ستكونين لي الفصل الثاني عشر

0


الفصل السابق
 نظر مراد الي ساندي قائلا ; ساندي انا بسألك انتي ... 
هزت كتفها قائلة : وانا اعرف منين؟ 
: مش كنتي قاعده معاهم
قالت ببرود : مااخدتش بالي يامراد..
قال بانفعال : يعني اية مااخدتيش بالك.... اية مسمعتيش اذا كانت ماما قالت لزهرة كلمه تضايقها ولا لا 
قالت بانفعال : اه مسمعتش .. التفتت اليه وأكملت بغيرة واضحة : وبعدين انت شاغل نفسك بيها اوي كدة لية.... اية اللي حصل يعني لكل التحقيق اللي انت فاتحهولي ده
قال بغضب : اتكلمي معايا عدل ياساندي... مفيش حاجة اسمها شاغل بالي بيها.. اسمها بسألك عن حاجة تردي 
.... التفت الي صوت والدته التي وقفت لدي باب الغرفة تقول بنزق بعد ان استمعت لسبب شجارهما ; في أية يامراد صوتك عالي ليه؟ 
زفر واشاح بوجهه دون قول شئ لتقول ساندي بانكسار مزيف ; كويس انك جيتي ياطنط عشان تشوفي بيتعامل معايا ازاي وياريت انا غلطت في حاجة عشان كل ده 
رفع حاجبه بتحذير لساندي وهو يقول : خلاص مفيش حاجة ياماما 
لتقول الهام : ولما مفيش حاجة بتعلي صوتك علي مراتك ليه؟ 
قالت ساندي بمكر : عشان مرات جواد.... بيقول اننا ضايقناها لما كانوا هنا ولما قلتله محصلش مش مصدقني 
احتقن وجهه الهام بالغضب فهاهي اول خطوات تلك الفتاه ليست فقط تبعد جواد عنها بل وهاهو مراد بصفها... 
قالت الهام بغضب : هي اللي قالت كدة 
هز راسه بضيق : هي ولااشتكت ولا حاجة... 
انا بس بسأل ساندي وهي كالعادة كبرت الموضوع 
قالت الهام بعصبيه : إتكلم عن مراتك احسن من كدة.... 
زفر مراد بنفاذ صبر : انا ولا هتكلم ولا حاجة .... انا همشي احسن ماافقد اعصابي 
....... ترك مراد الغرفة وانصرف فزوجته كما هي لن تنضج ابدا....! 
... : شفتي ياطنط مراد عمل فينا اية عشانها.... امال جواد بقي هيعمل اية 
قالت الهام بغل واضح : وانا هقف استني لما تبعد ولادي عنها 
; امال هتعملي اية ياطنط 
: لازم ابعد البنت دي عن ابني باي طريقة ياساندي....  
: ازاي بقي ياطنط... ماانتي شايفه جواد ماسك فيها ازاي... ده حتي من وقت مااتجوزها مجاش يشوف حضرتك الا مرة واحدة 
........
..
في الصباح 
فتحت زهرة عيناها تشعر بهذا الشئ الصلب أسفل راسها والذي ينبض بنضبات منتظمه لا تعرف كم عاني جواد لضبطها وهي بين ذراعيه طوال الليل.....  اندفعت الدماء لوجهها لتنتشر الحمرة اعلي وجنتيها ماان شعرت بيداه تلتف حول خصرها وأنها بالفعل نائمة بين احضانه بل واحدي قدميها فوق ساقه.... رفعت راسها ببطء تنظر اليه وتتمني ان يكون غارق بالنوم كعادته لتهرب سريعا .... ولكنها ماان رفعت راسها ببطء من فوق صدره حتي تقابلت عيناها بعيناه التي تلمع بعبث محبب بينما همس : صباح الخير  ... تشربت وجنتها الممتلئة بالحمرة القانيه التي زادتها جمالا بينما كانت عيناه  تنظر اليها بتلك النظرات الولهه.... 
وكيف لايهيم بها وقد قضي الليل بدون نوم فقط ينظر اليها ويتاملها.....وكيف ينام وهي بين ذراعيه بعد طول انتظار تقضي علي اي محاولة منه للسيطرة علي نفسه التي ذابت ضعفا امام حبه واشتياقه لها.... لقد خاض حرب طاحنه مع جسده الذي لا يريد أن يكتفي بأن تكون بهذا القرب منه ولا يترك له العنان لاشباع هذا الاشتياق منها.... ولكنه جاهد رغبته كرجل امرأته التي يعشقها بين ذراعيه ولايقوي علي الاقتراب منها .... فاكهته التي يتمني تذوقها امامه وبين يديه ومع ذلك يطالب نفسه بالصبر والتمهل... نعم ليصبر قليلا بعد فهاهي في فراشه وبين ذراعيه بكامل ارادتها فلاداعي لان يتعجل خطوة هي ليست مستعده لها بعد.... وهو ايضا لايريد لأول ليلة بينهما ان تكون بلا رغبه منها او بخوف منه بل يريدها له بكامل ارادتها وستكون فقط لو منحها بعض الوقت الذي هي بحاجة له ليمحي اي ذكري لرجل سواه بحياتها
قالت بخفوت : انت منمتش ؟
قال بابتسامه هادئة : يعني
قالت بخجل : قلقتك وضايقتك ومعرفتش تنام مني
هز راسه ومازالت نظراته تعيث فسادا بمشاعرها : لا بالعكس
خرج سؤالها ببراءه تماثل نظراتها التي تذيبه دون ادني مجهود منها : امال منمتش ليه 
غمز لها ; يعني مراتي حبيتي القمر دي نايمه في حضني وعاوزني اضيع الوقت ده في النوم بدل ماابصلها..... ماهو مبقاش مبعرفش وكمان مبحسش
أفلتت ضحكتها الجميله لكلمه (مبعرفش) التي يتمسك بها.. لتتراقص دقات قلبه  الراقده فوقه وهو مستغل انها ماتزال بهذا الوضعيه بين ذراعيه.... 
قالت بخجل : بس بقي و بطل الكلمه دي..
قرب وجهه الوسيم منها اكثر ناظرا بعيناها
بمكر قائلا : يعني بعرف
ثعلب ماكر يستدرجها اليه ... لتقول بدلال لا تتعمده :  بتعرف تخليني مبسوطة اوي علي رأي مي
لمعت عيناه بالعبث : اية ده.. ؟.. ده في ناس طلعت بتتكلم عليا
خجلت منه لتقول بخفوت : يعني
: وبتقولوا اية بقي عليا ؟
هزت كتفها وهي ماتزال بين ذراعيه تتحدث معه بالحوار الذي استدرجها اليه متناسيه وضعهما لتقول كطفل امسك بالجرم  : انت عارف انا ومي صحاب اوي... يعني ساعات بتجي سيرتك وكدة.... بس بالخير يعني 
ضحك عاليا لتؤكد له ببراءتها  : اه دي حتي  مي علي طول في صفك
رفع حاجبه بمرح : لا طالما كدة...يبقي مي هتترقي النهاردة 
نظرت اليه قائلة بمرح مماثل : ده انت طلعت من المديرين اللي بيمشوها بالواسطة 
مرر يداه بخفه علي طول ذراعها المغطي بقماش بيجامتها الحريريه الناعمه ; مش هي بتوصيكي عليا
نظرت اليه : وانت عرفت منين؟ 
: يعني طالما في صفي.... اكيد طول الوقت بتقولك جواد ده بيحبك... ونفسه يسعدك وبيتمني يشوف ضحتك الحلوة دي علي طول 
خفضت عيناها بخجل : لا مش بتقول كدة 
اقترب منها حتي كادت شفتاه تلامس اذنها بينما قال بهمس : امال بتقول اية ؟
قالت بخجل وهي تبعد وجهها عن مرمي شفتيه  : مش بتقول حاجة.... 
انا هقوم اجهز عمر عشان منتاخرش
شدد يداه حول خصرها قائلا بنبره مغويه ; لية ماكنا بنتكلم 
قالت وهي تضع يداها فوق يده تبعدها من فوق خصرها بعد ان شعرت بجسدها يخونها ويتجاوب للمسته رافضا التحرك : هنفضل نتكلم هتتأخر علي شغلك 
قال ببساطة ويداه ماتزال تحيط بخصرها محتفظا بيدها أسفل يده الاخري : متأخر ياستي مش مهم... خلينا نكمل كلامنا .. 
قالت بانصياع وهي تحاول الهروب : طيب نبقي نكمل كلامنا واحنا في الطريق 
هز راسه رافضا وارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه : وهو في الطريق هتبقي في حضني كدة 
أدركت وضعهما وانها تقريبا مستلقيه فوقه 
بنصف جسدها لتبتعد سريعا.... تقول بتعلثم جعله يشفق عليها وهي تكاد تنصهر خجلا 
انت.... انت... انا 
قصدي.... اوعي ايدك عشان عمر هيتاخر 
قال وهو يهز راسه بابتسامه : حالا ...قبل ان تتحرك كان هو يتحرك بنصف جسده مرتفع اليها  ليطبع قبله علي وجنتها الجميله قائلا 
دي بوسة عمر.... واعملي حسابك دي هتبقي كل يوم... ولا عاوزة عمر يزعل مني 
عضت علي شفتيها تكتم ضحكتها قائلة بخجل  :طيب ماتديهاله انت
ضحك لها قائلا : لا انا بحب الواسطة
قامت من جواره ليمسك بيدها سريعا  بابتسامه واسعه وهو يغمز لها قائلا :  بس لو مش عاوزة بوسة عمر... تعالي خدي بوسة زهرة 
اسرعت تفر من امامه ماان لمع العبث بعيناه وهي تقول : لا بتاعه عمر  كفايه 
وضع يداه خلف راسه وهو ينظر اليها بابتسامه عابثه وهي تتعثر بخطواتها تغادر الغرفة هامسا ; مش كفاية  ....! 
.....
يالهذا الصباح الذي أشرقت به الشمس واشرقت به ابتسامتها.... فهاهي 
تدندن وهي تلبس عمر ملابسه وتتحرك كالفراشة وهي تعد هذا الافطار لعائلتها 
قالت بسعاده بينما تطبع قبله علي جبين طفلها الجميل : 
عمور هطلع اشوف جواد منزلش لية واجيلك بسرعه تكون فطرت 
كان جواد قد غرق في النوم ماان قامت من جواره ليداعب أحلامه صوتها وتلهب مشاعره رائحتها الجميلة حينما اقتربت من فراشه بينما انحنت تنادي اسمه الذي اصبح يعشقه من بين شفتيها... جواد...
همهم بنعاس مستمتع بصوتها ورائحتها واحلامه بها .. ممم
قالت وهي تمد ذراعها لكتفه : اصحي
لم يفكر كثيرا بعد ان سرت الكهرباء بجسده للمستها له فجذبها لتقع بين ذراعيه قائلا بصوت ناعس مغوي :  لا تعالي انتي نامي في حضني تاني
شهقت ماان وجدت نفسها بين ذراعيه وهو مستلقي فوقها لتضع يدها فوق صدره تبعده هاتفه بتعلثم : حضنك  اية... ؟؟ 
انت ماصدقت... لا طبعا 
قطب جبينه كالاطفال : يعني خلاص 
قالت وهي تحاول التململ من اسفله ولاتدري بخطورة ماتفعله به وحسدها الصغير يحرك جبل رجولته الذي يسيطر عليه بصعوبه قائلة : اه ده كان امبارح بس عشان مكنتش عارفة انام
قال بمكر وهو مسمتمع بوضعهما : وعرفتي
هزت راسها بلاتفكير : اه
قال ببراءه : مفتريه...! عشان انتي نمتي مستكترة عليا انام شوية في حضنك وانا منمتش طول الليل
قالت وهي تبعد وجهها الذي اشتعل خجلا : خلاص هبقي اروح انام في اوضه تانية
هز راسه ويداه تداعب ارنبه انفها ; لا ياروحي انسي .... خلاص مكانك بقي جنبي هنا
قالت مغايرة للموضوع : هنفضل نتكلم  والفطار يكون برد... عرفت انك بتحب البان كيك عملتهولك مخصوص
ارتسمت ابتسامه واسعه علي شفتيه قائلا بمشاكسه:ده في ناس بقت تهتم باللي بحبه 
خجلت وقامت سريعا من جواره لتخرج من الغرفة وتقف خلف الباب لحظات تضع يدها علي قلبها الذي تناثرت دقاته تتساءل ماذا يفعل بها هذا الرجل يوما بعد يوم ... ألم تكن من تصرخ به انها تكرهه وتشدقت كثيرا بأن سبب هذا الزوج هو حمايته لطفلها.... اذن ماذا يحدث لها..؟ 
لماذا يكاد قلبها يخرج من مكانه الان... لماذا اضحت تحب تلك الأوقات التي تقضيها معه
لماذا تخونها عيونها لتنظر لعيناه لتري بهما نظراته لها... لماذا تشعر كمراهقه خجله امام نظرات حبيبها....لقد ارادها له ويبدو انها ستكون... وقريبا 
ابتسم لها وقبل يدها حينما تناول القليل من البان الملك الذي اعدته له قائلا : تسلم ايدك
قالت بخجل وهي تسحب يداها من أسفل يده : عجبك؟ 
قال باستمتاع وهو يضع فوقه المزيد من الشيكولاته  : تحفه 
بعد ان انهي طعامه داعب شعر عمر بخفه قائلا ; ها ياعمور... جاهز....الباص قرب يوصل 
اومأ له عمر فقبله جواد قائلا : هتخلص مدرسة واعدي عليك نروح التمرين وبليل نروح لتيته وفاء
هز عمر راسه بحماس قائلا  ...ومراد وحشني اوي وعاوز اشوفة 
ابتسم له جواد قائلا : ونروح لمراد طالما وحشك 
تغيرت قسمات وجهها دون ارادتها ليلاحظها جواد علي الفور وتتأكد ظنونه بأن هناك ماضايقها من والدته 
قال بمكر وعيناه تتابع ملامح وجهها : اية رايك يازهرة بكرة نبقي نعدي ماما
هزت راسها بدون تفكير فهي لن تعكر علاقته بوالدته بعد كل مايفعله من أجلها : مفيش مشكله 
ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه يحدث نفسه : طيبة و هبله
حمل جواد عمر قائلا : يلا بينا الباص وصل 
خرج به جواد تجاه البوابه الحديديه حيث توقف باص المدرسه ليلوح عمر لزهرة التي وقفت تري مقدار حنانه علي طفلها الذي لم يراه يوما علي يد ابيه 

....
لوت مي شفتيها ماان ذكرت زهرة سيرة أمجد قائلة  ; واية جاب سيرة الزفت ده تاني... 
هزت راسها : عادي يامي اهو افتكرته اما شفت جواد بيتعامل عمر كدة 
قلت مي  ; يابنتي أمجد ده مش اكتر من حيوان
: بس ابوه
هزت مي راسها باعتراض : لا طبعا.... الاب مش اللي بيخلف يازهرة.. الاب اللي بيربي زي ماجواد بيعمل... وبكرة لما عمر يكبر هتشوفي انه عمرة ماهيفتكر حاجة غير أن جواد ابوه 
تنهدت زهرة قائلة : نفسي يامي ينسى اللي شافه... انتي مش متخيله انا مرعوبه اد ايه انه يكون اتعقد 
: وهي الدكتورة قالتلك اية 
: في تحسن واضح....خصوصا طبعا مع اللي جواد بيعمله... خروج وفسح وتمارين 
يعني مهتم اوي بنفسيته 
غمزت لها مي بمكر : ونفسيتك 
أفلتت ابتسامه خجوله منها واحمر وجهها لترفع مي حاجبيها : لا بقي.... كدة في حاجة مقلتيش عليها 
هزت زهرة راسها قائلة بخفوت : نمت جنبه امبارح 
أطلقت مي صفيرا عاليا لتوقفها زهرة سريعا : بس.. بس يامي انتي بتعملي اية 
: ياشيخة وساكته كل ده..... انزلي بالتفاصيل 
هزت زهرة كتفها بتعلثم وهي تتظاهر  بفتح احد الملفات امامها : مفيش تفاصيل... 
اغلقت مي الملف : طالما بتهربي كدة... يبقي فيه... يلا احكي بقي 
غمزت لها بعبث : اية استغل الفرصه... بوسة كدة ولا كدة 
قالت زهرة : لا طبعا.... وبعدين بقي بطلي قله ادب وخلينا في شغلنا.... 
: ياساتر عليكي.... بقي نايمه جنب الموززز ده ومفيش حتي بوسة 
: بس يامي... 
لوت مي شفتيها : ماشي ياستي.... طيب وانتي ناوية تروحي لأمه فعلا
هزت راسها : ايوة 
:ولو ضايقتك تاني
هعمل نفسي مش سمعاها 
داعبت مي وجنتها : برافو ياروحي.... كدة ابتديت تتعلمي 
فتح جواد باب المكتب فجاه.... لتنظر اليه الفتاتان وتتوقفان عن الكلام 
قال بهدوء وهو ينظر اليهما : صباح الخير 
نظرت مي اليه قائلة :  صباح النور يافندم
قال بجدية : باشمهندسه مي.. 
قالت مي بتوجس :  نعم 
تابع بجدية : انا جيت بنفسي اتأكد انك بتقومي بشغلك 
فتحت زهرة فمها لتتحدث وتدافع عن صديقتها لتتفاجيء به يغمز لمى قائلا : زودي الجرعه شوية 
كتمت كلتا الفتاتان ضحكتهما بينما غمز لها جواد قائلا ; هسيبكم تكملوا كلام 
تعالت ضحكة مي بعد ذهابه قائلة : والله دمه زي العسل يازهرة... ده انتي حقك تموتي فيه
قالت زهرة بخجل : ماخلاص بقي قلتلك اهو بحاول 
قالت مي بحاجب مرفوع : بتحاولي... ؟!! طيب
لعلمك بقي.... الحاجة الوحيدة اللي انتي بتحاوليها انك متقعيش علي جدور رقبتك في حبه 
......... 
.... 

قالت ساندي بدلال  وهي تجلس علي يد المقعد بجوار مراد.... خلاص بقي ياموري
مكنش قصدي اضايقك 
اشاح بوجهه لتمرر يداها علي كتفه بحب : انت عارف اني مقدرش، علي زعلك... 
التفت اليها قائلا : واضح 
:الله بقي يامراد... انت اللي اتخانقت معايا من غير سبب 
: اتخانقت عشان ردودك اللي ملهاش داعي 
زفرت قائلة : ماهو بصراحة يامراد انت برضه لازم تراعي اني بغير عليك و اتضايقت لما لقيتك خايف علي احساسها
قال بهدوء : حبيبتي دي مرات اخويا... مفيش حاجة اسمها بغير عليك في الموضوع ده بالذات... وبخاف علي احساسها زي ماجود بيخاف عليكي ويدافع عنك وبيقف جنبك ولا ناسيه 
هزت راسها فهو محق فهي لا تغار عليه بل تغار من تلك الفتاه...! 
...... 

في المساء جلسوا يتناولون
الوليمه التي حضرتها وفاء لاستقبالهما 
ليقول جواد لوفاء التي وضعت امامه المزيد من الأصناف التي اعدتها : لا كفايه كدة...خلاص مش قادر اتنفس 
قالت وفاء بحب خالص : بعد الشر عليك ياحبيبي... هجيبلك عصير حالا 
قال بابتسامه : لا... لو فنجان قهوة يكون احسن
قالت وفاء : طبعا ياحبيبي... انت تأمر 
اقعد مع عمك في الصالون وحالا هجيبلكم القهوة... 
نظر اليه فهمي وهو يعامل عمر بهذا الحنان قائلا : انا مش عارف اقولك اية يابني 
هز جواد راسه : متقولش اي حاجة يافهمي بيه... مش محتاج وصاية علي مراتي وابني
قال فهمي بسعاده وهو يشير لحفيدة : وحشتني ياعمور... 
قال عمر بأدب :وحضرتك ياجدو 
: عرفت انك شاطر في التمرين
هز راسه لتقول زهرة بسعادة : اه يابابا 
قالت وفاء وهي تضع المزيد من الحلوي امام جواد : دوق بقي دي وقولي اية رايك 
قال بابتسامه : لا مش قادر والله
: ولاعشان خاطري 
نزلا والابتسامه مرتسمه علي شفتها فكم تحبه والدتها وهو ايضا لتجده يتحدث العديد من الأحاديث الجانبيه مع  وفاء التي كلما رأت ابتسامه ابنتها علي يده احبته اكثر  .... 
ماان ركبت السيارة بجواره حتي وجدته يفك ربطه عنقه ويتبعها ببضع  ازرار من قميصه لتظهر عضلات صدره العريض.... 
قالت بأعين متسعه : انت بتعمل اية ؟! 
ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه قائلا ببراءه  ; مش بعمل حاجة.... انا بس مش قادر اتنفس من الاكل 
هزت راسها بخجل فماذا فكرت وهما بالسيارة وعمر بالخلف.....! غبيه ماذا سيظن بها الان؟.... ؟
وضعت عمر بفراشه واتجهت الي الغرفه لتجده قد استبدل ملابسه وجلس يعبث بهاتفه بانتظارها... 
جلست الي طرف الفراش الخاص بها وضربات قلبها تقرع كالطبول بينما عيناه تتحرك فوقها... لقد جمعت شعرها الطويل اعلي راسها وارتدت سترة قطنيه واسعه 
تتعمد ان تخفي ملامح جسدها.. فهو بالنهاية رجل وهي تدري جيدا انها تعذبه بوجودها بجواره ولا تسمح له بلمسها وتحترم انه يقدر صعوبه الأمر عليها بعد ماعانته..لذا عليها ان ترتدي ما لا يضايقه ولاتدري انها بنظره جميلة بكل الاحوال...... 
نظر اليها مليا قبل ان تمتد يداه يفك دبوس شعرها ويلقيه بعيدا قائلا ; بحبه وهو مفكوك
خفضت عيناها بخجل ليقول وهو يستند بظهره للخلف : بس النهاردة عرفت انتي ظباخة ممتازة لمين... اكيد طنط وفاء، اللي علمتك 
ضحكت قائلة :   لا بالعكس انا  مكنتش بعرف اطبخ اصلا
رفع حاجبه بدهشة لتهز راسها : اه... 
اتعلمت الطبخ عشان عمر... كنت بحاول اعمله اي حاجة بطريقه يحبها... وشويه بشويه بقيت بعرف... يعني..! علي قدي 
قال بابتسامه : يابختك ياعمور.... موهبه مامي طلعت بسببك 
ضحكت قائلة ; وانت.. ؟ يعني انت بقي طالع لمين؟ 
نظر اليها فهل تريد معرفه شئ عنه ليتنهد قائلا ; انا بقى ياستي....مش عارف طالع لمين او مش فاكر غير ام ابويا مات وانا عندي ١٥ سنه وسابلي امي ومراد ومغالق خشب  عليها ديون وعيله كبيرة اوي في الصعيد 
كلهم حبوا يقفوا جبني..... بس بطريقتهم 
نظرت اليه ليكمل : عمامي عرضوا ان واحد منهم يتجوز امي ويحافظ عليا انا ومراد ويسددوا ديون ابويا.... 
تنهد وهو يحرك يداه بخصلات شعره : بس انا 
محبتش اشوف في عيون امي انها تتكسر بعد موته ولا ان واحد تاني ياخد مكانه..    متسأليش ازاي عيل قدر يقف في مغالق خشب عمره مافكر يدخلها وابوه عايش....فجأه لقيت نفسي في سوق كبير زي الدنيا كدة اللي بيقدر ياخد حاجة بياخدها وانا مكنش عندي غير اسم ابويا ومكنش عندي استعداد اضحي بيه ...اشتغلت واتعلمت مرة اخسر ومرة اكسب لغايه مالقيت الناس بتقول اللي خلف مماتش وهما شايفين اسم ابويا مستمر وبيكبر... وقتها بقي عرفت فعلا معني الكلمه دي.... كبرت وكبر مراد اللي بعتبرة ابني اكتر من اخويا الصغير وهو كمان أقرب صاحب ليا مش اخويا بس.... 
ارتسمت ابتسامه معجبه بعيناها ليكمل: 
مراد مقصرش في دوره هو كمان ... وطلع مهندس واشطر مني... انا كنت السنه ياخدها في عشرين سنه مكنش عندي وقت لكليه ولا لدراسه بس امي صممت اكمل تعليمي ... 
وبس ياستي دي كانت حياتي 
قالت بمشاكسه : و محبتش قبل كدة 
هز راسه : مكنش عندي وقت.. 
رفعت حاجبيها : ياسلام 
اومأ لها : معرفش بس تقدري تقولي كنت فاكر القلب ده مالوش لازمه... 
نظرت اليه ليكمل بينما يداه تتحرك تجاه خصلات شعرها يمررها فوقها قائلا بنبرة ناعمه : لغاية مافي يوم من الايام كنت قاعد في اجتماع لقيت واحدة بتفتح باب قلبي وبتدخل دخله مخبرين وتثبته 
أفلتت ضحكتها العاليه مردده بعدم تصديق  ; تثبته...!! 
.جواد الخولى بيقول تثبته 
غمز لها وقد اختطفت عقله وكيانه بضحكتها : 
ماانتي عرفتي جواد الخولي جابها من تحت ازاي... 
قالت باعجاب : عرفت ان جواد الخولي شاطر... 
ابتسم لها ومازالت يداه تتحرك بخصلات شعرها ليسألها : انتي بقي ؟
هزت كتفها وتلاشت ابتسامتها : انا اية ؟
لمح الحزن في عيونها ماان ارادها ان تتحدث عن ماضيها فليس به الا الألم 
ليقول بمرح ... انتي بقي قلتي عليا اية انتي ومي النهاردة 
ابتسمت مجددا : لا... مقلناش اي حاجة 
رفع حاجبه بعدم تصديق ; ياشيخة 
هزت راسها : اه
داعب وجنتها الجميلة : طيب.... مع اني مش مصدق بس اوك هعديها... 
صمت لحظة قبل ان يقول : تعرفي بقي اني طلعت اعرف جوز مي 
قالت بدهشة : بجد 
اومأ لها قائلا : مش المقدم هشام العمري... 
هزت راسها   اه 
: اه... طلع معرفه بس مكنتش اعرف انها مراته 
قالت بابتسامه : اه ده... بيحبها من ايام الجامعه... بس انت عرفت منين.....
رفعت حاجبيها : شغل مختبرين.؟ 
هز راسه وداعي شعرها بخفه : لا ياحبيبي شغل واحد بيحب مراته وبيخاف عليها.. 
أفلتت ابتسامتها لتنظر الي الشرفه الزجاجية قائلة : علي فكرة احنا بقالنا كتير بنتكلم الفجر طلع 
انها لاتشعر بمرور الوقت برفقته... قال بعبث : مايطلع.... ماهو بكرة الجمعه مفيش ورانا حاجة 
اومأت له بارتياح ; هرتاح من الصحيان بدري 
قال بحنان : طيب ياحبيتي لو مش عاوزة بلاش شغل خالص ونامي طول اليوم 
هزت راسها سريعا : لا... انا بحب الشغل 
: براحتك انا بس خايف عليكي 
اومات له بابتسامه : شكرا... 
بادلها الابتسامه لتجده يمد لها ذراعه لتتوسده دون قول شئ بعد ان غاب صوتها خجلا وهي تري جسدها يسرع للارتماء بين احضانه الدافئة... 
دفن راسه بخصلات شعرها يستنشق رائحته العطره بينما همس، بجوار اذنها بمكر : وصلتي لعمر البوسة بتاعته 
هزت راسها سريعا قائلة : تصبح علي خير 
ضحك وقبل راسها قائلا : وانتي من اهل الخير ياروحي 

......... 
.... 
في المساء التالي ذهبت برفقته الي منزل عائلته وهي تهيئ نفسها لتجاهل اي سؤ يبدر من والدته من أجله 
نظرت إليهم الهام بعتاب قائلة : لسة فاكر  ان ليك ام تسأل عليها
قطب جبينه قائلا ; ماما اية لازمته الكلام ده 
قالت الهام بسخط : لازمته ان ولا كأن ليك ام... انا تقريبا مبقتش اشوفك ياجواد
قال بحنان : معلش ياماما غصب عني مشغول الفترة دي 
قالت برفض : مهما كنت بتكون مشغول كنت بتتعشي معايا كل يوم 
تنهد بهدوء فهاهي والدته لن توقف اسطوانه اللوم والعتاب لتتجه الي زهرة الوقفة بجواره : 
وانتي... مش دورك تخليه يحافظ علي علاقته بعيلته 
اوقفها جواد قائلة باعتراض : ماما. 
قطبت الهام جبينها بحزم ; في أية ياجواد... مش بقت مرات ابني وحقي عليها اعاتبها
تدخلت قائلة بهدوء :  اه.. طبعا ياطنط 
نقل جواد نظرة بين والدته وزهرة.... 
يري ان والدته تقوم بدورها كحماه عادية ربما بحديث  ناشف قليلا ولكنها ام تسيء الي زهرة لذا صمت قالت الهام ; المرة دي هسامحك بس لو عملتها تاني عمري ما هسامحك 
اومأ لها لترفع الهام اصبعها امام وجهه زهرة قائلة ; وانتي كمان لو هو مجاش... لازم تجي انتي 
اومات لها زهرة   : حاضر 
..... 
لاتعرف زهرة ان كانت قد أخطأت بالحكم علي والدته ام انها محقه.... فالهام قد حرصت تلك الامسيه ان تجعل زهرة تري انها حازمه ولكن كحماتها مما جعل جواد لا يتدخل مالم يجد من انه مايسيء الي زوجته... ذكيه الهام فهي تريد أن تبعد الشك من رأس ابنها حتي لا يبتعد عنها وتجعله يري ان زوجته من لا تتحمل امه...... 
جلست زهرة وساندي يتناولون القهوة بعد العشاء بينما صعدت الهام لترتاح بغرفتها 
ومراد وجواد يلعبون برفقه عمر...بعد انتهاء اللعب حمله مراد وارتمي بانفاس لاهثة الي الاريكة يحتضنه قائلا لزهرة : 
جميل اوي عمر ربنا يباركلك فيه... 
قالت زهرة بهدوء : مرسي يامراد
جلس جواد بجوارها ليقول مراد لساندي بمرح : بقولك اية ياحبيتي انا عاوز ولد حلو كدة زي عمر ومتقوليش لسه بدري والمسؤليه وجسمي هيبوظ والكلام ده 
.... وبعدين ماهي قدامك زهرة اهي زي القمر ولا باين عليها انها مخلفه اصلا 
قال جواد وهو يرميه بالوسادة : ماتتلم يلا 
قال مراد بمرح : في أية... ؟! بلاش اعاكس مرات اخويا القمر 
قال جواد بضحكه عاليه ; اه.. انا بس اللي اعاكسها
ضحك الجميع ماعدا ساندي التي اشتعلت غيرة وحقدا.... قال مراد : لا بتكلم بجد فعلا شكلك صغيرة 
قالت زهرة بخجل : مش اوي... بس جايز عشان خلفت عمر وانا عندي عشرين سنه
تغيرت ملامح ساندي ونظرت الي زهرة بغل حاولت اخفاءة وهي تقول : هروح اشوف طنط 
اعتدل جواد واقفا وهو يجذب يد زهرة : وانا هطلع اوضتي 
ماان بها بضع درجات حتي سألته زهرة... 
في أية؟ 
قال بعبث : متخافيش مش هستفرد بيكي... انا بس هجيب حاجة منها 
دخلت الي غرفته لتنظر اليها باستطلاع بينما اتجه الي الخزانه يبحث بمحتوياتها.... 
عبثت بالعديد من اشياؤه وهي واقفه ... لتجد بهم البوم صور اخذته وجلست تنظر به الي صوره وهو صغير لترتسم ابتسامه علي شفتيها 
قال بحماس وهو يخرج شئ من الخزانه: 
ايوة لقتيها 
قالت باستفهام : اية دي ؟
قال بسعادة :عربيتي وانا صغير عاوز اديها لعمر 
مد يده اليها بتلك السيارة الزرقاء قائلا : 
انتي مش متخيلة العربيه دي غالية عندي اد اية... كنت بحبها اوي 
قالت بتردد : بس... بس... خليها لابنك 
قال بتأكيد وهو ينظر اليها : ماهو ابني... وهيحافظ عليها ويبقي يديها لاخوه 
أحمرت وجنتها ليقترب منها قائلا بخفوت وعيناه فوق شفتيها التي اسرتها بين اسنانها:
او اخته... انتي متعرفيش انا بحب البنات اد اية...  
اخذ يتراجع بها الي الخلف حتي التصقت بالحائط خلفها ليميل ناحيتها  ويقول بينما تلفح أنفاسه الساخنه وجهها :  ونفسي في بنوته حلوة وزي القمر ... شبه مامتها... اغمضت زهرة عيناها حينما شعرت بشفتاه علي هذا القرب منها ولم تعد تستطيع النظر بعيناه وهي بهذا السحر قبل ان تنتفض سريعا وتبعده عنها ماان استمعت بصوت ساندي تقاطعم... سوري... بس طنط عاوزاك ياجود
.......... 
خجلت كثيرا واسرعت تغادر الغرفة لينزل جواد الي الاسفل حيث كانت والدته جالسه 
: خير ياماما 
: ابدا ياحبيبي... بس عمك اتصل النهاردة وكان عاوزك ضروري 
: حاضر هبقي اكلمه 
.....
اتسعت ابتسامه الهام ماان لبت سيدرا دعوتها وجاءت لتقول بترحيب : اهلا اهلا ياسيدرا 
قالت سيدرا : 
سوري ياطنط اتاخرت..... بس علي ماخلصت شغل
قالت برقه وهي تنظر  لجواد: ازيك ياجواد 
قال بايماءه من راسه : الحمد لله 
قالت وهي تنظر لزهرة : مراتك ؟ 
اومأ لها واحاط كتف زهرة بذراعه : زهرة مراتي 
تصافحت الفتاتان : اهلا 
جلست سيدرا قليلا ليقوم بعدها جواد قائلا : يلا ياحبيتي 
قالت الهام : لسه بدري ياجود
: لا معلش ياماما 
زفرت الهام وهي تراه لايري سيدرا ويري تلك المرأه فقط.... بعد ان خرجا من الباب اسرعت سيدرا خلفه قائلة برقه ... جواد لحظة 
التفت اليها باستفهام لتمسك زهرة بيد عمر وتسير الي السيارة ولاتنكر 
السؤال الذي طرأ بعقلها وهي تري تلك الفتاه واقفه بهذا القرب منه تتحدث معه بهمس قصدته لتشعل غيرتها..... هل تغار. لا... ابعدت هذا التفكير عن راسها ولما لا وهي فتاه جميله واقفه بجوار زوجها.... ولكن لا فلتدع هذا التفكير ولاتعكر صفو حياتهما... 
..... 
قال مراد وهو يري تعابير زوجته الغاضبه :مالك ياساندي 
قالت بحدة : عاجبك اللي عملته النهاردة 
: وانا عملت اية 
: مش سامع كلامك الليلة 
قال باستنكار ; مالك مكبرة الموضوع لية 
زفرت بحنق : وانا اعمل اية وانت عمال تبصلها 
قال بغضب : ساندي انتي مجنونه دي مرات اخويا يعني استحاله ابصلها وبعدين 
كلكم بيتعاملوا معاها وحش فبحاول اكون لطيف 
أفلتت اعصابها من الغيرة الواضحة بكلامها :واحنا عملناها وحش في اية.... وبعدين اخوك اللي طول عمره عاقل اتجنن علي ايديها مشفتوش وهو واخدها في اوضته 
قال بحدة : . وانتي مالك... ؟
وبعدين شئ طبيعي لسة متجوزين عاوزاه يضربها مثلا 
قالت بسخريه :او يتخانق معاها زي مابتعمل انت دلوقتي وكأننا متجوزين بقالنا ١٠٠ سنه 
قال بانفعال : انا مش بتخانق انتي اللي بتتخانقي كل شويه  وحطاها في دماغك مع ان مفيش سبب 
قالت بحنق : قول لنفسك وبعدين من امتي وانت عاوز نخلف 
قال بدفاع ; وفيها اية انا كلمتك كذا مرة بس مش عاوز اضغط عليكي 
قالت بتهكم : ويارتري بقي لما اجيبلك ابن هتعمل معاه زي مااخوك بيعمل مع ابنها 
قال بضيق وهو يري غيرة زوجته الواضحة من زوجه أخيه ; يجي الاول ياساندي 
... 

...... 
في الصباح التالي 
بحماس وجدت عمر راكع علي ركبيته بالحديقة امام هذا الجرو الصغير يصيح بسعادة : 
مامي بصي جود جابلي اية 
نظرت الي جواد باستفهام ليقول بابتسامه وهو ينظر الي عمر الذي يلاعب هذ الجور الصغير الذي احضره له ; الكلاب من اكتر الحاجات اللي الأطفال بتحبها وهيبقي صديق وفي له وواحدة واحدة هيتعلم يهتم بيه ويتعلم المسؤليه ناحيته
قالت بامتنان ; مرسي..... انا مش عارفة اقولك اية انت.... انت بتهتم بعمر وكأنه .... قاطعها بتشديد وهو يمسك بيدها : 
قلتلك عمر ابني    
... 
بعد عده ايام كان جواد يستحم حينما تعالي رنين هاتفه.... 
نظرت الي شاشه هاتفه بفضول لتجده... رقم غير مسجل ولكن تلك الصورة المصاحبه والتي يظهرها احد برامج التعرف علي الهوية لفتت انتباهها ... 
صورة فتاه لم تتبينها حينما استدارت سريعا مبتعده ماان رأته يخرج 
ارتدي ملابسه ليرن هاتفه مجددا 
تظاهرت زهرة بإخراج ملابسها لتجده ياخد الهاتف ويخرج الي الشرفه
اجتذب صوته سمعها وهو يقول ... بتتصلي ليه 
قالت الفتاه : عندي ليك اخبار ياباشا 
: في أية 
: امجد رجع..!! 
: انتي متأكدة 
طبعا... انا عرفتلك التفاصيل 
قال بخفوت : مش هينفع اتكلم معاكي دلوقتي... عدي عليا بكرة 
تمام
:  هبعتلك السواق 
اوك 
حاولت ابعاد التفكير في ماسمعته فأكيد له مبرر 
بعد قليل عاد هاتفه يرن مجددا  
يعلن عن وصول بضع رسائل سرعان مااجتذبت اهتمامه ليجلس بجوارها  ويعبث بهاتفه بضع دقائق قبل ان يظهر تغير ملامح وجهه ... 
قالت وهي تراه منشغل : هروح اشوف عمر 
هز راسه : اوك ياحبيتي 
عادت بعد قليل  لتجده بالشرفه يدخن سيكارة 
لم تستطيع عدم النظر الي صوت هاتفه ليعلن عن وصول رسائل  مجددا ويجتذب عيناها اسم سيدرا مصحوب لتلك الرسائل.... 
....... 

يومان هو ليس كسابق عهده شاردا ومشغول وهي لاتدري بشئ عما يحدث ويشغل عقله فقد عاد أمجد وهو يتابع مع نانسي التي توافيه بأخباره عن طريق احد الفتيات الملاصقه لامجد بناء علي تعليماته... كما أن هناك هذا الموضوع الذي تحدث له به عمه همام الخولي والذي قلب موازينه..... تراه منشغل وشارد ولاتعرف السبب..... 
حتي انه لم يعد الي المنزل حتي الآن بعد ان كان يعود برفقته يوميا باكرا.... ليتسرب القلق والشك الي قلبها 
في الصباح التالي خرج باكرا لتتفاجيء يه يقبل جبينها زهرة قائلا : حبيتي انا نازل عندي مشوار مهم..... ابقي اصحي براحتك مفتاح العربيه جنبك عشان لو حابه تنزلي الشركة 

سألتها مي باهتمام : 
مالك يازهرة 
ابدا... 
: جايز مشغول فعلا.. وبعدين انا شايفه فعلا الشغل كتير الفترة دي 
هزت راسها قائلة وهي تبعد ذلك الصوت بداخلها والذي يخبرنا انه ربما آفاق من مشاعره تجاهها  : اكيد 
قالت مي باقتراح : تمام .... 
اية رايك ناخد الولاد ونتغدي برا نغير جو 
قالت زهرة بشرود : ماشي... هقول لجواد 
قامت الي مكتبه لتدخل وسط نظرات مريم الحاقده..... 
تفاجأت بوجود سيدرا بمكتبه بل وواقفه بجواره  تميل امامه بتلك الطريقه التي أشعلت أوتار غيرتها التي امتزجت بهذا الشك بداخلها من ناحيته ... 
قالت بتعلثم ;انا انا... 
نظر الي زهرة باهتمام قائلا : طيب ياسيدرا تمام... انا هخلي المهندس ماهر يقعد معاكي ويشوف اللي حابه تغيريه 
قالت سيدرا بدلالها المعهود : اوك ياجواد ... 
ماان انصرفت سيدرا حتي قام ناحيتها قائلا :تعالي يازهرة 
لتقول باستدراك : كنت نازله انا ومي... فقلت اقولك 
هز راسه ونظر لتعابير وجهها قائلا :مالك 
هزت كتفها : مفيش 
قال بابتسامه : اتضايقتي .... ؟
هزت راسها بجمود :  لا وانا هتضايق ليه 
قال وهو ينظر لعيناها ; عشان انتي مراتي ولازم تتضايقي لما تلاقي واحدة تانية واقفة جنبي 
أفلتت منها الكلمات الشرسه التي احتمت بها من اي جرح قادم : انت عارف جوازنا عبارة عن اية.. انت حر 
قالت كلماتها وانصرفت دون أن تري التعبير البشع الذي ارتسم علي وجهه من كلماتها 
تبعد اي تأنيب نبع من داخلها..... فهي ربطت الأحداث بغباء وتسرع لتأتي نتيجة واحدة وهي انها لاتريد جرح لقلبها لذا الأفضل أن تستعد لابتعاد واضح انه يريده 

وجاءت الرياح بما تعكر صفو السفن او بالاصح بما يعكر صفو حياتها... فهاهو يسافر بعد تلك الليله وفجأه  دون مقدمات 
...،! 
عشرة أيام كامله لاتراه 
ستجن وتفقد كل مابقي من عقلها 
تغييره... شرودة..... انشغاله... صورة تلك الفتاه بجواره ومحادثاتها له... كل هذا عاشته مع أمجد......ويعني  امرأه اخري بحياته.... 
حاول قلبها أخبارها انها مخطأه ولكن عقلها احتمي بتوقع الأسوء..... يتصل بها يوميا ولكنها لاتطيل في الحديث معه..... هو يعرف انها متضايقه من شئ ولكن دون ارادته منشغل عنها تلك الفتره...! 
بالرغم من انها تشعر بالضيق والندم لحديثها الاخير معه والذي جلب التوتر لعلاقتهما التي لم تلبث ان تتقدم خطوة  حتي تعود للخلف مئات الخطوات ...... 
بتلك الليله كانت قوتها للاحتمال قد تلاشت وقد غلبها اشتياقها له وجثا علي صدرها شعور هائل بالذنب وهي تظلمه بأفكار براسها ربما تكون مخطأه ...... كان الليل قد انتصف وهي جالسه بفراشها شارده بالفراغ تفكر به وبمقدار هذا الاشتياق الذي يفتت قلبها مئات القطع
تسمرت مكانها ماان وجدت ذلك الطيف الذي تحلم به كل يوم امامها لتندفع اليه بلا تردد ترتمي بين ذراعية 
أحاطها بذراعيه بقوة يعتصرها بين ضلوعه  فهو اشتاق اليها أضعاف اشتياقها له ولايعرف كيف مضت عليه تلك الأيام بدونها 
تفاجأ بدموعها تنفجر وتبلل قميصه ويخرج صوتها متقطعا : 
متسافرش ولا تبعد عني كدة تاني  
كان صوتها أعذب من اي سمفونيه علي اذنه ولكن مزق بكاؤها نياط قلبه ليضع وجهها بين يديه قائلا بحنان ; لية الدموع ؟
دفنت وجهها بصدره وقد تمرد قلبها علي اي تفكير لينطلق بندم : 
انا اسفه مكنتش اقصد الكلام اللي قلته .. 
زاد من ضمها الي صدره يعصف كلامها بكيانه فهاهي تعلن اشتياقها له بعد ان اضناه العذاب وهو يفكر بكلماتها له : 
رفع وجهها اليه ومسح دموعها بانامله لتقول : انا... 
مرر يداه علي شعرها بحنان قائلا ; انتي 
هتحكيلي علي كل حاجة مضيقاكي... من غير ماتخبي اي حاجة عليا .... 
افاضت له بكل أفكارها ومشاعرها السيئة التي سيطرت عليها تلك الأيام 
لينظر اليها بحنان ورفق لكل تلك الحساسيه لأي شئ يبدر منه وان كان لايقصده ليقول : زهرة ياحبيبتي واغلي حاجة في دنيتي انا حبي ليكي عمره ماينقص ابدا  بالعكس بيزيد كل يوم... .. 
انتي متخيلة اني ممكن افكر مجرد تفكير في غيرك.... اوعي تفكري كدة ابدا تاني.... انا غلطان اني انشغلت عنك وسبتك الأفكار دي بس غصب عنى.... انا بس كان في عندي شوية مشاكل في الشغل مع  السفر اللي جه فجأه لان عمي همام تعبان اوي وكان لازم اسافر معاه من غير ماحد يعرف.... 
انسابت دموعها مجددا ليضمها اليه يربت علي شعرها بحنان ; 
حقك عليا اني كنت سبب في الدموع دي 
: انا اللي اسفه اني ضايقتك 
هز راسه بابتسامه ; ومين قال اني اتضايقت... بالعكس انا فرحان اوي عارفة لية.؟ 
نظرت اليه باستفهام ليقول وعيناه تلتهم تفاصيلها وقلبه لم يعد يحتمل المزيد من نيران الاشتياق المشتعله بداخله والتي يري مثلها بعيونها  : عشان ده معناه انك غيرانه عليا.... واني  وحشتك زي ماوحشتيني 
بلاتردد هبطت شفتاه لشفتيها يكتسحها بقبله التهم بها شفتيها بين شفتيه يعصف بكيانها الذي اجتاحة وسيطر عليه بامتياز 
طالت قبلته التي استسلمت لها زهرة المنصهرة بين ذراعيه تاركة العنان لتلك المشاعر التي حارب طويلا لاخراجها من داخل قلبها..... ابتعد عن شفتيها حينما شعر بحاجتها للهواء ولكنه سرعان ماعاد ليكتسح شفتيها مجددا بقبله عاصفه.... لم يقطعها سوي ذلك الصغير الذي فتح الباب قادم لأمه ليتفاجيء بعوده جواد..... 
قال عمر بسعاده يغلبها النعاس :
جود... 
ركض اليه ليجثو جواد علي ركبته يحتضنه باشتياق جارف 
قال عمر وهو ينظر الي جواد بعيناه الجميلة :ممكن انام معاكم 
بالرغم من الاحباط بعيناه الا انه لم يكسر بخاطر طفلها ولم يتردد للحظة ليحمله  ويضعه بوسط فراشهما....
ظل يداعب خصلات شعره بحنان الي ان عاد للنوم مجددا لينسل من الفراش هامسا لها : هاخد دوش واجي
اومات له ليدخل للاستحمام ليزيل إرهاق السفر والتفكير بعد ان اخفي عنها مايشغل عقله.... فمرض عمه مصحوب بمشكله.... هو ليس بحاجة اليها الان ..... 
اختفي تفكيرة وإرهاقة مع تلك الابتسامه التي غزت شفتيه وهو يتذكر قبلتها... ليرفرف قلبه حبا لها 
كتمت شهقاتها حينما شعرت به خلفها 
استدارت له هامسة بخفوت حتي لايتسقظ عمر ... 
انت بتعمل اية يامجنون 
قال وهو يلتهم شفتيها ;هبقي مجنون فعلا لو معملتش كدة 
قالت وهي تضع يداها علي صدره الذي تعالت بداخله دقات قلبه ;الولد هيصحي... 
قال وهو يهمس بجوار اذنها ; يبقي تقومي معايا 
: علي فين ؟
قال وهو يمسك بيدها ويخرج بها من الغرفه :ششش 
ماان خرجا الغرفه حتي التقط شفتيها مجددا بين شفتيه ملصقا ظهرها الي الحائط بينما جابت يداه بخصلات شعرها يقربها اليه.... ... 
زحفت شفتاه تجاه عنقها لقبلات صغيره بعثرت مشاعرها لتهمس : جواد.. بطل جنان 
همس بانفاس ساخنه اذابتها : لو فضلتي تنطقي اسمي كدة مش هبطل  
... قالت وهي تضع يداها علي صدره تتمني الايري تلك المشاعر التي لمعت بعيونها ولم تعد تستطيع السيطرة عليها... جواد انا بتكلم جد 
قال بمكر ومازالت شفتاه تأبى التحرك من فوق عنقها الناعم  ; وانا بتكلم جد 
قالت بخجل بينما بدأت يداه تتحرك حول خصرها ;. جواد... اعقل 
شهقت حينما حملها وسار بها تجاه مكتبه قائلا ;مبقاش فيا عقل خلاص 
أفلتت ضحكتها بينما تحركت يداه تجاه ظهرها ليقول : ... لا بقي متلومنيش... 
بتضحكي وعماله تقولي اسمي بالطريقه دي  
ازاح ماعلى مكتبه ليضعها فوقه لتشهق بخجل جعل وجهها يستحيل للاحمر القاني... جواد 
بس بقي... 
قال وهو ينحني فوقها : 
جواد هيتجنن عليكي...
دفن راسه بعنقها لتلهب أنفاسه الساخنه مشاعرها بينما همس ;  عاوزك يازهرة ومش قادر اصبر اكتر من كدة 
... 
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

اية رايكم.. 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !