ستكونين لي الفصل العاشر

0


 الفصل السابق

نظرت سيدرا الي جواد بينما يتصفح احد الملفات الخاصة بالعمل لتقول :  الف مبروك علي الجواز ياجواد

قال دون أن يرفع نظرة عن الأوراق التي امامه ;الله يبارك فيكي

تابعت بلؤم : مع انها متأخرة... ده انا عرفت بالصدفه انك اتجوزت..... ده بدل ماتعزمني 

هز كتفه وهو يكتب بعض الأشياء علي الأوراق التي امامه :يعني كان كتب كتاب بسيط في نطاق العيله... معزمتش حد 

هزت راسها وعيناها لا تتوقف عن النظر اليه لتكمل بخبث : .. غريبه مع اني تخيلت ان فرح جواد الخولي ده هيكون اسطوري وهيعزم البلد كلها 

رفع عيناه اليها بتساؤل :  لية يعني ؟

هزت كتفها : يعني رجل أعمال لة وضعك ومكانتك اكيد فرحة حاجة البلد كلها هتتكلم عنها

هز راسه وعاد لمتابعه الأوراق امامه قائلا :  لا مش بحب المظاهر دي...

رفعت حاجبيها ; وهي ازاي وافقت ... تتجوز كدة.. من غير فرح ولا حفله 

هز راسه يحاول إخفاء ضيقه من اسئلتها التي تتدخل بها بخصوصيات حياته قائلا باقتضاب : هي زيي مش بتفرق معاها الحاجات دي 

: بس هي مين صحيح ياجواد ... حد نعرفه

دي حتي ساندي مقالتش ليا 

هزت راسها وتابعت بمكر...هو سر ولااية 

زفر من بين أسنانه ; لا... ولاسر ولاحاجة بس لا متعرفيهاش

هزت كتفها برقه ; يبقي لازم تعرفني عليها

اومأ لها : اكيد...

ماان فتحت فمها لتتحدث مجددا حتي قال بهدوء :  تشربي قهوة معايا... أصل عندي صداع ومحتاج اشرب قهوة عشان اعرف اقرا الورق ده وامضيلك عليه 

هزت راسها موافقه وقد

فهمت مقصده لتصمت ولكن داخلها انتوت ان تكمل طريقها فهاهو لم يتحدث عن زوجته بفخر امامها بل أغلق الموضوع سريعا أو هذا ما تخيل لها... بينما جواد هذا طبعه لايحب التحدث كثيرا وخاصة عن زوجته...

..........

...


لماذا تشعر بتلك الوحشة سألت زهرة نفسها وكانها لاتعرف الاجابه فهذا اول يوم تقضيه بدونه بعد شهر كامل لازمها..... فالبيت بلاطعم دون وجوده لاتنكر هذا.... حتي عمر صامت قابع بين احضانها يشاهد التلفاز عكس ذلك المرح الذي يكون به أثناء وجود جواد

نظرت بالساعه للمرة الالف وهي تشعر انها لاتتحرك فلم يمضي سوي بضع ساعات

أمسكت الهاتف بين يديها تقلب به للمرة الالف ايضا لتضعه مجددا بجوارها بتردد فهي لن تتصل به.... هل يظن انها اشتاقت اليه. ؟

هزت راسها لتعود تمسك بالهاتف مجددا تحدث نفسها ولما لا الايكون زوجها

لا لا هنا توقف تفكيرها سريعا لتقوم الي المطبخ لتري ام حسن وهي تحاول أن تشغل نفسها باي شئ بعيدا عن تفكيرها به....

قالت أم حسن بابتسامه : تحبي اعمل حاجة معينه علي الغدا يامدام

قالت زهرة... اي حاجة.... شوفي جواد بيحب ياكل اية 

نظرت اليها ام حسن بحيرة تفكر حينما قاطعها التفات زهرة  الي عمر الذي ركض اليها وبيده الهاتف يصيح بحماس بعد ان أجاب علي الهاتف ووجده جواد الذي ماان انهي القليل من عمله حتي اسرع يتصل بها فكم اشتاق اليها .... مامي جود بيكلمك

نظرت الي الهاتف بيد صغيرها الذي قال قبل ان يعطيها الهاتف :  متتاخريش ياجود عشان وحشتني اوي

قالها عمر بعفويه لامست قلب جواد ليقول بحنان حاضر ياحبيب جود بس متتعبش 

مامي لغاية ماارجع

قال عمر بتهذيب : حاضر

اخذت الهاتف من طفلها ليأتيها صوته الذي داعب أوتار قلبها :  يعني لو متصلتش متعبرنيش... اية موحشتيكش زي ماوحشتيني

احمر وجهها واندفعت به الدماء لتقول باندفاع اه... قصدي لا...يعني كنت هكلمك

لتستدرك سريعا : اصل... أصل ام حسن كانت لسه بتسأل تعمل اية علي الغدا..

قال باحباط... الغدا... ؟! 

هزت راسها : اه تحب تاكل اية؟ 

قال بحب ; هأكل اللي تحبيه

; لا.... انت بتحب اية؟ 

قال بهيام : من ايدك اي حاجة... 

داعبها واكمل ; ولو من أيد ام حسن خليها تعمل فراخ مشوية ومحشيات و .....و...و....

اخذ يعدد بعد الأطباق لتفلت ضحكتها قائلة: هتاكل كل ده..؟ ولا بتعاقب حسن انها اللي هتتطبخ

قال بضحكة عاليه : هتقري عليا يازهرتي

هل وصل الأمر الي زهرته.. ابتسم قلبها باتساع وهي تقول : .. لا طبعا بالهنا والشفا

قال بابتسامه حنونه لرقه حديثها :

ماشي ياحبيتي....انا بهزر هأكل اي حاجة تحبيها انتي وعمر

ابتسمت قائلة : اوك... هترجع امتى 

قال بمكر : وحشتك 

قالت بخجل ; لا... يعني.. قصدي عشان عمر بيسأل عليك 

ضحك قائلا : انا ماليش غيرك ياحبيب قلبي ياعمور.... هو الوحيد اللي وحشته

أرادت ان تقول انها ايضا ولكنها صمتت ليقول : عموما مش هتأخر... اصلا هتجنن وارجع عشان اشوفك 


...بقلم رونا فؤاد 

استيقظت ساندي لتجد مراد يرتدي ملابسه لتقوم اليه بابتسامه :صباح الخير

قال بابتسامه مماثله وهو يلتفت اليها :  صباح النور

أحاطت عنقه بدلال قائلة :  اية رايك ياحبيبي نسافر كام يوم نغير جو 

عقد حاحبيه قائلا : وفجأه كدة طلعت في، دماغك صحيتي عاوزة تسافري

هزت كتفها بدلال ; يعني زيهم... فيها اية؟ 

قال باستفهام ;زي مين؟ 

: جواد ومراته مش كانوا في أمريكا

نظر اليها يحاجب مرفوع  فليست المرة الأولى التي تقارن حياتهم بحياه أخيه وزوجته ولايعرف السب 

ليقول متنهدا : حبيتي هما كانوا في شهر عسل احنا سافرنا زيه كتير قبل كدة 

قالت باندفاع : شهر عسل بأبنها؟ 

زفر مراد ; واحنا مالنا.... وبعدين اية ياساندي مالك مركزة معاهم ليه

هزت راسها باستنكار : لا وانا هركز معاهم ليا... انت سألت قلتلك نسافر زيهم

لوي شفتيه قائلا : عموما.... احنا سافرنا كتير قبل كدة...و حاليا انا عندي شغل مش فاضي بس حاضر ياساندي لو انتي حابه تسافري عشان نغير جو افضي نفس ونبقي نسافر


.....

قالت سيدرا وهي تضع ساق فوق الاخري بينما جلست الي ذلك النادي الرياضي الراقي برفقه ساندي ; كدة برضه ياساندي تخبي عليا

قالت ساندي وهي ترتشف من عصيرها ; لا وانا هخبي ليه 

رفعت سيدرا حاجبيها :ساندي... ؟،يعني انتي مقصدتيش تخبي عني اللي تعرفيه عن اللي اتجوزها جواد

قالت ساندي : بصراحة ياسيدرا الموضوع ده عمل مشاكل ليا مع مراد فمحبتش أدخل نفسي تاني في حوار يعملي مشكله 

قالت سيدرا بعتاب ; كدة برضه.... ده انا صاحبه عمرك

قالت ساندي بتأكيد : وانتي عارفة انا بحبك اد اية بس كلامي مكانش هيقدم ولا يأخر

قالت سيدرا : ازاي بقى.؟ يعني لو كنت اعرف المعلومات اللي عرفتها عن مراته 

قالت ساندي مقاطعه ; كنتي هتعملي اية و

هو كان واخد قراره وحتي وقوف طنط الهام قدامه مخلاهوش يغير رأيه

قالت سيدرا بذكاء : عشان اتحدته غلط.... قام مسك فيها اكتر

: ياسلام وكانت هتعمل اية؟ 

: تعرفه بكام موقغ ان اختياره مش مناسب وتوريه اد ايه اللي اختارها دي مش، مناسبه ليه

قالت سانجي بدهشة : سيدرا انتي لسة بتفكري فيه

: اه

: بس...ده خلاص اتجوز 

: اه.... بس انا واثقة انه شوية وهيسيبها 

وبعدين مريم فهمتني انها اللي جريت وراه

وسابت جوزها عشانه يعني طمعانه فيه باينه اوي... وواضح ان الجوازة دي مش هتكمل

ولااية رايك 

قالت ساندي : معرفش

: متعرفيش ازاي؟

: يعني معرفش تفاصيل عنها عشان احكم 

: وهو مراد مقالش ليكي اي حاجة عنها   ....  مش هي  بيشتغل عنده واكيد عارف عنها كل حاجة 

: ايوة بس مراد مش بيحكلي ليا عن كل حاجة

قالي بس ان جواد بيبحب واحدة معاهم في الشغل ومطلقه وبعدها عرفت التفاصيل من طنط

: يعني متعرفنيش جوزها

: لا وانا هعرف منين.... ومالنا بيه اصلا 

: يعني بالبساطة دي سابها تطلق منه عشان واحد تاني.... تفتكري بقي لو وصلنا ليه وعرفنا تفاصيل طلاقهم ده مش هيخلي طنط الهام

تقدر تخليه يطلقها 

قالت ساندي برجاء : سيدرا بليز بلاش تدخليني في الموضوع ده .... طنط اخر مرة عملت ليا مشكله مع مراد وندمت اني قولتلها 

: متقلقيش... انا اللي هقولها بطريقتي 

.......

كانت جالسه بتلك الحديقة الصغيرة المحيطة بالمنزل تنظر الي طفلها وهو يلعب بسعاده بتلك السيارة الكبيرة التي احضرها جواد له 

شاردة تتذكرة منذ اول لقاء لهم لتتساءل هل انه بالفعل يحبها كما يقول دوما ام انها مجرد نزوة بحياته ارادها بعناد..... لاتعرف لماذا كلما تشرد تراودها تلك الأفكار السلبيه التي تعيقها عن متابعه حياتها لتلتمس لنفسها الأعذار وقد تشوش تفكيرها ومشاعرها وانهار ثقتها بنفسها وبكل شئ حولها بسبب ماعاشته لسنوات.... لقد كانت في مقتبل حياتها واستطاع أمجد بمهارة تشويه شخصيتها حتي اضطربت نظرتها لكل شئ تغيرت.... تخاف ان تنساق لتلك المشاعر التي تشعر بها تجاهه حتي لاتنجرح مجددا وخاصة انها تلك المرة لن تجد من يحاول شفاء جروحها كما يحاول هو أن يفعل.... اغتمت حينما فكرت ان لم يكن موجود بحياتها فكيف كانت ستكون.... مع أمجد.. ؟! لباقي عمرها ام تكون قد تخلصت منه..... انه دخل حياتها المتحطمه وشيئا فشيئا يحاول إصلاحها حتي انه أصلح علاقتها بوالدها الذي عاد اب حنون يحبها ويقف بجوارها كما كان قبل زواجها.... داعبت صورته خيالها لتبتسم شفتيها وهي تتذكر كلماته ورقته وغزله ونظراته لها وتشعر بالضيق من نفسها فهي لاتستحق ان يكون بحياتها رجل مثله يفعل المستحيل لارضاءها ومع ذلك هي تجاهد لوضع الاسوار بينهما ولكن ماذا تفعل وهي تخاف... تخاف من كل شئ... من القادم ومما تشعر به ولكنها تعترف انها لاتخاف منه... بل بالعكس اضحت شيئا فشيئا تشعر انه امانها وحمايتها... لقد ظنت ان الكوابيس ستلاحقها لتتفاجيء بكل الكوابيس تتركها لدي عتبه بيته ماان دخلته... فهي تنام بأمان ولاتخاف من شئ مقدار خوفها ان تتطمئن لتلك السعاده التي تطرق بابها... تخاف ان تفتح لها وتنتهي بحزن والم.....!.. 

جود.... هتف عمر بسعاده ماان انفتحت البوابة الحديدية إلكترونيا ودخلت منها سيارة جواد... 

ركض اليه عمر لينزل جود من سيارته سريعا يحمله وعيناه تنطلق ناحيتها وقد قامت من مكانها متجهه اليه خلف طفلها بخطوات بطيئة تحاول إخفاء لمعه عيونها ماان قابلت عيناه المشتاقه.... 

حمد الله على السلامة... لم يصدق اذناه حينما قالتها له برقه ليبتسم بسعاده قائلا : الله يسلمك 

قبل جبين عمر قائلا : عامل اية ياعمور

قال عمر وهو يحتضنه : كويس 

تفاجأت به يحيط كتفها بذراعه بينما حمل عمر بذراعه الاخري وهم يدخلون الي المنزل 

حاولت أن تبتعد وهي تقول بارتباك : هروح اخلي ام حسن تجهز الغدا 

اومأ لها وابعد يداه عن كتفها قائلا : وانا هطلع اغير هدومي وانزل علي طول 

نادت زهرة علي ام حسن : خدي عمر اغسلي ايده وجهزي الغدا 

تناولا الغداء بجوهم العائلي اللطيف ليقول جواد وهو مستمتع بهذا الطعام الشهي...ليقول : واضح ان مش ام حسن اللي عامله الاكل 

هزت راسها قائلة : يعني... انا ساعدتها 

نظرت اليه متسائلة : اية مش حلو الاكل 

هز راسه وتناول لقمه اخري قائلا باستمتاع : بالعكس الاكل حلو جدا.   تسلم ايدك ياحبيتي  

قال عمر بحماس : مامي بتعملي كيك شيكولاته تحفه كمان ياجود 

رفع حاجبه وهو يداعب شعر عمر..... لا طالما تحفه..... يبقي انا لازم ادوقها... ولااية يامامي

نظرت اليه وهزت راسها بابتسامه : حاضرر

....... 

... 

كانت الهام جالسه بالنادي كما هي معتاده  فترة المساء لتتقدم منها سيدرا... طنط الهام ازيك 

اتسعت ابتسامه الهام ; اهلا ياروحي... عاملة اية ؟

جلست ألي احد المقاعد بجوارها : انا تمام...

هزت كتفها وتابعت بمغزي : اهو طالع عيني في الشغل.... ده انا حتي طول اليوم الصبح كنت مع جواد في اجتماع عشان نخلص الشغل اللي كان متعطل طول الشهر اللي فات 

هزت الهام راسها بابتسامه : ربنا يقويكم ياحبيتي... 

قالت برقة : مرسي ياطنط... 

صمتت لحظة ثم قالت بعد ان طلبت لها كوب من العصيرر: صحيح ياطنط  مبروك علي جواز جواد 

لوت الهام شفتيها قائلة بكمد : بتباركيلي علي اية ياسيدرا 

تشجعت سيدرا لتقول بلؤم :بصراحة ياطنط 

انا برضه استغربت ازاى حضرتك توافقي 

علي حاجة زي دي 

انتبهت اليها الهام لتقول باستدراك ; سوري ياطنط طبعا اني بقول كدة لحضرتك... بس دي الشركة كلها بتتكلم.... محدش متخيل ان جواد الخولي يتجوز بالطريقه دي... 

هزت الهام راسها بغيظ : كمان الشركة بتتكلم 

: طبعا ياطنط مفيش حاجة بتستخبي... وبعدين بصراحة ليهم حق... هي مش لايقه عليه خالص 

اردفت سيدرا تحكي للالهام البعض مما سمعته بالطبع دون أخبارها ممن وزادت عليه  الكثير الكافي لاشعال غضب الهام 

بعد ان لم تتردد لحظة لإظهار زهرة ليست بأكثر من امرأه طامعه بأموال ابنها 

. ..... 

.......... 

قبلت زهرة عمر واحتضنته بقوة بينما تودعه امام البوابة  الحديديد للمنزل حيث وصلت حافلته المدرسيه الراقيه التي الحقه بها جواد الكريم للغايه معها ومع طفلها  ... لوح لها وظلت واقفه حتي غابت الحافله عن الانظار فعادت الي الداخل 

نظرت في ساعتها لتجدها الثامنه 

لتصعد الي غرفته بتردد كل صباح لتوقظه 

: صباح الخير... قالها بابتسامته الحلوة 

لتردها بابتسامه هادئة : صباح النور.... 

انا هروح اجهز 

اومأ لها قائلا : زهرة لو سمحتي لو مش،هعطلك... ممكن تختاريلي هدومي زي امبارح 

اومأت له بأبتسامه وهو يطلب منها بهذا التهذيب ان يكون جزء من روتينها اليومي ان تهتم بملابسه 

لتتجه الي غرفه الملابس وتقف تتفقد الوان ملابسه باهتمام وكأنها باختبار... 

ماان مدت يدها لتناول تلك البدله التي اختارتها له حتي شهقت بفزع حينما شعرت به يقف خلفها..... التفتت لتجد نفسها امامه مباشره وخلفها الخزانة... تسارعت دقات قلبها وراتجفت اوصالها بخجل من وقوفه يكاد يلتصق بها بتلك الطريقه 

ليتظاهر بالبراءه ماان رأي اندلاع اللون الأحمر لوجنتها وهو يمد يده الي البدلة التي اختارتها يلامس أطراف اصابعها قائلا وعيناه تجتذب عيونها الجميله فكم اصبحت مطاردتها تجلب تلك السعاده الي قلبه الذي يحفر طريقه الي قلبها متلمسا تلك العلامات التي تتركها لها تضيء دربه كابتسامه لطفيه لم تعد تستطيع اخفاءها او كلمه او لمعه عيون ان دقات قلب متسارعه كالتي يشعر بها الان وهو بهذا القرب منه يجاهد نفسه التي تتوق وبشده لتذوق طعم تلك الشفاه التي تعض عليها بهذه الطريقه تكاد تفقده صوابه

قالت وهي تحاول أن تتراجع للخلف ولكن الخزانة خلفها اوقفتها : كويسة البدله دي ؟

قال بمغزي وهو يتطلع اليها  ..... حلوة اوي 

خفضت عيناها عن مواجهه عيناه وهي تترك له البدله وتحاول ان تبتعد من امامه ولكنه اسرع ليحيط خصرها بذراعه قائلا بخفوت : لسة القميص.... 

:ها... 

قالت بضياع سببته لها يداه التي احاطت خصرها لتسري تلك الرعشة بكامل جسدها إزاء لمسته..... انحني ناحيتها لتشعر بانفاسه الساخنه قريبه من وجهها مستمتع بخجلها الطاغي وتبعثر مشاعرها كما تتبعثر مشاعره امامها.... هامسا : بقولك لسة القميص 

هزت راسها والتفتت الي الجزء الخاص بقمصانه بيد مرتجفه تناوله أحدهما وتفر هاربه من امامه ليتنهد جواد مطولا ويمني نفسه للمرة الانهائيه بأن ارتواء قلبه من حبها قارب لنفسه العطشه ليتعالي صوته الرجولي 

بداخله بنفاذ صبر ولكنه سرعان مااخرسه فهو بالتاكيد رجل يريد أن تكون زوجته له ولكنه لن  يكون رجلا ان حصل علي جسدها قبل ان يحصل علي قلبها لتسلم له جسدها بعدها  بارادتها وبرغبه منها وليس لمجرد كونه زوجها.. هنا سيكون رجلا قدر علي التحكم بنفسه مهما طاقت اليها بشوق جارف.... 

...... 


قالت مي بحماس بعد ان انفردت بزهرة واغلقت باب مكتبها بعد الكثير من تلقي التهاني بعضها حقيقي وبعضها زائف وبعضها متملق وقد أصبحت زوجه جواد الخولي وهاهي بأول يوم لها بالشركه تدخل برفقته بعد ان امسك يدها ودخل بها بعد ردعه لمحاولتها  لأن تدخل بعده او قبله  .... 

: ها بقي ياستي احكيلي؟ 

قالت زهرة وهي تجلس الي مكتبها الذي اشتاقت اليه كثيرا ; احكيلك اية يامي.... انتي هتعملي زي ماما

قالت مي بضحكة : مش اطمن عليكي 

ضحكت زهرة بمرح : اطمني ياستي محصلش اي حاجة

اتسعت عيون مي بعدم تصديق قائلة :  بتهزري طبعا 

هزت زهرة كتفها لتقول مي باستنكار : بقي يامفترية بقالك شهر مع الموزززز ده ومحصلش حاجة    ... طيب ازاي اقنعيني

قالت زهرة بضحكة : زي الناس

قالت مي : الناس اللي مش طبيعيه طبعا..... ضيقت عيناها قائلة ; زهرة....اوعي يكون...

ضحكت زهرة مليء فمها قائلة :  مبيعرفش.?! 

ضحكت مي هي الاخري قائلة : لا بيعرف.... وبيعرف اوي ياختي انتي مش شايفه ضحتك اللي كنت نسيتها خلاص 

غمزت لها بينما تهادت السعاده من ملامح زهرة التي لم تكف عن المرح والضحك  منذ أن رأتها هذا الصباح حتي ان وجهها أشرق كثيرا لتقول:  ده واضح انه عارف كويس اوي بيعمل اية

قالت زهرة بصدق : بصراحة يامي

قاطعتها مي وهي تضع يدها علي خدها : ايوة بقي انا عاوزة الصراحة

قالت بهيام  دون أن تدري انه واضح لصديقتها ; يعني هو طيب اوي وحنين جدا كمان ولطيف دمه خفيف وكريم.... بيحب عمر 

قالت مي بمكر : بيحب عمر بس 

خفضت عيناها وابتسامه لاحت علي وجهها لتقول مي : يلا بقي يازهرة كملي...

; اكمل اية..؟ خلاص 

: لا خلاص ايه.... كملي وصفك للبطل الهمام

: يعني يامي... اكيد انتي عارفاه... هو بصراحة مالوش وصف اكتر من انه راجل بحق وحقيقي.... يعني نوع كدة صعب تقابليه او تفكري انه موجود اصلا 

قالت مي بابتسامه واسعه : انتي لسة شايفة كل ده دلوقتي... ده انا لولا متجوزة هشام وبينا حب من ايام الجامعه كنت خطفته... هو في رجاله كدة 

ضحكت زهرة قائلة :  بصراحة لا... 

غمزت مي بعبث : طيب اي بقي مش ناوية تدخلي في مرحلة قله الادب انتي عارفة بموت في الحكايات دي 

: اتلمي يامي 

: واتلم ليه...؟ ... مش جوزك ده

: والله؟! 

: طبعا...يعني بصراحة بعد كل اللي قولتيه مستغربه اية اللي مخليكي خايفة تقربي 

توترت ملامحها : مش عارفة يامي.... بس خايفه.... 

: منه ؟

هزت راسها : لا... بس.... يعني خايفة من التجربه عموما 

ربتت مي علي يدها قائلة بتشجيع : عموما طالما قدر يخلي ضحكتك الحلوة ترجعلك .... انا واثقة ان هينسيكي كل اللي فات.... بس انتي برضه ساعديه شوية 

رفعت زهرة عيناها باستفهام : اساعده ازاي؟ 

قالت مي  : يعني ياحبي... اتكلمي معاه وبلاش تصديه زي عادتك... لو فكر يقرب سبيي مشاعرك 

ابتسمت بمكر وأكملت : وبعدين ده جوزك يعني علي الاقل نامي جنبه مش هياكلك 

نظرت الي مي التي غمزت لها وتابعت : وبعدها قله الأدب هتجي لوحدها 

قالت زهرة بوجهه محتقن : بس بقي يامي

وبعدين خلينا نشتغل شوية احنا من وقت ماجينا واحنا بنرغي

قالت مي باستنكار ; لا... شغل اية ده انتي مرات المدير..... وانا صاحبه مرات المدير يعني مفيش شغل

قاطع حديثها رنين الهاتف لتجدها مريم تستدعيها لمكتب جواد لاقول بمرح : قريتي يازهرة  اهو شكلها في شغل

ماان تحركت مي حتي عادت لتغيظها بينما لمع بداخلها السؤال عن طلبه لمي وهي لا  : اوعي تتغاظي مثلا ولاتغيري انه طلبني انا...

القتها زهرة بالقلم الذي كان بيدها لتقول : مي

: والله حبيتيه والغيرة بتنط من عينيكي 

نظرت زهرة في اثر مي وهي تشعر بتلك الدقات الغريبه كليا عن قلبها الذي مازال متمسك باسواره وقيوده 

... عادت مي للمكتب بعد قليل 

لتقول بضيق : هو احنا مفيش ورانا غير المشروع الزفت ده 

قطبت جبينها بتساؤل : مشروع اية 

: قريه منير الفحام..... البومه بنته مش عاجبها ولا تصميم من اللي قدمناهم.... كل اجتماع تقول بصوتها المسرسع... لا مش حلو مش ده اللي في دماغي لما قربت افتح دماغها 

قالت زهرة بضحكة عاليه : ده انتي شكلك مش طايقاها.. 

زفرت مي : بصراحة بنت سخيفه... ماتخلي جوزك يفك الشراكة دي وبلاها منها خالص 

قالت زهرة ضاحكة : يعني اول يوم ليا في الشغل اروح اقوله يعمل اية و ميعملش اية.... 

وبعدين تعالي بس وريني الشغل ونحاول نوصل لتصميم سوا 

: لا... مستر جواد طالبه مني انا ونبيل مش هينفع تساعديني عشان ميضايقش اني بتعبك وواضح انه مش هيكلفك بشغل

قالت زهرة باستنكار : تتعبيني اية يابنتي وبعدين انا.. وانتي اية مااحنا واحد 

هاتي بس الشغل... وفكك من موضوع مش هيكلفتي بشغل ده عشان انا عاوزة اشتغل الشغل وحشني 

...... بقلم رونا فؤاد 

تنهد جواد بارهاق بعد هذا الاجتماع الطويل ليفرك مراد عنقه قائلا : طولت اوي ياجود 

: ماانت شايف يامراد كان لازم نتفق علي كل التفاصيل... عموما انت تقعد مع حازم تضبط العقود..... قاطعه مراد باستنكار ; اقعد مع مين...؟ انا مروح 

نظر بساعتة : مروح اية لسة بدري 

: لا تعبان وعاوز اكل 

: طيب ماتاكل هنا 

:لا هاكل في البيت مع ماما.... 

هز راسه ليقول مراد : ابقي تعالي شوفها ياجود.... بتسأل عنك علي طول 

قال بتهكم : فعلا 

هز راسه : ايوة طبعا.... وبعدين انت عارف هي بتحبك اد اية 

لوي شفتيه بسخريه : عارف طبعا.  بدليل انها تقريبا مقطعاني وبتعاقبني اني اتجوزت اللي بحبها 

: ياجود انت عارف ماما.... وبعدين انت كمان مش بتسأل عليها خالص 

ماتجيب مراتك وتجي نتعشا سوا 

هز راسه قاطعا ليقول مراد بتساؤل : لية ؟

; عشان انا عارف ماما... وعارف انها اكيد هتضايق زهرة 

: مفتكرش

: انا واثق 

: طيب واية بقي... ناوي تبقي انت ومراتك بعيد علي طول 

: لا بس لما الاقي استعداد من ماما انها تقبل زهرة 

: والله انا شايف ان اللي في دماغك اوهام.... وان مجرد قاعده ولا اتنين وماما هتحب زهرة 

نظر اليه جواد بشك ليقول : اسمع كلامي بس انت... وهاتها وتعالي 

قال جواد بحيرة : هشوف 

: تمام... اشوفك بالليل 

رفع جواد هاتفة يتصل بها بعد انهي اجتماعة الطويل قائلا : اية ياحبيتي مسمعتش صوتك 

قالت بخجل : ابدا بشتغل 

رفع حاجبه : بتشتغل اية بقي... ؟

:  يعني بعمل شغل وخلاص 

: طيب تسمحي بقي ياباشمهندسة 

تسيبي اللي في ايدك وتجيلي لاني ميت من الجوع 

قامت الي مكتبه لتتنفس بارتياح مالم تجد مريم بكتبها وقد انصرفت لاستراحة الغداء لتطرق الباب ثم تدخل بعدما دعاها صوته العميق للدخول 

تهللت ملامحه ماان دخلت الي مكتبه لتبتسم 

له بتلقائية... قام من مكانه واتجه بها ناحية الاريكة الجلدية الوثيرة الموضوعه بجانب المكتب قائلا : انا طلبت الاكل 

تخللت رائحة الاكل الشهيه انفها لتضع الأوراق من يدها علي طرف مكتبه وتسير معه لتجده يجلس ويجلسها بجواره... فتح لها طعامها لتأخذه من يده قائلة برقه : شكرا 

ابتسم لها قائلا : بالهنا والشفا 

تناولها الطعام وسط كلماته ومرحة ليقوم يغسل يده وتتبعه هي قائلة بقلق : ياتري عمر اكل 

هز راسه قائلا : من بدري ونام كمان الساعه بتاعه الضهر... انا كلمت ام حسن اطمنت عليه 

ابتسمت له قائلة بامتنان : مرسي علي اللي بتعمله معايا 

قال بعتاب : هو في واحدة تشكر جوزها انه بيهتم بابنهم 

رفعت عيناها اليه زائغه في حديثه الحنون 

لتجد يداه تمتد الي خصلات شعرها يربت عليه بحنان... 

شعرت بأنها قريبة للغاية منه لتقول بارتباك انا هروح مكتبي واسيبك تشوف شغلك 

امسك ذراعها ماان حاولت الإبتعاد قائلا : خليكي معايا... 

قالت برجفه من ملامسته لها : عندي شغل 

قال وهو يهز راسه : لا مفيش شغل.... 

نظرت اليه باستفهام ليهز راسه قائلا : ايوة ياستي... من النهاردة هتشتغلي معايا هنا في، مكتبي 

قالت بدهشة : هنا 

هز راسه قائلا ايوة... هخليهم يجيبولك مكتب هنا جنب مكتبي

رفعت حاجبيها بعدم تصديق ليهز راسه ويتابع.... . لا مكتب ايه .... كفايه كرسي جنبي ونشتغل علي نفس المكتب سوا 

نظرت اليه والابتسامه تمليء وجهها المندهش لما ينطق به بينما تابع : 

ولااقولك... لا بلاش كرسي 

وجدته يمسك بيدها يسحبها الي الاريكة الجلدية الوثير ويجلس ويجلسها بجانبه

قائلا بمكر : ايوة نشتغل هنا حلو اوي

أفلتت كلماتها : وده اسمه شغل

رفع حاجبه بمكر ; امال اسمه اية؟ شغل طبعا 

عضت علي شفتيها تكتم ابتسامتها الراضيه لتقول  : طيب بمناسبة الشغل بقي..... اية رايك في التصميم ده 

قالتها وهي تتجه الي أوراقها تحضرها وتعود للجلوس بجواره 

قال كالاطفال بجبين مقطب : 

تصميم ايه...؟! . سيبك من ده.... وخلينا في الموضوع المهم اللي كنا بنتكلم فيه  

نظرت اليه باهتمام : موضوع ايه؟ 

لتجده يقترب منها اكثر حتي كاد يلتصق بها بينما مال تجاهها قائلا بمكر : انا سالت عمر امبارح وقالي انك نسيتي توصليله الامانه 

قطبت جبينها باستفهام لتدرك بفطنه مايعني حينما شعرت بانفاسة الساخنه تقترب منها وشفتيه علي وشك ملامسه وجنتها الناعمه لتضع يدها سريعا علي صدره مسببه له فوضي عارمه ماان لامست تلك اليد الصغيرة عضلات صدره القوي لتري بعيناه تلك النظرة الراغبه فتهرب منها سريعا وهي تقول بصوت متقطع أثر انفعالها : شوف كدة التصميم....

قال بانفاس متسارعه ويدها ماتزال فوق صدره تخشي ان يقترب اكثر : هو من جهه التصميم فأنا مصمم اوي 

أفلت السؤال من بين شفتيها التي بدت له شهيه مغريه لاتقاوم : مصمم علي اية؟ 

قال وعيناه لاتفارق النظر لشفتيها : اوصل الامانه دي لعمر 

انتشر الاحمرار بوجنتها التي شعرت بحرارتها تزداد وهي تجده ينظر اليها تلك النظرة بينما لاترحمه هي بذلك الوجهه الأحمر وتلك الشفاه 

التي تعض عليها...جاهدا لتبدو حازمة وهي تقول . جواد... اتكلم جد بقي 

غمز لها بعبث : هو في جد اكتر  من اللي بقوله...

اجتذب عيونها بعيناه بينما همس بجوار اذنها...يرضيكي جوزك يبقي شكله وحش 

نظرت اليه باهتمام تحاول تجاهل نبرته المبحوح التي تدغدغ مشاعرها : لية؟ 

اقترب اكثر وانفاسه الساخنه تداعب بشرتها الناعمه وهو يقول بعبث : يعني بذمتك بقالي شهر متجوزك ومش عارف حتي اخد بوسه يبقي اكيد مبعرفش

أفلتت ضحكتها التي سرعان مااخفتها وسط ملامح وجهها التي تكاد تنفجر مش شده الخجل لتقول وهي تبعد وجهها عنه : 

جواد بس بقي .. وبعدين ماانت اخدت

قال باستنكار : انا...؟! 

هزت راسها ليسألها بمكر : امتي ؟

لم تصدق انها تخوض معه بهذا الحديث وهي تجيب ببساطه : امبارح... لما.. وانت نازل الشغل 

وهل لها أن تنسي... ؟! 

قال بمكر وهو يتظاهر بالبراءه: تخيلي.. مش فاكر.... دي اللي هي كانت ازاي؟... كانت كدة.. ؟

قبل ان تستوعب مانطق به وجرها اليه بمكره كان يقتنص قبله من وجنتها الناعمه هامسا امام شفتيها : لا .. انا مش عاوز من دي.....انا عاوز بوسه تانية خالص ... 

... ماان مال الي شفتيها حتي دفعته سريعا وتبخرت من امامه تحاول السيطرة علي اعصابها التي انهارت امام سحره الطاغي 


......

.........

لدي عودتهم بالسيارة كانت تحاول الهروب من نظراته التي لاترحمها كلما نظر اليها بتلك النظرات لترتسم ابتسامه جانبيه علي شفتيه ويضع نظارته الشمسيه قائلا : خلاص يازهرتي مش هبصلك لو هتفضلي كمشانه في نفسك كدة

هزت كتفها : لا مش كمشانه

رفع حاجبه قائلا : امال قاعده بعيد ليه كدة....

قالت وهي تنظر الي جسدها الذي هو بالفعل ملتصق بآخر مقعد السيارة لتعدل من جلستها وتستقر بوسط المقعد

ليداعب وجنتها بيده : شطورة ياروحي

....

مساء...جلس جواد بمكتبه يعمل بينما  تابعت زهرة التلفاز بذهن شارد... زهرتي... روحي.. حبيتي... ظلت كلماته وكل ماحدث اليوم يتراقص بعقلها لترتسم تلك الابتسامه علي جانب شفتيها ولاتفارقها....

تنبهت لوجوده حينما قام عمر من حضنها سريعا وركض اليه ليحمله طابعا قبله حنونه علي راسه.... اية ياعمور اتاخرت عليك

هز عمر راسه ليقعبث بخصلات شعره قائلا : معلش كان عندي كام مكالمه مهمه...

تفاجأت به يجلس بجوارها علي الاريكة وعمر بحضنه ليرجع ظهره الي الخلف باريحيه قائلا بتتفرجي علي اية ؟

نظرت الي التلفاز وهزت كتفها فهي بالواقع كانت شاردة ولم تكن تري شئ مما يعرض علي التلفاز.. : ولاحاجة كان فيلم وخلص

هز راسه قبل ان يقول بتردد : لو مش هتتضايقي كنت حابب نروح لماما نتعشي كلنا سوا... بقالي فترة مشفتهاش

وهل لها أن ترفض بعد كل مايفعله من أجلها لتقول بسرعه : لا طبعا وانا اية اللي هيضايقني...

هز راسه بابتسامه ; تمام اجهزي وجهزي عمر علي ماالبس

قالت بتعلثم : عمر... ؟ هو عمر هيجي معانا

هز راسه بتأكيد : طبعا

قالت وهي تحاول أن ترفع الحرج عنه فهل تتقبل والدته وجود ابنها معهم : ام حسن هتاخد بالها منه علي مانرجع

هز راسه وقد فهم حساسيتها ليقول وهو يمد يداه تجاه وجهها يضعه بين كفيه : زهرة.. انتي وعمر عيلتي مش عاوزك تتعاملي الا علي الأساس ده....

..... كم كانت كلماته مهدئة ومطمئنه وجابرة لخاطرها عكس تلك النظرات التي تلقتها من والدته التي ماان أدار ظهره ليقوم يجيب علي هاتفه لتخلع وجهها المتظاهر بالطيبه امام ابنها وتنظر اليها بنظرات متفحصه قبل ان تقول بعلياء : للتو ماافتكرتوا تيجوا ..؟

توترت نظرات زهرة التي لم تفهم سبب ذلك السؤال الذي كان واضح انه تلميح قوي...

تظاهرت ساندي انها تعبث بهاتفها تاركه لحماتها فرصه الاستفراد بزهرة ماان قام جواد ومن قبله مراد.... لتقترب الهام منها قائلة بهمس محذر : اوعي تفكري انك تقدري تاخدي ابني مني..

رفعت زهرة عيناها نحوها لتكشر الهام عن انيابها : انا لغاية دلوقتي سايباه يتسلى لاني عارفه طبعه لما يبقي عاوز حاجة بيمسك فيها ازاي... بس لما تفكري انك لما هتبعديه عني هتاخديه مني تبقي غلطانه.... انا امه... أشارت باصبعها تجاه زهرة بكبرياء : وانتي مجرد واحدة عاجباه... شوية وهيزهق منها وخصوصا انها مش اول استخدام...!! 


.....

دفنت زهرة وجهها بالوساده تبكي واخيرا لتفرج عن نفسها بعد ان كبتت بداخلها كلمات تلك المرأه الجارحة والتي إصابتها بالصميم ولكنها جاهدت الا يشعر جواد بشئ أثناء عودتهم 

ولكن كيف ووجهها كان لايفسر لتسرع الي غرفه طفلها قائلة باقتضاب ماان سألها عن سبب تغير ملامحها : مالك يازهرة.... حاجة ضايقتك... ماما ضايقتك طيب 

هزت راسها: ابدا مفيش تصبح على خير...

ترددت كلمات امه باذنها طوال الليل لتكتم شهقاتها بالوساده حتي لا يستيقظ طفلها... انها لاتليق به ولايراها احد الا كنزوة في حياته.. مجرد امرأه لعوب اوقعته..... مجرد شئ اشتهاه هذا المليونير ويريده كما قالت والدته....

هل عادت لنقطه الصفر... لا بل وعكس الصفر انها وصلت للقاع بتلك الكلمات التي سرعان ماصدقها قلبها دون الرجوع لعقلها ليحكم بمنطقيه عليه وتنفي أفعاله كلام ووالدته ولكن ماذا تفعل وقد استسلمت لضعف قلبها الذي انفتحت جراحة بتلك الكلمات مقررا الا ينساق وراء مشاعر ربما تكون زائفة وبمجرد ان يمل منها يتركها كما قالت والدته....

...

حاول جواد تمالك نفسه حينما سألها للمرة المائة عن سبب تغيرها الواضح خلال اليومان الماضيين حتي انها تتجنبه...

قال بنفاذ صبر : يعني اية مفيش ؟

هزت كتفها تحاول التحدث ببرود : مفيش حاجة... مالي؟ 

قال بقليل من العصبيه : اسألي نفسك مالك بقالك يومين... واخدة جنب مني وبتردي عليا بالقطارة حتي الشغل مش عاوزة تروحي

والاكل بتسيبيني انا وعمر ناكل لوحدنا

....... ناهيك عن عدم ايقاظها له وترك تلك المهمه للمنبه الذي تقوم بضبطة سريعا والمغادرة وعدم الرد علي مكالماته متظاهرة بأنها لم تسمع او مشغوله مع عمر... الذي ايضا ماان يتجه غرفته حتي تخرج منها... فهي حرفيا تهرب منه وهو ليس بالاحمق حتي لايلاحظ هذا...

قالت وهي تبعد عيناها عن عيناه المتلهفه لرد يريح نيران قلبه الذي التاع ببعدها هذان اليومان : مفيش... تعبانه بس شويه

قال بقلق : تعبانه...؟ مالك.... تحبي نروح للدكتور

هزت راسها : لا.. مفيش داعي.. هبقي كويسة

تركته بحيرته وعذرها الواهي يحاول تقبله حتي لايشت عقله منه بسبب تغيرها معه.... ولكن باليوم التالي تلاشت قدرته علي الاحتمال او تقديم الأعذار.......!

وقف علي باب مكتبها بجبين مقطب بينما يسأل مي : مشيت ؟

هزت مي راسها بتوجس لينظر اليها بأعين محتده وهو يخرج هاتفه من جيبه يتفقده : ومااتصلتش بيا لية ؟

قالت تحاول أن تصيغ كلماتها بمحاوله منها لتلطييف الأجواء  : اصل... أصل مدرسة عمر اتصلوا بيها وقالولها انهم عاوزينها ضروري... ف... قاطعها وهو يخرج بأعين قلقه ; مشيت امتي 

: من ربع ساعه 

اسرع يلحق بها وهو لايتوقف عن الاتصال بها لتتجاهل زهرة تلك المكالمات عن قصد وهي تسرع لتطمئن علي طفلها... 

كانت تتحدث الي مديرة المدرسة ماان قاطع حديثهما وصوله لتقف السيدة الاربعينه باحترام : اهلا جواد بيه

قال بتهذيب ونظراته القلقه تسبقه : اهلا يافندم... خير 

قالت السيدة وهي تعدل من وضع نظراتها الطبيه : خير.... هو عمر النهاردة اتفاجات المدرسة انه رمي نفسه علي الارض   

ماان قفز القلق من عيناه لتقول سريعا : متقلقش... انا لسة كنت بطمن الهانم.. هو بخير وانا حبيت اشرح اللي حصل 

عمر من وقت ماجه المدرسة واحنا لاحظنا انه منطوي شوية... حتي انه محاولش يعمل صداقات جديدة... حاولنا احتواءه لان ده طبع اغلب الولاد الجداد ولكن الأمر بالنسبه له كان محسوم انه مجرد مايدخل المدرسة مش بيبقي عاوز غير مامته او سيادتك 

وبيبقي رافض اي تعامل مننا.... طبعا هي مش مشكله كبيرة ونقدر نتغلب عليها لان اغلب الأطفال في السن ده بتكون متعلقه بامهاتها ولكن النهاردة اتطور الوضع انه يحاول ياذي نفسه عشان يروح لوالدته.... هنا لازم اشارككم في الموضوع لان كدة تعلق عمر الزايد بوالدته هيأثر عليه بالسلب

هزت زهرة راسها بتفهم فالبفعل عمر اغلب الوقت قابع بحضنها وعزت ذلك لخوفه من ابيه 

قالت المرأه ; انا وباقي المدرسين طبعا هنحاول معاه باسس تربوية وهطلب منكم تتابعوا معانا ومع متخصصه طبعا تقدر تنصحكم بالخطوات الصح اللي تمشوا عليها

هز جواد راسه بتفهم وهو يشكر المرأه وينصرف ليحمل عمر ويضعه بالسيارة ويحتل مقعده امام المقود دون قول شئ لها لتدرك من قسمات وجهه انه بالتاكيد غاضب منها وهو ليس بحاجة لإخفاء هذا فهو بالفعل غاضب وبشده لتجنيبها له وكأنه لايمت لها بصله.....

تفاجأت به مساء يفتح باب الغرفه ويقف لديه 

نظر الي عمر الذي نام بحضنها قائلا بجمود :لو عمر نام تعالي عاوز اتكلم معاكي

قامت ببطء من جوار طفلها واتجهت خلفه لتجده يدخل الي غرفته... نظر اليها لحظة قبل ان يقول بتأنيب: متصلتيش بيا ليه؟

ابتلعت لعابها محاوله التحدث بهدوء : عادي محبتش اشغلك بمشاكل ابني 

عقد حاحبيه : ابنك.. ؟

هزت راسها واشاحت بوجهها وهي تقول بقليل من الحدة التي لجات اليها كوسيله هجوم اضطرت له خوفا من ضعفها امامه : ايوة.. عمر مش ابنك عشان تسيب شغلك وتروح معايا

اشتعلت النيران بعيناه لتجده ليقبض علي ذراعها بقليل من الحدة : انتي اية اللي بتقوليه ده

التفتت ا

ليه قائلة بجمود : بقول الحقيقه..انت مش مضطر تتحمل مشاكل ابني كمان.. انا مش عارفة اشكرك اد اية علي كل اللي بتعمله ليا ولابني بس كفايه جمايل لحد كدة...

كلماتها كانت كفيله باشعال المزيد من غضبه الذي لمع بعيناه لتنزع ذراعها من يده وتسرع تغادر الغرفه

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !