ستكونين لي الفصل الحادي عشر

1


الفصل السابق
 اشتعلت النيران بعيناه لتجده ليقبض علي ذراعها بقليل من الحدة : انتي اية اللي بتقوليه ده؟ 

التفتت اليه قائلة بجمود : بقول الحقيقه..انت مش مضطر تتحمل مشاكل ابني كمان.. انا مش عارفة اشكرك اد اية علي كل اللي بتعمله ليا ولابني بس كفايه جمايل لحد كدة...

كلماتها كانت كفيله باشعال المزيد من غضبه الذي لمع بعيناه لتنزع ذراعها من يده وتسرع تغادر الغرفه.. ولكنه كان اسرع منها لتجده يمسك بذراعيها مجددا ويقف امامها قائلا بجبين مقطب وعيون غاضبة : جمايل..؟! 

انتي بتحصري وجودي في حياه عمر انه مجرد جميل بعمله ليكي 

شعرت بمقدار حماقه ماتفوهت به والذي خرج من عقل مشتت مضطرب اصبح لايدري ماذا يفعل او يقول وهذة أصبحت طبيعه عقلها الذي ماان جمعت القليل من شتاته حتي جاءت كلمات والدته تبعثره مجددا.... 

قالت بصوت خافت قليلا : انا مقصدش كدة ؟

ترك يدها ونظر الي وجهها : امال قصدتي اية ؟

قالت وهي تبعد عيناها عن مواجهه عيناه :مش عاوزة أحملك عبء او مسؤليه انت مالكش اي ذنب فيها 

زفر بانفعال : تاني هتقولي نفس الكلام اللي مالوش لازمه ده..... امسك بكتفها ورفع ذقنها يجبرها علي النظر اليه قائلا : المسؤليه دي انا شيلتها بمزاجي انتي مطلبتيش مني ده

ولا انا بعمل كدة جمايل ولاتضحيه مني.... 

أفلت السؤال من بين شفتيها : امال بتعمل كدة ليه 

قال بدون تفكير ويداه تقبض علي كتفها اكثر :عشان بحبك

تهاوت جفونها تحجب عنه عيونها التي يري بها عودتها لضياعها السابق ليحترق داخلة يبحث عن السبب 

قالت بخزيان : انت بتظلم نفسك معايا 

أفلتت الكلمات الحادة من بين شفتيه : انتي اللي بتظلميني باللي بتعمليه دلوقتي ..... 

لمعت الدموع بعيونها فلامست اناملة ذقنها يرفع وجهها اليه لتشعر بجسدها يرتجف ماان تحدث بنبرته الحانيه: زهرة اية اللي حصل وخلاكي تتغيري كدة.. 

قالت بصوت يخبره بمقدار انكسار ثقتها بنفسها : انت تستاهل حد احسن مني 

تألم قلبه لنبرتها ليقول : وانا مش عاوز غيرك 

ابعدت عيناها عنه : حاليا.... بس قدام لما تفوق وتشوف اللي كل الناس شايفاه هتندم صدقني انا مش مناسبه ولا لايقة ليك..... قاطعها بنبره بها قليل من الحدة اضطر لها ليوقظها من تلك الهاوية التي ترتضي البقاء بها... : انا مش سكران عشان افوق.... ولاانا عيل صغير مش عارف هو عاوز اية .... انا راجل عارف كويس اوي هو عاوز اية من اول لحظة شافك فيها..... اشتدت انامله قليلا علي ذقنها بينما اكمل : 

انا قبل ماانطق علي لساني طلب جوازي منك كنت عارف كويس انا بخطي فين.... وكنت عارف اية عواقب قراري ده ... زهرة انا مش عيل انا راجل اد مسؤليه قراررته وعارف كويس انا عاوز اية.... ومفيش،يوم حتي فكرت ان قراري او رغبتي في جوازي منك حاجة انا ممكن اندم عليها في يوم من الايام... ولو هندم علي حاجة هي اني موافق اسمع منك الكلام ده وواقف كمان ابررلك واديكي فرصه تفكري الناس شايفه ايه  .. التقت عيناها بعيناه لتري مقدار  الخذلان بها ليهز راسه قائلا : انتي اللي مش عارفه انتي عاوزة اية وتاعبه  نفسك اكتر ماهي تعبانه.... مش،عارف ليه مصممه تحطي بينا حواجز ملهاش اي وجود الا في تفكيرك..... 

كل مااشد الحبل اللي بينا عشان المسافه تقل تخافي وتبعدي اكتر

كان محق بكلماته ليتابع مخترق بعيناه الثاقبه اغوار نفسها بينما قربها اليه وقال بنبره هادئة يخفي خلفها تلهف نفسه لسبب ماهي فيه بعد ان ظن انه قارب علي الوصول لاعماق قلبها  : اية اللي خوفك المرة دي وخلاكي عاوزة تبعدي... قوليلي اية اللي حصل  

قالت وهي تحاول الإبتعاد من امامه : مفيش حاجة 

قال بضيق وهو يراها تتهرب ككل مرة 

: طبعا زي عادتك هتهربي 

اولته ظهرها قائلة بدون تفكير : احنا لازم نتطلق... من البداية مكنش ينفع اصلا نتجوز

انصدمت ملامحه ولم يصدق لوهله مانطقت به... 

فهدرت ملامحه بغضب شديد ; ليييه... قوليلي اية اللي حصل ...... اية اللي وصلك المرحلة دي 

حاولت التمسك بجمودها وهي تقول : العادي... الناس كلها بتتكلم ... 

قال باستنكار غاضب : وانتي عشان ترضي الناس جاية تطلبي مني الطلاق... حاول أن يهديء نبرته ولكن عبثا فقد خرجت محذرة وهو بقول ;  زهرة 

انا لغاية دلوقتي راجل صبور معاكي لأقصى درجة بس ده مش معناه اني حجر بلاش  تضغطي عليا اكتر من كدة عشان تثبتي لنفسك ان عندك حق تخافي مني وتقفلي علي نفسك اعتبارا لكلام الناس اللي مالوش اي لازمه..

خفضت عيونها خوفا من مواجهه عيناه الغاضبه وهي تقول باصرار : عندهم حق 

وكلامهم صح انت حقك تتجوز واحدة احسن مني وتكون انت اول راجل في حياتها مش واحدة زيي وكمان تربي ابن راجل تاني

امسك ذراعها بغضب اندفع من داخله وقبض عليه بقوة ليسكتها عن نطق المزيد : بس... متنطقيش اي حاجة تاني عن الماضي ده... فاهمه 

ذكرها لامجد وتذكيرها له بأنه ابو طفلها  جعل الدماء تغلي بعروقه ويحد يداه تقبض علي ذراعها اكثر ولكنه سريعا ماترك يداها  ليدفع الطاوله بقدمه يفرغ بها غضبه  بقوة لتتناثر اجزاءها مصدره ضجيج قوي جعلها تجفل وتتراجع للخلف ليسرع ناحيتها ماان أدرك رعونه فعلته والتي جعلت هذا الخوف يلمع بعيونها 

فامسك بذراعيها قائلا وهو يحاول تههدئة نبرته : زهرة...متخافيش 

نطر لعيونها بعتاب واكمل :انتي اللي عصبتيني لما قلتي الكلام ده 

هزت راسها باستسلام قائلة : انت عندك حق انا مش عارفة ارضيك 

قال بحزن وهو يراها ماتزال متمسكه بخانه الضعف  : انتي مش عاوزة.... مش مش عارفة 

قلتلك اديني فرصه..... لية مصممه 

تفتحي في اللي فات وتوجعيني وتوجعني نفسك 

انفجرت الدموع من عيونها : انت مالكش ذنب في العقد اللي جوايا 

اوجعته دموعها ولكنه تلك المرة لن يوافقها علي ضعفها لذا هتف باصرار حاد محاول تجاهل دموعها  : قلتلك ده اختياري.... 

انا طول عمر صوتي من دماغي وانا اديتك فرصه تقوليلي ايه غيرك بس طالما انتي مش عاوزة تقولي وواضح انها مجرد كلمه سمعتيها وكمان مش عاوزة تقوليها يبقي كل ده مالوش اي اعتبار عندي 

انتي مرآتي وعمر ابنى دي الحقيقة الوحيدة في الموضوع.... لو انتي راضيه تفضلي في الضعف والاستلام ده براحتك مش هجبرك اكتر من كدة طالما مش عاوزة تساعدي نفسك  بس مش من حقك تجنبيني من حياه طفل صغير وثق فيا اكتر منك عشان انتي حابه تستسلمي لكلام الناس  

الهذا الدرجة هي ضعيفه؟! 

الأمر لايحتاج لذكاء منه ليدرك ان سبب تغيرها المفاجيء حدوث شئ.... او موقف... وربما سمعت كلمه من احد ويشك بكونها والدته بالتاكيد ولهذا تغيرت ولكنه الآن لايهتم بمن قال او بماذا سمعت مقدار اهتمامه بما يراه منها الان... يعرف انها تمر بظروف نفسيه خاصه ولكنه لم يخالها بهذا الضعف..... اتقايض حياتهما بعد كل مامر عليهما بكلمه وحتي لاتكلف نفسها عناء الرجوع اليه او التحدث معه عن مكنونات صدرها... بمجرد ان يلح بسؤاله عن سبب تغيرها تلقي بفتات كلمات تؤكد شكوكه انها مازالت تهتم لاراء الناس وفي النهاية تخبره انها تطرده نهائيا من حياتها.... تريده ان يحتضنها ويخبرها انها محقه... لا سيقسو عليها لتفيق وتدرك ان حياتها وسعادتها رهن لما تريده ومتوقف عن لأي درجة هي مستعده لأن تحارب من أجل سعادتها وحياتها... حسنا لقد حارب كثيرا والان الدور عليها لان تتقدم وتحارب من أجل حياتها 

احكمت شفتيه الانغلاق فوق بعضهما يحاول للحظة السيطرة علي انفعاله الذي اثارته بنطقها لتلك الكلمه لتجده يمسك بذراعيها ويجعلها تلف اليه لتواجهها عيناه بينما يصغظ علي حروفه بتحذير اخير : بعد كدة مش عاوز اسمع كلمه الطلاق دي علي لسانك تاني لأي سبب.... ومن دلوقتي مش مسموح ليكي تنسحبي من حياتنا...... انا وعمر مش تحت امر كلام الناس اللي انتي حابه تقلبي حياتك عشانه... هتأكلي 

معانا وتقعدي وتتكلمي معانا واي حاجة تخص عمر اعتبريها تخصني 

اما بالنسبه ليكي في عدم وجود عمر اعملي اللي انتي عاوزاه انا مش همنعك 

نظر اليها بمزيد من القوة والغضب والخذلان والتحذير بمعني أصح بفوران مشاعره التي واخيرا اطلق لها العنان بسبب خذلانه من استسلامها ليقول قبل ان يترك لها الغرفة ويغادر : بعد كدة 

اي مكان تروحيه يكون عندي علم بيه.... 

اظن كلامي واضح 

تركها وانصرف وكل منهما غارق لاذنيه بما فتح عليه كلام الاخر..... هو لم يكن ككل مرة رفيق بها ولا محتوي لما تمر بها بل اضطر للقسوة وهو محق..... الا يستحق أن تحارب من اجله ولو مجرد كلمات انه لن يطلب الكثير... هو محق بالتاكيد فماذا يريد الرجل من امرأته الا ان تريه انها متمسكه به ولكنها بأقل موقف تريد أن تتركه وتهرب... 

........ 

............. بقلم رونا فؤاد 

كانت كلماته لاتتوقف عن التردد باذنها والتي كان محق بها وهي تعترف بهذا وكذلك تعترف بأنها محقة ووالدته محقه والناس.... ستجن مما يجور براسها آلاف لألف الكلمات وكلها مختلطه لقد تحولت أفكارها لكرة كبيرة من الخيوط المتشابهة والتي لاتستطيع تفكيكها.... مامر عليها مع أمجد ومامر عليها مع جواد ومامر عليها من ابيها وابيه.... الكثير والكثير والتي لاتتحمله نفسها الضعيفه فلماذا لايرحم أحدهم ضعفها ويعطيها الوقت.... فقط الوقت هو كل ماتحتاج اليه.... تريد أن تصفي ذهنها وقلبها ونشاعرها لتبدا من جديد.... لم ينتهي كل مافات بمجرد ضغطه زر لتضع صفحة جديدة وتبدأ بها علي الفور فرواسب الماضي تلاحقها...! 

انه محق فهو تغلغل بحياتها وكما قال انه حارب ليمحي المسافات بينهما ولا تنكر ام كلام والدته هو مااثرر بها ولكن ماهو لم يكن محق به هو اتهامها بالتخاذل وعدم الحرب... فهي لاتقولي علي حرب وهي بهذا الضياع والتشتت والضعف..... مر عليها الليل وسط تفكيرها وصراعها الذي لن يحسم بساعات بالتاكيد...! 

كانت ماتزال جالسه بالفراش تحتضن صغيرها النائم حينما وجدت جواد يفتح الباب صباحا ناظرا اليها والي عمر... 

عقد حاجبيه ونظر بساعته قائلا باقتضاب : عمر مرحش مدرسته ليه 

تعرف انه يتجنبها فحتى لم ينظر اليها ولكنها تستحق فقالت بخفوت وهي تنظر الي طفلها الذي تحتضنه : هنقعد  انا وهو  في البيت النهاردة

قال بجمود :  ليه؟ 

صمتت فهي تهرب كعادتها بل وتجعل صغيرها يهرب ايضا 

قال بنبره لا تحمل الجدل : طالما مفيش سبب يقعد في البيت يبقي يروح مدرسته  

قالت بحجة واهية وهي تنظر للساعه بجوارها :بس وقت الباص عدي خلاص 

قال باقتضاب : جهزيه وانا هاخده المدرسة 

...... لم تجادل فهو محق فان كانت ضعيفه فليس عليها ان تجعل ابنها مثلها.... 

قال قبل ان يغادر دون أن ينظر لها : 

لو هتبقي جاهزة تروحي الشركة معايا هعدي عليكي بعد مااوصل عمر ولو مش، عاوزة براحتك 

هل يخبرها انه يهتم لابنها فقط وهي فقد بها الأمل..... بمقدار قسوته المعتمده عليها بنقجار مانجح هذا بتحفيزها 

عاد ليجدها تضع اشياؤها بحقيبتها 

قالت وهي تنظر بعيناه التي حرمها من نظراتها : انا جاهزة 

قال باقتضاب : تمام.... اسبقيني علي العربيه هاخد ورق من المكتب وهحصلك 

قالت بخفوت : مش هتفطر

قال وهو يتجه لمكتبه : ماليش نفسي 

خسرت فطارهما  العائلي وخسرت تلك الدرجة التي كانت قد صعدتها وهو ممسك بيدها الي السعادة لتجده يترك يداها ويتركها لتأخذ قرارها اما ان تمسك يداه مجددا وتكمل صعود واما ان تهبط وتعود لما كانت به 

........... 

  ...... زفرت مي بحدة غير مصدقه كل ماوصلت اليه زهرة بسبب كلمات تلك المراة لتقول بغيظ : وليه مصارحتيهوش باللي حصل 

قالت باستنكار ; اقوله اية يامي... اشتكي من أمه 

قالت مي بغيظ : وأية يعني مش احسن من اللي حصل بينكم  

قالت زهرة بدفاع : ولما اقوله هو هيعمل اية وقتها 

قالت مي : اكيد مش هيسكت 

هزت زهرة راسها : شفتي بقي اني هبقي سبب مشكله بينه وبين امه 

: ماهي اتسببت في مشكله بينك وبينه 

هزت راسها : مش هي يامي.... انا السبب 

هي مجرد بس قالت حاجة انا من جوايا مصدقاها وشايفاها في عيون الناس 

قالت مي بانفعال : متعصبنيش يازهرة 

ناس مين الي عامله ليهم حساب زي ماجوزك قالك...بصراحة عنده حق... انتي ازاي بعد كل اللي مر عليكي تخلي كلمه تقلب كيانك لا وكمان تقوليله يطلقك... انتي اتجننتي يازهرة  انتي ازاي تقوليله كدة وتسمحي لكلام امه يوصلك للمرحلة دي.... وانتي عارفة ومتأكدة انها بتقول كدة عشان تبعدك عنه صح ولا لا 

هزت راسها قائلة : عارفة انها مش بتحبني ويمكن زودت كام حاجة بس

قاطعتها مي : مفيش بس يازهرة

بصي بقي بصراحة انا تعبت منك احنا أصحاب بقالنا سنين ومن حقك عليا اني معملش حاجة واقف اتفرج عليكي وانتي بتضيعي نفسك تاني.... انا هقوله اللي حصل لو انتي مقولتيش له 

هزت راسها بقطعيه : لا طبعا انتي مش هتقولي حاجة ولاانا هقول.... اقوله اية   ... انا كدة لا هبقي بوقع بينه  وبين امه 

: تستاهل

: لا طبعا..... هو ميستاهلش مني  كدة وبعدين انا عارفة انها مش حباني وبتدافع عن ابنها  وده حقها والست مقالتش حاجة غلط 

قالت مي باستنكار ; لا كل كلامها غلط. 

زهرة انتي ليه مستقله نفسك كدة... 

انتي اقل منه في أية عشان تسمعي كلام ناس حاقده مش بتبطل كلام 

لو عملنا مقارنه... اولا .. 

... انتي لسه عندك خمسة وعشرين سنه يعني هو أكبر منك بعشر سنين تمام 

وثانيا انتي زيه هو رجل أعمال ناجح وانتي مهندسة وناجحة وحلوة 

اية بقي اللي انتي اقل منه فيه ...... يازهرة بطلي بقي تشوفي نفسك ولا حاجة عشان الناس هتشوفك كدة كمان.... 

الاختلافات بين الأزواج والمقارنه شئ طبيعي علي لسان كل واحد سخيف لينظر علي حياة الناس وهو ميعرفش عنهم حاجة

انتي بقي مينفعش تحسي كدة بسبب كلمة سخيفه.... وكمان 

عمرك ماهترضي الناس

بصراحة يازهرة كلام جواد ليكي خلاني معنديش حاجه  اقولها....قالك ان كل ده مالوش اعتبار وانك مراته وعنده حق.... 

انتي مالكيش اي عذر عشان تحمليه ذنب كلمتين من أمه كان ممكن تقوليهم له وهو هيفهم 

وبعدين الراجل عمل اللي عليه وزيادة بتعاقبيه ليه 

انتي معملتيش كدة في أمجد بالرغم من كل اللي عمله.... 

وبعدين حرام اللي بتعمليه من اول جوازكم وهو حقه انه يلمسك يازهرة 

ومش معني انه ساكت وصابر انه موافق 

خايفه منه اوي كدة ليه 

اطرقت براسها التي وافقت علي كل كلمه نطقت بها صديقتها ومن قبلها جواد : خايفه عليه مش منه 

قالت مي بدهشة : من اية؟ 

: مش عاوزة أربطة بيا 

جواد وقفني علي رجلي ووقف جنبي مينفعش ااذيه..... 

مش عاوزاة يحس بالذنب ناحيتي لو فكر يسيبني في يوم من الايام عشان كدة مش عاوزة أربطة بيا اكتر 

قالت مي باستنكار  : منطقك غريب يازهرة 

.... لا طبعا انتوا اتنين متجوزين وخلاص ايا ان تكون اسبابك ولا أسبابه تكملو او لا الباقي بتاع ربنا .... 

هو سابلك القرار وانتي لازم تقرري.... عاوزة ولا لا 

اخبرتها نظرة عيونها لتهز مي راسها بابتسامه ;يبقي الدور عليكي تثبتليه ان زي ماهو متمسك بيكي انتي كمان متمسكه بيه.... عارفة انك لسه خايفه ومتلخبطة بس انتوا كنتوا ماشيين صح لغاية اللي حصل... ارجعي زي ماكنتي وسيبي نفسك 

هزت كتفها باحباط : بعد اية 

:انتوا لسة في الاول ومش عشان اتخانقتوا نهاية الدنيا...

هو بيتعامل معاكي وحش ؟

هزت راسها : لا...مش بيتعامل معايا اصلا  

: يبقي تصالحيه عشان انتي غلطتي في حقه 

هزت راسها وسحبت نفس طويل : هحاول يامي 

: مش هتحاولي يازهرة هتنفذي... 

........ 

..... 

قال مراد مهدئا لجواد وهو يسير ذهابا وايابا : اهدي بس وانا هعرفلك اية اللي حصل 

: انا متأكد ان ماما قالت لها حاجة 

هز مراد راسه : هعرف واقولك... بس بلاش انت تتكلم معاها وانت متعصب كدة 

....... 

... 

قالت زهرة لمي : انا هقوم اروح ميعاد دكتورة عمر 

قالت مي بمغزي : قوليله 

: اتصلت تليفونه مقفول 

قالت مي بتهكم : والله.... علي اساس انه في طنطا مثلا.... حبيتي مكتب جوزك في الدور اللي فوقينا... اتفضلي اطلعيله 

قالت بتردد : اكيد عنده شغل... ويعدين الل اسمها مريم.... قاطعتها مي بغيظ : 

مريم اية اللي انتي عامله لها حساب  متستفزنيش يازهرة وتخليني اقوم اجيبها  من شعرها قدام الشركة كلها    .... انا مش عارفة انتي ساكته ليه عليها دي بنت ستين كلب تستاهل تقولي لجوزك اللي حصل منه وتخليه يرميها في الشارع 

أمسكت بكتفها بتشجيع 

دافعي عن جوزك وحقك فيه لأنك لو فضلتي شايفه انك اقل من الحق ده هتدي اللي يسوي واللي ميسواش فرصه ينظر علي حياتكم 

........ خرجت من المصعد باتجاه مكتبه بخطوات تماثل خطوات مي التي تاهبت للمعركه ... 

دارت مريم بمقعدها تجاه الباب حيث دخلت مي وزهرة... قالت مي ببرود ماان دخلت : مستر جواد مضي الفايل بتاعي

قالت مريم متظاهرة بالنظر في الحاسوب امامها; لسة ياباشمهندسة مي

باغتتها مي قائلة ببرود وهي تمسك بالفايل من امامها : كويس.... 

زهرة بليز ياروحي خلي جوزك يمضيلي الشغل ده وانا هستناكي اشرب القهوة هنا

كتمت زهرة ضحكتها علي وجهه مريم الذي احتقن بالغضب ولكنها كتمت لسانها بفمها لتعرف زهرة انها بموضع قوة وان تلك الفتاة لاتملك الا التكلم عنها خلف ظهرها.... مي محقه يجب أن تدافع عن حقها بالحياة والسعاده وقبل هذا حقها بزوجها الذي منحها 

هذا..... 

كان جالس يطالع حاسوبه حينما دخلت ليرفع عيناه نحوها لحظة قبل ان يقول بهدؤ : 

تعالي يازهرة.... في حاجة؟ 

قالت وهي تنتظر منه نظرة كالتي إعادتها منه بدلا من ذلك السكون والهدوء الذي يعاملها به ; اصل... عندي ميعاد مع الدكتورة بتاعه عمر

قال دون أن ينظر اليها : ميعادك الساعه كام؟ 

; كمان ساعه

نظر بساعته قائلا ; طيب اقعدي استني دقايق هخلص وهنزل معاكي

قالت : بس... انت هتتعطل 

أغلق الحاسوب من امامه قائلا : اعتقد كلامي امبارح كان واضح.... اي حاجة تخص عمر تخصني 

........... 

... 

حاولت التحدث عن عمر مع الطبيبة التي أصرت علي معرفه كل شيء محيط بالطفل لتجد جواد يتحمل ذلك العبء عنها ويخبر الطبيبه بكل مامر علي عمر بدون أن يتطرق لماضي مؤلم بالنسبه لها لم تكن بحاجة للتحدث عنه او تذكرة.... 

وصلت الطبيبة لما ارادت لتعلل تعلق الطفل بها بتلك الدرجة لتمنحهم بعض الإرشادات بالتعامل معه وأهمها جعله يعتمد علي نفسه ويمنح ثقته للاخرين شئ فشئ والا يدعوه يكتفي بهما عن العالم الخارجي.... 

وان علي زهرة ان تمنحه مساحة ليبتعد قليلا عنها ليبدأ بالنظر حوله ويكون صداقات وعلاقات 

.....


.......

وجدت جواد باليوم التالي يصطحب عمر للنادي ليقضي برفقته اغلب النهار لتجد عمر يعود بحماس يخبرها انه سيبدأ بتدريبات السباحة وكم هي فرصه جديدة له لتوسيع مجاله لتنظر اليه بامتنان لايوفيه حقه فهو يبدأ بالتنفيذ علي الفور عكس ما تضيع هي عمرها بالتفكير وقدمها واقفه ثابته مكانها.....لتقرر انها لن تبقي واقفة كثيرا بل ستاخذ خطوة.... او لنقل قفزة...!!


..... كان جواد جالس يستند الي ظهر فراشه وامامه وجانبه مفتوحة العديد من الملفات والأوراق حينما وجدها تفتح الباب... نظر اليها لتقول وهي تجاهد لتنفيذ ماعزمت عليه : انا... انا....يعني بنفذ كلام الدكتورة

هسيب عمر ينام لوحدة  لو مش هيضايقك

وهل تسأل تلك الحمقاء ان كان فراشه البارد سيدفيء واخيرا بها وحتي ان كانت تخبره بهذا السبب.. 

القي الأوراق من جواره سريعا قائلا : لا طبعا

لمع عدم التصديق من عيناه وهي تتقدم من الفراش بعد ان اغلقت الباب فهو يظن نفسه يهذي او يحلم  

بتردد وبدقات قلب متضاربه جلست زهرة  بطرف الفراش الاخر لحظة قبل ان تلتفت اليه لتدرك مكانها بالفعل تأخرت علي تلك الخطوة لما تراه من عيناه من عدم تصديق.... قال بنبرته الهادئة وهو يدرك مقدار الصراع المحتدم بداخلها والذي جعلها تاخذ تلك الخطوة تقصي بها خوفها : انا اسف يازهرة علي كلامي القاسي معاكي... بس كنت مضطر 

هزت راسها بموافقة : بالعكس... انت عندك حق في كل حاجة قلتها... انت اللي متزعلش مني وزي ماكنت مقدر كل اللي مر عليا استحملني شوية كمان معلش 

ان أخذها بحضنه الان هل ستظن انه ينتهز الفرصه.... هذا ما جال بخاطره وهو يبتسم لها بسعه ; ياستي هستحملك العمر كله مش شوية وبس. بادلته الابتسامه بأخرى عذبه لتقول : شكرا..... تصبح علي خير 

ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه وهو يقول : بس كدة ؟

عقدت حاجبيها باستفهام بينما لمع المكر بعيناه لتقول سريعا : اه بس كدة... 

اغلقت الانوار بجوارها وتشبثت بطرف الفراش تستدعي النوم الهارب لجفونها وهي تشاركة الفراش بالرغم من انه يفصل بينهما الكثير الا انها تشعر بالتوتر يجتاح كل انش بجسدها لتمر الدقائق مابين ندم علي تلك الخطوة ومابين تشجيع انها محقه ومابين خوف وذكريات ومابين محاولة للنسيان ومابين مقارنات بين مامضى وماهو قادم 

فتح جواد عيناه للمرة العاشرة بعدما اجبر نفسه علي النوم حتي لاياخذه عقله لأي تفكير مستغلا كونها معه بنفس الفراش فهو يعرف انها مازالت بحاجة للوقت وان خطوتها تلك جاءت بعد حديثه معها لذا لم ياخذ الضوء الأخضر بعد... انها لم تكف عن التقلب منذ أن نام وكل مرة يفتح عيناه ويعود لينام مجددا ولكنها تتقلب كثيرا ويبدو انها لم تنام بعد قال بصوت خافت : مالك يازهرة... لسة مش عارفة تنامي 

قالت وهي تتأكد من انها بطرف الفراش بعيدا عنه ; سوري انا اتقلبت كتير وقلقتك بس هنام

قال وهو يلتفت اليها لتري ملامحه علي ذلك الضوء الخافت بينما تلاقت عيناها بعيناه علي نفس الوساده ليقول بمرح : 

علي فكرة انا مش بتحول بليل  ولا هاكلك لو نمتي.... 

أفلتت ضحكتها ليكمل بمكر;  مع انك عاوزة تتاكلي

خجلت ملامحها لتشد يداها الغطاء لعنقها بينما وجدت يداه تتحرك برقه فوق جانب وجهها قائلا بحنان : نامي براحتك يازهرة..... متخافيش وغمضي عينيكي ونامي...

انا عارف انك خايفة مني..... بس انتي في آخر مكان ممكن تخافي فيه.. انتي في سريري وجنبي مينفعش تخافي حتي لو مني انا... انا مش هاخد منك حاجة غصب عنك او انتي مش عاوزة تديهالي.....اعرفي انك ليكي قرار وراي وانا بحترمه... عمري ماهلمسك الا لو انتي عاوزة 

ايمكن ان يكون هناك رجل بكل تلك المثاليه... رأت غضبه وعصبيته وحنانه وحبه وحتي بضعفه امامها الان الاانه قوي برجولته البحته... فهو لايجبر انثي علي شئ مهما اراده

بعد بضع دقائق كانت قد عادت لمطحنه تفكيرها مجددا فتح عيناه قائلا بعبث ; زهرة ياروحي.....انا لو كنت اعرف انك بتتقلبي كل عشر ثواني كنت رحت نمت انا جنب عمر 

دفنت راسها بالوساده بينما أفلتت ضحكتها الناعمه ليداعب خصلات شعرها ويقول  ; شكلك مش عارفة تنامي

هزت راسها ليكمل بمكر : انا عندي طريقه تخليكي تنامي في ثواني ... هتوافقي عليها ؟

قالت بتساؤل : اية هي؟ 

مد ذراعه ليجذبها اليه ويضع راسها فوق صدره الذي يكاد ينفجر من ضرباته ماان لامست جسده ليقول : نامي في حضني.....

ابهذه السهوله..... نعم ولم لا فهو محق فهي 

نامت.... نامت وبعمق ماان دخلت بين ذراعيه وتوسدت صدره..... 

... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. يا ريت لو تكملي رفع باقى فصول الرواية هنا، انت حقيقي كاتبه ممتعه جدا

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !