي

: تعبت تيته وجدو ياعمر 

هزت وفاء رأيها وهي تقبل وجنته الجميله : تعب اية.... ده عمور سكر.... صحي بدري وحضرنا الفطار سوا وقعد مع جدو يلعب معاه واهو شطور بيفطر 

ترك فهمى الجريدة التي كان يقراها قائلا بنبرة حنونه مضي وقت طويل لم تسمعها منه في خضم شدته معها : صباح الخير يازهرة 

قالت بهدوء : صباح الخير يابابا

قالت وفاء بابتسامه ; انتي خارجة ولااية ياحبيبتي 

تعلثمت قبل أن تقول بارتباك... أصل... أصل....يعني... انا هنزل الشغل ... 

قال فهمي وهو يتجه ناحيتها ; كويس انك قررتي ترجعي شغلك انا كنت ناوي اتكلم معاكي في الموضوع ده...  

هزت راسها لتقول وفاء بابتسامه ;  طيب بس برضه لازم تفطري 

اجتاح التوتر وجهها وهي تقول :  اصل... أصله تحت 

قطبت وفاء جبينها متساءله : مين.... جواد؟! 

هزت زهرة راسها بخجل  لتقول والدتها.... وده  يصح... خليه يطلع يابنتي يفطر معانا 

هزت راسها بنبرة قاطعه ... لا ياماما مفيش داعي... 

التفتت لابيها قائلة : بابا انا هقوله ميجيش تاني يوصلني.. 

تفاجأت برد اليها الذي قال بهدوء وهو يحمل حفيده : وليه يابنتي الراجل طلبك مني علي سنه الله ورسوله وانا وافقت وحقه يوصلك 

لماذا تشعر كالمراهقات بينما تقترب خطوة تلو الاخري باتجاه تلك العيون التي تركزت فوقها تنظر اليها باشتياق .... لماذ حينما تتقابل عيناها بعيناه لاتريد شئ سوي الهروب من امام نظراتها

ماان ادركتها عيناه حتي شعر ان العالم يختفي من حوله.... لم يعد يري سواها هي    وهي فقط ... 

قال بابتسامه : صباح الخير 

قالت وهي تخفض عيناها : صباح النور... 

أشار لساعته الجلديه الانيقه قائلا بمرح وهو يفتح لها باب السيارة  : انا بقالي ساعتين علي فكرة 

قالت بخفوت : متأسفه... 

ابتسم لها قائلا : مش هقبل اسفك الا لو عزمتيني علي الفطار 

رفعت عيناها اليه ليغرق اكثر ماهو غارق بسحر عيونها 

لتندفع الدماء من وجنتيها خجلا من نظراته التي لم يعد يخفي مقدار حبه لها لتخفضها سريعا وتتعالي أنفاسها فهي لاتريد ان تشعر بمثل تلك المشاعر التي يسحبها اليه.... أدرك الصراع الدائر بداخلها ليقطعه قائلا : مكنتش اعرف انك بخيله كدة... عموما انا اللي هعزمك

هزت كتفها ونظرت بساعتها قائلة : لا ...مش قصدي.... بس عشان متاخرش علي الشغل 

ضحك ضحكته الرجولية والتي تستمع اليها لأول مرة بينما يقول : ياستي مانتأخر... ولا خايفة من المدير 

نظرت اليه ليشاكسها قائلا ; الشركة والمدير تحت امرك.... 


............ 

.... 

رحبت مي وزميلاتها بعودتها ليتسرب ذلك اللمعان لعيون زهرة ماان جلست الي مكتبها فكم اشتاقت لعملها...! 

دخل مراد الي مكتب أخيه قائلا : دي مش بس زهرة اللي رجعت... دي ضحكتك كمان 

ابتسم جواد بينما ارتشف من قهوته قائلا : طيب تعالي يالماح باشا نشوف شغلنا 

: اخيرا افتكرت ان عندنا شغل سايبه بقالك شهر 

تنهد جواد واسند راسه للخلف بارتياح : دلوقتي انا عندي نفس اشتغل ال ٢٤ ساعه 

ابتسم له مراد وغمز بمكر ; ده جواد الخولي وقع ومحدش سمي عليه.... 

...... 

.......... 

لم تتوقف مي عن الحديث والاسئلة عن كل التفاصيل من زهرة التي كانت استنكر بشدة فرحة صديقتها التي تماثل فرحة والدتها

: انتي هتعملي زي ماما يامي وتقوليلي خطيبك والهبل ده 

قالت مي بمكر : امال هو اية؟ 

طرقت زهرة باصابعها علي المكتب قائلة بانفعال : انتي عارفة هو اية يامي.... وعارفة الظروف اللي هو استغلها... قاطعتها مي بجبين مقطب : زهرة انتي فعلا بتفكري كدة.... ؟! 

تنهدت مي وهزت راسها : لا يازهرة حرام عليكي تكوني ظالماه للدرجة دي ومش شايفاه اكتر من واحد استغل الفرصه في حين ان هو اللي قدملك فرصه لحياة جديدة 

قال زهرة بانفعال : قدمهالي مقابل اية يامي 

.... مقابل اني اتجوزه.. مش كدة 

قالت مي باستفهام لموقف صديقتها : وافرضي يازهرة... واحد وبيحبك وعاوزك في حياته وعمل المستحيل عشان ده... فيها ايه 

هتفت زهرة بحدة تفجر مكنونات صدرها : فيها اني مش مستعده... ولا عاوزة ابدء اي حياة تاني مع أي حد

فيها ان محدش شايفني كل واحد شايف نفسه... بابا اللي فجأه شاف اد اية كان ظالمني وعشان يعفي نفسه من الذنب ده وافق علي جوازي من واحد تاني.... ماما فرحانه ولا كأني عيله عندي عشرين سنه وهتجوز.... حتي هو برضه مش شايف غير نفسه... اه خلصني من أمجد بس عشان نفسه مش عشاني..... 

محدش حاسس بيا ولا عارف اني مش بالبساطة دي هنسي ولا هعرف ابدء من جديد... 

قالت مي بدفاع : بس يازهرة.. هو حاسس ومقدر.... قاطعتها زهرة بعصبيه : كلام يامي.... كلام... متقنعنيش انه راهب بيعمل كل ده كتضحيه... 

قامت مي ووقفت بجوار صديقتها التي اخذ صدرها يعلو ويهبط بانفعال لتقول بتهدئة : 

اهدي يازهرة... اهدي ياحبيتي 

انتي عندك حق في كل اللي قولتيه... بس ارجوكي بلاش تحكمي عليه وسط كل اللي بتمري بيه... عشان كدة هتكوني بتظلميه... اديله فرصه...! 


........ 

........... 

خرجت زهرة من المصعد متوجهه لباب الخروج الزجاجي الضخم لتستدير ماان استمعت لصوته ينادي اسمها... 

تلفتت حولها لأفراد الأمن الذين حيوا جواد بابتسامه قبل ان تخطو بضع خطوات تجاه الدرج وتتوقف ليصل اليها جواد قائلا 

: اية يازهرة رايحة فين.؟ 

قالت دون أن تنظر اليه ; مروحة 

هز راسه قائلا : تمام... طيب يلا اوصلك 

اخذت نفس عميق قبل ان ترفع وجهها اليه قائلة : لا متتعبش نفسك 

عقد حاحبيه باستفهام من تصرفاتها التي حاول تجاهلها فقد طلبها الي مكتبه اكثر من مرة ولم تأتي حتى أنه قام اليها ولكنها دفنت نفسها بالاوراق وتظاهرت بالانشغال مع زملائها ليضطر للمغادرة.... اتصل بها اكثر من مرة علي هاتف المكتب وتجاهلت الرد.. يعرف ان طريقه معها مازال في بدايته وأنها لن تتقبله بتلك السهوله ولكنه لم يطلب اكثر من فرصه ترفض وبشده ان تمنحها له وتغلق بوجهه كل الأبواب... 

نظر اليها قائلا : مش هتعب اكيد يازهرة... اتفضلي يلا 

أشار لاحد أفراد الأمن بإحضار سيارته لتلتفت زهرة اليه والي الحرس الواقفين لدي الدرج  قائلة  : اصل مش هينفع.... يعني.. يعني شكلنا مش لطيف لما الناس تشوفني معاك 

احتدت ملامحه لما نطقت به ليدخلها الي السيارة قائلا باستنكار : زهرة احنا هنتجوز كمان شهرين... يعني انا خطيبك 

اية بقي الكلام الفارغ بتاع حد يشوفنا والناس.. احنا مش، بنعمل حاجة غلط ولا محتاجين نخبي حاجة... 

هزت كتفها بحدة مماثله : وانا مش عيله صغيرة خطيبها بيوصلها ... لو سمحت مفيش داعي تعمل كدة.... انا 

قاطعها بقليل من الحدة وهو ينطلق بالسيارة  : انتي اية... ؟

صمتت ليلتفت ليها قائلا :

زهرة انتي لسة مصممه تحطي حواجز بينا 

زفرا قائلة : الحواجز دي... تبقي الواقع اللي منقدرش نهرب منه 

واقع اني واحدة مطلقه مينفعش الناس تشوفني معاك... 

شعرت بالغضب يتملك منه وهو يضغط بكلتا يداه علي المقود يجاهد وبشدة الا يظهر امامها غضبه ليزفر اخيرا قائلا : مع اني مش موافق علي ولا كلمه باللي نطقتي بيها.....بس حاضر يازهرة انا هريحك وهنفذ اللي انتي عاوزاة.. ... مش هاجي اوصلك تاني بس هبعتلك السواق 

: مفيش داعي... هبقي اخد عربيه بابا... 

اوقف السيارة جانبا لتتراجع زهرة بخوف ماان مال ناحيتها لتهتز نظرات جواد ماان رأها خائفة لتلك الدرجة ليقول باستدراك... زهرة متخافيش... انا مقصدش حاجة... 

... انا بس كنت هقولك بطلي عناد معايا علي كل حاجة... خفضت عيناها التي قتلته بها نظراتها المتشتته فهي ضائعه لاتدري بأي ارض تقف ولاتستطيع ان تتعامل معه بطبيعتها.... تظن ان ماتفعله معه من بعد وتجنب وجمود يحميها ولاتدري انه علي استعداد التضحيه بحياته ولايري بعيونها مثل تلك النظرة.. 

........ بقلم رونا فؤاد 

مرت الايام وزهرة لاتزال مطحونه بصراعها مع نفسها التي تري انها لاتستحق كل مايحدث حولها من مظاهر حب وفرحة وسعاده... كل مااستحقته ان تعيش لأجل ابنها وتكون ممتنه لانتهاء تجربتها المريرة... أما ان تقنع نفسها بأنها ستبدأ بحياة  جديدة مع رجل يحبها ستكون طامعه... انها ماتزال تري انها لاتستحق رجل مثله يثبت لها كل يوم مقدار محبته لها فتنغلق علي نفسها اكثر خشيه عليه من اجرحه بالجروح التي امتليء بها داخلها... انها تخشي ان تخذله ان لم تكن تستحق كل مايفعله من أجلها.... بينما هو لا ييأس من إعادة المحاوله بعد كل مرة تغلق بوجهه الباب يمني نفسه انها بيوم من الايام ستفتح له ابواب قلبها علي مصراعيها بل وتحبه كما يحبها وكلما تمردت رجولته وكرامته يلتمس لها الأعذار ويخبر نفسه انه 

المقصر الوحيد وانه من لم يبذل الجهد الكافي لجعلها تشعر بالأمان معه لتترك قلبها بيده 

...... 

......... 

نظرت ساندي الي الهام بتوجس : بس ياطنط كدة جواد ممكن يتضايق 

قالت الهام باصرار وهي تمسك بحقيبتها الجلدية الانيقه : مسيرة يفهم ان قلبي عليه 

غادرت الهام لتسير ساندي ذهابا وايابا تفكر بقلق فحماتها ستشعل الدنيا اشتعالا بعد ماقررته وهو ان تذهب الي الشركة لتقابل تلك المرأه.... 

...... 


دخل آلية مراد ليساله جواد باهتمام : عملت اية... ؟

قال وهو يجلس بالمقعد المقابل له : العمال خلصوا... تقدر تفرش، من بكرة.... وانا وساندي اخترنا شوية حاجات 

رفع جواد حاجبه : وتختارو انتوا ليه ..... ماتيجوا تتجوزا بدالنا 

نظر اليه مراد ; والله... بقي دي اخرتها 

ضحك جواد قائلا : وانت كنت عملت اية يعني.... كل ده عشان وقفت شوية مع العمال لغاية ماخلصوا البيت... 

قال مراد ضاحكا : أصيل طول عمرك ياجود تعالت ضحكة جواد ليقول مراد : عموما اتفضل المجلات اهي شوف هتختار منها اية 

هز جواد كتفه : مش انا اللي هختار.... زهرة 

هي صاحبه البيت تختار اللي يعجبها 

قال مراد وهو يغادر لمكتبه : ماشي ياسيدي براحتك 

........... 

.... 

تعالي رنين هاتفها لتنظر بشاشته فتجده جواد.. : زهرة تعالي لو سمحتي عاوزك في مكتبي 

تأفأفت مريم مديرة مكتبه ماان رأت زهرة تدخل لتقول بتهكم : ساعة زي كل مرة

نظرت اليها زهرة باستفهام لتلوي مريم شفتيها قائلة بخفوت وهي تسير بخطوات متهادية لتخبر جواد بوجودها : طبعا هتفضلي ساعه جوه عند مستر جواد فالاحسن الغي الاجتماع 

لم تجيب زهرة عليها بشئ بالرغم من تلمحيها السخيف... وكعادتها القت باللوم عليه لوضعها بهذا الموقف 

بكل مرة يدعوها الي مكتبه ولكنها لاتريد الاعتراف انها المخطأه فهي من طلبت وصممت الا يعرف احد بأمر زواجهم الا حينما يتم فهي بداخلها لاتريد الاعتراف انها خائفة بل اجبن من ان تواجه نظرات الجميع حولها لامراه مطلقه سرعان ماستتزوج بمديرها الشاب  

سألها جواد وهو ينظر لوجهها : مالك يازهرة؟ 

هزت كتفها باقتضاب كعادتها :ابدا مفيش 

قال وهو يشير لها لتجلس بالمقعد امامه : طيب تعالي اقعدي 

هزت راسها : معلش عندي شغل... في حاجة مهمه عاوزني فيها  

عقد حاجبيه بضيق من طريقتها الجافه اليوم فهو يحاول تقبل اقتضاب كلماتها و يحاول التحلي بأكبر قدر من الصبر يعطيها كامل الحق فيما تفعله ويعد الايام لتنتهي عدتها وقتها ويكتب كتابه عليها وقتها يظن انها سترفع الحصار عن قلبها وتصرفاتها 

ولكن اليوم طريقتها جافه بشده .. جلس في المقعد المقابل وحاول تجاهل نزقه عقله الذي يجاهد معه ليتحمل

واضع تلك المجلات امامها قائلا  ... البيت بقي جاهز وفاضل نختار الفرش.... ده بيتك يازهرة شوفي تحبي تفرشيه ازاي 

اغتاظت من أوتار قلبها التي ترتجف دون ارادتها كلما تحدث اليها او نطق اسمها

لتنهر نفسها سريعا فهي ليست بعروس ستختار فرش منزلها... نظرت اليه قائلة :  

مفيش داعي 

رفع حاجبه مرددا : مفيش داعي  ...؟؟

هزت راسها : اه... اختار اللي يعجبك 

مش فارقه 

احتدت ملامح وجهه ليقول بانفعال وهو يشدد علي كلماته  : لا... فارقة يازهرة لان ده بيتك... 

لاتلوم عصبيته فهو كالجبل يتحمل منها الكثير وهي اكثر من مدركه انها الملومه الوحيده بالموضوع فهي لاتستطيع ان تحيا كما ولو كأن شيئا لم يكن... لا تستطيع أن تتحدث معه بالهاتف لساعات ولاتستطيع ان تقابل ابتسامته كل صباح بابتسامه مماثله لاتستطيع ان تقبل هدايا التي ينتقيها لها وكانه يعرفها عن ظهر قلب لا تستطيع أن تجلس معه يختاران سويا فرش منزلهما... لا تستطيع فعل اي شئ تعرف انه كثير عليها وأنها اقل من ان تستحقه فهي امرأه مطلقه لديها طفل وهو رجل مثالي تتمناه الأفضل وهو يستحق الأفضل بجداره 

كعادتها هربت منه لتقول ... لو سمحت انا عندي صداع ومش قادره اتكلم  

زفر جواد بضيق حينما هربت بعيونها واسرعت تغادر ليضرب طرف المكتب بقبضته وبغضب ويسرع خلفها... زهرة... استني 

قالت وهي تفتح باب المكتب وتغادر ; لا... 

تجاهل رفضها وسار خلفها ليشير لمريم بلهجه امره : ال

غي مواعيد النهاردة 

لوت مريم شفتيها وهي تتابع بدهشه خطوات جواد خلفها تتساءل هل هو يركض خلفها...!! 

........ 

.... 

عقد مراد حاجبيه : ساندي انتي متأكدة 

هزت راسها : ايوة يامراد.... طنط جاية الشركة ومش ناويه علي خير ابدا... انا قلت اقولك عشان تتصرف وبكدة ابقي صلحت غلطت

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !