ستكونين لي الفصل الثامن

0


الفصل السابق
 أغلق مراد الهاتف وأسرع تجاه مكتب جواد لتقوم مريم من مكانها قائلة : خرج يامراد بيه 

امسك مراد بهاتفه يسالها : خرج فين 

قالت مريم بخبث : مش عارفه.... هو هرد من مكتبه بسرعه ورا الباشمهندسة زهرة 

ماان طلب رقم أخيه حتي أغلق الهاتف وهو يري والدته تدخل الي المكتب.. قالت مريم بترحيب : اهلا وسهلا الهام هانم 

ابتسمت لها الهام بتكلف ليقول مراد وهو يقودها للمكتب وهو يتنفس الصعداء لعدم وجود زهرة او جواد بالمكان والا كانت اشتعلت الأجواء.... أخيه يصارع مع زهرة التي ليست بحاجة لأي مواجهه مع والدته : اتفضلي ياماما 

قالت الهام : مش هتفضل.... قولي مكتبها فين؟ 

نظر اليها مراد بتحذير وهو يقودها الي الداخل : تعالي بس ياماما نتكلم جوه 

أغلق الباب خلفه لتزم الهام شفتيها : بقولك مكتبها فين... ؟

قال مراد بمحاوله منه لتهدئه والدته ; اهدي بس وفهميتي ناوية علي اية..... 

هتفت الهام بحدة : ناوية اخليها تبعد عن ابني.... تروح تشوف لها واحد غيره يربي ابنها 

لاني مستحيل اسيبه يتجوز واحدة زيها بترني شباكها عليه.... طبعا شاب ومليونير ليه بقي مترسمش عليه وتوقعه 

شهقت مريم ووضعت يدها علي فمها فهل صحيح مافهمته.... هل تتحدث عن زهرة .....!

قال مراد بهدوء : ماما اية اللي بتقوليه ده... حرام عليكي انتي بتظلميها علي فكرة 

تهكمت ملامح الهام ليقول مراد بتحذير : 

انتي باللي بتعمليه ده بتخسري جود... هو خلاص اخد قراره ومش هيرجع فيه مهما حصل.... ارجوكي لو بتحبيه وعاوزة مصلحته بلاش تعملي مشاكل 

لو جرحتي زهرة حتي لو بكلمه جواد مش هيسكت وهتخسريه صدقيني 

زفرت الهام بحدة ; امال اعمل اية.... ابني بيضيع مني ده حتي مش بيكلمني من وقتها 

ربت مراد علي يدها قائلا باقناع : الحاجة الوحيدة اللي تعمليها انك تحترمي قراره وتثقي انه اختار الواحدة اللي يقدر يكمل معاها حياته.. ... ماما انتي كل ده حتي مقبيلتهاش عشان تحكمي عليها 

حرام ياأمي انتي ست زيها مترضيش يكون كل كلامك عنها جارح بالطريقه دي.... وانا ويعلم ربنا شاهد ان جواد هو اللي بيجري وراها من اول ماشافها وأنها عمرها مافكرت تعمل اللي بتقولي عليه وتوقعه والكلام الفارغ ده 


...........

....

تفاجأت زهرة بجواد يغلق الباب خلفه بالمفتاح لتقول.. انت بتعمل اية يامجنون افتح الباب الموظفين يقولوا ايه 

هز كتفه قائلا : لو علي الجنان فأنتي اللي جننتنيتي ولو علي الكلام فاللي يقول يقول... 

اهتزت نظراتها وهي تري هيئته التي فقدت كل ذره صبر لديها بينما قال بانفعال : للمرة المليون بقولك احنا مش بنعمل حاجة غلط.....

هزت راسها قائلة وهي تنقل نظرها بينه وبين الباب المغلق : طيب لو سمحت افتح الباب 

اتسعت عيناه بعدم تصديق قائلا : انتي خايفه مني يازهرة 

ماان اقترب خطوة حتي تراجعت سريعا ليهتف باستنكار وهو يقطع الخطوات الفاصله بينهم ويمسك بذقنها ليجعلها تنظر اليه ; انتي متخيلة اني ممكن ااذيكي 

ابعدت عيناها عنه ليزفر باحتراق من لهيب مشاعره المتضاربه مع عقله يشفق عليها بصراعها الدائم الذي تعيش به بلا نهاية وبنفس الوقت لم يعد يحتمل المزيد.... 

باستسلام نظر اليها مطولا قبل ان يتركها ويغادر.... انها بحاجة للوقت وقلبه اللهيف لا يساعده علي منحها هذا الوقت... 

...... 

.......

مضت الايام وجواد يحاول ان يكون بعيدا قدر الإمكان يعد نفسه ان هذا الأمر لن يدوم....وان الوقت علاج كل شئ... الجميع ظن ان الوقت هو علاج لكل شئ ولك يمن أحدهم مخطيء فالوقت يحمل دواء لكثير من الجروح..... جواد يعد الوقت وبخير نفسه انه اصبح 

اسبوع..!! اسبوع فقط هو مايفصله عن حلمه 

بهذا الوقت لم يكن يهمل علاقته بعمر التي توطدت كما علاقته بحماه وحماته المستقبلين... والدته بمرور الوقت و بحديث مراد رضخت ولكنها لم تتقبل الأمر... فقط رضخت لرغبه ابنها القويه تمني نفسها هي الاخري ان الايام والوقت كفيل بأن يجعل ابنها يري انه أخطأ باختيارة.... 

زهرة عالج الوقت الكثير من جرحها حتي انها لم تعد تتذكر الكثير من ذكرياته السيئة ولكنها ماتزال تري انها لاتستحقه مهما حاول من حولها أخبارها بالعكس وأولهم صديقتها التي قاربت علي اليأس من حديثها الذي لا تنفك تكرره عن انها مجرد خطأ بحياته..... 

دخلت وفاء الي غرفه زهرة تحمل الكثير من الأكياس والعلب الانيقه قائلة بسعاده.... 

تعالي بقي يازهرتي بصي انا اشترتلك اية 

قالت زهرة باستفهام : اية ده 

قالت وفاء وهي تفتح الكيس يلو الاخر تخرج تلك الملابس ذات الألوان الزاهية والاقمشه الفاخرة : هدوم للجوز

قالت زهرة باستنكار : هدوم جواز 

قالت وفاء بابتسامه واسعه ; طبعا هو في عروسه من غير جهاز 

... تعالي اتفرجي وقوليلي ايه رايك 

كل القديم ده ارميه... او سبيه هبقي اتبرع بيه.... هتتجوزي بكله جديد 

ده انا حتي كمان خليت ابوكي اشترالك طقمين دهب غاليين اوي عشان يهاديكي بيهم يوم جوزاك 

قالت زهرة باستنكار لفعل والدتها : ماما انتي بجد بتعملي كدة... بجد شايفه اني عروسة وبتجيبلها جهاز 

قالت وفاء باستغراب ; ومعملش لية كدة 

هتفت زهرة بحدة : عشان مينفعش.... انا مش، عروسة ولاعيلة صغيرة هتعملي معاها كدة 

قالت وفاء باصرار : لا عروسة ولازم تتعاملي علي الأساس ده 

سخرت زهرة : عروسة ومعاها ابنها 

قالت وفاء بجدية : لا انتي ولااخر واحدة .... اسمعي يازهرة انتي في عز شبابك وزي القمر ومهندسة اد الدنيا مش معني ان تجربه فاشلة عدت عليكي توقفي حياتك وتدفني راسك في الرمل.... انا شايفه انتي بتعاملي الراجل اد اية وحش وهو ساكت وقابل عشان فاهم انك مستكتره علي نفسك ان تعيشي 

بس انا بقي امك وبقولك... ارفعي راسك وعيشي... عيشي وانبسطي.. لا انتي اول ولااخر واحدة 

انتي واحدة اتظلمت وربنا بعتلك عوضه الجميل يبقي متسكتريش علي نفسك النعمه اللي هتعرفي قيمتها بعد فوات الأوان 

..... قاطع حديثها دخول عمر يركض بابتسامه :تيته 

ضمته اليها : تعالي ياحبيب تيته 

فتحت بضع أكياس قائلة : شوف انا وجدو جبنا ليك اية... 

نظرت الي زهرة بمغزي وتابعت ; جبنالك حاجات كتير اوي جديدة عشان لما تروح بيتك الجديد 

رفعت زهرة عيناها بحدة لوالدتها التي أصرت ان تثبت كلماتها بأنها لايجب ان تدفن نفسها سألها عمر ببراءه 

: بيت اية ياتيته 

حملته وفاء قائلة وهي تتجاهل نظرات زهرة التحذيريه : بيت اونكل جواد.... مش انت بتحبه ياعمر 

هز الطفل راسه بسعاده لتقول ; عشان انت بتحبه انت ومامي هتعيشوا معاه في بيته وهيبقي بيتك الجديد 

صفق عمر بحماس لتنظر وفاء لابنتها بمغزي وكأنها تخبرها ألم تقل لها... 


...... 

نظر عماد الي سميحة التي لاتكف عن البكاء بعد سفر أمجد الذي قرر هو الاخر ان يبتعد لفتره لعله يرتب أوراقه لتقول بلوعه واشتياق : وحشني اوي ياعماد 

... لم يعلق عماد بشئ فهو اشتاق لابنه ولكنه لايستطيع نطقها بعد كل مابدر منه بجرم بحق زوجته وابنه اللذين اضاعهم من يده 

: ده حتي ابنه اتحرمت منه... 

قال عماد باشتياق : انا كمان وحشني اوي عمر.. 

مسحت دموعها قائلة : طيب ماتجي نروح نشوفه 

هز عماد راسه ; لا طبعا.... بأي وش نوريهم وشنا بعد اللي ابنك عمله في بنتهم 

: بس ده حفيدنا ياعماد يعني حقنا نشوفه...مش معني ان ابني طلقها يبقي تحرمنا منه 

انا هتصل بزهرة واطلب منها تجيبه نشوفه 

........ 

... حاولت في الأيام التاليه سمحية الاتصال بزهرة كثيرا ولكن هاتفها مغلق فقد غيرت رقم هاتفها لتقرر الاتصال بوفاء.... 


.......... 

..... 

قالت مريم بتهكم وحقد لداليا احدي زميلات زهرة : شفتي طلعت مش سهله 

.. اهي فضلت وراه لغاية ماعرفت توقعه مفاتش علي طلاقها الا كام شهر واهي هتتجوز جواد الخولي 

قال داليا بخبث : تلاقيها اتطلقت عشانه 

ومتطلقش ليه.... ده مليونير ياحبيتي يعني تبيع الدنيا عشانه مش جوزها بس 

..... ابتلعت الفتاتان كلماتهما حينما استمعوا لصوت مي تنادي زهرة التي ركضت بعد ان استمعت لحديثهما ... زهرة 

قالت داليا بقلق ; 

تفتكري سمعتنا

هزت مريم كتفها بتوتر : مش عارفة.... 

انا هروح مكتبي 


....... 

اصطدم جواد بزهرة وهي تخرج من المصعد 

لتسرع تغادر الشركة متجاهله كل النداءات خلفها من مي التي سألها جواد بقلق : في أية يامي..... مالها زهرة؟ 

هزت كتفها بالنفاس لاهثه مش عارفه.... شكل حاجة ضايقتها 

اسرع جواد خلفها بسيارته التي اوقفها امامها بعد ان سارت بلاهدي بضعه أمتار.... 

: اركبي... 

تابعت سيرها وهي تستمع لحديث تلك الفتيات لتتفاجيء بجواد يمسك بذراعيها ويضعها بالسيارة وينطلق بها

التفت اليها قائلا بقلق لرؤيه ملامح وجهها بتلك الطريقه : زهرة في أية..؟ مالك

: مفيش..

; مفيش ازاي..... وانتي شكلك مش طبيعي 

التفتت اليه تنفجر بحدة : وانت لسة شايف الحقيقة دي دلوقتي 

عقد حاجبيه باستفهام ; حقيقة اية؟ 

هتفت بحدة : ان شكلي مش طبيعي،...!! 

. ان كل الناس مش شايفاني اكتر من واحدة أطلقت من جوزها عشانك.... ولا اني واحدة لفت علي مديرها واتجوزته بعد مااطلقت 

اتسعت عيناه باستنكار : زهرة انتي بتقولي اية 

قالت بغضب وقد لمعت الدموع بعيونها الجميلة : بقول اللي كل الناس بتقوله.... 

قال بحنان وهو يري ضياعها وتخطبها وتلك الحساسيه الزائده ; مين قال كدة وانا اقطع لسانه

قالت بتهكم : هتقطع لسان مين ولا مين...

قال وهو يدير وجهها اليه : زهرة متجننيش وفهميني اية اللي حصل 

خانتها دموعها لتقول بصوت مختنق بالبكاء : اللي حصل اني كنت صح... مكنش ينفع 

انا مينفعش اكون في حياتك... انا ولا حاجة... فراغ.. وسواد مش هيجيلك مني إلا المشاكل... انت تستحق واحدة احسن مني 

تمزقت اوصال قلبه ليجد نفسه يجذبها الي احضانه يوقف حديثها لتنهمر دموعها بلاتوقف ماان تسرب ذلك الحنان من قلبه الدافيء الي قلبها البارد ..... 

غابت بين ذراعيه لحظات تخبط قلبها بصدرها لايعرف ماهيه ذلك الشعور الذي يشعر به لأول مرة.... اهو حنان ام احتواء ام امان... 

ببطء فك جواد ذراعيه من حولها ليرفع عيونها نحوه ويمسح بقايا دموعها بحنان هامسا : قلتلك مش عاوز اشوف الدموع دي تاني.... 

وحياتك عندي مستعد اهد الدنيا عشان خاطر دمعه واحدة من دموعك... ممكن اعرف بقي مين ضايقك بالطريقه دي 

هزت راسها وابعدت عيناها عن عيناه التي اضحت تقرأها وكانها كتاب مفتوح لتقول بخفوت ; مفيش.. 

رفع حاجبه : زهرة... 

هزت راسها : مفيش... انا بس... يعني.. مرهقه شوية 

اومأ لها قائلا : ماشي ياستي هعمل نفسي مصدقك.... بس لما تحسي انك عاوزة تتكلمي انا موجود عشانك في اي وقت 

هزت راسها لينظر اليها بضع لحظات قبل ان يقول بابتسامه : ممكن بقي عروستي الحلوة تضحك وتبطل تكشير..... 

......... 

............... 

هربت زهرة من عيناه ومن كلماته لتصعد مسرعه الي منزلها... 

ماان دخلت حتي وجدت خالتها نازلي وعمتها منيرة 

قابلتها خالتها بابتسامه... الف مبروك يازهرة 

قالت بنبره خاليه : الله يبارك فيكي ياطنط 

.. التفتت لصوت والدتها ووالدها لتتوجه الي غرفتهما 

..في أية ؟ ... 

لوت وفاء شفتيها دون قول شئ ليزفر فهمي بغضب قائلا : في اني مش عاجبني اللي امك بتعمله.... 

نظرت الي والدتها باستفهام :في اية ياماما؟ 

هزت وفاء كتفها : معرفش... متضايق اوي اني قلت لسميحة انك هتتجوزي

بوغتت ملامح زهرة ليقول فهمي بانفعال : ده برضه اللي ضايقني ولا.. انك مرحمتيش الست وفضلتي تأنبي فيها وتدعي علي ابنها... خلاص اللي حصل وهو راح لحاله وهي راحت لحالها اية لأزمة اللي قولتيه للست 

قالت وفاء باصرار : وفيها اية فرحانه ان ربنا خلص بنتي من ابنها اللي كان مخلي حياتها جحيم 

قالت زهرة وهي تهز راسها بأسي : لية بس كدة ياماما.... بابا عنده حق... وهي ملهاش ذنب وطول عمرها طيبه معايا وياما وقفت جنبي هي واونكل عماد لية تجرحيها 

اشاحت وفاء بوجهها : اهو اللي حصل 

تناولت زهرة حقيبتها لتوقفها والدتها : علي فين 

قالت باقتضاب ; مشوار 


......... 

.....فرت الدموع من عيون سميحة ندما علي تفريط ابنها بأمراه كزهرة بهذا القلب الطيب والأخلاق العاليه فقد جاءت اليها لتعتذر عما بدر من والدتها وتطيب بخاطرها... قالت برفق: انا اسفة ياطنط.... بس صدقيني مكنش عندي طريق تاني 

قالت سميحة ; يابنتي متتاسفيش احنا اللي اسفين علي كل اللي عمله فيكي أمجد 

قالت زهرة : عموما ياطنط ... عمر مالوش علاقه باللي حصل وفي أي وقت تحبي حضرتك او انكل تشوفوه كلميني وانا اجيبه لحضرتك علي طول 

اومات لها سميحة لتحضنها قائلة بقلب صافي بالرغم من حرقتها : مبروك يابنتي ربنا يتملك علي خير... انتي تستاهلي كل خير 

.......... 

............ 

سحبت زهرة نفس عميق وهي تنزل الدرجات الرخاميه مغادرة منزل عائلة زوجها السابق ليلفح الهواء البارد وجهها الذي تطاير شعرها حوله.... توترت نظراتها ماان وجدت سيارة جواد امامها ....!! 

كانت ملامح وجهه جامده و أنفاسه ساخنه لايدري كيف يستطيع كبح تلك الشهب الملتهبه التي تشتعل بداخله ماان اخبره الحارس الذي عينه ليكون خلفها انها جاءت الي هذا العنوان....! منزل عائلة ذلك الحقير .... 

تماسكت زهرة بثبات بالرغم من توترها الواضح وكانها ضبطت بالجرم.... فهي لم تفعل شئ خطأ بل استحقت تلك المرأه والرجل منها اعتذار عن أفعال والدتها 

قال جواد بجمود وهو يميل ليفتح لها باب السيارة : اركبي 

ترددت لحظة ولكن رؤيتها له يجاهد ليبدو بهذا الثبات كي لاينفعل عليها جعلها لاتضغط عليه أكثر 

قال بغضب واضح مهما حاول أن يبدو هادئا بسؤاله : كنتي بتعملي اية هنا؟ 

قالت وهي تفرك كفها : كان في حاجة لازم اقولها 

: حاجة اية؟ 

صمتت ليقول بنبرة حازمه : زهرة.. انا سألتك ردي 

قالت وعي تنظر لكف يدها : حصل سؤ تفاهم بينها ويبن ماما جيت اعتذر لها 

سألها بهدوء لم يخدعها :مقلتيش ليا لية؟ 

تنهدت دون قول شئ 

ليقول بانفعال : ردي عليا... لية محترمتنيش وقلتليلي 

كعادتها هربت بالهجوم لتقول : انا قلتلك قبل كدة ان مش هينفع..... وان اي حاجة مهما كانت بسيطة هتاثر علي حياتنا لان انا مش واحدة طبيعيه انا واحدة...... ماتت الكلمات علي شفتيها حينما امسك بكتفها لتبتلع كلماتها بينما لأول مرة تري الغضب بعيناه وهو يزمجر بعصبيه : .... 

لية كل حاجة بتحمليها لحياتنا....... 

ايييية مش من حقي اتضايق واغير ان مراتي جايه بيت...... صمت ولم ينطقها 

لترتجف زهرة وتتراجع للخلف بخوف ليصطدم ظهرها بباب السيارة حينما ضرب المقود بيده بقوة لينتبه جواد سريعا لتلاحق أنفاسها وخوفها الواضح من غضبه ظنا منها انه سيفرغه بها كما كان يفعل زوجها 

ليفرك وجهه بقوة يحاول تهدئة غضبه فعليه ان يعاملها بطريقة هادئة حتي وان كان مستحيل عليه أن يسيطر علي غضبه 

سحب نفس طويل ثم قال : زهرة... 

الموضوع ده مش هيتكرر تاني.... 

خلاص مبقاش في اي علاقه بينكم 

قالت بخفوت وهي تتابع ملامح وجهه : بس دول جد عمر وجدته وانا مش ناوية احرمهم منه 

قال بنبره محذره جعلتها تدرك انها بأول الطريق مجددا اما ان توافق على تقديم التنازلات وأما ان تثبت علي رأيها ان كان صواب : زهرة .!! 

قالت بهدوء : لو سمحت انا قلتلك من الاول اني موافقه اتجوزك بس عشان ابني وطالما جده وجدته طرف مهم في حياته فأنا مش ناوية احرمه منهم 

مؤلمه كلماتها وانانيتها بلاحدود انعكست بنظرات عيناه اليها 

لامت نفسها كثيرا عليها فهو لايستحق هذا منها ولكن ماذا تفعل وقد أصبحت تخشي اي تعنيف لذا تهب بالهجوم... 

لذا تجاهلت ذلك التخبط بداخل صدرها امام نظرات عيناه التي لاتستوعب ان تكون بتلك القسوة عليه وهو من يلتاع بحبها لتكمل : انا بعفيك من اي ارتباط بينا..... 

ماان مدت يداها لهذا الخاتم حتي نظر اليها بتحذير قبل ان تمتد يداه تمسك بيدها وتعيد هذا الخاتم الي مكانه قائلا بنبرة لاتحمل الجدل :متفكريش تخلعيه تاني 

سحبت يدها من أسفل يداه واسرعت تغادر السيارة لينظر في اثرها ويضرب المقود بقوة يفرغ به غضبه لايعرف هل يلومها ام يلوم نفسه فهو وعدها ان يتحمل ويصبر ولكن هاهو بأول موقف يفقد اي صبر او تحمل ويباغت بنزقه كرامته وبنفس الوقت هو رجل وحقه ان يغار ويخاف عليها..... هز راسه يراجع ردات فعلها ماان رأت غضبه فهي امامه هشة لاتحتمل اي رد فعل وهو مقيد امامها لايستطيع ابداء اي رد فعل لغضبه تاخذ كل كلمه او نظرة بتفسير مختلف يري بعيناها العقده التي خلفها ذلك الحقير والتي تجعلها حساسة 

يجب أن يعاملها بطريقه مختلفه وهو لا يمانع ولكن كيف يستطيع ان يكون عقلاني ويخفي غيرته 


....... 

............. 

نظرت زهرة بعيونها التي تورمت من البكاء شاشه هاتفها التي تضيء بأسمه وتدفن راسها مجددا بالوساده تستغرب من ذاك الوجع الذي تشعر به منذ أن تركته وصعدت و انها اعترفت واخيرا انها لاتحاربه هو بل تحارب نفسها... نفسها التي تطمح معه الي تلك الحياة التي يسحبها شيئا فشيئا... نفسها التي تطالبها بأن تطلق لها العنان لتشعر دون قيود حاكتها حولها خوفا من ان تنجرح مجددا.... انها تشعر معه بمشاعر جديدة لم تمر عليها... تشعر بحبه وغيرته وحتي غضبه... كل هذا يداعب قلبها ولكنها ترفض ان تعترف تتمسك بسلاحها وتخبر نفسها مرارا انه ليس اكثر من وسيله امان لها ولابنها.... هربت نفسها من قيودها ودارت حولها لتؤنبها علي تلك القسوة والانانيه بحقه فماذا فعل ليلقي منها تلك الكلمات... لاتعرف حتي لماذا هي تبكي الان...لاتعرف شئ... وحتي حينما أرادت آن تلقي بكل الذنب عليه لدخوله حياتها من البداية لم تستطيع فلم يعد ذلك الحل متاح فعليها الاعتراف ان دورة في حياتها القادمه لن يكون مجرد امان وسند كما لاتنفك تخبر نفسها 

......... بقلم رونا فؤاد 

ماان نظرت لتلك الرساله حتي انتفضت من مكانها واسرعت تجاه الباب... 

انا قدام الباب... دقيقه وهرن الجرس وهصالحك قدام العمارة كلها.... 

القت نظره علي باب غرفه ابيها وامها المغلق قبل ان تسرع الي الباب تفتحه... 

اختطف جزء من قلبها وانفاسها ماان التقت عيناها بعيناه التي تشع سحرا غامضا يجتذبها اليه شيئا فشيئا..... 

انه امامها أنيق كما اعتادته حتى لو بهذا التيشيرت والبنطال والحذاء الرياضي... 

ممسك بيده باقه خلابه من زهور الليلك 

استند الي حافه الباب قائلا بابتسامه اثره : معرفتش انام وانتي زعلانه مني... 

انصدمت ملامحها من كل مايحدث ولكنها لم تستطيع إخفاء تلك الابتسامه التي فرت من بين شفتيها الوردية الجميلة حينما قال بهمس : اول مرة اشوف واحدة حلوة اوي كدة وهي معيطة 

رفعت عيناها ناحيته لترمي قلبه بسهم اخر من سهام عشقها الامتناهيه فماذا بإمكانها ان تفعل به اكثر ان كان يذوب في عشقها حرفيا 

أفلتت كلماتها كما ابتسامتها وهي تنظر لحالتها قائلة : انت كداب اوي علي فكرة 

هز راسه وارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه وهو يقول : تعالي شوفي نفسك بعنيا.. هتلاقي واحدة زي القمر بشعر منكوش وعيون حمرا من العياط مكنش كل ده هيحصل لو سابتني آخدها في حضني واصالحها 

قفزت الحمرة لوجهها لتجتاح الابتسامه وجهه فهل هي زهرة من امامه والتي لابد وان تلك الساعه هي ساعه حظة معها إذ تتحدث معه وتنظر اليه بل وتخجل من كلماته... 

تلفتت حولها قائلة بخفوت : ممكن تمشي 

عقد حاحبيه : بسرعه كدة... ده بدل ماتقولي اتفضل 

: اتفضل اية يامجنون... احنا الفجر.... امشي بقي 

رفع اليها باقة الورود لتتلامس يداه بيدها ماان مدت يدها لاخذها ليمسك يدها ورفعها الي شفتيه يقلبها بنعومه جعلت الكهرباء تسري بجسدها ماان لامست شفتاه يدها ألتي سحبتها سريعا ودخلت مغلقه الباب بوجهه لتستمع الي صوته من خلف الباب : هتوحشيني لغاية بكرة


............ 

..... 

هزت ساندي كتفها : معلش بقي ياسيدرا 

قالت سيدرا بحزن شديد ماان عرفت بأمر زواج جواد : ازاي ياساندي....ازاي يتجوز بالسرعه دي... ومين دي اصلا 

قالت ساندي وهي تحاول الا تتحدث بشئ سيجلب لها المشاكل... معرفش ياسيدرا... 

: يعني فجأه كدة قرر يتجوز

: هزت راسها : انتي عارفة جواد.... انسان كتوم ومحدش يعرف عنه حاجة. 

...... 

........ 

هل نامت وهي تحتضن الورد ...؟ 

سألت زهرة نفسها باستنكار وهي تبعد تلك الورد ماان دخلت والدتها اليها بابتسامه واسعه... صباح الخير 

: صباح النور ياماما.. 

: يلا قومي ياحبيبه قلب ماما.. افطري بسرعه وانزلي روحي المكان اللي بنت خالتك قالت عليه ده 

هزت زهرة رأسها : ماما مش هنبدأ من الصبح... ولا beauty salon ولا حاجة.... 

: لية بس مش عروسة 

قالت زهرة بتحذير :ماما وبعدين بقي 

.......... 

...... 

توترت زهرة كثيرا وهي واقفة تنظر لانعكاس صورتها بالمرأه بعد ان ارتدت ذلك الثوب الذهبي البسيط ولكنه بالرغم من هذا كان أنيق للغاية بقماشه الحريري الناعم وباكمامه الفضفاضة وقد وضعت شعرها علي احدي اكتافها ووضعت القليل من المكياج لتبدو جميلة للغاية.... انها لأول مرة ستلتقي بعائلته والتي لاتعرف هل سيتقبلوها ام انها ستحظي بنفس النظرة منهم.....

خرجت بخطوات متردده الي بهو منزلها الانيق وقد تجمعت به عائلتها وعائلته .... شعرت بانفاسها تتسارع ماان التقاط عيناه عيونها لتري تلك النظرات بها والتي تتراقص بداخلها سعاده ظافر منتصر حصل علي نصره بالنهاية كيف لا وهي أصبحت له وهو من قضي الليالي لايحلم سوي بتحقيق هذا الحلم.....! سلبت أنفاسه وسحرت عيناه التي لم يستطيع ابعدها عنها فكم هو محظوظ لان تلك الجميلة ستكون زوجته بعد بضع دقائق .....! 

مد يداه نحوها ليقدمها بفخر لعائلته لتلتقي عيونها بعيون تلك المرأه التي قالت لها : مبروك... انا ساندي مرات مراد

اومات لها زهرة زهرة بابتسامه بسيطة : الله يبارك فيكي 

اخذت الهام نفس عميق وهي تجاهد لان ترسم الهدوء، علي ملامحها تتقبل سعاده ابنها بالرغم من ان داخلها يرفضها ولكنها مضطرة حتي لاتخسره... 

صافحتها زهرة بتهذيب : اهلا بحضرتك 

قالت الهام بابتسامه مقتضبه : اهلا بيكي 

جلس الجميع ليبدا المأذون بعقد القران.... 

دارت زهرة بعيونها في اوجهه الجميع بينما تعالت كلمات الماذون وخلفه جواد الذي ردد بسعاده... قبلت زواجك.... 

انها تري السعادة بعيون ابيها وامها وعائلتها.. مراد أخيه يبدو سعيد ونادين تلك التي أصبحت صديقه مقربه عاشت معها ازمتها لذا تشعر بالسعاده من أجلها وهناك مي التي تشعر بنفس السعاده من أجل صديقه عمرها.... هناك حتى ابنها يضحك بسعاده وسط مداعبات مراد وجواد له... حتي والدته بالرغم من انها لاتبدو سعيده الا انها في النهاية 

تبدو راضيه... هزت زهرة راسها ببطء لتلك الفكرة التي سيطرت عليها وهي تنظر للوجوه الموجوده حولها وكانها تبحث بعيونهم عن نظرة احتقار لها... لتتفاجيء ان الجميع سعيد من أجلها... لتسأل نفسها اهي حقا تستحق تلك السعاده.... 

....... 

......... 

بعد انتهاء مراسم الزواج بدأ الجميع بالانصراف لتقوم زهرة من مكانها تستعد للمغادرة او الصحيح انها تهرب من هذا الخوف الذي سيطر عليها ماان أدركت انها بعد قليل ستكون معه... انها تخاف.. تخاف وبشده ليس منه وإنما من سائر الرجال 

فقد كانت تجربتها مريرة ..... لقد وعدها الا يضغط عليها بشئ والا يطالبها بشئ ولكن هل سيفي بوعده ام انه كان مجرد كلام لاقناعها ظلت تلك الأفكار تراودها وكانها فتاه تخشي ليلة زواجها الاولي... ولكنها تعترف بأنها خائفة اكثر فمامضي عليها لم يكن بالسهل لتندفع اليها كل تلك المرات التي انتهك أمجد بها حرمه جسدها حتي انها باتت تكره هذا الجسد الذي يجذبه اليها 

قطع تفكيرها وقوف والدتها خلفها قائلة : يلا ياحبيتي جوزك مستنيكي 

التفتت الي والدتها بعيون زائغة فهل تصارحها بخوفها.... لا فهي ليست فتاه صغيرة لتفعلها. :عمر جاهز 

عقدت وفاء حاجبيها : عمر.. ؟! 

انتي هتاخدي عمر معاكي النهاردة 

هزت راسها لتقول وفاء ; لا يابنتي ميصحش... سيبه معايا كام يوم ومتقلقيش عليه 

قالت زهرة : ماما لو سمحتي ابني هيبقي معايا 

كان جواد قد اتجه ناحيتها ليري احتداد ملامحها : في حاجة يازهرة 

قالت وفاء ; لا يابني مفيش.... انا بس كنت بقول لزهرة تسيب عمر معايا كام يوم 

هز راسه بابتسامه : انتي عاوزاها تقتلني ولااية ياطنط... لا طبعا عمر هيبقي معانا 

لاتنكر انها أحبت نبرته الهادئة وحنانه الدائم علي طفلها... ركض اليه عمر ليحمله جواد ويضع يداها بذراعه وينصرف وقلبه يكاد يتوقف فهاهو ظفر بها واخيرا أصبحت له...! 


كانت ماتزال غارقة بافكارها وخوفها لاتدري كيف سيمضي الأمر... هل ستنصدم به يطالبها بحقوقه كزوج ام يفي بوعده 

اوقف السيارة أمام ذلك الفندق العريق لاتلتفت اليه زهرة باستفهام ; احنا جايين هنا لية؟ 

قال بابتسامه علي جانب شفتيه ; انا حجزت نقضي هنا كام يوم 

ارتجفت اوصالها وسرعان ماتأهبت خطوط هجومها لتقول : لا مفيش داعي..

نظر اليها باستفهام لتقول وهي تشيح بعيونها : يعني انت عارف طبيعة جوازنا فمفيش داعي.. 

ياريت نروح بيتك... عمر محتاج ينام الوقت اتأخر 

كانت قدرته علي الاحتمال تتلاشى مع صدها بقسوة وحدة لأي محاولة من جانبه 

ولكنه تمسك بالصبر وحاول احتواء، الخوف الذي يراه بعيونها ولكنه لم يرد الا ان تشعر كأي عروس ولم يكن ينتوي فرض نفسه عليها.... 

أوقف السيارة بفناء هذا المنزل الانيق ونزل من السيارة فاتحا الباب الخلفي ليحمل عمر الذي غفي بالطريق..... 

قادها الي داخل قائلا بصوت هاديء... اتفضلي 

دخلت الي المنزل الهاديء ذو الانوار الخافته لتسير خلفه بالرواق حيث فتح باب احد الغرف ليدخل وينحني واضعا عمر فوق هذا الفراش الممتد وسط الغرفة التي اعدها له وقد امتلئت بالألعاب التي يحبها عمر كثيرا... 

دقائق وصعد خلفها بحقيبه عمر لتخفي عيونها عن عيناه سريعا وهي تقول... شكرا 

وضع الحقيبه وخرج ليتركها تبدل لطفلها ثيابه بحذر حتي لا يستيقظ..... 

بعد نصف ساعه طرق جواد باب الغرفة بهدوء قبل ان يفتح الباب ويلقي نظره عليها وعلي عمر النائم.... قائلا : انا طلبت عشا... عمر مش هيصحي ياكل 

هزت راسها قائلة : لا ماما اكلته... 

اومأ لها قائلا : طيب..... هغير هدومي واستناكي نتعشي سوا 

قالت بسرعه : لا شكرا ماليش نفس.. انا عاوزة انام 

نظر اليها لحظة قبل ان يهز راسه وينصرف 

.... 

جرحته بقوة وقسوة تدرك هذا من تأنيب ضميرها الذي لم يتوقف حتي الصباح فهو لم يفعل شئ يجعلها تعامله بهذا الجمود ولم تري منه مايستدعي خوفها... كان عليها ان تكون مراعيه لمشاعره اكثر فعلي الاقل كانت لتتناول برفقته العشاء 

مع خيوط الصباح الاولي قامت ببطء من جوار صغيرها واتجهت الي الاسفل... نظرت الي ذلك الطعام الذي تركه مكانه باغلفته علي الطاولة الرخاميه التي توسطت هذا المطبخ الواسع 

فماذنبه ان تعامله بمثل تلك الطريقه الجافه ..... حتي انه لم ينسي إحضار طعام عمر المفضل ولا الشيكولاته التي يحبها.. 

عنفت نفسها بقسوة... 

طبعت قبله علي جبين عمر الذي كان مازال نائما لتتجه الي الممر تتساءل اي من الغرف بقي جواد فيها فتحت الباب يلو الاخر بهدوء حتي وجدته نائم بتلك الغرفة ذات الألوان الكريمه الانيقه والأثاث المطعم باللون الذهبي ... توقفت مكانها وطرقت الباب ولكنه كان غارق في النوم.... ترددت لحظة ولكنها تدري ان عليها الاعتذار لذا تقدمت من الفراش حيث كان نائم علي جنبه واضعا احدي يداه علي عيونه 

... جواد... 

أدركت انها المرة الأولى التي تنطق بها اسمه الذي تهادي الي اذنه ليظن انه مازال باحلامه التي امتلئت بها.... عادت مجددا لتنادية مع لمسه بسيطة لكتفه من يدها.. جواد 

لم يصدق عيناه حينما فتحها والتقت بها... انه لم يتخيل ان يستيقظ علي وجهها الجميل بل وهو بتلك الحمرة التي زادتها جمالا 

قالت بتعلثم حينما تلاقت عيونها بعيناه التي تتأمل ملامحها وكانه غارق بحلم : انا.. انا .. اصل... انت نمت من غير عشا فجهزت الفطار قلت انت اكيد جعان.. فجيت اصحيك 

لمعت عيناه بابتسامه ليشاكسها قائلا : اه فعلا انا جعت اوي وانا نايم 

انتفخت وجنتها احمرارا فهو أدرك انها جاءت للاعتذار وتتحجج بأمر الافطار 

لتقول وهي تبعد عيناها ... انا.. انا متأسفه 

امسك بوجهها يجبر عيناها علي النظر اليه وهو يقول بحنان : متتاسفيش.... محصلش حاجة 

نظرت اليه قائلة : انا عارفة انك متستاهلش مني كل ده وانك بتحاول عشاني وعشان عمر بس... بس غصب عني 

ابتسم لها ومرر يداه علي وجنتها الناعمه قائلا : شششش.... يلا نفطر... 

اومات له بابتسامه ليوقفها قائلا : بس يكون في علمك يامدام جواد الخولي لو الفطار معجبنيش هيكون ليا كلام تاني مع طنط وفاء 

أفلتت ابتسامتها... وأسرعت تغادر.... 

حمل جواد عمر واتجه به الي المطبخ حيث وقفت زهرة تضع الطعام علي الطاوله 

ركض اليها عمر : صباح الخير يامامي 

: صباح الخير ياحبيب مامي 

قال جواد بمرح وهو يحمل عمر مجددا ويجلسه علي المقعد المجاور له : شايف ياعمور مقالتش صباح الخير ياجود 

نظرت اليه زهرة بطرف عيناها قائلة : صباح الخير 

ابتسم لها وعيناه لاتتوقف عن إطلاق نظراتها المعجبه وقد تركت خصلات شعرها الحريري منسدل علي كتفها بفوضويه محببه وارتدت بيجامه حريرية باللون الاسود لائم جسدها الأبيض المتشرب بالحمره 

داعبت رائحتها الجميلة أنفه حينما اقتربت منه وهي تضع اطباق الطعام 

ليغمص عيناه يسحب نفسه عميقا من رائحتها الخلابه... فتح عيناه ليجدها تنظر اليه بدهشة ليقول : واو... ريحة الاكل تجنن 

... ابتسمت وتابعت وضع الأطباق ليقول جواد لعمر وهو ينظر لهذا الافطار الفاخر الذي اعدته : مامي واضح متوصيه بينا في الفطار ياعمر باشا ... 

هز عمر راسه بحماس بينما يضع شوكته بطبق البيض بالجبن الذي فاحت رائحتة بارجاء المطبخ.... 

قال جواد وهو ينظر اليها... يلا يازهرة تعالي اقعدي... 

ايهتم بها ان جلست او لا.....! لقد اعتادت ان تعد الطعام وتضعه امام أمجد الذي لايهتم 

ان كانت جالسه او لا...

قالت : هعملك القهوة لغاية ماتخلص فطار 

قال وهو يتجه ناحيتها ويبعد يداها عن اله صنع القهوة ; مش وقت قهوة... تعالي مش هاكل غير لما تقعدي معانا 

فتح لها المقعد وجلس بجوارها ليبدا بوضع الطعام بطبقها وسط نظراتها التي ولأول مرة تتفحص ملامح وجهه الوسيم ..... 

نظر اليها لتتقابل عيونها بعيناه بينما رفع الشوكة لفمها.... 

تناولتها من يده بخجل كسي قسمات وجهها وهي تقول بخفوت ; هأكل انا. 

كل كلمه ينطقها وحتي لو كانت بسيطة كانت تنتزع جزء فاسد من ذكرياتها... لم يكن تناول الطعام بهذه المتعه ولاهذا الجو العائلي الحميمي من قبل... انه لم يتوقف عن الإشادة بطعاملها وتعبها ولم يتوقف عن وضع اللقيمات بين الحين والاخر بفمها او بفم طفلها ليترك كعادته ذكري حلوة يزيل بها مرارة ذكرياتها.... 

اخذ يطعم طفلها بحنان جعلها تترك الطعام وتتأمله فكم هو رجل حنون لطيف مراعي 

قال جواد لعمر ; بقولك اية بقي اية رايك بعد ماخلص فطار نخرج نتفسح شوية... وبعدين نتغدي برا و وممكن بليل نعدي علي تيته وجدو اكيد وحشوك 

صفق عمر بحماس بينما قالت زهرة بدهشة : هتعمل كل ده النهاردة 

هز كتفه ; وانا هعمل اية يعني... ، ماانا اجازة وفاضي... 

قالت ببساطه : طيب ماتروح شغلك 

قال بنبرة عابثة : لا ماهو انا عريس... اروح الشغل تاني يوم ازاي 

هزت كتفها : عادي زي ماالناس بتعمل

غمز لها بمكر : والله هما بيعملوا حاجات كتير تاني يوم جواز بس اكيد مش بيروحوا الشغل 

احتقن وجهها بالحمرة لتفر من امامه وهي تحمل عمر 

... تعالي ياعمر اغيرلك هدومك 

ارتسمت ابتسامه واسعه علي شفتيه وهو يتابع خجلها وهروبها من امامه... 

.... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !