حكايه عمر الفصل السابع عشر

15


 الفصل السابق

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

سارت امتثال خطوتين وهي تهز راسها لتتوقف فجاه وتعقد حاجبيها وتلتفت تجاه عمر الواقف لدي باب الشقه لتتطلع إليه وكأنه كائن فضائي قبل أن تسأله باستدراك لتلك الكلمات التي نطق بها ولم تستوعبها في البدايه 

: قولت اقولها ايه ؟!

قال عمر ببساطه : قوليلها تتجوزي عمر !

ازدادت قطبه جبين المرأه المسنه قبل أن تستنكر كل ملامحها وتتجه الي عمر بخطوات غاضبه وهي تزمجر به :  عيب اللي بتعمله ده ميصحش .... !

رفع عمر حاجبه بدهشه : ميصحش ؟! هو ايه اللي عيب وميصحش يا تيته بقولك عاوز اتجوز حفيدتك

نظرت له امتثال بحده قائله : انت جاي تهزر ؟! 

هز عمر راسه وقال بجديه لايعرف من اين أتته بينما دون اي تفكير أخذ تلك الخطوه  : لا طبعا أنا فعلا عاوز اتجوزها 

زفرت امتثال وهتفت من بين اسنانها بحنق : استغفر الله العظيم ....ياابني انت اللي في سنك فاتح بيت وعنده عيال مش بيهزر زيك

ضحك عمر قائلا ة برضه مصممه اني بهزر يا تيته ...نظر إليها بشقاوته المعهوده وتابع وهو يستند الي إطار الباب : مش بهزر يا تيته واهو انتي لسه قايله اللي في سني فاتح بيت .... انا كمان عاوز افتح بيت ...حك ذقنه وتابع : موضوع الولاد ده مش عارف بس اوك ماشي يبقي عندي ولاد كمان 

المهم اني عاوز أنجزها 

جذبته امثال من ذراعه بحنق للداخل بينما تقول : طيب  ادخل 

ليضحك عمر وقد يكاد يتعثر قائلا :براحه يا تيته هقع

نظرت له امتثال شزرا قائله : انا الحاجه امتثال 

مال عليها عمر قائلا بمرح : انتي مش تيته وسيله وانا هبقي جوز وسيله يبقي انتي تيته كمان 

زفرت امتثال بحنق مزمجرة من بين اسنانها : برضه بيقول جوزها 

نظر لها عمر قائلا ببساطه : مش مصدقه ليه ....انزل اجيب المأذون عشان تصدقي 

زفرت امتثال هاتفه : لا اقعد وانا هجيب وسيله تفهمني ايه معني كلامك 

اوما عمر وجلس بأريحية علي الاريكه دون أن يفكر في تلك الخطوة كما اعتاد فهو يشعر وينفذ !

..يريد فيحقق ما أراده !

دون تفكير 

دخلت امتثال الي حفيدها لتسالها وسيله : مشي   ؟!

وصل صوت امتثال الي عمر الجالس بالخارج بينما تقول بحنق:  لا قاعد برا 

اتسعت عيون وسيله وهمست بها :  ليه يا تيته ...مش قولتلك قولي له اني نايمه 

علي صوت امتثال مجددا بينما تقول :  ده مجنون بيقولي اقولك تتجوزيه  ! 

هبت وسيله من الفراش بعدم استيعاب : بتقولي ايه ؟!.

قبل أن تكرر امتثال كلماتها كانت وسيله تبعد جدتها من امامها وتتجه بخطوات مسرعه للخارج لتقف أمام عمر مزمجرة : انت جاي تهزر هنا ؟!

رفع عمر حاجبه قائلا بمرح لا يتماشى مع طلبه المفاجيء : هو ايه حكايه الهزار معاكم ....ايه شكلي مرسوم عليه بهزر 

عقدت جبينها هاتفه : امال ايه اللي بتقوله ده ؟!

هز كتفه قائلا  : بقول ايه ....واحد اعجب بيكي وجاي يخبط علي الباب وبيطلب ايدك فيها ايه هزار 

نظرت وسيله إلي جدتها التي كانت تضرب كف بكف 

لتقول لها : تيته اعملي لينا شاي لو سمحتي 

اوما عمر بسماجه : ليه مش شربات 

زجرته وسيله بنظراتها ليقول سريعا لامتثال : خلاص شاي يا تيته ....سارت امتثال للداخل وهي تهز راسها ليتبعها صوت عمر المرح : بلبن لو ممكن 

انتظرت وسيله دخول جدتها لتندفع إليه تجذبه من ذراعه بعفويه هاتفه به بتوبيخ :  انا مش قولتلك مش عاوزة اشوفك 

نظر عمر اي يدها الممسكه بذراعه لتسحبها وسيله علي الفور وتظل محافظه  علي نظراتها الغاضبه 

للحظه قبل أن تبعدها عن نظراته  التي تعاتبها وكأنه طفل يصعب عليها أن تظل غاضبه منه أكثر وهي تقول : جاي ليه ياعمر ....قولتلك مش عاوزة اشوفك 

لامست نبرتها التي امتلئت خزلان قلبه ليقول بصدق :  وانا قولتلك عاوز اشوفك ... 

نظر إليها بينما ظلت تشيح بوجهها عنه : وسيله انتي ليه قاسيه كده ؟! انا جيت اعتذرلك بدل المره الف 

وانتي مصممه متسمعنيش 

قالت وهي توليه ظهرها حتي لاتتأثر بتلك النبره التي يتحدث بها :  سمعتك 

اوما عمر وأخذ نفس عميق بينما يقول : وانا كمان سمعتك وكلامك خلاني اصمم اكتر تسامحيني 

تجرأ ليمسك بذراعها يديرها إليها لتجفل من لمسته وتبعد يده عن ذراعها سريعا فما كان من عمر إلا أنه ابتعد خطوة ولكنه اجتذب نظرات عيونها وهو يقول بصدق : اسف 

رحشت باهدابها وحاولت الهروب من نظراته ولكن عيناه لاحقتها بينما يتابع : وسيله انا عاوز اتجوزك 

خرجت نبرتها باهته وهي تسأله :  ليه ؟

رفع حاجبه وردد سؤالها برفق : ليه !!

أومات وسيله وخفضت عيونها تستجمع ثباتها أمام طلبه المفاجيء الذي جعل دقات قلبها تدق بقوة وعشوائيه مربكه داخل صدرها : اه ليه .....رفعت عيناها اليه وتابعت : عمر انا مش عبيطه عشان اصدق انك زي ما بتقول جاي تخبط علي الباب وتطلب تتجوزني ....انت تعرف بنات كتير وانا حتي لو انت اعجبت بيا هكون مجرد رقم بينهم ...قاطعها عمر باعتراف أيضا شعر به ولم يفكر به سابقا : في رقم بيمسح كل اللي قبله ...هز كتفه وتابع بصدق : معرفش ليه عشان اجاوب علي سؤالك ولا هقولك اشعار ولا كلام هقولك نفس اللي  قولته ليكي قبل كده ..... حسيت ومشيت ورا احساسي وانا دلوقتي حاسس اني عاوزك تكوني ليا 

عاوزك في حياتي 

عاوزك ومش بفكر في حاجه تانيه غير كده 

صدق وصفه لشعوره لامس قلبها دون أن تفكر بأي تحليلات بتلك اللحظه لتنطق هي الأخري بما شعرت به 

: الغي اخر جمله 

عقد حاجبيه بعدم فهم لتتابع وسيله : وقف كلامك عند عاوزك في حياتي إنما عاوزك بس معاناها اني مجرد حاجه عاوزها وخلاص 

هز رأسه سريعا : لا طبعا مقصدش 

نظر إلي عقده جبينها التي تمسكت بها لتحاول ان تخفي بها تلك المشاعر التي هبت كعاصفه تكتسح اي تفكير أو شعور اخر ولكن عمر رأي تلك اللمعه بعيونها والتي تخبره أنها سعيده ليقول برجاء :  وسيله ممكن تبطلي تكشير وتردي علي طلبي باللي انتي حاسه بيه دلوقتي 

ارتبكت كلماتها بالضبط كما ارتبكت كل مشاعرها وتفكيرها ليقترب عمر منها خطوة بينما يشاكسها :  

سيلا يا صاحبتي يا اللي كنت بشد شعرها ...فين ضحكتك الحلوة 

ببطء رفعت عيناها إليه بينما بقوة تضغط علي كلتا شفتيها حتي لا يريد تلك الابتسامه التي خرجت من قلبها قبل شفتيها علي تعبيره اللطيف قائله بصوت حاولت أن يكون جاد : عاوز ايه ؟!

غمز لها بشقاوة : قولتلك عاوز اتجوزك ....

موافقه 

هزت راسها ليعقد عمر حاجبيه هاتفا : ميبقاش دمك تقيل بقي ....انا شايف في عينيكي انك موافقه بس مش عاوزة تقولي أه ....

مال ناحيتها وقال بغرور محبب : انا عمر السيوفي مترفضش 

نظرت له ومازالت تحاول رسم الجديه : مغرور اوي 

ابتسم لها قائلا بغزل : وانتي حلوة اوي  ..

اندفعت الدماء لوجنتها ليبتسم عمر ويداعب قلبه شعور جديد برؤيه خجلها ليقول بشقاوة محببه :  طيب ايه ....موافقه ؟! يلا قولي اه ....عنيكي الحلوة بتقولي موافقه 

هزت راسها وهي تبعد عيونها عن عيناه ::

مواقفه ايه يامجنون ...لا طبعا 

رفع حاجبه : هو ايه اللي لا طبعا ...بقولك عنيكي قالت موافقه 

قالت وسيله ومازالت تحاول رسم علي وجهها الجديه عبثا :  موافقه نوعا ما اسامحك بس موضوع الجواز ده معرفش 

نظرت إليه وهزت كتفها بحيره : فاجئتني بصراحه اصلا ازاي بالسرعه دي 

نظر لها عمر ببساطه قائلا : انتي حاسه بايه ناحيتي 

هزت كتفها قائله بعيون زائغه من نظراته : معرفش 

رفع حاجبه وقال بمرح : ايه ده...؟! يعني مش حاسه انك مفقتداني طول الايام اللي كنتي مخصماني فيهم 

ضيقت عيونها وتحولت كل نظراتها الي الغيظ وهي تهتف به ما أن تذكرت فعلته : كنت حاسه  اني بكرهك ومش طايقاك 

قطب عمر جبينه وهز رأسه قائلا : لا قولي زعلانه مني إنما بكرهك دي كتير اوي عليا اوعي تقوليها تاني 

قالت ويلاه بعتاب : اتصدمت فيك ونظرتي ليك اتغيرت 

هز عمر رأسه ونظر في عيونها قائلا برجاء : لا ياوسيله مش عاوزك تشوفيني كده شوفيني اني زي ما قولتلك حسيت اني عاوز اعمل كده وبس وان انا مش وحش 

هزت وسيله راسها مستجيبه لرجاءه 

ليبتسم لها قائلا : خلاص سامحتيني

أومات له ثم رفعت اصبعها أمام وجهه:  بس هتوعدني انك مش هتعمل كده تاني 

نظر لها عمر باستنكار قائلا : لا طبعا هعمل كده ؟!

اتسعت عيونها بانزعاج : ايه 

غمز عمر قائلا بعبث : مش انا هتجوزك ...اكيد هبو....أسرعت وسيله تضع يدها علي فمه هاتفه به بتوبيخ تسكته عما يقوله : ايه قله الادب دي اسكت 

استغل الفرصه ليقبل باطن يدها الموضوعه فوق شفتيه لترفع وسيله يدها بسرعه بعد أن اصابتها تلك الرجفه بسبب قبلته ليدها  

التفتت تجاه جدتها التي وضعت الشاي بوسط الطاوله ووقفت تتطلع الي عمر لحظه بينما يكاد يقفز من الفرح لتقول له : ما تدخل تغسل وشك ياابني عشان تفوق شويه 

رفع حاجبه باستنكار : وانا دايخ يا تيته ؟!...شوفي جدتك  ياسيلا 

احمر وجه سيلا بينما تنظر إلي جدتها بخجل قائله : تيته ...هو ....عمر ...عمر يعني كان بيتكلم حد

تدخل عمر قائلا : اهي قالت لك ...بتكلم جد وبطلب اتجوزها .....ايه رايك موافقه ؟!

قطبت امتثال جبينها قائله :  لا انا اصلا ماليش رأي ...

نظرت إلي وسيله وتابعت : الرأي رأي امها

قالت وسيله بانزعاج : ماما ؟! 

أومات امتثال بجديه : أيوة ....انا جدتك انما هي امك اللي خلفتك وحقها تقرر جوازك مش انا 

التفتت الي عمر وتابعت : لو فعلا عاوز تتجوزها لازم تطلبها من امها 

اوما عمر بترحيب : وماله اكلمها طبعا .... وسيله تديها فكرة وانا هروح اقابلها 

أومات امتثال قبل أن ترتسم ابتسامه علي شفتيها لرؤيه ابتسامه حفيدتها السعيده 

قال عمر بود : بس راي حضرتك برضه يهمني 

قالت امتثال بابتسامه هادئه : والله ياابني ...انت شاب دخلت قلبي من اول ما شوفتك وسيلا بتتكلم عنك بالخير لو هي موافقه انا معنديش مانع بس الرأي الأول والأخير لوسيله ووالدتها  ..

............

...

اسرع مراد يمسك بذراع جوري و يقف أمامها ينادي اسمها برجاء : جوري 

هتف به عاصم بغضب وهو يجذب ابنته يوقفها خلف ظهره : ابعد ايدك عنها 

قال مراد وهو يرفع عيناه تجاه عاصم : عمي 

قالت زينه برجاء بينما تري نظرات ابنتها المتمزقه ما بين ابيها وزوجها الذي هي ادري الناس به وبطباعه الصعبه  : عاصم لو سمحت اهدي ....و خليهم يتكلموا 

هتف عاصم بنبره ساخطه : مفيش كلام انتهي 

اتجه مراد ليقف أمام عاصم قائلا بتمهل لعله يستطيع أن يثنيه عن كلامه : عمي حضرتك مسمعتنيش 

هتف عاصم بسخط وهو يشيح بوجهه : ومش عاوز اسمعك ...نظر له بغضب وتابع : بقي انت بتطلق بنتي ..!

تدخلت جوري بامتعاض تحاول شرح الأمر الذي تطور كثيرا بمعرفه ابيها وسيكبر أكثر : بابي الموضوع مش كده 

التفت لها عاصم وقال بنبره قاطعه : جوري مش عاوز كلام .... لمي هدومك قولت  

نظرت جوري بعتاب الي مراد بينما لم تكن يوما تريد أن يصل الحال بهم الي هنا ودوما ما حذرته ليزم مراد شفتيه وهو واقف مكتوف الأيدي يسأل نفسه هل يتهور ويقف أمام ابيها ويمنعه من أخذها ..! 

قال مراد بتهذيب : عمي انا بحترم كلام حضرتك ... بس جوري مراتي ومينفعش تاخدها 

نظر له عاصم بشر هاتفا : خلاص طلقتها يا بابا وانتهي 

نظر له بغضب شديد قبل أن يميل عليه ويتابع بفحيح : انا من سنين وانا مستني ليك علي غلطه ....من وقت ما جت معيطه تشتكي منك بعد شهر العسل وانا حاطك في دماغي ومستنيها تيجي في يوم تقولي بس قالي كلمه ضايقتني بس هي كانت دايما بتضحك وتقولي مبسوطه وانا كنت ساكت عشان تفضل مبسوطه إنما دلوقتي اهي جت ليا الفرصه وغلطت ياابن البحيري ....حاسب بقي علي غلطتك ...! 

............

....


قالت غرام بارتباك شديد : اعمل ايه يافيفي ...بيقولي عاوز يقابلني كمان ساعه 

قالت فيفي ضاحكه علي ارتباك وبراءه غرام : هتعملي  ايه ...فورا قومي اجهزي وروحي قابليه 

قالت غرام بتوتر وعدم استيعاب لما تعيشه : اورح فين أقابله ؟!

أومات فيفي : اه طبعا

: أقابله فين ؟!

قالت فيفي بخبث : اي مكان يقولك عليه ...ده جوزك ياغرام يعني هيخطفك مثلا 

سرت رعشه في اوصال غرام التي تمهلت وهي تسأل فيفي : يعني ...يعني ممكن ياخدني بيته مثلا 

قالت فيفي بخبث : معرفش. .... بس افرضي مثلا عاوز يوريكي البيت وكده 

عضت غرام علي شفتيها : اه بس ازاي اروح بيته 

قالت فيفي بنصيحه خبيثه : وفيها ايه ...هو انا مش قولتلك تسمعي كلامه عشان يسمع كلامك 

انتي دلوقتي تنفذي اللي هو قالك عليه 

قبل أن تسأل غرام المزيد من الاسئله كانت فيفي تأخذها الي منحني اخر تبعد به تفكيرها عن استناج شيء من ماهي مقدمه عليه :  سيبك من الاسئله ودلوقتي اهم حاجه تبقي زي القمر ..اسمعي انتي تنزلي حالا وتيجي عليا وانا هجهزك  

انتي مش امك نوبايجه 

أومات غرام : اه لغايه الصبح 

: اخواتك فين ؟!

: بيذاكرو

: طيب هتنزلي ازاي ؟! 

: هستني لما يناموا بس كده هتأخر عليه 

قالت فيفي : كلميه وقوليله بجهز وحاولي تخلي اخواتك يناموا بسرعه وانزلي خدي تاكسي وتعالي علي عندي وانا هضبط كل حاجه علي ما تيجي 

أومات غرام لتقول لها فيفي بتحذير قبل أن تغلق : كلميه اوعي تنسي احسن يزعل انك اتاخرتي 

بصوت متعلثم كانت غرام تخبره ليقول ايهم باقتضاب : طيب متتاخريش .... خلصي وكلميني اعدي اخدك 

قالت بامتثال : حاضر 

فقط باقتضاب اغلق لتزم غرام شفتيها ولا تستطيع السيطرة سواء علي رجفه يدها من سماع صوته أو من تلك المشاعر التي تداعب قلبها البريء بينما كأي فتاه صغيرة تري جاذبيه في سيطره الرجل وهو بالنسبه لها يسطير عليها دون نطق شيء ...فقط تجد نفسها منساقه لما يقوله ...!

...........

...

ضغط عمر علي شاشه مشغل الاغاني التي تعالت في أرجاء سيارته الفارهة لتطرق أصابعه علي المقود يدندن بينما ابتسامته السعيده لا تفارق وجهه ....

قارب علي الوصول الي بوابه القاهره ليغلق صوت الاغاني ويضغط علي الاتصال بوالدته ...

نظرت زينه إلي جوري بعتاب بينما وقفت كلتاهما امام باب الغرفه بانتظار انتهاء الطبيب من معاينه عاصم الذي ما أن غادروا الغرفه حتي فقد القدره علي الوقوف لتسرع به زينه وجوري للمشفي 

: فهماكي انك متقوليش لابوكي بس ازاي ياجوري تخبي عني ...ليكي مين غيري تحكي معاه 

قالت جوري وهي تربت علي كتف والدتها : يامامي الموضوع مش كده ....اه اتخانقنا بس مراد ....رفعت زينه اصبعها أمام ابنتها توقفها : اياك تدافعي عنه 

نظرت إليها وتابعت بحزم : اه انا حاولت أهدي الأمور بس ده عشان أنا عارفه أن تهور عاصم غلط في موضوع زي ده إنما مش معناه اني راضيه أنه يعمل كده معاكي وياعالم في ايه انتي خبتيه عني عمله كمان 

زمت جوري شفتيها وأخبرت والدتها بخلافاتهم ليصدق حدث زينه التي قرأت من عيون ابنتها نفس مشاعرها التي عاشتها قبل سنوات مع عاصم ....نفس الحيرة في قلب يحب وعقل يرفض تصرفات الحبيب 

خرج الطبيب لتسرع إليه زينه وجوري ....تحدث الطبيب برفض لخروج عاصم : ازاي يخرج بحالته دي .... مدام زينه خليني اقولك بصراحه ...حاله ساق عاصم بيه سيئه جدا اي حاجه بتأثر فيها لانك بتتعاملي مع حاله الانسجه والأعصاب فيها متدمرة ده غير عدم قدرتها علي الشفاء بسبب مرضه بمعني اصح يا اما يتبع التعليمات القاسيه اللي انا والدكاترة قايلين عليها والا هيفقد ساقه 

شهقت زينه ووضعت يدها علي فمها لتمسك جوري بكتفها قال الطبيب باعتذار :  انا اسف بس دي الحقيقه ولازم اقولها عشان المرحله اللي جايه هتكون فارقه فعلا 

قالت زينه بقلب منفطر : هننفذ كل حاجه ....بس يادكتور ارجوك عاصم ميعرفش حاجه زي دي 

اوما الطبيب.  : طبعا ... حالته النفسيه اول مفتاح من مفاتيح العلاج 

تمهلت زينه تستعيد أنفاسها وتمسح دموعها قبل أن تتهيأ للدخول الي غرفته ليتعالي رنين هاتفها 

ما أن أجابت حتي جاءها صوت عمر : زوزو القمر 

قالت زينه بنبره حملت أطنان من الحزن : عمر ...لسه فاكر إن ليك ام تسأل عنها 

قال عمر بمرح غير مبالي بصوت زينه الحزين ولا بعتابها له بينما هو يتصل بها لهدف معين واعتاد الا يري الا نفسه وما يريده فقط : ايه يا زوزو هي دي وحشتني ياعمر ....المهم بقي انا بكلمك عشان عاوزك في موضوع مهم 

ارتسمت ابتسامه متهكمه علي شفاه زينه بينما ظنت لوهله أنه يتصل بها ليسأل عنها أو عن أبيه لتقول بصوت حازم بينما امتليء قلبها بالخزلان : مش فاضيه ياعمر بعدين نتكلم 

انزعجت كل ملامح عمر بينما لأول مرة يسشعر الصد من جهه والدته 

قالت جوري بعتاب : ليه كده يا مامي ؟!

انسابت الدموع من عيون زينه : عشان احنا مش تحت امره ....هو مفتكرش يكلمني الا لما حس انا عاوز حاجه ..ده حتي مفكرش يسأل عن أبوه 

قالت جوري برفق : ميعرفش يامامي 

رفعت زينه عيناها الباكيه تجاه ابنتها قائله بأسي : كلمته عشان أقوله مسمعنيش ...مسمعنيش وانا كنت محتاجه أكلمه ...كنت عاوزة أقوله أبوه تعبان بس مسمعنيش 

مسحت دموعها بيدها ورفعت وجهها الي ابنتها بينما ربطت علي قلبها حجر وهي تتابع : انا كمان مش هسمعه 

احنا مش تحت امره 

خزلان زينه وازي خزلان عمر الذي تغضنت ملامحه بالغضب الذي اخفي به انشطار قلبه الذي اعتاد الدلال من والدته والان لأول مره تقسو عليه 

ليهتف ببرود جليدي يسكبه فوق لهيب قلبه : مش عاوز منكم حاجه ....اصلا انا مرتاح من غيركم 

..............

.....

ضحكه عاليه انفلتت من شفاه حلا قبل أن تمحوها سريعا ما أن زجرتها نظرات جدتها وهي تؤنبها بسخط : بتضحكي علي ايه يابنت 

قالت حلا بعفويه : علي اللي حضرتك قولتيه يا تيته ...مجددا عادت لتضحك بينما ما قالته جدتها لا يمثل لها أي شيء سوي مزحه : انا اتجوز ..! 

نظرت إلي جدتها وتابعت : تيته انا عندي ١٦ سنه 

...........

  ....

نظر نديم الي ريم التي ظلت طويلا وبيدها هذا الكتالوج تتطلع إليه بصمت ليقوم من مقعده ويتجه ليجلس بجوارها قائلا برفق : ايه يا حبيتي اختارتي ايه ؟!

انتبهت ريم له من شرودها : ها 

زجرتها لميا بنظراتها بينما لاحظ نديم شرودها بالاضافه إلي عدم سعادتها وهم يختارون سويا بعد ديكورات المنزل لتتدخل قائله : ريمو حبيتي لو مش عاجبك الكتالوج نشوف غيره 

قامت ريم من مكانها قائله : بعدين ...انا عاوزة امشي 

عقد نديم حاجبيه ونظر لها باستنكار لتقول سريعا باستدراك : معلش يا نديم عندي صداع 

ابتلع إحساسه بالرفض من جهتها وكذب شعوره بينما يقول : سلامتك يا حبيتي ...خلاص نشوف وقت تاني 

......

  ........

زمت هنا شفتيها بينما وقفت لدي باب الغرفه تسترق السمع لهذا الحديث بين حلا وجدتها التي كانت تتحدث بجديه وهي تقول : هو انا قولت اتجوزي دلوقتي ....انتي بس هتبقي علي اسم ابن خالك ويحجزك واول ما تدخلي الجامعه وتقضي فيها سنه ولا سنتين تتجوزوا

هزت حلا راسها : لا طبعا ....عمري ما فكرت في الموضوع ده ....نظرت إلي جدتها وتابعت : يا تيته انا نفسي ابقي عازفه بيانو مشهورة ولسه قدامي وقت طويل واحلام كتيره ...جواز ايه ...لا طبعا 

نظرت لها جدتها بسخط : بيانو ايه ومسخره ايه ...هي البنت اخرتها ايه إلا أنها تفتح بيت ويكون عندها ولاد تربيهم وهي صغيرة 

زمجرت وتابعت متبرطمه : دي آخره دلع ابوكي ...!

عضت هنا علي شفتيها بحنق واتجهت مسرعه الي غرفتها لترفع هاتفها وتطلب ابيها بينما تقول بوعيد : انا بقي هقول لبابا 

...........

....وقف ايهم أمام المرأه يهندم خصلات شعره ثم تناول عطره لينثر منه بضع زخات علي عنقه وكتفه ثم استدار ليأخذ سترته الجلديه يرتديها فوقه ثم غادر المنزل وانطلق بسيارته ليأخذ غرام  ....التفت الي هاتفه الذي تعالي رنينه ليجيب علي ابنته بينما هو في طريقه : ليه يا نانو عامله ايه ؟!

ابتلعت هنا قائله : بابي عاوزة اقولك علي حاجه 

قال ايهم بقلق : في ايه ؟! قولي يا هنا ...اختك حصل لها حاجه ...حد ضايقكم 

سحبت هنا نفس عميق قبل أن تخبر ابيها ولم تكد تنطق رأس الموضوع حتي غلت مراجل الغضب برأس ايهم الذي اغلق الهاتف والقاه بجواره بغضب قبل أن يدير مقود السيارة بسرعه غاشمه تجاه الطريق الي بلده حماته التي تجاوزت كل الحدود .

...........

...

نظرت غرام الي نفسها بينما ارتدت ملابس تكشف فتنه جسدها وبالغت فيفي بوضع مساحيق التجميل لها لتقول بخجل : بس مش اوفر شويه 

ضحكت فيفي : ولا اوفر ولا حاجه ....زي القمر 

نظرت في ساعتها : اتصلي بيه لو وصل عشان تنزلي 

قالت غرام بتوتر ؛ خليه براحته لما يوصل اكيد هيكلمني 

ترددت غرام ولكنها بعد مرور ساعه اتصلت به 

لم يكد يفتح الهاتف حتي قال باقتضاب وهو يعتصر مقود السيارة بيده : بعدين هبقي اكلمك عندي شغل 

نظرت غرام الي فيفي التي بداخلها لم تصدق انها للمره الثانيه تنجو من ما ينتظرها ...!

..........

...

عقدت عفاف حاجبيها وأسرعت تجذب طرحتها البيضاء تضعها فوق رأسها وهي تتجه لتفتح باب الشقه الذي تعالت فوق تلك الطرقات بقوة 

فتحت الباب لتتفاجيء بأيهم امامها ووجهه ينذر بشرور العالم : ايهم !

دون مقدمات كان يتعالي صوت ايهم بغضب متناسي سن أو احترام لحماته ما أن وصل الأمر لابنتيه ليصيح بها : ايه ياست يا مخبوله انتي الكلام اللي بتقوليه للبنت ده ....بنت عندها ١٦ سنه بتكلميها في جواز وكلام فارغ 

لم تكد تستوعب عفاف قله تهذيب كلماته حتي زاد ايهم من جرعه قله لياقته وكان يبعدها من أمامه ويدخل خطوة للداخل مناديا بصوت جهوري : حلا ...هنااا

استعادت امتثال ثباتها وأسرعت تمسك بذراعه تعنفه : ايييه مالك داخل وبتعلي صوتك ليه ...احفظ لسانك يا ايهم 

التفت لها ايهم بسخط هاتفا : لما تبقي تحفظي لسانك انتي الاول ...نظر لها بوعيد وتابع : لسانك اللي اتجرأ يكلم بنت صغيرة في حاجه زي دي 

هتفت عفاف بسخط : ماهو كنت متجوز امها وعندها ١٩ سنه ولا ليك حلال وغيرك حرام 

هتف ايهم من بين أسنانه متبرطما : كانت جوازة سوده اللي خلتك حماتي في يوم من الايام 

نظرت له عفاف بغضب : بتبرطم تقول ايه ؟!

هتف ايهم بحنق وهو يتجاهلها وينادي بناته مجددا : هنااا .. حلا

خرجت الفتيات لترتجف نظرات حلا بخوف ما أن رأت ابيها امامها بهذا الغضب .... دون أن يعطيها ايهم فرصه كان يندفع إليها يجذبها من يدها هي واختها هاتفا بحزم : قدامي 

اسرعت عفاف تقف أمامه تمنعه من أخذ الفتيات : مش هتاخدهم 

هتف بها ايهم بغضب : اوعي من قدامي يا ست انتي ...بناتي هاخدهم ووريني هتمنعيني ازاي 

نظرت له عفاف بوعيد بينما يبعدها من أمامه ويجذب ابنتاه للخارج غير مبالي بصوت حلا أو هنا : بابي طيب نلم هدومنا 

: قدامي 

: طيب ورحمه بنتي هؤفع عليك قضيه واخدهم منك واحرق قلبك عليهم يا ايهم .

.............

...

مع خيوط الفجر الأولي كان ايهم يوقف سيارته اسفل المنزل ليتلفت الي ابنتاه وقد عليهم النعاس من الطريق الطويل لتجول بخاطره للحظه تلك الذكري حيث كان يحملهم وهم صغار حينما ينامون بالسيارة والان قد كبروا ومرت تلك السنوات بسرعه 

فتحت حلا عيناها لتلتقي بعيون ابيها الذي سرعان ما تخلي عن نظرته الحنونه ورسم الغضب بعيناه وهو يقول بحزم : صحي اختك وصلنا 

عقدت الفتيات حاجبيهم ما أن دخلوا للمنزل ورأو التغيير به : ايه اللي حصل يا بابي 

قال لهنا باقتضاب : هبقي احكيلك ...ادخلي اوضتك عشان تنامي انتي تعبتي

تبعت حلا اختها لتجد صوت ايهم الغاضب يوقفها : حلا 

توقفت مكانها والتفتت إلي ابيها بصمت ليتجه ايهم ناحيتها ويتوقف امامها هاتفا بانفعال : الكلام الفارغ اللي قالته جدتك ده تنسيه خالص ..فاهمه 

قالت حلا بثبات بالرغم من خوفها من غضب ابيها والذي لم تراه بتلك الحاله سابقا : من غير ما حضرتك تقول ....انا مش بفكر في الحاجات دي 

اوما ايهم وأشار لها : ادخلي اوضتك نامي 

سارت بضع خطوات ليوقفها ايهم مجددا بينما قرر أن يقول ما عليه أن يقوله : حلا ...

التفتت له لينظر لها بحزم : لو مرة تانيه فكرتي تعملي حاجه من ورايا عقابك هيكون شديد ولو مره تانيه عملتي اللي عملتيه وفكرتي تسيبي البيت عقابك هيكون أشد .... مش معني اني بدلعك انتي واختك انك تتمادي ...انا ابوكي وكلامي يتسمع ولو حتي مش عاجبك اعترضي بأدب ...ده بس حقك ...

قبل أن تقول شيء كان يشير لها : اتفضلي ادخلي اوضتك 

دخلت جلا بخطوات غاضبه ليرتمي ايهم علي الاريكه خلفه متنهدا يحاول تهدئه غضبه المستعر...

............

...

أجاب عمر علي هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين بهذا الوقت المبكر من الصباح : أيوة ياسيف في ايه ؟!

قال سيف باقتضاب دون التعليق علي برود عمر في كلماته : عاوزك تعدي عليا في الشركه 

هتف عمر ببرود : خير 

: في ورق خاص بالبنك اللي بيتوقع كل سنه منك ومني 

اوما عمر الذي لا يفهم شيء ولكنه يدرك أن أبيه واضع خطه ماليه له ولاخيه لم يهتم لها كثيرا طالما هو يحصل علي كل ما يريد سواء من حسابه البنكي أو من أبيه حينما كان يطلب منه 

عاد عمر لينام بعد انتهاء مكالمه سيف بينما  ثراء كانت تخطو خارج المنزل بهذا الوقت المبكر لتأخذ سيارة اجره الي المكان الذي انتوته .... بينما لم تقبل أن يتم رفضها وقررت أن تحاول مره اخري ولكن بطريقه مختلفه ...الطريقه التي رفضها ابيها ....وساطه تحق لها لم يطالب ابيها بها ...لماذا تدخل بالأساس في اختبار بينما كان يجب أن يوصي عمر بها لتأخذ الوظيفه دون أي اختبارات ....أثنت علي ذكاءها بابتسامه بينما لمحت تلك السيارة الفارهه تدخل الي الفناء الكبير المحيط بمبني الشركه الزجاجي ....لقد تعرفت علي أحدي الفتيات وهي تقوم بهذا الاختبار وبعد رسوبها اتصلت بالفتاه التي قبلت في الوظيفه وتتبعت اخبارها لتعرف منها مواعيد مجيء سيف وهاهي تبتسم لنفسها علي ذكاءها ولكن ابتسامتها لم تدم طويلا ماان تبخر سيف بلحظه فقد دخل بخطوات سريعه لم تلحق بها وسرعان ما كان يدخل الي المصعد ولم يسمح لها الأمن بالدخول خلفه .....!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباس من القادم 

تلفتت ثراء يمينا و

يسارا قبل ان تغمض عيناها وتسحب نفس عميق وتقراء ايه قرأنيه بسرها ثم تلقي بنفسها أمام سيارة سيف المسرعه ... !


: طيب كلم ابوك ....هيفرح اوي 

: لا 

: ليه ؟! 

: اهو كده 

رفع حاجبه : هتتجوز من غير موافقه ابوك ياعمر 

هتف عمر بقناعه زائفه : انا حر 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

15 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تحفه جدا تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف
  2. البارت روعه جدا واتفجئت بموافقة وسيلة

    ردحذف
  3. متشوقة جدا اعرف تطورات غرام وايهم

    ردحذف
  4. ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. افتكر وسيله مش هتوافق تتجوز عمر ال في وجود اهله

    ردحذف
  6. البارت فوق الروعه تسلم ايديك ياحبيبتي ♥
    عمر شخصيه انانيه جدا ورد فعل زينا عجبني اووي معاه👍🏻
    ثراء شكلها مجنونه وعايزه توصل من غير تعب وربنا يستر من الي هاتعمله في نفسها🤣🤣

    ردحذف
  7. روعه تسلم ايدك يا رونا ❤️❤️❤️

    ردحذف
  8. بارت حلو اوي. عمر مش بيفكر الا في اللي عايزه واكيد بعد فتره وسيله هتعرف شخصيته لأنها لحد دلوقتي عايشه مع شخصيته وهو طفل معاها في المدرسه. زينه ليها حق ترد عليهببرود ومتسمعهوش. غرام في مشكله بس لسه مش حساها. ابدعتي يا رونا🌹❤️🌹❤️

    ردحذف
  9. تسلم ايديكِ يا حبيبتي البارت تحفة ❤️❤️❤️

    ردحذف
  10. بارت تحفه تسلم ايدك يا رونا ع الابداع ف الروايه لوسمحتى متتأخريش علينا ف البارت اللي جاي ♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !