الفصل السابق
ابتعد عثمان سريعا من جوارها ماان أدرك ماهو مقبل عليه ليهز راسه رافضا كل ماينتابه من تلك الاحاسيس الغريبه ماان يقترب من تلك الفتاه.... اين تذهب سيطرته علي نفسه امامها..! ؟ لماذا تندلع فجأه بداخله تلك الأفكار التي ماان تدخل بها تلك الفتاه حتي لا تترك جزء من كيانه الا واحتلته.....وهذا ماتفعله النساء...تتسرب في كل انش بحياه الرجال وتعيث بها فسادا.... ان كانت تلك المرأه الغادره التي تجري دماءها بعروقهم تركته هو واخوته بعد موت ابيهم... الن تتركه تلك الفتاه التي لايربطها به شئ إلا ورقه ... ؟!
.اتسعت عيناه فجأه ليسأل نفسه باستنكار عمن اتي بها لتلك الجمله....ليسأل نفسه ايريد ان يعرف ان كانت ستتركه هو ام آدم....؟!
ليهو راسه فهو ليس له أي محل في تلك الجمله... ادم فقط من لا يجب أن تتركه ... هي فقط موجودة من أجل ادم حتي وان كانت أصبحت بأسمه...
لم يتغير شئ ولن يتغير شئ ابدا ..... نعم انه ليس بغر ليقع بفخ كهذا....!!
......
فتحت ليلي عيونها بقليل من الانزعاج بينما تشعر بهذا الألم براسها.... اعتدلت جالسه تنظر حولها لتتذكر أحداث الساعات الماضيه فقد انقطعت الكهرباء وقد كان جالس معها... مررت يدها علي رأسها وهي تنظر حيث كان جالس علي طرف تلك الاريكة بجانب الغرفه.... حتما انه ذهب فهاهو الصباح بدأ بإرسال اشعته.... قامت من سريرها وفتحت الباب وهي تضع احدي يديها علي جانب رأسها متألمه...!
كان نور الصباح قد بدأ يشق بخيوطة ظلام الليل حينما نزلت ليلي في هذا الهدوء تبحث عن أي مسكن لألم راسها....
لتشعر هدي بوجودها فتخرج من غرفتها تجاهها ; انسه ليلي صباح الخير
قالت ليلى بصوت واهن قليلا : صباح النور.... لو سمحتي هو في اي مسكن هنا
قالت هدي باهتمام ; خير.. انتي تعبانه
اومات لها ; اه عندي صداع
هزت هدي راسها قائلة : طيب انا عندي مسكن كويس هروح اجيبه ليكي علي طول
تناولت بضع أقراص من الدواء الذي احضرته لها هدي وشربت القليل من الماء
لتسالها هدي : تحبي اجهزلك الفطار
: لا انا هطلع انام
: بس انتي اخدتي الدوا من غير اكل
: معلش خليني انام احسن عشان الصداع يروح
; ان شاء الله...
........ تراجع عثمان سريعا الي غرفته ماان رأي ليلي تصعد الدرج... انتظر حتى دخلت غرفتها ثم نزل للأسف لمكتبه...
اسرعت هدي تعد له قهوته وتتجه اليه ; صباح الخير ياباشا
هز راسه باقتضاب ; صباح الخير
وضعت هدي القهوة امامه لتساله : تحب اجهز لسيادتك الفطار بعد القهوة
هز راسه : لا...
اومات له وهمت بالانصراف ليتمرد لسانه علي عقله قائلا : خدي الفطار فوق
قالت هدي : شيرين هانم لسه عند والدتها
والانسه ليلى قالت مش عاوزة تفطر
حاول الايبدو مهتما وهو يسالها : ليه.؟
قالت هدي بهدوء ; كان عندها صداع اخدت مسكن وقالت هتنام احسن
رفع عيناه تجاه هدي ولمع بها السؤال عن حالها ولكنه سرعان ماجمد ملامح وجهه قائلا باقتضاب ; طيب روحي انتي
.............
...
اسرعت مي تجاه غرفه ابيها الذي كان في حاله هياج تامه لشعوره بالعجز بينما يحاول نطق اي شئ.... قالت فاتن ; اهدي بس ياطارق
دفعها طارق بعيدا عنه وحاول ان يغادر الفراش ولكن عجزة لم يسعفه وظل يحاول الحديث بوجهه احمر غاضب لتقول مي... ماما ايه اللي حصل..؟
قالت فاتن بغضب من بين أسنانها : زي عادته مش عاجبه حاجة
اسرعت مي تجاه ابيها تحاول تهدئته : اهدي بس يابابا وفهمني في ايه
ساءت حاله طارق بينما شعوره بالعجز يتفاقم وهو لايستطيع إيقاف خطط زوجته الشريرة عن اخذ وصايه ادم وانتزاعه من اخوات امه من أجل الميراث... والتي عرفها بالصدفه حينما استمع لحديثها مع خالد
ذلك الابن الذي يشبهه امه بكل شئ... حاقد طامع بلا مباديء
وقد شب علي كراهيه مدحت أخيه الكبير بالرغم من ان مدحت لم يقدم له الا كل خير طوال حياته
....... باااابا صرخت مي بهلع حينما ارتمي طارق علي الفراش فاقد الوعي
...........
....
عقد ادم حاجبيه بتذمر... لا مش بحب البيض ده
قال باستنكار عمار وهو يتطلع الي حاله المطبخ الذي بدا وكان إعصار ضربه في محاوله منه لصنع الافطار ككل يوم
: لا بقولك ايه ياباشا انا بقالي ساعه بعملك البيض وفي الاخر تقولي مش عاجبك
اومأ ادم : اه مش حلو ياعمار
رفع عمار حاجبه مستنكرا : عمار كدة..!! انا خالو ياباشا
قال ادم بمشاكسه: مش وقته ياعمار .. انا جعان
: يبقي تاكل البيض اللي عملته
هز ادم راسه : لا وحش اوي
حمله عمار واجلسه الي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ... طيب اعملك ايه غير البيض
فكر ادم بحيرة : اعمل ليا البيض اللي ليلي بتعمله
فرك عمار راسه بحيرة : مش عارف يادومي
شوف حاجه تانيه
قال ادم بتفكير... كوكيز ومعاها لبن
هز عمار راسه... لا طالما وصلت لكوكيز احنا نفطر برا وخلاص
اومأ ادم بحماس ليقول له عمار.... اجري البس وانا هنضف المطبخ والبس بسرعه
...........
....
خرج ادم يركض سابقا عمار ببضع خطوات حيث وقف عمار يبحث عن مفتاح سيارته
........ تراجع ادم سريعا بخوف ماان راي ذلك الكلب ينبح بالسياج الخشبي المجاور لهم..... خالو
قال عمار وهو يمسك بيد ادم... مالك ياحبيبي.. ؟
أشار ادم للكلب بخوف ليقول عمار مطمئنا : متخافيش ياحبيبي
أدخل عمار ادم الي السيارة واتجه الي الشاليه المجاور له ليقول بصوت عالي... يااستاذ
نظر له ذاك الرجل الاشيب الجالس على احد المقاعد بشرفه الشاليه .. ايوة
قال عمار بحزم : ياريت تربط الكلب الموجود في الجنينه ورا
اومأ له الرجل دون أن يتحرك من مكانه ليزفر عمار بضيق ويعود للخارج حيث سيارته
.......
.....
: اية يادكتور طمني. ؟
عقد الطبيب حاجبيه يطالع فاتن بنظره حاده :
اظن ان انا منعت عنه الانفعال
قالت فاتن ببراءه مزيفه : محدش ضايقه يادكتور
قال الطبيب بأتهام : امال هو وصل لحاله دي لوحده
هزت فاتن كتفها بتأثر زائف : مش عارفه يادكتور... بس هو اكيد متضايق من حالته
اومأ الطبيب لتقول : اقدر ادخل اشوفه
هز راسه ; لا.. هو محتاج راحة تامه حاليا
بعد انصراف الطبيب تنهدت فاتن بضيق تعنف خالد.. عاجبك كدة اهو ابوك عرف كل حاجة
قال خالد ببرود ; مايعرف وهو يعني سر حربي... ماهو لما هنسكب الحضانه كمان كام يوم هيلاقي الولد عندنا
: ايوة بس وقتها هنكون خلاص ضمنا الموضوع إنما دلوقتى.... قاطعها خالد بشك :وهو يقدر يعمل حاجة دلوقتى.. ؟
لوت فاتن شفتيها : عشان خاطر ابنه يقدر يعمل.... ماهو اصل مدحت ده اتكتب علينا عايش وميت
ضحك خالد بدناءه : لا ياتونا حقك تدعيله ده احنا علي ايده هنشوف العز والملايين
قالت فاتن بتطلع : امال كمان لو الغبيه اختك كانت سمعت كلامي واتجوزت الباشا كنا شفنا العز بحق وقتها
لوت مي شفتيها : بالبساطة دي....
اومات فاتن بتأنيب ; طبعا بس اقول ايه عليكي غبيه كشفتي ورقك بدري بدري
قالت مي بسخريه ; مش،غبائي لوحدي..... كلنا اغبيا عشان كنا فاكرين آننا اذكياء بزياده ومحدش فاهم نيتنا
ضحكت فاتن ساخرة : وهي نيتنا ايه غير الولد يفضل في حضنهم واحنا كمان
نظرت لها مي بسخريه مماثله : وفي حضن الملايين كمان لما يتجوزك
قالت مي وهي تخفي حسرتها : اهو خلاص اتجوز
............
...
تنهدت ليلى وقد بلغ بها القلق مبلغه بينما عمها لايجيب علي اتصالاتها كما أنه رأي رسالتها التي تبلغه بها بموت ابيها ولم يأتي او حتي يتصل..... قامت من مكانها واتجهت للخارج لتقابل هدي التي كانت تجمع الغسيل المتسخ
; هي شيرين في اوضتها
هزت راسها : لا لسه مجتش
اومات لها :طيب ممكن تديني حبايه مسكن تانيه
: انتي لسه تعبانه
:يعنى شويه
قالت بقلق: طيب يابنتي جايز ضغطك واطي من قله الاكل.... اجهزلك حاجة تاكليها
; لا مش قادره.... بس لو سمحتي الدوا
اومات هدي وعادت بعد لحظات بالدواء لتعطيه لليلي التي أخذته وعادت لغرفتها بنفس لحظة صعود عثمان
: في ايه..؟
قالت هدى ; ابدا كنت بدي الدوا للانسه ليلى
اومأ لها : اكلت..؟
هزت راسها : قالت مش عاوزة تاكل
: طيب روحي جهزي الغدا وهاتيه
........
دخل عثمان لغرفتها فرفعت ليلي راسها عن هاتفها حيث حاولت مرة اخري محادثه عمها
قال باقتضاب : ماكلتيش ليه..؟
قالت بهدوء : مش جعانه
نظر لوجهها الشاحب قائلا : هدي قالت انك تعبانه
: لا ابدا شويه صداع
قال بنبره أمره : طيب متاخديش ادويه من غير اكل... هدي هتطلع ليكي الاكل دلوقتى..
كلي ونامي
استغربت اهتمامه ولكنها تمسكت بنبرته الامره التي عهدتها به لتخبر نفسها انه لايهتم فقط يلقي أوامر.... تظلمه ربما ولكن هذا أفضل لتبعد نفسها عن التفكير بسبب اهتمامه بها...!
.........
...
قال حاتم بتساؤل بينما اتصل به عثمان يسأله عن دواء للصداع : دوا لأيه... ؟
: الصداع
:طبعا مش راحم نفسك من الشغل ياعثمان
ارتاح شويه ونام هتبقي كويس
زم عثمان شفتيه : انا سألتك عن دوا ياحاتم مش نصيحه
: ماهو ده دوا الصداع اللي عندك
كتم عثمان تنهيدته الغير راضيه عن أفعاله قبل ان يقول باقتضاب : مش ليا
عقد حاتم حاجبيه باستفهام : امال لمين.؟
صمت عثمان ليتفطن حاتم للاجابه: لليلي.. ؟
قال عثمان باقتضاب : اه
قال حاتم بتفكير ; هي تعبانه طيب ولا صداع من غير سبب
قال عثمان بنفاذ صبر ; انت هتفتح ليا محضر.... بقولك قولي اسم دوا
: يااخي مش افهم ولا اقولك حاجة غلط تاذيها
زفر عثمان من صديقه الذي يفهم اهتمامه بها مهما حاول انكاره ليقول : مش عارف ياحاتم.... هي تقريبا عندها صداع من الصبح واخدت مرتين مسكن
تنهد حاتم قائلا : طيب ياعثمان.... هي اكيد الصداع بتاعها نفسي طبعا بسبب الظروف اللي هي فيها بتاعه موت والدها.....
رفع عثمان حاجبه بغيظ ; انت قلبت دكتور نفسي وانا مش عارف
: بتتريق
; ماهو اصل انت عمال تخمن وتدي نصايح
قال حاتم ضاحكا ; ماشي ياسيدي الحق عليا... عموما خليها تقعد في الجنينه تشم شويه هوا وتاكل حاجة وبعدين تاخد اي مسكن وترتاح هتبقي كويسه
اومأ عثمان ; طيب ابعت ليا اسم دوا كويس
:اي مسكن ياعثمان مش فارقه
زفر عثمان بضيق : وهتخسر حاجة لو قولت اسمه
: لا ياسيدي مش هخسر حاجة. حاضر هبعتلك دوا كويس بس اعمل اللي قولت لك عليه... لو فضلت تعبانه كلمني اجي اكشف عليها
أغلق عثمان الهاتف والقاه بعيدا يتطلع لنفسه بغيظ.... يفكر ويقرر شئ وماهي الا لحظات امامها ويتغير كل شئ
......
. قالت عبير : يعني مفيش حاجة
هزت شيرين راسها : لا ياماما مفيش.
: يابنتي طالما كدة يلا قومي روحي
قالت شيرين بنبره حزينه ; خليني معاكم كام يوم
قالت عبير باستنكار ; كام يوم وانتي لسه عروسه... لا طبعا يلا قومي روحي بيتك عشان عمار ميتضايقش انك سايباهم في الظروف دي
رفعت حاجبيها وتساءلت : الا لو في حاجة انتي مخبياها عني
هزت شيرين راسها بسرعه : لا طبعا وهخبي ايه..؟
......
نزلت ليلي من غرفتها وتوجهت للحديقه تجاه عثمان الذي كان جالس الي احد الطاولات الخشبيه الممدوده بوسطها
: هدى قالت انك عاوزني
اومأ وهو يسيطر على عيناه التي تتطلع الي وجهها : اه.. اقعدي
جلست ليقول لها دون مقدمات وهو يشير للطعام الموضوع علي الطاوله ; كلي
نظرت له بدهشة ليبعد عيناه ويتظاهر بالنظر لهاتفه مكمل وهو يضع امامها علبه الدواء :
كل وخدي حبايه من ده عشان الصداع
...........
....
قال الطبيب بهدوء وهو يسحب مقعد ويجلس بجوار طارق : خلاص ياطارق محدش موجود فمهني في ايه
بأيدي متعثرة كتب طارق بضع كلمات لأحمد الطبيب.... كلم المحامى وخليه يجي عندي من غير ماحد يعرف ضروري
اندهش احمد اكثر... فقد كتب له طارق ان يبعد الجميع عنه والان يطلب المحامي.
.........
..
همس بشير : وانا قلت ايه غلط... اهو حتي شوف بنفسك.... الباشا قاعد مع المدام بيتغدي وعينه منزلتش من عليها
وكزة حسان ; لم لسانك ومتدخلش في اللي مالكش فيه
ضحك بشير قائلا : يااخي طبع الباشا غلب عليك وبقيت كشري... وانا اتدخلت في ايه .. انا مبسوط ان الباشا اخيرا اتجوز وواضح ان المدام وقعته
: والله ماحد هيقع غيرك لو الباشا سمعك
شوف شغلك وخليك في حالك
.......
اكلت ليلى بضع لقيمات وهي لاتستطيع منع عيونها كل لحظة من النظر الى جانب وجهه عثمان تتساءل عن سبب اهتمامه.... لتتنهد وتخبر نفسها انه لابد مشفق عليها بعد موت ابيها...
اخذت الدواء لتجده يلتفت اليها قائلا بحزم : يلا اطلعي ارتاحي
هزت كتفها : انا كويسه...
: قولت اطلعي ارتاحي
قامت من مكانها بتردد قبل ان تلتفت اليه
: هو.... هو انا كنت عاوزة اقولك حاجة
التفت لها باهتمام : في ايه ...؟
قالت بتردد : عمي..،!
صمتت بينما تتطلع لملامح وجهه التي تغيرت وقد ظنتها بسبب موقفه من عمها بينما عثمان نظر اليها باستفهام لعل لديها علم بغياب عمها المريب
: يعني بكلمه مش بيرد عليا و... و.. حتي بعت له مسج ان بابا .... صمتت وغص حلقها ليهز راسه ويحاول بكذب طمئنتها حتى يفهم ماالامر : جايز مشغول
هزت راسها : مشغول عن جنازة اخوه
لا مفتكرش
خفض عيناه حتي لا تري ضعف تبريره لغياب عمها ليدب القلق في اوصالها... انا هسافر اطمن عليه خايفه يكون حصل له حاجة
عقد حاجبيه : تسافري فين..؟
: في الموقع اللي قالي انه هيكون موجود فيه
هروح الشركة واسأل
طرق باصبعه علي الطاوله لحظة قبل ان يعتدل واقفا... طيب هشوف الموضوع ده
نظرت له باستفهام ; تشوف..؟
اومأ لها باقتضاب : اه انتي مش عاوزة تتطمني عليه.... هطمنك
نظرت له بشك قبل ان تقول : انا عارفه موقفك منه بس ده عمي وانا لازم.... قاطعها بحاجب مرفوع : موقفي.. ؟! اية دخل موقفي في الموضوع.... اظن كلامي واضح... قولت هطمنك
: متتعبش نفسك.. انا هسافر
سحب نفس بضيق قائلا : وبعدين في العناد بتاعك ده.... انا مبحبش أكرر كلامي مرتين
اتفضلي اطلعي نامي وهشوف موضوع عمك واقولك وصلت لايه
احتقن وجهها بالغضب سريعا لتقول : انام ازاي وانا قلقانه علي عمي كدة... وهو انت لو مكاني هتنام..!
التفت لها بحدة : لو مكانك هسمع الكلام
تركها وانصرف بخطي غاضبه لتلحق به.... امسكت ذراعه ليلتفت لها بكامل جسده ماان لامست ذراعه التي تركتها سريعا وهي تقول
: لو سمحت خليني اسافرله..
تنهد بنفاذ صبر من اصرارها الذي سيجبره علي الانصياع لكلامها
; طيب اطلعي نامي دلوقتي وبكرة هخليكي تسافري
تهادت ابتسامه مرتاحة لوجهها نفذت سريعا لاعماقه : شكرا
لتتجهم ملامح وجهه ويعقد حاجبيه متمسك بجمود ملامحه وهو يهز راسه دون قول شئ
..............
....
ركض عمار سريعا بهلع ماان استمع لصرخة ادم الذي تركه يلعب بالحديقة الي ان يعد لنفسه كوب من القهوه...
ااادم
صرخ عمار وهو يقفز تجاه ادم بلمح البصر يحمله بعيدا عن ذلك الكلب الشرس الذي عبر السياج الخشبي تجاه ادم ....! خرج البعض سريعا علي صوت نباح الكلب وصراخ ادم وبكاؤه ليطلق عمار سباب لاذع لاصحاب الشاليه المجاور عن تركهم لهذا الكلب طليق بالرغم من تحذيره لهم في الصباح...... اسرعت تلك الفتاه ذات الشعر الكثيف بسحب الكلب للداخل وعادت مسرعه حيث وقفت امها تعتذر لعمار عما حدث ولكن هيهات ان يستمع عمار لشيء وقد ضم ادم اليه يحاول تهدئته ولم يتوقف عن السباب والغضب
قالت المرأه الخمسينيه : اسفين ياابني
نظر لها عمار بحنق ودخل بادم للداخل ليضعه علي الاريكة ويتفحصه ليطمئن علي عدم إصابته بشئ متجاهل ذاك الألم الحارق بذراعه بينما خدشته اظافر الكلب وهو يبعده عن ادم..!
......
قالت نجوي بضيق : لاحول ولاقوة الا بالله ليه بس ياربي كدة.... الواد اتفزغ
قالت ابنتها مريم بضيق ; اما راجل قليل الادب صحيح...
قالت امها بتوبيخ : عيب يامريم وبعدين حقه ابنه اتفزع من روكس
اومات بضيق : ايوة بس برضه كان لازمته ايه كل الزعيق ده
تلمس ابيها طريقه إليهم قائلا : احنا غلطانين يامريم... هو قالي الصبح نربط الكلب وانا نسيت اقولك
قالت مريم وهي تمرر يدها بحنان علي ظهر روكس : وهو يعني لو كان ينفع اربطه ماكنت ربطته ولا هو افتري علي حيوان ضعيف
: معلش يامريم محدش يعرف ظروف روكس... المهم خدي والدتك وروحوا اطمنوا علي الولد... دول جيراننا برضه
...........
...
مسح عمار عيون ادم الجميله من الدموع : ها خلاص ياباشا
اومأ له ادم بشجاعه ; خلاص مش خايف
ابتسم له عمار بحنان وهو يخفي عنه جرح يده قائلا : طيب اية رايك تروح تغسل وشك بسرعه وتجي اكون طلبتك البيتزا اللي بتحبها
ركض ادم لينظر عمار الي يده ويتجه للحمام الاخر لغسلها ولكن الطرقات علي الباب اوقفته
ليجدها تلك المرأه جارتهم
: السلام عليكم ياابني
اومأ عمار بجبين مقطب ; خير
قالت المرأه بسماحة : طيب رد السلام
احنا جيران
قال عمار بسخط :جيران مؤذيين
همت مريم بالرد باندفاع لولا يد امها التي اوقفتها وهي تقول ; لا طبعا ياابني احنا مش مؤذيين ابدا ... اول حاجة احنا جايين نطمن علي ابنك يارب يكون بخير ثاني حاجة احب اعتذرلك عن اللي حصل
قال عمار بتحذير : انا نبهتكم الصبح
اومات له باسف : حصل ياابني بس روكس مهاب قال بس هي نسي للأسف واحنا متعودين ان مفيش حد بيكون بيكون موجود هنا في الشاليه بتاعك ...ومع انه مش مبرر للي حصل بس الكلب مجروح في رقبته ومينفعس نركب له طوق
قال عمار باستهجان: تقوموا تسيبوه ياذي الناس
هزت راسها ; لا خالص ده روكس كلب مسالم جدا هو بس تلاقيه استغرب وجودكم
نظرت له وأكملت بتهذيب ولياقه ; عموما انا بكرر اسفي واسمحلي اطمن علي الولد
ركض ادم الي عمار الذي حمله لتلمح مريم جرح يده....
قالت نجوي برفق وهي تمد يدها لآدم ; ازيك انا تيته نجوي وحابه اتأسف علي ان روكس خوفك من غير قصد
همست مريم لعمار ; انت متعور
نظر لها عمار بطرف عيناه دون قول شئ
ابتسمت نجوي لآدم الذي انكمش بخاله
ليقول عمار : حصل خير..... بعد اذنكم
دخل وأغلق الباب لتقول مريم لأمها شفتي انه بني ادم قليل الذوق
: عيب يامريم... قلتلك حقه يتضايق مننا
........
عادت المرأه للشاليه الخاص بهم لتحكي لزوجها ماحدث
بعد قليل اخذت طبق واعطته لابنها قائلة
... خدي ده
: ايه ده ياماما.؟
قالت نجوي : كيك عملته للولد الصغير روحي اديه ليهم
رفعت مريم حاجبيها ; اشمعني
قالت نجوي بحزم ; اعتذار عن اللي حصل
اومات لأمها علي مضض وحملت الطبق واتجهت لغرفتها تحمل شئ اخر ثم اتجهت الي الشاليه الخاص بعمار وتجاوزت السياج الخشبي الفاصل بينهم ليري عمار دخولها
من النافذة الزجاجيه ليخرج لها بوجهه مقتضب ;خير
مدت يدها له بالطبق الذي أرسلته امها قائلة ;ماما باعته ده
قال عمار باقتضاب ; متشكر مفيش، داعي
هزت مريم كتفها ; طالما ماما بعتاه يبقي في داعي.... عموما لو عاوز ترجعه رجعه انت
عشان مش ده السبب اللي انا جايه عشانه
عقد عمار حاجبيه بتساؤل :امال جايه ليه
قالت بجديه ; نداء الواجب
رفع حاجبه ; نعم
قالت وهي تشير ليده : ايدك متعوره وانا جايه اعالجك
نظر اليها باستنكار : تعالجيني
اومات وهي تمد يدها تمسك ذراعه : اه... انا دكتورة
نظرت للجرح وهي تعدل من وضع نظارتها الطبيه متابعه بجديه ; بيطريه....
سحب عمار ذراعه من يدها
: نعم.!
قالت ببساطة وهي تعاود فحص يده تحت نظراته المستنكرة : واحد..... حمحمت وتابعت :قصدي العلاج واحد والجرح بسيط
قال عمار وهو يسحب يده: متشكر مش عاوز علاج
قالت بابتسامه هادئة : انا مسالتكش عاوز ايه
... الكلب بتاعي جرحك وانا لازم اعالجك
زفر عمار : قلت متشكر...
قالت ببرود وهي تفتح تلك العلبه الصغيرة التي تحوي بعض الغيارات الطبيه : لو سمحت مش هاخد غير دقايق بس اغيرلك علي الجرح
رفعت عيناها اليه بعد ان انتهت قائلة ببساطة : بالمناسبه انا مريم
اومأ ببرود : طيب
هزت راسها : لا مش طيب .....المفروض تقولي انت مين
رفع حاجبه باستنكار ; وانتي مالك
قالت بصراحتها المعهودة : علي فكرة انت قليل الذوق.... محصلش حاجة لموقفك ده ماما جت اعتذرلك بنفسها وبعدين ابنك كويس.. عاوز ايه تاني
زفر عمار بحنق : عاوزك تتفضلي
اجتقن وجهه مريم بالغضب لتزفر قائلة : مش قولتلك قليل الذوق
...........
...
ترددت شيرين قليلا قبل ان تفتح باب غرفتها بهدوء وتنظر للخارج.... تريد الاطمئنان علي ليلي منذ أن عادت للمنزل قبل قليل ولكنها تخشي كثيرا رؤيه عثمان....
زمت شفتيها بانكسار وهي تري كم ان وجودها بالمنزل كالدخيله الغير مرغوب بها مهين ومزل لكرامتها ولكنها لا تستطيع فعل شئ إلا أن تقبل هذا الوضع ..!
طرقت الباب بخفه ليصل اليها صوت ليلي التي عجزت عن النوم بسبب قلقها علي عمها
:ممكن ادخل
اعتدلت ليلي جالسه : اتفضلي
قالت شيرين بابتسامه ; انا من وقت ماجيت عاوزة اطمن عليكى بس خفت يكون عثمان هنا
اومات لها ليلي : لا تقريبا خرج
اومات شيرين لتجلس علي طرق الفراش برفقه ليلى : عامله ايه دلوقتي.. ؟
اومات ليلى ; كويسه
اومات شيرين وهي تخفض راسها ; اسفه اني لخبطت نظام حياتكم.... تنهدت بثقل وتابعت : انا مكنتش عاوزة ارجع عشان عارفه ان وجودي مش مرغوب فيه بس اضطريت
ربتت ليلي علي يدها : ان شاء الله كل حاجة هتتحل
هزت شيرين راسها بيأس ; مفتكرش بعد الكلام اللي قاله عمار ليا في اي امل....
نظرت الي ليلي ولمعت بعيونها الدموع لتربت علي يدها قائلة : خلي أملك في ربنا كبير... عمار طيب اوي وان شاء الله هيسامحك
: معتقدش... وحتي لو هو قبل وسامحني استحاله عثمان يعملها
نظرت الي ليلى وتابعت بامتنان : ليلي انا مش عارفه اشكرك ازاي علي وقفتك جنبي واسفه اني اتسببت في مشكله بينك وبين عثمان
عقدت ليلى حاجبيها ; مشكله. ؟
اومات شيرين : اه... انا اخدت بالي ان بعد اللي حصل وكل واحد منكم في اوضه وده اكبد بسبب موقفك معايا
هزت ليلي راسها : لا طبعا انتي مالكيش اي دخل..... اردفت ليلي بعدها تخبر شيرين بحكايتها
.............
في الصباح التالي بعد اصرارها أخذها عثمان حيث ارادت...
نزلت من السيارة تجاه موقع الشركة حيث
يعمل عمها
لتتفاجيء بأنه غائب منذ بضعه اسابيع
........ خرجت لترمب السيارة بجوار عثمان وهي تتحدث بضياع : احنا لازم نبلغ البوليس..... مين البنت دي..؟ وليه عمي يختفي بعد خروجة معاها... ؟ اكيد في حاجة حصلت....
التفتت لصمته لتقول بعصبيه :
انت هتفضل ساكت.؟
قال ببرود ;اعمل ايه..؟ انتي بتتكلمي وتردي علي نفسك
: طيب احنا لازم نبلغ البوليس
: ليه..؟
قالت بجديه : عشان دي شغلتهم
اخرج هاتفه الكي يرن دون أن يلتفت لكلامها
: حسان عملت ايه
نظر حسان بشر الي مديحه بينما يكمم فمها بعنف قائلا : متعرفش عنه حاجة ياباشا
اومأ عثمان ; تمام.. نفذ اللي قولت عليه
قال حسان بتحذير : هشيل ايدي لو صرختي هخلص عليكى
اومات مديحه بخوف حيث خرج لها حسان من حيث لاتدري ليدخلها عنوه لتلك السيارة السوداء الضخمه
قال ببرود : انزلي
قالت مديحه بعدم تصديق : انت هتسيبني
قال حسان بغموض : اه..... بس قريب اوي هتعرفي ليه.
لم تهتم مدبحه لشيء واسرعت تغادر السيارة وتركض بخوف وهي تتلفت حولها لتدخل الي بيت اختها
: خالتو مالك
قالت لابنه اختها الشابه : مفيش يارحمه مفيش
اسرعت الفتاه الي امها تخبرها بحاله مدبحه السيئة والتي ترتجف خوفا بعد تهديد حسان لها ... ماما خالتو جت وحالتها غريبه اوي
.......
نظرت ليلى لهاتفها بعدم تصديق :
ده عمي بيتصل
قالت بلهفه : ايوة ياعمي
جاءها صوت حسان الحنون ; ليلي حبيتي
قالت بلهفه : انت فين ياعمي انا قلقانه عليك اوي
قال بهدوء ; انا كويس ياليلي .... طمنيني عليكى انتي
تنهد وتابع بصوت مختنق بالدموع : البقيه في حياتك يابنتي
قالت بقلق لصوت عمها : انت فين ياعمي
ابتلع مصطفي قائلا : انا في سفريه شغل
عقدت حاجبيها بعدم فهم ; شغل ... ؟! انا سالت علي حضرتك قالولي.... قاطعها بهدوء :
لا ده شغل خاص بيا انا وواحد من صحابي هنبدأ شركة صغيرة لوحدنا
..... لم تفهم شئ ولكنها ارتاحت للاطمئنان عليه
أغلق مصطفي الهاتف ليرفع عيناه المحتقره تجاه ابنه الذي اخذ الهاتف من يده
وأعطاه لنادين
رمقه مصطفي باحتقار.... ياريتني ماخلفتك
قال يوسف بهدوء : ليه بس كدة يابابا انا بعمل كدة لمصلحتنا
قال مصطفي باشمئزاز :
مصلحتنا ولا مصلحتك ياندل ياجبان
قال يوسف بحنق من اتهام ابيه الذي لم يتوقف يوم عنه منذ أن احضره عماد الي هنا للضغط عليه لإحضار الفيديو الذي بدين ابنته ولكن يوسف ليس باحمق ليعيطيه له : وانت كنت عاوزني اعمل ايه يابابا
قال مصطفي ; عاوزك تخرج من الوحل اللي انت فيه وتروح تبلغ عن كل اللي حصل
قال يوسف برفض ; هيقتلوني لو عملت كدة...
: وانت ضامن انهم ميعملوش كدة دلوقتي
: لا روحهم في ايدي
نظر له مصطفي باستخفاف ليقول يوسف : بابا انا عارف اني غلطت بس قريب اوي هصلح غلطتي وهخلص من الموضوع ده خالص
تهكم مصطفي : بعد اييه ... بعد ماضيعت بنت عمك
لوي يوسف شفتيه بحنق : اهي طلعت اشطر من الكل وشافت طريقها مع الباشا
قال مصطفي بتوبيخ : طلع ارجل منك لما ليلي لجأت له ووقف معاها
قال يوسف بانفعال : مش ببلاش... كله بتمنه تلاقيه بيتمتع مع الهانم
هدر مصطفي بعنف : أخرس ياحيوان ياابن ال..... بنت اخويا اشرف من امثالك
تهكم يوسف ليمسك مصطفي بتلابيبه ; كله منك انت وامك ربنا ياخدكم
قالت نادين ببرود وهي تحاول أبعاد مصطفي عن يوسف : اهدي يااونكل مش كدة ده ابنك
هدى بها مصطفي : اخرسي انتي ومتدخليش
نظرت له نادين بحنق ليسحبها يوسف خارج الغرفه ويغلق علي ابيه بالمفتاح ;
انت يايوسف عشان البنت دي متشكش فيك كل فترة تبعت لها رساله ولا تخلي باباك يكلمها بس اوعي يغلط
هز يوسف راسه بثقه : عمره ما هياذيني... انا ابنه برضه
.........
... اومأت له لتساله نادين ; قولي يا يوسف
هو انت معندكش صور ليها
عقد حاجبيه : لمين..؟
قالت بخبث : لليلي....
يعنى صورك معاها حاجات كدة...!
.........
...
استغربت ليلي حينما وجدته يدور بالسيارة تجاه مدخل ذلك الفندق الضخم
:احنا رايحين فين..؟
قال باقتضاب وهو يدخل الي الغرفه التي حجزها لهم : هنبات هنا والصبح نرجع
استغربت وظلت واقفه مكانها ; وده ليه
قال ببرود : عشان انا من الصبح بلف وراكي وبعد اذنك محتاج ارتاح
انتفخت وجنتها بغضب منه ; محدش قالك لف ورايا وبعدين مين قال اني ممكن ابات معاك في اوضه واحدة
قال بحنق ;بت انتي
التفتت له بغضب ; انا مش بنت.... قلتلك ليا اسم ياباشا
تفاجأت يه يمسك ذراعها ويجذبها تجاهه قائلا من بين اسنانه ; وانا كمان ليا أسم
نظرت له ليضغط علي حروفه ; اسمي عثمان الباشا.... جوزك..!
رفعت عيناها ناحيته وتوقفت عن محاوله جذب ذراعها من يده بينما تابع : يعني تلمي الدور وتبطلي شغل عيال صغيرين انا مش ناوي اخطفك ولا استفرد بيكي حتي لو نمتي معايا في سرير واحد مش بس في اوضه واحدة...!
اية رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك