قيد من دهب الفصل الحادي عشر

0


 الفصل السابق

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


مساء الفل ...انا بحاول انزل في وقت سريع مع أن الروايه ميعادها فصل كل اسبوع .....فين الفوتس والكومنتات والاراء والتشجيع ...اللي بيقري ويجري بلاش قله ذوق متقريش احسن وحبايبي اللي دايما بيسبولي تعليقاتهم الحلوة ...مرسي ..الروايه بتكمل بتشجيعكم ......يلا نبدا 


وقفت ماس مكانها تتطلع إليه دون قول شيء بينما ببراعه كان يجعلها تشعر أنها مقصرة بشيء ...لاتدرك ماهو هذا الشيء ولكنها مقصره به لتبحث برأسها عن كل ما مر عليها منذ بدايه اليوم ...لم تقصر بشيء ....!! 

بعناد توسد جاسر الفراش واغمض عيناه يجبرها علي النوم بينما لايريد أن يفكر بسبب هذا الغضب الثائر بداخله بتلك الطريقه ....يغار ..!! 

نعم حتي وان كان مجرد ساعات قضتها اطول مما بالكاد يسمح لها ....

أغلقت ماس هاتفها بحنق ووضعته بجوارها بينما جاهدت أن تشغل عقلها وتفكيرها بالنظر في هاتفها حتي لا تترك لتفكيرها العنان ولكنها لم تستطيع ....وكيف تستطيع الا تفكر فيما حدث ويلح عليها للمرة الألف نفس السؤال ...ماذا فعلت لكل هذا ...؟! 

لتجد نفسها تدور في نفس الدائرة بلا هدف ولا فكرة واضحه وهذه الحاله تعرفها جيدا لأنه دوما ما يضعها بها حينما يرتدي قناعه الجليدي ولا يسمح لها بالمناقشه معه فيتركها فريسه لأفكار وكلمات و اجابات ترتبتها بينها وبين نفسها وتسردها استعدادا لمناقشته ولكن هيهات ....فالمناقشه لا تأتي ابدا ....يبتعد عنها و يتمسك بصمت وبرود يحرق أعصابها وفي النهايه يقترب حينما يريد و ينهي الأمر ببضع كلمات .....هذا ما عهدته معه سنوات والحجه الدائمه ...أنها تجادل كثيرا وكثرة الجدل تخلق المزيد من المشاكل .....

انزعجت ملامحها بينما تفكر لماذا قد تقود المجادله والنقاش الي مشكله ... أنها تتقبل الرأي الآخر وتفكر به وتتناقش لذا لا تغضب أو تدع الأمر يتحول لخلاف لتصل إلي قناعه أن تلك هي مشكلته وحده ....نعم هو لايريد الدخول معها في نقاش قد تكسبه به والدليل ما قاله قبل قليل قبل أن يوخزها بهذا الشعور بالذنب ....قامت من مكانها وبدأت تتحرك في غرفه المعيشه بخطوات متقاطعه وهي مستغرقه في تفكيرها الذي تدرك أنه لن ينتهي وتدرك أيضا نهايته أن استسلمت له لتحسم الأمر .....أنها تحبه ولا تريد أن يبتعد عنها عشرة أيام وهما متخاصمان ...

تراجع عقلها وتقدمت دقات قلبها التي التاعت لمجرد التفكير أنه سيبتعد عنها عشرة أيام .... اول مرة منذ زواجهم يبتعد لذا تشعر بوحشه كبيرة .....لم تتردد كثيرا لتدفع بخطواتها تجاهه .....

شعر بخطواتها ليدير ظهره ويغمض عيناه .....

خطت تجاه الفراش ولكنها تراجعت خطوة للخلف لترتسم ابتسامه علي شفتيها وهي تفكر بشيء ....تناولت ملابس لها من الخزانه وخرجت من الغرفه مجددا لتضع الملابس بالحمام ثم تتجه الي المطبخ تخرج هذا الطعام من الأكياس وتضعه بالفرن الذي ضبطت توقيته ثم اتجهت الي الحمام ...وقفت امام المراه الكبيرة تصفف شعرها وتضع زينه هادئه علي ملامح وجهها ثم تترك خصلات شعرها تنساب علي كتفيها ...عقدت حاجبيها وهي تنظر حولها ..لقد نسيت عطرها ...بابتسامه مرحه كانت تمسك بزجاجه عطره وتنثر منها علي عنقها وكتفها لتنفلت منها ضحكه تغير كامل مزاجها علي رائحته النفاذة التي تختلف كليا علي رائحتها الهادئه المعبقه بروائح الفواكه والزهور ....كل شيء بالرجال مختلف حتي رائحتهم .....أنها قويه نفاذة مسيطرة بالضبط كما شخصياتهم وتفكيرهم ......نظرت إلي نفسها بابتسامه وهي تعترف انها تحبه ولا تحتمل غضبه ....تحبه كما هو بالرغم من صعوبه شخصيته ....أنه كطفلها الصغير ...لذا فلن تفكر كثيرا في من المخطيء ..لتتسع ابتسامتها وهي تحدث نفسها بأن تجعل المباردة تلك المره منها من أجل سفره .....وهذا هي ماس ...شخصيه متوازنة واضحه 

بالرغم من أنها شعله ثائرة إلا أنها سرعان ما تخبو جذوتها حينما تهدأ وهي هدأت حينما تلمست له العذر بأنه يحبها واراد قضاء الوقت معها فقط خانته التعبيرات ....حسنا فلتتحمل طفلها المشاكس ...ابتسمت وهي ترتضي بتلك القناعه .....

دخلت ماس الي الغرفه لتقع عيون جاسر التي لم يقترب منها النعاس بينما ثورته ماتزال متأججه ...وهو يفكر لماذا كل شيء معها صعب للغايه ...لماذا كلما ظن أنها أصبحت بين يديه تتسرب ويشعر أنها هربت منه ....يريدها لنفسه ولا ينكر انانيته فهي بالحب مشروعه من وجهه نظره ...اغمض عيناه سريعا ما أن دخلت الي الغرفه ولمحها علي ضوء الاباجورة الخافت بجواره ليلعن بسره وهو يراها ولو للحظه بتلك الهيئه ...ماذا تفعل به ..؟! 

إنهما متخاصمان فلماذا تتزين هكذا .....لم يفلح اغماضه لعيونه في السيطرة علي دقات قلبه ليدير جسده للجهه الأخري وهو بالكاد يسيطر علي أنفاسه حينما شعر بخطواتها تتجه ناحيته .....ابتسمت ماس علي مايفعله ولم تخطيء حينما شبهته بالطفل المشاكس ....

جلست ماس علي طرف الفراش لتمد أناملها تجاه ظهر جاسر تهمس باسمه : جاسر ....

تمتم بعناد دون أن يفتح عيناه التي يجاهد بصعوبه إغلاقها حتي لاتري افتتانه بها ....عاوز انام ياماس 

هزت راسها واقتربت منه اكثر لتقول بنبره ناعمه كما نعومه خصلات شعرها التي انسابت علي كتفه وجهه : مفيش نوم ....قوم عاوزاك 

حاول أن يتمسك بعناده ولكن كيف وهو يشعر بجسدها يلامس ظهره بينما دقات قلبها تتحرك بتلك السرعه كما حال دقات قلبه ....ببطء استدار ناحيتها وهو يحاول ايجاد ملامحه المقطبه وهو يقول : عاوزة ايه 

بالأساس نسي لماذا كان غاضب حينما نظر إلي ابتسامتها الشقيه وهي تقول : هكون عاوزة ايه ....عاوزاك تقوم تاكل معايا عشان مش بعرف اكل لوحدي 

رفع حاجبه وبالكاد امسك نفسه عن التقاط شفتيها التي تشاكسه وتلعب علي اوتار غضبه بمرح لا يليق إلا بها ليلتهما بشفتيه الجائعه ...

: قولت مش جعان 

نظرت له بدلال واقتربت منه اكثر ليري بوضوح مفاتنها التي كشف عنها قميصها الحريري القصير بينما تقول بتأثر : انت كمان قولت انك مسافر 

حاول التمسك بعناده بينما ذاب قلبه مما تفعله به ...ليس فقط جمالها وفتنتها بل طيبه قلبها الجميل ومبادرتها التي لم يتوقعها وقد عاصر عنادها طويلا الذي لا يصدق أنه لم يعد موجودا ولكنه لو فكر قليلا اعرف ان حبها له دوما فاق كل عناد وأنها لا تحتمل الابتعاد عنه 

ليقول بنبره خاليه : فارق معاكي ....

نظرت له بعتاب وهي تمرر يدها علي جانب خصلات شعره الاسود الفاحم لتقول بمشاعر : لو انت مش فارق .....ايه في الدنيا يفرق .....؟!

اهتزت نظراته كما اهتزت دقات قلبه لكلامها الذي تمني لو يكون مثلها ويعبر عنا يريد دون ادني تفكير ...غاضب منها ولكنه يحبها فليقل كما تفعل هي ولكنه لا يصل إلي تلك القناعه

نظرت ماس له ثم تابعت بجديه : جاسر مع اني عاوزة اتكلم ونتناقش في اللي مزعلك بس دلوقتي خلينا في نقطه واحده بس هسألك فيها 

نظر لها بترقب ليتفاجيء بملامحها تتغير من الجديه الي دلال وهي تنظر إلي عيناه بعيون معاتبه : .....هتسافر واحنا متخاصمين ...اهون عليك ؟؛ 

قفزت دقات قلبه من موضعها وهو يهز رأسه ناطقا بقلبه قبل لسانه بينما يلعن اي عتاب أو غضب فليذهب الي الجحيم أن كانت بهذا القلب الصافي وهذا التفكير البريء : متهونيش عليا ابدا 

بلحظه كانت ذراعيه تحيط بها لتسحب ماس نفس عميق وتغمض عيونها وهي تدرك حقيقه هامه. ... أن كل الكلام بينهما وكل تلك الخلافات تنتهي بوجودها بين ذراعيه وتناغم دقات قلبها بقلبه الذي هي متأكدة أن لايوجد سواها بداخله ...

مرر جاسر يداه علي ظهرها بينما شعر بتنهيدتها العميقه ليقول بنبره حنونه : مالك يا حبيتي ؟!

رفعت راسها من فوق صدره ونظرت له قائله بصدق : فكرت أن أي مشكله بينا تخلص بحضن 

داعبت الابتسامه شفتيه التي رفعها تجاه شفتيه برقه هامسا : بحبك 

هزت راسها وابتلع إجابتها بشفتيه التي تحركت فوق وجنتيها وعيونها وكامل وجهها قبل أن يغمض عيناه ويمررها فوق عنقها ....

لامست ابتسامته بشرتها الناعمه بينما يرفع رأسه قليلا من عنقها قائلا : مش ده البريفيوم بتاعي 

ضحكت ماس بعفويه قائله : اه. .. اصل ملقتش بتاعي لما كنت بجهز نفسي ..فقولت استخدم بتاعك 

ضحك جاسر وهو ينظر إليها كم هي بسيطه ومعقده بنفس الوقت ....

داعبت ماس لحيته الناميه قائله بمرح : مع اني ندمت اني حطيته بس اهو جربت 

رفع حاجبه : ندمتي 

أومات قائله : اه ...ريحته قويه اوي ....بحبها عليك بس عليا متستغرباها ...لايقه علي شخصيتك

ضحك جاسر وأمسك بوجهها بين كفيه ليقول وهو يمرر يداه علي خصلات شعرها : عارفه يا ماسه ...انتي تنفعي اوي تشتغلي في السياسه 

نظرت له باهتمام : ليه ؟!

داعب ارنبه أنفها : عشان لمضه وعندك تفسير وتبرير مقنع لكل حاجة 

ضحكت ماس لتقول : طيب يبقي هرشح نفسي لمجلس الشعب 

اوما قائلا : هتبقي احلي نائبه في المجلس 

نظرت له بمكر بينما تقول ببطء : 

طيب لو بقيت نائبه ....حضرة الضابط مش هيتضايق مني لما اتاخر 

نظر لها بخبث وفهم مغزاها ليقول وهو يمد يداه حول خصرها يقربها إليه ليضعها فوق ساقه : لما تبقي نائبه نبقي نشوف وقتها موضوع التأخير

ازداد عبث نبرته وهو يقول بينما شعرت به يقوم وهي بحضنه : دلوقتي بقي تعالي اقولك كلمتين مهمين برا علي الكنبه ....

ضحكت ماس بخجل بينما يسير بها جاسر الي الخارج : جاسر انت بقيت مشكله في موضوع الكنبه ده 

هز كتفه بينما يخطو بها الي غرفه المعيشه : اعمل ايه بتفتح نفسي 

انفلتت ضحكتها العاليه بينما تقول : وهو انت امتي نفسك أتسدت اصلا 

ضحك جاسر وهو يميل يضعها فوق الأريكة ويجثو فوقها : تتسد ازاي وانتي قمر كدة 

ابتسمت ماس لتحيط عنقه بذراعها : عجبتك 

اوما قائلا وهو يقبل جانب شفتيها : اوي ...من اول ما شوفتك وانتي عجباني 


........

....أجابت فيروز علي هاتفها بعدم اكتراث : الو 

جاءها صوت أجش خمنت من صاحبه ولكنها قالت : مين ؟! 

صمت مهران وابتسامه ملتويه ارتسمت علي شفتيه فهو ليس بحاجة ليعرف عن نفسه لتقول فيروز حينما طال صمته: انت !

قال مهران بهدوء ::

حد غير هيكلمك غيري ولا ايه ؟؛ 

قالت فيروز ببرود : لا .....بس استغربت جبت رقمي منين ؟!

قال مهران بثقه : انا اجيب التليفون كله لو عاوز مش بس الرقم

رفعت حاجبيها بغيظ لنبرته وثقته الزائدة ليستمع مهران باستمتاع الي تنهيدتها الغاضبه والذي أراد أن يزيدها بينما يقول بهدوء : 

عامله ايه ياست البنات ؟!

تحركت اهدابها وهي تتذكر حديثهم اخر مرة وهذا التفكير الذي لم تتوقف عنه بشخصيته الغامضه 

فقالت ببرود لتتهرب من سؤاله أو حديثه : عملت ايه في موضوع الأرض ؟!

هتف مهران بملل : هو انتي عليكي عفريت اسمه الأرض 

قالت فيروز بحنق : انت مردتش عليا 

قال بتسويف : سبييها علي الله 

رفعت حاجبها وازدادت قبضه يدها علي الهاتف : يعني ايه ؟!

غاير مهران الموضوع ليقول : قوليلي ...انتي لسه زعلانه ؟! 

اغتاظت فيروز من سؤاله عنها الذي لا يعنيه : ياريت ترد عليا ....عملت ايه في موضوع الأرض ..قررت ؟!

قال بتسويف مراوغا : يساويها المولي 

اختنقت بغيظها بينما لا تصل الي شيء معه طالما لايريد ولكنها قررت أن تتحدي عمها وتأخذ الأرض منه ولن يوقفها شيء 

قال مهران مقاطع صمتها : لو تريحيني وتقولي ليا ناويه علي ايه لما تاخدي الأرض هقولك قراري 

استمع لصوت أنفاسها بينما بوغتت بسؤاله ليكمل بجديه : ماهو اصل انا محبش اكون زي الاطرش في الزفه  

هتفت فيروز باحتدام : انا حرة....!!

انت قولت طلباتي وانا طلبت 

قال مهران مسايرا : ماهو انا افهم برضه اشمعني الأرض دي بالذات ....تهكم متابعا : ايه هتنزلي تزرعيها 

انفلتت أعصاب فيروز لتقول بحنق : 

هولع فيها ..... فارقه معاك في ايه 

تنهد وهو يكبح زمام غضبه ليهدر بحزم : طيب يابت الناس لغايه ما اعرف هتعملي بيها ايه اعتبري الأرض بتاعتك 

بالرغم من أنها لم تفهم شيء ...إلا أنها فهمت اخر كلمه لتبتسم بانتصار .....صمتت لحظه قبل أن تقول بتردد : 

في حاجة تانيه ؟!

قال باهتمام : طلباتك 

نقت حلقها وهي تقول : عاوزة بيت كبير عشان ماما واخواتي يقعدوا معايا فيه 

لم تتوقع أن يوافق بتلك السرعه بينما قال : وماله نجيب بين كبير لوالدتك بس انتي هتعيشي معايا في بيت العيله 

قالت برفض : لا طبعا 

هتف مهران بتحذير من كثرة مجادلتها : وبعدين بقي يابت الناس في المعارضه علي الفاضيه والمليانه احنا عوايدنا كدة 

قالت بغيظ : وانا مالي ومال عوايدكم ...

قال مهران بنبرة قاطعه : مالك انك هتبقي مرت مهران 

زفرت بضيق من هذا الشخص الذي بالرغم من هدوءه الذي بات يخدعها إلا أنه ليس بالهين ابدا : اوف 

....انا عاوزة اعيش مع امي 

قال مهران بحزم : من بكرة هجيب ليهم بيت كبير وانتي هتعيشي مكان ما انا عايش ...طلبات تانيه 

قالت فيروز بغيظ قبل أن تغلق هاتفها : لا ..سلام 

.......

..(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


قامت من غرفتها التي لا تخرج منها واتجهت الي غرفه والدتها ولكنها لم تجدها بها لتنزل الي الاسفل. .....

ركضت اختها الصغري شيرين إليها : روز .. تعالي العبي معايا 

جذبها اختها الأكبر قليلا دنيا قائله بتوبيخ : تعالي ياشيرين عشان فيروز هتزعق لك

عقدت فيروز حاجبيها حينما رمقتها اختها بنظرة عتاب وركضت وهي تمسك بيد شيرين لتزم شفتيها بضيق من نفسها وقد عنفت اختها من قبل ...لا تعرف ماذا حدث لها فمنذ أن اتت الي هذا المنزل وهي دوما عصبيه وحاده الطباع حتي مع إخوتها ووالدتها ......

اتجهت الي خلف إخوتها الذين كانوا يلعبون بالحديقة لتشير لهم وتفتح ذراعيها ؛ تعالو

ركضوا الا دنيا وقفت مترددة لتشير لها فيروز بحنان : تعالي يا دنيا ...

احتضنت إخوتها وجلست علي الأرض العشبيه بجوارهم لتقول بحنان : متزعلوش ...انا بس كنت متضايقه 

قالت شيرين بطفوليه : ودلوقتي خلاص 

أومات فيروز بابتسامه : اه ...

: هتلعبي معانا ؟!

أومات فيروز بابتسامه واسعه لتقول دنيا : بصي الجنينه هنا كبيرة وبتلعب فيها ازاي مش زي بيتنا 

تنهدت فيروز بينما كان منزلهم البسيط قصر بالنسبه لها ليمتزج حزنها شعور بالغضب من هذا المكان الذي بالرغم من كرهها له وشعورها أنه سجن إلا أن إخوتها ووالدتها احبوه لتقول بحماس وهي تنظر إلي إخوتها : طيب ايه رايكم أن هيبقي ليكم بيت اكبر واحلي 

نظر لها إخوتها بحماس ولهفه متسائلين لتقول : انا هتجوز و هيكون ليكم بيت كبير اوي تعيشوا فيه 

جاءها صوت وداد التي استمعت الي حديثهم لتقول وهي تجلس علي أحد المقاعد الخشبيه خلفها :: وهيجي منين البيت الكبير ده يافيروز 

نظرت فيروز الي والدتها واعتدلت واقفه : اللي هتجوزه هيجيب ليكم بيت 

رفعت وداد حاجبها بنظرة متهكمه لم تفهمها فيروز التي ظنت أن والدتها ستفرح بشيء كهذا ولكنها تفاجأت بوداد تشير الي أبناءها : ادخلوا العبوا جوه ...

نظرت فيروز الي والدتها التي قالت بجديه : ويجيب لينا بيت بمناسبه ايه ؟!

عقدت فيروز حاجبيها بعدم فهم ....أن كانت قد وافقت علي المجيء هنا والامتثال لكل أوامر عمها من أجل أن يكون لها بيت ومصدر دخل ...اذن لماذا تسال سؤال كهذا ...؟! 

: من غير مناسبه ....انا طلبت منه وهو وافق ...وبعدين مش دي كانت مشكلتك وعشان كدة رضيتي بأوامر عمي 

قالت وداد باستهجان : انتي ازاي تطلبي منه حاجه زي دي ......فيروز انا قاعده عند عمك اه بس في ملك جوزك لا ....احتدت نبرة وداد وتابعت : 

يقربلنا ايه عشان يصرف علينا..... فوقي يافيروز 

انتي اتهمتنيني اني اتخليت عنك عشان كنت ست علي قدي عقلتها وحسبت حسبه اخواتك اللي هيموتوا من الجوع ورضيت بالعيشه عند عمامك مع أن أي حد مكاني كان هيعمل كدة وجايه دلوقتي تقوليلي انك طلبتي من الراجل يصرف علينا وفاكرة اني هوافق ...لا يابنتي ....عمامك أولي بلحمهم إنما الغريب يصرف عليكي انتي   

........

...........

حاولت ياسمين تحريك ساقها بصعوبه لتعتدل الي وضعيه أخري بينما تصلبت عظامها من جلوسها بالفراش طوال تلك الفتره لتسرع امتثال إليها تساعدها ولكنها تألمت بقوة حينما حركت امتثال ساقها : اسفه ياهانم...وجعتك...والله ما كنت اقصد 

قالت ياسمين بملامح متألمه : انتي مالكيش ذنب ....رجلي اصلا بتوجعني

قالت امتثال وهي تحاول أن تمسدها لها : طيب يا بنتي ما تقولي لزياد بيه ياخدك المستشفي لما يرجع

نظرت ياسمين إليها بتفكير ...هل تستغل الم ساقها وتخرج ....حسنا فلتجرب

قالت لامتثال : اتصلي بيه وقولي له اني تعبانه اوي 

أومات امتثال ليقول زياد بجبين مقطب : مالها 

قالت المراه : تعبانه من الصبح يا زياد بيه ... اهي معاك كلمها 

ابتعلت ياسمين ببطء وهي تحاول أن تتحدث بنبره متألمه : الو 

دق قلبه لسماع صوتها : ايه ياحبيتي مالك .. ؟!

قالت بصوت متألم : رجلي بتوجعني اوي ....

قال سريعا : طيب انا هجيب دكتور واجيلك

قالت ياسمين سريعا : لا ..لا 

رفع حاجبه مرددا : لا ....ومد يداه الي شاشه حاسوبه يفتحه بينما بدأ يراها وهو يحدثها من خلال تلك الكاميرات لتقول ياسمين باستدراك : قصدي متعطلش نفسك ...يعني ...يعني ممكن امتثال تسندني وتخلي السواق ياخدني المستشفي 

ضيق عيناه ينظر إليها بينما بالفعل رأي امتثال تحاول تمسيد ساقها ..اذن هي لا تكذب ...ولكنه لا يثق بها خاصه بعد ما قاله عماد لها وموافقتها علي أخذ الشاليه منه ليقول بهدوء خبيث : ماشي يا حبيتي ...خلي امتثال تجهزك وتسندك وانا هكلم السواق ياخدك المستشفي 

لمعت عيون ياسمين بعدم تصديق ....ستخرج 

بعد كل تلك الأيام التي بقيت حبيسه تلك الغرفه ستخرج .....!! 

تهرب من المشفي ..ربما ....افكار كثيرة داهمت عقلها ولكنها لم تكمل اي فكرة منهم بسبب حماسها لمجرد الخروج من هذا السجن لذا أسرعت بحماس طفله صغيرة تحاول أن تغادر الفراش وهي تقول : ساعديني يا امتثال البس 

أومات امتثال سريعا وهي تقول بحرص : حاضر بس خدي بالك احسن تقعي 

جلس زياد بارتياح يتطلع الي شاشه حاسوبه بينما أشار للسائق أن ينطلق به عائدا الي المنزل ....

جلست ياسمين امام المراه لأول مرة منذ وقت طويل ...حتي أنها كادت أن تنسي ملامحها لتمد يداها تتلمس بشرتها الباهته والتي مازالت اثار الكدمات واضحه عليها لتعيد شعرها للخلف وتمسك ببعض مستحضرات التجميل وتبدأ بوضعها فوق وجهها تحاول أن تخفي اثار وحشيته المنعكسه علي وجهها الجميل .....


............

غص حلق ماس وهي تحتضن جاسر الذي أوقف سيارته اسفل منزل عائلتها لتقول بصوت متحشرج: هتوحشني اوي 

غمرها جاسر بقوة بين ذراعيه : وانتي كمان هتوحشيني اوي 

ظلت محتضناه ليقول بمشاكسه : دلوقتي بقي عادي تحضنيني في العربيه 

نظرت له بعيونها الدامعه لتقول بجبين مقطب : اه ....انت هتبعد عني عشر ايام 

مرر يداه بحنان علي خصلات شعرها قائلا بمشاعر : متفكرنيش بقي يا ماسه ..انا اول مرة اكره شغلي 

ضحكت وهي تمسح دموعها : لا خلاص ...خد بالك من نفسك 

اوما لها وقبل وجنتيها : وانتي كمان يا حبيتي .....

فتح باب السيارة ونزل ليحمل حقيبتها الصغيرة ويعطيها لها اسفل المنزل قائلا : يلا اطلعي وطمنيني 

أومات واتجهت الي المصعد لتجد أخيها محمود قد نزل ليأخذها بعد أن اتصلت به ولم تزعج والديها بمثل هذا الوقت بينما تعرف أن محمود هو من يظل ساهرا حتي الفجر 

صافح جاسر قائلا بمرح : ليه بس يا حضرة الضابط ....ده احنا ماصدقنا خلصنا منها 

ضحك جاسر : معلش استحملوها كام يوم 

ضحك محمود لتوكزة ماس بكتفه : بطل غلاسه ...وانا هقعد فوق دماغك 

أحاط محمود بكتفها وحمل حقيبتها : هتنورينا يا ماسه ....

ضحك جاسر بينما يتبرطم محمود : سامحني يارب

لوح لها جاسر وهو يتجه الي سيارته وينطلق بها لتصعد برفقه أخيها ...دخلت الي غرفتها لترتسم ابتسامه علي شفتيها باشتياق لتلك الغرفه التي شعرت وكأنها غابت عنها سنوات .....بقيت مستيقظه حتي الصباح تتصل به كل نصف ساعه لتطمئن عليه واخيرا عليها النعاس في الساعه السابعه ....

ولكن بعد ساعه فتحت عيونها علي رنين المنبه لتحاول بصعوبه فتح عيونها والنهوض 

خرجت لتتفاجيء والدتها بوجودها ...ماس ...انتي هنا 

ابتسمت ماس قائله : صباح الخير 

قالت هويدا بقلق : انتي جايه ليه ...اتخانقتي مع جوزك 

هزت ماس راسها بابتسامه : لا طبعا ...هو بس سافر الفجر ماموريه وجيت اقعد معاكم 

احتضنتها هويدا متنهدة : نورتي يا حبيتي ...انا خوفت تكونوا اتخانقتوا 

قالت ماس بمرح : هو احنا فعلا اتخانقنا 

نظرت لها هويدا بعيون متسعه من القلق : اتخانقتوا ....ليه ...ايه اللي حصل ؟!

ضحكت ماس قائله : عادي ياماما ..اتخانقنا واتصالحنا متقلقيش 

قالت هويدا : لا ...انتي تحكي ليا كل حاجة ..انا عارفه دماغك العنيده دي ياماس ....اوعي تكوني زعلتي جوزك 

قالت ماس وهي تنظر لساعتها : لا بقي يا دودو ...انتي تعمليلي فطار بسرعه عشان الحق اروح الشغل وبعدين لما ارجع ابقي احكيلك 

أومات هويدا وهي تتجه الي المطبخ لتسرع ماس الي غرفه ابيها الذي تهللت اساريرة لرؤيتها وبالتأكيد طرح نفس اسئله والدتها ....

انتهت من الأفطار لتتجه الي غرفه أخيها محمود الذي كان علي وشك النوم ....محمود ...انت هتنام 

نظر لها محمود بعيون ناعسه : لا هصحي ....

قالت وهي تجذب الغطاء من فوقه : لا قوم ...

نظر لها باستجهان متبرطما : انا قولت ايه اللي رجعك 

ضحكت ماس بمرح : قوم وصلني الشغل بعربيتي اللي سيادتك واخدها ليل نهار وانا ساكته 

نظر لها لتهز راسها : قوم يلا بدل ما اقول لبابا 

زفر وهو يقوم ليمرر يداه بخصلات شعره قائلا : اتفضلي يا خزان الاستغلال 

ضحكت ماس وهي تنظر إليه : انت هتوصلني كدة 

نظر إلي االشورت والتيشرت الذي يرتديه : امال هلبس بدله ....يلا يا مستغله اوصلك وارجع انام امري لله 

قالت ماس وهي تهمس له بمكر : ولسه هتسغلك في حاجه تانيه 

نظر لها لتقول : انت هتعلمني السواقه في العشر ايام دول

رفع حاجبه باستنكار : وده ليه بقي 

قالت بمكر : كدة ...بدل ما هقول لبابا أو بلاش أقوله ....هخلي جاسر ياخد العربيه واحطها تحت البيت عندي 

انتفخت وجنه أخيها : وليه الغلاسه ..؟!

قالت ماس بخبث : اهو كدة .....ها هتعلمني وابقي اسيبهالك لما تعوزها ولا اخدها

وكزها أخيها علي ظهر راسها هاتفا بغيظ : هعلمك ...!!


...........

....

جلست فيروز طوال الليل تفكر في تلك الخطوة الغاشمه التي اتخذتها بزواجها من رجل لا تعرفه وما تعرفه عنه لا يجعلها ابدا تخطوها ...لتتردد كلمات والدتها بأذنها بينما تفكر ان كان الانتقام من عمها اعماها لتلك الدرجه .....بينما مهران أخذ هو الآخر يدخن بشرود يفكر في سبب زواجه بتلك الفتاه .....تعجبه ؟! 

هل قصد فعلا تلك الكلمه التي قالها أمام أبيه وزوجته 

نعم لا ينكر أنها مختلفه وعنيده و هو لا يحب الا كل ماهو. صعب ولكن أهذا هو السبب فقط أم كما قال جاسر أنها اوقعته بحبها ....ليسخر من كلمات صديقه ...ما الحب بالأساس ....أنها فتاه كأي فتاه وفقط لنقل أنها جذبت اهتمامه بتحديها الزائف له .....لا تجروء ابدا علي الوقوف أمامه وحتي بهذا الفيديو الذي يشابه عيار طائش فقط يصدر ضجيج ....!!

............

  ....

نظرت ياسمين الي انعكاس صورتها بالمرأه وشبح ابتسامه ارتسم علي شفتيها وهي تري أنها عادت لسابق ملامحها الجميله لتهز راسها برفض وشعور جارف بالانكسار يسيطر عليها ...لا لم تعد ولن تعد ابدا كما كانت في السابق ...

ما أن اسندتها امتثال لتقف من أمام طاوله الزينه حتي تفاجات بباب الغرفه ينفتح وزياد يدخل منه ....!!

اهتزت نظراتها ليبتسم زياد لنفسه بخبث متشفيا بصدمتها ...وهل ظنت أنها ببراءتها وتمثيلها تستطيع الإفلات من قبضته ...نعم لم ينحي فكرة هروبها منه جانبا وهذا ما أكدته له صدمه نظراتها حينما عاد

قالت بلسان متعلثم : انت ...انت رجعت ؟!

اوما زياد بابتسامه باردة وهو يدخل الي الغرفه ويشير الي امتثال بالخروج ..طبعا ياحبيتي ....هو انا هسيبك تروحي المستشفي لوحدك 

هدر عقلها بسخط من ذلك الخبيث بينما تابع : انا هجيب المستشفي كلها لغايه عندك 

أشار إليها وتابع : كلمت الدكتور وكلها ساعه ويعدي علينا 

ابتلعت رمقها وانفلات السؤال من شفتيها : امال قولتلي ليه اني هروح المستشفي 

طالعها بنظرات متفحصه من راسها حتي أخمص قدميها قائلا : عشان اشوف الحلاوة دي ..

اقترب منها وعيناه لا تبارح النظر لها ليتوقف امامها ويداعب خصلات شعرها القصير قائلا بشغف : ياااه بقالي كتير مشفتكيش متزوقه كدة ...

تحركت يداه الي جانب عنقها يمررها فوق بشرتها الناعمه وتابع وهو يقترب منها أكثر لتشعر بانفاسه الساخنه وهو يقول : هو مشوار المستشفي يستاهل تتزوقي كدة له وأنا مستاهلش 

ارتجفت أوصال ياسمين جون إرادتها حينما لامست شفتاه عنقها لتحاول التراجع للخلف وهي تستند بأحدي يديها الي طرف طاوله الزينه ولكنه لم يسمح لها لتشعر بيداه تلتف حول خصرها يقربها الي صدره ويدفن رأسه بعنقها يستنشق رائحتها الذكيه متنهدا بأنفاس راغبه ....

حاولت ياسمين السيطرة علي ارتجافه يدها وهي تضعها فوق صدره هامسه : مش قادرة اقف علي رجلي 

زفر زياد بحنق واضح من ابعادها له كلما اقترب ولكنه لم يتخلي عن هدوء نبرته ولا عن برود نظراته بينما يرفع رأسه ناظرا لها وهو يقول : خليني اشيلك 

قبل أن تتحرك كانت بين ذراعيه يحملها ويتجه بها الي الفراش الوثير ليضعها فوقه مستغلا اقترابها منه ليميل فوقها وتتركز نظراته فوق شفتيها التي وضعت فوقها احمر شفاه بلون وردي سلب أنفاسه ....لحظات وشعرت ياسمين بانفاسها تغادر صدرها بينما يحاول تقبيلها قبله شعر فيها بمقدار رفضها ونفورها من اقترابه ليحتقن وجهه بالغضب وتنتفض ياسمين حينما ضرب بقبضته طرف الكمود بجوارها مزمجرا : وبعدين معاكي ...

تراجعت ياسمين للخلف بخوف واضح وهي لاتدري الي اين الهروب لتقول بدموع هربت سريعا من أهدابها : متخوفنيش منك ....لو سمحت 

نظر إلي دموعها التي نجحت لأول مرة باطفاء جزء من غضبه بينما استشعر مقدار خوفها منه ليسحب نفس مطولا ويزفره ناظرا لها يسألها من بين أسنانه : خايفه مني ليه ...؟!

نظرت له من خلال دموعها التي تحولت إلي شهقات ليزفر بحنق ...بطلي عياط وردي ... خايفه مني ليه ؟!

عملت لك ايه دلوقتي 

قالت ياسمين بتعلثم وهي تحاول مسح دموعها بيدها : معملتش. ..بس ....بس انا تعبانه وجسمي واجعني من وقت ما ضربتني ...وكل ما تتعصب بخاف تضربني تاني 

القت نظراتهما ليري خوفها منه الذي كرهته ياسمين بينما حولها الي فتاه ضعيفه بتلك الطريقه 

امسك بوجهها لتنظر إليه ليقول برفق لم تعهده منه : انا مش عاوزك تخافي مني ...

أومات ياسمين ليمرر ظهر يداه علي وجهها ويتابع : طول ما انتي هاديه وبتسمعي كلامي مش عاوزك تخافي مني 

هزت ياسمين راسها ليقول وهو يميل يقبل وجنتيها : ارتاحي لغايه ما الدكتور يوصل 

أومات لتتنفس اخيرا حينما ترك الغرفه وغادر .....ولكن سرعان ما اختنقت بحمم دموعها وهي تتسائل الي متي ستظل أسيرة ضعيفه مكبله....؟!

مدت يدها اسفل وسادتها تلتقط هاتفها الذي يرن لتزداد دموعها بالانهمار ما أن رأت رقم خالتها التي ظنت أنها تركتها حينما أغلقت هاتفها طوال تلك الأيام ولم تستطيع الوصول لها لتجيب بلهفه بصوت باكي .....ما أن استمعت لصوت خالتها التي أسرعت تدخل الي غرفتها وتطلب رقمها فور إحضار صالح لها هذا الهاتف الجديد ووضعه لرقم ياسمين عليه 

: ياسمين 

قالت ياسمين منتحبه : انتي سبتيني ليه..... انتي اللي مصبراني علي اللي انا فيه ....

انا محتاجالك اوي ...

هتفت ليليان بدموع علي صوت ابنه اختها التي مزق بكائها نياط قلبها : انا جنبك ياحبيتي 

.........

انتهي زياد من اخذ حمام بارد لعله يطفيء لهيب اشتياقه لها ليتجه الي غرفتها مجددا ولكنه تفاجيء بها تسرع تغلق الهاتف وتضعه خلف ظهرها .....

نظر إليها متسائلا : كنتي بتتكلمي مين ؟!

هزت راسها ومسحت دموعها سريعا : منتكش بكلم حد ...

ضيق عيناه ينظر إلي خوفها قائلا : كنتي بتتكلمي وبتعيطي 

هزت راسها بوجل وهي تتضرع الا يدرك أنها تتحدث مع خالتها فهي النفس الذي بقي لها بهذا السجن : لا مش بتكلم ....بعيط عشان تعبانه 

احتدت نظرات زياد ولكنه ابتلع غضبه وهو يفكر أنه لا داعي ليخيفها منه فهو بكل الاحوال سيعرف مع من كانت تتحدث ما أن يري تسجيل الكاميرات ليهز رأسه بهدوء جعلها ترتاب قائلا : طيب ارتاحي وانا هخلي امتثال تطلعلك

أومات ياسمين بدفاع قلب تقرع كالطبول لتمسك سريعا بهاتفها تمحي الارقام وتغلقه وتعيده اسفل الوساده .....دخل زياد سريعا الي مكتبه وفتح شاشه حاسوبه ليجن جنونه وهو يستمع لتلك الكلمات منها والتي لا تشير الي هويه من تتحدث معه ......!!

ساعدت امثتال ياسمين لتقوم الي الحمام لتستبدل ملابسها و تزيل كل ما علي وجهها وترفع شعرها للاعلي وترتدي بيجامه مريحه ... دخل زياد الي الغرفه ليتجه الي هاتفها ويزداد خنقه وغضبه حينما وجدها مسحت الرقم ....

.........

...

حاول صالح تجاهل عيون والدته الباكيه بينما تظاهرت بعد خروجها من غرفتها بإعداد الطعام ليتجه إليها قائلا بحنان : كلمتيها

هزت ليليان راسها وهي تحاول كبح جماح دموعها التي لا تضاهي بكاء قلبها خوفا وقلقا عليها بينما تقول : اه 

ضغط باسنانه بقوة علي شفتيه حتي لا يسأل المزيد حتي كاد يدميها لتلفت إليه والدته بعيون باكيه ولم تستطيع الصمت : ملحقتش اطمن عليها .....

نظر لها بسؤال لم ينطقه لتقول ليليان بقهر : قفلت بسرعه. ..... شكل جوزها دخل عليها 

كور صالح قبضته بغضب شديد من مجرد سماع تلك الكلمه لتهز ليليان كتفها وتتابع : خوفت اتصل تاني اعمل لها مشكله 

هز صالح رأسه وانسحب من أمام والدته يحاول بصعوبه السيطرة علي تلك البراكين التي انطلقت برأسه ....الم تتركه من أجل تلك الحياه ....الم يري صور زفافها .....اذن لماذا ما تزال تظهر بحياته ...لماذا تدفعه للشعور بها مجددا ....من ماذا تشكو إن كان هذا هو اختيارها .....تشبه والدتها بدموعها التي ظنت أنها قد تمحي كل أفعالها .....أزاح بغضب ما فوق طاوله الزينه وضرب الزجاج بقبضته ....اخرجي بقي من حياتي ....اخرجي مش عاوز اعرف عنك حاجه .....

عقد رافت حاجبيه حينما استمع لصوت التحطيم بغرفه صالح ليطرق الباب 

صالح 

مسح صالح وجهه بانفعال حاول ضبطه بينما يقول : أيوة يابابا 

: عاوزك يا ابني ....

فتح صالح باب الغرفه ليري رافت اثار الحطام وينظر الي ابنه باستفهام ولمن صالح كان بالكاد يتمالك نفسه ليقول : خير يابابا 

حمحم رافت وقرر الا يسأل ليقول : حماك جاي علي العشا ...بيقول عاوزنا في موضوع مهم 

اوما صالح ليعود الي غرفته ويجلس علي طرف الفراش واضعا رأسه بين كفيه يردد لنفسه ....هي اختارت ...وانت مكنتش اختيارها 

اوما لنفسه ليفكر أنه كان مخطيء حينما وافق علي خطبه مها ظنا منه أن سينسي ياسمين وهاهو هذا الخطأ اخيرا سيصوبه ...مؤكد أن حماه قادم لانهاء تلك الخطبه ....

.......

خرجت ياسمين تستند الي يد امتثال لتجد زياد جالس علي طرف الفراش .....أشار لامتثال أن تخرج : روحي انتي 

لتقول امتثال وهي تساعد ياسمين علي السير : حاضر يا بيه ....هقعد مدام ياسمين علي السرير وهخرج

انتفضت ياسمين وامتثال علي صوته الجهوري حينما زمجر بغضب : قولت برااااا ...سببيها واطلعي برا 

تركت امتثال يد ياسمين بنظرات معتذرة فليس بيدها شيء لتحاول ياسمين الوقوف وهي تتلفت حولها بحثا عن شيء تستند إليه ولكن الحائط بعيد عنها بخطوات لا تستطيع أن تخطوها وحدها .....

حاولت ياسمين الوقوف علي ساق واحده بينما لا تسمح لها باحتمال ثقل جسدها ولكنها تحتملت لأن ساقها

المكسورة لا تساعدها 

لينظر لها زياد ببرود قائلا : ها كنتي بتتكلمي مين ؟!

ابتلعت ياسمين رمقها بخوف وهي تهز راسها : 

مكنتش بكلم حد 

نظر لها زياد بعيونه القاتمه مزمجرا : متكذبيش !!

هزت ياسمين راسها بينما غمر الخوف كيانها من نبرته : مش بكذب 

حاولت أن تستند الي الحائط وهي تقول بضعف من عدم تحملها الوقوف علي ساق واحده اكثر :  

زياد مش قادرة اقف ...

هتف بها بلهجه أمره : مكانك ....متتحركيش وردي علي سؤالي 

قالت ياسمين بألم : رديت وقولت مكنتش بكلم حد 

رفع حاجبه بينما تقاتمت نظراته بالغضب : متأكدة 

أومات له وهي ترجوه : زياد مش قادرة اقف 

اتجه إليها بخبث شديد غمر نظراته ومد يداه نحوها لتمد يداها إليه بثقه لا يستحقها ولكنها وثقت به من المها الشديد ولكن ما أن مدت يدها نحوه لتستند إليها حتي سرعان ما كان يبعد يده الي جواره لتتهاوي ياسمين واقعه علي الأرض..... سقط جسدها بقوة لتأن من الالم 

وتنظر له بعيون دامعه لم تجعله يشفق عليها لتصرخ بألم حينما انحني وانقض علي خصلات شعرها يمسك بها بعنف مزمجرا : اوعي تفكري تكذبي عليا 

تركها دافعا راسها بقوة واعتدل واقفا ليتراجع جالسا علي مقعده ناظرا لها بدونيه وهو يقول : تعالي 

نظرات له ليشير لها وهو يضع ساق فوق الأخري باستعلاء : امشي علي ايدك ورجلك زي الكلبه وتعالي هنا 

احتقن وجهها بقوة وبالرغم من قوة ألم جسدها الا أن المها النفسي من محاولته اذلالها حطمها 

لترفع له عيونها بتلك النظرة القويه المتحديه التي ظن أنه محاها وتقول بغضب شديد واشمئزاز : انا مش كلبه انت اللي كلب ومريض 

واجهت نظراته المخيفه تخبر نفسها ....حسنا فليضربها ويحطم عظامها .... لا تهتم .....!!


........!!

دخلت مي الي الغرفه حيث وقف مالك يهندم ملابسه ليتجاهل دخولها ويمسك بساعته يضعها بمعصمه 

قالت برقه وهي تقترب منه لتضع أمامه كوب القهوة : عملتلك قهوه 

تجاهلها مالك ولم يرد عليها لتكتم مي حنقها من هذا التجاهل بلا نهايه ليتركها مالك ويتجه الي غرفه ابنه يقبله ثم ينصرف 

حملت مي طفلها واتجهت لتعد له الأفطار وهي تحدث والدتها : مش عارفه يا ماما اعمل ايه ...اول مرة يعمل كدة ...؟!

هتفت ماجده بحنق : كله من غباءك ...كان مالك ومال أمه ..اهو قلب عليكي 

: خلاص بقي ياماما اللي حصل حصل ...انا في دلوقتي ..اعمل ايه ...حتي مش بيرد عليا 

صمتت ماجده لحظات بتفكير قبل أن تقول : هقولك تعملي ايه ؟!

............

....

عقدت ماس جبينها بتأثر بينما تتابع ريم بحنق شديد من خلال دموعها : انا مش هسكت .....يعني ايه بعد الصبر ده كله تاخد هي الفلوس....

اختنق صوتها بالدموع بينما تتابع بقهر : انا تعبت ونفسي يكون ليا بيت مستقل .... 

أومات ماس وهي تهديء صديقتها التي تزوجت منذ عامان بمنزل عائله زوجها الذي كان ببدايه حياته ووافقت علي ظروفه ليسافر بعد عده اشهر لتحسين حياتهم وتبقي هي برفقه والدته لتتفاجيء بعد طول امال واحلام بهذا المنزل المستقل الذي قاربت علي الحصول عليه في إجازة زوجها بعد شهر أنه مضطر لتأجيل شراء المنزل لانه سيتحمل تكاليف زواج أخته الصغيرة لان والدته لا تستطيع تحملها وحدها 

: طيب هو قالك ايه ؟!

هتفت ريم بقهر : هيقول ايه ....معلش ياحبيتي استحملي كمان كام شهر 

ربتت ماس علي يدها لتقول ريم وهي تمسح دموعها : بس انا تعبت ومش هتحمل تاني ابدا ....

قالت ماس سريعا وهي تهدئها : لا ياريم ...اهدي وخلينا تفكر بالعقل 

: عقل ايه ياماس ...بقولك أمه هتاخد الفلوس اللي بقاله شهرين تعبان فيهم 

قالت ماس بتفكير : يعني معقول تاخد كل تمن الشقه ....اكيد هيكون في جزء 

هتفت ريم بضيق : واعمل ايه انا بالجزء 

قالت ماس وهي تسحب مناديل من جوارها : خدي بس امسحي دموعك وهنلاقي حل 

دخل ايمن زميلهم ليلقي بعده ملفات فوق مكتبه متهكما : خليكم انتم في مشكله حياتي وانا مسحول في الشغل لوحدي 

رفعت ماس حاجبيها لتقول بحده : وهو كان في شغل مطلوب مننا ومتعملش

تراجع ايمن قائلا باعتذار : سوري ياماس مش قصدي. ....انا بس متضايق 

نظرت له ماس باهتمام : في ايه ؟!

قال أيمن : مستر مهاب من امبارح وهو قالب الدنيا وفي لجنه من وزارة الماليه بتفتش 

أومات ماس بينما تعرف بهذا الأمر ليتابع ايمن : مش عاجبه الشغل وقاعد علي الواحده

قالت ماس : طيب شوف عاوز ايه ونعمله كلنا سوا 

دخلت ساميه تتبع ايمن لتقول : ماس مستر مهاب طالبك 

ربتت ماس علي يد صديقتها : اهدي ..هروح اشوف في ايه وارجعلك 

أومات ريم لينظر لها ايمن باهتمام : في ايه مالك ياريم ؟!

........

...

نظر عماد بتردد الي محاميه الذي قال : للاسف يا عماد بيه مقدرش 

قال عماد بغضب : يعني ايه ؟؛

: يعني مينفعش الا بموافقه زياد بيه 

قال عماد باندفاع : دي ممتلكات بنتي وانا معايا توكيل عام منها 

تفاجيء عماد بكلام المحامي الذي قال : وكمان زياد بيه معاه توكيل عام منها .....

احتقن وجهه عماد ....غببيه ....غبيه ...كيف تعطي لهذا الحقير توكيل كهذا ...لتضيع كل أحلامه بالحصول علي ما كتبه زياد لابنته بهذا التوكيل الذي تذكره 

بينما لم يكن زياد بهذا الاحمق وهو يجعلها توقع علي هذا التوكيل كما وقعت علي عقد امتلاك الشاليه الذي استعاده بمجرد توقيعها ....

..........

الفصل الحادي عشر جزء ٢


فتحت هويدا الباب لتتفاجيء بمي امامها تحمل حفيدها 

: ممكن اتكلم مع حضرتك 

قالت هويدا بترحيب وهي تمد يدها تحمل ادم : طبعا ياحبيتي ....نورتي ادخلي يا بنتي 

دخلت مي لترحب بها هويدا بحفاوة سهلت من مهمتها التي رفضتها بشده ولكن كلام والدتها أقنعها بأن ما سيرضي مالك هو أن تعتذر لوالدته 

ولكن ما كان عكس توقعاتها هو طيبه هويدا التي لم تدعها تنطق بكلمه اعتذار متجاوزة عما حدث 

: محصلش حاجة للاسف يا بنتي ....انا يهمني راحتك وراحه ابني وحفيدي 

قالت مي بتعلثم من موقف حماتها الذي لم تتوقعه : بصراحه يا طنط انا كنت سخيفه جدا مع حضرتك وماما غلطتني وقالت لازم اعتذرلك 

ابتسمت هويدا بحنان : مفيش داعي للاسف ...انتي زي ماس بالضبط ...

ابتسمت وداعبت ادم بحنان : انتوا هتتغدوا معانا النهارده .....دي ماس هنا 

رفعت مي حاجبها بفضول : بجد 

أومات هويدا : اصل جاسر سافر وجت تقعد معانا لغايه ما يرجع 

حاولت اخفاء خبثها وهي تقول : بكرة تتعود تقعد زي لوحدها لما جاسر يسافر 

ابتسمت هويدا دون أن تدرك تلميح مي لتقول : طبعا يا بنتي ....ياما قعدت لوحدي وعمك مسافر وبعدين ارجع واقول أصلها ساكنه بعيد مش زيك قريبه من بيت والدتك ومني

أومات مي قائله : والله ماما كتير حاولت تقنع جاسر يشتري شقه قريبه بس هو حابب المكان .....بغيرة تابعت : وكمان ياطنط متنسيش أن شقه جاسر تحفه ...كأنها فيلا صغيرة يعني احسن من اي شقه قريبه 

أومات هويدا : طبعا ...انا عجبني المكان اوي .. هاديء وشيك وكلمت مالك لو حابب ياخد شقه زي أخته قولت انا وعمك نساعده في تمنها 

نظرت مي بخبث لحماتها قائله : اكيد مالك رفض ...انتي عارفه هو عنيد اد ايه ...ده انا بتحايل عليه يغير العربيه حتي بالتقسيط وهو مش راضي 

قالت هويدا بتشجيع : وتقيسط ليه ...انا هكلم عمك يغيرله العربيه 

قالت مي سريعا بينما تخفي نظرات السعاده والانتصار : لا ياطنط عشان خاطري احسن يتضايق اني قولت كدة 

قالت هويدا وهي تربت علي كتفها : متخافيش انا هقول كأنها فكرتي ...وبعدين هو جاب لأخته الصغيرة  عربيه في عيد ميلادها يبقي الكبير حقه كمان يجيب له 

قالت مي بابتسامه واسعه : ربنا يخليكم لينا ياطنط

ربتت هويدا علي كتفها قائله ' هقوم اجهز الغدا علي ما عمك وماس يرجعوا 

أومات مي قائله بمجامله : تحبي اساعد حضرتك 

قالت هويدا : لا ياحبيتي خليكي مرتاحه 

قامت هويدا لترسل مي لوالدتها رساله ( كانت فين افكارك الحلوة من زمان ) 

أجابت والدتها سريعا : عملتي ايه 

ارسلت مي ( كله تمام ...لما ارجع هحكي لحضرتك ) 

............

عقد مالك حاجبيه حينما فتح الباب بلهفه بعد اتصال والدته ظنا منه أنها مريضه ليتفاجيء بجلوس مي برفقتها 

: انتي بتعملي ايه هنا ؟! 

قالت هويدا سريعا : جايه تزورني ...ولا عندك مانع 

حمحم مالك وهو يرمق مي بنظراته الغاضبه : ابدا.   .....بس مقالتليش

قامت هويدا لتربت علي كتفه قائله : انا اتصلت وقولتلها ادم وحشني وهي مكدبتش خبر وجابته .....خفضت صوتها وتابعت وهي تمسك بيده : عشان خاطري صالحها ....مراتك طيبه وبنت حلال وجت تعتذر ليا متكسرش بخاطرها 

تظاهرت مي بالبراءه بينما مهدت لها هويدا الطريق لتلين نظرات مالك كثيرا طوال جلستهم بمنزل عائلته خاصه وهو يري تلك العلاقه الجيده الجديده بين زوجته ووالدته ...... كما يريد هدوء في علاقتها بماس التي كان اول يوم لها بغياب جاسر لذا لم يكن لها عقل لتفكر بمي أو تصرفاتها التي لا تنكر أنها مندهشه لها ولكنها لم تهتم كثيرا ......

نزل مالك من سيارته وحمل مالك طفله الذي غفا خلال الطريق ليسبق مي ببضع خطوات الي المصعد ومي تتحلي بكل الصبر بينما نجحت خطه والدتها وهاهي قاربت علي اعاده صفوه لها ......

وضع طفله فوق الفراش لتسرع مي تبدل له ثيابه بينما دخل مالك للاستحمام .....أسرعت تستبدل ملابسها لترتدي بيجاميه حريريه قصيره بحمالات رفيعه باللون الاسود وتعيد وضع زينه وجهها وتنثر من عطرها و تقف بانتظار خروجه .....

خرج مالك وهو يجفف خصلات شعره بينما أحاط خصره بمنشفه كبيرة وبقيت قطرات المياه عالقه علي صدره العاري ليتفاجيء بمي تقف أمامه .....نظرت له بعيون مشتاقه لتهمس برقه وهي تقترب منه : انا اسفه ....مش هزعلك مني تاني 

نظر لها مالك وهو يحاول الصمود أمام ما تفعله اليوم فهل عادت الي تلك الفتاه التي كانت عليها .....

اقتربت مي أكثر لتقف أمامه وتكاد تلتصق بصدره العاري وهي تكمل بهمس : وحشتني اوي ...

حاول مالك التراجع ولكن ذراعيها التي أحاطت بعنقه لم تدعه يبتعد لتعيد همسها بحرارة أكثر : وحشتني اوي يامالك ....مش قادره علي بعدك اكتر من كدة .....

ابتلع بصعوبه ومد يداه ليمسك بذراعها يبعدها من حول عنقه متمتم : انتي اللي عملتي كدة 

أومات مي واسرعت خلفه تمنعه من مغادرة الغرفه : عارفه اني غلطت ....واهو اعتذرت لطنط وليك ....خلاص يامالك ياحبيبي بقي ...كفايه خصام 

التفت لها متسائلا : وايه اللي اتغير ؟!

فكرت سريعا لتقول : كلامك ....حمحمت وتابعت : كلامك ليا خلاني افكر وأشوف أن مكانش ليا حق اضايق طنط ...بس ده غصب عني يا مالك ....انا بحبك وبكون هتتجنن وانت بعيد عني وما بصدق ترجع عشان كدة بتصرف بغيرة زايده

نالت منه لتلين نظراته ويتركها تقترب لتعود تتوقف أمامه وتتطلع له باشتياق : هتفضل مخاصمني وتنام بعيد برضه 

هز رأسه وشعرت بيداه تحيط بخصرها  النحيل لتتسع ابتسامتها التي ارتسمت فوق شفتيها التي سرعان ماكانت بين شفتيه ....

.....

مرت العشر ايام بصعوبه علي جاسر وماس التي رحبت بتلك المهام الجديده التي وكلت إليها في عملها بنشاط لم تشعر به سابقا وكأنها تعمل لأول مرة بعد غياب هذا العمل الروتيني وتحوله الي عمل جديد تعشقه بعد أن انتبه مديرها الي فطنتها واجتهادها وذكاءها .....ذكرت لجاسر بحماس متطورات عملها وحاول هو أن يتقبلها ولكنه لم يتقبل أنها وجدت ما يشغلها عن غيابه بالرغم من أنها لا تترك وقت لا تتصل به فيه وتخبره كم اشتاقت له ولمن فكرة أنها بالفعل منشغله تضايقه دون إرادته ....

وماس بالفعل منشغله كثيرا ولكنها متحمسه ....سكنها البعيد جعلها لا تستطيع الخروج أو مقابله أصدقائها أو أقاربها وعودتها لمنزل عائلتها جعلها تعيد كل هذا لتجد نفسها كل يوم بشيء جديد ....مرة بخروج برفقه أصدقائها ومرة بالبقاء قليلا بعملها ومرة أخري بشراء ملابس وغيرها أو بالسهر مع أولاد خالتها الذين يعيشون بالطابق الاعلي ....لتشعر بافتقاد جارف لحياتها كما السابق بعد أن انعزلت قليلا بسبب الزواج والسكن البعيد .....وهاهي اليوم بمهمه جديده بينما دخلت بحماس الي مكتبها لتقول لريم : لقيتلك الحل 

قالت ريم بلهفه : ايه ؟!

اشارت ماس الي تلك الصور : الشقه دي في اليكس ويست ...جنبي ...مطلوب فيها مبلغ حلو ...هتدفعي الفلوس اللي معاكم وبعد سنه تدفعي الباقي ...اعتقد كدة كريم مالوش حجه ...

حلت مشكله صديقتها التي فكرت أنها مستعده ولو بالعيش بشقه فارغه دون اثاث بدلا من البقاء أكثر برفقه حماتها وهاهي برفقه ابنه خالتها التي تستعد لخطبتها تشتري معها ثوب مناسب .....

.............

...

عقد مهران حاجبيه باستنكار : مش موافقه يعني ايه 

قالت فيروز بثبات : يعني رجعت في كلامي ومش موافقه 

هدرا الدماء بعروق مهران ليقول بغضب لأول مرة عكس بروده المعتاد : هو لعب عيال ولا ايه ..... !!


..........

...قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 

مي ايه رايكم فيها وفي تفكيرها 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !