ستكونين لي الفصل التاسع

0


 الفصل السابق
جلست ساندي امام المرأة تصفف شعرها 

لتتذكر زهرة ولاتنكر انها شعرت بقليل من الغيرة من كونها امرأه جميله.... انهت وضع احمر الشفاه الوردي لتتأمل نفسها مجددا فهي جميله ولكنها ليست بمقدار جمال زهرة التي دخلت الي العائلة حديثا ولابد انها ستخطف الانظار منها والجميع سيشيد بجمالها... ولكنها سرعان ماطردت تلك الفكرة لتنظر الي نفسها بثقة فهي زوجه الابن الأصغر المدلل كما أن حماتها تحبها ولها مكانه بين الجميع لذا انضمام زهرة إليهم لن يقلل من مكانها بل بالعكس فهي الاقل منها... فكيف يستقبلها الجميع وهي امرأه مطلقه ولديها طفل... كانت نظرة ساندي مليئة بالغيرة وهي تنظر لنفسها وتؤكد انها الأفضل من زهرة بكل شئ ان دخلت معها بمنافسه اذن لتطمئن... 

ولكنها لاتدري ان تلك المنافسه لاتعني زهرة بشئ ولاتهتم لها من الأساس  .... 

دخل مراد الي الغرفة لتبتسم له ساندي وتتجه ناحيته تحيط عنقه بدلال : حمد الله علي السلامه ياحبيبي 

رفع مراد حاجبه... ده اية الروقان ده 

قطبت جبينها كالاطفال : كدة برضه يامراد الحق عليا اني مستنياك كل ده 

داعب وجنتها بيديه قائلا : لا طبعا..... معلش انا اتاخرت.. بس كنت قاعد مع ماما شوية 

نظرت اليه متساءلة : لسة طبعا متضايقه 

خلع ربطة عنقه قائلا :انا مش عارف  هي مكبرة الموضوع كدة لية... حقه يتجوز اللي قلبه اختارها 

قالت بمغزي :بس بصراحة طنط  عندها حق... يعني بصراحة انا لو مكانها هتضايق ان ابني يتجوز واحدة..... قاطعها مراد بتحذير : ساندي.. انا حذرتك قبل كدة 

هزت كتفها بضيق ; وانا قلت اية يامراد... حتي رأيي كمان مش عاوزني اقوله 

التفت اليها مراد وهو يفك ازرار قميصه : لما يكون مالوش لازمه يبقي اه متقوليش رايك 

نظرت اليه بغضب : كدة يامراد 

زفر بضيق : ساندي وبعدين ... انا راجع تعبان ومش ، عاوز اتخانق 

: وانا مش، بتخانق يامراد.... انا واحدة في العيله دي وحقي اقول رأيي 

التفت اليها : ورأيك ورأي غيرك مش مهم في الموضوع ده... لأن دي حياة جواد هو الوحيد اللي حر فيها 

دخل الي الحمام لتزفر بضيق وتلمع الغيرة بعيونها فهاهي تلك الفتاه الايكفيها دفاع جواد وحربه للجميع من أجلها بل وانضم اليه زوجها الذي تشاجر معها من أجلها.... 

.......... 

... 


علت الدهشة وجهه وفاء حينما وجدت ابنتها وزوجها امامها ... لتقول بابتسامه واسعه : 

اهلا اهلا... اية النور ده 

ابتسم جواد : نور حضرتك 

: اتفضلوا... قالتها وهي تحمل عمر : ياحبيبي وحشتني اوي ياعمور

قالت زهرة وهي تدخل : لحق يوحشك ياماما من امبارح... تلاقيكي انتي وبابا ارتاحتوا من دوشته 

قالت وفاء بعتاب ; دوشة اية... ده البيت مالوش طعم من غيركم 

قال جواد بابتسامته الحلوة : وانا البيت عندي بقالو طعم 

التقت عيناه بعيون زهرة التي ابتسمت ملامحها... 

خرج فهمي من غرفته مرحبا ; اهلا.. اهلا 

: اهلا بحضرتك.. 

ركض عمر لجدة ليجلس بحضنه بينما جلس الجميع... ظل عمر يحكي عن تلك الخروجة الرائعه التي قضاها منذ الصباح مع جواد وعن كل تلك الألعاب التي احضرها له فكم هو حنون وكريم للغايه حتي زهرة نالها الكثير من الأشياء التي أصر جواد علي احضارها لها... 

قالت وفاء، : انتوا هتتعشوا معانا 

قال جواد : لا مفيش داعي... احنا هنمشي 

قال فهمي : لا طبعا تمشوا ايه... قومي ياوفاء جهزي العشا 

قالت زهرة : لا يابابا معلش خلينا نمشي الوقت اتأخر 

قالت وفاء وهي تهب واقفه : اتعشوا بسرعه وانزلوا... 

ماان ذهبت وفاء الي المطبخ حتي نادت علي زهرة.... 

:  نعم ياماما 

قالت لها بخفوت : اية طمنيني... ؟

عقدت زهرة حاجبيها باستفهام : اطمنك علي اية؟ 

قالت وفاء بمغزي : هيكون علي اية يازهرة.... اية الدنيا بينكم تمام

احمر وجهه زهرة بخجل لتقول وفاء : هتتكسفي من امك يازهرة 

: ماما وبعدين بقي 

: يابنتي طمنيني عليكي.... واضح ان جوزك طيب وابن حلال غير الزفت التاني خالص 

اللي اكيد كرهك في الجواز عشان كدة عاوزة اطمن عليكي... 

هزت زهرة راسها دون قول شئ فقد وضعت والدتها يداها علي جرحها فامجد بالفعل جعلها تكره كل شئ لدرجة انها فقدت الاحساس 

انتهي العشاء في جو من الالفه ليقف فهمي يودع ابنته وزوجها لتقول وفاء لزهرة بخفوت : بقولك اية يازهرة.... ماتسيبي عمر معايا كام يوم.... 

همست بجوار اذنها : عشان تاخدي راحتك انتي و.... قاطعتها زهرة التي قالت بتحذير من بين قسمات وجهها الذي اشتعل احمرار : ماما 

وضع جواد عمر الغافي بالمقعد المخصص له بالخلف وركب بجوار زهرة امام المقود لينظر اليها وقد لمعت عيناه بالعبث وهو يقول 

: ... طنط كانت بتقولك اية خلي وشك يحمر كدة 

رفعت عيناها اليه لتنفجر الحمرة بوجهها ماان مال ناحيتها اكثر وابتسامه ماكرة علي جانب شفتيه بينما همس :  سألتك عني...؟ 

عضت علي شفتيها وابعدت عيناها عن وجهه ماان غمز لها بمكر هامسا : اوعي تكوني قلتي ليها  مبيعرفش

احتقن وجهها بالحمرة وابعدت وجهها سريعا عن وجهه الذي انفجر ضاحكا لتكتم ضحكتها بين شفتيها الجميله فهو خفيف الظل.... 

....... حمل عمر وصعد به خلفها ليضعه بالفراش واعتدل واقفا ينظر لزهرة التي لا تتوقف عن أبعاد عيونها عن عيناه فكم هو خطير الوقوف امامه وهي لاتعرف ماذا يحدث لها لتتخبط دقات قلبها امامه بتلك الطريقه... 

ابتسمت عيناه بينما قال برقه : تصبحي علي خير

سحب نظرة طويلة من عيونها التي قالت ;وانت من اهله  

....... 

.... 


دخلت ساندي الي غرفة حماتها صباحا قائلة : صباح الخير ياطنط 

قالت الهام بنبره خاليه : صباح النور ياساندي 

قالت ساندي ; اية ياطنط هتفضلي مضايقه نفسك كتير

قالت الهام بكمد : عاوزني اعمل اية ياساندي 

هزت ساندي كتفها وجلست الي الاريكة قائلة : عادي بقي ياطنط اللي حصل حصل وخلاص اتجوزها 

ضمت الهام قبضته بغيظ : وهي كدة فاكرة انتصرت عليا ولااخدت ابني.... لا تبقي متعرفنيش 

نظرت اليها ساندي لتقول بوعيد... مش هسيبها تتهني بابني ابدا 


........

..... في الصباح التالي استيقظت زهرة علي قبله عمر صغيرها لتفتح عيناها تلاعب خصلات شعره بحنان : صباح الخير ياحبيبي 

قبلها علي خدها : صباح الخير يامامي... الشمس جت 

ابتسمت له وهي تنظر لنور الشمس الذي 

يغزو الغرفة من تلك النافذة الزجاجية الواسعه باشراق يبعث الراحة علي النفس... 

اسرع عمر يغادر فراشه الصغير الذي تشاركة به والدته : انا هروح اصحي جود 

همست وهي تهز رأسها : لا ياعمر سيبه نايم 

قطب جبينه : عاوزة يضحي يلعب معايا 

قالت برفق وهي تداعب شعره : الوقت لسه بدري بلاش نقلقه.... تعالي تاخد دوش ونجهز الفطار سوا وهو هيكون صحي.... 

ابتسم طفلها وأسرع للحمام لتحممه زهرة وتلبسه ملابسه ذات الألوان الزاهية طابعه قبله علي وجنته بينما صففت شعره الجميل.... 

تركته ليلعب بألعاب قائلة : عمر هنزل اجهز الفطار... متعملش شقاوة 

اومأ لها بابتسامه لتنزل زهرة الي المطبخ مختطفه نظرة سريعه لباب غرفته المغلق فيبدو انه مازال نائما.... لقد شعرت به بالأمس يتحرك بغرفة مكتبه ولم ينام قبل الفجر لذا لابد وانه لن يستيقظ باكرا  .... 

........ 

.... 

انتهت من تجهيز الافطار وصعدت الي غرفه عمر لتجده منهمك باللعب .... نظرت الي هيئتها بالمرأه قبل ان تقرر الاستحمام لتجمع شعرها للاعلي وتتجه لإحضار ملابس لها قبل دخولها للاستحمام... 

لقد وضعت لها بعض قطع الملابس بخزانه عمر الصغيرة علي ان تحضر الباقي من غرفه الملابس بغرفته والتي كان من المفترض أن تشاركها معه ولكنها بالطبع منذ الامس بغرفه طفلها.... نسيت تماما منذ الامس ان تحضر ملابس لها لذا اتجهت بخطوات هادئة الي غرفته... 

طرقت برفق ولكن لم تستمع لاجابه لتفتح الباب وتنظر بالداخل لتجده غارق بالنوم.... تسللت علي أطراف اصابعها الي غرفة الملابس لتسحب بعض القطع بعشوائية وتغادر سريعا..... 

.... انتهت من استحمامها وارتدت ذلك الفستان القطني القصير ذو اللون اللبني وقد تزين بجيبين كبيرين علي جانبيه لتتردد قليلا وهي تري طوله القصير الذي كشف عن ساقيها وفكرت بتغييره ولكن المتاح امامها مماثل له لتصفف شعرها المبلل سريعا وتخرج لطفلها.... 

..... 

قطب عمر جبينه رافضا ان يتناول الافطار بدون جواد لتقول باقناع :  ياحبيبي هو لسه نايم وانت مش هينفع تستناه من غير فطار 

هز راسه باصرار لتزفر زهرة بقله حيله قائلة :طيب انا هطلع اصحيه 

....... بقلم رونا فؤاد 

... ترددت قليلا حينما طرقت الباب ولم تتلقى منه اجابه لتدخل وتجده مازال غارق بالنوم ... 

جواد.... انه ممن ينامون بعمق ولا يستيقظ سريعا حتي انه يضبط اكثر من منبه ليستيقظ للعمل يوميا ولكن اليوم والإمس مجرد نطقها لاسمه كان كفيل باستيقاظ كل حواسة.... 

لم يفتح عيناه علي الفور ليستمع بسماع اسمه من بين شفتيها الرقيقه التي يحاول الايفكر بها كثيرا حتي لا تطالبه شفتيه بتذوقها فهي امامه كالفاكهه المحرمه لايستطيع لمسها او تذوقها وقد اخذ علي نفسه عهد بعد وعده لها إلا يلمسها مالم يري منها قبول للمسته.... يعرف ان هذا صعب عليه فهو بالنهاية رجل ولكنه اعتاد ان يكون رجل يفي بكلمته.... 

اقتربت من فراشه الوثير الذي توسطه بجسده الضخم لتنحني ناحيته وترتكز بركبتها علي طرف الفراش حتي لاتقع وهي تمد يدها لتلامس أطراف اناملها كتفه وهي تنادي اسمه مجددا... جواد.. 

فتح عيناه التي انسحرت ماان تقابلت بسحر تلك العينان الجميلة التي تملكها وسط وجهها الأكثر جمالا... سيتوقف قلبه ان استيقظ كل يوم علي وجهه تلك الجميلة.... 

: صباح الخير... 

قالتها بابتسامه عذبه قضت علي مابقي من تركيزة الذي ضاع امامها.. صباح الجمال 

قالها وهو ينظر اليها باعجاب واضح ماان وقعت عيناه علي ماترتديه ويبرز جمال جسدها الممشوق لتقفز الحمرة الي وجهها قائلة بتعلثم.: .. عمر مستنيك علي الفطار... .  مش عاوز يفطر الا لما تفطر معاه 

ابتسم قائلا :  طيب مصحتنيش من بدري ليه 

: مكنتش عاوزة اقلقك 

: لو أن الواحد يصحى علي الوش الجميل ده بتسميه قلق... يبقي اقلقيني كل شوية 

داعبت الابتسامه عيونها لغزله الرقيق لتبعدها سريعا ولكن يداه تحركت تجاه وجهها لتتلمس تلك الغمزات المحفورة بوجنتها الناعمه بينما قال : كسوفك بيجنني علي فكرة... 

حركت وجهها بعيدا عن يداه التي جعلت الكهرباء تسري بجسدها ماان لامسها بتلك الرقه... لتقول سريعا وهي تحاول الفرار من امامه : انا هنزل اشوف عمر... 

.... 

ظلت الابتسامه مرسومه علي جانب شفتيه بينما وقف أسفل المياة الباردة لعلها تطفيء لهيب قلبه المتلهف اليها ويعده ان الطريق قارب علي نهايته ليصل لقلبها فلاينكر ان ابتسامتها مهما حاولت اخفاؤها تداعب ثنايا قلبه وتشعره انها بدأت تشعر بشئ من ناحيته.... وهو محق فتلك الاحاسيس التي تولدها اي حركة او كلمه منه جعلت زهرة تشعر بتلك المشاعر التي لم تشعر بها سابقا ولكنها طالما قرأت عنها فتلك الكهرباء التي سرت بجسدها ماان لامس وجنتها لها تفسير وابتسامتها التي لا تتوقف عن الظهور بوجهها امامه لها تفسير مهما حاولت انكاره.... 

ركض اليه عمر ماان توقف لدي باب المطبخ لتلتفت اليه زهرة وقد خلبت رائحته الرجوليه الساحرة انفها لتخونها عيناها وتنظر الي قسمات وجهه الوسيم بينما انشغل بملاعبه عمر... 

وضعت زهرة الافطار علي الطاوله الرخاميه التي توسطت المطبخ ليرفع جواد عمر ويجلسه علي المقعد بجواره هامسا بصوت مسموع : مامي ست مصريه اصيله ياعمور... بتأكلنا كل يوم في المطبخ 

أفلتت ضحكتها الناعمه ليكمل بمرح وهو ينظر لضحكتها الجميلة : مع اني دافع مبلغ وقدره في السفره ياعمور.... 

تعالت ضحكتها مجددا وهي تجلس في مقعدها قائلة بمرح : لا.. طالما دافع هبقي اخليك تاكل فيها في المناسبات 

ضحك وغمز لها : لو كنتي شفتيني وانا باكل علي السرير طبعا كنتي خنقتيني 

ضحكت قائلة : مش للدرجة دي بس اكيد كنت هتخانق معاك 

تفاجأت بيدها بين يديه يرفعها لشفتيه ويطبع عليها قبله رقيقة قائلا : ياحبيبتي انتي تعملي اللي يعجبك انا راضي 

انقلب كيانها لترتسم ابتسامه راضيه علي شفتيه بينما استطاع اختطاف ضحكتها ومعها جزء من قلبها متأكد انه لن يلبث طويلا ويحصل عليه بأكلمه ليحتله حبه ويمكث به بلا منازع.... 

......... 

.... 

جلست سيدرا الي مكتب مريم التي تابعت بخبث أخبارها عن كل ماتعرفه عن زهرة والتي بسهوله استطاعت اجتذابها بهديه باهظة احضرتها لها من الخارج : منستكيش وانا في باريس يامريم 

:مرسي ياانسه سيدرا 

: اية بقي اخبار الشغل وانا مسافره 

هزت مريم كتفها : لا جديد....من وقت جواز جواد بيه 

قالت سيدرا بلؤم : بس الجوازة جت بسرعه 

قالت مريم بخبث : طبعا....... اردفت تخبرها لتتسع عيون سيدرا بعدن تصديق وهي تعرف بأمر طلاق زهرة وزواجها من جواد 

لتقول : مطلقه 

: ااه.. لا وكمان الهام هانم واضح انها مش موافقه علي الجوازة دي...... 

لمعت عيون سيدرا بالامل وهي تستمع من مريم لكل تلك التفاصيل والتي أدركت ان دخولها لحياة جواد ليس بالمستحيل كما تخيلت هي فقط تأخرت لتسبقها تلك المرأه 

والتي لابد وأنها نصبت شباكها حوله قبلها لتوقعه بغرامها لذا هي ليست بأقل منها ان حاولت ولما لا وهي تملك كل المؤهلات المناسبه لتكون زوجته بدلا منها ويكفي أن يكون معها كارت رابح كوالدته.... 

........ 

.... 

كان عمر ياخذ قيلولته وقت الظهيرة بينما جلس جواد الي الاريكة بغرفه المعيشه يتصفح لوحه الإلكتروني لتتجهه زهرة الي المطبخ لإعداد الغداء ولكن جواد اوقفها قائلا ; لا متتعبش نفسك هنطلب اكل من برا 

هزت كتفها : مفيش تعب.. انا فاضيه

كده كدة 

قال ببساطة وهو يلقي بهاتفه بجواره : طالما فاضيه تعالي اقعدي معايا مش لازم تقفي في المطبخ 

قالت بتردد : لا بس... 

اومأ لها قائلا بتشجيع ; تعالي يازهرة مش هعضك... 

اتجهت لتجلس الي المقعد الوثير المجاور الاريكة حيث يجلس ليقول سريعا قاطعا فترة الصمت : انا كلمت ام حسن وهتجي اول مانرجع من السفر عشان تساعدك في شغل البيت 

سألته باستفهام : سفر..؟! 

هز راسه قائلا وهو يمرر يداه بخصلات شعره الاسود الكثيف ; اه هنسافر انا وانتي وعمر نغير جو كام يوم 

قبل ان تسأل المزيد او تعترض كان يمد يده اليها بلوحة الإلكتروني قائلا ; بصي انا شفت مدرستين قريبين من هنا عشان عمر.. شوفي تختاري ايه منهم 

نظرت الي تلك المدارس الدوليه التي اختارها لطفلها والتي ستكلفه مبالغ طائلة لتهز راسها : بس عمر مدرسته كويسة 

هز راسه قائلا وقد فهم ماارادت قوله  : اه.. بس دول أقرب.. 

: مفيش لزوم... وبعدين يعني... قصدي عمر ومصاريفه ملزومين مني.... قاطعها وهو يقطع المسافة بينهما جالسا علي ذراع المقعد بجوارها رفعت عيناها اليه لتتقابل بعيناه وقد شعرت بجسده يلامس كتفها لتشعر بحرارة جسدها ترتفع تلقائيا منجذبا لسحر وسامته لتحاول ان تتحدث ولكنه اسكتها وهو يقول بينما امتدت يداه لتبعد خصلات شعرها : : انتي وعمر ملزومين مني 

بقلم رونا فؤاد 

لاتعرف هل نبرته الرجولية ام اقترابه منها ولمسته الرقيقه هو اسكتها لتهز رأسها بصمت وتحاول كعادتها الهروب قائلة بتعلثم واضح : هجهز الغدا 

امسك بيدها يوقفها عن المغادرة قائلا بابتسامه : ماقلتلك متتعبيش نفسك 

ظل يأسر يدها بيداه سعيد بتأثيره عليها وهو يكمل :ياستي... عارف انك طباخة ممتازة بس انا هتنازل عن غدا حلو من ايد مراتي عشان اقعد إتكلم معاها واشبع من وشها الحلو ده..... 


....... 

هل يزيل الحواجز بينهما بتلك السرعه ام هي تتخيل فقد مر اسبوع اخر عليهما وهو يتغلغل بداخلها يوما بعد يوم خاصة بعد تلك الرحله التي لاتستطيع وصفها بكلمات وقد انحفرت كل ذكري جميلة بها بداخلها تمحي المزيد من ذكرياتها السيئة... ظنت انه سيأخذها الي مكان ما داخل البلد لتتفاجيء بهم يقضون اجازة بديزني لاند نجح باختيار المكان المناسب لطفلها ولها بالتبعيه وهي تري ابنها سعيد بهذا القدر... لم يكن ليصحبها لمكان اخر كشهر عسل ادخره لحين وصوله الي قلبها ليستمتع به وقتها برفقتها وحدهما......! 

تأخرت بالاستيقاظ في الصباح بعد عودتهم امس من السفر لتطبع قبله علي جبين طفلها الغارق بالنوم وتقوم من جواره.... نظرت بساعتها التي تجاوزت التاسعه لتنزل الي المطبخ تعد قهوته ثم تذهب الي غرفته لتوقظه فهو اليوم سيذهب لعمله ولابد وانه تأخر... 

وقفت بضع لحظات امام الباب تحدث نفسها :كل يوم ادخل اصحيه هيقول عليا اية

شهقت بهلع ماان شعرت بانفاسة الساخنه خلفها مرددا بصوته الرجولي : هيقول واحد نومه تقيل ولازم مراته تصحيه

التفتت اليه بارتباك.. انت صحيت 

ضحك عاليا : لا لسة نايم.. 

بادلته الضحكة ليضرب مقدمه راسه : المنبه الغبي صحاني بدل صوتك الحلو 

ابعدت عيناها عنه وكل انش بداخلها مرتبك بينما وقف قريب منها بتلك الطريقه 

لتقول : راحت عليا نومه...اكيد اتاخرت علي شغلك 

هز راسه بابتسامه حلوة : لا انا اللي صحيت بدري ورحت اطمن علي عمر لقيتك مش جنبه 

هزت راسها : كنت بعملك الفطار 

ابتسم لها قائلا ; شكرا ياحبيتي 

قالها بعفوية ولكنها زلزت مابقي من كيانها ليقول بعفويه مماثله : هتعبك لو جهزتي ليا هدومي علي مااخد دوش 

هزت راسها وحركت قدميها المتلصقه بالارض قائلة برقة اذابت قلبه : حاضر 

: متشكر 

كم ان كلماته البسيطة تبلسم جروحها فلم تعتاد من أمجد اي شكر او كلمه لطيفه كالتي يغدقها بها جواد لابسط فعل تقوم به... 

وقفت امام ملابسه المرصوصه بعنايه بغرفه الملابس تنتقي له ماسيرتديه

ليعجب باختيارها لتلك البدله باللون الكحلي والقميص الملائم وربطة العنق... 

التفتت اليه حينما خرج من الحمام وهو يجفف خصلات شعره بالمنشفه لتقول بارتباك : كويسين دول 

ابتسم لها بعذوبه : حلوين اوي تسلم ايدك 

انحنت ترتب الفراش بينما دخل ليرتدي ملابسه... ليخرج اليها واضعا ربطة عنقه حول ياقه قميصه قائلا بمداعبه : كملي جميلك واربطيها ليا 

ماكر هو من يستغل الفرص ليقترب اليها ولما لا يستغل الفرصه ليتمتع باقتراب جميلته منه بهذا الشكل لتشعر بدقات قلبها تكاد تنفجر من بين ضلوعها وهي تكاد تلتصق به وتستمع لدقات قلبه من خلال صدره العريض الذي توقفت امامه تربط ربطة العنق باصابع مرتعشه.... قضت دقائق طويلة تحاول السيطرة علي اصابعها ولكنه لايمانع بل يحب أن تبقي بهذا القرب منه يتأمل ملامح وجهها الجميل والذي ازداد جمالا بتلك الحمرة التي اجتاحت وجنتها الشهيه التي يكبح نفسه بقوة عن التهامها بين شفتيه... 

: كويسة كدة 

نظرت اليه متساءله بعد ان انتهت من عقدها ليقول بمغزي وهو يرفع يداها الي شفتيه : حلوة اوي 

أفلتت ابتسامتها وهي تدري انه يقصدها هي وليست ربطة العنق 

ابتعدت من امامه بضع خطوات بينما تابعتها عيناه وهو يجمع اشياوءه ويضعها بجيب سترته قائلا ; اعملي حسابك بكرة هننزل الشغل سوا... 

هزت له راسها ليسالها : ولا مش عاوزة ترجعي الشغل 

هزت راسها : لا عاوزة 

اومأ لها وهو لايريد سوي ان تكون بالقرب منه حتي بساعات العمل 

قال وهو يتناول مفاتيحة : هرجع علي الغدا... وكلها ساعة وتلاقي ام حسن جت 

هزت راسها لتتفاجيء به يميل ناحيتها يقبل وجنتها غامز : وصلي دي لعمر علي ماارجع 

قالها وانصرف تاركها بهذا الإعصار الذي ضربها من أثر تلك القبله الرقيقه والتي شعرت بها بسخونه أنفاسه ولم 

يستطع الا ان يقتنصها من وجنتها الشهيه يصبر بها نفسه التي تلوعت بقربها قبل لحظات.... 

.......... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !