حكايه عمر الفصل العشرون

15


 

الفصل السابق

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


التفتت وسيله تجاه عمر بعد أن أوقف سيارته بجانب الطريق لتسأله بدهشه : وقفت ليه ؟!

نظر لها عمر قائلا : ابدا بس قولت نتكلم ....قبل أن تتساءل كان يتابع : في ترتيبات كتير عاوزين نعملها عشان جوازنا 

زحفت الابتسامه الخجوله الي وجنه وسيله لتزيدها جمالا بينما تقول بخجل محبب : ترتيبات ايه ؟!

غمز لها عمر وقال بحماس : ترتيبات الفرح والفستان والشبكه والبيت ...كل حاجه 

امسك هاتفه وأخذ يقلب فيه لتتفاجيء وسيله به يعرض لها بعض صور الاوتيلات بينما يقول : انا عاوز فرح open air ...نظر لها وتابع : طبعا لو عاوزة حاجه تانيه معنديش مانع 

تقفز خطوات وليس خطوة واحده بينما بلحظه وجدت نفسها تتطلع الي الصور بنفس حماسه وهي تتناقش معه بهذا الأمر ليهز عمر رأسه بعد أن اختارت أحد الأماكن ذات المنظر الخلاب علي البحر 

نظرت له لحظه قبل أن تسأله : بس ياعمر لو عملنا الفرح في اسكندريه اهلك مش هيتضايقوا ....حمحمت وتابعت : يعني اكيد باباك ومامتك ....لم تكمل جملتها بينما قال عمر بغموض واقتضاب : هيكونوا لسه مسافرين ...!

عقدت حاجبيها بعدم فهم : يعني مش هيحضروا فرحك 

هز كتفه بلا مبالاه جعلت الفضول يراودها : عادي لو رجعوا علي ميعاد الفرح هيحضروا 

ابتلعت وسيله ونظرت إليه ليقرء المزيد من الاسئله وكان اذكي من أن يجعلها تتابعها لذا اختطفها في الحديث بينما يقول : طيب انا هشوف الأوقات اللي فاضيه وبفكر اول الشهر هيكون الجو حلو .....ايه رايك ؟

لم ينتظر الا ايماءه من راسها بينما صمتت بتفكير ليتابع عمر حديثه بحماس  : كده فاضل تشوفي البيت ....لما ارجع هبعتلك الصور عشان لو عاوزة تغيري حاجه 

تمهلت وسيله التي لم تكن بالغبيه حتي لا تلاحظ أنه بالكاد يتحدث عن أهله وبالتحديد والده ووالدته ليس كما يتحدث عن سيف وجوري 

لتقول باستدراك : مش مشكله ....

تمهلت قليلا قبل أن ترفع عيناها إليه قائله : طيب ايه رايك نستني لغايه ما اهلك يرجعوا 

قال عمر ببساطه ودون التطرق للأمر قال باقتضاب  : نحجز الميعاد وبعد كده نشوف ميعاد رجوعهم 

هزت راسها : انا شايفه اننا نشوف رأيهم الاول ....ضغطت علي وريده بينما رأت رأيه غير كافي من وجهه نظره لتحتد نبرته قليلا دون إرادته بينما يقول : وبعدين يا وسيله ...قولتلك مش مهم  

زمت وسيله شفتيها قبل أن تنطق المزيد من الاسئله بعد حده نبرته ليستدرك عمر قائلا بنبره ناعمه : وسيله حبيتي انا مش قصدي ....نظر في عيونها وتابع بنبره ناعمه للغايه : يعني انا بقولك عاوز نكون مع بعض في اسرع وقت وانتي كل شويه تقوليلي نستني 

قبل أن تخرج من سحر نعومه كلماته كان يشيح بعيناه عن عيناها قائلا بنبره متخاذله : واضح انك مش بتحبيني زي ما بحبك 

ماهر في الإقناع كطفل صغير يجبرك أن تستمع لما يريده بمجرد ابتسامه منه او نظره غاضبه من وجهه الجميل وهو يريدها بتحدي لم يقابل مثله وكل يوم يزيد إصراره علي اخذ خطوته التي انتواها وكأنه بها سيثبت لوالده وجهه نظره أنه قادر علي العيش بدونه  

هزت وسيله راسها قائله : لا طبعا ياعمر ...انا بس ...قاطعها وهو يلتفت الي عيونها مجددا بينما يقول بخطفه أخري من خطفات سحره : انتي تبطلي تفكير في أي حاجه وتحلمي .....احلمي زي ما انا بحلم يا سيلا ....

زحفت الابتسامه الي شفتيها لتتلكأ عيون عمر تمسح ملامحها بنظره حالمه قبل أن يزيد من جرعه الحلم وهو يأخذها لرؤيه فساتين الزفاف واااه من الفستان الابيض الذي يمثل حلم كل فتاه وكم يبدو رائعا على اي فتاه اي أن يكون جمالها وكأن بريقه وحده كافي ليطغي علي اي بريق ..!

في نهايه اليوم كانت دقات قلبها تتراقص بداخل صدرها كما تتراقص خطواتها التي صعدت بها الدرج وهي تحمل تلك الحموله بين ذراعيها .....احتضنت ما تحمله ووضعت يدها علي الجرس بلا توقف لتسرع امتثال لتفتح وصوتها من خلف الباب يسأل عن الطارق : مين ؟!

قالت سيلا بصوت تتراقص بنبرته السعاده : انا يا تيته افتحي 

فتحت امتثال وهي تنظر لها بدهشه : ايه يا سيلا مفتحتيش ليه ....نسيتي مفتاحك 

هزت وسيله راسها وهي تدخل حامله تلك الأكياس الكثيرة : لا ياحبيتي ...خدي من ايدي يا تيته 

اخذت امتثال منها بعض الاكياس بينما انطلقت وسيله إلي الداخل وهي تحمل ذلك الكيس الضخم علي يدها لتضعه علي طرف الفراش وتلتفت الي امتثال التي لحقت بها وتقول بحماس وسعاده جارفه : حذري فزري معايا ايه ؟!

ضحكت امتثال لتشير لها وسيله بنبره مسرحيه وهي تشير الي هذا الكيس الضخم وتضع طرف أصابعها علي سحاب الكيس تفتحه هاتفه : مفاجأااااه

قال امتثال وهي تبتسم : انا كمان عندي مفاجاه ليكي 

قالت وسيله بلهفه وفضول : قولي يا تيته

هزت امتثال راسها : لا قولي مفاجاتك 

نظرت لها وسيله بترقب قبل أن تقول بحماس : جاهزه 

أومات امتثال التي نظرت الي ذلك الثوب الابيض الذي ظهر من الكيس وهي تفتحه ببطء وسرعان ما اخرجته وسيله ورفعته بصعوبه أمام جدتها لثقل قماشه هاتفه بنبره لا تصف مقدار سعادتها : اشترينا فستان الفرح

قفز قلب امتثال من موضعه بينما تري حفيدتها الغاليه عروس لتقول لها بسعاده : مبروك يا حبيتي ......

رفعت وسيله الثوب علي جسدها وهي تقول بحماس وسعاده : كنا بنتفرج عادي علي الفساتين وكان في دماغي الف موديل بس اول ما شوفت ده عجبني اوي وعمر صمم يشتريه ....ايه رايك يا تيته ...حلو 

قالت امتثال بسعاده : حلو اوي يا حبيتي 

وضعت وسيله الثوب علي طرف الفراش وتابعت بحماس وهي تنحني تجاه الاكياس التي وضعتها امتثال أرضا : حسيت اني اتسرعت عشان اختارته لوحدي بس قولت طالما شدني من اول ما شوفته يبقي حلو ....فتحت أحد الاكياس وجذبت منها شيء لتقول لجدتها غمضي عينك

فعلت امتثال والابتسامه لا تفارق شفتيها لتفتح وسيله امامها تلك العلبه القطيفه هاتفه بسعاده : فتحي 

فتحت امتثال عيونها ليزف لها صوت وسيله السعاده وهي تقول : ايه رايك في الشبكه .  ...... معرفتش اختار وعمر اللي اختارها 

نظرت إلي الشبكه المؤلفه من عقد واسورة وخاتم غايه في الروعه بينما تتابع بحماس يزداد مع تزايد دقات قلبها : ذوقه حلو يا تيته ....صح 

أومات امتثال وقلبها يتراقص سعاده لرؤيه سعاده حفيدتها التي لم تدعها تري شيء آخر إلا تلك السعاده 

أشارت وسيله إلي العلبه وهي تضعها علي طرف الفراش بجوار الثوب : ياخبر يا تيته علي تمنها ...انا مصدقتش أن في مبالغ كده عادي تتدفع قدامي 

ضحكت امتثال لتتابع وسيله متنهده بنبره حالمه : عمر قالي قليله عليكي ...تخيلي يا تيته

مالت تفتح الكيس يلو الاخر بينما عمر اشتري كل شيء حتي ثوب لليله الحناء بطابع هندي كما أرادت لتقةل اخيرا باستدراك وهي ترفع كم بلوزتها : واه يا تيته نسيت اوريكي دي .....قدمها ليا لما قرينا الفاتحه 

أسرعت تجاه هاتفها تقول بحماس ولهفه : استني يا تيته اوريكي الاوتيل اللي عاوز نعمل فيه الفرح 

قالت امتثال بدهشه :  بسرعه كده 

أومات وسيله : اه ....عمر قال مفيش داعي نستني وماما واونمل طبعا وافقوا 

عقدت امتثال حاجبيها بينما لم تلتفت وسيله إلي النظره المستفهمه بعيون امتثال لتقوم من مكانها وترفع الفستان عليها وتتطلع في المراه 

وهي تقول بسعاده  : ايه رايك يا تيته في الفستان 

قالت امتثال بحنان : حلو يا حبيتي ....المهم دلوقتي سيبي كل ده واحكيلي اللي حصل 

التفتت وسيله لها قائله وهي تهز راسها  : هنقعد نرغي بس انا قولت مفاجأتي قولي مفاجأتك 

قالت امتثال وهي تهز راسها : سيبك مني وقولي ليا كل اللي حصل 

هزت وسيله كتفها : لا يا تيته عشان خاطري 

قالت امتثال بابتسامه هادئه : تأشيرة العمره جت 

قالت وسيله بسعاده : بجد يا تيته 

أومات امتثال قائله : اه وخلاص هحجز التذاكر علي اخر الشهر 

عقدت وسيله حاجبيها وتلاشت ابتسامتها ببطء بينما تقول : بس ...بس 

نظرت لها امتثال باستفهام لتقول وسيله بحزن : عمر قرر نتجوز اول الشهر ...ده كمان حجز الميعاد 

و اتصل باونكل طلعت وماما بلغهم وهما وافقوا 

كده ازاي تكوني مسافره .....لا 

ابتلعت امتثال بينما تقول بسماحه : ولا يهمك هلغي السفر 

هزت وسيله راسها : لا طبعا انتي بقالك كتير نفسك تطلعي العمره ...بحزن قالت : هكلم عمر نغير الميعاد 

قالت امتثال وهي تمد يدها إليها تبعد الهاتف من يد وسيله : سيبي بس التليفون دلوقتي وتعالي اقعدي جنبي احكيلي كل اللي حصل النهارده بالتفصيل ...

نظرت لها وتابعت بلهفه : طلعت وسندس قابلوا عمر ازاي وقالوا ايه واتفقتوا علي ايه ...قوليلي كل حاجه 

أومات وسيله وبدأت تتحدث لتشعر امتثال أن هناك شيء ليس طبيعي لتقول وسيله اخيرا : عمر قال نتجوز علي اخر الشهر ووافقوا ولما نزلنا قالي اول يوم في الشهر اللي جاي الجو حلو عشان نعمل فرح بالنهار ....قاطعتها امتثال التي لم تهتم لتلك التفاصيل لتقول : أهله وافقوا تتجوزا بسرعه كده 

ابتلعت وسيله وهي تردد : أهله !

أومات امتثال : اه...اهل عمر 

لم تصدق امتثال أذنها ما أن قالت وسيله بصوت خفيض : مكانوش معاه 

لتهب واقفه وهي تهتف باستنكار : راح يخطبك لوحده زي ما جه هنا ....

ابتلعت وسيله وقالت بتبرير هي نفسها غير مقتنعه به : 

اه يا تيته اصل .... أهله ...أهله يعني مسافرين 

عقدت امتثال حاجبيها برفض : راح يطلبك من غير أهله ....ازاي 

ارتجفت دقات قلب وسيله التي استنكرت تلك الحقيقه ولكنها أرادت أن تتغافل عنها وتعيش تلك اللحظات الحالمه لتقول بتعلثم : ماهو ....ماهو هنا عارفين ويعني هيحضروا الفرح عشان ظروف سفرهم وهو .....قاطعتها امتثال وهي تهز راسها    : ولو حتي مسافرين ...ايه مش هيرجعوا ....لا لا يا وسيله ....ازدادت قطبه جبينها بينما تتابع باستهجان : ازاي امك وطلعت يوافقوا علي حاجه زي دي ..اطلبي ليا امك اكلمها ....

قالت وسيله سريعا بتبرير : ماهو يا تيته قال اهلوا موافقين علي كل حاجه وهيكونوا موجودين 

نظرت لها امتثال برفض وسرعان ما كانت تجذب هاتفها من يدها لتتصل بسندس 

: ايه يا سندس ...ازاي تنسي الأصول وتوافقي تجوزي بنتك لواحد جاي من غير أهله 

بالرغم من أنها كانت تردد هذا الحديث لطلعت قبل قليل بينما لم تستسيغ ابدا ماحدث إلا أنها لم تستسيغ أكثر حديث امتثال الناقد لها لتهتف ببرود : ادي انتي قولتي بنتي ياحاجه و انا لا يمكن أضر بنتي ....عريس ابن ناس متقدم لها وهي موافقه أقف في طريقها ليه 

قبل أن تفتح امتثال فمها كانت تفحمها سندس بحقد لم يخمد طوال تلك السنوات : وبعدين هو اللي جاب أهله قبله و اتجوز وخلف كان عمل ايه  ...تهكمت وتابعت :  كان صان العيش والملح. !

تغيرت ملامح امتثال لتتابع سندس دون أن تدع لها فرصه لنطق شيء : يهمني اللي شاري بنتي وعاوز يسعدها وانا شايفه عمر شاري بالاوي كمان ...!!

نظرت وسيله إلي ملامح وجه امتثال الممتقعه لتسألها بقلق : مالك يا تيته ....ماما ضايقتك في حاجه 

ابتلعت امتثال وهزت راسها وهي تقول : لا ابدا 

نظرت لها وسيله باستفهام : امال ايه ؟!

قالت امتثال برفق وهي تربت علي كتفها : مفيش حاجه انا بس قلقانه عليكي 

نظرت لها وسيله باستفهام : من ايه ؟!...من عمر 

هزت امتثال راسها : من اي حد .....انا عاوزه مصلحتك وسعادتك 

احتضنتها وسيله وقالت بسعاده : وانا مبسوطه اوي اوي 

أومات امتثال وتنهدت قائله : ربنا يسعدك 

بس انا بتكلم في الأصول 

لا تعرف وسيله هل هي تكذب ام تكذب احساسها ام تنكر حقيقه كلام جدتها أم هي تصدق كلام عمر لتقول بثقه : عندك حق طبعا يا تيته وعمر بس جايز متحمس شويه بس ده اكيد مش معناه أنه يتجوز من غير اهله متقلقيش يا تيته اكيد مامته وباباه أول ما يقولوهم أنه حدد الميعاد مع ماما هيرجعوا 

هزت راسها وتابعت بنفس الثقه وكأنها تريد تصديق أن لاشيء سيقف عائق بطريق سعادتهم : استحاله يكون لوحده في جوازه 

................( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


....

تعالي بكاء الاطفال اخوات غرام من خلف باب الغرفه التي دفعتهم إليها زينب وأغلقت عليهم بينما بجنون كانت تنقض علي غرام وهي تسألها عن تلك الأموال والهاتف الذين وجدتهم بحقيبتها ..... أرادت أن تتحدث وتخبر والدتها بما شيء لعلها تكون بوصلتها التي تري من خلالها الطريق بينما شعورها بأنها ضلت الطريق لا يتوقف عن التردد بداخلها 

لتتسع عيون زينب بصدمه ما أن نطقت غرام بكلمه ...اتجوزت 

لتصيح بجنون بينما لا تستطيع أن تصدق ما نطقت به ابنتها :  اتجوزتي ...!!

من ورايا.  ..؟! ....

حاولت غرام التحدث من بين شهقاتها  بالتبرير الذي أقنعت نفسها بها : خوفت ترفضيه 

فيفي قالت .....نطقت تلك الكلمه ولم تستطيع أن تنطق شيء بعدها من الم الصفعه القويه التي تلقتها من والدتها التي طار عقلها وهي تعرف أن ابنتها ركضت بنفس طريق تلك الفتاه التي لن يأتي من خلفها اي خير 

....لتحاول غرام نطق شيء وهي تضع يدها علي وجنتها التي اشتعلت نارا من الم صفعه والدتها 

ماما ...انا ...اسمعيني

صاحت بها زينب وهي تهزها بعنف :  اسمع ايه ....يافاجره يا هامله تتجوزي من ورايا .....ازاااي 

وامتي.... مين اللي جوزك 

بالطبع جلطه قلبيه كادت تفتك بها وهي تعرف بعقد الزواج العرفي لتنهار مكانها جاثيه علي الأرض بينما لم تعد ساقها تحملها وقد انهكها الصراخ والضرب في ابنتها التي لم تكد تنطق بأي كلمه الا وكانت تهتاج والدتها أكثر لتكتفي غرام وتظل تبكي بانهيار ماثل انهيار والدتها التي شعرت وكأن حائط انهار فوقها 

كانت زينب ماتزال جالسه علي الأرض وظهرها مستند الي الحائط تبكي وتولول بقهر لا تصدق أن ابنتها فعلت شيء كهذا لتعض غرام علي أصابعها بأسي ودموعها لا تتوقف عن الانهمار تفكر بنطق اي شيء لتتفاجيء ببكاء والدتها يزداد ليصل الي ذروه القهر وتبدأ بصدم رإسها بالحائط خلفها وهي تهتف بقهر : ليه يارب .... ليه تخلي بنتي تعمل كده ....يارب انا حاولت اعمل اللي عليا .....مرضتش ابهدل عيالي ورضيت انا اتبهدل .....ليييه يارب ....يارب الحمل كان تقيل عليا وانا اتحملت بس حمل زي ده مقدرش اتحمله ....زيح عني يارب .....يارب خف عني مش قادره 

بقهر شديد كانت الدموع تنساب من عيون غرام وهي تستمع لمناجاه زينب لربها بهذا القهر لتحاول أن تقترب من والدتها توقفها عن صدم راسها بالحائط لتنتبه غرام إليها وتتتوقف فجأه وتتطلع الي ابنتها من بين دموعها التي غشيت عيونها ....بخوف كانت غرام تتراجع خطوه ما أن سألتها غرام هذا السؤال وكأنه طوق نجاه لها مما أوقعت ابنتها نفسها به : اتجوزتيه بالورقه بس ولا.....عجز لسانها عن نطق باقي سؤالها بينما سرعان ما كانت ملامح غرام المتخاذله تخبر زينب بالاجابه 

لتهب زينب من مكانها وتندفع تجاه ابنتها التي تراجعت للخلف خطوه بخوف من تلقي المزيد من الضرب وترفع يدها بحركه تلقائيه لتحمي وجهها ولكن تلك المره لم تضربها زينب بل انقضت علي ذراعها تمسكها منه بقوة وتجذبها تجاه الباب تدفع بها خارجا وهي تصيح بها باحتقار : روحي مكان ما كنتي يا فاجرة ....

ثبتت غرام ساقها بالأرض تقاوم والدتها وهي تهتف بها بتوسل : ماما ..... صرخت بها زينب بجنون : اخررررسي 

انتي معادش ليكي ام ......برااا يا فاجره برا 

انحنت غرام علي يد والدتها التي تحاول جرها بها خارج المنزل تحاول تقبيلها وهي تهتف بدموع وتوسل : ابوس ايدك يا ماما سامحيني .....اسمعيني 

هزت زينب راسها وتابعت جذب ابنتها وهي تربط علي قلبها حجر حتي لا تستمع الي توسلات ابنتها التي صدمتها صدمه عمرها 

: مش عاوزة اسمعك ....كنتي قولتي ليا قبل ما تعملي عملتك ...جايه تقولي ليا بعد ايييه .....روحي لعزه اترمي في حضنها ولا روحي للراجل اللي ضحك عليكي بشويه فلوس 

هزت غرام راسها ببكاء بينما خارت قواها وهي تنساق الي والدتها التي تجرها للخارج : مضحكش عليا ده اتجو... صرخت بها زينب بانهيار تقاطعها بينما لا تحتمل سماع تلك الكلمه التي ظنت أنها ستقتنع بها أو تصدقها  : اخرسي اوعي تقولي اتجوزك ...ده اخدك من ورا اهلك بورقه .....

دفعتها للخارج لتقع غرام علي الأرض وتلتقي عيناها بعيون والدتها التي عاتبتها بقسوة قبل أن تصفق الباب بوجهها .....حاولت غرام أن تتحامل علي جسدها المنهار وتستند الي الحائط لتقوم من مكانها وبأيدي مرتجفه تطرق علي الباب وهي تهتف بصوت باكي مزق نياط قلب زينب التي استندت الي الباب تستمع الي توسلات ابنتها وتبكي بقهر .....وقعت عيناها علي حقيبه ابنتها ليزداد القهر بداخلها ولكن قهرها لم يجعلها ابدا تشفق علي ابنتها التي لم تشفق عليها وهي تبيع نفسها بعد أن حاولت والدتها قدر الإمكان أن تصونها وتعززها لتندفع بحقد تجاه تلك الحقيبه تجذبها وتتجه الي الباب تفتحه وقبل أن تدع عيونها تتطلع الي ابنتها التي تأملت ولو للحظه بأن باب قلب والدتها الذي ربنا يسامحها انفتح حينما فتحت الباب 

كانت زينب تلقي الحقيبه بوجهها وتنظر لها باحتقار وهي تهتف بها : خدي تمن شرفك و زبالتك معاكي !

ارتجف قلب غرام بقهر كما ارتجف جسدها حينما ارتطمت الحقيبه بوجهها وسقطت علي الأرض وتناثرت محتوياتها .....مجددا عادت لتطرق علي الباب المغلق تتوسل والدتها بصوت مختنق ومجددا جلست زينب خلف الباب تبكي بقهر انهك قلبها ....!

...........

يأخذ اي قرار وفقا لما يريده دون تفكير أو تراجع هكذا اعتاد عمر الذي أخذ قراره وبدأ خطوه تنفيذه ولكن هذا الإحساس بداخله بالفقد والافتقاد جعله يتوقف قليلا ويفكر .....هز كتفه وهو يحدث نفسه ويتسأل لماذا لا يخبر أباه بأنه انتوي الزواج وطلب الفتاه 

ماذا بها .....هل لانه يتمادي بتحدي والده لإثبات صحه وجهه نظره أنه يستطيع النجاح بحياته بدونه 

ام لانه يخشي التوبيخ واللوم والنقد ...لا يخشاه لانه اعتاد عليه ولكن أصبح لا يحتمله .....حك شعره بقليل من العنف وهو يحاول أن يتخيل حواره مع والده الذي بالطبع لن يخلو من التقريع أو علي الاقل التطرق إلي عدم قدرته علي الاختيار وبالطبع اختياره لريم اكبر دليل ....تنهد عمر وهو رأسه يحاول أن يتبجح كما اعتاد أنها حياته وهو المسؤول بها عن اختياراته ....ليتخذ قراره سريعا مكتفي بهذا القدر من التفكير الذي استجمع به شجاعته وثباته 

لاخبار والده بما فعل ليتحلي بالبرود والامبالاه كسلاح يتأهب به لاي رد فعل من والده 

(هكلمه هيعمل ايه يعني !)

هكذا أخبر نفسه وهو يطلب أبيه 

..........

...

عقد عاصم حاجبيه بضيق شديد بينما تحثه زينه ليستند إلي كتفها أكثر وهي تقول : أسند عليا يا حبيبي ودوس علي رجلك 

بعصبيه دون أن يقصدها كان يبعدها عنه ويجلس علي الفراش خلفه هادرا بانفعال : لا وكفايه بقي يا زينه 

نظرت له زينه بتأثر ولم تأبه لانفعاله لتتجه وتجلس بجواره قائله برفق : مش كفايه يا حبيبي ....الدكتور قال تتحرك خمس دقايق 

هز عاصم راسه بانكسار داخلي لاح علي كل ملامحه وهو يقول بصوت محتقن : مش حاسس برجلي يا زينه ....!

توجع قلبها بشده ولكنها لم تبدي التأثر أمامه فهو بالفعل حالته النفسيه سيئه ولا يحتاج لأن يشعر بالشفقه من جانب أحد حتي لو كانت هي لتقول بتشجيع : انت قوي ياحبيبي وهتقدر ....

نظر لها وهز رأسه بيأس : كنت إنما دلوقتي ...صمت وغص حلقه بينما يتابع : لازم اجهز نفسي اني مش هقدر اقف تاني علي رجلي 

هزت زينه راسها سريعا واحتضنته بقلب منفطر : متقولش كده يا عاصم ... أمسكت بوجهه بين يديها تتطلع الي عيناه قائله بحنان شديد : هتقف يا حبيبي وهترجع احسن من الاول 

احتضنها عاصم وقبل راسها وهو يكتم غصه حلقه بداخله 

بعد قليل دخلت جوري بابتسامه واسعه تلاشت حينما رأت ملامح وجه والديها لتسأل زينه بقلق : مامي في ايه ؟!

هزت زينه راسها : مفيش يا حبيتي

أومات جوري واتجهت الي جوار ابيها : بابي عارف مين برا وعاوز يقابلك 

نظر لها لتتابع : اونكل جمال الشاذلي. .....بيقولي بالصدفه عرف انك تعبان ومصمم يدخل يطمن عليك 

اوما عاصم لتتجه زينه وجوري للخارج ويتركون عاصم مع صديقه لعل حالته النفسيه تتحسن .....

بعد ذهاب الرجل غفي عاصم لتظل زينه جالسه علي المقعد بجوار فراشه تتطلع إليه بحزن شديد وهي تذكر نفسها بكلام الطبيب الذي طمأنها ولكن دون إرادتها لا تستطيع أن تطمئن وهي تري حالته النفسيه تسوء كلما طال بقاءه بالمشفي ومتابعه العلاج الذي سيحتاج لوقت طويل .....خرجت من شرودها علي تعالي رنين هاتف عاصم لتسرع تمد يدها الي الهاتف تأخذه من جواره حتي لا يستيقظ ليقع عيناها علي الرقم ....عمر 

دق قلبها باسمه ولكن ازدادت دقات قلبها ما أن فتح عاصم عيناه يسألها : مين بيتصل يازينه ؟!

أمسكت بالهاتف بكلتا يديها وقالت بارتباك : ده ...ده سيف 

اشار لها وهو يحاول أن يعتدل: هاتي ارد عليه 

هزت راسها سريعا وهي تقول بارتباك : لا يا حبيبي أصله كان بيكلمني وانا تليفوني شحنه خلص ....عادي كان بيطمن علينا 

خليك نايم ...انا هطلع أرد عليه برا عشان ترتاح 

قبل أن يقول عاصم شيء كانت تسرع الي الخارج 

بينما قامت جوري لتجلس مكانها بجوار عاصم 

أجابت زينه علي الهاتف :

عمر 

دق قلبه لسماع صوت والدته بالرغم من عتابه لها بعد مكالمتها الاخيره معه 

ليقول وهو يخفي اشتياقه الجارف لها بعذر قسوتها عليه والتي لم يعتادها منها : بابا فين ؟!

تحشرج صوت زينه تحاول أن تتبين معني سؤاله ليتنفس عمر قائلا باقتضاب : عاوزه في موضوع مهم لو سمحتي ادي له التليفون 

عقدت زينه حاجبيها باستنكار أن يكون قلب ابنها بتلك القسوه فهو حتي لم يسأل عنها أو حتي يسأل عن أبيه وكل ما يقوله هو رغبته بشيء ما كما كان سبب مكالمته الاخيره لها لتبتلع غصه حلقها وتسأله بجمود ظاهري : حاجه ايه ؟!

انتفخت وجنه عمر بالغضب بينما تلك المره لم يركض أحدهم خلفه بل يتعاملون معه ببرود ليبقي هو الضحيه والمغدورون سؤاله لنفسه أن كان فعلا هكذا ام أن بسبب تصرفاته هذا هو رد فعلهم 

: عاوزة في حاجه تخصني ....ايه ممنوع أكلمه !

تأذت زينه من قله لياقه أسلوب ابنها لترد عليه بحده : اتكلم بأدب ياعمر مع امك

رفض الاعتراف بخطأه كعادته ليندفع بانفعال : ماما لو سمحتي بقولك عاوز اتكلم مع بابا 

انفلت لسان زينه دون أن تقصد :  ابوك حاليا مش متحمل  يسمع اي حاجه تضايقه  ..... عاوز تقوله ايه وانا أبلغه لما اعرف اذا كانت الحاجه اللي هتقولها هتضايقه ولا لا 

قاسيه كلمات زينه ولكن لها مبرر ومبرر قوي فحاله عاصم سيئه ولن يحتمل اي جدال ومعني اتصال ابنها بتلك البدايه أنه سيضايق أبيه ...أن كان ضايقها هي فماذا إذن سيفعل بأبيه لذا اقتنعت أنها تفعل الصواب ببدايه تغيير معاملتها المدلله له وتفضيل رغباته علي حساب الجميع 

وكان رد عمر قوي بنفس حده كلمات زينه ليقول ببرود شديد : لا وعلي ايه ازعجك يا فندم وتفكري إذا كانت حاجه تضايقه ولا لا ...عموما انا غلطان اني منفذتش قراري لأن واضح اوي انكم نفذتوه وفعلا مبقتوش تعتبروا أن ليكم ابن 

انشق قلب زينه لتقول بلهفه : عمر ...انقطع الخط ولم يستمع لنداء والدته اللهيف وهو يغلق ويقذف الهاتف علي الأرض بغضب شديد .....يلوم نفسه أنه تراجع وفكر بالاتصال واللجوء إليهم ....أنه لم يعد لديه اب او ام 

اعتبروه غير موجود فلماذا يتمسك بهم ...!

أن كان يتمادي قيراط في العناد مع أبيه فالان سيتمادي باعتبار تنفيذه لقراره بالغاءهم من حياته تحدي سينجح به ولن يتراجع ..!


....

ابتسم ذلك الطبيب الشاب ذو الوسامه الزائده لجوري بينما يتحدث بلكنه لبنانيه جذابه معها عن حاله ابيها الذي احتقن وجهه وهو يري للمره الثانيه حديث الطبيب الشاب مع ابنته ليهتف به بجديه : كلمني انا بتكلمها ليه ؟

التفت الطبيب الي عاصم وقال بهدوء : بشرح ليها حالتك 

هتف عاصم بغيظ وهو يشير لجوري بعيناه الغاضبه أن تأتي الي جواره : اشرح ليا 

اوما الطبيب بنفس الهدوء وبدأ يتحدث الي عاصم ولمن عيناه كانت تتجه مجددا الي جوري التي وقفت الي جوار ابيها ليقاطعه عاصم بحنق : طيب اتفضل دلوقتي 

لم يفهم الشاب الخطأ الذي فعله ولكنه بكل الاحوال خرج 

ليلتفت عاصم الي جوري بحنق : قولي للدكتور عزام اني مش عاوز الواد الملزق ده يدخل عندي تاني 

سألته جوري بدهشة : ليه يا بابي ده دكتور ظافر شاطر جدا 

زفر عاصم بغيرة واضحه علي ابنته : ملزق ومش حابه 

أومات جوري ضاحكه بخفه وهي تميل علي وجنه ابيها المنتفخه بالغيظ : حاضر بس انت اهدي يا عصومي ومتنرفزش نفسك 

زفر عاصم قائلا وهو يربت علي يد ابنته بحنان : مش متنرفز يا حبيبتي 

دخلت زينه الي الغرفه تحمل بعض الأغراض التي حاولت أن تشغل نفسها بشرائها بعد مكالمه عمر لها ....أنه أخطأ وبدأ بالخطأ وعليه أن يعترف بهذا ....جلسه طويله هم بحاجه اليها معه ولكن الان ليس الوقت المناسب .....ستذهب إليه بمجرد عوده أبيه سالما وتتحدث معه وتشرح له سبب جفاءها معه ...لديها عتاب طويل وقاسي ستعاتبه له وهي تعرف أنه بطيبه قلبه ما أن يفهم كل شيء سيعتذر للجميع واولهم أبيه 

قالت وهي ترسم ابتسامه زائفه علي شفتيها  : انا جبت لك الغدا يا جوجو يلا حبيتي اتغدي 

قالت جوري وهي تاخذ الاغراض من والدتها : وانتي يامامي 

قالت زينه بكذب : ماليش نفسي يا حبيتي 

نظر عاصم الي زوجته قائلا : زينه قولتلك خديها وأخرجوا اتغدوا برا أو ارجعوا الاوتيل ارتاحوا شويه مش قاعدين معايا طول اليوم انا كويس 

هزت زينه راسها وقالت وهي تربت علي يده : احنا مش تعبانين وعاوزين نفضل معاك ...

هز عاصم رأسه ووفر بضيق لتعب ابنته وزوجته معه حتي أنهم لا يتركوه وقت النوم وتتبادل كلتاهما النوم علي الاريكه وفقط يذهبون للفندق الذي يقيمون به لاستبدال ملابسهم سريعا والعوده إليه مجددا 

: لا يا زينه مش هينفع كده ....انا كبير مش صغير عشان تفضلوا معايا ...حك رأسه وتابع بحنق من بين أسنانه : انا لولا عارف الجحش ابن البحيري هيفضل يتمسكن لها كنت رجعتها مصر 

هز رأسه وتابع باقتناع : خليها هنا جنبي احسن 

انتبهت جوري لحديث ابيها عن مراد لتقرء زينه السؤال بعيون ابنتها فتتولي هي الحديث عنها بينما تقول بعفويه قصدتها حتي لا تبدو أنها تسأل بدلا عن ابنتها التي تعرف برقه قلبها أنها تريد العوده لزوجها  : انت ناوي علي ايه مع مراد ياعاصم ؟!

نظر عاصم الي زينه وقال بنبره قاطعه وهو يزمجر من بين أسنانه: ناوي اطلع عينه ....  هخليه يندم انه فكر يزعلها ....تهكم وتابع : ده لو كان بيعرف يفكر اصلا 

ابتسمت زينه وجلست بجوار عاصم علي طرف الفراش تقول بتدليل : طبعا يا حبيبي مش بيعرف يفكر وهو لو كان فكر كان هيزعلها ....نظرت إلي ملامح وجهه وتابعت برقه : ده ندمان جدا واكيد مش هيكرر غلطته لما ترجعله وطبعا البركه فيك تقوله كام نصيحه 

عاصفه هبت بوجه عاصم الذي صاح بغيظ وغضب مستنكرا : ترجعله ...! ده بعينه 

طول ما انا عايش مستحيل اخليها ترجعله ...نجوم السما اقربله ..مبقاش عاصم السيوفي أما خليته يندم ويتحسر عليها 

خفضت جوري عيناها سريعا حينما نطق ابيها بقراره  لتنظر لها زينه أن برفق تهدأ فليست الا لحظه غضب وسيهدا ابيها لتحمحم زينه وتقول بهدوء لامتصاص غضبه : حقك يا حبيبي طبعا ...بس يعني هو مغلطتش اوي كده 

نظر لها عاصم باحتقان ليقاطعها بسخط : زيييينه ......قراري نهائي ....ابن البحيري مش هيردها لو عمل ايه 

بنفس اللحظه كان مراد يطرق علي باب الغرفه طرقتين ثم يفتح الباب لتلتقي نظراته لأول وهله بنظرات عاصم الذي كان وكأنه ليث غاضب وقع نظره للتو علي فريسته التي خطت أمامه بمنتهي السذاجه بتلك اللحظه بالذات والتي هو فيها باقصي درجات غيظه منه .....

ابتلع مراد الذي رأي نظرات عاصم له ليلتفت سريعا الي جواره وكأنه يحتمي بمن أصر علي المجيء معه .....في نفس اللحظه التي كاد عاصم ينقض علي مراد بنبرته الغاضبه كان سيف البحيري  يظهر بجوار ابنه ...!

تنهد مراد بثقه عادت له بوجود ابيه بجواره والذي صمم علي المجيء معه حتي لا يزداد الأمر سوء بالطبع بالاضافه إلي تقديره لعائله زوجه ابنه التي تستحق اعتذار منه عن أفعال ابنه الهوجاء ...!

ابتسمت زينه التي تنفست الصعداء وهي تري سيف الذي مؤكد مجيئه سيلطف من حده الأجواء لتقول بترحيب : اهلا يا سيف 

ابتسم سيف ودخل وهو يتقدم خطوه أمام ابنه الذي تبختر بغرور طفولي أمام عاصم وكأنه يخبره ( معايا بابا مش هتقدر تعمل ليا حاجه ) 

: الف سلامه عليك يا عاصم 

حاول عاصم التحكم بنبرته وهو يقول لسيف الذي لا يكن له إلا كل تقدير ؛ الله يسلمك يا سيف ....تعبت نفسك وجيت ليه 

هز سيف رأسه بلياقه قائلا : مفيش تعب وبعدين ده اقل حاجه اعملها اني اجي اطمن عليك 

لم يخفي عاصم حنقه ليشير الي مراد بحنق: تشرف طبعا يا سيف بس ابنك لا مش عاوز اشوفه 

نظر له سيف قائلا بنبره ملطفه : ازاي بقي يا عاصم بقي يسيب حماه وهو تعبان ....ده ابنك مش جوز بنتك وبس ....جذب ذراع مراد تجاه عاصم قائلا : قرب يا مرام من عمك واعتذرله 

اقترب مراد علي الفور : انا اسف ياعمي 

نظر له عاصم بحنق مزمجرا : ابعد انا مش عمك 

نظر إلي سيف وتابع بسخط : متقولش حماه انا مبقتش حماه ...خلاص طلقها وخلصت 

نظر له سيف بعتاب : كده برضه ياعاصم ...بتنهي النسب اللي بينا كده 

تدخلت زينه قائله : لا طبعا ياسيف اللي بينا كبير هو بس عاصم متضايق أنه زعل جوري وانت عارف غلاوة جوري عنده 

ابتسم عاصم لجوري يشير لها أن تقترب قائلا بحنان : وهي غاليه عنده بس ....دي غاليه عندنا كلنا 

اقتربت منه جوري بخجل ليضمها سيف إليه ويقبل جبينها : وغلاوتك عندي هربيه من اول وجديد ...حقك عليا انا ....

سرعان ما نطق مراد وهو يستغل الفرصه ليقترب من جوري يحاول تقبيل راسها هو الآخر :متزعليش يا حبيتي  حقك عليا انا 

بغيرة واضحه كان عاصم يتحرك من فراشه هاتفا بسخط في مراد : ابعد عنها ياابن البحيري ....هو ايه اللي متزعليش ....نظر له بسخط وتابع متبرطما : حبك برص...  جوري تعالي جنبي ....ال حبيبتي ال 

كتمت زينه ضحكتها علي تصرفات زوجها كذلك فعل سيف علي ملامح وجهه مراد التي احتقنت بالغيظ من حماه ليتدخل سيف قائلا : طبعا حبيبته ياعاصم ....مش مراته ياراجل 

هز عاصم رأسه قائلا وهو يحاوط كتف ابنته بذراعه : خلاص مبقتش مراته ....نظر إلي سيف وتابع بجديه :  من الاخر كده انا فكرت وعرفت أنه مش مناسب لبنتي ....انا مكنش لازم اوافق اجوزها من الاول 

اتسعت عيون سيف بعدم تصديق لكلمات عاصم التي قالها بتملك لابنته الوحيده بينما مراد لم يستطيع الصمت أكثر لينفلت لسانه بحنق : امال كنت هتقعدها جنبك 

زم سيف شفتيه ونظر الي ابنه أن يصمت ولكن عاصم سرعان ما هتف به : وانت مالك بيها اصلا ..  بنتي اعمل فيها اللي يعجبني ...

تدخل سيف قائلا : بنتك طبعا ياعاصم وعارف أن حقك تتضايق عشانها واحنا اصلا جايين عشان نصلح اللي حصل مش نضايقك

هتف عاصم ببرود : مفيش حاجه هتتصلح 

اشار الي مراد وتابع ببرود : ده احسن حاجه ابنك عملها أنه طلقها ...نظر إلي سيف وتابع : قولتلك فكرت وعرفت أنه مش مناسب لبنتي 

مجددا انفلت لسان مراد بتهكم : فكرت اني مش مناسب بعد سبع سنين جواز وقبلها سنتين كنت بحبها فيهم 

خبط سيف علي جبهته بغيظ من ابنه الذي لا يفكر بالكلمه قبل نطقها لتحاول زينه أن تتدخل بينما انفجرت الدماء بوجه عاصم الذي كاد يفتك بمراد وهو يقوم من مكانه يندفع إليه : حبيتها من ورايا سنتين ياابن البحيري ...ده انا هخلص عليك

أسرعت زينه تمسك بعاصم : حبيبي اهدي مش قصده 

التفت عاصم الي جوري بغيره : ايه اللي بيقوله ده ؟!

بالرغم من الموقف إلا أن تلك الكلمات التي نطق بها مراد سافرت بها عبر الزمن لتتذكر تلك اللحظات ...... عامان وهو يطاردها ...يرسل باقات الورود ....يتطلع الي نظره منها ...يتذرع بكافه الحجج لرؤيتها والحديث معها .....نفس الابتسامه التي غلبت شفتيها كانت تغلب شفاه مراد وهو يتذكر نفس الذكريات ليكور عاصم قبضته ويكاد يلكمه في أسنانه التي ظهرت من خلال ابتسامته ولكن سيف انتبه له ليمسك بيده ويقول بهدوء : اهدي يا عاصم ....بيهزر يا راجل مش قصده حاجه الا أنه داخ وراها سنتين يحاول بس يكلمها 

زجر ابنه وتابع : مش كده يا مراد 

اوما مراد سريعا بينما انفصل عن ما يحدث وركز نظراته علي جوري التي يدرك أنه سينجح في مراضتها لو فقط يترك له عاصم الفرصه 

..............

....

فتحت وسيله عيناها بنعاس شديد علي اهتزاز هاتفها لتجذب الهاتف وتجيب سريعا بقلق ما أن رأت رقم عمر : عمر انت كويس 

أجاب بنبره هادئه : كويس يا حبيتي ....صباح الخير 

نظرت وسيله إلي زجاج الشرفه تتبين أن كان ظنها صحيح وان الفجر لم يكد يشرق بعد لتقول : عمر احنا الفجر 

ضحك عمر قائلا : اه عارف ....يلا يا كسلانه قومي 

سألته ببلاهه : اقوم اروح فين 

قال عمر ببساطه : اجهزي انتي وتيته وانزلي انا تحت البيت ...قبل أن تسأل كان يقول بحماس : مجهزلك مفاجاه 

عقدت حاجبيها باستفهام : مفاجاه ايه .....شاب الحزن صوتها بينما تتذكر اخبارها له بالأمس بسفر جدتها بنفس توقيت موعد الزفاف لتتراجع بحزن وتطلب منه تأجيل كل شيء وكان بالفعل ينتوي أن يؤجل كل شيء علي الاقل كان يكون قد تحدث مع أبيه ولكن بعد مكالمته مع والدته تغير كل شيء لتنام وهي حزينه ولكن عمر لم يطأ النوم جفونه بينما يأخذ قرار يلو الاخر وهاهو ينفذه 

ليقول بحنان : سيلا 

همهمت باستعذاب لنبرته التي هي بحاجه اليها بعد أن خبت فرحتها التي عاشتها بالأمس 

ليتابع عمر برفق : حبيبي انتي زعلانه عشان تيته 

هزت راسها لتتفجر نبرته بالحماس : طيب انا بقي حليت كل حاجه .....

عقدت حاجبيها باستفهام ليتابع عمر : غيرت الميعاد وحجزت قبل سفر تيته بيومين و جيت اخدكم عشان نسافر القاهره نشوف البيت بتاعنا ...قولت تشوفيه علي الطبيعيه لو عاوزة تغيري فيه حاجه وناخد رأي تيته كمان

تغضنت نبرته بالسعاده بينما يزف لها الخبر : انا حجزت لينا شهر عسل مش هتنسيه 

يلا بقي يا حبيبتي انا واقف مستني تحت اجهزي بسرعه لسه ورانا حاجات كتير متتأخريش 

قامت وسيله من مكانها وأسرعت تجاه غرفه جدتها بحماس شديد وسعاده غامره كسعاده عمر الذي فعل من أجلها كل هذا 

عقدت امتثال حاجبيها وهي تستمع لكلمات وسيله التي قالتها بسرعه لتستنكر قائله : يعني كمان اسبوع !

أومات وسيله : اه يا تيته....شوفتي عشان ميزعلنيش عمل ايه 

هزت امتثال راسها بعدم اقتناع لتلك السرعه لترفع راسها تجاه حفيدتها : وأهله ؟!

نظرت لها وسيله باستفهام : مالهم ؟!

: فين من ده كله .....قبل أن تقول وسيله شيء كانت امتثال تتابع : انا كل ده ميهمنيش ....انتي من غير لف ودوران تسأليه فين أهله وليه مش معاه في كل ده 

ومن الاخر يا وسيله لو أهله مش معاه اعتبريني مش موافقه .....!


جلست وسيله بالسيارة بجوار عمر الذي لم ينتبه في البدايه الي ملامحها التي شابها الحزن ليظل يروي لها بحماس عن الترتيبات التي قام بها 

ابتلعت وسيله ببطء بينما حماسه يصعب مهمتها التي انتوتها بعد أن فكرت بكلام جدتها ....!

لينتشلها عمر من تفكيرها بينما يقول بحماس : مالك يا سيلا ؟

هزت راسها : ابدا 

نظر تجاه باب المنزل الذي كان مايزال متوقف أمامه : هي تيته اتاخرت كده ليه ؟!

نظر في ساعته : احنا لسه هنروح القاهره ونرجع 

ابتلعت وسيله ببطء بينما اختارت أن تسير بالطريق الذي اوضحته جدتها امامها فهو الصواب 

: عمر ....نظر لها والي فضول نبرتها: هو انت بتتجوزني من ورا اهلك 

عقد حاجبيه باستنكار : ليه بتقولي كده ؟!

ابتلعت ببطء وهي تتطلع إليه قائله : اصل انت رتبت كل ده لوحدك 

اوما لها باقتناع داخلي : عشان دي حياتي انا مش حياتهم هما عشان يتربوها ليا 

هزت راسها : مقولتش كده ....بس وجودهم فين 

انتفخ صدر عمر بينما دون أن تقصد ضغطت علي وريده ليشعر بالنقص فجاه ليشيح بوجهه هاتفا بانفعال يخفي به شعوره : انتي هتتجوزيني انا ولا هما ؟!

صمتت وسيله ليظل عمر لحظات يحدق خارج النافذه يحاول أن يهدأ نفسه بينما شعوره بالنقص أمام الجميع كان يتقبله وانما امامها جعله يبلغ ذروه الغضب 

ويزداد بداخله الشعور بالتحدي لإثبات أنه كامل بدون أبيه  ...!

التفت ناحيتها ما أن لامست أناملها ذراعه وهي تنطق باسمه : عمر 

نظر لها دون قول شيء لتتطلع له بنظره اعتذار تمزق قلبها وهي تنطق بتلك الكلمات : عمر انا بقول نأجل جوازنا شويه لغايه ميعاد رجوع اهلك ..... انشق قلبها لرؤيه نظره الخزلان في عيناه والتي بالرغم من أنه أخفاها سريعا وحاول استحضار بروده ولا مبالاته ولكن حرفيا كلماتها انغرست في قلبه وشعر بالخزلان لأنها مثلهم تخلت عنه ..... فعلت الصواب بينما هو يتركها بلا اختيار اخر لصمته وعدم تحدثه بشيء ترك الأمر غامض فلا تستطيع إلغاء كلام جدتها ولا تستطيع التماس عذر له عن شيء لا تفهمه بينما هو رأها تتخلي عنه دون البحث في ما وراء تصرفها ولا كلماتها التي اوجعت قلبه بشده ...!

قراء ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم


اقتباس من القادم 

: قولتلك سبب سكوتي ...قولي انت سبب كلامك اللي كنت بتوجعني بيه دايما يامراد 

ابتلع مراد ببطء وهو يتطلع الي عتابها : جوري احنا ننسي اللي فات ...!!


نظرت فيفي الي والدتها : وبعدين يا ماما انا هسافر خلاص بكره هتعملي ايه مع غرام 

هتفت عزه بلامبالاه : اهي تقعد تشتغل بلقمتها زي ما كانت عند امها وكلها شهر ولا اتنين وابقي اشوف ليها جوازه تانيه 

تراجعت غرام للخلف باقدام لاتقوي علي حملها بعد أن استمعت لتلك الكلمات .....!


تفاجيء عمر بتلك الواقفه أمامه : ريم !

نظرت له ريم بحنين : وحشتني يا عمر 

نظر لها ولوجودها أمامه ليسالها بتمهل : عرفتي مكاني منين ؟

قالت ريم وهي تتطلع الي عيناه : مشيت وراك .....عمر انا فكرت كتير قبل ما اطلع ليك ....انا جايه ليك بارادتي بعد ما هربت من البيت ومن نديم ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

15 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. ي مفترية ي جودي ٧ سنين جواز من غير خلفة وتقولي متفقين مفيش راجل أبدا يقبل كده أنا مستغربة إنها محنتش أنها تكون أم إزاي 😳 بجد غريبة كده ممكن متخلفش خالص الموانع مضرة جدا علي فكرة أنا مع مراد في حتة أنه يبقي عايز يخلف دلوقتي فعلاً حتي لو متفقين اكيد يعني مش متفقين ياجلوا العمر كله 😏😏😏

    ردحذف
  2. الفصل رائع تسلم ايديكى❤️ مامت غرام غبيه فى رد فعلها بدل ما تجيب حق بنتها رمتها مع ان هى السبب فى ان بنتها تلجأ لحد غريب

    ردحذف
  3. غرام صعبانه عليا جدا

    ردحذف
  4. فعلا المده بتاعه جوري صدمتني ٧سنين كتير جدا وكانت لسه مكمله. غرام بتاخد جزاه اندفعها وطيشها بس صعبانه عليا يارب ايهم يعرف حكايتها ويساعدها

    ردحذف
  5. طبعآ موقف ام غرام صعب جدا بس متوقع .. جدة وسيلة عندها حق واتفق معها

    ردحذف
  6. انا عندى فضول اعرف دور شهد فى القصة هيقتصر على مجرد بنت عامله المنزل و لا هيكون اكبر و حكاية غرام اتمنى تعرف تقف على رجلها و تلاقى طريق، حلوة خيوط القصة ديه متشبكة جامد

    ردحذف
  7. روعة روعة بجد فرحانة فى مراد هايتربا صح

    ردحذف
  8. بارت روعه ابن البحيري شايف السواد يستاهل 🤣🤣

    ردحذف
  9. تحفه وفي انتظار المزيد

    ردحذف
  10. الفصل رائع. تسلم ايدك

    ردحذف
  11. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف
  12. البارت روعه غرام صعبانه عليا بس للأسف هى اللى وصلت نفسها لكده

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !