حكايه عمر الفصل الثامن والعشرون

13


 

الفصل السابق

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


استندت وسيله برأسها الي يدها وهي جالسه الي مكتبها ...هذا الصباح قررت أن تذهب الي عملها هربا من التفكير الذي انهكها وإحساس الذنب الذي تغلغل بروحها بالرغم من أنها لم تفعل شيء إلا أنها فقط فعلت ما فعله ... !

صوته ونبرته وهو يعقب علي كلماتها ( انا كنت محتاج اكلمك بس خلاص لو مشغوله )

حاولت أن تتراجع بسبب نبرته وكلماته أنه بحاجه اليها ولكن بنفس اللحظه سألها قلبها عن اين كان حينما كانت هي الأخري بحاجه له ورد بنفس ردها ( مشغول ..! )

لماذا تشعر بالذنب بينما هو لم يفعل ...أو ربما فعل وهنا انفتح الباب أمام سيل من لو أو ربما لتجد امامها حائط ثقيل يجثم علي صدرها من الذنب تجاهه وإحساس أنها خزلته في حاجته إليها ....زفرت وبدلت من وضع يدها لتستند بيدها الأخري وتعود تشرد من جديد ...احساس الجهل يدفعها وسط أمواج لا نهائيه من التخمين 

وهو جعلها جاهله بما حدث أو بسبب تصرفاته لتفسرها تاره لصالحه وتاره ضده ...!

ربما أبيه مريض ...ربما هو مشغول ..ربما اعترض أهله علي زواجه بها ...ربما وربما وربما ....كلها بسبب صمته وعدم حديثه معها ....سحبت نفس عميق وزفرته ببطء بينما ضاق صدرها من التخمينات عن سبب ابتعاده الذي مهما كذبه عقلها وتذرع بالاعذار له إلا أن قلبها يشعر أنه يبتعد عنها عن عمد واه من أي شعور ينبع من القلب فهو يكون صادق بلا جدال حتي وان غابت الدلائل ...!

انتبهت من شرودها علي ذلك الصوت : ها 

ابتسمت لرؤيه أحدي زملائها : اكمل !

ابتسم الشاب لها ولوح بيداه أمام وجهها قائلا بمرح : ايه روحتي فين ...بقالي ساعه بنادي عليكي 

هزت راسها قائله : ابدا 

اوما لها لتشير له الي المقعد المقابل لمكتبها : اقعد يا اكمل 

جلس الشاب ووضع امامها ملف بلاستيكي به بعض الأوراق قائلا : معلش بقي يا وسيله هتعبك بس كانت عاوزك تخلصي ليا باقي إجراءات إخلاء الطرف 

اخذت الورق منه بلا تردد لتقول له وهي تنظر إلي الاوراق : خلاص قرارك نهائي 

اوما لها قائلا : اه ... الشركه التانيه احسن بكتير 

تنهد وتابع : المرتب احسن والوضع احسن 

بدأت تضع امضاءها علي بعض الأوراق وتطبع اوراق أخري بينما تقول له : ربنا يوفقك ...مع أن شغل الحكومه مضمون اكتر خصوصا أن عقدك مؤقت مع الشركه دي 

ضحك قائلا : امي قالت ليا كده بس قررت اغامر ....هز كتفه وتابع : اهو احاول اعمل مستقبل إنما هنا محلك سر 

ابتسمت له قائله : ربنا معاك 

اوما لها لتقول وهي تضغط الزر بجوارها ليأتي أحد العمال : خد ياعم ابراهيم امضي ده من المدير وهاته ليا علي طول 

اوما الرجل لتعود الي زميلها قائله : متبقاش تنسانا وعدي علينا علي طول 

هز اكمل رأسه بتأكيد : اكيد ....نظر لها وتابع بود : عرفت انك اتجوزتي ...مبروك ...لازم مره نتجمع كلما نتعرف علي سعيد الحظ 

ابتسمت له تخفي غصه حلقها فهل هو سعيد حظ أم أنه نادم ....نقطه بعيده في عقلها اضاءت علي أثر تلك الكلمه لتجد قلبها يردد بهلع : نادم !!

فورا راجع عقلها كل ما مر عليهم ....هو من تمسك بها ...هو من طلب زواجها ...هو من لم يبتعد ...هو من الأساس من أخذ الخطوة ... إذن كيف يكون نادم 

وكان بنفس اللحظه عمر يسأل نفسه نفس السؤال ...هل هو نادم حقا ولكن سؤاله كان به فرعين ...نادم علي زواجه بدون علم أهله ؟!

ام نادم علي زواجه بها ؟!.

يجب أن يقرر وكعادته عمر حينما يضغط علي عقله بأي تفكير يخالف طبيعته المتهورة يهرب فورا ويتظاهر بالامبالاه ويقضي وقته بالتناسي وهاهو يحاول اتباع كل ما اعتاد عليه ولكن دون إرادته يشعر بخيوط خفيه تجذبه بقوة للتفكير بها ...!

انزعج بشده بعد حديثها معه بالأمس وكان هذا الانزعاج يغلف كل ملامحه مهما تظاهر بالعكس وهو يخبر نفسه أنه فقط معتاد عليها ولذا افتقدها ليس أكثر ....تفكيره مزعج يقطر انانيه ولكنه اعتاد أن يقف أمام نفسه بقناع زائف أنه لا يحتاج أحد ولا يطلب شيء من أحد لذا لن يطلب اهتمامها وما نطق به عن حاجته لها كان مجرد شعور لحظي اختفي وهاهو يومه يمر بدونها وبالكاد يتذكرها ....بعدوانيه شديده تحفز كل تفكيره ضدها وقرر الا يهتم متناسي حقيقه هامه وهي أن تلك التي يتغني بعدم احتياجه لها أصبحت زوجته !

.......

..........


مالت نور الي النافذه خلفها لتمد يدها تبعد الستارة الحريريه قليلا قبل أن تبتسم وهي تلمح سياره زوجه ابنها تدخل من الفناء لتشير الي مراد الذي وصل قبل قليل بعد أن أخبرته جوري أنها بالطريق وستقابله بمنزل عائلته بدلا من أن يأتي للمنزل لاحضارها 

: مراد ..جوري وصلت يا حبيبي 

اوما مراد ليغلق سيف الملف الذي كان يتحدث به مع ابنه قائلا : نبقي نكمل كلامنا بعدين ....يلا يا نور جهزي الغدا 

أومات نور قائله : كله جاهز ....هسلم علي جوري وبعدين اجهز السفرة 

دخلت جوري لتستقبلها حماتها بابتسامه واسعه : حمد الله علي السلامه يا جوجو ...وحشتيني 

احتضنتها جوري قائله : وحضرتك اكتر يا طنط 

قام سيف يرحب بزوجه ابنه : اهلا يا حبيتي ..عامله ايه

أومات له : كويسه الحمد لله اخبار حضرتك ايه 

قال سيف وهو يربت علي كتفها ؛ كله تمام 

اتجهت الي مراد الذي للحظه انتبه لشيء آخر متغير بها ولكن قبل أن يتبين ماهو كان أخيه الأصغر عدي ينزل الدرج بترحيب مرح : اهلا اهلا ...البيت منور 

ابتسمت له وصافحته: مرسي يا عدي ...عامل ايه 

قال وهو يبتسم : زي الفل ....انتي اخبارك ايه 

أومات له : كله تمام الحمد لله

اشار لها بغمزة شقيه : بس ايه التغيير الحلو ده 

ابتسمت له لتتلاشي الابتسامه تدريجيا من فوق شفاه مراد الذي أدرك ما تغير ....أنها اعتادت ارتداء ملابس رسميه غايه في الاناقه والان ترتدي ستره رياضيه وحذاء رياضي عكس ما اعتادت احذيتها ذات الكعب العالي وايضا احتفظت بجدائل شعرها 

: حلو 

اوما عدي قائلا وهو يطلق صفيرا بشقاوة : قمر زي العادي بتاعك 

تغيرت ملامح مراد ووجد نفسه يهب واقفا ويهتف بأخيه بتوبيخ : بطل سخافه !

عقد عدي حاجباه بعدم فهم وكذلك فعلت جوري ليتدخل سيف الذي أيقن من إحمرار وجهه مراد غيرته ليقول بتوبيخ لطيف : هتغير عليها من اخوك يا جحش 

مسح مراد وجهه وشعر بسخافه اندفاعه ليهز رأسه ولم ينكر : بلاش اغير علي مراتي 

وكزه عدي بكتفه قائلا بسماجه : غير بس مش مني يا موري ...جوجو دي أختي الصغيرة 

ضحكت جوري ليمر الموقف بينما تقول : الصغيرة برضه ....كلك ذوق يا عدي 

ضحك قائلا : لا اوعي احسن مراد يغير 

ضحك الجميع لتقول نور : يلا الغدا جاهز 

جلست نور بجوار مراد الذي استغربت للغايه تصرفه فهو في العاده لا ينتبه لشيء كهذا ...ماذا تغير؟!

وكان نفس السؤال يسأله مراد لنفسه بينما عيناه تتطلع إليها كل لحظه وآخره يتساءل عن سبب التغيير الذي لا يكاد يستوعب منه شيء حتي يجد تغيير اخر 

وقف يجفف يداه بالمنشفه بعد أن غسل يده اثر انتهاء الغداء ليلمح جوري تتجه الي الممر ...نظرت إلي وقوفه لتبعد عيناها عنه موضحه له غضبها من تصرفه المندفع 

لم يفكر للحظه بينما بخطوه واحده كان يتجه ناحيتها يسألها : بتبصي ليا كده ليه ؟!

لم تخفي ولم تصمت لتقول بعتاب : ليه عملت كده مع عدي ...هو يعني هيعاكسني مثلا 

حركه شفتيها اجتذبت عيناه التي تركزت فوقها يستشعر نبره جديده علي أذنه لذا لم يدعها تكمل حديثها وسرعان ما كان يحيط خصرها بخشونه محببه ويدفعها الي الجدار خلفها ويتوقف امامها يلصق صدره العريض بجسدها ....شهقت جوري بخفه وتحرك صدرها صعودا وهبوطا بينما رفعت عيناها الي عيناه لتري امواج عاتية من المشاعر والتي سرعان ما نفثت عنها أنفاسه الساخنه بينما يقرب وجهه من وجهها وهو يقول بحرارة : بغير عليكي بجنون  

حرارة كلماته الهبت حراره مشاعرها وكم أحبت جنونه في التعبير عن غيرته لتهز كتفها بدلال : عمرك ما كنت كده !

اقترب بوجهه أكثر من وجهها ليهمس أمام شفتيها مباشرة : ولا انتي كنتي كده ....ايه اللي اتغير ؟!.

تعلثمت ليس لعدم وجود رد ولكن من فرط مشاعرها تجاهه وكأنها تولد من جديد ....يحبها وتحبه فقط كانت تلك حياتهم ...أما الآن تداخلت لخطوط حياتهم معاني جديده كالغيره واكتشاف الجديد لتضفي طعم اخر علي حبهم وكأنه توابل تزيد من نكهته وكم أحبت جوري هذا التغير عكس مراد الذي اشعره التغيير بالقليل من الخوف بينما يجعل سببه والذي سببه باختصار يتلخص في أنها استمعت قليلا لنفسها ولما تريده 

انفرجت شفتيها قليلا بينما عيناه لا تترك النظر لعيونها وانفاسه تكاد تحرق شفتيها من فرط حرارتها 

: كده احلي ولا الاول ......دون تفكير كان مراد ينصاع الي مشاعره التي ردت ليس بكلمات بل بقبله حاره اقتنصها من شفتيها التي تركتها جوري لشفتيه يلتهما ويبث لها من خلالها رده البليغ للحظات قبل أن تتمهل قبلته ويبتعد انش عن شفتيها هامسا امامها : انتي كده هتجننيني 

بشغف عاد لينقض علي شفتيها لتبادله جوري تلك المره حراره مشاعره وتلقائيا ترفع يداها تغرسها بين خصلات شعره الكثيف مستمتعه بلحظه جنونه تلك ....قبله تنتهي وتبدأ أخري وحراره مشاعره تزداد ارتفاعا لتزحف يداه الي جسدها يتلمسه بشغف وجنون بينما غاب عقله وانفصل عما حوله ....تحركت يداه اسفل ملابسها لتفيق جوري إلي ماحولهم وسرعان ما تتراجع بلطف وهي تضع يدها فوق يداه : مراد ...!

استغرق الكثير ليحاول الخروج من دوامه مشاعره قبل أن يسند رأسه فوق جبينها يتطلع إليها ويلتهم ملامحها الجميله بعيناه هامسا : بحبك !

ابتسمت برضي بالغ بينما كل لحظه اصبح لا يتوقف عن الاعتراف بحبه الذي دفع بهذا الحماس في عروقها وكأنها عجوز بث بها روح الشباب فجاه ...!

همست له برقه اذابت قلبه وأخذت مابقي من عقله : وانا بموت فيك 

.....

.......

تراجعت غرام تزحف للخلف بخوف ما أن أطلق ايهم هذا السباب الخفيض من بين شفتيه والممزوج بزفره حاره 

لينظر ايهم الي خوفها ودون إرادته تنفلت نبره العاليه : عاوزة ايه دلوقتي ؟!

انكمشت بخوف ليزفر ايهم مجددا وسريعا ما يتجه الي باب الغرفه يفتحه ويتطلع للخارج ليتأكد أن ابنتاه ما تزالا نائمتان ....عاد إليها بخطوات غاضبه ليفرغ بها غضبه ولكن من بين أسنانه بينما جاهد ليتحكم بنبرته العاليه : اسمعي بقي اللي بتعمليه ده مش هيغير حاجه ...احسنلك تسمعي كلامي ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : انا ممكن ارميكي برا ولا يفرق معايا اي كلمه قولتيها 

بس انا معملتش كده وبقولك هاخدك مكان تاني تقعدي فيه 

هزت غرام راسها بصمت ولم تعيد ما قالته ليزفر ايهم بحنق من إصرارها : يعني هتفضلي هنا 

أومات له ليهتف بعصبيه : بصفتك ايه ؟!

رفعت عيناها إليه وسرعان ما لمعت بها الدموع بينما يتابع : لو علي كلامك غلطتي وندمتي جايه تكرري نفس الغلطه تاني ليه وتقعدي في بيت راجل غريب .....!

انسابت الدموع من عيونها وهمهمت بخفوت بنبره منكسرة : معنديش حل تاني ....جز ايهم علي أسنانه ونظر الي دموعها بينما تقول بتوسل وانكسار : اتجوزني رسمي وانا والله هبعد عنك 

مجددا عادت لتلك الكلمات ليمسح ايهم علي وجهه بقوة يحاول أن يسيطر علي غضبه ....لتشفع دموعها وارتجافه جسدها لها أمامه فهي بكل الاحوال مرعوبه وليست خائفه منه فقط ليجلس علي طرف الفراش الصغير ينظر لها مطولا قبل ان يستعيد ثباته ويتحدث بهدوء فاجأها : انتي فاهمه بتطلبي مني ايه ؟! 

عقدت حاجبيها ونظرت إليه للحظه بعدم فهم أو استيعاب لهدوءه المفاجيء ليتابع ايهم بجديه : لو فرضنا هصدقك وهتجاوز عن كل اللي حصل لأي سبب ...صعبتي عليا بقي ... ولا شهامه مني ....ولا بصلح غلطتي ..اي أن يكون المسمي .....انتي بقي فاهمه بتطلبي مني ايه ....

يا ....تراجع عن نطق اسمها ليتابع بعقلانيه : يا بنتي بصي لنفسك انتي في سن بناتي ....اتجوزك ازاي ؟!

قام من مكانه واعتدل واقفا لترفع غرام عيناها إليه بينما وقف امامها بطوله الفارع متابعا باحتدام : ده فرق السن لوحده يخليني اقولك مستحيل ...ما بالك بقي بكل اللي حصل اللي مالوش اي اسم الا انك 

صمت لحظه ثم تابع : ....انتي بعتي نفسك وانا اشتريت ....!

أغمضت غرام عيونها تعتصرها بقهر وترفع كلتا يداها تضعها فوق أذنها بينما لم تعد تحتمل سماع المزيد من التأنيب بتلك الكلمات التي جرحها أشد وقعا من السكين 

: بكل اللغات لا مش هتجوزك وبكل اللغات لا مش هتكوني مع بناتي في بيت واحد ...عشان لو انتي حاسه بالأمان وسطهم زي ما بتقولي انا بقي حاسس بعدم الأمان اني اسيب واحده زيك وسطهم ...!

عقد ايهم حاجبيه حينما وجدها بعد لحظات من انهاءه لكلماته تعتدل واقفه وبصمت تجر خطواتها تجاه باب الغرفه ....تهدل كتفيها بانكسار وطأطأت راسها بخزي وهي تجر أذيال خطيئتها ووصمه عارها وتتجه الي الخارج .... استغرب خروجها ليسرع بخطواته خلفها 

فيزداد استغرابه أكثر حينما وجدها تتجه لباب المنزل تضع يدها علي المقبض وتفتحه وتخرج منه .... !

( واحده زيك ...! ) بعد أن كانت فتاه يتغني الجميع بتهذيبها وأخلاقها أصبحت توشم بأبشع الألفاظ 

غشيت الدموع عيناها وهي تخرج من المصعد ومنه الي خارج المنزل تسير بخطوات بطيئه بلا هدي 

وقف ايهم مكانه لدقائق بعد مغادرتها يهز رأسه لنفسه أن هذا ما كان يجب أن يحدث ...ليس عليه أن يشعر بالذنب تجاهها فهو نطق ما يجب أن يقال ...!

مد يداه الي الباب ليغلقه ولكنه بنفس اللحظه جذبه مره اخري واندفع يخرج خلفها ... شعور بلا تفسير انتابه وشفقه بلا حدود نبعت من قلبه ناحيتها وهي تغادر بتلك الطريقه بعد كلماته الجارحه ليعود لبضع كلمات نطق بهم لها ...أنها في عمر ابنته ....!

وهذا كان الدافع الذي حركه خلفها ....شعور بأنها فتاه مثل ابنتاه وقعت في خطيئه هي من فعلتها ولكنه لا يستطيع تركها للمجهول أن صدق كلامها بأنه لا سبيل امامها سواه ...!

......

..........

كمراهق قضي مراد الطريق وهو يختطف قبله لمسه مداعبه من جوري التي كان وجهها يشع بالاشراق لترحب كثيرا بهذا التغيير الذي حدث في حياتها والذي كان بمحض الصدفة حينما فعلت فقط ما تريده دون تفكير .... أوقف مراد سيارته اسفل المنزل ليقول لها : يلا ياروحي اطلعي هدهل العربيه الجراج واطلع وراكي 

أومات له وأخذت حقيبتها واتجهت للاعلي ليقود مراد الي اسفل المنزل قبل أن يوقف سيارته ويلحق بها بعد قليل  ....

دوار خفيف أصاب جوري تزامن مع توقف المصعد لتتمسك بالحائط وهي تتجه الي باب الشقه ....أسرعت الي الداخل ما أن ازداد شعور الدوار الذي تبعه شعور بالغثيان ....خرجت تجفف جسدها بعد أن أخذت حمام دافيء ليبدو الإرهاق علي وجهها فجاه بالنسبه لمراد الذي ما أن خرجت حتي جذبها إليه ودفن رأسه بعنقها يغرقها بالقبلات مستمتع برائحتها الذكيه ....حاولت أن تتجاوب معه ولكن شعورها بالخمول سيطر عليها .... ختم مراد قبلاته الحاره بقبله علي جانب شفتيها بينما يقول بشغف : هدخل اخد دوش بسرعه واطلع ليكي يا روحي 

أومات له مرحبه بالارتماء علي فراشها الوثير بينما تراخت كل أعضاءها بخمول غريب بعد أن كان الحماس يحركها طوال اليوم 

نظره احباط تبعتها نظرات من الغضب امتلئت بها عيون مراد حينما خرج من الاستحمام يتبعه صفيره ودندنته ليتوقف مكانه حينما وجدها غارقه بالنوم ..! 

....

........

زم ايهم شفتيه بحنق من نفسه وهو يتبعها بينما سارت لوقت طويل هائمه علي وجهها وكم كان هذا واضح من خطواتها المتعثرة ومن عدم انتباهها للطريق الذي ساعدها كونه فارغ بعض الشيء بهذا الوقت من الليل وإلا لكانت صريعه أحدي السيارات التي كادت تصدمها أكثر من مره فتفيق غرام علي صوت البوق الحاد ....!

ضيق عيناه باستفهام ولكنه بكل الاحوال تبع السيارة الاجره التي استقلتها....تنهد وهو يهز رأسه سيري الي اين ستذهب ثم سيعود الي منزله وبهذا لن يشعر بأي ذنب وبرر بأنه تحدث معها بالعقل الذي يتطلبه الموقف ...عرض عليها البقاء في منزله الآخر حينما قالت إنه لايوجد لها مكان آخر ...ماذا تتوقع منه أكثر !

وبالفعل لم تعد غرام تتوقع منه أو من سواه شيء فهي ارتكبت جرم ستظل باقي حياتها تدفع ثمنه .....ساعه اثنان ....ثلاثه ...مرت وهي ماتزال علي وقفتها خلف تلك الشجره الضخمه ليظل ايهم من علي بعد بضعه أمتار جالس في سيارته يتطلع الي وقفتها يتساءل لماذا تقف وماذا تنتظر واخيرا الم تشعر بالتعب ...رفع رأسه ونظر الي حركتها المباغته ليتساءل عن سبب اخفاءها نفسها أكثر خلف تلك الشجره بينما مالت برأسها تنظر إلي شيء لا يعرفه بينما عيناها التي تذرف الدموع عرفت وجهتها مباشرة فهي تنظر إلي والدتها التي تسحب إخوتها بكلتا يداها لينتحب قلبها وينتفض باشتياق لاخوتها ....كم تتمني أن تركض إليهم وترتمي اسفل قدم والدتها تطلب السماح وتحتضن إخوتها ...لا تريد شيء آخر !

لاحظ تراجع جسدها واستنادها للشجره وكأنها بدأت تشعر بالتعب بعد ما تختفي الشيء الذي كانت تنظر إليه ...مدت يدها تمسح دموعها لتقع عيناها علي تلك الاسورة بيدها وسرعان ما ترجع الأحداث لتترد في أذنها ...كلام فيفي ...وعود عزه ...سذاجتها وغباءها ليدب الدم الحار في عروقها وسرعان ما يتفاجيء ايهم بها تتحرك بخطوات مسرعه وكأنها هبت من ثباتها ...لم يفهم ولكنه تبعها أيضا ليضيق عيناه حينما وجد السيارة الاجره تتوقف بها اسفل منزل عزه ....هز رأسه وهو يرسم نظره حانقه بعيناه تؤكد له صدق ظنونه وتكذيبه لها فهاهي تعود الي تلك المراه بعد أن تغنت أمامه بأنها خدعتها ليتأكد ظنه بأنها ليست بريئه كما كانت تحاول أن توهمه !

.........

....

أستند عاصم الذي يد عمر بضع خطوات بعدها اومأ له ليبتعد عمر قليلا ويترك يد أباه الذي بدأت الابتسامه ترتسم علي شفتاه وهو يتحرك الي الخارج بعد طول بقاء بتلك الغرفه ....ابتسم عمر لابيه الذي بدأ يستعيد صحته وهاهو سيغادر المشفي واخيرا : حمد الله علي السلامه يا سيوفي 

ابتسم عاصم له وعاد ليضع يداه بذراع عمر ليس لأنه لايستطيع السير بمفرده بل لأنه احب الاستناد الي ابنه الذي كما كان سبب في مرضه أصبح سبب في سرعه شفاءه التي ازدادت متزامنه مع تحسن حالته النفسيه ورغبته بالشفاء 

فتح عمر باب السيارة الخلفي لأبيه والتف ليدخل والدته من الجهه الأخري ثم اتجه ليركب بجوار السائق الذي اصطحبهم الي المطار ليغمض عمر عيناه متنهدا بارتياح وهو يري حائطه القوي الذي دوما استند إليه عاد كما كان 

بقي يقنع نفسه أنه سعيد ومرتاح للغايه بينما يكبح الصوت الذي يتعالي بداخله يكذب راحته وسعادته ويخبره أن كل شيء يشعر به ناقص ...!

لن يكون ابدا سعيد ولا مرتاح وهو يخفي ذلك السر عن أهله وبنفس الوقت لا يستطيع التحدث الان فحاله أبيه ستدهور لذا بداخله اقتنع أنه يفعل الصواب ولو انه بتلك الطريقه يخدع نفسه كما خدع تلك الفتاه التي باظافرها كانت تنهش بعقله وقلبه من فرط تفكيره بها ....سحب نفس عميق وحاول شغل نفسه بالنظر في هاتفه ولكن خانته يداه ليجد نفسه مجددا ينظر إليها وتنتابه تلك الذكريات الحلوة التي جمعتهم وتتسلل نظرات حزينه من عيناها تعاتبه بين كل ذكري وآخري ليغلق الهاتف ويزفر بضيق ....مرت بجوار تلك المضيفه الحسناء لتسأله عما إذا كان يريد شيء وكالعادة جذاب في كل شيء بدء من نظراته الشقيه الي وسامته واخيرا حديثه المعسول فكانت سرعان ما تشق الابتسامه طريقها الي شفاه تلك الفتاه الفاتنه ليبقي دقائق يجتذب معها الحديث الممزوج بالغزل الشقي الذي استجابت له المضيفه الحسناء ....رفع عاصم حاجبه وهو يشاهد هذا المشهد وتطلع الي زينه التي كانت في المقعد المجاور له ويدها بين يداه ليقول وهو يهز رأسه : مش هيعقل ابدا !

نظرت له زينه بعتاب طفيف : ليه بس  ... ده اتغير اوي الكام يوم اللي فاتوا 

اوما عاصم وأشار لها بطرف عيناه متنهدا : ياريت يكون كده فعلا يا زينه ....

تابعت معه للحظه حديث ابنها مع المضيفه ليخرج نقد من بين شفاه عاصم : الله يكون في عونها اللي هتتجوزه ...عينه زايغه !

ضحكت زينه قائله : طالع لابوه 

هز رأسه سريعا : لا الا دي ...انا عمري ما بصيت لغيرك ومن وقت ما حبيتك مشوفتش ست غيرك 

شددت زينه علي الامساك بيده بينما تقول بيقين : هو كمان لما يحب بجد عمره ما هيبص لوحده تانيه !

يقين زينه كان يترسخ يقين مماثل له داخل عمر الذي مهما حاول واقنع نفسه أنه استمتع بمغازله الفتاه إلا أنه متيقن من كذبه بينما بعد لحظات كانت صورة وسيله ترتسم علي ملامح الفتاه في عيناه ....فلم ينتج عن تلك التجربه بعودته الي ماكان عليه إلا المزيد من الاثبات أنه احبها هي وحدها دونما عن كل الفتيات ...وكم كره الاعتراف بهذا الشعور لذا بحنق وغضب منها ذكر نفسه أنها من ابتعدت وجافته بالرغم من اعترافه المقيت أنه كان بحاجه اليها ....! 

.......

.........

أدار ايهم سيارته وتحرك بها بضع أمتار قبل أن يتوقف ويزفر بحنق من نفسه وتفكيره بتلك الفتاه وتلك الشفقه أو بمعني اصح حدثه أن هناك شيء غامض وهو لا يريد أن يبقي هكذا ...احساس الذنب الذي ولدته بداخله يريد أن يمحيه بأن يتأكد أنه لم يظلمها وأنها خدعته بالفعل والدليل ذهابها الي تلك المرأه ...! 

......

..........

مع ساعات الصباح الأولي وصل عاصم الي منزله 

اسرع سيف تجاه أبيه يستقبله ويرتمي بحضنه : حمد الله علي السلامه يا بابا 

احتضن والدته : مقولتوش ليه انكم راجعين كنت جيت اخدتكم من المطار 

ابتسمت زينه وربتت علي كتفه : مش مشكله يا حبيبي 

...تينا عامله ايه 

اوما سيف قائلا : كويسه .. لسه نايمه 

نظر إلي عمر الذي لم يمهله لحظه وسرعان ما جذبه اليت يحتضنه باشتياق : وحشتني يا سيفو ...تعالي احضن اخوك 

ضحك الجميع ليحيط عاصم بكتف زينه ويدخلون الي منزله الذي اشتاق اليه كثيرا ...

ترك سيف والدته ووالده يصعدون الي غرفتهم ليسرع يجذب ذراع عمر ويدفعه الي غرفه المكتب وسرعان ما يمحو الابتسامه من فوق شفتيه ويزمجر بأخيه : عملت ايه ؟!

نظر له عمر باستفهام مستفز : عملت ايه  في ايه ؟!

زمجر سيف بغضب : عمر بطل استهبال ....هيكون في ايه ...موضوع وسيله ؟!

بكل برود وصراحه هز كتفه : ولا حاجه 

ضيق سيف عيناه مصدوم من رد أخيه : يعني ايه ؟!

بنفس البرود أجاب عمر : يعني مفيش حاجه تتعمل ....نظر إليه سيف باستهجان ليتابع عمر : استحاله اقول لابوك حاجه زي دي 

تهدجت نبره سيف بينما يسأل أخيه : والبنت ؟! 

حقا لايعرف اي رد وكم تنهد بارتياح حينما توقف الحديث بتلك اللحظه حينما تعالي صوت زينه ينادي علي سيف ليخرج الي والدته .....

بقي واقف مكانه بوجهه متجهم يسأل نفسه سؤال أخيه قبل أن يلتفت الي تلك الشهقه التي خرجت فجاه من شهد ...التفت لها بينما تضا يدها علي قلبها بفزع : خضتني .....انت جيت امتي ؟!

ضحك عمر عليها بينما للتو استيقظت واتجهت الي المكتب لتنظفه قبل استيقاظ سيف لتتفاجيء بعمر 

الذي ضحك وكم افتقد تلك الصغيرة .

...عامله ايه يابت 

هتفت شهد به : احسن منك ....

رفع حاجبه لتوميء له بغيظ : ما انت قولت يا بت ..! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

13 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. حاسه ان عمر هيروح لوسيله عشان ينهى كل حاجه ما بينهم و خصوصا أنه مش قادر يواجه أبوه

    ردحذف
  2. روعة يا رونا

    ردحذف
  3. عسل ي شهد ♥️♥️♥️😂😂

    ردحذف
  4. ايه القفلة دي عاوزة اطمن ع غرام

    ردحذف
  5. تسلم ايدك يا عسل ♥️

    ردحذف
  6. ايهم ها يعرف كل حاجه

    ردحذف
  7. عمر انسان معقد انسان اناني مستهتر وسيله ياريت تنفد بجلدها منو وهيا الي كسبانه غرام اه ياغرام علي الي عملتيه في نفسك فعلاً صعبانه عليا جوري هتطلع حامل

    ردحذف
  8. عااااا ليه يبقي نص بارت عايزه اطمن ع غرام حاسه ان ايهم هيعرف الحقيقه بقي

    ردحذف
  9. هي غرام رايحة لعزة ليه بعد ما خلت اليت نصبت عليها ممكن ابهم حيطلع وراها حيسمع الكلام ما بينهم ويصدق ساعتها انها مظلومة مفيش توقع غير كدة

    ردحذف
  10. 😍😍😍

    ردحذف
  11. بجد غرام فى موقف صعب جدا

    ردحذف
  12. الفصل الجاي امته أن شاء الله ، ايه مواعيد النشر؟

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !