قيد من دهب الفصل الثاني عشر

0


 الفصل السابق

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


اتسعت ابتسامه ماس التي كانت تهاتف جاسر حينما قال لها انه سيعود غدا ....لتقول بلهفه : بجد

تمتم وهو يخلع ملابسه ويلقي بجسده فوق الفراش الصلب الذي ارهقه النوم فوقه طوال الأيام الماضيه 

: اه 

قطبت ماس جبينها بتساؤل من نبرته : انت مش مبسوط انك راجع ولا ايه ياحبيبي ....رق صوتها وقالت بدلال : شكلي موحشتكش ..!! 

تنهد جاسر باشتياق بينما شرد بصورتها التي داعبت خياله : بالعكس وحشتيني جدا 

سألته باهتمام : امال صوتك ماله ؟!

قال وهو يفرك خصلات شعره بارهاق : ابدا بس مرهق اوي  

ابتسمت له وقالت برفق : معلش يا حبيبي خلاص هانت كلها بكرة وترجع 

سألها بحنان : عاوزة حاجة اجيبهالك معايا يا ماسه 

هزت راسها : مرسي ياجاسر ...بس ابقي كلمني وانت راجع عشان نرتب مع بعض هنروح انتي خطوبه ساندي ازاي  

عقد حاجبيها باستفهام مما نطقت به : نرتب ؟!

أومات ماس واستطردت تقول : اه ...يعني لو هتوصل متأخر اروح انا الصبح بدري اجيب هدومك من البيت وتيجي علي بيت بابا علي طول تغير هدومك بدل ما نروح ونرجع 

اعتدل جالسا بينما عقله وجسده المرهق لا يساعده علي فهم ما تقول : ماس انا مش فاهم ..... 

قطبت جبينها قائله : مش فاهم ايه ياجاسر ....انت عارف أن خطوبه ساندي بكرة بليل فوق عند طنط فانا فكرت انك لو راجع متأخر ....قاطعها جاسر قائلا : انا مش بحب الحفلات ياماس وعاوز ارجع البيت ارتاح 

صمتت ماس قليلا قبل أن تسأله بدهشة من معني كلامه : انت مش عاوز تحضر خطوبه بنت خالتي 

قال جاسر بايجاب : اه .... عادي دي خطوبه وعائليه فمفيش داعي 

قالت ماس بجبين مقطب : لا مش عادي ياجاسر ...دي خطوبه بنت خالتي وبعدين اقولهم ايه يعني ...؟! 

قال جاسر بنفاذ صبر بينما لم يكن بحاله تسمح له بالمزيد من المجادله بسبب ارهاقه طوال الأيام الماضيه بعمله 

: قوليلهم اي حاجة ....

احتدت نبره ماس برفض : يعني ايه اقولهم أي حاجة ....لا طبعا هيزعلوا 

زفر جاسر قائلا بتبرع قاطعه : ماس انا راجع تعبان وعاوز انام ساعتين قبل ما انزل تاني الشغل. .... لما ابقي ارجع من السفر يحلها ربنا 

قالت ماس علي مضض : ماشي ياجاسر ....تصبح علي خير

...........

واجهت نظراته المخيفه تخبر نفسها ....حسنا فليضربها ويحطم عظامها .... لا تهتم .....!!

جذب زياد شعرها بعنف مزمجرا بها : قولتي ايه ؟!

رفعت ياسمين عيونها التي اندفعت منها الدموع بغزارة ولكنها مسحت نظرات ضعفها المزيف ونظرت له بقوة واعادت كلماتها : قولت انك حيوان مريض ....

تقاتمت نظرات زياد بالغضب الشديد ليهوي علي وجهها بصفعه قويه جعلت الدماء تسيل من شفتيها و بلا ادراك

ينحني ناحيتها يضع يداه حول عنقها ويجذبها لتقف بقوة جعلتها تشعر باختناق شديد .....دفعها بعنف الي الحائط خلقها ليرتطم ظهرها بالجدار بقوة حتي شعرت بعظامها تكاد تتحطم من قوة دفعته ولكن شعرها بالاختناق ازداد حتي عجزت عن التنفس نظر زياد في عيونها بنظراته المخيفه لتدرك أنها لن تستطيع العيش مع انسان مثله لذا فهي ميته بكل الاحوال .....كان كل انش بجسدها يصرخ بالألم الشديد ولكن تفكيرها جعل دمائها تثور بعروقها لتستجمهع قوتها وتدفع يداه بعيدا عن عنقها بكل ما استطاعت من قوة تدافع عن نفسها ....

بوغت زياد بدفعتها له ليتعثر بطرف السجادة التي تغطي الأرض الرخاميه ويختل توازنه ... سعات ياسمين بقوة تحاول التقاف أنفاسها و لكنها لم تتوقف كثيرا بينما هدرت كل الدماء بعروقها رفضا لأن تخضع مجددا لساديته المريضه بانتهاكها لتستند بكلتا ذراعيها علي الحائط وسرعان ما تصل الي طاوله الزينه لتزيح كل ملف بها بقوة تجاهه وتتبعه بكل ما تصل إليه يدها ....اتسعت عيون زياد الذي اعتدل واقفا سريعا ليري مدي هذا الغضب الذي اوصلها له وهي تقذفه بكل ما امامها وتصرخ بصوت مزق أخبارها الصوتيه : مش هتضربني تااااني ....

زمجر زياد وهو يخطو ناحيتها يحاول السيطرة علي عنف حركتها الهائجه ولكنها قذفته بأحدي الزمريات الكريستاليه صارخه به ....متقربش. ...!!

تفادي زياد المزهريه التي تحطمت لآلاف القطع مصدره ضجيج قوي .....

زمجر بها زياد : انتي اتجننتي

صرخت بعنف : اه اتجنتت ...ولو قررت مني هقتلك ....

وقف زياد مكانه يتطلع لها بنظرات غاضبه تزداد وهي لا تترك شيء إلا وتتحرك بإصرار تجاهه تقذفه به ....كانت كطير جريح يرفرف ضاربا بجناحيه اقفاص أسره بينما لايدري أنه يجرح نفسه ولا يفل حديد القضبان ... !!

انتهت ياسمين لتدرك كم أنها بلا حيله أمامه وما فعلته كان دفاع خاوي عن نفسها ليتفاجيء زياد بها تجثو علي الأرض ترتجف بفعل شهقاتها التي زلزلت قلبه الذي لم يتساءل يوما كيف يفعل بها كل هذا بالرغم من أنه دوما ما يتغني بحبها ......

ظل واقف مكانه للحظات حينما رأي انهيارها ليقرر أنه يكفيها ويقترب بخطواته تجاهها ولكن ما أن شعرت ياسمين بتحركه حتي رفعت عيناها التي شابهت كاسات الدماء إليه صارخه ...اياك تقرب ناحيتي ...!!!

تجاهل صراخها فهي بكل الاحوال حطمت كل شيء ولم يعد هناك المزيد لتحطمه ليخطو بحذائه الثمين فوق شظايا الزجاج التي انتشرت بكل مكان ولكنه يتوقف مكانه حينما تفاجيء بها بقله حيله تضرب ساقها التي حاوطها الجبس بالأرض .....صرخ بها لتماديها في أذيه نفسها ...بتعملي ايه يا مجنونه ..  

ضربت ساقها بالأرض مجددا وهي لا تهتم لاي اذيه حتي أنها زحفت تمد يداها تجاه أحدي شظايا الزجاج ولكنه سرعان ما انتبه لها ليسرع تجاهها يمسك بيدها قبل أن تصل للزجاج ....اعقلي انتي بتأذي نفسك 

حاولت ياسمين نزع يدها من يده ولكنه كبل كلتا ذراعيها بقوة صارخا مجددا : بقولك اعقلي ...هتأذي نفسك ...

نظرت له ياسمين بدموع ونظرات قويه : احسن ما انت تأذيني ...هموت نفسي لو قربتلي 

زفر زياد وتابع تكبيل ذراعيها يحاول إيقافها ولكنها قاومته بشراسه ليزمجر بها : قومي معايا ...

هزت راسها وتابعت مقاومته ليقول : مش هعملك حاجه بس قومي بدل ما تتعوري ....

رفضت وتابعت ضرب ساقها بالأرض ليحاول الامساك بها ....ياسمين اعقلي ...رجلك هتتاذي 

لم ولن تهتم بينما وصلت لحافه الانهيار ليصيح بصوت جهوري ...امتثال .....امتثال 

هرولت المراه : نعم يا.....ماتت الكلمات علي شفتيها حينما رأت حاله الغرفه وحاله ياسمين ليصرخ بها : كلمي دكتور. ....

حملها رغما عنها ليخرج بها من تلك الغرفه التي كانت سجينتها ولكنه ما أن اتجه بها الي غرفته حتي حاولت مجددا المقاومه ليصيح بها محذرا : قولتلك مش هعملك حاجة ....اهدي 

وضعها علي الفراش ليري حالتها المزريه وفي اقل من نصف ساعه كان الطبيب يصل لتهتف به ياسمين وهي تضرب بقبضتها فوق هذا الجبس الذي شعرت به قيد 

: اتخنقت منه...... شيله

حاول الطبيب تهدئتها : اهدي يا مدام ياسمين ....انا عارف أن موضوع الجبس بيخنق بس مضطرين عشان كسر رجلك يلم 

هتفت بالطبيب بحنق : قولتلك شيله ....شيله اتخنقت 

نظر الطبيب الي زياد الذي كان واقف يتابع ما يحدث ولكن عقله كان بمكان آخر. ...كان يسترجع حالتها وما وصلت إليه بينما يستهجن كل هذا الرفض من ناحيتها ......!!

قال الطبيب بنبره هادئه : طيب تسمحي بس تصبري يومين وبعدها نعمل اشعه ولو الكسر التئم هشيل الجبس 

خرج الطبيب لينظر لها زياد قائلا بسخط : اتجننتي علي الاخر 

دفعت ياسمين الاباجورة التي بجوارها بذراعها بقوة وهي تهتف به .... انت لسه مشفتش جنان 

نظر لها بحنق ليزمجر من بين أسنانه : متستفزنيش....انا ساكت عشان حالتك بس متزوديهاش

قالت ياسمين بتحدي وقالت بلا مبالاه : اعلي ما في خيلك اركبه 

نظر لها وما أن خطي خطوة تجاهها حتي دفعت الاباجورة الأخري ليتوقف مكانه وينظر لها بحنق متوعدا ... ماشي يا ياسمين .. هتدفعي تمن عمايلك دي غالي اوي 

تركها وخرج صافقا الباب خلفه بقوة لتمسح ياسمين دموعها الغزيرة بظهر يدها وقد قررت انها لن تتراجع وستدافع عن نفسها لآخر نفس

...

دار زياد حول نفسه رافضا رضوخه امامها ولكن عقله أخبره أنه قد يخسرها أن ضغط عليها أكثر ...

امسك هاتفه بحنق ليتصل بعماد هاتفا : تعالي عقل بنتك 

عقد عماد حاجبيه : مالها ياسمين ؟!

: اتجننت علي الاخر وعاوزة تموت نفسها 


..............

...

نظرت ياسمين لأبيها الذي قال بعتاب : 

انتي ازاي تعملي كدة ؟! 

هتفت بدموع : كنت عاوزني اعمل ايه ..... ؟! 

هتف عماد من بين أسنانه : تاخدي بالك انتي بتمضي علي ايه ؟!

رفعت ياسمين عيونها إلي ابيها بعدم فهم بينما ظنته يعاتبها علي محاولتها إيذاء نفسها ولكن معني كلامه شيء آخر لتساله ببطء : 

قصدك ايه ؟! 

هتف عماد بحنق : التوكيل اللي مضيتي عليه ....؟! 

........

...


نظر مهران الي هذا الهاتف الذي وضعته فيروز أمامه بعد أن دخلت الي مكتبه كعاصفه ليرفع نظرة لها مجددا بتساؤل : ايه ده ؟!

قالت فيروز بثبات : امسح الفيديو بنفسك و اعتبر كل اللي حصل محصلش

ازدادت عقده جبين مهران باستفهام : يعني ايه ؟!

قالت فيروز بجمود : يعني نفضها سيرة انا مش موافقه اتجوز بالطريقه دي ؟! 

عقد مهران حاجبيه باستنكار : مش موافقه يعني ايه ؟! 

قالت فيروز بثبات : يعني رجعت في كلامي ومش موافقه 

هدرا الدماء بعروق مهران ليقول بغضب لأول مرة عكس بروده المعتاد : هو لعب عيال ولا ايه ..... !!

قالت فيروز وهي تشيح بوجهها بينما تضغط علي حروف كلماتها : لا هو لعب علي المصالح وانا ماليش اي مصلحه في جوازه زي دي ده غير اني اصلا مش عاوزة اتجوز 

زفر مهران قائلا : امال عاوزة ايه ؟!

قالت بتشتت : عاوزة اكمل دراستي 

هز مهران كتفه بلامبالاه : كمليها ...حد منعك

هتفت فيروز باحتدام : خططكم هي اللي منعتني وانا فكرت ولقيت اني مستحيل أقبل حاجة زي دي ......اشاحت بيدها وتابعت .... اقتلوا بعض وخلصوا حساب الأرض بعيد عني 

رفع مهران حاجبه بامتعاض واضح وهو يحاول جاهدا التمسك بهدوءه : وايه اللي غير رايك ....حدود علمي لغايه امبارح كنتي موافقه 

قالت ببرود : ورجعت في كلامي ...انا حرة 

هتف مهران باحتدام : لا مش حره .....خلاص فات أوان الاعتراض يا بنت الناس 

نظرت له بحده : مفيش حاجة فاتت ولو انطبقت السما علي الأرض انا مش هكون تخليص حق 

اعتدل مهران واقفا بحنق وضرب طرف المكتب بقبضته : وبعدين بقي .....احنا اتفقنا 

قالت فيروز ببرود : متفقتش معايا علي حاجة ....اتفقت مع عمي واهو عندك خد حقك منه 

قال مهران بغضب : لا اتفقت معاكي وكنتي موافقه 

قالت بنفس البرود : رجعت في كلامي 

اغتاظ مهران من تحديها له ليردد بغضب : مش بمزاجك

اتسعت عيون فيروز لتقول بغضب : امال بمزاج مين.... انا صاحبه القرار ...رفعت اصبعها بوجهه وتابعت : واسمع بقي انا جيت من اقصر الطرق وقولتلك يبقي احترم كلامي 

هتف مهران ببرود استعاده سريعا : لما يكون كلام يدخل العقل 

زمت فيروز شفتيها بغضب هاتفه : اهو انا كلامي كدة يدخل عقلك ولا يطلع منه مش مشكلتي 

جذبت هاتفها بحنق من فوق مكتبه وغادرت بعاصفه مشتعله ولكنها لم تماثل نيران عقل مهران والتي لم يجد لتلك النيران الغاضبه بداخله تفسير...

أن كانت لا تريده فهو لا يبالي اذن لماذا يشعر بهذا الغضب وبنفس الوقت لا يريد أن يبطش بها بينما تتحدث معه هكذا ....

خرج ليضع نفسه داخل سيارته ويتصل بجاسر 

: ايه يا باشا رجعت 

قال جاسر : في الطريق 

اوما مهران قائلا : حلو ...انا كمان في الطريق هعدي اجيب صالح ونسهر سوا 

هز جاسر رأسه قائلا : لا... انسي

عقد مهران حاجبيه : انسي ليه. ؟!

: انا راجع تعبان 

قال مهران سريعا : تمام .....ريح ساعه علي ما نوصل 

رفض جاسر : لا يامهران مش هينفع 

هتف مهران برفض : لا ايه بقولك انا في الطريق 

قال جاسر بعبث : خلي عندك دم انا بقالي عشر ايام مسافر 

قال مهران ساخرا : وانا قولتلك انزل ازرع الأرض بقولك هنسهر

قال جاسر : لا اسهر انت ......انا هسهر مع مراتي .

رفع مهران حاجبه : وصاحبك مالوش عازة عندك 

ضحك جاسرقائلا : صاحبي يخلي عنده نظر 

قال مهران بإلحاح : خلي عندك نظر انت بقولك انا علي أخري وصالح كمان 

قال جاسر : طيب خليها بكرة

هتف مهران بإلحاح : النهارده 

ضحك جاسر قائلا : ياجدع بطل سخافه 

قال مهران بجديه : بطل انت ياجاسر بقولك مخنوق 

قال جاسر بتسويف : طيب هروح بس وبليل نشوف لو قدرت هقابلكم متأخر ....

قال مهران موافقا : متأخر ولا بدري المهم هنستناك

.........

....

نظرت مها بقله حيله الي والدها الذي عقد حاجبيه: يعني ايه مش عاوزة تكملي الخطوبه ؟!

قالت مها وهي تنظر لأبيها : يعني اتخانقنا 

رفع رياض حاجبه : خناقه ايه اللي تخليكم تسيبوا بعض...؟!

هتفت مها وهي نزيف ضعفها : اتخانقنا عادي خناقه زي اي خناقه ...بس انا فكرت وقررت أن خلاص كدة 

احتدت ملامح رياض. : ايه الكلام الفارغ ده .....قوليلي سبب منطقي 

نظرت مها بخبث إلي ابيها قائله :  

يعني يابابا مش عارفه اوقات كتير بحس أنه ساكت اوي زياده عن اللزوم ....تنهدت وتابعت بينما كانت كلماتها بها الكثير من الحقيقه ...

صالح شخص كتوم اوي متحفظ في كل حاجة وأوقات كثير بحس أنه هو مش عاوز يتجوزني 

قال ابيها وهو يهز رأسه : وهو عشان مش بيتكلم زي الشباب بتوع اليومين دول تقولي كدة ....بطلي دلع 

يامها

هتفت مها بمجادله مزيفه : مش دلع يابابا ...بس لازم احس انه عاوز يكمل في الجوازة دي زيي بالضبط 

هتف رياض وهو يعتدل واقفا : وهو لو مش عاوز يكمل ما كان هيقول 

نظرت مها بخبث إلي ابيها : تفتكر ...

اوما رياض بتأكيد : طبعا ...انتي بس بطلي دلع واعرفي أن السكوت ده طبعه ولو علي المشكله بينكم هحلها

.............

.......

نظر جاسر في ساعته التي تجاوزت الثالثه عصرا بقليل ليبتسم وقد بقيت ساعه علي نهايه الطريق وعودته الي منزله أو بالاحري عودته اليها. ..... اشتاق اليها كثيرا بتلك الايام ليشير الي أحد العساكر الذي يقوم به السيارة 

: يلا ياسعد سرع شويه خلينا نوصل 

اوما سعد وضغط دواسه الوقود ليخرج جاسر هاتفه من جيبه ويتصل بها 

اتسعت ابتسامه ماس التي قالت بلهفه : حمد لله علي السلامه ياحبيبي 

قال بعبث : حمد لله على السلامه دي تقوليلهالي علي الكنبه 

انفلتت ضحكه ماس لتتعالي من جوارها ضحكه بنات خالتها ليتساءل جاسر : انتي في حد جنبك 

قالت وهي تخرج من الغرفه : اه يا حبيبي دي ساندي والبنات نزلت تقيس الفستان بتاع خطوبتها قدامنا

تمتم ...طيب تمام ...يلا جهزي نفسك عشان كلها ساعه وهكون تحت البيت اخدك ونروح. 

صمتت ماس للحظات تعيد برأسها ما نطق به قبل أن تقول بعدم فهم : هو انت مش هتحضر الخطوبه 

عقد حاجبيه قائلا : ما انا قولتلك امبارح مش بحب الحفلات 

: أيوة ياجاسر بس دي خطوبه بنت خالتي ..ومش حفله اوي يعني ..دي مجرد خطوبه في البيت بيت العيلتين

انفلتت زفره ضيق من صدر جاسر الذي ظن أنها فهمت من مكالمته لها بالأمس أنه لن يحضر بينما ماس لم تتوقع انها أيضا لن تحضر بناء علي كلامه الذي انتهي سريعا الليله الماضيه لانه كان مرهق ويريد أن ينام 

: ماس انا راجع تعبان وعاوز ارتاح 

تمتمت ماس قائله : طيب ياحبيبي ...روح ارتاح ساعتين وبعدين البس وتعالي علي بليل 

عقد حاجبيه مزمجرا بضيق : انتي ايه اللي مفهمتهوش من كلامي اني اعدي عليكي عشان نروح 

قطبت ماس جبينها من ضيقه لتقول : بصراحه انا مش فاهمه حاجه ....امبارح قولتلك علي خطوبه ساندي واكيد انت فهمت انك هتحضر معايا ودلوقتي بتقولي نروح 

هتف جاسر من بين أسنانه : عشان شيء طبيعي أننا نروح بيتنا لما اكون راجع من السفر 

: ماهو ....قاطعها بنفاذ صبر : ماهو ايه ؟!

: ماهو ياجاسر مش فاهمه .... ازاي يعني انت مش هتحضر حفله خطوبه بنت خالتي 

هتف بضيق واضح : يادي الحفله ....قولتلك مش بحب الحفلات ولا هحضر 

هتفت ماس بامتعاض : ازاي يعني مش هتحضر ...قولتلك امبارح أنهم هيزعلوا 

رفع حاجبه بسخط : 

افهم من كلامك انك مش هتروحي وكل اللي فارق معاكي تقوليلهم ايه وأنهم هيزعلوا وانا اولع

بضياع رددت ماس : انا مقولتش كدة .....بس بقولك المفروض أن ذوقيا تحضر معايا 

هتف بنفاذ صبر : وانا قولتلك اني مش هحضر وراجع تعبان ....ايه في كلامي مش مفهوم 

تمتمت ماس بضيق : مش عارفه .....

هتف جاسر. بغضب : انا هعرفك ...احتدت نبرته وتابع : انتي مش فارق معاكي اني رجعت وعاوزاني امشي علي الخطه اللي رسمتيها من غير ما ترجعي لرأيي

عقدت ماس حاجبيها بدفاع : خطه ايه ...كل ده عشان شيء طبيعي تحضر معايا خطوبه بنت خالتي

سحب جاسر نفس مطولا وزفره ببطء قائلا : ماس انا راجع تعبان ومش عاوز اتكلم ....

: يعني ايه ؟!

: يعني اعملي اللي انتي عاوزاه ....احضري ..روحي ...اعملي اللي يعجبك 

سلام 

وقفت ماس مكانها للحظات طويله تنظر الي هاتفها بعد أن اغلق المكالمه بهذا الغضب لتتنهد مطولا بضع مرات وتراجع برأسها حديثهم مئات المرات ...ماذا حدث لكل هذا الغضب ....؟! 

دخل جاسر الي المنزل ليضع حقيبته أرضا ويسير بخطوات غاضبه وهو ينزع ربطه عنقه بحنق وكذلك باقي ملابسه ويتجه الي الاستحمام ....الم تشتاق له كما اشتاق اليها ....تعاند معه ...؟! حسنا فلتفعل 

...........

خرج بعد وقت طويل قضاه في محاوله منه لتهدئه غضبه لينظر الي هاتفه الذي يرن بلا انقطاع وظنها هي ولكنه كان مهران ....

: وصلت 

قال جلس باقتضاب : اه 

قال مهران : طيب انا وصالح هنعمل كام مشوار تكون ريحت شويه ونتقابل 

قال بغيظ وهو يتذكر مكالمتها : 

طيب انا هلبس وانزلكم


......

جلس الثلاثه واجمين بعد أن تحدثوا قليلا بكل ما يضايقهم ليشاكس مهران قائلا : ايه بقالي ساعه يكلمك...سرحت في ايه  

قال جاسر وهو ينفخ دخان سيجارته : عاوز رايي يامهران متتجوزش... بلا جواز بلا وجع دماغ 

ضحك مهران قائلا : الله من أمتي مش كنت مبسوط ....!؟

قال جاسر بغيظ : كنت 

رفع مهران حاجبه : ودلوقتي 

أشار جاسر بيده : بدأنا العكننه 

قال صالح بجديه : لو عاوز رايي ياجاسر .... انت غلطان كنت روحت معاها 

هتف جاسر بملل : تعبان ومش عاوز اروح في حته 

قال صالح بمغزي : ماهو انت قاعد معانا ولا هو جت علي مشوارها والتعب حل 

هتف جاسر بدفاع عن نفسه : قاعد معاكم عشان زن سي مهران إنما لو عليا كان زماني نايم 

قال صالح متمسك بموقفه : كنت روحت ساعه وراضيت مراتك ورجعت 

تدخل مهران قائلا : هو عنده حق .....هي كانت المفروض تسمع كلامه 

التفت صالح لمهران : يا سلام 

اوما مهران قائلا : اه .....جاسر عنده حق النسوان دي عنيده عاوز كسر دماغها 

نظر صالح إليه قائلا بخبث : خلاص روح كسر دماغها واتجوزها بالعافيه 

هز مهران كتفه : ومين قال اني مش هعمل كدة

ضحك جاسر قائلا : انت ماصدقت ....

: مش هو اللي قال

تابع جاسر ضاحكا : وانت علي طول من غير تفكير تنفذ

.....الستات مش بتجيي كدة خدها بالمسايسه

: انا محبش الحال المايل 

قال جاسر بخبث : امال بتحب ايه ....ا

اشاح مهران بوجهه : احب كلامي يتسمع 

قال جاسر بجديه : يبقي اوزن كلامك وقولي الاول انت عاوز تتجوزها ليه 

قال مهران بمراوغه : قولتلك 

هز جاسر كتفه : مقولتش إلا أنها جوازه وخلاص وفيديو ومعرفش ايه 

مع اني واثق أن موضوع الفيديو ده ولا فارق معاك 

يبقي مصمم ليه

قال مهران بهيمنه : عشان أنا مبرجعش في كلامي وانا خلاص قولت كلمه قدام الناس 

قال جاسر وهو ينظر إلي صديقه : انت من الاخر البنت عجبتك 

هز مهران رأسه : لا 

نظر جاسر له : امال 

صمم مهران : قولتلك مش بحب ارجع في كلامي .

هتف جاسر بجديه : ماهو لو عناد وخلاص يبقي ارجع في كلامك احسن إنما لو البنت عجبتك يبقي في كلام تاني 

هتف مهران بحنق : كلام ايه ؟! 

قال جاسر : اسالها رجعت في كلامها ليه .....جايز عمها ضغط عليها 

رفع مهران حاجبه بتفكير : وهو هيعمل كدة ليه ؟!

هز جاسر كتفه : 

اهو يمكن عاوز حاجة اكتر من الأرض 

فكر مهران ولكن بطريق اخر بعد أن كانت قد اتفقت معه ... ربما أنها من تضغط عليه لشيء آخر برأسها 

ولكن في الواقع لم يكن هناك شيء إلا ضياع وافكار مشتته بعقل فيروز التي تحولت أفكارها كلها لعدوانيه شديده واندفاع وهي تدفع بيد والدتها بعيدا عن تلك الحقيبه التي جمعت بها اشياؤها 

هاتفه : قولتلك مش هفضل هنا واللي يحصل يحصل 

أسرعت وداد تمسك بذراعها تحاول إيقافها : استني يابنتي 

هتفت فيروز بغضب شديد : مش هستني انا اخدت قراري عاوزة تفضلي هنا براحتك إنما أنا لا 

ركضت وداد خلف ابنتها ليخفق قلبها بقوة ما أن رأت فاروق يظهر أسفل درجات السلم هاتفا : في ايه صوتكم عالي ليه ؟! 

صمتت وداد وهي تترجي فيروز بنظراتها الا تقول شيء ولكن هيهات فها هي وقفت تتحدث أمام عمها بجرأه : 

في ان انا ماشيه 

عقد فاروق حاجبيه :ماشيه رايحه فين ...؟! 

في أي داهيه بعيد عن هنا 

نظر لها فاروق بامتعاض : معاناته ايه كلامك يا بنت اخوي 

وقفت فيروز أمامه بتحدي : معاناه انك تشوف واحده غيري تستغلها..... انا مش هتباع عشان تاخد انت الأرض 

هوي فاروق علي وجهها بصفعه قويه مزمجرا : عاوز تفضحيني بعد ما اتفقت مع الرجاله 

شهقت وداد ووضعت يدها علي فمها لتسرع عزيزة تحاول أن تحول بين فاروق وفيروز التي رفعت عيناها إليه ووضعت يدها علي وجهها مكان صفعته القويه وابت ان تبكي هاتفه : اضربني ولا يهمني مش هتجوزه يعني مش هتجوزه وانت ملكش حكم عليا 

زمجر فاروق بغضب : ده انتي قليله الربايه 

وانا هربيكي 

جذب شعرها بعنف لتحاول عزيزة إبعاده عنها باستماته ولكن فيروز أشعلت المزيد من غضبه حينما صرخت به بكبرياء : انا متربيه و ابويا رباني علي الكرامه بس واحد طماع زيك مش هيفهم  

صفعها فاروق بقوة مجددا حتي شعرت أنها فقدت السمع بأذنها التي أصدرت طنين بينما نزفت شفتيها 

ليهدر فاروق بغضب شديد : اسمعي يا وداد..... خدي بنتك من قدامي بدل ما هصور قتيل دلوقتي .... ولغايه ما تغور علي بيت جوزها مش عاوز اشوف وشها

حاولت عزيزة ووداد سحب فيروز التي اجتاحت بغضب ليجذب رحيم أخيه بعيدا قائلا : خلاص يا حاج تعالي معايا واهدي 

التفت الي زوجته قائلا : منيرة خدي البت واطلعوا فوق 

كل ما فكرت به فيروز بتلك اللحظه هو أنها تقبل أي ذل أو قهر وأنها ستهرب مهما كان الثمن ....

..........

.....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

جلست ماس بكمد وقد تبددت كل سعادتها وحماسها الايام الماضيه .... دخلت هويدا إليها لتجد جبينها مقطب : مالك ياماسه ؟!

انتبهت ماس من شروطها لتهز كتفها : مفيش 

قالت هويدا بابتسامه وهي تربت علي كتفها : طيب يلا عشان مالك ومي وصلوا نتغدي سوا 

قالت ماس : لا ياماما ماليش نفس ...اتغدوا انتوا 

قالت هويدا سريعا وهي تهز راسها : ليه ياحبيتي ....لا يلا قومي اتغدي معانا عشان ميصحش ...مي تزعل وتفكر انك مش عاوزة تقابليها

سحبت ماس نفس مطولا بينما لم تكن بأي حال يسمح لها برؤيه أحد الان وخاصه مي تلك التي لم تترك سبيل لتتقرب الي مالك الا وسارت به وكلما رأت كيفيه تغييره الواضح معها كلما أيقنت أن كلام والدتها صحيح بأن عليها أن تتقرب من عائلته 

ابتسمت ماس الي حماها الذي اجلس حفيده فوق ساقه يلاعبه لتقول هويدا بابتسامه واسعه وهي تعطي لزوجها شيء بيده : شريف قول لمالك علي المفاجاه 

نظر مالك لأبيه بترقب ليمد شريف يداه بتلك الورقه قائلا : هديه عيد ميلادك مقدما يا حضرة الضابط  

دق قلب مي بسعاده ولهفه بينما يأخذ مالك من أبيه تلك الورقه التي فتحها ورأي تحويل مالي بمبلغ كبير 

ليقول باستفهام : ايه ده يابابا 

قال شريف بابتسامه واسعه : تمن عربيتك الجديده 

اتسعت عيون مي واشرق وجهها بابتسامه عريضه ليقول مالك بامتنان وهو يحاول اعاده الورقه لابية : متشكر يابابا ....بس ده كتير اوي وانا عربيتي كويسه 

ضحك شريف مشاكسا : مفيش حاجه كثير عليك يا حبيبي ....وبعدين من أمتي ده انت اول ما اتخرجت كنت كل سنه عاوز تغير العربيه 

ضحك مالك : زمان بقي يا بابا ...دلوقتي المهم أي حاجة توصلني 

ضحك شريف لتربت هويدا علي كتف ابنها بحنان : مبروك عليك يا حبيبي 

ربت علي يد والدته الحنونه : الله يبارك فيكي ياامي 

قالت هويدا : هقوم اجهز الغدا 

أوما لها لتقول مي برقه : مرسي يااونكل 

قال شريف : علي ايه يا بنتي

قام وهو يحمل حفيده قائلا : بعد اذنكم هدخل اعمل تليفون علي ما الغدا يجهز 

أومات مي لتلتفت الي مالك ما أن انصرف والده وتقول بحماس : مبروك ياحبيبي 

ابتسم مالك لها قائلا : الله يبارك فيكي

داعبت كتفه قائله : كدة بقي اخد انا عربيتك القديمه 

رفع مالك حاجبه : ليه ؟!

هزت كتفها : وفيها ايه ...انت هتعمل ايه بعربيتين ؟!

قال مالك : كنت ناوي اديها لمحمود 

قالت مي وهي تحاول التحكم في نبره صوتها بينما لا ينفك يفكر بعائلته دونها : ماهو اكيد اونكل هيجيب له عربيه لما يتخرج ...وبعدين انا محتاجه عربيه جدا 

رفع حاجبه : محتاجاها في ايه ...؟!

هزت كتفها : اهو اروح بيها مشاويري وبعدين ماهي ماس عندها عربيه ولا جت عليا 

زم مالك شفتيه وبدأت نظراته تحذرها : تاني هتقارني بينك وبينها 

أسرعت مي تقول باستدراك : مش قصدي طبعا ....انا قصدي يعني عادي لما اسوق ....تلفتت حولها تبحث عن شيء تلهي به مالك الذي لمح أنها لم تتغير ومازالت كما هي لتساله: هي ماس فين صحيح .....قلبت عيناها وتابعت : ولا مش عاوزة تقابلني 

لوي مالك شفتيه وزفر قائلا : وهي مش هتقابلك ليه ....تلاقيها نايمه ...هقوم اشوفها 

اشاحت مي بعيونها ما أن غادر لتتبرطم بكافه الألفاظ ....روح شوفها تلاقيها بتتدلع الهانم ...!!

دخل مالك الي ماس التي كانت تفكر للمرة الألف في سبب أو عذر تتملص به من حضور الحفل بينما ينهاها عقلها عن ذلك فلماذا لا تحضر ....؟! من أجل ألا يغضب ....؟! حسنا وماذا فعلت ليغضب بل هي من عليها أن تغضب منه لأنه سيضعها بموقف سيء أمام عائلتها بعدم حضورة 

: الجميل مكشر ليه ؟!

ابتسمت لأخيها : مفيش ....

داعب شعرها : اكيد جاسر وحشك 

أومات له دون قول شيء ليقول : هانت ...افتكر راجع بكرة 

هزت ماس راسها : هو رجع 

اتسعت عيون مالك : بجد ....طيب امال مكشرة ليه 

قطبت جبينها ونظرت الي أخيها قائله : مش هيحصل حفله خطوبه ساندي 

: ليه ؟!

: قالي راجع تعبان 

جلس مالك بجوارها : طيب وايه مزعلك في كدة ....اكيد راجع تعبان 

هتفت ماس بامتعاض : وهي جت علي الساعه بتاعه الحفله 

ربت علي شعرها بحنان : معلش يا ماسه ....الماموريات بتكون متعبه اوي والواحد ما بيصظق يروح ينام ....اعذريه

: ماما وخالتو عيزعلوا 

قال مالك بهدوء : ولا هيزعلوا ولا حاجه ...كل واحد وله ظروفه ....

نظر لها بطرف عيناه وتابع : و اعتقد محدش هيزعل منك لو محضرتيش انتي كمان 

التفتت الي أخيها برفض واضح : لا طبعا ... ساندي هتزعل 

حك ذقنه قائلا بمغزي : وجاسر؟!

نظرت إلي أخيها باستفهام : ماله ؟!

: مش هيزعل أنك سبتيه لما رجع 

هزت راسها بكذب وهي تخفي مكالمتها معه والتي هي متأكدة أنه غاضب : لا ...مش زعلان 

اوما أخيها ليقول : طيب يلا تعالي نتغدي ...ادم بيدور عليكي 

.........

جلست برفقه عائلتها وهي تفكر ...هل تعود ام بالغد لتصل إلي قرار ..... ستتصل به وتحاول أن تغير قراره .....

نظر جاسر بطرف عيناه الي هاتفه ثم اعاده الي جيبه وتابع جلسته برفقه أصدقاءه دون الرد عليها 

ارسلت ماس له رساله : جاسر انت نايم ....انا بكلمك عشان اشوف جاي ولا لا .. ؟!

ضغط علي أسنانه بقوة وهو يقرأ رسالتها بينما ظن أنها ستعود ....مازالت لا تهتم وتكمل حفلتها ...فلتفعل ...وهو أيضا سيكمل سهرته برفقه أصدقاءه 


.............

..

هتف عماد بلوم لابنته التي لم يهتم أو يسأل اصلا عن سبب محاولتها إيذاء نفسها وكل ما اهتم به هو توقيعها لهذا التوكيل الذي أضاع كل أحلامه بأخذ أموال من زياد واعاده وضعه المالي لما كان عليه : بعد ما اتفقت مع المشتري اتفاجيء بأنك ماضيه توكيل عام له ....انتي ازاي تعملي كدة 

ابتلعت ياسمين غصه حلقها بينما تمنت لو تعود الي هذا اليوم وتتراجع عن إنقاذه وتتركه يدفع ثمن افعاله وتركض الي صالح ....

: انتي لازم تلغي التوكيل ده بأي تمن .....فاهمه 

رفعت ياسمين عيونها لأبيها بعتاب قاتل وهي تقول : انت كنت عاوز تبيع من وراه ومفكرتش ممكن يعمل فيا ايه لما يعرف ...

ابتلع عماد كلماته بعدما ألقت بوجهه تلك الحقيقه لتنظر ياسمين له باشمئزاز وتقول وهي ترثي حالها : بعد ما بعتني وانقذت نفسك وشوفت هو عمل فيا ايه ومفرقش معاك .... جاي دلوقتي تاني تحاول تشوف ازاي هتوصل لفلوسه من غير ما يفرق معاك هو هيعمل فيا ايه ....

حاول عماد إصلاح كلماته : انا مقصدتش....انا قولت ابيع الفيلا والمحلات عشان اسدد الديون و....قاطعته ياسمين بغضب : اسكت ....

اتسعت عيون عماد لتهدر به بغضب شديد امتزج بدموعها : اسكت واطلع برا .....مش عاوزة اشوفك ....ياريتك ما كنت ابويا . ....انت اصلا حرام تكون اب .....

اطلع برااااا 

اسرع زياد علي صوت ياسمين ليتفاجيء بها تطرد عماد الذي وقف كالمشلول لحظات قبل أن يسحب نفسه خارجا 

نظر لها زياد : ايه اللي حصل ! 

صرخت ياسمين به من بين دموعها : برا انت كمان .....برا كلكم مش عاوزة اشوف حد 

نظرت امتثال بشفقه الي حاله ياسمين لتترجي زياد بنظراتها : معلش يازياد بيه .... انا ههديها 

زفر زياد بغضب وخرج لتتردد امتثال لحظه قبل أن تميل تجاه ياسمين و تفتح لها ذراعيها تحتضنها بحنان وتربت علي كتفها لتبني ياسمين بين ذراعي تلك المراه وتظل هكذا دون قول شيء .....وماذا تقول بعد كل ما تعيشه ....؟! 

...........

....

لفحت نسمات الهواء الباردة وجهه صالح حينما نزل من سيارة مهران التي أوقفها أمام منزله قبيل الفجر بقليل بعد عودتهم من رفقه جاسر ليقول : تصبح علي خير

اوما صالح ليتحرك مهران بسيارته الي منزله ويدخل صالح هو الآخر الي منزله الغارق بالسكون 

خطي بضع خطوات ليلمح طيف والده الجالس علي مقعده الوثير بجوار الشرفه يطالع أحد الكتب 

: السلام عليكم 

وضع رافت الكتاب من يده بجواره ونظر الي ابنه : كنت فين لغايه دلوقتي ؟؛

: مع جاسر ومهران

رفع رأفت حاجبه باستنكار قائلا : وهو انا مش قولت أن حماك جاي ...

نظر صالح بملامح وجهه خاليه الي ابيه يخفي ضيقه وهو يقول بعدم اكتراث : نسيت 

استهجنت ملامح رأفت مرددا : نسيت ...؟! 

اوما صالح دون قول شيء ليزجرة أبيه بتوبيخ : وانا انت بتعرف تنسي امال منستش ليه بنت الحرامي 

اشتعلت الدماء بعروق صالح من مغزي كلمات أبيه لتسري النيران بعيونه بينما يقول باحتدام : بعد اذنك يابابا 

امسك رافت بذراع أبنه سريعا قبل أن يغادر وهو يحاول جهده أن يتحكم في أعصابه : استني هنا انت رايح فين ؟!

هتف صالح وهو يضغط علي غضبه بداخله : داخل انام 

هتف رافت بحده : تنام .....هو ده ردك علي كلامي ؟!

التفت صالح الي ابيه : ردي علي ايه ؟!

نظر رأفت الي ابنه بحده : انت لسه بتفكر في البنت دي 

سحب صالح نفس عميق يحاول تهدئه النيران التي اشتعلت بداخله : ولا بفكر فيها ولا في غيرها !!

نظر رأفت الي ابنه قائلا بهجوم : يبقي كلام حماك صح 

قال صالح بينما فهم أن والد مها التي لإنهاء تلك الخطبه : اه يابابا ...أنا مش عاوز اكمل في الجوازة دي 

احتقن وجهه رأفت : انت بتقول ايه ؟!

: بقول اني مش عاوز اكمل ولا قادر 

نظر رأفت الي ابنه بغضب مزمجرا : عشانها 

انفلتت اعصاب صالح : لا ...مش عشانها ....عشان أنا مش بزراير هدوس علي قلبي اطلع واحده وادخل غيرها ..... عرفت ليه ...؟! 

ارتبكت نظرات رافت قليلا من كلام ابنه والذي ازاد من غضبه بينما تحمل كلماته معني أنه مازال عالق بحب تلك الفتاه ليقول بحزم : هتدوس علي قلبك وعلي عقلك وعلي كل حاجه الا كرامتك 

امسك بذراع أبنه وهتف به بغضب شديد : كرامتك اللي دايت فوقها و اتهمتك انك حرامي ودخلتلك السجن ......هتدوس عليها وعلي أهلها يا صالح ...فاهم ....!!

نزع صالح ذراعه من يد أبيه واندفع الي غرفته ليتهاوي جالسا وتندفع تلك الذكريات الي رأسه بقوة تنحره .....تلك الليله انتظر عودتها بها طويلا ولم يفقد الأمل ...ضرب قبضته بقوة وهو يتذكر كم كان غر ساذج ليظنها ستترك كل شيء واختاره وتعود له .....ابتسامه مريرة امتزجت بالتهكم وهو يتذكر نهايه تلك الليله حينما تفاجيء بالشرطه تقتحم منزلهم وتوجهه إليه اتهام بالسرقه ......!!

لايدري كيف وصلت تلك الحقيبه الي سيارته .... وفكر بكل الاحتمالات إلا أن يكون لها يد بهذا .....للمرة الألف كان ساذج ولم يصدق كلام أبيه أنها تشبه والدتها ....!!

فرك صالح وجهه بانفعال شديد وامضاءها علي تلك الأقوال لا يفارق عقله ....هي من اعترفت عليه ..؟!

اتهمته أنه من دفعها لسرقه ابيها وخطط لكل الأمر .. !!

دعست علي كرامته وسمعته وسمعه أبيه وسارت تجاه حياتها التي اعتادتها ....لم يكن اختيارها وهو يرفض أن يكون نسخه من ابيها ....!!

ضاق صدر صالح بينما تشوش عقله بباقي ذكريات تلك الأيام التي تدخل فيها جاسر وعائلته بقوة لإبعاد تلك التهمه عنه وسانده مهران كثيرا بينما كان قاب قوسين من السجن حتي ظهر هذا المحضر من العدم بأن سياره صالح قد تمت سرقتها ولذا فهو بعيد كل البعد عما وجدوه بداخلها ...بالتأكيد جاسر هو من قام بعمل محضر كهذا وكانت فكرته لإنقاذ صديقه ....

كور قبضته عده مرات بعنف وهو يتذكر كل تلك الأحداث ..... مرض أبيه بينما تضررت سمعته خاصه بعد تلك الازمه الماليه التي كان يعيشها و الذي كان سيخسر بها تلك المزرعه لولا تدخل مهران ....!! 

اخرجوه أصدقائه من محنته وهو أخرجها من حياته بلا رجعه الا ذلك اللعين الذي يسكن بين ضلوعه والذي مازال يتذكرها. ...

...........

....

هزت ماس راسها : لا 

قال محمود برجاء : اهون عليكي ...

هزت راسها بإصرار ليقول مستعطفا : بعد ما اوصلك لغايه بيتك تقوليلي اركن العربيه ...اروح ازاي يا ماسه ..ده انا اخوكي الصغير 

تابع ترجيه لها لترفع اصبعها بوجهه : ماشي خدها روح بيها ...بس بكرة هاخدها 

تبرطم محمود : يا ريتني ما كنت علمتك السواقه 

التفتت له ماس : بتقول حاجه 

ضحك محمود بغيظ : بقولك هتوحشيني ياقمر

جذبت ماس حقيبتها ودخلت الي بوابه المنزل الصغيرة لتلوح الي أخيها .....فتحت الباب بهدوء وتقدمت الي الداخل تنظر في الإرجاء بحثا عن جاسر الذي كان متمددا بالفراش ..... بالرغم من كل غيظها وغضبها منه الا أن رؤيتها له جعلتها تنسي كل شيء وتشعر بحنين واشتياق جارف له ....جلست علي طرف الفراش بجواره ليشعر جاسر بها فيفتح عيناه الناعسه ....ابتسمت له باشتياق : حمد الله علي السلامه ياحبيبي 

قطبت ماس جبينها حينما قال جاسر ببرود شديد ساخرا : لسه فاكرة ..

نظرت له بعتاب : كدة ياجاسر ...ده بدل ما تقولي وحشتيني 

سحب نفس مطولا وزفره بينما يتقلب للجهه الأخري قائلا باقتضاب : ماس انا عاوز انام 

كورت ماس قبضتها وقامت بغضب من جواره بينما جرحها بشده بروده معها لتغضب من نفسها انها اشتاقت له من الاساس ...خرجت من الغرفه ليزفر جاسر بضيق من نفسه لما فعله بها ولكنه يشعر بالغضب ...فقط الغضب البحت ...!!

لايريد أن يكون باختيار مع شيء أو شخص بحياتها يريد أن يكون له الاولويه ....اناني ولا ينكر ولكن انانيته جاءت من عشقه لها ....زفر مجددا وهو يتقلب ويتمدد علي ظهره ناظرا الي السقف بفراغ لا يدري كيف طاوعه قلبه علي جرحها .....

زفرت ماس بضيق شديد وهي تفتح حقيبتها تخرج منها الملابس المتسخه وتبقي بهم الذي داخل الغساله وتجذب حقيبته التي تركها وسط البهو وتفتحها لتخرج ملابسه ايضا لتتوقف يدها علي تلك العلبه .....أمسكت بالعلبه الانيقه بفضول لتفتحها ويدق قلبها حينما رأت تلك الساعه التي كانت تتحدث عنها معه من قبل وكم كانت تريد بشده شراءها ...أغلقت العلبه بحنق وهي تتذكر بروده معها لتتبرطم بغيظ شديد : بني آدم مالوش تفسير. ...نرجسي ولا شيزوفرينك ....بيحبني وجايب ليا هديه و بيقول كلام زي السم ....هيجنني قريب 

تابعت تبرطمها وهي تعيد العلبه الي الحقيبه وتغلقها مجددا وتضعها مكانها ....ستتظاهر أنها لا تعرف شيء عن تلك الهديه ....

اتجهت الي غرفتها مجددا ليسرع جاسر يغلق عيناه متظاهرا بالنوم ما أن شعر بخطواتها ...دخلت وسحبت ملابس لها ثم اتجهت الي الحمام خارج الغرفه لتستحم وتستبدل ملابسها .....

انتهت لتجمع شعرها المموج اعلي راسها ثم تتجه لإعداد كوب من النسكافيه ...أخذته واتجهت الي غرفه المعيشه بملل تمسك بهاتفها ....

طال مكوث جاسر يتقلب يمينا ويسارا يستدعي النوم الي جفناه ولكن عبثا فقلبه ابدا لم يطاوعه علي التمادي بفعلته ليبعد الغطاء من فوقه ويغادر الفراش .....خرج باتجاهها ليفكر بضع مرات في ما سيقوله حتي لا يبدو أنه تراجع عن موقفه ....

لم ترفع ماس عيناها عن هاتفها حينما شعرت بخطواته يدخل الي الغرفه ليحمحم جاسر ينقي نبره صوته الناعسه قائلا وهو يفرك خصلات شعره : ماس لو سمحتي اعملي ليا فنجان قهوة ساده 

لجزء من الثانيه عصفت برأسها مختلف الردود لتستقر اخيرا علي الرد المثالي لبروده معها ...لتقول دون أن ترفع عيناها ناحيته : لا 

تفاجيء جاسر بردها ليعقد حاجبيه : ايه ؟!!!

رفعت وجهها إليه ليري من حمرته كم اغضبها ...بقول لا 

بالرغم من كل ما يعايشه معها إلا أنه بتلك اللحظه تحديدا يريد أن يضحك علي غضبها بينما وقفت أمامه هاتفه بغيظ : هو مش انت بتتعامل معايا ببرود يبقي اعمل قهوتك بنفسك يمكن تسخن دمك البارد ده شويه ...

حقا لم يجد رد عليها وبصعوبه تمالك نفسه من أن ينفجر ضاحكا ...

اسرعت ذراعاه تمسك بها ما أن خطت خطوته لتغادر الغرفه. ..تعالي هنا رايحه فين ...؟؟!

هتفت بغيظ بينما وضعت يدها فوق يده أبعدها عن خصرها : رايحه في اي حته بعيد عنك بدل ما اتشل من برودك 

رفع حاجبه متطلعا لها : انا بارد ...! 

انفلتت الكلمات الحانقه من شفتيها : لوح تلج ...!!

اوما وعيناه تتالكأ فوق شفتيها التي بدأت تقضمها بغيظ : انا اللي سبتك وقعدت عن أهلي وافتكرتك لما خلصت مشاويري مش كدة ...

هزت كتفها بينما لاتريد منه أن ينظر إليها هكذا حتي لا تتشتت : قولتلك تعالي 

قال بنبره ناعمه قليلا : كنت تعبان ...

قضمت شفتيها مجددا بينما تبحث عن غضبها منه : قولتلك ارتاح ... وهاهي وجدت غضبها لتزداد عقده جبينها بينما تتابع : وبعدين خلاص مش ده موضوعنا 

ابتسامه خبيثه ارتسمت علي جانب شفتيه : امال ايه موضوعنا 

هتفت بغيظ وهي تدفع بخصلات شعرها المموج للخلف لتظهر بشره عنقها الناعمه أمام عيناه المشتاقه ....انك اتهامات معايا بالطريقه دي ...ودي مش اول مرة ...قولتلك قبل كدة اتخانق وتتكلم إنما بطل برودك ده عشان بجد مش بقدر استحمله ....

رفع يداه ووضعها علي جانب عنقها برقه بينما يقول : بتكرريها تاني ..

قالت بقليل من التشتت اثر لمسته : هي ايه ؟!.

قال بمكر : اني بارد

أومات وهي تحرك عنقها بعيدا عن لمسه يده : لوح تلج 

ضحكه لعوب ارتسمت علي شفتيه لتشهق حينما شعرت به يدفعها برفق علي الأريكة خلفها ويجثو فوقها هامسا : هوريكي انا بارد ازاي ...

وضعت يدها فوق صدره وهي تهز راسها : لا اوعي كدة انا زعلانه منك 

اوما وهو يقرب وجهه من وجهها : وانا كمان زعلان منك بس ده ميمنعش انك وحشتيني وهموت واعمل كدة.    

كان مصير اعتراضها شفتيه التي انقضت فوق شفتيها يقبلها باشتياق جارف سرعان ما تجاوب ماس معه حينما ازدادت ضرارة قبلاته لتحررها يداه من ملابسها بشغف ويغرس أصابعه بخصلات شعرها ويعود مجددا ليلتهم كل انش بشفتيها .....

.....

......

انتفض مهران من جلسته حينما شعر بهذا الشيء يوضع فوق كتفه لتتراجع بسمه للخلف بوجل وهي تقول بتبرير : انا شوفتك قاعد برا والجو ساقع قولت احط علي كتفك العبايه بتاعتك ...

سحب مهران نفس عميق وزفره ببطء ليهز رأسه دون قول شيء و يتجه الي الداخل لتنظر بسمه الي تلك العباءه التي سقطت أرضا وتنحني تلتقطها وتضعها بين ذراعيها مستنشقه رائحته التي تحفظها منذ أن كبرت وهي تراه فارس الاحلام ......

بعد قليل دخلت لتتسع ابتسامتها الي عمران وتسرع تقبله : صباح الخير يا عمي 

ربت عمران علي كتفها : صباح الورد والياسمين علي احلي بنت في البلد كلها 

تنهدت بهيام بينما تحلم أن يكون لها ولو نصف حظها مع ابن عمها كما مع عمها الذي يكن لها معزة خاصه ويدللها كثيرا منذ أن تزوج والدتها وهو يعتبرها ابنته ....بل ويعاملها افضل مما يعامل ابنتيه سهام وسحر 

جلست بسمه بجوار عمها لتتناول الأفطار برفقته ككل صباح ولكنها فقدت شهيتها حينما غاب مهران عن هذا الأفطار ...

....

......


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 


اقتباس 

: جاسر احنا مش بنبطل خناق .....

قاطعها باعتراف : ومش هنبطل ياماس ...احنا كدة هنفضل نتخانق ونشد مع بعض المهم اننا في الاخر بنتصالح ....ده المهم 

...


جاسر وماس نفس مشاكلنا مع أزواجنا ....حاجات صغيرة تافهه بس مش بتخلص وبتتكرر ....ياتري هيفضلوا كدة ولا ايه اللي المفروض يحصل ...؟! يلا مستنيه رأيكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !