ستكونين لي الفصل الرابع عشر

0


الفصل السابق
 وضع جواد القلم من يده ناظرا لزهرة التي وقفت امام مكتبه تسأله بكل وضوح : انت هتتجوز.. ؟! 

تقابلت عيناه بعيونها لحظة ولكنها كانت كافيه لرؤيه مدي قابليتها للتشتت والضياع مجددا وهو لا يريد أن تكون بتلك الحاله المتزعزعه  دائما فأقل حدث يكون كافي لتلك النظرات بعيونها  ... 

نظر اليها قائلا بهدوء : انتي اية رايك؟

بدت الصدمه واضحة علي ملامحها فلم تكن تلك الإجابة التي انتظرتها... فقد توقعت اما كلمه واحدة يكسر بها قلبها الذي اعتاد الجروح والصدمات او كلمه حنونه مطمئنه اعتادتها منه فهي اعتادت دوما ان يكون المبادر للمواجهات التي لاتحتملها هي 

قصد جواد مانطق به فهو يريدها أن تدرك ان حياتهما رهن بهما هما الاثنين وليس هو فقط.... يحبها ومن اجل هذا الحب يريد أن يضع قدمها علي اول الطريق لتأخذ خطوات من أجل حياتها....! يريد منها ان تحارب معه من أجل حياتهما لا ان تستسلم وتنتظر ان يحكم عليها الطرف الآخر.... يريدها ان تشعره انها زوجته ويتفعل ماتفعله اي زوجه حينما تشعر بشئ يهدد استقرار حياتها وحبها.... 

حاولت تنقيه صوتها الذي لايكاد يخرج من جوفها الذي بدأ في الانهيار : انا مش من حقي اني أتدخل

خذلته اجابتها فهاهي تتراجع وتستسلم حتي بدون معركة..... قام من مقعده وتوجه ناحيتها وعيناه مركزة فوق عيناها قائلا بجدية : لية... ؟مش انتي مراتي وحقك تدافعي عني

رفعت عيناها نحوه بنبرة متخاذل تقول بتعلثم  : انا... 

وضع يداه علي كتفها قائلا بحنان ; انتي اية يازهرة ؟...جاية تسأليني اذا كنت هتجوز ولا لا ومستنيه مني اجابه.... تنهد وعيناه لاتفارق عيونها ;طيب لو قلت اه هتوافقي وتستسلمي 

ابتلعت رمقها بصعوبه وأعصابها تنهار أسفل هذا الضغط العصبي وهي تفكر بأنه بالفعل سيتزوج وان قلبها علي وشك الانكسار.... ليقول جواد بعتاب : انتي داخله ومستنيه مني إجابة... بس انا مستني منك حرب 

رفعت عيناها ناحيته ليهز راسه ويقطع الخطوة الفاصله بينهم وهو يهز راسه : 

اية يازهرة معندكيش استعداد تحاربي و تدافعي عن بيتك وجوزك ولاانا متستاهلش تحاربي عشاني 

هزت راسها بصوت خافت وقد عادت تحتمي بتلك الهاوية التي تلقي نفسها بها : انا اللي متستاهلش

قاطعها بصوت حاد وهو يجذبها ليدفنها بقوة بين ضلوعه : اوعي تقولي كدة تاني

.... زهرة انتي حبيبتى وحياتي من غيرك ملهاش لازمه

خفف يداه من حولها قليلا ليرفع ذقنها ناحيته لتتلاقي عيناها التي لمعت بها الدموع بعيناه التي تخبرها كم يحبها.... :

انا وعدتك اني قبل اماهكون جوزك هكون حمايتك وسندك  

مسح دموعها بأطراف انامله وعاد ليحتضنها من جديد : 

اطمني ياعمري انا اموت ولا اكون سبب في جرحك 

أفلت لسانها : بعد الشر عليك... 

اجتاحت الابتسامه وجهه ليمرر يداه بحنان علي ظهرها قائلا : انا بس حبيت اشوف حبي في عنيكي اللي خايفه تبينيه... واشوف اذا كان عندك استعداد تفرطي فيا بسهوله ولا لا

رفعت عيناها ناحيته لتلمع بابتسامه وسط دموعها : مش عاوزة أظلمك 

هتف بها بجديه : قلتلك استسلامك هو اللي بيظلمني.... انا جوزك يازهرة يعني حقي اشوف انك متمسكه بيا وحياتنا زي ماانا متمسك بيكي وبحياتي معاكي .... انا عاوزك قوية يازهرة بيا او من غيري... اوعي تستسلمي كدة تاني 

اومات له وانسايت الدموع من عيونها فكيف تفكر او تسك للحظة انه قد يجرحها..... احاطها  بذراعه يحضنها ويداه تتحرك بحنان علي ظهرها لتتنهد زهرة مطولا بين احضانه تغمض عيناها وتلتقف أنفاسها اخيرا وهي بين ذراعيه تشعر بحبه وأمانه وحنانة الذي لاتصفه كلمات

جلس الي الاريكة الجلدية ووضعها بين احضانه لتريح راسها الي صدره دقائق ترتاح من هذا الضغط الذي تعرضت له.... 

مرر يداه برفق في خصلات شعرها بينما سألها بصوت هاديء : انتي عرفتي منين...؟ 

هزت كتفها دون قول شئ لتتابع يداه العبث بخصلات شعرها وهو يقول برفق ; 

زهرة حبيبتي انا مبسوط انك جيتي وسألتيني ومخبتيش عليا  فياريت متخبيش عليا زي ماعملتي قبل كدة لما مقلتيش ليا ان ماما ضايقتك .... أدار وجهها ناحيته متسائلا :ماما اللي قالتلك؟ 

هزت راسها : لا.. 

رفع حاجبه : زهرة

هزت راسها :لا والله مش طنط وبعدين انا مش زعلانه منها هي أم وحقها تخاف علي مصلحتك 

وضع جبينه علي جبينها قائلا : وانا حقي اني اكون مبسوط معاكي..... 

اومأت له ليقول : ها مين قالك؟ 

أعطته هاتفها لتريه تلك الرساله من احد الأرقام المجهوله والتي تخبرها انه يخطط للزواج بابنه عمه 

سحب نفس عميق وأعاد إسناد ظهرها الي صدره وهو يقول : عموما انا مكنتش ناوي اخبي عليكي بس كنت مستني وقت مناسب احكيلك فيه... 

سألته بتردد :طيب انت هتعمل اية... يعني ده عمك.. و... قاطعها وهو يمرر يداه فوق كتفها : متشغليش بالك ... بس اتأكدي اني عمري حتي ماهدي اسمي لحد تاني غيرك 

شقت الابتسامه طريقها عبر ملامح وجهها لتمحي اي شك بداخلها حتي عن مجرد زواج صوري... 

..... 

..... 

ظلت سيدرا جالسه تهز قدماها بعصبيه وعيناها مركزة فوق الباب الفاصل بين مكتبه ومكتب سكرتيره مريم والتي كعادتها تتكلف لسيدرا التي تغدقها بالهدايا.... تحبي اطلبك قهوة تاني؟ 

هزت سيدرا رأسها وداخلها لاتستطيع الانتظار لمعرفه مايحدث بينه وبين زهرة فقد ارسلت لها الرساله ورأت تغير ملامح وجهها وهي تذهب لمكتب جواد علي الفور منا يعني اندلاع معركة  بالداخل... تطاهرت انها تريد مناقشة بعض الأمور معه لتدخل له علي الفور بعد خروج زهرة ولكن طال انتظارها فهاهي زهرة بالداخل معه لأكثر من ساعه      .... نظرت في ساعتها بملل قائلة : ماتدخلي يامريم تشوفي خلص ولا لسة 

قالت مريم بحرج : اسفه ياانسة سيدرا... بس مش هقدر 

قالت بخبث : انتي مش بتقولي مراته هي اللي جوه... يعني اكيد مش شغل مهم 

هزت كتفها بقله حيله... معلش استني شوية واكيد هتخرج.... 

زفرت سيدرا بضيق وهي تتساءل عن ما يحدث بالداخل وهي لاتدري ان جواد كعادته يستغل الفرصه.... 😍😍

انتزعت زهرة شفتيها من بين شفتيه ماان شعرت بيداه تتحرك بجراه تجاه ازار قميصها 

لتقوم من بين احضانه قائلةبانفاس لاهثه ... انا هروح مكتبي.... عشان تشوف شغلك  

هز راسه و قبل ان تصل للباب كان يقوم من مكانه متجها نحوها ليجذبها اليه ويتراجع بها نحو الحائط... ماان وجدت نفسها محشورة بين عضلات صدره وبين الحائط خلفها وقد لمعت عيناه بتلك النظرة حتي وضعت يداها فوق صدره بتحذير .... جواد اعقل احنا في المكتب 

ازدادت نظراته عبثا وهو يهمس بوقاحة : ماهو عشان في المكتب افتكرت اول ليلة بينا 

شهقت بخجل من وقاحته لتلكمه بصدره : بطل قلت أدب 

ضحك بصخب علي احتقان وجهها بتلك الحمرة ليقول : بصي بقي اولا انا هتجنن لو حالا مدتنيش بوسه.... ثانيا البوسة دي مش هتكون كفايه.... هبقي عاوز اكمل.... 

عضت علي شفتيها من جراته لتقول بتحذير وهي تبعد عيناها عنه  : جوااد بس بقي 

ليميل تجاهها اكثر وعيناه تكاد تلتهمها وهي خجله امامه بتلك الطريقه ليداعب وجنتها الساخنه قائلا :خلاص هسكت بدل ما هتنفجري  من الكسوف يازهرتي 

هزت راسها ليوقفها قائلا : بشرط 

نظرت اليه ليداعب خصلات شعرها بهيام قائلا : انا لسة قدامي كام ساعه علي ماارحع البيت... مش عارف هصبر فيهم ازاي بس لو مقابل تعويض انا موافق 

: اية التعويض؟ 

قال بمكروهو ينظر اليها : لما ارجع البيت الاقي عمر باشا نام والاقي مراتي حبيبتي مجهزة ليا عشا فخم من ايديها في اوضتنا.... اقترب منها اكثر حتي التصق بها وهو يهمس : ولابسه قميص نوم حلو 

ارتفعت حرارة جسدها من همسه الحميمي لتقول بصوت متحشرج : تحبه يكون اية؟ 

هدرت الدماء بعروقه اثاره ليقول بعبث: بموت في اللون الاسود عليكي 

دفعته بصدره بقوة لتهتف بجديه : انا بتكلم علي الاكل...

ضحك بشقاوة قائلا : ماانا بتكلم برضه علي مراتي اللي ناوي أكلها النهاردة 

ابعدت وجهها عن مرمي عيناه تتبرطم وهي تكتم ضحكتها : منحرف اوي... 

قال ببراءه : انا

هزت راسها : ايوة... مش بتفكر غير في الموضوع ده 

جذبها اليه قائلا باغواء : طيب اعمل اية اذا كانت مراتي قدامي ست زي القمر بتغريني 

قالت باستنكار : اغريك..!! انا.. لا طبعا 

: مش مصدقاني

هزت راسها 

ليلتصق بها يهمس امام وجهها بنبره ناعمه :  عنيكي الحلوين دول بيغروني... وكل ماابص ليهم بيقولولي بحبك ياجواد... شفايفك دي كل ماابص لهم بيغروني ويبقواعاوزين يتاكلو... 

مرر يداه علي عنقها لتزحف يداه لازرار قميصها يكمل بهمس اكثر اثاره :  اما بقي.... اوقفته بخجل مشتعل تهتف وهي تضع يداها فوق يداه توقفه عن الاسترسال فيما يفعله ;  خلاص خلاص كفايه... 

قال ببراءه : مش بقنعك انك اللي بتغريني 

قالت بتهكم : يعني بغريك واللي كنت بتطلبه مني من شوية كان اية

غمز بشقاوة : اغراء برضه... 

ضحكت وهو تعالت ضحكته الرجولية لتقول وهي تحاول التحرك من أمام جسده الذي يلتصق بجسدها :  طيب اوعي بقي عشان الحق اروح اجهز العشا.... 

قبل وجنتها قائلا بمغزي : مش هتاخر... 

......... 

... 

تقابلت عيناها بعيون سيدرا التي اشتغلت عيونها غيرة وحقد ماان راتها تخرج من مكتبه وابتسامه مرتسمه علي شفتيها بالاضافه لوجهها الأحمر وشعرها الذي بعثرته يداه لتدرك ماكان يحدث بالداخل بينهما..... 

تصالحت الفتاتان بتكلف لتنصرف زهرة الي منزلها برفقه مي بينما تدخل سيدرا لجواد تجرب المزيج من حظها الذي يلاقيه الفشل بكل محاولة.....! 

..... 

... 

بسعاده مكث عمر بغرفته يلاعب كلبه الصغير لتقول زهرة بعتاب : وبعدين ياعمور مش اتفقنا ماكس يبقي في الجنينه 

: بليز يامامي خليه معايا 

سألته زهرة وهي تداعب شعره بحنان : بتحبه اوي كدة

: جدا يامامي ده حلو اوي... 

طبعت زهرة قبله علي وجنته قائلة : طيب تلعب شويه صغيرين بعدها ناخد دوش عشان ننام 

هز عمر راسه وابتسم لها وعاد ليلعب بكلبه الصغير.. 

........ 


....

...

قالت الهام وهي تنظر لابنها : 

وانت رايك اية يامراد في عرض عمك.؟ 

قال مراد بعدم اكتراث : مش محتاجة رأي ياماما جواد قال اللي لازم يتقال....  العرض مرفوض 

: مرفوض ليه يامراد..... فيها اية لما يتجوزها 

زفر مراد بنفتك صبر من اعاده نفس الحديث : فيها انه بيحب مراته 

قالت ببراءه :وانا قلتله يسيبها... انا بقول يتجوز الاتنين... واهو يرجع نصيب ابوك اللي عمك حطه تحت ايده من سنين 

رفع مراد حاجبه باستنكار : وانتي لسة فكرة ياماما... وبعدين احنا الحمد لله مش محتاجين حاجة 

نظرت اليه الهام بعدم رضي ليقول بهدوء : امي انا عارف انك مش متقبله مرات جواد مع اني مش عارف السبب وخصوصا انك شفتي هي طيبة وكويسة  اد اية... بس ده مش معناه ترضي عليها اللي جواد مرضاهوش عليكي بعد موت بابا الله يرحمه... جواد اشتغل وتعب عشان متبقيش، زوجه تانية لعم من أعمامي ولا انك تبقي تخليص حق.... لية بقي عاوزاه هو يتجوز تخليص حق 

اشاحت الهام بوجهها بخجل من كلمات ابنها الصغير والتي أصابتها بالصميم فهي تدرك كم ضحي ابنها من أجلهما وان من حقه ان يرتح ويحيا بسعاده تأبى هي أن تتركها له 

قام مراد وجثا علي ركبته امام والدته قائلا : لو بتحبي جواد ياماما بلاش تحمليه فوق طاقته 

زفرت الهام بحدة قائلة ; وانا الساحرة الشريرة يامراد اللي بتحمل ابنها فوق طاقته

هز راسه : انا مقلتش كدة ياأمي 

هتفت باستنكار ; امال قلت ايه.... لعلمك يامراد انا اكتر واحدة بتحبكم وخايفه علي مصلحتكم.... ومش بحلم بحاجة اد اني اشوفكم مبسوطين... عشان كدة انا معترضه علي جواز اخوك منها... 

كنت اتمناله واحدة يكون أول واحد في حياتها وكنت أتمنى ولاده يعيشوا حياه طبيعيه مش متشتتين مع اخ مش من ابوهم

: وهي اللي قلبه اختارها وبعدين ولا اول ولاخر واحد يتجوز واحدة بظروف زهرة... وكمان برضه ياما ستات كتير بتتجوز راجل مطلق او ارمل....اية ياأمي من امتي تفكيرك ضيق كدة 

اشاحت بوجهها : براحتكم.... بس بكرة تقول ماما عندها حق 


..... 

.... 

ارتفعت حرارة جسد جواد ماان وقعت عيناه عليها بالرغم من انه خرج لتوه من حمام بارد بعد اان عاد من عمله... ابعدت زهرة خصلات شعرها للخلف وهي تنصهر خجلا من نظراته

فهي جميلة واليوم قاتله..! 

ارتدت قميص حريري بلون السماء تماشي مع لون بشرتها المتشربه بالحمرة وقد امتدت فتحته علي طول ساقها بينما انسدلت خصلات شعرها الطويل علي كتفها العاري بينما وضعت القليل من احمر الشفاه الوردي لتجسد الاثارة والاغراء بصورة قاتله لاعصابه التي لاتحتمل الانتظار وتريده ان ينقض عليها الآن يتذوق كل هذا الجمال 

قالت بتعلثم : الاكل جاهز 

خرجت كلماته تائهه : اي اكل 

اشارت الي طاولة العشاء التي جهزتها والتي داعبت رائحتها الشهيه أنفه ليقول وهو يجتاز الخطوة الفاصله بينهما : لا....انا هحلي الاول... 

اكتسح شفتيها بقبله عصفت بكيانها يلتهم شفتيها السفليه بيت شفتيه حتي تورمت لتنزلق شفتاه تجاه عنقها يقبله بشغف وهو يترك عليه علامات حبه لتجد نفسها بلحظة بين ذراعيه يتذوق نعيم جنتها...... 

...... 

.... 


يعد وقت طويل دفن جواد راسه بعنقها لتقول بهمس : الاكل برد علي فكرة 

هز راسه بابتسامه ; هأكله برضه 

ابتسمت له لتعتدل جالسة وتتناول روبها الحريري تضعه فوق جسدها ليقوم جواد الي الطاولة بعد ان ارتدي بنطاله ليسحب يدها ويجلسها بجواره بيبدأ بتناول العشاء الشهي الذي جهزته له 

:تحب اروح اسخنه تاني 

هز راسه وهو يقبل يداها : لا.... احب تأكليتي بايدك 

كانت سعادته لاتوصف تلك الليله وهي تدلله وتطعمه بعد ان جهزت له العشاء بل وانهي الليله مجددا باخذها بين ذراعيه لجوله اخري من جولات حبه.... 


........ 


... 

استيقظ صباحا بانزعاج علي تعالي رنين هاتفه ليرفع راسه من فوق صدرها ويتناول هاتفه من علي الكمود.... ايوة يامراد... 

انتفض جالسا بقلق ;  مالها ماما.... طيب انا جاي علي طول 

نظرت اليه بقلق  : في أية ياجواد؟ 

قال وهو يسرع للاستحمام : ماما تعبانه... 

ماان خرج ليرتجي ملابسه حتي وجدها ارتدت ملابسها قائلة : انا جاية معاك 

....... 

.... 

كان الطبيب قد انتهي من فحص الهام وخرج لتوه حينما وصل جواد وزهرة 

سأله مراد وجواد بلهفه : اية يادكتور 

قال الطبيب : سكرها مرتفع وكمان ضغطها... وده طبعا مش، كويس وخصوصا انها قالتلي انها منتظمه علي الأدوية وده معناه انها اما اتعرضت لحاجة ضايقاها او اننا هنحتاج نزود جرعه الأدوية او نغيرها... هنعمل شوية تحاليل قبل مااقرر الخطوة اللي جاية 

بس عموما ممنوع تماما الانفعال الفترة اللي جاية 

هز راسه وأسرع اليها بينما ذهب مراد لتوصيل الطبيب 

اقترب جواد من فراشها طابعا قبله على جبينها :سلامتك ياأمي 

: سلامتك ياطنط.. 

اجابتها الهام بصوت ضعيف : الله يسلمك ثم أمسكت بيد ابنها قائلة  بوهن : جواد... كنت خايفة اموت قبل مااشوفك

قال بقلب لهيف : بعد الشر عليكي ياامي

قالت ساندي وهي تربت علي يد حماتها  : دي من وقت ماتعبت وهي مفيش علي لسانها غيرك ياجود

قبل راس انه مجددا : ومكمتنيش ليه ياساندي اول ماتعبت 

: طنط مرضتش تقلقك... بس لما تعبت اوي مراد اتصل بيك 

هز راسه ومرر يداه برفق علي كتفها : الف سلامه عليكي ياأمي    

قالت الهام بصوت واهن : جواد خليك معايا.. خايفة اموت من غيرماا شوفك 

قال بحنان ; بعد الشر عليكي ياأمي... متقوليش كدة 

نظرت اليه باستعطاف : خليك معايا الكام يوم اللي فاضلين ليا..... 

.......... 

.... 

قالت مي بلهفه  : وبعدين 

هزت زهرة كتفها : ابدا... طبعا مقدرش أرفض لما قالي نقعد في بيت عيلته كام يوم لغاية ما حالة مامته تتحسن 

ضيقت مي عيناها : طيب والست بتعاملك كويس 

: عادي هي تعبانه وانا يادوب وصلت انا وهو امبارح يعني شفتها دقايق وخرجت عشان ترتاح 

: انا مش مرتاحة ابدا للست دي... وحاسة انها قاصده تخليكم في بيتها 

: لية بس يامي...وبعدين هتقصد اية يعني 

كل الحكاية تعبانه وعاوزة تقعد مع ابنها . ؟

...... هزت كتفها : مش،عارفة بس مش مرتاحة وخلاص... 

المهم علاقتك بجواد كويسة 

هزت راسها بابتسامه : كويسة اوي 

: حلو يبقي متتعبش نفسك بالتفكير في اي حاجة.... 

هزت راسها وهي تحاول بالفعل تجاهل اي تفكير فيما يعكر صفو حياتها ولاتنكر ان شك صديقتها مر عليها فهي تشعر ان مرض الهام زائف من نظرات عيونها التي تنظر نحوها لها كما أن زوجه مراد ترمقها ايضا بنظرات لارتاح لها زهرة ولمن علي حال هي بضعه ايام من أجله فلتتحملها..... 

....... 


..اتجه جواد لطبيب والدته للاطمئنان علي نتيجة تحليلها بينما  اتجهت زهرة  لمنزل والدتها حيث مكث عمر برفقتها منذ الامس حينما تركته برعايته انها لتكون بجوار جواد أثناء مرض والدته لتركض اليه تحمله باشتياق.... عمر حبيبي وحشتني اوي 

: وانتي يامامي... مجبتيش ماكس ليه ده وحشني اوي ؟ 

ضمته اليها بحنان : وانت وحشتني اكتر 

قطب جبينه : بس انا عاوز ماكس 

: مااحنا هنروح بيتنا  

هز راسه واحتضن وفاء : لا انا عاوز افضل مع تيته وجدو

: يعني انا وجود مش وحاشينك

هز راسه : لا ماكس وحشني 

ركض مجددا لاحضان جده فهمي قائلا : يلا ياجدو نكمل لعب 

قالت زهرة بذهول وهي تنظر لأمها : ده نساني في يوم 

ضحكت وفاء : ولا نساكي ولا حاجة... هو بس عشان ابوكي مش مبطل لعب معاه من امبارح... 

تعالي قوليلي حماتك أخبارها اية 

جلست زهرة الي طاولة المطبخ تتحدث مع والدتها أثناء أعدادها الطعام لتقول : كويسة 

بس هنفضل عندها كام يوم 

قالت وفاء : وماله يابنتي... واهي فرصه خلي عمر معانا الكام يوم دول 

هزت زهرة راسها : انا كنت بفكر في كدة  التفتت اليها وفاء قائلة : طيب اية يازهرة مش ناوية تفرحيني 

سألت امها : افرحك بأيه ياماما 

قالت وفاء بابتسامه ;بحملك طبعا 

اشاحت بوجهها : مش وقته ياماما 

قالت وفاء بامتعاض : هو اية اللي مش وقته... ده جوزك هيطير من الفرحة لو حملتي انتي مش شايفاه بيحب عمر اد اية 

هزت راسها بتسويف تريد إنهاء تلك المناقشة : ان شاء الله ياماما... 

...... 

لمعت عيون الهام بالانتصار وهي تقول : شفتي بقي ياساندي ترتيبي اهو خليته يجي هنا تحت عنيا... 

: ماانا لسة مش فاهمه لية؟ 

: عشان ياحبيبتي خلاص همام استسلم لقرار جواد وهو في المستشفي  ووافق ان بنته تجي تعيش معانا هنا وتبقي تحت عنيه 

انا بقي قلت احط البنزين جنب النار وخصوصا ان مراته مش هتتأقلم في وجودها هنا واكيد هتون عليه يرجع بيته وهو هيبقي هايف عليا ومش عاوز يسبني وتبدا المشاكل ويشوفها علي حقيقتها ووقتها هيشوف بنت عمه. بنت صغيرة حلوة مطيعه وجايز بقي الصنارة تغمز 

نظرت ساندي لحماتها ذات التفكير الشيطاني والتي من احل الوصول لهدفها تركت اديتها عده ايام حتي ارتفع ضغطها وسكرها بهذا الشكل 


أوقفت زهرة سيارتها بالفناء لتجد ان سيارة جواد ليست موجود فهو لم يعد بعد... سارت بخطوات بطيئة للداخل اتقابل ساندي جالسة بالبهو 

قالت بهدوء، : مساء الخير 

هزت ساندي راسها باقتضاب : مساء النور

: طنط  عامله اية دلوقتي 

قالت ساندي : كويسة.... تقدري تطلعي تشوفيها لو حابه 

اومات لها زهرة وصعدت بتردد لتطرق باب غرفه حماتها 

: انا جيت اطمن علي حضرتك 

قالت الهام بوهن زائف : الحمد لله

هزت زهرة راسها : هسيب حضرتك ترتاحي 

اومات لها الهام لتخرج زهرة فتنفض الهام عنها الوهن رافضة الانخداع في طيبه تلك الفتاه 

...... 

... 

دخل مراد وجواد الي المنزل وكلاهما لايتوقف عن الحديث المرح لتتقدم منهم ساندي حينما قال مراد بسعاده :الحمد لله تحاليل ماما زي الفل 

قالت بابتسامه : طيب تمام... امال اللي حصلها ده من اية 

قال جواد ;  هي بس تلاقيها اتضايقت ولا حاجة

هزت ساندي راسها ليتلفت جواد حوله : هي زهرة فين؟ 

: طلعت تنام 

نظر بساعته : بدري كدة 

هزت كتفها : دخلت من برا طلعت اوضتكم علي طول 

هز راسه وصعد الي زوجته التي كانت جالسه الي الاريكة تعبث بهاتفها... 

ابتسمت له ماان دخل الي الغرفه لتساله باهتمام ى الدكتور قال اية 

ابتسم لها وهو يقبل راسها : الحمد لله التحاليل كويسة 

: الحمد لله 

سألها وهو يخلع سترته ويتلفت حولة : امال عمر فين؟ 

قالت : لسة عند ماما 

عقد حاحبيه ; مجبتيهوش ليه يازهرة 

: عادي... بس هو حابب يفضل مع ماما وبابا 

تفهم حساسيتها وأنها لاتريد بقاء ابنها بمنزل عائلة ليقول : بكرة هنروح نجيبه لانه وحشني اوي... وانا هتخليهم يجهزو ليه أوضة جنبنا 

:  مفيش داعي.. ينام معانا 

ضحك قائلا ; انتي بتتكلكي ولااية 

هزت راسها بخجل ليجذبها اليه ويدفن رأيه بعنقها مختطف قبله طويلة : وحشتيني 

قادتهم قبلته لهذا الفراش الوثير ليبث لها جواد حبه واشتياقه الذي لايتوقف.... 

توسدت صدره النابض بدقات قلبه الغير منتظمه ليحتضنها جواد هامسا باسمها ... زهرة 

همهمت بخفوت : نعم 

: عاوز بيبي...! 

التفتت له بمفاجأه وذهول لترتجف دقات قلبها بتوتر فلم تظنه سيعلن عن رغبته بطفل منها..... 

وضع وجهها بين يديه وقبل راسها قائلا بنبره حنونه :  نفسي في اخ او اخت لعمر

هزت راسها بتوتر بالغ تقول بصوت مرتجف ;  ان شاء الله 

... 


في اليوم التالي بزغت اشعه الشمس باهته تلائمت مع خبر وفاه عمه لتسافر زهرة برفقته الي الصعيد لحضور مراسم العزاء وهناك التقت بابنه عمه... فتاه جميله يافعه متشحة بالسواد كحال الجميع.... تمزق قلبها لبكاء تلك الفتاه علي ابيها الذي كان مابقي لها من الدنيا بعد موت امها.... 

احتضنته نادين بحنان بالغ تحاول تهدئتها وكذلك زهرة بينما اكتفت ساندي  بالمشاهدة...  

انتهت مراسم العزاء ليعود جواد ومراد الي داخل المنزل بعد انصراف الناس وبقاء تلك الفتاة مه ناجبن وزهرة وساندي 

قال جواد برفق : سالي تعالي عاوز اتكلم معاكي 

قامت الفتاة خلفه بخطوات بطيئة ليقول جواد...عمي ربنا يرحمه كان عارف انه تعبان من فترة بس خبي عنك... 

نظرت اليه بدهشه ليقول : ايوة ياسالي.... كان تعبان اوي وعرف ان مالوش علاج 

الله يرحمه كان خايف عليكي من الصدمه وعشان كدة اتفقت معاه انك هتجي تعيشي معانا بعد موته 

رفعت عيناها اليه بعدم تصديق و

قالت برفض واهن : مش عاوز اسيب بيت بابا 

برفقه تلك الفتاه....

قال جواد بحزم :ده كان طلبه ووعد انا ومراد قطعناه انك تبقي في حمايتنا

عشان كدة انا بطلب منك تجهزي نفسك عشان نمشي وانا رتبت كل حاجة مع الناس اللي هتاخد بالها من البيت في غيابك وكمان هتتابع الشغل معايا لغايه ما تقفي علي رجليكي وتستلمي ميراثك 

...... 

.. 

ركبت نادين السيارة برفقه جواد وزهرة لتركب سالي برفقه مراد وساندي التي تشتعل غيظا فهاهي زهرة تحظى بصجاقه نادين التي لم تصل لها يوما وكانوا دوما علي خلاف وهي لاتحبها ولكنها أرادت مصادقتها لأنها ترعف بعلاقتها القويه مع زوجها لذا لاتريد الا تكون بالصورة معهم.... 

ماان دخلا الي المنزل حتي استقبلت الهام سالي وهي تقول بينما تأخذها باحضانها : البقاء لله ياسالي يابني 

سامحيني الدكتور مانعني من الطريق الطويل 

هزت سالي راسها : ولايهمك ياطنط 

اخذتها لغرفتها وسط مواساه حنونه منها ليحيط جواد بكتف زهرة قائلا  بارهاق : انا مقتول نوم.. يلا ياحبيبتي 

التفت ساندي لمراد بحنق الذي قال : اطلعي وانا هخلص شوية شغل واحصلك ياساندي 

..... 

...... 


جلست سالي الي طرف الفراش بتلك الغرفة التي خصصتها لها زوجه عمها تنظر بارجاءها بتساؤل عما يخبيه لها هذا المنزل.... 

عادت الدموع لعيونها لفقدان ابيها  والذي بالرغم من قسوته وشدته معها إلا انها ستفتقده... 

....... 

قال جواد بارهاق وهو يحيط زهرة بذراعه : معلش ياروحي تعبتي النهاردة 

: ولايهمك ياحبيبي.. ربنا يرحمه 

أغلق جواد الانوار الخافته بجواره واحتضنها واستسلم للنوم... الذي غرق به حتي ظهيرة اليوم التالي حيث استيقظ بصعوبه علي صوتها الرقيق : حبيبي قوم احنا الظهر 

هز راسه وتمطأ بكسل قائلا : صباح الخير ياحبيتي 

ابتسمت له : صباح النور 

داعب خصلات شعرها بحنان قائلا : بعد الفطار اجهزي عشان نروح نجيب عمر. 

هزت راسها قائلة : لا معلش ياحبيبى خليه عند ماما كام يوم 

رفع حاجبه بتساؤل : لية؟ 

: ابدا.. بس 

بنت عمك اكيد اعصابها تعبانه مش محتاجة  دوشة عمر وكمان طنط لسة تعبانه 

: وهو عمر بيعمل ايه يعني... لا يازهرة لو سمحتي اجهزي عشان نجيبه وبعدين هو وحشني مش متعود اقعد كل ده من غيره 

... 

قال فهمي ووفاء : البقاء لله يابني 

:هز راسه ; البقاء لله 

ركض عمر الي أحضان جواد الذي احتضنه باشتياق... وحشتني اوي ياعمور.. كدة برضه متسألش عليا 

ضم عمر نفسه الي جواد ليقبع بحضنه 

طوال جلستهم التي طالت وقد أراد جواد البقاء بزهرة بعيدا عن توتر المنزل قليلا... 

....

........

عادا سويا مساء لتقابلهم عيون الهام التي قالت بعتاب : اية ياجود اتاخرت كل ده لية 

قلقت عليك 

قال جواد وهو يحمل عمر النائم علي كتفه: ابدا ياماما بس زهرة كان بقالها كتير مشافتش مامتها وباباها 

هزت راسها قائلة : طيب يلا عشان نتعشي 

: لا احنا اتعشينا.. بالهنا والشفا 

هزت راسها تخفي الحنق بنظراتها وهي تقول : طيب ابقي اطمن علي بنت عمك... هي مش عاوزة تنزل من اوضتها

قال بهدوء وهو يتجاهل تلميح والدته : سبيها ترتاح 

......

مرت بضعه ايام 

حتي كان هذا الصباح الذي دخلت به زهرة الي مكتبها علي تعالي صوت مي و ماهر وسيدار التي كانت تحدث ماهر بعجرفه زائدة استفزتها : انا اللي اقولك تعمل اية ومعملش اية ؟

تدخلت مي : والمهندس ماهر هو المسؤل عن التنفيذ ياانسه سيدرا 

قالت سيدرا بتعالي : انتي وهو بتشتغلوا عندي وانا اللي أأمر وانتوا تنفذوا 

قالت زهرة بعصبيه : المهندس ماهر بيشتغل في الشركة مش عندك علي فكرة وهو اللي يشوف ويقرر مش انتي 

قالت سيدرا باندفاع : وانتي مالك ؟

احتدت نبرة مي : احترمي نفسك واعرفي انتي بتكلمي مين 

قالت سيدرا بعجرفه : هكون بكلم مين...! مراته تكون في البيت ياحبيبتي إنما هنا انتوا كلكوا بتشتغلوا عندي وانا اللي اقول وغصب عنكم 

الشغل ده هيتعاد من أوله وانا هكلم جواد لما يشوف هو ازاي مشغل شوية بهايم عنده 

اندفعت زهرة بانفعال ليتعالي صوتها ويتجمع العديد من الموظفين وعلي اثرهم يأتي جواد الذي استمع لصوت زوجته الغاضب : انتي قليله الأدب.... 

أمسكت التصاميم ومزقتها قائلة : تطلعي برا التفت الجميع لصوت جواد الذي قال بجبين مقطب ; ممكن افهم اية اللي بيحصل هنا؟ 

اسرعت سيدرا تجاه جواد : كويس انك جيت عشان تشوف موظفينك بتتعامل معايا ازاي نظر الي زهرة التي وقفت صامته بينما تتابع سيدرا بزيف : كل ده عشان طلبت من المهندس ماهر يغير حاجات في الشغل معجبش المهندسة مي وطبعا مدام زهرة وقفت تدافع عن صحابها 

قالت مي باندفاع : انتي كدابه 

قال جواد بتحذير ; باشمهندسة مي... 

قالت سيدرا : انا مش ممكن اكمل شغل بالطريقه دي....ده شغل مش مجاملات لمرات صاحب الشركة اللي قدامك قطعت التصاميم  وطردتني 

فتحت زهرة فمها لتتحدث : وانا قلتلك اننا اللي مش هنشتغل معاكي

قال جواد بحزم : زهرة لو سمحتي استنيني في مكتبي 

التفتت اليه بعصبيه لينظر اليها بتحذير قبل ان يلتفت الي

 الموظفين بحزم : العرض انتهي كل واحد علي مكتبه 

قالت زهرة ; مش قبل ماتعتذر لماهر ومي 

قال بحزم : قلت استني في مكتبي يازهرة... وانتي ياسيدرا لو سمحتي امشي دلوقتي 

اومات لها مي لتصمت ولاتزيد الأمر اشتعالا لتضرب زهرة الارض بقدمها وتظل واقفه تنظر اليه بغضب... 

اية رايكم وتوقعاتكم..... زهرة هيتعمل فيها اية  

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !