الفصل السابق
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
هتفت مي بامتعاض : تخيلي ياماما بيقولي أن انا بغير من أخته
زفرت بحنق وتابعت بانفعال ظلت ماجده تتابعه بصمت : انا مش عارفه عملالهم ايه الست ماس.... هو بيدافع عنها وجاسر بيدافع عنها وحتي بابا كمان
التفتت الي والدتها وتابعت بشكوي: ....تخيلي ياماما أن بابا لسه مخاصمني لغايه دلوقتي
أسرعت ماجده تنظر إلي باب الغرفه حيث وقف زيدان مرددا بحزم :
وهفضل مخاصمك
التفتت له مي بعتاب : كده يا بابا
نظر لها زيدان بعدم رضي قائلا : ايه يا مي الطريقه اللي بتتكلمي بيها عن مرات اخوكي واخت جوزك ......
التفت الي زوجته وتابع بتوبيخ : وانتي ياماجده قاعده ساكته وبتسمعي ليها
حاولت ماجده الدفاع : ماهو يا زيدان ...قاطعها الرجل بحنق :ماهو ايه ....نظر إلي ابنته بعدم رضي وتابع :
واضح أن جوزها كان معاه حق لما قال إنها بتغير من أخته
قالت مي باستنكار : انا يابابا
اوما زيدان بحزم : أيوة امال تفسري تصرفاتك دي بأيه.... احسن منك في ايه عشان تحسي بكدة وتتكلمي عنها كدة والبنت في حالها مشفناش منها حاجه وحشه
قالت مي بدفاع عن نفسها :انا مقولتش حاجه ...احتقنت نبرته بالحقد دون إرادتها لتنفلت الكلمات من لسانها : ماس مش الملاك اللي حضرتك فاكره
ولا هي علي نياتها...... ماس كانت مصاحبه جاسر تلات سنين من ورا اهلها
احتدت نظرات والدها ليقاطعها بسخط : ميييي
زجرتها والدتها بنظراتها علي غباءها بينما وبخها زيدان بقوة : وانتي مالك اصلا بالموضوع ده
حاولت الدفاع عن نفسها بتعلثم : انا بس بوضح لحضرتك انها مش احسن مني
هتف زيدان بسخط : وهو حد قارنك بيها ولا انتي اللي بتقارني ....نظر لها بغضب وتابع : عيب تتكلمي كدة عنها وكلامك ده مش هينقص منها بالعكس ....هينقص منك انتي
: وهي مش ...قاطعها زيدان بغضب : قولت بس مش عاوز اسمع كلام في الموضوع ده ماس تبقي مرات اخوكي التفت الي ماجده وتابع توبيخه : وتبقي مرات ابنك ياهانم ياللي قاعده تسمعي
بنتك وهي بتتكلم عنها كدة وساكته ......
احتدت نبرته وهو يردف: كانت مرتبطه بجاسر أو لا ده شيء بينهم هو اختارها وخلاص
نظر إلي مي بحده وغادر لتزفر مي باحتراق هاتفه : شوفتي ياماما بهدلني عشانها ....انا ماشيه ومش جايه هنا تاني
أمسكت بها ماجده : استني هنا رايحه فين
: اقعد بعد ما بابا بهدلني
أومات ماجده : له حق بعد كلامك اللي الف مرة اقولك فكري قبل ما تقوليه ..... وحذرتك كتير تتكلمي في الموضوع ده..... جاسر مش هيسكت ومالك برضه لو عرف
قالت بعدم اكتراث وغل : خليهم يعرفوا حقيقتها
هتف ماجده باستهجان : انتي مفيش فايده فيكي عاوزه تمشي اتفضلي بس مترجعيش تعيطي لما توقعي نفسك في مشكله تانيه
.............
.....
نظر صالح الي مها التي قالت بتبرير : لما بابا سألني عن سبب فسخ الخطوبه اضطريت أقوله اننا متخانقين ياصالح ...هو ده اللي حصل
هتف صالح بحنق شديد : اللي حصل انك بتماطلي
نظرت له مها باستنكار : وانا هعمل كدة ليه ....رفعت عيناها إليه وتابعت : لعلمك يا صالح انا مش ممكن اقبل علي كرامتي اتجوز واحد مش بيحبني
قال صالح بانفعال : يبقي تنهي الموضوع
زمت شفتيها بينما سري الغضب بعروقها لتهب واقفه : انهيه انت ...انا عملت اللي عليا و عمي رأفت رفض واتحايل عليا اني مفسخش الخطوبه
نظر صالح في أثرها بغضب شديد ليس منها قدر غضبه من نفسه بينما لايريد أن يقف في مواجهه مع أبيه الذين يتواني لحظه عن سلخه بسياط لسانه عن الماضي ....ذلك الماضي الذي يجاهد بكل يوم وساعه ودقيقه أن ينساه ويأتي أبيه بكل قسوة يفتح جراحه كلما فكر أنها بدأت تلتئم ....
................
.......
حاول جاسر التبرير : مهران كلمني وكان عاوزني في حاجه مهمه نزلت معاهم ساعه
نظرت له ماس بعتاب هاتفه : مقولتليش
حاول المراوغه قائلا : انتي مسألتيش
انفلتت أعصاب ماس لتهتف به :
عشان المفروض أن في حدود علمي انك نايم وانا الشريرة اللي سابتك لوحدك ...هزت كتفها بغضب وتابعت : بس انت في الواقع ولا فارق معاك وقولت تشيلني ذنب وخلاص
قال بدفاع عن نفسه : انا معملتش كدة
نظرت له ماس بحنق : امال عملت ايه ؟! ....
فتح فمه ليعيد نفس الكلمات لتقاطعه ماس وهي تشيح بوجهها عنه قائله :
جاسر انا مش عاوز اتجادل معاك ....لو سمحت روحني
حاول جاسر الصمت طوال الطريق بينما صمتها يقرع برأسه كالطبول وقد وقف امامها كالمتهم لأول مرة .....
دخلت ماس المنزل لتلقي بحقيبتها علي الاريكه وتدخل الي الغرفه بخطوات غاضبه تستبدل ملابسها ...
لحق بها جاسر ليقول : ..خلاص ياماس قولتلك اتضايقت انك مرجعتيش فخرجت شويه
التفتت له بغضب من استمراره التبرير لنفسه بتلك الطريقه : يعني كان عادي انك تخرج مع اصحابك ومكنتش تعبان
قال وهو يسحق أسنانه : كنت تعبان ولو كنتي رجعتي مكنتش خرجت
نظرت له باتهام : كل حاجة عندك مشروطه .....
نظر لها لتنظر له بخذلان بينما لا يحاول فعل شيء لارضاءها وكم قتلته نظرتها ليقترب منها ويحيط كتفها بذراعه قائلا باعتذار :
حقك عليا
أبعدت ذراعيه من حولها واشاحت بوجهها عنه ليقول جاسر بانزعاج : انا بصالحك ...بتبعدي ليه
نظرت له بغضب :
عشان مش عاوزاك تقرب مني
نظر لها بعتاب لتبعد عيناها عنه وقد قررت انها لن تتنازل أو تشعر بالذنب ستبعد هذا الحب كما يفعل هو دوما
اتجهت الي خارج الغرفه ليلحق بها : ماس
التفتت له بحزم : جاسر قولت مش عاوزة اتكلم
ارتدت ملابسها وعادت الي الغرفه في صمت ليزفر جاسر بقله حيله بينما لا تتوقف عن سلخه بنظراتها والابشع صمتها الذي لم يعهده فهي في العاده تثور وتجادل وينتهي الامر بدفاع أو تبرير منه ولكن اليوم تضعه بخانه الياس بصمتها. ..... اولته ظهرها ونامت وبداخلها مراجل تغلي بالغضب ....لم يهتم لها وخرج برفقه أصدقاءه وهي من ظلت تعيش علي جمر ملتهب لاحساسها بالذنب تجاهه ولم تستمتع بوقتها ....ظلت علي صمتها وتجنبها له حتي الصباح التالي بينما أجابت عليه كل كلماته باقتضاب
في طريقهم بالصباح الي العمل أوقف السيارة أمام أحد الكافيهات والتفت لها قائلا : تعالي نفطر سوا
هزت راسها : لا ماليش نفس
تنهد ونظر الي جانب وجهها قائلا بعتاب : ماس انا بحاول اصالحك وانتي من امبارح مش مدياني فرصه
تجاهلت ما نطق به ونظرت في ساعتها قائله : جاسر لو سمحت انا متأخره علي الشغل ....وصلني علي طول
زفر جاسر وأدار السيارة بأصابع حانقه بينما لا تعطيه فرصه وتستمر بتجاهله
.............
....
ضغطت ياسمين علي كلتا يديها التي استندت بهم الي الكمود بجوارها وهي تحاول أن تقف ...بصعوبه استطاعت أن تقف علي ساقها وتضغط علي الساق المجبرة لتسير بضع خطوات وبداخلها عزم كبير الا تظل أسيرة الفراش أكثر من هذا ......أسرعت امتثال تترك ما بيدها حينما دخلت الي الغرفه ووجدت ياسمين تحاول السير : استني يا بنتي هساعدك
اوقفتها ياسمين قائله : لا سبييني عاوزة احاول امشي
قالت امتثال برجاء : طيب خليني اسندك
رفضت ياسمين لتظل تحاول الحركه بينما تيبست كل عظامها طوال الفترة الماضيه .....
..........
...
هزت ماس كتفها وتابعت :
معرفش ياريم مع اني كنت حاسه عاوزة افضل اتخانق معاه واقول كلام كتير بس فجاه حسيت أن مفيش لازمه لكلام قدام تفكيره أنه هو دايما شايف نفسه صح
قالت ريم : بس هو قالك متزعليش
قالت ماس بعدم اقتناع : قالها لما حس أن مفيش قدامه حاجه غير كدة ..جاسر دائما بيبرر لنفسه اي تصرف وهو مع كلمه متزعليش مازال بيبرر لنفسه أن بسبب اني مرجعتش هو خرج ......
قالت ريم وهي تبتسم : ماهو ده طبع الرجاله ....عديها
هزت ماس راسها بإصرار : لا ...لازم يعرف أنه غلط
: ياستي ماهو عارف
هزت ماس راسها بعدم اقتناع : بيتهيالك ياريم
ضحكت ريم لتنظر الي هاتف ماس الذي يرن بجوارها :
طيب خدي اهو بيتصل بيكي
قالت ماس بعد أن نظرت للهاتف : ردي انتي عليه
نظرت لها ريم بعدم فهم : انا
اومات ماس قائله : اه قوليله اني في اجتماع
ضيقت ريم حاجبيها : اجتماع ايه ....؟!
انتي من أمتي بتحضري اجتماعات
زفرت ماس قائله : قوليله كدة بس
.......وكان هذا رد فعل جاسر علي حديث ريم ليسال باستنكار : اجتماع
قالت ريم بتعلثم : اه مستر مهاب طلبها بيتناقش معاها في شغل
كور قبضته وقال من بين أسنانه : طيب أما تخلص خليها تكلمني شكرا ياريم
: العفو ياجاسر
زجرتها ماس قائله : انتي كان لازم تقولي مهاب
قالت ريم بنفاذ صبر : اقوله ايه ...اللي جه في دماغي
أومات ماس وجلست تتنهد بقليل من التشفي بينما كان هو يتمتع بوقته برفقه أصدقاءه وهي تشعر بالذنب ناحيته وان لم تكتشف موضوع كارت البنك لم يكن سيخبرها وكانت ستظل تراه ضحيه .....
دخل احمد زميلهم قائلا سريعا : ياجماعه
في لجنه من مديرين التدقيق عند مستر مهاب ...خدوا بالكم عشان ممكن يمروا علي المكاتب
أومات ماس وريم لتسأل ماس بفضول مدام ساميه :
مش ملاحظه ان التفتيش زايد الفترة دي
قالت ساميه بشك : عندك حق
دخل ايمن مسرعا ليهمس وهو يغلق الباب
: عندي خبر قنبله
سأله الجميع بلهفه : في ايه ؟!
: مستر عبد الله بيتحقق معاه في الفرع الرئيسي
هتفت ساميه بعدم تصديق :
انت بتقول ايه ؟!
قال أيمن : عرفت الخبر من المصدر ..... في موضوع كبير وافتكر أن لجان التدقيق جايه عشان كدة
نظر إليهم وتابع :
يلا بقي شوفوا شغلكم عشان شكل الموضوع كبير
دخل إليهم بعد قليل رجل في بدايه الأربعينات من عمره ولكنه يملك وسامه عاليه بحله رسميه انيقه كما اعتادوه لتقول ساميه سريعا وهي تعادل واقفه : اهلا مستر مهاب قال مهاب وهو ينظر إليهم : حد بلغكم أن في اجتماع
قالت ساميه سريعا : اه يافندم انا جاهزة
هز الرجل رأسه : مش حضرتك بس .....القسم كله مطلوب في الاجتماع
نظر الجميع لبعضهم البعض بعدم فهم ليكمل مهاب بلهجه أمره : خلال نص ساعه عاوز الكل في مكتبي
التفتت ريم الي ماس : قريتي اهو في اجتماع
قالت ماس بعدم اهتمام : اهو هتلاقي تغير مناصب هيبلغونا بيه ونمشي علي طول
.......
طرق جاسر علي مكتبه بعصبيه وهو ينظر في ساعته كل بضع دقائق ويحدث نفسه اي اجتماع هذا الذي لم ينتهي الي الان ....
امسك هاتفه واعاد الاتصال بها ولكنها تركت هاتفها في درج المكتب ولم تجيب عليه اتجهت لتعدل من شكلها استعداد لحضور هذا الاجتماع
تفاجيء الجميع انه اجتماع علي مستوي عالي من القيادات لتمتليء القاعه بالكتير والكثير من الحلل الرسميه الانيقه
: اتفضلوا
بدأ الحديث عن تغيرات متوقعه لتظل ريم وماس يهمسون دون الإنتباه الي اي كلمه إلي أن انتهي الاجتماع بتلك الكلمات :
لو في اي ستسفار منكم أو جديد رؤساء الأقسام هتكون عندها كل الاجابات
اوما الجميع وبداؤ في جمع اشياؤهم لتتوقف ماس حينما استمعت الي اسمها : مسز ماس
التفتت ماس لتجد مهاب يشير إليها لتتقدم اليه بينما يقول :
انا عرضت علي مستر عبد المجيد الfinancial program اللي عملتيه عشان حصر عملاء القروض
وحابب يتناقش معاكي في شويه نقط
رجفت اقدام ماس دون إرادتها لتتقدم بينما ارتسمت ابتسامه هادئه علي وجهه عبد المجيد ذلك الذي وقوفها امامه أصابها برجفه فهو عضو من أعضاء مجلس الإدارة
هؤلاء ذوات الهيبه العاليه ....
وقفت ماس أمامه ليلاحظ ارتباكها بينما تقول : اتفضل يافندم
ابتسامه هادئه ارتسمت علي شفتيه وهو يشير الي يدها الفارغه : هنتناقش من غير data انا شايف مفيش ورق ولا لابتوب معاكي
قالت بتعلثم وقد انتبهت الي كلامه : اصل اصل انا مفكرتش
اوما بهدوء قائلا : طيب لو سمحتي ابعتي حد يجيب الاوراق
قالت بتعلثم : هروح انا وارجع بسرعه
تعثرت وهي تلتفت لتنفلت ابتسامه هادئه من عبد المجيد ويقول سريعا بينما مد يداه ليمسك بذراعها قبل أن تسقط : علي مهلك يا بنتي
أومات بتعلثم وهي تستعيد وقفتها : متشكرة يافندم ....لحظه وراجعه
قال مهاب هامسا : بنت ذكيه ومجتهده بس لسه فيها اندفاع الشباب
اوما عبد المجيد موافقا : لازم ....وهو ده اللي بنستعد له في المرحله اللي جايه . ..... نتطور الكوادر الشابه
عادت ماس لتقول بتعلثم وهي تفتح حاسوبها : حضرتك تحب تتطلع علي البرنامج
نظر مهاب لها قائلا : اتفضلي اقعدي
جلست ماس وبدأت بفتح ملفات عملها ليقول مهاب : اشتغلتي عليه
قالت ماس بقليل من الحماس الذي امتزج بخوفها ولكن سرعان ما ازداد حماسها بينما بدأت رجفتها تقل وتنغمس بشرح عملها وتتناسي وجودها أمام مديرها بل انغمست بالعمل فقط
ارجع عبد المجيد رأسه للخلف وتابع حديث ماس التي توهجت وبدأت تتحدث بنشاط وفطنه تمتلكها ولكنها لم تكن موجهه في المكان الصحيه ليقول بتشجيع بعد أن انتهت : برافو ....
انا معجب بشغلك والاكتر منه تفكيرك المنفتح والغير تقليدي ...
ابتسمت ماس بوجل بينما لمعت عيونها لهذا الإقرار بعملها : متشكرة يافندم
التفت إلي مهاب قائلا : تابع معاها الموضوع وبلغني بكل التطورات
اوما مهاب ليعتدل عبد المجيد واقفا ويمد يداه إليها قائلا : اتشرفت
قالت ماس وهي تمد يدها البارده التي تكاد تتجمد من توترها تجاهه : الشرف ليا مستر عبد المجيد
خرجت من المكتب تسير في الرواق وهي تحتضن ملفات عملها وتحمل علي ذراعيه حقيبه الحاسوب الخاص بها وابتسامه واسعه مرتسمه علي شفتيها بينما نسيت كل ما حولها في تلك الدقائق ....وفقط امتليء عقلها بأنها تشعر بالنجاح الذي لم تكن تعرف اين يكون طريقه ....مجرد أنها اجتهدت وساعدت رئيستها وجدها النجاح دون أن تبحث عنه ....
توقفت مكانها حينما رأت جاسر بنهايه الرواق يسير باتجاه مكتبها .....رددت بتساؤل وهي تراه امامها
: جاسر !!
نظر لها واي وجهها السعيد بينما هو فسد نهاره بسبب غضبها منه لتزيل ماس سريعا ابتسامتها وتقطب جبينها
وتستعيد برودها تجاهه : في ايه ؟!
تنهد جاسر. قائلا : لما اتصلت كتير ومردتيش قلقت عليكي
قالت ببرود : ريم قالت لك إن عندي شغل
ضيق عيناه قائلا : ومن امتي ريم بترد عليا
هزت كتفها : قولتلها ترد عشان متقلقش لاني كنت في اجتماع مع عضو مجلس الاداره
اوما وهو يسحق أسنانه بينما يعرف انها أعلنت حرب بارده عليه ...فهاهي تخبره أن عملها يسير علي مايرام وان خلافهم لا يؤثر عليها عقابا له علي ما فعله
تماسك بهدوءه ليسألها : طيب خلصتي
أومات : اه
هز رأسه قائلا : هستناكي تحت في العربيه
هزت راسها واولاها ظهره وهو يكظم كل غيظه بينما وقف امامها دون أن يعترض علي شيء لأنه مخطيء ......
............
....
عادت ياسمين لتجلس علي الفراش لتبتسم لها امتثال : هتبقي زي الفل أن شاء الله
أومات ياسمين قائله : يارب الدكتور يفك الجبس ده بكرة
ربتت امتثال علي كتفها : أن شاء الله
عادت لتتذكر ما تعيشه لتمحي ابتسامه انتصارها من علي وجهها وهي تسال امتثال : هو فين ؟؛
قالت امتثال : قصدك زياد بيه
أومات ياسمين لتقول امتثال : لسه مرجعش
قالت ياسمين سريعا : طيب ينفع اطلب منك طلب
أومات امتثال سريعا : اديني تليفونك هعمل منه مكالمه
أسرعت امتثال تخرج هاتفها من جيبها وتعطيه لها : اتفضلي
قالت ياسمين وهي تأخذه : شكرا
أومات امتثال وخرجت من الغرفه بينما أسرعت ياسمين تطلب رقم هاتف خالتها التي أجابت بعد إصرار من هذا الرقم
: ياسمين ؟!
: خالتو ....
: انا بكلمك كتير وتليفونك مقفول
لمعت الدموع بعيونها وهي تقول بانكسار : اخد مني التليفون
تمزق قلب ليليان بينما خانت ياسمين دموعها لتشكي وجعها الي خالتها
: حابسني ....و بيضربني ....انا تعبت يا خالتو
تعبت ومش عاوزة اعيش
قالت ليليان بصوت مختنق بالدموع : بعد الشر عليكي يا بنتي
قالت ياسمين بشقهات عاليه : ليه مكنتش بنتك ....ليه كنت بنتهم ....؟! هما السبب في اللي انا فيه
انا عمري ما اذيت حد يا خالتو عشان استحق النهايه دي .....إنما هما أتسببوا في اذيه ناس كتير
ازدادت حده بكاءها بينما تتابع : تعرفي أن بابا مفرقش معاه اني كنت هموت نفسي وكل اللي فرق معاه الفلوس اللي كان عاوز ياخدها من زياد ....انا تعبت اوي يا خالتو
بقلب منفطر قالت ليليان : ياسمين ياحبيتي كفايه هتموتي نفسك من كتر القهر
هتفت ياسمين بيأس : ياريت اموت وارتاح
: بعد الشر عليكي
: هو في شر اكتر من اللي انا عايشه فيه ....ده مجنون بيضربني ليل نهار .....جسمي كله اتكسر
ربتت ليليان بصوت حنون علي جروح قلب تلك الفتاه الصغيرة بينما تقول : ياسمين ياحبيتي انا حاسه بيكي وعارفه اللي انتي عايشاه ... ياريت في ايدي حاجه اعملهالك ....
قالت ياسمين بيأس : مفيش حد يقدر عليه خصوصا أن روح بابا وعبد الرحمن في أيده ....عبد الرحمن مالوش ذنب يتحرم من العلاج بسببي لازم استحمل عشانه هو بس اللي يستاهل
قالت ليليان بمواقفه : عين العقل يا بنتي
حاولي تهدي وبلاش تضايقيه بكلامك عشان ميبقاش عنده سبب يتطاول عليكي
اتأقلمي مع حياتك معاه جايز يتغير علي ايدك
اعتصر صالح قبضته كما اعتصرت ضلوعه قلبه بينهما وهو يستمتع لحديث أمه وليته سمع اجابه ياسمين التي بكت بقهر قائله :
مش هقدر ابدا اتأقلم معها ...... مش بحبه ولا هحبه .....انا بحب صالح ياخالتو وعمري ما حبيت ولا هحب غيره
انتفضت ياسمين برعب علي صوت زياد الذي تفجرت براكين الغضب برأسه وهو يستمع لتلك الكلمات التي نطقت بها : الله الله
القت ياسمين الهاتف بفزع من هيئته التي لا تنذر بالخير بينما ينقض عليها كالوحش المفترس ...
شهقت ليليان بقلب ممزق تنهمر دموعها وهي تستمع لتلك الاصوات بينما تعالي صراخ ياسمين......لتناديها بيأس : ياسمين ياسمين..!!
اسرع صالح بهلع علي صوت شهقات والدته : ماما ...
في ايه...؟!
بأيدي مرتشعه مدت الهاتف لصالح وهي تقول بصوت مختنق بحمم دموعها : هيقتلها .....هيقتلها ياصالح...
امسك صالح الهاتف من والدته لتتجمد الدماء بعروقه وهو يستمع لصوت صرختها المدويه بينما زياد لا يتوقف عن ضربها بعنف حيواني قبل أن ينقض علي عنقها مزمجرا بوعيد :
هقتلك ومفيش حد هيسال عنك ...
ابوكي باعك و مش فارق معاه الا ديونه اللي بدفعها له
حاولت ياسمين إبعاده عنها ليخرج صوتها متحشرجا بينما تقبض يداه علي عنقها : ابع.....د عني...
هتف زياد بغضب : مش هبعد .....
انا خلاص زهقت منك ومبقاش عندي صبر
صراخها .... دموعها....صوته ....وعيده ...كل ما يفعله بها تترجم الي صورة قاسيه اقتحمت عقله وجعلت الدماء تشتعل بعروقه بينما تمزق قلبه أشلاء ....
تحطم قوي تبعه انقطاع الصوت .....لتزداد بشاعه تلك الصور التي غزت مخيلته عما يكون يحدث لها الان....!!
تراجعت ياسمين للخلف تهدر به وهي تحاول التقاف أنفاسها وتضغط علي ساقها بقوة : اوعي تقرب
اقترب زياد بخطوات لا تنتوي التراجع بعد ما استمع إليه
لتلتفت ياسمين حولها وتتابع تراجعها بخطوات خائفه وبسرعه تجذب ما وقعت عيناها عليه ...
بسرعه انحنت تجذب مبرد أظافرها الحاد من فوق طاوله الزينه وترفعه تجاه عنقها صارخه : والله لو قربت خطوة مني هموت نفسي
توقف زياد مكانه وهدر بها بهياج : ياسمين ارمي البتاع اللي في ايدك احسنلك
هزت راسها وقربت المبرد من عرق عنقها النابض : لا ...هموت نفسي
قال زياد بغضب من بين اسنانه : اسمعي انا علي أخري واي راجل مكاني هيعمل كدة لو سمع كلامك
هتفت ياسمين بجرأه من بين دموعها : انت اصلا مش راجل عشان تستقوي عليا بالطريقه دي
احتقن وجهه زياد بينما تابعت ياسمين ببكاء شديد : كنت
بتكلم مع خالتي اللي ماليش غيرها و كانت بتقولي اقبلي حياتك
كانت فاكرة اني لما هقبل حاجه هتتغير
بس هي متعرفش انا شوفت ايه علي ايديك ...انا مقولتش إلا الحقيقه وهي أن عمري ما هحب واحد زيك ......انت عارف انت عملت ايه فيا وأن مفيش حاجة في الدنيا ممكن تخليني احبك او حتي اقبل حياتي معاك ....
....صرخت بانهيار : سيبني في حالي بقي
قال زياد بإصرار جنوني : مش هبعد عنك مهما تعملي
انا عاوزك انتي
صرخت به بقهر : وانا مش عاوزاك
تحتاج زياد مزمجرا بغضب اهوج : لييييه
......عشانه مش كده
هزت راسها : اه انا بحبه وهفضل أحبه
وانت هعيش واموت وانا بكرهك
اهتاج زياد لتري أنه سيفتك بها ما أن يقترب لتتشبت بالمبرد صارخه : اطلع برا بدل والله هموت نفسي
هز رأسه وهو يقترب منها خطوة ولكنه تراجع ما أن شعر بها لم تتراجع عن تهديدها ....زوديتها يا بنت عماد ...بس قسما بالله ما هسكت وحالا هدفع ابوكي التمن
ظن أنها ستتراجع لتنظر له بتحدي : مش فارق معايا حاجه ....عاوز تسجنه اسجنه
نظر لها بوعيد : ماشي ..هنشوف
خرج وصفق الباب خلفه لتستند ياسمين الي الحائط بعزم وسرعان ما توصد الباب علي نفسها من الداخل ......ارتمت علي الارضيه تبكي بقهر وهي لاتعرف خطوتها التاليه ...هل ستظل تحتمي بهذا الباب منه وهي متأكدة أنه لن يصمت ...
دار زياد حول نفسه كالوحش الضاري بينما نجحت في إفشال مخططاته ببقاءها في غرفته بينما لايدري شيء عما تفعله فالكاميرات بغرفتها هي فقط ليزجر نفسه بغضب عن إغفاله لهذا الأمر ....
..........
... روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
.........
صفف جاسر شعره بقليل من القوة بينما معاملتها له علي هذا النحو يغضبه كثيرا ....يحبها ويعشق جدالها فلماذ تحرمه منها هكذا وتتعامل معه بصد وتجاهل ...
اتجه ناحيتها ليجدها قد وقفت بالمطبخ تعد الطعام وهي تضع السماعه بأذنها وتتحدث بالهاتف
وقف قليلا ليجدها تتجاهله وتتابع حديثها مع والدتها التي تشرح لها طريقه اعداد أحد الاطعمه التي انهمكت بتحضريها لساعتين متعمده أن تتجاهله.....
بدأت بوضع الاطباق علي الطاوله الرخاميه الكبيرة التي تتوسط المطبخ لتجد جاسر يقترب منها ويساعدها ....
امسك من يدها القالب الساخن ووضعه بوسط الطاوله ثم مد يداه ليمسك بيدها قائلا بنبره ناعمه : هتفضلي مخصاماني كتير
هزت كتفها وسحبت يدها من يده : مش مخصماك
توقف امامها : امال
هزت كتفها : قولتلك
قال بنفاذ صبر : وانا شرحت موقفي
قالت باصرار : موقفك مالوش تبرير
انت مفكرتش غير في نفسك
احتقن وجهه ليقول بتحذير : ماس مالوش لازمه الكلام ده ...زفر بحنق وتابع : وبعدين ياستي هو انا عملت جريمه ...انا حر اتخنقت خرجت شويه
عقدت يدها حول صدرها بغضب قائله : وانا كمان حره اني مقبلش ده ...
اندفعت لتجلس علي مقعدها وغرست الشوكه بطبقها بعد أن فكرت أن تترك الطعام ولكنها تراجعت عن الفكرة بينما فكرت انها قضت ساعتين تعد الطعام الشهي الساخن بعد إرهاق يوم عمل لذا ستأكل بهناء وتتركه هو يصارع ذكوريته البحته وأفكاره العقيمه أن الرجل حريه والمراه مجرد تابع .....
دخن جاسر سيجارته بعد العشاء ثم دخل من الشرفه ليجدها جلست ممسكه بحاسوبها بينما ماس تشعر بغضب شديد منه ولكن بنفس الوقت تشعر بالارتياح لجعله بتلك الحاله التي يدور بها حول نفسه فهي لن تعطي له طريق الخروج الا لو اعترف بخطأه دون تبرير
جلس جاسر في الاريكه المقابله وأمسك بريموت التلفاز ليشاهد احد المباريات ويتطلع لها بطرف عيناه كل بضع دقائق وبداخله يغلي من انشغالها وتجاهلها له ليزفر بحنق ويغلق التلفاز ويدخل الي الغرفه بعد أن ظلت تعمل دون أن توليه اي اهتمام
وهاهي ماس ليست بالقليله ابدا فهي لن تكتفي من اغضابه أكثر ...!!
حرك جسده جيده قليلا الي منتصف الفراش حينما شعر بخطواتها تتجه الي الغرفه بينما تمرد عليه قلبه أنه لن يدعها تنام مبتعده لذا فلينام بالمتصف حتي لا تظنه يقترب متعمدا أن نامت بعيده عنه
جلست ماس علي طرف الفراش وعدلت من وضع الوساده خلف ظهرها الذي اسندته فوقها وامسكت بهاتفها ...
التفت جاسر إليها حينما شعر بها لم تنام ليجدها ممسكه بالهاتف
مش هتنامي
هزت كتفها دون أن تنظر له ؛ لا شويه مش جايلي نوم
حاول أن يغلق عيناه ولكن كيف وهي تستخدم اسوء الاسلحه ضده .....مكر الانثي بتجاهله
التفت لها مجددا ليسالها : بتكلمي مين ؟!
قالت دون أن تنظر له : ريم
رفع حاجبه : دلوقتي ؟!
هزت كتفها بلا مبالاه : عادي الساعه لسه عشرة وايه المشكله اكلمها في أي وقت
سحق أسنانه هاتفا بنفاذ صبر :
ماس متنرفزنيش اقفلي التليفون ونامي
التفتت له بانفعال : مش عاوزة انام ....
تفاجات به يجذبها بذراعه الي جواره ويميل فوقها لتتشتت نظراتها حينما واجهت لهيب نظراته وسخونه أنفاسه بينما يقول وهو يقرب وجهه من وجهها : امال عاوزة ايه
تنفست لتمتزح أنفاسها بانفاسه بينما ذراعيه تحتويها اسفله لينظر لها بعيناه التي تعاتبها علي قسوتها عليه .....أنه ابنها العنيد المخطيء الذي لا ينتظر الا العفو من والدته كما اعتاد !!
نظر في عيونها وثقلت أنفاسه بينما يعيد كلماته بهمس : عاوزة ايه باللي بتعمليه
تمسكت بثباتها وهي تقول : عاوزاك تعترف انك غلطان
قال بمراوغه : قولتلك متزعليش
رفعت حاجبها : برضه مش عاوز تعترف انك غلطت في حقي لما خليتني احس بالذنب وكمان احضر المناسبه لوحدي وانت خارج من اصحابك اللي مكنتش تعبان وانت خارج معاهم .
لمحت في عيناه الامتعاض من كثره إعادتها لنفس الكلام بينما هو مثل اي رجل لايريد الا نقطه وسطر جديد كلما انكشفت أخطاءه
ليقول بنبره لينه يعاتبها : هنفضل نتخانق في نفس الموضوع
قالت بعناد : طالما متحلش اه
رفع حاجبه زافرا : ويتحل بأيه
قالت بثبات : انك تعترف انك غلطان
قال بتحذير هاديء : انا مبحبش لوي الدراع ياماس
قالت بدفاع : مش بلوي دراعك...انا بدافع عن موقفي
قال وهو يتطلع الي عيونها : ولو مقولتش اني غلطان هتفضلي واخده جنب مني
صمتت لينظر لها بعتاب وهاهو وجد مخرجه بينما يقول :
افتكر انك امبارح كنتي بتقولي اننا بنتخانق كتير وأنك مش حابه ده وشوفي انا بصالحك وبحاول معاكي وانتي الي مصممه نبعد عن بعض
نظرت له ماس بينما تعترف أنه كان يجب أن يكون دبلوماسي أو سياسي بينما الكلمات هي لعبته التي يبرع بها ويستطيع بسهوله تشتيت أفكارها مهما كانت مقتنعه بها
قالت وهي تهز راسها بعيدا عن النظر لعيناه : انا مش بعيد عنك
مال تجاهها مقرب وجهه من وجهها أكثر لتتعبثر أنفاسها :
امال ايه ..؟!
حاولت التهرب وهي تضع يدها فوق صدره قائله : انت فوقي
زحفت ابتسامه الي طرف شفتيه دون إرادته ومثلها كانت لماس التي لا تستطيع الصمود أكثر بينما بداخلها هي مقتنعه ولو قليلا بانتصارها عليه أن أوصلته الي تفكير مضني في محاوله تبرير خطاه
وهي انسانه معتدله في تفكيرها تدرك جيدا أن الإنسان ليس بيده تغير طبعه بينما يحاول قليلا ولكن أن يتغير تماما مستحيل لذا هي تتقبله بكل عيونه مادام يوافق أن لديه عيوب من الاساس ...
نظر في عيونها قائلا بأنفاس محمومه : وحشتيني
انا بحبك ومقدرش ابعد عنك ....قولتلك غيرت اني كنت رقم اتنين ومن غيظي خرجت
أغمضت ماس عيونها وهي تستمع لحرارة كلمات حبه واشتياقه لها .....
انتي حياتي يا ماسه .....بعشقك في كل حالاتك الا انك تتجاهليني
قالت بعتاب : شوفت انا كنت بتضايق ازاي لما تعمل معايا كدة
قبل جبينها بحراره شديده هامسا بحنان : متزعليش
أثمرت مجهوداته لترتسم ابتسامه راضيه علي شفتيها التي مال تجاهها ولكن ما أن قارب علي تقبيلها حتي وضعت ماس يدها علي شفتيه ...
لا اوعي كدة انت هتعمل ايه
قبل اصابعها لتسحب يدها سريعا بينما لا يتواني لحظه عن اغتنام الفرصه ليغمز لها بشقاوة : هصالحك
هزت كتفها بدلال : لا انا لسه مخصماك ومش هتضحك عليا زي كل مرة
مرر ظهر يداه برقه علي وجنتيها قائلا : طيب مش هضحك عليكي ...قوليلي اعمل ايه عشان متزعليش ؟!
هل عليه أن يسأل سؤال كهذا لا تعرف له اجابه .....فما فعله بالنسبه لها كثير وهي راضيه مهما تدللت وتظاهرت بالعكس. .... أنها تحبه ولا تستطيع أن تقسو عليه أكثر لذا
ضحكت وسرعان ما غلب صفاء قلبها علي غضبها بالنهاية نحن بشر وما بالك ببشر تعشقه ...
..........
...
رفع مهران رأسه الي فاروق الذي دخل الي مكتبه ليقول ببرود : خير
قال فاروق معاتبا : كدة برضه يا مهران بيه وانا اللي جاي لغايه عندك اراضيك مع انك اللي غلطت فيا
تابع مهران ببرود : انا مش عيل صغير هتراضيني
يا حاج فاروق .... خير جاي ليه
قال فاروق بخبث : جاي نتكلم في التفاصيل
استمع مهران إليه بينما يعرف أن كل تلك التفاصيل ليست ما اتت به إليه ليصل فاروق بالنهايه الي ماجاء من أجله
: وزي ما الحاج عمران قال مع كتب الكتاب تكون سجلت الأرض والف مبروك يا مهران بيه
نظر له مهران دون قول شيء ليكمل فاروق ببرود : وفي حاجه اخيره احب اقولها لك ...
نظر له مهران ليكمل فاروق : انا ماليش صالح بعمايل بنت اخوي ..... يعني تلزمك بكل عمايلها
قال مهران ببرود : ...شرفت
احتقن وجهه فاروق ليعتدل واقفا ويغادر بغضب ....
اروح مهران ظهره للخلف وامسك هاتفه ليجد واخيرا السبب الذي سيتصل بها من اجله بينما طوال الأيام الماضيه وهو يزجر نفسه عن الاتصال بها بدون سبب
: اخبارك ايه يا ست البنات
ضمت فيروز كفيها بينما منذ ما فعله معها امام عمها وعقلها لا يتوقف عن التفكير فيه ....
: الحمد لله
ارتسمت ابتسامه هادئه علي طرف شفتيه بينما يسمع صوتها الهاديء لأول مرةون جدال أو شجار : عامله ايه ؟!
استجمعت فيروز نفسها واوقفتها عن التفكير به أكثر لتردد ببرود: قولتلك الحمد لله
ضحك مهران بينما عادت لما كانت عليه لتزجرة بغيظ : انت بتضحك علي ايه
قال مهران ضاحكا : مش بضحك يا ست البنات ....
زمت شفتيها بغيظ فهي من تحدثت معه بلين من البدايه لتقول بغيظ : متصل بيا ليه
قال مهران وهو يخفف من ضحكته : عاوز أسألك عن طلباتك
هتفت بحنق : ماليش طلبات
: لا ازاي .... انتي تشوفي تحبي تشتري ايه وتاخدي الحاجه وتشتري كل اللي نفسك فيه
: شكرا مش هتبقشش عليا
قال مهران بتحذير : ولازمته ايه الكلام ده يا بنت الناس ...
انا بتكلم في الأصول
: اصول ايه ؟!
: أن كل لوازمك عليا
تذكرت كلام عزيزة زوجه عمها عن إرساله مبلغ مالي كبير من أجل شراء كل ما تحتاج إليه لتتغني زوجه عمها بكرمه وهاهو يتفاخر بالمزيد
: مش محتاجه حاجة شكرا
: طيب انا هسيبك براحتك تفكري واطلبي متتكسفيش
تمتمت فيروز بشرود للحظات : شكرا
ابتسم مهران وقال بهدوء : تأمري ياست البنات
كان علي وشك أن يغلق لتوقفه فيروز سريعا : استني
اعاد الهاتف الي أذنه باهتمام : نعم
قالت فيروز : انا مش عاوزة الفرح اخر الاسبوع
رفع حاجبه : ايه ؟! يعني ايه
هل ظنها عادت في موافقتها ...نعم بينما هي قالت : يعني خليها كمان اسبوعين تلاته
استغرب كثيرا تلك الابتسامه التي أضاءت وجهه بينما يقول بموافقه : بس كدة ياستي ...تأمري ياست البنات
.......
تلفتت ياسمين حولها سريعا تبحث عن الهاتف الذي سقط لتجمعه وتعيد تركيبه بأصابع مرتعشة ليتعالي رنينه ما أن فتحته ....بصوت باكي أجابت سريعا : خالتو
ساد الصمت لحظة بينما تعالت أنفاسه التي أعادت الي سمعها لتقول بصوت مرتجف : صالح ...!!
...........
ابتسمت ماس لجاسر الذي اوصلها الي مقر عملها بالصباح لتبتسم له وتلوح ...سلام
لوح لها بينما ظل واقف بسيارته حتي توجهت الي تلك السلالم الرخاميه التي تقود الي مبني عملها ثم بدأ يتحرك وعيناه علي مرأه السيارت يتابعها وهي تدخل ليضيق عيناه لتلك الابتسامه التي ابتسمتها الي ذلك الرجل....!!
دعست قدمه علي المكابح وكادت عيناه تلتصق بالمراه وهو يدقق النظر بينما لم تكن أكثر من لحظه عابرة ابتسمت ماس بها لمهاب الذي بادلها الابتسامه ثم مضي بخطواته الواثقه لتتابع ماس هي الاخري خطواتها ولكن بالنسبه لجاسر كانت قد هبت رياح الغيرة تداعب قلبه قليلا ليجد نفسه بمنتصف اليوم يهاتفها يسأل بفضول واضح : مين اللي كلمك الصبح
لم تفهم لتسأله: مين ؟
: لما نزلتي الصبح وانتي داخله البنك
فكرت ماس لتقول بعدم تذكر : مش فاكرة
:واحد ببدله سودا
ضحكت ماس قائله :حبيبي البنك كله بدل .ستات ورجاله ....صمتت لحظة قبل أن تقول باستدراك : اااه لحظه ياجاسر ....ده مستر مهاب مدير الفرع
هل انقلبت رياح الغيرة الي عاصفه الان ...؟!
مدير...؟!
اين هيئه المدير الذي ارتسمت بمخيلته عن رجل مهيب اصلع بنظارة طبيه وشارب أشيب .....
وبخ نفسه علي غيرته لمجرد تحيه ألقتها علي مديرها ليقول لنفسه (بطل ياجاسر غيرة ملهاش داعي ....انتوا مش ناقصين مشاكل مع بعض ...
عاد ليقول بحنق (بس ضحكت له )
وجرى صوت عقله (وانت اخدت بالك من ضحكتها دي يادوب قالت صباح الخير ....اعقل ياجاسر مراتك بتحبك انت ....اهدي وبلاش تعمل معاها مشكله من الهوا )
اقتنع بصوت عقله لتجده ماس يغير طريق عودتهم
: احنا رايحين فين ؟!
لم يجيب لتجده يوقفها أمام هذا المول الكبير
: يلا انزلي
نظرت حولها بتساؤل : احنا رايحين فين
نظر في ساعته قائلا : قدامك ساعتين هقعد في الكافيه ده مع صالح ومهران تكوني اشتريتي اي حاجه نفسك فيها ....مد يداه إليها بكارته البنكي واضاف بغمزة شقيه : اصرفي من غير حدود .... هاتي كل اللي نفسك فيه
ابتسمت ماس بعدم تصديق ....ربما لم يعتذر ولكنه لم يترك طريق ليراضيها الا وسار به
ابتسم لسعادتها التي اجتازت حدود عدم التصديق حينما تابع : واشتري كمان هديه لبنت خالتك
عقدت جبينها باستفهام ليقول : عشان نروح نبارك لها عشان محضرتش الحفله
قالت بعدم تصديق :جاسر انت بتتكلم جد
اوما لها وداعب شعرها : كله عشان خاطرك
ابتسمت له بسعاده ليوقفها قائلا : وانتي بتشتري بقي هتلاقي محل في الدور التاني .....ابقي اشتري منه حاجة ليا
قالت سريعا : طبعا ياحبيبي....عاوز ايه ؟!
ضحك علي براءتها لتنظر له بعدم فهم : بتضحك علي ايه ؟!
امسك ضحكته : علي طيبتك ياروحي ...ده محل قمصان ....اشتري منه حاجه عشان كل مااعدي من قدامه ابقي هتجنن واشتريلك منه بس بتحرج
وكزته ماس بكتفه : وانت بتبص ليه علي الحاجات دي
قليل الادب
جذبها ليقبل وجنتيها سريعا : هاتيلي قميص قليل الادب
ضحكت ليقول : يلا متتاخريش
نزلت بحماس ليتركها ويتجه لمقابله مهران وصالح ...بينما السعاده تتراقص بداخله أنه استمع لكلام عقله الذي ادرك كم أنها طفله صغيرة يسهل ارضاءها بحنانه .......
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
بغيظ وكزه جاسر وهو يتطلع الي هاتفه بينما ظلت تتوالي الرسائل من البنك بمقدار مشتريات ماس : منك لله ... بسبب خروجتك الزفت لبست خمس الاف جنيه لغايه دلوقتي
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك