قيد من دهب الفصل العاشر

2


الفصل السابق
 الفصل العاشر. 


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


قبل القراءة فين الفوتس وبعد القراءه فين رايكم 

رساله للقراء الصامتين ذوقيا منهم بلاش يقروا اصلا ...


تقلبت ماس في الفراش بكسل حينما تعالي رنين المنبه صباحا لتشعر بذراع جاسر تحيط بها يضمها إليه بينما بذراعه الأخري يغلق رنين المنبه ....ابتسمت ماس وهي تندثر بين دفء احضانه ليحرك جاسر رأسه ويضعها بين ملتقي كتفيها يشتم رائحه شعرها الذكيه متمتم بنبرته الرجوليه من بين جفونه الناعسه : خليكي في حضني وبلاش شغل النهارده 

لم تصمد ماس ولم تجد سبيل للرفض بينما رحبت بدفئه علي أن تقوم من جواره لتهز راسها وتغمض عيونها وتعود للنوم بينما قبل جاسر شعرها وازاد من التفاف ذراعيه حولها وعاد للنوم هو الآخر .....

...........

.....

دخلت تهاني الي غرفه ابنتها التي جلست بوجهه متجهم منذ الامس لتقول بامتعاض : هتفضلي قاعده تندبي كدة كتير ...؟!

نظرت بسمه الي والدتها هاتفه : عاوزاني اعمل ايه لما اعرف ان مهران ناوي يتجوز 

قالت تهاني بغيظ : وانتي لسه هتعملي ..... اللي يتعمل كان يتعمل من زمان 

نظرت بسمه بوجنه منتفخه الي والدتها : وهو مهران جديد عليكي ...ما انتي عارفه طبعه زفت وحتي مش بيتكلم معايا كلمتين علي بعض 

لوت تهاني شفتيها متبرطمه : اهي جت يااختي اللي عرفت تتعامل مع طبعه الزفت ده 

زمت بسمه شفتيها بحنق : هي مين دي يا ماما ...؟! تعرفيها ؟!

هزت تهاني راسها ونظرت بعيون متوعده : هعرفها .....

نظرت بسمه باستفسار الي نبره والدتها الغامضه : قصدك ايه يا ماما ؟! 

قالت تهاني وهي تجذب ابنتها لتقوم من فراشها : قصدي تقومي من قاعدتك الشوم دي 

هزت بسمه راسها : لا ياماما سيبيني ...مش عاوزة اقوم 

هتفت تهاني : هتقومي وتنزلي تصبحي علي عمك وتفطري معاه زي كل يوم وبعدها .....

صمتت تهاني للحظات لتقول بسمه سريعا بترقب : بعدين ايه ؟!

ضحكت تهاني بخبث : بعدها هتظبطي نفسك علي الاخر عشان هنروح نشوف العروسه ....!!!

..........

....

خطت ليليان الي الخارج بينما تحمل بيدها باقي اطباق الأفطار الذي جهزته بوسط الحديقه حيث جلس صالح علي تلك المقاعد الخشبيه المتراصه اسفل بقعه ظليله

قالت والدته بابتسامه وهي تضع الاطباق علي الطاوله أمامه : صباح الخير يا حبيبي 

ابتسم لوالدته ومد يداه يساعدها : صباح النور

تلتفتت حولها : هو رأفت فين ....ده كان هنا من شويه 

قال صالح وهو يشير الي البوابه : خرج 

عقدت ليليان حاجبيها : خرج من غير فطار 

اوما صالح : اه ...مسعود اتصل بيه عشان يشوف المناحل

أومات ليليان لتقول بابتسامه وهي تجلس : يبقي ساعه وراجع....افطر انت وانا هبقي اجهز له الفطار تاني لما يرجع 

اوما صالح لتمد ليليان يدها الي ابنها بالخبز ليضع صالح لقمه بفمه وسرعان ما يبدأ بارتشاف القهوة بشرود .... مرت يضعه ايام دون أن يستمع إلي أي شيء عنها .... ينكر ولن يعترف ابدا أن هذا هو سبب هذا الشعور بداخله لذا يتظاهر بأنه لا يسأل نفسه هذا السؤال بينما كان من حين لآخر اما يستمع إلي حديث والدته معها أو الي تلك الكلمات التي تنطقها والدتها أمامه دون أن تقصد مشفقه علي حالتها وما وصلت إليه .....نظرت ليليان الي شرود صالح لتقول برفق : مالك ياحبيبي ؟!

هز رأسه قائلا : ابدا ... 

نظرت ليليان الي طعامه الذي لم يمسه : انت مأكلتش حاجة وسرحان

قال صالح وهو يهز كتفه : ابدا بس بفكر في الشغل ......التفت الي والدته متصنعا الحيرة حتي لا ينفلت من شفتيه أي تساؤل عنها 

: انا وجاسر ومهران بنفكر نعمل مكتب استيراد وتصدير 

قالت ليليان بسماحه : وماله يا ابني اللي يريحك اعمله 

اوما صالح وعاد لشرودة الذي قاطعه دخول مها من تلك البوابه الحديديه الصغيرة ببدايه المنزل ......رفعت ليليان عيناها إليها لتتسع ابتسامه مها وهي تقول : صباح الخير 

ابتسمت مها مرحبه : صباح النور يا حبيتي ..تعالي اتفضلي 

اقتربت لتقول وهي تجلس بجوار صالح : بقولك صباح الخير ياصالح 

قال صالح بنبره خاليه : صباح النور 

جلست مها لتقول بوجهه مشرق وهي تشير الي الطعام :ده انا شكل طنط حماتي بتحبني 

قالت ليليان بتأكيد : طبعا يا بنتي 

نظرت إلي صالح بطرف عيناها لتري تقوس طرف شفتيه بحنق بينما لا تكف عن وضعه بوسط تلك التمثيليه التي تخبرها أكثر من مرة ان عليها أن تنتهي 

قالت ليليان : يلا حبيتي افطري مع صالح وانا هقوم اعملك شاي 

أمسكت مها بيدها سريعا ؛ لا ياطنط متتعبيش نفسك

قالت ليليان بحب : مفيش تعب 

هزت مها راسها بإصرار : لا ياحبيتي اقعدي ارتاحي..انا فطرت من بدري 

أمسكت بحقييتها وتابعت وهي تخرج تلك العلبه الانيقه : اتفضلي 

عقدت ليليان حاجبيها باستفهام : ايه ده يامها

قالت مها بابتسامه : دي هديه بسيطه لحضرتك 

نظرت ليليان الي تلك العلبه التي أخرجت منها هاتف احدث طراز : ده تليفون لحضرتك بدل بتاعك اللي اتكسر

عقد صالح حاجبيه والتفت الي والدته التي تعلثمت : مالوش لزوم يا بنتي تكلفي نفسك ....انا بس كنت عاوزة اصلح تليفوني وانتي قولتي تعرفي حد بيصلح

قالت مها بابتسامه : طيب وفيها ايه لما اجيب لحضرتك واحد جديد هو انا مش هيبقي مرات ابنك وزي بنتك وبعدين بتاعك كمان بقي قديم اوي ...ده احلي واجدد ..هيعجبك

زم صالح شفتيه بحنق واضح ليتجاهل كلمات مها التي أشعلت الغضب برأسه ليلتفت الي والدته بنظرات عتاب قاسيه قائلا : مقولتليش ليه ياامي انك عاوزة تليفون

تعلثمت ليليان قائله بدفاع : مش عاوزة ياابني ...انا ..انا 

تدخلت مها قائله : في ايه ياصالح ..طنط مقالتش حاجة وبعدين انا لما لقيت تليفونها وقع من ايديها اتكسر قولت اجيبلها واحد جديد هديه 

زفر صالح بنفاذ صبر قائلا وهو يعيد الهاتف امامها : شكرا يامها ...لو ماما عاوزة حاجة انا هجيبهالها

هزت مها كتفيها بإصرار : وفيها ايه انا وانت واحد 

قام صالح من جلسته زافرا بضيق وهو يقول : لا مش واحد ....

تركهم ودخل الي الداخل لتخفي مها امتعاضها من حديثه وتتظاهر بالضعف بينما تقول : شوفتي يا طنط بيقول ايه 

دمعت عيناها وتابعت : انا مكنتش اقصد أي حاجة وبس حبيت افرح حضرتك

ربتت ليليان علي كتفها بحنان : معلش يا بنتي متزعليش ...هو ميقصدش حاجة 

انا هقوم اشوفه ..

دخلت ليليان الي غرفه صالح الذي كان يرتدي ملابسه بسخط شديد وهو يتذكر كلمات جاسر ...الي متي سينظر لفسخ تلك الخطبه ؟!

قالت ليليان بتعلثم : صالح ياابني ...التفت لها صالح منفجرا بغضب : ماما انتي ازاي تطلبي منها حاجة ...ايييه ناقصه تليفونات 

نظرت إليه ليليان بعتاب قائله :مطلبتش حاجة ياابني والله 

غص حلقها وانفلات الكلمات من شفتيها : انا بس التليفون بتاعي وقع من ايدي و....و

ياصالح انا كنت عاوزة بس اصلح التلفون وهي قالت تعرف حد يصلحه 

: مقولتليش ليه 

قالت بدفاع : مجاش في بالي ....وبعدين يا ابني هو انا بعمل ايه بالتليفون ...انا بس كنت ...كنت بطمن عليها 

وهنا صمتت وصمت صالح بينما اختلج صدره ذلك الشعور أن الكلام عليها ...تلك التي لا يجروء علي التحدث عنها مع نفسه حتي !!

نظر لها صالح بضيق من نفسه لغضبه عليها بينما تهدج صوتها وهي تتابع : انا مش بطمن عليها إلا بالتليفون وخوفت اقول لابوك يفهم اني عاوزة اصلحه عشان اكلمها ....ياابني ورحمه ابويا مقصدش حاجة ولا طلبت من حد حاجة 

ضمها صالح إليه بحنان وقبل رأسها باعتذار : حقك عليا مقصدش اضايقك 

هزت راسها برفق : ولا يهمك ....ومها مقصدتش حاجة 

زم صالح شفتيه بسخط ولم يقل شيء عنها ليقول : انا هجيب لحضرتك تليفون جديد وانا راجع 

قالت ليليان وهي تهز راسها : لا يا صالح ....انا بس عاوزة تليفوني يتصلح

نظرت له بطيبه وبساطه وتابعت : اصل رقمها علي التليفون بتاعي ومعرفش اجيبه تاني ازاي 

ربت علي كتف والدته بحنان بينما أكسبها وجودها هنا المزيد من تلك الطيبه والبساطة التي كانت لديها بالفطرة عكس اختها والده ياسمين 

......

خرج صالح ليتجه الي مها التي كانت ما تزال جالسه مكانها ووجهها محتقن بالحمرة ولكن ما أن رأته حتي أخفت تعابير وجهها لتحاول التحدث ولكنه لم يعطي بها فرصه وهو يقول بحزم : دي اخر فرصه ليكي 

....انهي الموضوع بدل ما انهيه انا 

تركها وغادر لتحتقن كل ملامح مها التي قبضت علي طرف الطاوله بحنق لا تتخيل أن تخرج من حياته بتلك البساطه ولا بعد كل ما تحملته من هذا الحب السخيف لتلك الفتاه التي وكأنها نسجت شباك عنكبوت حوله قلبه وغلفته بها ...خيوط بالرغم من ضعفها الظاهري إلا أنها تفتك بفريستها وهذا هو حب ياسمين بالنسبه له ...دخل قلبه وأغلقه عليه غير سامح لسواها بالعبور ولا باحتلال مكانها حتي وان كانت اختفت من حياته كما اختفت بعد تلك الليله ....!!

....

....


أبعدت فيروز يد زوجه عمها التي وضعت تلك العلبه الكبيرة والتي امتلئت بالقطع الذهبيه قائله : البسي منهم اللي يعجبك 

هتفت فيروز بحنق : لا يا طنط

هنزل زي ما انا 

قالت منيرة زوجه عمها رحيم : يا بنتي ازاي تنزلي كدة ....دي عيله العريس اول مرة يشوفوكي ولازم تتزوقي وتلبسي احسن لبس وذهب 

تهكمت ملامح فيروز : انا مش عروسه حلاوة جايين يتفرجوا عليها 

نظرت منيرة الي وداد بقله حيله لتقول وداد برجاء : 

يا بنتي اسمعي كلام مرات عمك دي عاوزة مصلحتك

قالت فيروز بحنق وتهكم قاسي علي والدتها : بقيتي تتكلمي بالمصلحة ..!!

وبالفعل كانت تنزل بخطواتها الواثقه كنا هي بملابسها البسيطه ودون أي اهتمام بوضع مساحيق تجميل علي وجهها أو تصفيف شعرها غير ذيل الحصان الذي لا تصفف الا تسريحته ....

نظرت تهاني بخبث إلي جمال فيروز العادي ثم نظرت إلي ابنتها والتي كانت حقا فتاه جميله وكأنها تخبرها أن المقارنه بينهم معدومه 

طالت جلسه تهاني وعمه مهران زينات وخالته بهيرة مع والده فيروز وزوجات اعمامها بينما لم تتوقف تهاني عن الاسئله الخبيثه والتي لم تكلف فيروز نفسها عناء الرد عليهم وبالمساء لدي عودتها كانت تطلق رأيها والذي ظنت أن مهران سيستمع له ويأخذ به متراجع عن تلك الزيجة لتتفاجيء برده البارد : عجباني 

عقدت حاجبيها باحتدام : عجبك فيها ايه ...دي ولا اصل ولا فصل ولا حتي جمال ...وبعدين طالعه فيها معرفش علي ايه 

التفتت الي عمران لعله يساندها : ولا انت ايه رايك ياحاج

قال عمران متنهدا : رأيه قولته ...مهران يعمل اللي يريحه!!

نظرت له تهاني بحنق ليعتدل مهران واقفا بينما يقول باقتضاب : انا مرتاح وعاوزها ...مفيش كلام تاني يتقال 

وبالفعل حزم الأمر ....ولكن تهاني لم ولن تستسلم !!

.......

...


يوم..... اثنان..... وماس تنساق الي رغبه جاسر كل صباح بالبقاء معه وعدم الذهاب الي عملها ولكن باليوم الثالث اعترضت برفق وامتثل جاسر لها ليس لشيء إلا لأن لديه هو الآخر عمل .... لم يري أنه اناني بينما يريد منها البقاء معه باجازته لانه يحبها ولا يريد أن تبتعد عنه وماس ظنت أنه يترك عمله من أجلها كما فعلت لذا مر الأمر..!! 

نعم لا ينكر أنه تحايل عليها وهو يقنعها أنه لا يذهب للعمل مثلها بينما هو بأجازة 

ابتسمت وهي تدخل الي مكتبها لتقول ساميه بمغزي : اجازاتك كتير اوي ياماس اليومين دول 

ضحكت ماس بمرح : معلش يا مدام ساميه مش قادرة أوفق بين الشغل والبيت .... كل يوم مش بقدر اصحي 

ضحكت ساميه لتقول : اه ....بس لازم ترتبي نفسك يا ماس انتي بنت طموحه وذكيه 

تدخلت ريم لتقول : سيبيها تاخد اجازات يا مدام ساميه .....احنا بالعافيه خليناها تتجوز اصلا  

ضحكت ساميه قائله : ليه بس ...ده جاسر ابني اي بنت تتمني تتجوزة

ضحكت ريم قائله : طبعا ...حالا ما بقي جاسر ابن حضرتك 

قالت ساميه بينما التقت بجاسر بضع مرات ورأت كم هو مهذب : كلكم ولادي  

انقطع حديثهم الهاتف الذي جاء لساميه من أحد المدراء لتستاذن من الفتيات وتذهب 

جلست ماس علي مكتبها ليقول وليد مشاكس صديقهم الاعزب ايمن : وحياتك بكرة هتجيب فينو وانت راجع 

قال أيمن : بعينك ...انا هفضل من غير جواز واشمت فيكم

عادت ساميه بعد قليل لتبدأ بتوتر تنظر في ارجاء مكتبها وتخرج ملفات كثيرة ...تركت ماس افطارها لتقول : 

في حاجة يا مدام ساميه 

قالت ساميه وهي تضع نظارتها الطبيه فوق عيونها : 

مطلوب بيان بمديونيات العملاء ومستعجلين عليه 

قالت ماس سريعا : طيب انا هساعد حضرتك 

جلست ماس لتبدأ بالعمل وتمضي ساعه تلو الأخري 

قالت ريم وهي تنظر إلي ساعتها التي تجاوزت الثانيه : ماس يلا الساعه اتنين 

هزت ماس راسها وهي تنظر إلي شاشه حاسوبها : لا انا هقعد اخلص البيان مع مدام ساميه 

قالت ساميه بامتنان : لا يابنتي خلاص انا قاعده وايمن قاعد معايا روحي انتي 

هزت راسها قائله : 

لا معلش ...خليني اكمل ... هانت 

اتصلت بجاسر تعتذر له حتي لا ياتي لاصطحابها للمنزل الان :: معلش ياحبيبي ساعه 

اوما قائلا : ماشي 

الساعه تحولت لأربع ساعات لتشعر بدماس بتصلب عضلات ظهرها من الجلوس امام الحاسوب كل هذا الوقت بينما شعرت بشغف يسري بعروقها وهي تجتهد لوضع قاعده بيانات تسهل ايجاد كل الملفات .....عملها اغلب الوقت روتيني الا اليوم تشعر أنها بالفعل تجتهد ....وهاهي قد حصلت علي نتيجه عملها الدؤوب ليثني عليها مديرها : برافو ياماس .....

ابتسمت بامتنان لتستأذن وتعود الي مكتبها وتسرع الي هاتفها الذي كان يرن مع كلمه ايمن : تليفونك بيرن من بدري 

أمسكت الهاتف سريعا تجيب : أيوة يا حبيبي ...خلصت ونازله حالا 

قابلها جاسر اسفل عملها بجبين مقطب هاتفا دون مقدمات : ايه يا ماس مش بتردي ليه ...بقالي ساعه كنت بتصل بيكي 

قالت وهي تركب بجواره : معلش ياجاسر كنت عند مستر مهاب بسلم البيان ... 

اوما دون قول شيء ليقود عائدا بينما تريح ماس ظهرها الي الخلف وتمدد ساقها امامها بارتياح بعد تصلب عضلاتها طوال تلك الساعات .....

دخلت ماس الي المنزل بخطوات مرهقه لتتدفق الي ذاكرتها كل تلك الأشياء التي انتوت انهاءها اليوم لدي عودتها من العمل باكرا وهاهي تاخرت ولم تفعل منها شيء وهاهي تراكمت كل تلك الأعمال امامها .....

تلك الملابس التي عليها أن ترتبها بالخزانه ....!! واخري عليها إخراجها من الغساله 

وتلك لملاءت التي انتوت تغيرها باخري نظيف وهذه الاطباق التي عليها إخراجها من المغسله وإعادتها مكانها .....وتلك الفوضي بغرفه المعيشه التي خلفتها سهرتها برفقه جاسر والتي كانت حتي الفجر فتركت كل شيء كما هو لحين عودتها من العمل .. .. لم تفكر كثيرا و 

جمعت شعرها للاعلي وخلعت قميصها لتبقي بالتيشرت القطني الخفيف اصفل ملابسها وببنطالها الجينز تعمل هنا وهناك ....

خرج جاسر بعد انهي استحمامه يجفف شعره بالمنشفه ويلقيها علي طرف الفراش الذي رتبته للتو بحركه عفويه لتمسك بها ماس ومعها تمسك نفسها من التعب والارهاق بينما لم يكلف نفسه عناء حتي مساعدتها ولكنها لم تقل شيء وهي تري مزاجه معكر ولا تعرف له سبب لتقول وهي تمسك بالمنشفه وتعيد ترتيب الفراش : مالك ياجاسر .....

قال باقتضاب : مفيش ....

أومات ولم تقل شيء إلا لنفسها التي تخبرها أنها هانت وقد قاربت الانتهاء وستحظي اخيرا بدوش دافيء وتجلس ترتاح 

لتتوقف مكانها وهي تتذكر شيء هام مع سؤال جاسر : خدي دوش ويلا عشان نتغدي.....انا جعان ...

اتسعت عيناها بينما تدرك الان حقيقه أنها نسيت أن تجهز اي طعام .....

وقفت أمام الثلاجه بحيرة تفكر ماذا يمكنها سريعا أن تصنع 

ليأتي سؤال جاسر من خلفها : لسه قدامنا كتير علي الاكل 

التفتت الي جاسر الذي وقف لدي باب المطبخ 

لتقول بتعلثم : جاسر انا لسه مجهزتش الاكل 

لاحظت تغير ملامح وجهه لتقول سريعا : ممكن نجيب أكل جاهز 

زفر جاسر قائلا : مقولتيش ليه نجيب واحنا راجعين 

قالت بتلقائية : نسيت 

نظر لها بطرف عيناه دون قول شيء بينما يحدث نفسه بأن هاهي بوادر عمهلها ....وبالرغم أنها المرة الأولي ولكنه يشعرها وكأنها سنوات تتأخر ....!! 

جلس بضيق ليمسك هاتفه يطلب طعام من الخارج 

وسرعان ما اتي بينما كانت ماس تخرج من الاستحمام وهي تخبر نفسها أن لا تتحدث معه بالأمر حتي لا يتحول الي شجار وهو قليلا وسيزول غضبه وبنفس الوقت شعور بالضيق يسيطر عليها من هذا التفكير الذي لم تفكر به يوما وان عليها فتح الحديث لتثبت أنها لم تخطيء ولكن ربما لارهاقها أو ربما لعدم رغبتها بخوض مشاكل معه صمتت ....

قال جاسر باقتضاب وهو يدخل الي الغرفه : 

الاكل برا 

عقدت حاجبيها،: انت مش هتاكل

هز رأسه وغادر الغرفه : لا شربت قهوة 

أوقفته وهي تتمسك بمنشفتها حول جسدها : جاسر ....انت مش كنت جعان 

هز رأسه بعدم اكتراث : خلاص 

قطبت جبينها وعادت لتمسك ذراعه توقفه مرة أخري : جاسر في ايه ؟! 

: مفيش ! 

نظرت إليه : مفيش ازاي انت مكشر من وقت ما رجعنا .....انا اول مرة اتأخر مش مستاهله خناق 

هتف بضيق بينما هو يعرف جيدا ما تقوله ولكن ماذا يفعل بهذا الشعور بالغيرة ولو لمجرد أنها قضيت وقت بالعمل اليوم أكثر : خلاص ياماس 

زفرت وصمتت لتوليه ظهرها وتتجه لارتداء ملابسها فغادر الغرفه وجلس يعبث بهاتفه حتي وردت إليه مكالمه من أبيه ......خرجت ماس بعد أن صففت شعرها لتستمع الي صوته اتي من الشرفه لتجد نفسها تتجه بفضول لتعرف مع من يتحدث 

: هو ده كل اللي حصل .... ولو هي شايفه أن دفاعي عن مراتي حاجة تزعلها يبقي مفيش قدامي حل تاني غير اني اقبل زعلها مني 

رفعت ماس حاجبها وهي ترتب تلك الكلمات ....اذن هو دافع عنها أمام والدته ...!! 

: انا مش بتكلم مع اختك من وقتها عشان مش عاجبني اللي حصل ...الست والده مالك عمرنا ما شوفنا منها حاجة وحشه وميصحش ابدا اختك تكون موضع اتهام في اهانه الست اللي زي والدتها ....بس لقيت ماجده منهارة من العياط وبتقولي انك مخاصمها عشان خاطر مراتك 

اوما جاسر قائلا : وانا كمان مش بكلم مي من وقتها بس مش عشان ماس ....لا عشان تصرفاتها ..أما بخصوص ماما فهي اللي واخده مني موقف عشان محبتش أنهم يحطوا اللوم كله علي مراتي واظن ده حقها عليا ...اني ادافع عنها ولا ايه 

قال أبيه موافقا : عندك حق ...مراتك لازم تدافع عنها ...خلاص سيب ليا الموضوع ده وانا هتكلم مع ماجده وهخليها تهدي من ناحيه مراتك شويه ....تهكم بمزاح وتابع : انا مش عارف هي ماجده عامله عليها حماه ليه من اولها ...دي ماسه بنت لطيفه وانا بحبها 

ضحك جاسر مشاكسا : وابنك كمان بيحبها 

ضحك زيدان قائلا : حيث كدة اسيبك تحب مراتك و اشوف انا دماغ الست مراتي الشريرة دي ناويه علي ايه 

ضحك كلاهما لينهي جاسر المكالمه : تصبح علي خير يابابا 

أسرعت ماس متراجعه للخلف حينما انهي جاسر مكالمته لتتجه الي أمام الطاوله حيث وضع اكياس الطعام 

: جاسر ...يلا نأكل 

لا يعرف لماذا تمسك بعناده وهو يهز رأسه قائلا : قولتلك مش جعان 

انتفخت وجنه ماس ونظرت إليه بينما مثل طفل عنيد بكل ما تحمله الكلمه من معني. ..... فما يفعله منذ عودتهم لا يرقي الي تصرفات شخص راشد ابدا ... هزت كتفها بحنق وهي تحدث نفسها متسائله عن علاقه الغضب بعدم تناول الطعام 

لتجلس بجواره وقد هربت شهيتها من التفكير ....والسؤال الملح علي عقلها ...ماذا حدث لكل هذا ....؟! 

أنه تأخرها بالعمل ولا شيء سواه ...فقد تركها بالصباح وكلاهما بحاله منسجمه للغايه 

رفعت عيناها إليه بينما جلس يعبث بهاتفه بصمت 

لتنطلق تنهيده من صدرها قائله : هتفضل ساكت 

هتف متهكما دون أن ينظر لها : اقوم ارقص 

طرقت باصابعها بحنق علي الطاوله لتقوم تدخل الي غرفتها ....ولكنها دقائق ولم تحتمل لتخرج له بهجوم : ممكن افهم في ايه ....ايه اللي حصل لكل ده ؟! 

بتتعامل معايا كدة ليه من وقت ما رجعنا 

رفع جاسر حاجبه بينما عاد وجهه الجليدي للظهور مرة أخري وهو يقول ببضع كلمات قادرة علي احراق أعصابها أكثر. : ايه اللي حصل ؟! انا بتعامل معاكي عادي 

احتدت ملامح ماس لتهدر بغضب من برودة اولا ومن ذلك الطريق غير. المباشر بتقريعها بدلا من أخبارها أنه غاضب من تأخرها وعليه ينهي الأمر واخيرا تلك التصرفات الطفوليه بعدم تناول الطعام أو بعدم الحديث معها وبتجاهلها بتلك الطريقه ....بينما تكاد تجن وهو قبل قليل يتحدث عنها بتلك المثاليه مع أبيه. ..... 

: عادي .....ايه العادي في انك مخاصمني من وقت ما رجعنا ومش بتتكلم معايا .....بترد عليا بالقطارة ومش عاوز تاكل وقاعد ساكت 

اعتدل واقفا ومازال محتفظ ببرودة ليقول وهو يتجه الي الغرفه ؛ مرهق وعاوز انام 

اندفعت الدماء لوجهه ماس بينما شعرت من هو قاسي ليضغط عليها بتلك الطريقه الباردة التي تفضل عليها ألف مشاجرة ....صمته وكلماته المقتضبه لا تتناسب مع شخصيتها التي تواجهه وتدافع وتهاجم ....الصمت ليس خيار أمام شعله تفكيرها الثائرة ....

اندفعت خلفه بخطوات غاضبه لتفتح باب الغرفه وتندفع إليه هاتفه باحتدام : انت بتعمل كل ده عشان اتاخرت شويه في الشغل مش كدة 

نظر لها جاسر بطرف عيناه دون قول شيء كما انتوي ...بينما يختلف عنها وهو يري ان لا داعي لوجود كلمات ما دام كل شخص يعرف خطأه ويدركه فلماذا يتحدث به .....

اتجه الي الفراش متجاهلها لتتعالي نبره ماس متزامنه مع يدها التي أمسكت بذراعه توقفه : جاسر انا بكلمك رد عليا 

التفت لها جاسر بنظراته الباردة ولكنها قرأت مقدار الغضب خلفها مهما تحدث بتلك النبره : عاوزاني ارد اقول ايه ....اقولك اتاخرتي فتقولي معلش كان عندي شغل مهم وبعدين دي اول مرة اتأخر اصلا ...مش كدة ....؟!

مش هو ده الكلام اللي هيتقال 

هز كتفه وتابع : انا عارفه وعشان كدة مش عاوز اتكلم فيه ....

شتتها بكلماته التي لخصت الحوار قاب قوسين لتقول وهي تستجمع تفكيرها : ولما انت عارف بتعاقبني ليه ؟!

نظر إلي عيونها قائلا بصدق : مش بعقابك ياماس ولا مخاصمك ولا اي حاجة من اللي في تفكيرك ....

رفعت عيناها لتلتقي بعيناه بينما بدأت نظراته في اللين وهو يتابع : اه متضايق ياماس 

.....بس عارفه ايه ..؟!

نظرت له ليكمل متنهدا : عشان كنت عاوزة نقضي اليوم مع بعض قبل ما اسافر الفجر ..... اتاخرتي في شغلك و ضيعتي باقي اليوم وانتي بتنضفي البيت وفي الاخر افتكرتيني ....!! 

لو كان ساحرا لما كان قادرا علي التلاعب بتفكيرها بتلك الطريقه بينما ما نطق به وما نظر لها به جعلها لا تدرك اي شيء إلا اخر ما نطق به لتقول بصوت مباغت : انت مسافر ؟!

تنهد وهو يبعد عيناه عن عيونها : اه ....عشر ايام مأموريه  

هل شعرت بوخزة بقلبها الان ....؟! هل كرهت تلك الساعات التي قضتها في العمل ....هل لامت نفسها لعدم تأجيل كل شيء حتي الغد .....ليحاول عقلها النهوض من هذا الشتات يخبرها أن ليس عليها لوم فهي لم تكن تعرف بسفره ....هو لم يخبرها ...!! 

من اين لها أن تعرف ....؟! 

...............روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

.....

نظرت ياسمين تجاه زجاج النافذه الذي عكس تسلل ذلك الظلام مع غروب الشمس وكم تكره هذا الوقت وتشعر بالكأبه لرؤيته لتشيح بوجهها وتسند راسها للخلف ..... لم تعد تشعر بمرور الأيام وهي جالسه بتلك الغرفه علي هذا الفراش ....لم تعد تشعر بشيء إلا الخوف والألم ....

فكرت في كلام ابيها عن التخلص من زياد بنفس طريقته ...من خلال المال ....!!

تساءلت كثيرا إن كانت تستطيع تنفيذ ما قاله ابيها وأخذ الأموال منه ليستطيع ابيها الخروج من تحت سطوته وبالتبعيه ستستطيع النفاذ من قبضته هي الأخري ..... تعبت كتيرا ولم يعد باستطاعتها التحمل أكثر ....

تنهيده حارة انطلقت من صدرها وهي تتذكر تلك الليله التي تركت بها كل شيء و هربت إليه ومعها تلك الأموال ظنا منها أن المال يحل كل شيء .....!! 

لقد تعلمت درسها الان متأخرا ....أن المال أحيان كثيرة يكون لعنه وليس حل كما يشعر الجميع بأنه سيحقق مبتغاهم بالسعاده وإلا كانت والدتها لتشعر بتلك السعاده وهي تضع الأموال جسرا لتسير عليه الي سعادتها وتكتشف بعد فوات الأوان أنه جسر ملعون لا يقود الا للشقاء ......داعب أذنها سماع صوت بكاء والدتها يأتي من ذاكرتها البعيده ....ذلك اليوم بعد تشخيص مرض أخيها الصغير بهذا المرض العضال بضمور في العضلات .....ذلك الصغير الذي حملت به بعد الكثير من العمليات حينما لم تستطيع الحمل بعد ولادتها لياسمين ...ذلك الصغير الذي يشبه الملائكه اصيب بهذا المرض ......كانت صدمه كبيرة لم تحتملها والدتها التي ظنتها ياسمين تقوي علي كل شيء .....نعم كانت والدتها امراه قويه وزنت ياسمين أنها ورثت تلك القوة عن والدتها حتي تلاعب بها ابيها و وقعت اسفل يد ذلك الرجل لتدرك أن كل تلك القوة ماهي الا زيف.....!!!

كان ذلك البكاء هو بدايه كل شيء ...... كانت اول مرة تري والدتها تبكي ...واول مرة تعرف بماضي والدتها مع عائلتها ...واول مرة تري صالح 

Flash back 

طريق صممت والدتها علي الذهاب به وكان سبب تعالي اصوات الشجار بينها وبين ابيها لأول مرة ....كانا دوما منسجمين بكل شيء حتي العمل والان فهمت السبب ...فهو كان يعرف كيف يحرك والدتها ويدفعها لفعل كل شيء من أجل مصلحته وكما يقال كانت تلك الدجاجه التي تعطيه البيضه الذهبيه لذا لم يكن أبدا يختلف معها ودوما ما يدللها ليضمن المزيد من تأثير عليها ....لم تكن تدرك اي من هذا لولا إصرار والدتها ذلك اليوم علي الذهاب حتي أنها هددت والدها بتلك الكلمات التي لم تفهم معناها بذلك اليوم : هروح يا عماد .....هروح وهطلب منهم يسامحوني ولو حكمت ارجع كل قرش اخدته مش هتردد

انسابت دمعه من عيون والدتها بانكسار وهي تتابع : عشان عبد الرحمن يخف مستعده اعمل اي حاجه ......

لم تفهم شيء ولكنها لم تترك والدتها لتجد نفسها بالسيارة معها بينما انطلقت بسرعه كبيرة وخلفها كلمات عناد المتوعده : مش هتاخدي مليم واحد من الفلوس وتديها لأهلك يا لبني ...... لو انطبقت السما علي الأرض مش هتاخدي مليم واحد من فلوسي وشقايا 

كل ما حصلت عليه كان كلمات حانقه من والدتها وهي تقول بكلمات مبعثرة من خلال حنقها : فلوسك ولا فلوس اهلي .....انا استاهل .... ربنا بياخد حقك يا ابويا .....ربنا بياخد حقكم كلكم 

لم تفهم شيء ولم تجروء علي السؤال فوالدتها شخصيه حازمه قويه لم تكن يوما تنساب في الحديث مع ابنتها كما تفعل اي ام مع ابنتها الوحيده بل كانت أوقات كثيرة تعترض علي دلال عماد الزائد لها ولكن كل هذا تغير بعد مرض أخيها الصغير فقد انهارت والدتها تماما وتحولت لامراه أخري تبكي وتهذي بكلمات غير مفهومه. ...... ظلت ياسمين علي دهشتها وعدم فهمها حتي وصلت والدتها الي مشارف تلك البلدة بعد قيادة طويله وسط الزروع التي لم تراها ياسمين من قبل ....... أوقفت سيارتها لدي تلك البوابه الحديديه الصغيرة ونزلت دون أن تقول شيء لياسمين التي ترددت قليلا قبل أن تتبعها .....

وقفت ياسمين مكانها تستمع الي تلك الأصوات الغاضبه بينما لم تكد لبني تخطو خطوة بداخل المنزل حتي كان صوت رافت الجهوري ينهرها عن قول شيء .....

قطبت ياسمين حاجبيها بعدم فهم وخوف من ذلك الصوت العالي لهذا الرجل الصارم لتري امراه بوجهه مختلف تماما عنه تبكي وتحاول استعطافه

: اسمعها يا رافت ... لبني جايه وبتقول أنها ندمانه علي اللي عملته 

هدر رافت بغضب : ميلزمنيش ندمها .....برا 

اتسعت عيون ياسمين بصدمه من طرد الرجل لوالدتها ولكن صدمتها كانت أكبر حينما جثت لبني علي ركبتيها بانهيار ... ......سامحني وخد كل اللي اخدته منك ومن ابويا ......ابني بيموت يا رافت

دمعت عيون ياسمين بينما كانت تشاهد كل ما يحدث وهي واقفه علي اعتاب هذا المنزل وكأنها تشاهد فيلم تحاول فهم قصته .....هل تلك المراه الباكيه هي خالتها .....تلك التي ربما بالصدفه سمعت اسمها مرة أو اثنان ....هذا الرجل زوجها ....ماذا فعلت والدتها ...ما تلك الأموال وماحدث 

لتبدأ الاجابات بالترأي أمام عيونها حينما انحني رافت تجاه والدتها بقسوة هادرا : عاوزاني اسامحك ...روحي لابوكي تربته وأساليه إذا كان مسامحك ولا لا ..... روحي اطلبي منه هو السماح عشان هو اللي مات من القهر لما بنته سرقته ورمته في الشارع ....روحي اترجيه بالدموع زي ما جه اترجاكي قبل ما يموت بالدموع برضه وهو بيقولك أنه مش عاوز حاجه بس علي الاقل رجعي لأختك حقها عشان لو مات يكون مرتاح ......احتدت نظرات رافت بينما تابع بغضب شديد : فاكرة يومها قولتليه ايه ..... ارتاح ....انا مش هرجع حاجه ومعنديش اصلا اخوات 

فااااكره....!!

وكأنها بحلم وهي تستمع لتلك المواجهه الداميه ...نعم لا يجب أن تذرف والدتها دموعا بل دماء أن كانت تجردت من الرحمه وهي تفعل هذا بابيها 

بل والابشع قادم حينما تابع رافت : روحي قوليله انك مجتيش العزاء بتاعه بس مترددتيش لحظه تيجي تاخدي الورث اللي انتي متأكدة أنه فلوسي وشقايا واني تقديرا له خليته شريكي عشان متحملتش كسرته اللي انتي كسرتيها له .......لو سامحك انا هسامحك .....

انهي رافت كلماته وهو يعتدل واقفا ليغدق لبني بنظرات الاشمئزاز : زعلانه اوي أن ابنك تعبان ..... متوقعه ايه وانتي اكلتيه وشربتيه وعيشتيه بفلوس حرام .....

أغمضت لبني عيونها بقهر شديد ايه رافت رأسه قائلا بوعيد : ولسه عقاب ربنا .....الدايرة هتدور وهتدوقي كل اللي عملتيه في ابوكي ....

براااا

حاولت لبني النهوض ولكن خانتها قدماها لتتفاجيء ياسمين بذراع تلك المراه الطيبه تسرع لإسناد اختها ......نعم لا تحمل بقلبها الا كل شفقه عليها وعلي ابنها الذي لم تراه .....انتفض قلبها بين ضلوعها وهي تنظر لاختها بقله حيله بينما يزجرها رافت : سببيها وابعدي عنها يا ليليان انتي مش شبهها .....انتي انضف منها بكتير ....

قالت لبني بانكسار وهي تنظر لاختها : عنده حق ...انتي أنصف مني بكتير ...بس سامحيني يا اختي .....سامحيني وادعي لابني 

قالت ليليان بدموع غائرة : بدعيله ....انتي توبتي يا لبني وربنا بيسامح 

هدر رافت بغضب : ليليان .....!!

نكست لبني رأسها بخزي لتقول لاختها : انا ماشيه ....

حاولت ليليان الترجي ... عشان خاطري يا رافت 

ولكنه لم يستمع .....أسندت ياسمين والدتها سريعا ما أن خطت للخارج لتطول نظرة لبني لابنتها لأول مرة وكأنها تبحث في عيونها عن اتهام بعد ما سمعته ولمن ياسمين كانت ما تزال لا تستوعب شيء مما سمعت ...ضائعه وليست بحال لاي اتهام ..... 

: ثانيه ..!!!

التفتت ياسمين التي كانت تسند والدتها متجهه الي السيارة الي هذا الصوت المتردد بينما وقف صالح الذي أرسلته ليليان خلفهم بكلمات ضائعه فلا يعرف بماذا ينادي خالته التي لم يسمع عنها شيء جيد بينما اختلف عن ياسمين فهو عاصر وعاش تلك المأساه اولا لكبر سنه ثانيا لوجود جده بوسطهم وسماع قهرته عما فعلته به ابنته بل ومازال يعاصر قهر أبيه بسبب تلك الديون التي خلفها أخذ ذلك الميراث عنوه بعد موت جده .....

نظرت لبني من خلال عيونها الغائرة بالدموع الي هذا الشاب الذي اقترب منها معرف عن نفسه : انا صالح ....صال.....قاطعته لبني بدموع وهي تهز راسها وتنهمر دموعها :صالح....

ذلك الصغير الذي رأته اخر مرة قبل سنوات طويله وقد كان طفل صغير وقتها وبعدها حدث ما حدث حينما تعرفت علي عماد ....وانقطعت العلاقات بينها وبين اختها 

تهدج صوت لبني وهي تتطلع لملامح ذلك الشاب : صالح ...

قال الشاب وهو يهز كتفه : ماما بعتتني اطمن علي حضرتك 

ازداد بكاء لبني من طيبه وسماحه اختها 

قال صالح : لو احتاجتي حاجة كلميني ...رقمي اهو 

مد يده بورقه صغيرة دون بها رقمه ولكن يد لبني المرتعشة لم تسعفها وسرعان ما كانت عيناه تلتقط تلك الفتاه ذات الشعر الأسود الذي بالكاد وصل إلي كتفيها بينما مدت إليه يدها تأخذ الورقه .....

تعلقت عيناه بعيونها لتشعر ياسمين برجفه خفيه تسري بجسدها بينما تعرف عن نفسها : انا ياسمين .....

لم يكن وقت ولا موقف مناسب ولكنه كان أول لقاء لتمتليء عيناه بملامحها وهو يؤكد عليها : لو احتاجتوا اي. حاجة كلموني ...

أومات ياسمين ولم يخلف كلمته فلم أكد والدتها تقود يضعه أميال خارج البلده حتي اصطدمت بشاحنه مسرعه لم تراها بسبب دموعها ......!!! 

Back 

انكمش جسد ياسمين مرتجفا تشعر ببروده كبيرة وهي تتذكر تلك الذكري التي بدأت بمشاجرة ابيها وامها وما تلاها كان كالحلم .....ماتت والدتها بهذا الحادث وبقيت هي بمشفي قريب من تلك البلده حيث لم يسمح الأطباء لوالدها بنقلها بسبب كسور جسدها ....اشتد المرض علي أخيها وسافر ابيها به للخارج برحله بحث عن علاج وبقيت هي بمفردها بالكاد تستوعب موت والدتها والأحداث التي سبقته وتلك الروابط التي توطدت بتلك المراه الحنونه التي لم تبارحها وبهذا الشاب الذي لاتعرف من أين ظهر لها .... هل أحبت مرضها الذي جعلها تراه كل يوم ....هل أحبت تلك الأحداث التي جعلتها تتعرف بخالتها ليليان .....ابتسامه واسعه داعبت شفتيها وهي تتذكر تلك الأيام التي مرت بالرغم من ثقلها لأنهم كانوا بجوارها ....لأول مرة تشعر بهذا الدفء وهي تدخل هذا المنزل بينما لاتعرف ياسمين كيف اقنعت خالتها زوجها أن تبقي عندهم لتهتم بها بعد خروجها من المشفي وقد كانت فكرة صالح الذي رفض عودتها والبقاء بالمنزل وحدها أثناء سفر والدها للخارج مع أخيها ....ايام مرت عليها كالحلم وانتهت بكابوس ......صوت ابيها الجهوري الذي تعالي بالارجاء حينما اقتحم المنزل لياخذها بعد أن ثارت ثائرته لدي علمه أنها بمنزل اخت زوجته الذي خشي كثيرا إن تطالب بحقها في ميراثها وكانت نفسه أخبث من الجميع ليزور كل شيء باسمه حتي لا تنال ليليان شيء وهي بالأساس لم تطمح بشيء لتندهش ياسمين كثيرا وهي تعرف بالصدفه بتلك الضائقه الماليه التي يمر بها زوج خالتها وربما تؤدي لفقدانه لتلك المزرعه التي عرفت من صالح تاريخها وكم يعشقها وكم بذل أبيه فيها من جهد لتصبح بهذا الشكل وقتها رأت الوجه المظلم لأبيها وامها .....كرهت ذلك المنزل الفاخر الذي تعيش به وتلك السيارة الفارهه التي تبدلها كل بضعه أشهر ....تلك المجوهرات والملابس وذلك الدلال الذي يغدقها به ابيها كان من أموال مسروقه .....كل يوم يمر تتأكد من كلمات زوج خالتها بأن الدائرة ستدور وعلي الباغي تدور الدوائر......خيبه تلو الأخري وعلاج يلو الاخر وحاله أخيها تتدهور بالرغم من أنه يعالج بأفضل المصحات العلاجيه بالخارج ..... خسارة تلو الأخري في عمل ابيها تسمع عنها 

ولا تفهم الكثير ولكنها تسمع من زياد كم أن الأمر خطير وهو لا يترك جوار ابيها لمحاوله إيجاد حلول ....لم تفكر كثيرا ووجدت هي حل ..... لتجد نفسها تفتح خزانه ابيها وتفرغ كل ما بداخلها بتلك الحقيبه وتذهب إليه مقررة عدم العوده الي ذلك المنزل الذي أصابته لعنه المال الحرام .....تريد أن تعيش في كنف تلك الأسرة الطيبه الدافئه بينما في أصعب أوقاتها لم يلجأ احدهم الي اي سبيل من سبل الخداع ..... تعرف من صالح ضائقه أبيه والحجز المقرر علي المزرعه لذا أسرعت بتلك الأموال والتي لم تكن إلا أموالهم بالأساس لتتفاجيء برد فعل صالح العنيف تجاهها ......!!

مسحت ياسمين وجهها سريعا حينما شعرت بخطوات زياد لتحاول بصعوبه الخروج من تلك الذكريات التي مهما بلغت قسوتها إلا أنها لا تضاهي قساوة واقعها 

دخل زياد بخطواته البطيئه بعد أن جاهد ساعات طويله أن يخفي غضبه من ما استمع إليه .....هي صمتت ولم تعقب علي كلام ابيها لذا لن يعاقبها ....!!

ولكنه أيضا لن يمررها لها 

ابتلعت ياسمين بثقل واجفل جسدها دون إرادتها حينما جلس بجوارها علي طرف الفراش ليتطلع إليها قائلا : 

عامله ايه ..؟!

تمتمت ياسمين وهي تبعد عيناها عن نظراته المتفحصه : الحمد لله .....

بخبث أخرج هاتفه مشيرا إلي تلك الصور وهو يقول : 

ايه رايك في الشاليه ده ...؟!

قالت ياسمين دون أن تنظر : كويس 

رفع زياد عيناه تجاهها قائلا بمكر وهو يحرك أصابعه علي شاشه الهاتف الذي ظهر به هذا الشاليه الفارهه : في العين السخنه .... بفكر اشتريه 

: كويس 

نظر لها بخبث قائلا : وبفكر كمان اكتبه باسمك 

نظرت له باهتمام بينما ترددت كلمات ابيها بأذنها ..... هل تستغل ما يعرضه عليها لعلها تتخلص من اسره 

نظرت له مردده : باسمي 

تطلع لها زياد بعيون راغبه وهو يمرر يداه علي جانب عنقها : طبعا وانا ليا غيرك 

حاولت ياسمين السيطرة علي أنفاسها التي احتبست بصدرها من لمسته بينما ظل زياد يحرك أنامله علي بشرة عنقها الناعمه وهو يكمل : هكلم السمسار نروح نتفرج عليه لما تخفي ....

نظرت إليه ليقول بخبث بينما تحركت يداه الي ساقها الموضوعه بالجبس : امتي تخفي بقي .....ازدادت لمساته شهوانيه بينما يرفعها أكثر اعلي ساقها : انا صبري قرب ينفذ 

اجفلت ياسمين بقوة ولم تعد تستطيع تسيطر علي رد فعلها الرافض للمسته لتضع يدها فوق يده توقفه ...رفع زياد عيناها لها بانزعاج واضح حاولت ياسمين أن تتحاشاه بينما تقول بعفويه : وريني صور الشاليه .....

زم زياد شفتيه ونظر إليها بوعيد .... الي اين ستهرب منه ...؟! مهما قامت في النهايه لن يكون لديها طريق الا طريقه ....!! 

قالت ياسمين وهي تلهيه عن محاوله لمسها : حلو اوي 

تجاوب معها قائلا : لو عجبك اخلي المحامي يجهز العقود واجيب موظف الشهر العقاري لغايه عندك عشان اسجله باسمك ..

!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !