قال اللواء مجدي بعدم رضي : صعبتها اوي يااسامه
نظر اليه اسامه بحنق دون قول شئ ليقول مجدي : مش قادر أقف في صفك ولا قادر اقبل برضه انه يعمل فيك كدة واسكت بس انت اللي صعبت الأمور ووصلتها لهنا.... كان فين عقلك.... ازاي تفكر تمد ايدك علي مراته
هتف اسامه بغضب وهو يمسح الدماء عن فمه : مش مراته
هتف مجدي بانفعال : وانت مالك.... ؟! مراته او مش مراته هو مقبلش عليها الهوا بتتدخل ليه
نظر اليه اسامه : عشان القانون
قال مجدي بحدة : قانون ايه اللي يديك الحق تعمل كدة
هتف اسامه بسخريه ; نفس القانون اللي اداه الحق ان بيته محدش يفتشه ويكسر الكمين ويخطف واحدة ومفيش حد يتحرك
هز مجدي راسه ساخرا ; بتتريق وانت عملت زيه بالظبط... استغليت منصبك وحبست عمها
: عاوز اعرف الحقيقه
: حقيقه البنت ولا حقيقه اللي حصل
اشاح اسامه بوجهه ليقول مجدي بجديه :
اسمع يااسامه في حاجات الأحسن متعرفهاش حافظ علي مستقبلك
رفع اسامه عيناه اليه قائلا : سيادتك بتهددني يافندم...
هز مجدي راسه : لا طبعا بس بحذرك للمرة الالف ابعد عن الراجل ده او بمعنى أصح عن البنت اللي تخصه
ودلوقتي من غير نقاش نفذ امر النقل بتاعك
...........
....
هل هي حقا سعيده بماحدث.....! نظرت ليدها المتكورة في حجرها بينما تتذكر كيف اخذ لها حقها بل وجعلها تاخذ حقها من هذا الحقير....!
نظرت بطرف عيناها تجاه ملامح وجهه الجانبيه فماذا يكون هذا الرجل....!
أوقف عثمان السيارة جانبا لتنتبه ليلي لوقوفه وها قد وقف علي بدايه الطريق الذي لم يظن يوما انه سيقف او حتي يمر به !! هاهو سيتزوج ....!
.... التفت اليها ينظر اليها لحظة قبل ان يسالها : بتحبيه..؟!
في البدايه لم تفهم مقصده لتعقد حاجبيها وتهز كتفها باستفهام قبل ان يركز عثمان نظراته عليها مكرر سؤاله : يوسف... ؟!
فهمت مقصده وان لم تفهم او تصل لمغزي سؤاله لتتجرأ وتساله : بتسأل ليه.؟
ثارت مستقبلاته ليلتفت اليها مضيق عيناه :مش المفروض اسأل.. ؟!
قيمتها نظراته بينما تغلغل بداخلها شعور بأن ازمه أخيه مؤكد أثرت عليه لتسحب نفس مطولا قبل ان تقرر الا تدخل بجدال معه وان تراعي الشك الذي مؤكد سيطر عليه تقول : لا
رفع عيناه ببطء يطالعها وهو يحاول النفاذ لاعماقها بينما يسالها مجددا : امال كنتي هتتجوزيه ازاي.. ؟
اشاحت بوجهها : كنت فاكره انه نصيبي
فركت يدها وتابعت وهي تتذكر : ابن عمي ونعتبر متربين مع بعض عمي مصطفي طلبني من بابا... وبابا وافق
داهمت تنهيده حارة صدرها وهي تتابع : بابا قالي انه اكتر واحد هيحافظ عليا ويسعدني
ويحبني وانا كنت فاكرة زي بابا
التوت شفتيها بسخريه فهو كان أول من باع وغدر وتركها...لتقول بسخريه مريرة : وزي ماانت شفت.!
نهر ذاك الصوت الذي يخبره انها تكذب وحاول أن يمتثل لسوء ظنه الدائم وعدم ثقته بأي امرأه وابعده فهو يري من نبرتها انها ليست كاذبه ولا مخادعه... ولكنه ليس بهذا الرجل الذي يكتفي ببضع كلمات ليسالها باصرار : يعني لو مكنش اللي حصل كنتي هتتجوزيه
تكره ان تكون في استجواب كالذي يفتحه لها ولكنها أحبت ان تفيض بمكنونات صدرها وتتحدث... نعم تريد أن تخبره بهذا الماضي لاتعرف لماذا أعطته هذا الحق ربما لأنها تشعر بتمزقه بعد صدمه أخيه بفتاه سليله عائله محافظة فهل لن يشك بها وهو لم يعرفها إلا قريبا وفي ظروف كتلك ... عنيده ولا تخشاه ولكنها انسانه تلتمس العذر دوما لمن امامها وهي تراه رجل ليس ممن يعبرون عما يجول بداخلهم اذا قررت أن ترحمه من الشك وتخبره بما يريد عن خطبتها السابقه فهي بأي حال لا تخفي شئ
التفتت له وهزت راسها : لا مكنتش
هتجوزه
نظر لعبناها متساءلا ولا يعرف ماذا دهاه فهو فتح ذاك الباب لا يريد غلقه الا بعد معرفه كل شيء: ليه..؟
اشاحت بوجهها بضيق : قلتلك مطلعش الراجل اللي كنت بحلم بيه واظن كفايه تحقيق....
التفتت له مجددا لتقول بانفعال : انا اعرف حدودي كويس وابويا مربيني مش عشانك ولا عشان غيرك معمل عمري حاجة غلط لو ده كل اللي فارق معاك من أسئلتك..... واحنا فيها لو مش موافق مش هجبرك وبعدين انت وانا عارفين كويس ان الجواز ده عشان خاطر ادم مش، اكتر...... حرام يتأذى بسبب حاجة مالوش ذنب فيها كفايه حرمانه من أمه وابوه
ضيق عيناه وانفلتت السؤال من بين شفتيه : يعني بعد القضيه هتجي تقوليلي عاوز اتطلق
قذفت جبهته بسؤالها : وانت هتبقي عاوز تكمل في الجواز ده
هرب من سؤالها قائلا باقتضاب : انا بسألك مترديش عليا بسؤال
هزت كتفها قائلة : انت بتسأل عن حاجة معرفهاش ..... بعد القضيه عاوز نتطلق براحتك..... انا كدة كدة هكون موجودة في حياه ادم تحت أي ظرف
نظر اليها بقليل من الاتهام ; كنتي هتسيبه لما عمار يتجوز
قال بتبرير : كنت بس هرجع بيتي مع ابويا عشان ده المفروض بس عمري ماكنت هسيب ادم
سألها بمراوغه : ولو طلقتك واتجوزتي برضه هتفضلي مع ادم
هتفت بانفعال : برضه بتسأل في حاجة معرفهاش...... اللي اعرفه اني عمري ماهسيب ادم سواء اتجوزت اتطلقت.. مش فارقه
وضع يده علي المقود ونظر امامه قائلة بنبره قاطعه : يبقي مفيش طلاق
التفتت اليه بدهشه ليظل مشيح بعيناه عنها ويكمل : بالنسبالي الجواز مش لعبه
قالت باستفهام : امال ايه..؟
قال بثبات وهو يقنعها بتبرير : اتفاق بينا....
انا هديكي اسمي وانتي هتحافظي عليه وهتكوني ام لآدم طول العمر بأي شروط تحطيها....
هل يخبرها ان زواجهم لا رجعه فيه... عقد بلا رجوع... سألها : موافقه..؟
طال صمتها ليقول بنفاذ صبر : ردك..؟
التفتت له : ردي علي ايه..؟ احنا هنتجوز عشان ادم
اومأ لها : وانا قولت ايه غير كدة
: قولت ان مفيش، طلاق
: وفيها ايه..؟ انتي مش بتقولي هتفضلي مع ادم انا بضمن بكدة وجودك مع ادم
اتسعت عيناها بعدم فهم : يعني انت هتربط حياتك بيا للأبد
: معنديش مانع اعمل اي حاجة عشان ادم يكون مبسوط
التفت لها واكمل : اسمعي انتي اكيد شيفاني ظالم وجبار وكل اللي بتقوليه عني.... مش،هقولك انا مش كدة.... انا عشان ادم مستعد اعمل اي حاجة ووجودك في حياه ادم حاجة بتسعده وبتعوضه عن امه وانا مش مستعد في يوم من الايام أعرضه انه يعيش تاني وجع موت امه لو بعدتي عنه عشان كدة لازم اضمن وجودك دايما في حياته.... انا اناني في اللي بقوله بس مع ذلك مش هظلمك ولااجبرك علي حاجة...
انتي اللي جيتي برضاكي تقولي موافقه وانا موافق اعمل اي حاجة في مصلحة ادم... وجودك معاه هيكون شرعي وقدام الناس كلها هتكوني مراتي وانا معنديش اي نيه احرمك من اي حق من حقوقك.... نظر لها وتابع : حقوقك كلها في مهر وشبكة ومؤخر وحتي بيت بأسمك هنفذها......
رفع عيناه الي عيونها وتابع ; عاوزة جوازنا يكون علي ورق موافق عاوزاه يكون كامل موافق
خفضت عيناها وقد احمرت وجنتها لتتحرك تلك القشعريرة على طول ظهره ولكنه تمسك بثباته وهو يكمل :
حطي شروطك كلها وانا مقدما موافق عليها
هل ارضي كبرياؤها بكلماتة؟! نعم ولاتنكر هذا
قالت بخفوت : انا ماليش اي شروط بس بابا له
عقد حاجبيه بعدم فهم ; يعني ايه.؟
: لازم بابا يوافق على جوازي
تنهد قائلا ; انتي عارفه ان ده مستحيل
التفتت له ليهز كتفه : يعني حالته انتي عارفاها كويس
اومات له ; يبقي عمي.؟
......... دي الفتوى وممكن اكون مخطاه وفي الاول والاخر دي روايه

قالت نادين لهدي التي وقفت تتطلع اليها بتأفاف : يعني هيتاخر
قالت هدي ببرود : الباشا مالوش مواعيد
اومات نادين ووضعت ساق فوق الاخره وهي تقول : طيب لو سمحتي هستناه
نظرت لها هدي بضيق وانصرفت لاتفهم شئ ولكنها لارتاح لتلك الفتاه ابدا
......
قالت ريم بهلع : عرف
قالت شيرين ببكاء ; ايوة
: طيب وعمل ايه..؟
أخبرت صديقتها عما حدث لتقول ريم اخيرا : طيب وهتعملي ايه..؟
قالت شيرين ; مش عارفه ياريم.... خايفه.. خايفه اوي
قالت ريم مطمئنه : لا متخافيش اعتقد لو كان هيعمل حاجة كان عمل...
; يعني هيسامحني
تنهدت ريم قائلة : حاولي معاه واهو زي مابتقولي سكتت يبقى هتعدي
: يارب ياريم
.........
دب القلق في قلب ليل بينما تتصل بعمها كل ذلك الوقت وهاتفه يرن بلا اجابه
قال عثمان بضيق : هنفضل واقفين في الشارع مستنين يرد علينا
مفيش وقت لازم نتجوز
قالت باستنكار ; اتجوزك ازاي من غير موافقه اهلي
قال وهو يهز كتفه : وانا في ايدي اعمله....
: معرفش بس مينفعش اتجوزك من نفسي
رفع حاجبه بحيرة قائلا : انتي راشده اعتقد ينفع
هزت راسها : هو مش موصوع تعتقد ايه هو الشرع
هتف بحنق : وانا اعمل ايه..... اجيب حد يجوزك ليا من الشارع
قالت بتفكير ; نسأل شيخ
لوي شفتيه بامتعاض : لا ياشيخه..... بقولك مفيش وقت و مش عارف الزفت الضابط ده ناوي على ايه تقوليلي نسأل
: طيب اعمل ايه
نزل من السيارة قائلا باقتضاب : اتفضلي معايا وانتي ساكته..... انتي مش موافقه علي الجواز
صمتت لتتفاجيء به يمسك بيدها ويأخذها الي داخل تلك العمارة حيث مكتب المأذون
سحبت يدها من يده سريعا ليتركها عثمان كما تريد فهو بحاله مبعثرة من تلك اللمسه بالأساس....
ابتسم الرجل بسماحة بعد ان اخبره عثمان برغبته بالزواج وبحالة والدها الصحيه وعدم وجود ولي لها
شرح الماذون قائلا : هو هنا اختلف الفقهاء ولكن ليس معنها استحاله الأمر.... لو زي مابتقول ياابني والدها في غيبوبه ولا يسعكم الانتظار فأنا هعمل بفتوي بعض العلماء، وهي انه يجوز للمراه الراشده البالغه ان تتزوج بدون ولي بشرط أن تكون بالغه رشيده وان يكون الزوج كفء لها وان لايقل مهرها عن مهر مثلها
قال عثمان بدون تردد : مهرها هيكون مليون جنيه ومؤخر صداق زيهم
ابتسم الماذون قائلا بسماحة : ايه رايك يابنتي
احمرت وجنه ليلي وخفصت عيناها سريعا عن عيناه ليكرر المأذون كلماته بصوت هاديء : موافقه يابنتي علي زواجك من عثمان عبد الحميد الباشا بكامل ارادتك وبدون إجبار
انتشرت الحمرة الخجله بوجهها وتعاله دقات قلبها بشده
ليقول عثمان بنفاذ صبر من صمتها ; موافقه ..؟
ضحك الماذون قائلا : البكر يكفي سكوتها كدليل علي الموافقه
اندلعت الحمرة بوجهها بعد نطق تلك الكلمات لتتطاير النظرات من عيون عثمان تجاه ملامح وجهها الجميل بينما لايصدق ان خجلها اثار بداخله تلك الزوابع
همس بشير لحسان :هو الباشا وقع ولاايه.. ؟
كتم حسان نظراته الغير مصدقه ان يري عثمان بهذا الوضع يوما ما وزجر بشير ان يصمت
افاقت علي صوت الرجل الذي قال بوقار : قولي ورايا يابنتي.... ...!
رفعت عيناها لتلتقي بعيون عثمان الذي امسكت يداه بيدها بينما يردد : وانا قبلت زواجك...!
...........
....... أوقف عثمان السيارة لدي بوابه المنزل لتتفاجيء به يتحرك خارجا بعد ان اوصلها....لم تتساءل كثيرا فهي ماتزال غير مستوعبه بعد تلم الأحداث التي تطورت بتلك السرعه فهي عادت للمنزل واصبحت زوجته بعقد أخبرها انه لاتراجع فيه وترك لها حريه وضع الشروط...... اتسعت عيناها بدهشه حينما دخلت ووجدت نادين جالسه بالصالون
همست هدي : مستنيه الباشا
اومات ليلي لتغتصب نادين ابتسامه من بين قلبها الحقود وهي تتأمل ليلي من رأسها حتي اخمص قدميها... هاي
: اهلا
قالت نادين بتعالي : انتي المربيه بتاعه ادم مش كدة
عضت هدي علي شفتيها بغيظ من نبره تلك الفتاه المقلله من شأن ليلي التي للحظة كادت ان تصمت ولكنها رفعت راسها بكبرياء وهي تقول : انا مرات عثمان... خير هدي قالت انك مستنياه
... هل انسكب دلو من الماء البارد علي نادين للتو...!
.............
.....
نظر مجدي الي عثمان الذي طلب لقائه قائلا ; عاوز اعرف انت ناوي علي ايه ياعثمان.. ؟هتأكي اسامه
نظر عثمان لمجدي دون قول شئ ليكمل مجدى ; هو عرف غلطته ومش هيكررها وبعدين متنساش انك اتغديت علي ظابط شرطة
قال عثمان باحتدام : اسمها علمت واحد كد ايده على مراتي الادب
: عندك حق ياعثمان بس ارجوك كفايه لحد كدة
: لو ظهر في طريقى تاني..؟
: مش، هيظهر بس اوعدني ان الموضوع خلص لغايه كدة
اومأ له : تمام سياده اللواء
.........
التفت عثمان الي حسان قائلا : الست متادبتش لسه ياحسان عاوزك ترتب ليها
ترتيب ينسيها اسمها
: اوامرك ياباشا
............
....
عاد للمنزل بعد منصف الليل ليقف امام فراشها يتطلع اليها بينما نامت وآدم بجوارها...سخر من نفسه فهل ظن انها ستكون بانتظاره بغرفته....! او هكذا يحلم
هز راسه وخرج سريعا فماذا دهاه بتلك الأحلام التي أصبحت تراوده مؤخرا بتلك الفتاه....!
اجبر عيناه علي النوم حتي لا يفكر بها ولكنها تخللت أحلامه.......
وهاهو خبر سئ تلقاه عثمان في الصباح
: البقاء لله ياعثمان.... ابوها مات..!
اهتزت نظراته لحظة قبل ان يسيطر سريعا علي انفعاله ويقول لحاتم : ربنا يرحمه
: هنبلغها ازاي عشان نبدأ الإجراءات
: ابدا إجراءاتك وانا هبلغها
..........
... وقف لدى باب الغرفه يتطلع اليها حيث جلس ادم برفقتها تلاعبه
: ركبتي مركب زي دي مع باباكي
قالت بابتسامه : لا.... كان نفسي اوي
: انا كمان بحب البحر زيك... بابي اخدني انا ومامي ورحنا رحله حلوة اوي قعدنا في البحر ايام كتير
....تحبي تشوفي صورنا
اومات له ليركض بحماس للخارج فيجد عثمان الذي انحني امامه قائلا ; ادم حبيبي انزل لهدي تحت عملت ليك الحلويات البي بتحبها
اومأ له ادم ; هجيب لليلي صوري مع مامي
: ماشي حبيبي بس انزل كل الاول علي ماااتكلم انا معاها
اومأ له ادم ونزل لهدي التي اوصاها عثمان ان تبقي ادم معها الي ان يبلغ ليلى بالخبر
نظرت له ليلي بينما وقف امامها دون قول شئ للحظات... سألته باستفهام : في حاجة.. ؟
تعلثمت لأول مرة بينما وخزه قلبه دون ارادته حينما بدأت الابتسامه التي وجهها تنمحي وهي تنظر لوقوفه امامها بشك بينما قال : اجهزي هنروح المستشفي
: بابا..... بفطنه خمنت من صمته لتقوم من مكانها وتتجه اليه تسأله بصوت ضعيف : بابا حصله حاجة
صمت وكان صمته ثقيل للغايه بينما بدأت الدموع تلمع بعيونها..... بابا حصله حاجة.. صح
اومأ بلسان ثقيل : البقاء لله
ابتلع ببطء وهو يري الدموع تتهادي لعيونها لحظة قبل ان تنفجر كالشلال علي وجنتها ... بابا ماات
مد يداه برفق لها يربت علي كتفها : ربنا يرحمه
بكت بانهيار لامس قلبه : بابا
..... لحظات مرت قبل ان يشعر بتلك القطرات الساخنه تلامس صدره لينتبه كلاهما انها بحضنه تبكي...!
هي بحضن عدوها وهو يحتوي امرأه بين ذراعيه....!
امرأه خالفت كل قوانين وجعلته يتمرد عليها انها ضعيفه بالرغم من قوتها وهو لايحتمل ضعفها ولا بكاءها ليضمها اليه ويتركها تبكي للحظات طويله...... رفعت ليلي راسها عن صدره بعد ان حاولت أن تستعيد ثباتها ....
اوقفها برفق علي قدمها واستعاد السيطرة علي ملامحه ولكن عبثا ان يسيطر على ذلك البركان المتفجر بداخله من افكار ومشاعر
...........
.... انهي إجراءات دفن ابيها والتي حضرها عمار الذي عاد ماان اتصل به عثمان
مد يداه اليها : البقاء لله ياليلي
قالت ليلى من بين دموعها : البقاء لله وحده
أقام لابيها عزاء ووقف برفقتها هو وعمار الذي لمح شيرين جالسه وسط النساء بالعزاء ليشيح بوجهه سريعا عنها بازدراء لاحظته والدتها التي كانت جالسه بجوار ليلي تواسيها
.......
... همس حسان لعثمان بتبرير : انا حاولت أبلغ سيادتك قبل كدة بموضوع عمها
نظر له عثمان بحدة والذي لاحظ غياب عمها وعرف من حسان انه مختفي منذ فتره : ازاي متقوليش حاجة زي دي
: ياباشا
قاطعه بحنق : مش وقته ياحسان دلوقتي بس عاوزك تعرف اية الموضوع وتبلغني
; تمام ياباشا
....... قامت شيرين برفقه ليلي لغرفتها لترتاح
لتواسيها معها : شدي حيلك ياليلي
اومات ليلي لتقول شيرين : اشربي العصير ده هزت ليلي راسها وتكومت علي نفسها بفراشها لتربت شيرين علي كتفها وتجذب فوقها الغطاء
: طيب ارتاحي
خرجت شيرين وتركتها ترتاح وتوجهت لغرفه ادم لتقول لهدي : جهزي شنطة صغيرة لآدم عشان هاخده معايا
قال عمار بحزم لهدي : متعمليش حاجة.... انزلي شوفي الناس تحت
قالت شيرين بتعلثم تشرح لعمار الذي ظهر علي باب الغرفه : انا هاخد ادم معايا عند ماما يومين عشان جو الحزن.... قاطعها بازدراء : لا
قالت بعيون راجيه : عمار ممكن نتكلم
قال من بين أسنانه : قلت متنطقيش اسمي علي لسانك...
طفرت الدموع من عيونها ولكنها تمالكت نفسها سريعا حينما دخلت امها التي قالت : البقاء لله ياابني
اومأ عمار لها لتقول لشيرين : انا وبابا هنمشي هتجي معانا انتي وادم زي ماقلتي
نظرت الي عمار برجاء ليبعد عيناه عنها ويقول لأمها بهدوء جاهد له ; لا.. ادم هيفضل هنا
قالت عبير بحنان : ايوة ياابني بس ده طفل وهيتاثر بجو الحزن ده
وشيرين فكرت صح لما قالت تبعده يومين
هز راسه قائلا : لا معلش اصل هو مش بيرتاح الا مع ليلي
اومات عبير قائلة : طبعا ياابني بس هي حاليا الله يكون في عونها وبعدين شيرين وليلي واحد متخافش عليه هنحطة في عنينا
قال بتهذيب ; عارف.... بس ارجوكي مش هينفع
اومات عبير بانصياع : زي ماتحب ياابني
نظرت لابنتها : طيب يابنتي انا همشي وبكرة هاجي اطمن علي ليلي عاوزة حاجة
هزت شيرين راسها : شكرا ياماما
انصرفت عبير لتنظر شيرين لعمار بانكسار ولكنه رمقها بازدراء واتجه لآدم يحمله وينزل به للأسفل.....
انتهي العزاء ودخل عثمان لمكتبه ليجد عمار وآدم جالسين به
حيث جاهد عمار الا يجعل ادم يشعر بشيء .....
.........
..
نظر كامل لزوجته باستنكار : حاجة ايه ياعبير
يعني هيسيب موت حمي اخوه ويحب في بنتك
هزت عبير راسها : لا طبعا ياكامل.... انا بقول انه كان بيتعامل معاها بطريقه مختلفه دول لسه متجوزين من كام يوم
قال كامل بحزم ; اعقلي ياعبير وبطلي شغل الستات الفارغ ده
اومات عبير بعدم اقتناع وهي تتذكر نظرات عمار لابنتها
.....
قال عمار لعثمان ;
هاخد ادم معايا كام يوم واطلع الساحل
قال عثمان برفض ; وهو ده وقته ياعمار
قال عمار وهو يمرر يداه علي ظهر ادم بحنان ; اه محتاج افصل وآدم كمان
اومأ عثمان : براحتك
صعد عمار الي الأعلى ليقول لهدي : خدي ادم جهزيه وجهزي له شنطة فيها هدوم
: حاضر ياباشا
دخل عمار الي الغرفه ووقف لدي الباب لتقوم شيرين مسرعه
قال باحتقار دون أن ينظر اليها : اطلعي برا علي مااخد هدومي
وقفت امامه قائلة برجاء : عمار..صدقتي غصب عني..... فهمني انه كان بيحبني
صرخ بها بغضب :بتبرري اييييه..... ايه غصبك تفرطي في نفسك وجسمك لواحد بالحرام حتي لو كان عاشق ولهان.....الراجل ينام مع ١٠٠ واحدة بس البنت ميلمسهاش غير راجل واحد
مش عشان ده صح ولا غلط عشان دي الفطره احنا شهوانين وزباله انتوا لا
البنت المفروض ارقي مننا بكتير عشان كدة بتعيش اغلب حياتها بس لأول واخر راجل لمسها....مش اي واحد يضحك عليها بكلمتين تصدقه وتسلم له نفسها بسهوله
نظر لها باشمئزاز وتابع : ياخسارة الصورة اللي كنت راسمهالك.....
انا قرفان منك اصلا مش طايق ابص في وشك تقوليلي اسامحك
قالت ببكاء شديد : صدقني انا ندمانه
نظر لها باحتقار : وانا زيك ندمان اني أديت اسمي لواحدة زيك كانت ناويه تلعب بيا لولا ربنا كشفك ليا
قالت بقهر ; كنت هقولك بس خوفت
صاح بغضب ; كدابه.....
اخرسي ومتكذبيش اكتر من كدة
لو كنتي عاوزة تقولي كنتي قولتي من الاول... إنما انتي كنتي ناويه تكملي كذبتك وياعالم كنتي هتعملي ايه عشان تخدعيني
...... نظر لها بمزيد من الاحتقار : دلوقتي عرفت كنتي عازة تأجلى الفرح ليه
...... اخرسي بقي وامشي من قدامي مش طايق ابص في وشك كل ماافتكر اللي عملتيه
قالت برجاء وتوسل: انا استاهل كل اللي هتعمله فيا بس اديني فرصه
: فرصه...!! ازاي ومين اصلا ممكن يعملها امسك ذراعها بعنف مزمجرا : اسمعي انا سكتت مش عشانك ولا عشان اي حد الا عشان ادم واكراما لليلي اللي دافعت عنك مع انك متساهليش.... بس اعرفي كويس ان اللي هيكون مكاني يااما هيقتلك او يرميكي لأهلك يقتلوكي اويسامحك ويديكي فرصه زي مابتقولي بس هيعيش عمره يذلك ويحتقرك وانا مش الراجل ده...... مراتي كرامتها من كرامتي... تعيش معايا مرفوعه الراس إنما انتي راسك هتفضل في الأرض طول عمرك
اشكري ربنا أني ساكت وقابل تفضلي في بيتي فبلاش توطي كمان راس ابوكي معاكي وتخليني اعمل حاجة اندم عليها....
...... ذبحها بكلامه الذي استحقت كل حرف منه.... كم هي رخيصه وفرطت بنفسها بسهوله.... ان كانت لم تحافظ على نفسها ولا علي كرامتها فهى تتوقع منه أن يفعلها... كما قال يكفي انه صمت ولم يفضحها امام عائلتها ....
اخيرا جمع عثمان شتات نفسه بعد ان داهمت ذكريات موت ندي كيانه بسبب تفاصيل اليوم وهو بجنازة والد ليلي.... كان اليوم صعب عليه للغايه مهما جاهد ان يبدو بهذا الثبات....
صعد عثمان الي الاعلي ليجد هدي تخرج من غرفه ليلى..سألها عثمان : اكلت
هزت راسها : انا وشيرين هانم اتحايلنا عليها كتير مش عاوزة لغايه ما نامت من التعب
اومأ لها قائلا : طيب خليكي جنبها
: اوامرك ياباشا
...........
... دخل الي غرفته وخلع ربطه عنقه بينما شعر بضيق شديد وكأن هناك قبضه تعتصر قلبه وصوره ندي لا تفارقه
جاهد ان ينام ولكنه لم يستطيع فهناك جزء من قلبه يريد رؤيتها والاطمئنان عليها
دخل بهدوء لغرفتها لتتوقف خطواته ماان استمع لتلك الشهقات الخافته الصادره عنها
اقترب منها لترفع ليلي عيناها الباكيه تجاهه فترى في عيناه مواساه لا يستطيع نطقها فهو ليس ممن يعرفون كيفيه التعبير عن مشاعرهم ولكنها تراها في نظراته.... لتنهار ببكاء : مات وسابني لوحدي.... اتعذب كتير اوي عشاني ومقدرتش اعمل اي حاجة تفرحه
غص حلقه وتوجع قلبه لبكاؤها ليمد يداه برفق تجاه وجنتها يزيل دموعها : ربنا يرحمه
.........
....
حطمت نادين محتويات غرفتها بحنق وهي تتذكر كيف تبجحت تلك الفتاه امامها بانها زوجه عثمان لازم شفتيها متوعده ; اما وريتك العذاب الوان وعلي ايد الباشا مبقاش انا
............
....
بضعه ايام مرت وليلي ماتزال بقوقعه حزنها علي ابيها تجلس بغرفتها طوال اليوم تدعي لابيها وتقرا له القرآن لعل نار فراقه تهدأ...
عثمان يهرب بشده من اي شئ يجمعه بها لذا بقي اغلب تلك الأيام خارج المنزل
شيرين كما هي تطمئن علي ليلي وتواسيها وسرعان ما تختفي داخل تلك الغرفه ماان تشعر بوجود عثمان الذي تخشي بطشه وهاهي تحججت بأنها اشتاقت لعائلتها لتقبل والدتها باخذها معها الي المنزل اليوم
............
...
قاوم عثمان رغبته برؤيتها فقد مرت ثلاثه ايام دون أن يراها لذا توجع لغرفته مباشرة
خلع ملابسه واتجه ليأخذ دوش بينما يجبر عقله علي التفكير ببعض الأعمال حتي لايفكر بها.... ابعد المياة عن عيناه بينما غلف الظلام المكان..... جذب المنشفه الكبيرة واحاط بها خصره وخرج ليجد الظلام يغلف الغرفه باكملها..... فتش عن هاتفه... في ايه ياحسان
قال حسان : في مشكله في اوضه الكهربا... هبعت بشير يجيب الكهربائي وحالا هشوف المولد
قال عثمان باقتضاب : لا شوف الكهربائي الاول
: بس ياباشا الموضوع هيطول
: قلت شوف الكهربائي الاول
: تمام ياباشا
امسك بتشيرت وبنطال ارتداهم سريعا واتجه لغرفتها غير مصدق مايفعله
انتفضت ليلي بخوف من مكانها بينما تقبض بكلتا يديها علي هاتفها الذي أشعلت اضاءته
... متخافيش ده انا
: في ايه..؟ النور اتقطع تاني ليه..؟
: هتتصلح
اومات له ونظرت الي ملامح وجهه علي الضوء الخافت لتنتفض من مكانها ماان انطفأ الضوء بعد ان نفذت بطاريه هاتفها
: قلت متخافيش
كانت تلك نبرته التي تطمئنها ولكن كيف تطمئن بينما كل انش منها ارتجف ماان شعرت بقربه بينما وقف امامها : خايفه اوي كدة ليه
: قلتلك مبحبش الضلمه
اومأ لها بتفهم : طيب معلش دلوقتي يتصلح
لتفرك يدها بتوتر قائلة : هيتصلح امتي النور .. ؟
هز كتفه : ساعه ولا حاجة
اتسعت عيناها : ساعه
: اه
: ازاي ساعه....
: زي الناس
: وهي الناس اللي زيك ازاي متعملش حسابها ان النور بيتقطع
أفلتت ضحكته لتغتاظ منه : بتضحك علي ايه.؟
: علي كلامك.... اعمل حسابي ازاي يعني
هتفت بحنق : اعمل مولد ولا جيب حتي كشافات.... انت حتي مفيش شمع في بيتك ايه ده
ضحك مجددا لتستغربه بشده كما استغرب هو نفسه مما يفعله... فهل استغل الفرصه وأخبر حسان ان يترك المنزل بالظلام ليبدو قربه منها دون افتعال
: قلتلك متخافيش انا قاعد معاكي اهو
هتفت باستنكار : وانت تقعد معايا ليه اصلا في الضلمه
رفع حاجبه : تصدقي انا غلطان....
ماان سار بضع خطوات حتي اوقفته : استني هنا رايح فين
: نازل أقف معاهم وهما بيصلحوا النور عشان انبه عليهم أوامر سيادتك يعملوا حسابهم النور ميتقطعش تاني
قالت وهي تشيح بوجهها : هنزل معاك
التفت لها بكامل جسده : نعم
هزت كتفها : اكيد مش، هقعد في الضلمه لوحدي
; لا طبعا تنزلي تقفي مع الصنايعيه ..... اقولك انزلي اقفي مع بشير وحسان وانا اقعد استناكي هنا
احتقن وجهها بالغيظ : انت بتتريق عليا
زفر قائلا ; انتي عاوزة ايه دلوقتى
...... قالت بخفوت : مش عاوزة اقعد لوحدي في الضلمه
اتجه وهو يطلق تنهيده : طيب وانا قاعد معاكي
........!
..!
رجفه خفيفه سرت بارجاء المنزل أثر عوده الكهرباء لتقع عيناه علي تلك التي غفت وهي جالسه لتتهادي تعبيرات مبهمه لوجهه بينما تسلل تلك المشاعر التي يعجز عن وصفها الي قلبه وتسيطر عليه برغبه جارفه بتلمس ملامح وجهها بينما انحني ناحيتها يعدل من وضع نومها ويجذب فوقها الغطاء.... ليضم يداه بقوة رافضا الانصياع وراء ذاك الصوت الذي يتعالي بداخله..
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك