ستكونين لي الفصل الخامس عشر

0


 الفصل السابق

التفتت اليه بعصبيه لينظر اليها بتحذير قبل ان يلتفت الي الموظفين بحزم : العرض انتهي كل واحد علي مكتبه 

قالت زهرة ; مش قبل ماتعتذر لماهر ومي 

قال بحزم : قلت استني في مكتبي يازهرة... وانتي ياسيدرا لو سمحتي امشي دلوقتي 

اومات لها مي لتصمت ولاتزيد الأمر اشتعالا لتضرب زهرة الارض بقدمها وتظل واقفه تنظر اليه بغضب... 

أمسكت سيدرا بحقيبتها وانصرفت ووجهها يشتعل غضبا بينما التفت جواد الي زهرة التي مازالت واقفه مكانها وقد احتقن وجهها بالغضب قبل ان تنصرف الي مكتبه لتظل تقطعه ذهابا وايابا وهي تفرك يداها بعصبيه مفرطة تتذكر كلمات تلك الفتاة والتي كان لابد أن يعاقبها جواد عليها .... 

التفت اليه ماان دخل الي مكتبه لتباغته علي الفور باندفاع : انت ازاي متاخدش موقف منها

قال بهدوء يحاول التمسك به وهو يخلع سترته ويجلس الي مكتبه ; اخد موقف علي حاجة معرفهاش 

قالت بانفعال: واديك عرفت انها اهانت مي وماهر هتعمل اية؟ 

قال وهو مازال يحاول التمسك بهدوءه : زهرة لو سمحتي... اهدي مفيش اي داعي للعصبيه دي 

قالت بعصبيه : لا في... وبعدين اية الهدوء اللي انت فيه ده 

انا توقعت انك هتاخد رد فعل ناحيتها 

قال بحزم : اكيد هاخد رد فعل تجاه اللي غلط لما اسمع ايه اللي حصل 

قالت بحدة :ومسمعتنيش ليه ماتقولي استني في مكتبي 

كور قبضته قائلا : عشان مش هينفع اسمعك يازهرة قدام الموظفين 

: لية؟ 

قال بهدوء : عشان انتي مراتي 

نظرت اليه باستفهام ليكمل ; مهمها يكون معاكي حق الموظفين هيشوفوا ان ليكي معامله خاصة لأنك مراتي يازهرة 

قالت بعناد : انا مطلبتش معامله خاصه... انا موظفه هنا وحقي انك تسمعني زيي زي اي موظف عندك

نظر اليها بجدية قائلا ; وانتي لما قطعتي التصاميم قدام الشركة كلها كان عشان انتي موظفه ولا عشان انتي مراتي 

: موظفه 

هز راسه : لا يازهرة والا كانت مي او ماهر

اتجرأو و عمولها زيك.... 

انتي عملتي كدة عشان انتي مراتي وعارفه اني هعديها عشانك 

قالت بعناد : لا....وانت كدة بتسمح لأي حد يغلط في موظفينك وتسكت 

احتدت عيناه ولكنه تمسك بهدوءه قائلا :مين قال اني هسكت.... قلتلك هعاقب اللي غلط 

قالت بحدة : وانا بقولك انها غلطت 

قال بنفاذ صبر لينهي الجدل : زهرة انتي متعصبه دلوقتي 

وانا مينفعش اني اخد رد فعل بناء علي عصبيتك 

لو سمحتي انتي اجازة باقي اليوم ارجعي البيت وسيبيلي الموضوع ده 

نظرت اليه بعدم تصديق فقد توقعت ان يثور علي تلك الفتاه وياخذ رد فعل عنيف من أجلها 

لتجده يرسلها للمنزل قالت بعناد :  انا مش اجازة انا موجودة وعاوزة اعرف ناوي تعمل اية مع مي وماهر 

تنهد بنفاذ صبر....:  ده شغلي انا يازهرة 

لفت ذراعها امام صدرها : وانا حقي اعرف 

قال بحزم : زهرة... لو سمحتي انا مش فاضي دلوقتي  

قلت اتفضلي ارجعي البيت 

زفرت ونظرت اليه بغضب لتتواجه عيناها المشتعله غضبا بمثيل لغضبها بعيناه مهمها حاول أن يبدو بهذا الهدوء....كانت نظرات  عيناه لها لاتسمح بالجدل لتوليه ظهرها وتغادر المكتب بخطوات غاضبه وتسمعه يصيح بمريم : ابتعتيلي مي وماهر علي مكتبي فورا 

.... بقلم رونا فؤاد 

قالت الهام باهتمام : 

:وبعدين ياسالي.... هتفضلي حابسة نفسك في اوضتك كتير 

هزت كتفها : ابدا ياطنط مش حابسهنفسي ولاحاجة 

: امال قاعده علي طول في اوضتك ليه؟ 

: وانا اعمل اية 

: انزلي اقعدي معانا 

:  مش عاوزة اضايقكم بوجودي 

قالت باستنكار : 

وهنتضايق من أية يابنتي ... انتي متعرفيش، غلاوتك عندي ساسالي ولااية 

.... تنهدت وأكملت بمغزي : ده انا ياما كان نفسي تبقي مرات ابني 

نظرت اليها سالي ثم خفضت عيناها بحرج لتكمل الهام بخبث  :  وياعالم مش جايز ربنا يحققلي امنيتي... 

ربتت علي كتف سالي قائلة : 

يلا قومي غيري هدومك وانزلي اقعدي معانا 

اومات لها لتخرج الهام وتقوم سالي من مكانها تتجه الي الحمام لأخذ دوش بعدها تقف امام المرأه تصفف شعرها الاسود القصير وترفعه للاعلي لتقع عيناها علي ملامحها التي لم تكن فائقة الجمال ولا عادية بل فتاه سمراء بملامح رقيقة هادئة تتساءل هل سيتغير شئ في حياتها بعد ذلك التغير الذي طرا عليها فقد تركت الصعيد وهذا المنزل المغلق عليها وسط تشديدات والدها لتاتي الي هذا المنزل بالقاهرة الواسعه والتي ستكون حياتها بها مختلفه تماما لتتذكر كلمات زوجه عمها قبل قليل عن زواجها من ابن عمها... اتعنى جواد..؟!

تنهدت وهي تتذكر حينما كان يأتي الي منزلها للقاء ابيها لتنتبه له منذ أن كانت بالسادسه عشر لتراه فارس أحلامها لفترة طويلة حتي نضجت وتفهمت انها كانت تراه هكذا لانها كانت مراهقه وهو شاب وسيم وتقريبا لاترى سواه ولكنه لم يبدي ولو لمجرد مرة ادني اهتمام بها سوي يكونه ابن عمها... حتي حينما تحدث معها يوم وفاه ابيها داعبت خيالها تلك الذكريات عن كونه كان فارس أحلامها لسنوات ولكنها تراجعت سريعا تذكر نفسها انه ابن عمها فقط كما أنه متزوج ولكن كلام زوجه عمها الان شئ اخر.... شئ يجعل الرماد بداخلها يبدأ بجذوة اشتعال.....! 

........ 

.. 

كانت الهام وساندي جالسون بالحديقة برفقه سالي حينما دلفت سيارة زهرة من البوابة لتتساءل الهام عن سبب عودتها باكرا 

ماان راتهم زهرة حتي توجهت اليهم تقول بابتسامه هادئة : السلام عليكم 

قالت ساندي والهام بخفوت وعليكم السلام 

وكذلك قالت سالي بابتسامه هادئة :  وعليكم السلام 

لترفع الهام عيونها اليها باستفهام : في حاجة حصلت انتي جاية بدري ليه؟ 

قالت زهرة  من خلال وجهها الأحمر : عادي بس تعبت شوية قلت ارجع ارتاح 

هزت الهام راسها لتقول زهرة :  بعد اذنكم 

نظرت ساندي الي الهام بتوجس وكلاهما لمع بعيونهم نفس السؤال عن سبب تعبها هل يمكن أن تكون حامل... ؟!! 

قالت الهام : متفوليش ياساندي ان شاء الله لا 

نظرت اليها سالي بدهشة اتكره ان تكون زوجه ابنها حامل 

لتقول الهام بحقد : اه طبعا.... مناقصش غير كمان تجيبله عيل و تربطة بيها 

قالت ساندي بحقد واضح : وتلاقيها ياطنط هتتجنن وتعمل كدة... طبعا وهي هتلاقي واحد زيه فين عشان تفضل تلف خيوطها حواليه 

هزت الهام قدمها بعصبيه : متوترنيش ياساندي وادعي معايا ميكونش اللي بالنا صح 

لم تدوم دهشة سالي طويلا بعد ان عرفت سبب عدم رضي الهام زوجه عمها عن زواج ابنها من زهرة والتي بالتاكيد راتها كما أخبروها امرأه لعوب طامعه في أموال ابنها وتركت زوجها من أجل مديرها الشاب ... 

بعد قليل.... 

لوت الهام شفتيها ماان رأت زهرة تنزل الدرجات الحجرية وتتجه الي بوابة المنزل حيث وصلت حافله مدرسة طفلها... 

أمسكت بيد طفلها وجعلته يسلم عليهم بتهذيب وأخذته وعادت للداخل لتتعالي مجددا الهمهات والهمسات عنها بظهرها  لتقول سالي بتأثر :  ياحرام ابنها صغير انه يتحرم من باباه 

قالت الهام : اهو تقولي ايه في واحدة كل الي همها الفلوس

قالت سالي باستنكار ; مع ان مش باين عليها 

لوت شفتيها : هتعملي زي جواد 

متتخدعيش في المظهر... انتي لسة صغيرة ومتعرفيش في الناس زيي 

....... 

.... 


هزت زهرة قدمها بعصبيه وهي تتحدث مع مي بالهاتف وتعرف انه استدعاها لمكتبه هي وماهر واستمع لماحدث منهم بالتفاصيل  وطلب منهم كل الأوراق والملفات الخاصة بهذا المشروع 

قالت بدهشة : بس كدة ؟! 

سألتها مي ; يعني اية؟ 

: يعني سمعكم وبس 

; وهيعمل اية يازهرة 

: ياخد حقكم 

: مش لما يسمع منها هي كمان 

قالت زهرة باستنكار ; ولية هيسمعها ولا مش مصدقنا 

قالت مي بهدوء، : لازم يازهرة يسمع الطرفين قبل مايحكم.... وبعدين انتي متعصبه اوي كدة لية... 

قالت زهرة بانفعال : مشفتيش كلمتنا ازاي 

: ايوة بس ولا اول ولااخر عميل... اينعم هي زودتها بس اكيد جواد لما هيعرف الحقيقه هياخد إجراء 

: ماهو سمع الحقيقه منكم 

: ولازم يسمعها هي كمان.... ... قاطعتها... يسمع ايه... انتي بتدافعي عنه لية يامي 

: مش بدافع.... بقول الحق شئ طبيعي انه يسمعنا ويسمعها

وبعدين يا زهرة انتي واحدة الموضوع بحساسيه زياده ليه....   

ده شغل اعتبريها خناقه عادية في شغل وهتاخد وقتها مفيش داعي تخليها تأثر علي علاقتكم لان انتي اكتر  واحدة عارفة انه هياخد حقك ... زهرة حبيتي انتي في حاجة تانية مضايقاكي

: لا  

قالت مي بنبرة ناعمه : هتخبي عليا 

: مفيش حاجة يامي.... انا... انا بس 

مستغربه من رد فعله... وبسال نفسي هي 

ليها معامله خاصة وهو دلوقتي بيني وبينها وعشان كدة سكت 

: ومين قال انه هيسكت 

..... ارتبكت ماان دخل جواد الغرفة لتقطع حديثها مع صديقتها قائلة : مي نتكلم بعدين 

قال بهدوء وهو يغلق باب الغرفه ; مساء الخير 

اومات له : مساء النور 

نظر الي عمر الجالس بجوارها يلعب بأحد العابه ليخلع سترته ويتوجه اليه يقبله قائلا بحنان :

اية يابطل سهران ليه لغاية دلوقتي... الوقت اتاخر

نظرت زهرة الي الساعه بجوارها قائلة بمغزي 

وهي تنظر اليه فقد تأخر عن موعد رجوعه :فعلا الوقت اتأخر 

فهم ماتقصده فقد تجاوزت الساعه العاشرة 

ولكنة صمت قائلا وهو يداعب شعر عمر بجنان ; يلا ياعمور عشان تنام 

اومأ له عمر وقبله وركض لحضن زهرة ليدخل جواد للاستحمام يحاول تجاهل نظراتها الغاضبه فهو لايريد افتعال شجار معها من أجل لاشئ ..... خرج بعد قليل يجفف شعره بالمنشفه قائلا لها : عمر نام 

اومات له : اه وديته اوضته 

هز راسه واخرج شورت وتيشرت له يرتديه قائلا ; طيب لو سمحتي يازهرة ممكن تخلي صفاء تطلع العشا 

لم تنتبه لما قاله لتساله : عملت اية... ؟

: في أية؟ 

: في اللي حصل النهاردة 

قال وهو يصفف شعره وينظر اليها من خلال المرأه  : شاغله بالك بالموضوع ده ليه 

: مش لازم اعرف عملت اية 

التفت اليها قائلا بهدوء : زهرة حبيتي الموضوع انتهي وياريت منتكلمش فيه تاني... 

اندفع الكلام من شفتيها : لية... خايف علي احساسها 

رفع حاجبه وزفر وهو يلقي بالفرشاه من يده علي الطاوله الرخاميه : خايف على علاقتنا من اللي بتعمليه دلوقتي 

قالت باستنكار : انا؟ 

هز راسه : ايوة انتي يازهرة.... الموضوع ده هيعمل مشكله بينا و

افتكر اننا اتكلما فيه كتيرر 

وخلاص كفاية مش عاوز كلام تاني عشان منتخانقش.. قلتلك انا هتصرف 

قالت بحدة : هتتصرف ازاي وانت ماخدتش، اي رد فعل

قال من بين أسنانه : مااخدتش رد الفعل اللي انتي كنتي متستنياه 

احتقن وجهها بالغضب ليتجه اليها وهو يحاول جاهدا التمسك باعصابه بينما شرح لها موقفه ;زهرة حبيتي.... الموضوع مش خناقه وبس..... الموضوع كيان شركة وشغل و سلوك موظفين فيها محسوب مينفعش اني قدام الموظفين أقف في صفك ولاانك حتي تطلبي مني ده اللي ينفع اني اسمع اللي حصل وبناء عليه اقرر و اللي غلط هيتحاسب اي ان يكون..... إنما اني اجي من مكتبي علي صوت خناق والاقي مراتي اللي حتي لو معاها حق مليون في الميه بتقطع تصاميم وبتطرد عميل واخد رد فعل سريع ده معناه اني بقول لهم يعملوا زيك من غير ماحد يرجعلي انا أو مراد.. ولو اخدت إجراء ضدهم يبقي بحابي لمراتي.. 

انهي كلامه وتوجه الي الفراش لتدرك اندفاعها بعد ان تفهمت انه لم يقصد شئ منا براسها وان علي عاتقه مسؤليه لذا تصرف بحكمه وهدوء اضطر اليه 

نظرت اليه بندم قائلة بخفوت ... مش هتاكل ؟

هز راسه ودخل الي الغطاء ; لا ماليش نفس عاوز انام 

جلست الي الفراش تنظر اليه ونغزة بقلبها بسبب تسرعها كعادتها .... 

تقلبت بالفراش بضع مرات قبل ان تنظر الي ظهره الذي اولاه لها ... جواد.. 

قال بخفوت : نعم 

: انت زعلان مني 

قال باقتضاب ; لا 

اقتربت منه ووضعت يدها علي كتفه قائلة بصدق : انا اسفه.. 

.... انا مكنتش اعرف كل اللي بتقوله انا بس اتضايقت انك مأخدتش رد فعل منها وخصوصا انها اهانت مي وماهر 

قال وهو يهز راسه : خلاص يازهرة محصلش حاجة انا مش عاوز حاجة تكون سبب في مشكله بينا عشان كدة خليتك بعيد 

سألته : يعني اية؟ 

قال بجدية : يعني انتي اجازة لغاية مااخلص الموضوع ده 

مالبثت ان هدات حتي اشتعلت مجددا من كلماته لتقول : جواد 

قال بنبرة لا تحمل الجدل ; زهرة مش عاوز مناقشة 

تنهدت وهي لاتريد المزيد من الشجار خاصة وقد اوضحت من نبروه مدي تحكمه باعصابه فقالت علي مضض :  ماشي 

هز راسه وعاد ليغمض عيناه 

ظلت جاليه بضع دقائق تنظر اليه وتفكر انه محق لكل مانطق به 

... جواد.. انت هتنام... ؟

التفت اليها قائلا : عاوزة حاجة 

هزت راسها : لا ابدا .. بس 

سألها باهتمام ; بس اية... ؟

قالت وهي لاتريد ان ينام وهو غاضب منها : اصل انا مش جايلي نوم..... ماتقعد معايا شوية 

شقت الابتسامه طريقها الي شفتيه فهي تهتم بزعله وهو لايريد اكثر من هذا فيكفي انها بعد مشاجرة بينهم لاتريد للخصام طريق 

هز راسه واعتدل جالسا وفتح ذراعه لها لتجلس بين احضانه يشاهدون التلفاز سويا     بعد قليل التفتت اليه قائلة بحنان : حبيبي.. انت كنت جعان 

تحب اجهزلك العشا 

هز راسه : لا خلاص متتعبش نفسك 

وضعت يداها حول عنقه قائلة برجاء : عشان خاطري... مش هسيبك تنام وانت جعان 

اومأ لها بابتسامه لتقفز من الفراش وتتجه الي الباب قبل ان يوقفها : انتي هتنزلي كدة 

نظرت الي بيجامتها قائلة  : اه 

: لا ياحبيتي مينفعش... البسي روب لو سمحتي 

ابتسمت له وهزت راسها وتناولت روبها تضعه فوقها ليوقفها مجددا... زهرة

نعم 

انتي بتصالحيني بالعشا

هزت راسها بابتسامه لتلمع عيناه بالعبث : طيب ماتصالخيني بحاجة تانيه

اقتربت منه تسأله : اية هي؟ 

غمز لها : بقميص نوم حلو ... احلي من العشا

احمر وجهها خجلا وهي تقول : عاوزة يكون اية؟ 

قال بمكر : العشا 

هزت راسها وهي تشتعل احمرار من جراتها التي لأول مرة تعيشها معه : لا القميص....! 


..... 

...... 

في الصباح فتحت زهرة عيونها علي تلك القبلات التي يطبعها جواد علي جانب شفتيها... لتقول بصوت ناعس مغوي : صباح الخير 

قال بغزل صريح : صباح النور علي احلي ست في الدنيا 

سألته وهي تجذب الغطاء علي جسدها العاري   : انت صاحي من بدري 

هز راسه وهو يميل فوقها : اه... عاوز اقولك كلمتين قبل ماانزل الشغل 

سألته باهتمام :كلمتين اية؟

قال هامسا امام شفتيها : لا دول بيتعملوا مش بيتقالوا

أفلتت ضحكتها وهو يلتهم شفتيها لتهمهم : بطل قله ادب 

التقط شفتيها بين شفتيه قائلا بحب : جننتيني خلاص 

........ 

.. 

احتضنت احدي يداه يداها بينما بيده الاخري امسك بيد عمر وهما ينزلون الي الافطار... قالت بابتسامه لمراد الجالس يعبث بهاتفه  : صباح الخير 

ابتسم مراد : صباح النور 

ركض عمر اليه ليلاعبه مراد لتنظر سالي التي نزلت الدرج نحوهما باهتمام 

قالت زهرة لسالي : صباح الخير 

هزت راسها : صباح النور 

قال جواد وهو يجلس الي مقعده : عامله اية ياسالي دلوقتي؟ 

قالت بخفوت ; الحمد لله

قال جواد لصفاء، : لو الفطار جاهز اطلعي نادي لماما 

اومات له وصعدت لتنزل سانجي بعد قليل فتجد زوجها يلاعب عمر... 

: صباح الخير ياجماعه 

بادلوها التحيه لتجلس الي جوار مراد.... قالت في محاوله منها لابعاده عن الصغير ; حبيبي يلا نفطر عشان متتاخرش، علي السفر 

اومأ لها مراد : لما ماما تنزل 

أثناء الافطار قال جواد : سالي 

انا خلصت نقل اوراقك للجامعه هنا عشان تخلصي اخر سنه ليكي..... شوفي لو محتاجة اي حاجة   

هزت راسها :  متشكرة 

قال مراد لوالدته :  انا مسافر اسكندرية واحتمال ارجع بليل او بكرة الصبح ياأمي عاوز حاجة 

: لا ياحبيبي مع السلامه 

قام جواد وقبل جبين امه قائلا : 

يلا ياعمور هاخدك المدرسة في طريقي 

خرجت زهرة الي الباب برفقتهم ليقبل جواد وجنتها قائلا : عاوزة حاجة ياروحي 

: لا... مع السلامه 

ركض عمر الي السيارة ليلحق به جواد وتعود زهرة الي الداخل ومنها الي غرفتها تتجاهل نظرت الجميع لها والتي لاتعرف سببها.... ولكنهم بمجرد اختفاء جواد ومراد لا يترددون في إظهار مدي كراهيتهم لها وهي قررت الاتهتم لذا شعرت بطول اليوم وهي حبيسه تلك الغرفة تتمني لو تعود لمنزلهم ولكنها لم تطلب منه فهي والدته ولاتريد ابعاده عنها لذا فلتتحمل قليلا من أجله... كما انها مجرد بضعه ايام ويهديء الوضع وتعود لعملها ولاتضطر للبقاء بالمنزل..... 

..... 

في المساء ماان دخل جواد الي المنزل حتي تعالي صوت الهام التي وقفت بوسط الدرج تصيح : 

ممكن اعرف اية اللي انت عملته ده؟ 

قطب جواد جبينه باندهاش : 

في أية ياأمي؟ 

قالت الهام بصوت متعالي جعل زهرة تخرج لتري ماذا يحدث فتتفاجيء بحماتها تعنف زوجها : في انك خلاص بقيت مش، ابني اللي اعرفه 

تمسك جواد باعصابه :ماما وطي صوتك وفهميني في أية 

صاحت الهام ; في انك فضيت شراكتك مع منير الفحام 

كتمت زهرة شهقاتها وتراجعت للخلف تستمع لما يحدث قلم تتوقع ان ينهي الشراكة ويخسر كل تلك الأموال بل توقعت مجرد تعنيف لابنته  ليقول جواد بهدوء 

: وانتي من امتي بتدخلي في شغلي 

هتفت بحدة : لما الاقيك مش، عارف انت بتعمل اية 

قال بجدية : انا عارف كويس انا بعمل اية ياأمي 

زمجرت الهام بحدة : تخسر شغل بملايين عشان اية؟ 

; عشان بنته غلطت في الموظفين بتوعي 

هتفت الهام باستنكار ; الموظفين ولا عشان مراتك مش طايقاها 

... اية ياجواد علي اخر الزمن واحدة ست هتمشيك.... شغلك اللي بتبنيه بقالك سنين تجي الهانم  تهده عشان غيرانه من بنت زي سيدرا

قال بتحذيرر; ماما... 

اشاحت بيدها بغضب هاتفه ; بلا ماما بلا رفت انا زهقت من العناد بتاعك 

أفلتت اعصابه ; وانا زهقت من اللي بتتكلمي فيه كل يوم....

هتفت الهام بغضب : وهفضل اتكلم فيه لغاية ماتفوق لنفسك 

قال بحدة وبغضب : انا فايق..! ولاخر مرة هحذرك 

زهرة مراتي ومش هسمحلك تتكلمي عنها كدة وعشانها مش اخسر شغل بس.... لا انا اخسر كل اللي أملكه ومحدش حتي يجرحها  بكلمه فاهمه

انصدمت ملامح الهام لتقول بعتاب حاد : كدة ياجواد

: اه كدة 

التفتت الي مراد الذي دخل من الباب ليتفاجيء لما يحدث فيتعالي صوت الهام ..تعالي يامراد شوف اخوك عمل اية؟ 

قال مراد يحاول ان يهديء الموقف ; في اية بس ياأمي 

صاحت الهام ; البيه... فض شراكته مع منير الفحام عشان مراته 

اشتعلت عيون جواد الي والدته بتحذير ليقول مراد وهو يضع يداه علي كتف أخيه بمأزرة :ماما جواد فاهم هو بيعمل اية واكيد له أسبابه 

قالت الهام بتهكم : عوم علي عومه زي عادتك لما يغرقك 

التفت اليها مراد باستنكار ليقول جواد لاخيه :خسارتك انا هتحملها يامراد 

قال مراد وهو يهز راسه :  

خسارة اية ياجواد اللي بتتكلم فيها احنا واحد ودي شركه الخولي مش شركتي.... اعمل اللي تشوفه 

زمت الهام شفتيها بحنق شديد ماان وجدت ذلك التحالف ولمحت في عيون جواد خطوته التاليه لتجد انها باندفاعها دفعته بعيد عنها وليس بعيدا عن زوجته لذا لم تجد امامها مفر من ان تتظاهر بالمرض.... أمسكت قلبها بيدها وتظاهرت بالاغماء..... اسرع جواد ناحيتها ماان وجدها تسقط مغشي عليها.... ماما.. 

هرع مراد خلفه يصيح بساندي التي كانت واقفة تتابع الموقف كما حال زهرة التي تسمرت مكانها وهي تري وقع أفعالها علي حياته فقد خسر علاقته بأمه وعمله بسببها .. 

ساندي اتصلي بالدكتور بسرعه  

.......... 

.... 

بكت الهام كثيرا تقول للطبيب : انا عاوزة اموت مش عاوزة علاج 

: اهدي بس ياالهام هانم 

قالت ساندي : ارجوك يادكتور لازم تنبه عليهم محدش يضايقها 

اومأ الطبيب وهو يدون لها بعض المهدئات 

خرج الطبيب من الغرفة الي جواد ومراد الذين يقطعون الممر امام غرفة والدتهم ذهابا وايابا قلقا.....  

قال جواد بلهفه : طمنا يادكتور 

قال الطبيب الذي تأثر لحاله الهام ;انا نبهت الانفعال غلط... هي 

هتبقي كويسة بس تمشي علي الأدوية بانتظام وتبعد عن الانفعال 

.......... 

... 

خرجت ساندي لتكمل الدور... نظرت بعتاب لجواد : كدة برضه ياجود تزعل طنط بالطريقه دي

قال مراد بتحذير : ساندي لو سمحتي متدخليش

قالت ساندي بحدة : يعني اية متدخلش يامراد 

قال مراد بنرة قاطعه : يعني متدخليش واتفضلي علي اوضتك لو سمحتي 

ضربت الارض قدمها وهي تنصرف التفت  جواد الي أخيه وقال بجبين مقطب : مفيش داعي تزعلها يامراد... هي خايفة برضه علي ماما...  

: خلاص ياجواد محصلش حاجة وبعدين ماما اللي غلطت في البداية..... وحقك تدافع عن مراتك 

اومأ له جواد قائلا : وانت كمان  متزعلش مراتك ....هي ملهاش ذنب 

ربت مراد علي كتفه قائلا : ماشي... تعالي ندخل نطمن علي ماما الاول وابقي اروح اراضيها 

....... 

.... 

ماان دخل جواد الغرفه حتي قامت زهرة اليه ووجهها ممتقع تنظر اليه بأسف شديد 

: جواد انا اسفة اني اتسببت في كل المشاكل دي ليك   .... 

انا... انا مستعدة اعتذر لها وترجع الشراكة 

قاطعها جواد بعيون متسعه غضبا : ... زهرة اية اللي بتقوليه ده اوعي تقولي كدة تاني..... انتي مرات جواد الخولى يعني اللي يغلط فيكي تدوسي عليه بجزمتك مش تعتذري... 

رفعت اليه عيونها التي طفرت بها الدموع لما نطق به ليزيد من شعورها بالذنب عليه  :

بس شغلك.... 

قاطعها وهو يضمها اليه :في داهية... فداكي 

فداكي اي حاجة ياروح قلبي 

: بس... 

:مفيش بس يازهرة .. 

وضع وجهها بين يديه قائلا بمرح ; 

وبعدين انتي مش عارفة ان جوزك شاطر ولااية.... . يعني الخسارة دي هعرف اعوضها

انسابت الدموع من عيونها  ليمسحها سريعا ويضمها ابيع يقبل علي راسها بحنان قائلا :مش قلت مش عاوز اشوف الدموع دي تاني..... يلا ياروحي اغسلي وشك واجهزي وجهزي عمر هنخرج نتعشي برا 


....... 

: متزعليش ياساندي مكنتش اقصد.... انتي بس اللي مكنش في داعي تتدخلي في وقت زي ده 

التفتت اليه بحدة : ومتدخلش ليه.... مش كفاية اخوك بوظ علاقتي بصاحبه عمري كمان اشوفه مضايق طنط واسكت  

قال باستنكار : وجواد ماله ومال علاقتك بضاحبتك

قالت وهي تزفر بضيق : يعني مش عارف 

: ساندي ولله صحوبيتك انتي وسيدرا حاجة والشغل حاجة تانية 

هتفت بحدة : وبالنسبه للشغل برضه عادي  الملايين اللي خسرتها 

نظر اليها بتحذير قبل ان يزفر بغضب : اديكي قلتي.... خسرتها...! 

يعني الخسارة  تخصني انا..... جوزك 

يبقي يهمك اكيد اسم جوزك وعيلته.... ولما صاحبه عمرك تتطاول علي موظفين شركتنا وكمان علي مرات اخويا يبقي اللي جواد عمله ده اقل واجب 

قالت ساندي بتعالي : وأية يعني شوية موظفين. 

لوي شفتيه قائلا بتهكم : شوية الموظفين دول هما اللي عملوا اسمنا وهنا اللي انتي عايشه في الخير ده كله بسببهم  ومن غيرهم الشركة بخ يبقي لما يلاقوا اننا واقفين في ظهرهم هيشتلغوا ويبجيبوا الملايين اللي بتتكلمي عنها... فهمتي 

هزت راسها بتهكم : كل اللي انا شايفاه ان الهانم عملالكم غسيل مخ 

قطب جبينه وقد ضاق به الحال:  ساندي مالك ومال زهرة

غيرانه منها اوي لية كدة وكل شوية خناق من وقت ماجواد اتجوزها 

هتفت بانفعال ; عشان انت مش بتعاملي زيها

قطب جبينه :  وانا من امتي هعاملك زي اي راجل تاني مابيعامل مراته ياساندي 

امسك بكتفها ليكمل بجدية :  طبعي انتي عارفاه وبعدين لية ابقي زي حد حتي لو كان اخويا

ضايقته نظرات عيونها فربما قصر بحقها قليلا ليقول بهدوء ; 

وبعدين ياروحي احنا ظروف جوازنا غيرهم... انا بحبك اه بس احنا بقالنا سنين متجوزين اخدنا علي بعض وفهمنا بعض طبيعي ان جواد يكون بيتعامل مراته غيرنا دول لسة متجوزين من شهور  ... 

مش معني كدة انك تحسي ان حبي ليكي اقل 

: انت اللي دايما بتحسسني انك بطلت تحبني 

هز راسه وجذبها اليه يحضنها ويقبلها هامسا :انا بحبك يامجنونه 


......... 

في المساء 

خرج مراد الي الفناء يدخن سيكارة ليري سالي جالسه الي احد المقاعد... 

اقترب ناحيتها قائلا بدهشة : سالي اية اللي مقعدك هنا في الوقت ده 

هزت كتفها قائلة  ; ابدا.. هي طنط عامله اية 

: احين الحمد لله

:انا اتضايقت عشانها اوي 

ارتبكت ابتسامه جانبيه علي فم مراد قائلا :متشغليش بالك ماما علي طول كدة 

لما تحس اننا ضدها تتعب علي طول 

نظرت اليه باستفهام : يعني.

هز راسه بابتسامه خفيفه : .. يعني بتشوف غلاوتها عندنا 

رفعت حاجبيها لفهمه لما فعلته والدته : ولما انت عارف كدة... سكت ليه 

هز كتفه : اقول اية.... ماهي دي الطريقه الوحيدة عشان هي وجواد يتصالحوا الا وقتها كل واحد هيعاند 

ضحكت لينظر اليها مراد... 

لتسأله : وانت دورك اية؟ 

ضحك قائلا :  زي ماانتي شايفة مصلح اجتماعي 

قالت بتردد : اسمحلي اتدخل... هو يعني جواد قسي علي مامتك

هز راسه : بالعكس ماما اللي قاسيه عليه... 

: انت في صف جوازة من مراته 

: مش مسأله في صفه.... بس اية المشكله او الجريمه اللي ارتكبها.... هو حب واتجوز

قالت بتردد : يعني... بس مراته 

قال : انتي سمعتي عنها أكيد من ماما 

: لا.... بس استغربت..... يعني لما عرفت انه متجوز وحدة عندها طفل.... قاطعها مراد :وأية المشكله.... سالي 

انتي متعرفيش حاجة عنها يبقي متحكمييش ونصيحتي اعرفي زهرة وعاشريها الاول بعدين احكمي عليها... 


...... 

التفتت زهرة الي جواد ماان ركبت السيارة بجواره لتقول بامتنان ; مرسي ياجواد 

داعب وجنتها : علي اية ياروحي 

قالت بابتسامه ; علي العشا الحلو ده... 

لقد دعي صديقتها مي وزوجها برفقتهم للعشاء بيتغير مودها كليا وترتسم البسمه علي شفتيها ... 

عادا الي المنزل لتتجه زهرة الي غرفه عمر تضعه في فراشه ويتجه جواد الي غرفه والدته ليطمئن عليها ثم يعود الي غرفته... 

: بقت كويسة 

هز راسه : الحمد لله

ضم زهرة الي حضنه بالفراش لترفع رأسها اليه هامسة... انا بحبك اوي 

زاد من ذراعيه حولها يهمس : وانا بموت فيكي 


....... 

.. 

في الصباح التالي توجهت الي غرفه والدته لتطمئن عليها ;

صباح الخير ياطنط 

قالت الهام باقتضاب : عاوزة اية ؟

غص حلق زهرة لتقول : ابدا انا بس جيت اطمن عليكي 

لوت الهام شفتيها : تقتلي القتيل وتمشي في جنازته 

نظرت اليها ساندي بشماته : اظن واضح اوي انها مش حابة وجودك 

خرجت زهرة من الغرفه بوجهه محتقن لتتقابل مع جواد الذي اتي خلفها ليطمئن علي والدته... اية ياروحي ماما لسة نايمه؟ 

هزت راسها ورسمت ابتسامه علي شفتيها ; لا ياحبيبي انا بس مرضتش اتعبها 

هز راسه وداعب شعرها بخفه : انا هدخل اطمن عليها وانزل نفطر سوا 

اومات له ليدخل الي غرفه والدته فتترك زهرة لدموعها العنان غافله عن تلك العيون التي راقبت كل مايحدث لتري وجهه اخر لالهام وساندي عكس مايبدو.... وهي عيون سالي... 

حمحمت بهدوء،لتمسح زهرة عيونها علي الفور... صباح الخير 

ابتسمت لها زهرة ابتسامتها الهادئة : صباح النور... 

ركض عمر ناحيه امه لتحمله زهرة قائلة : قول صباح الخير لسالي ياعمر 

ابتسم الصغير بنعومه وبراءه لتبتسم له سالي... 

...... 

قال جواد لالهام : عامله اية دلوقتي ياأمي 

اشاحت الهام وجهها : فارقة معاك اوي.... ربنا ياخدني عشان ترتاح ياجواد 

قال بحنان : بعد الشر عليكي ياأمي.. يارب انا. التفتت اليه بهلع : بعد الشر اوعي تقول كدة تاني... جلس الي جوارحها وامسك بيدها قائلا بحنان : انا اسف ياأمي.... بس انتي عارفة اية بيضايقني وعملتيه....انا مش ممكن اعمل حاجة مش في مصلحة شركتنا وبنت منير الفحام قلت ادبها علي الموظفين... وعلي مراتي... كنتي عاوزني اسكت 

كتمت غضبها بداخلها حتي لاتخسره لتقول بهدوء ،مزيف : خلاص ياجواد اعمل اللي يريحك واللي انت شايفه صح 

هز راسه قائلا  : وانتي خدي بالك من نفسك . 

........ 

... 


وقف جواد يودعها لتقول له برجاء 

:جواد ممكن اعدي على ماما انا عمر يرجع من المدرسة ... اصلي زهقانه من قاعدة البيت 

اومأ لها قائلا : ماشي ياحبيتي مفيش مشكله وبليل هبقي اعدي عليكي اخدك انتي وعمر 


........... 

..... 

مرت بضعه ايام وزهرة تتجاهل تصرفات الهام الكارهه تجاهها لأجل خاطر جواد الذي يعاملها بهذا الحنان والحب.... 


انتهي من وضع توقيعه علي تلك الأوراق 

ليغلقها قائلا لمريم : كفاية كدة النهاردة انا ماشي

قالت : بس يافندم... كان في شوية حاجات محتاجة رايك.. قاطعها وهو يتناول مفاتيح وهاتفه : خليها بكرة 

انصرف وهو يريد العوده للمنزل فقد اشتاق اليها كثيرا..... توقف امام احد محلات المجوهرات الشهيرة لينتقي لها هديه... ولم ينسي عمر بالتاكيد.... 

..... 

كانت زهرة جالسه بغرفتها كعاحاها منذ أن انت لمنزل عائلته قلما تخرج من غرفتها هي أو طفلها..... 

ابتسم ماان فتح باب الغرفه وجودها جالسه تذاكر مع عمر وقد اخذت الجدية بهذا الأمر... 

تركها عمر وركض إلى جواد ماان راه بفتح باب الغرفة... انحني جواد يحمله ويحتضنه بحنان قائلا ; والله ياعمور  انت اللي بترفع معنوياتي دايما.... مامي حتي مقالتش حمد الله علي السلامه 

قامت واتجهت إليهم : لا طبعا حمد الله علي السلامه.. انا بس استغربت انك رجعت بدري 

ضمها اليه بدون مقدمات قائلا : وحشتوني 

قبله عمر علي خده قائلا : وانت وحشتني اوي ياجود

غمز لها : مفيش وحشتني

قالت بخجل : وحشتني 

داعب وجنتها... انتوا كنتوا بتعملوا اية 

زفر عمر بطفوليه : بنعمل الهوم ورك.... كويس انك رجعت عشان ماني مش عاوز انب انزل العب مع ماكس 

قالت زهرة بتحذير ; قلت لما تخلص ياعمر 

ضحك جواد قائلا : مامي هتتهور علينا ياعمور... 

تعالي كمل الهوم ورك وبعدين ننزل نلعب سوا 

قال عمر بحماس : اوك.... 

ضحكت زهرة ليسرع عمر الي جوارها يكملون 

واجبه تحت أنظار جواد الذي استبدل ملابسه وجلس يشاهدهم ضاحكا علي زهرة وجديتها في المذاكرة وعمر الذي يفتعل اي شئ لتتركه... خلاص بقي يازهرتي كفايه عمر زهق

رفعت حاجبيها ليقول عمر ; اه بليز يامامي 

اومات له ليركض عمر بحب يحتضن

جواد...ممكن انزل العب مع ماكس 

هز جواد راسه قائلا : ماشي... بس مش تشوف انا جايبلك اية الاول

نظر عمر بحماس لتلك اللعبه التي اخرجها له من ذاك الكيس الكبير ليحتضنه عمر بسعاده وتبتسم له زهرة بامتنان : مرسي ياجواد... انت بتكلف نفسك عشانه 

نظر اليها : وبعدين في الكلام اللي مالوش لازمه..... 

داعب شعر عمر قائلا : اسبقني انت يا عمور علي تحت وانا هقول لمامي كلمتين ونازل وراك

ركض عمر بحماس لينظر اليها قائلا : مش هتعملي معايا الهوم ورك انا كمان 

أفلتت ضحكتها الناعمه لتلمع عيناه بنظرات الحب اليها قبل ان يلتهم شفتيها بين شفتيه 

بقبله طويلة... 

ماان ترك شفتيها حتي قالت : عمر مستنيك

اومأ لها ويداه تتحرك علي جسدها برقه : هقول لمامه عمر كلمتين بسرعه 

جذبها ليلتهم شفتيها مجددا ثم يحملها الي الفراش يبثها حبه الذي لايهدأ..... 

توسدت صدره العاري واغمضت عيناها وابتسامة مرتسمه علي شفتيها ليمد جواد يده الي جواره يلتقط تلك العلبه السوداء القطيفه ويعطيها لها... قالت بابتسامه

دي عشاني 

اومأ لها وفتحها لها ليلمع بداخلها سوار من الألماس خاطف للانظار بلمعته الاخاذه 

ده.. ده كتير اوي 

تناوله من العلبه ووضعه في يدها الناعمه ورفعها الي شفتيه يقبلها :مفيش حاجة كتيرة عليكي لو أطول اجيبلك نجمه من السما وبرضه قليله 

نظرت بعيناه ; بتحبني 

: بموت فيكي... 

....... 

في مساء اليوم التالي 

تناولت هاتفها من جوارها الذي يرن بلا انقطاع 

الو

: زهرة 

قالت بتوجس.. مين

قال بصوته الذي لاتخطئة : انتي عارفة انا مين؟ 

قالت بحدة بينما ارتجفت عروقها : عاوز اية؟ 

قال بهدوء :عاوز اتكلم معاكي 

قالت بنبرة قاطعه وهي تهم بغلق الهاتف :مفيش بينا كلام 

قال باصرار : لا فيه... متقليش واسمعيني  

: عاوز اية ياامجد ؟

: قلتلك عاوز اتكلم معاكي 

.... وجد انه لامفر من تهديدها كعادته ليقول بصوت اجش :اسمعي بقي انا برا البيت لو مخرجتيش حالا هدخل انا ومش هدخل فاضي هدخل بسلاحي واللي يحصل يحصل... وليقطع عليها أي فرصه للتفكير اضاف :

انا واحد خسر كل حاجة معنديش، مانع اخسر تاني بس وقتها هتخسري معايا انتي كمان.... 

... 

هتفت بحدة وشراسة وهي تتلفت حولها بعد ان خرجت اليه حيث كان واقف لدي البوابة الخلفيه للمنزل : انت اتجننت.. اية اللي جابك هنا 

قال بهدوء : ازيك يازهرة 

هتفت بحدة : مالكش دعوة بيا وانطق عاوز اية 

: عاوز اشوف ابني 

سخرت منه : دلوقتي افتكرت ان ليك ابن 

; اه ابني وحشني 

: كان معاك خمس سنين عمره ماوحشك

ولا حسيت بيه 

قال برقه : زهرة انا اتغيرت واتكسرت 

صاحت به ; لو سمحت انا مخرجتش عشان اسمع الكلام ده 

رفع حاجة : امال خرجتي ليه...... خايفه عليه 

رفعت عيناها اليه بقوة : اه... 

ويلا امشي و متجيش هنا تاني ومتحاولش تتصل بيا تاني عشان متندمش 

رفع حاجبه من جراتها وقوتها ; انتي بقيتي بتهدديني.... تأثير البيه واضح عليكي.... 

بس انت كمان ليا حق عليكى 

هتفت بغض : حق اية

قال بتهديد : انا ابو ابنك مهما حاولتي تغيري الحقيقه دي 

قالت بشراسه : ابني انت اتنازلت ليا عنه 

: غصب عني لما الحيوان ده اجبرني 

صاحت بحدة :

أخرس ومتتكلمش عنه 

وامشي مش عاوزة اشوف وشك تاني.... 

انا بحذرك....تفكر تجي هنا تاني 


..... التقط جواد هاتفه : 

جواد باشا 

قال : في أية 

قالت نانسي بتعلثم : في حاجة لازم تعرفها 

: قولي 

قالت بتعلثم : انا مع أمجد دلوقتي في عربيته مستنياه..... وهو... 

وهو واقف مع مرات سيادتك 

هب من مكانه : انتي بتقولي اية يابنت ال... 

قالت بسرعه : والله ياباشا مابكدب.... وحتي صورتهم اهي... 

اولاها أمجد ظهره وابتسامه متشفيه علي شفتيه فهو أراد أن يزرع الفتنه بين زهرة وجواد وهاهو يفعلها بما انه واثق ان نانسى ستوصل المعلومه له وهو لم يكن يريد اكثر من ان تقف امامه.... 

...... 

قبض جواد علي المقود بقوة يقطع الطريق بسرعه غاشمه... ماان أوقف السيارة بالغناء حتي اتصل بها قائلا بلا مقدمات : 

انزلي 

كانت ماتزال ترتجف من تلك المقابله لتندهش من مكالمه جواد والتي تلخصت بأمر : انزلي 

: في أية؟ 

قال باقتضاب : انا تحت انزلي. 

نزلت اليه باستفهام لتجده بسيارته : اركبي 

سألته بتوتر : جواد في أية احنا هنخرج

قال دون أن ينظر اليها :اركبي 

لاتعرف الي اين انطلق بالسيارة بتلك السرعه ولا سبب تلك الملامح المرتسمه علي وجهه والتي لأول مره تراها.... 

طوال الطريق تسأله جواد في أية... في حاجة حصلت

لا يجيب وداخلها تعصف بها الأفكار والتستؤلات بينما هو يقود بسرعه يريد أن ينفرد بها 

توقف امام منزلهما... لتتفاجيء : احنا جينا هنا ليه 

بالطبع لن يتحدث معها بمنزل عائلته خاصه وهو لايري امامه من الغضب 

ماان خطت خطوة للداخل حتي  تفاجأت به يصفق الباب خلفه ويمسك بذراعها... يفجر قنبله غضبه صارخا .. كان بيقولك اية 

قالت بارتجاف :مين... 

صاح بصوت جهوري جعلها تنتفض خوفا ; زهرررره.... 

خرج صوتها المرتجف : انا.. مش فاهمه 

صرخ بها بغضب جحيمي وهو يشدد يداه حول ذراعها  ; انتي اييييه.... كنتي واقفه معاه ليه.... جالك قدام بيتي ليه... ازاي اتجرأ وجه بيتي وانتي ازاي اتجراتي وقابلتيه من ورايا 

قالت بخوف واضح من ذلك الغضب المشتعل بعيناه ; جواد لو سمحت اهدي 

صرخ بها بحدة :مش هههدي غير لما اعرف 

طفرت دموع الخوف من عيونها وقد عادت اليها الذكريات السيئة دون ارادتها لتقول برجاء ....متزعقش ومتخوفينش منك ،

لايري امامه من الغضب والغيرة الهواء تحكمت به منذ أن رأي صوتها تقف معه ليزمجر بحدة بالغه : امال اعمل اية.... اية ياهانم عاوزني اعمل اية في النار اللي جوايا لما اشوف صورتك انتي وهو واقفين مع بعض قدام بيتي 

قالت بصوت مرتجف : انت متعصب وفاهم غلط 

تابع غضبه ; وأية الصح..... انطقي 

اجتاح الغضب محياه بصورة ارعبتها وهربت منها كل كلماتها لتقول : هقولك... بس... جواد اهدي 

زمجر بغضب ; انطقي.... 

أخبرته بماحدث لتكمل بدموع : خفت عليك....  كفايه اللي حصلك بسببي انا لعنه ودخلت حياتك خسرت في شغلك مش، عاوزة اكون سبب اذيه ليك اكتر كدة.... خفت لما هددنني وخرجت اشوفه عاوز اية..... قاطعها بغضب ويداه انغرست بذراعيها اكثرر;

خايفه منه وهتحميني... اية متجوزة عيل... ده انا افعصه تحت جزمتي 

قال برجاء ; جواد... اهدي انا بس.... . قاطعها بحدة وهو يترك يداها التي تركت اثار زرقاء عليها : 

اييييه.. انتي ايييه......انتي تسكتي خالص مش عاوز اسمع حاجة كمان 

كما أخذها إعادتها الي المنزل دون أن يترك لها أي فرصه لحديث او لرؤيه دموعها التي تغطي وجهها... تعرف انه

ا أخطأت ولكنها كانت خائفة عليه وماذا كانت تفعل.... ؟! 

أوقف السيارة وقال لها دون النظر اليها  : إنزلي 

التفتت اليه بدموع تمسك بذراعه وهي تدري انه لن يمررها لامجد : انت رايح فين 

نزع ذراعه منها  : مالكيش دعوة 


خرج مسرعا حتي صمت أصوات احتكاك اطارات سيارته صريرا قويا لتجثو علي ركبتها تبكي خوفا عليه من الغضب المشتعل بداخله خاصة وان كلمات أمجد تتترد باذنها... انا معنديش حاجة اخسرها 


...... 

اية رايكم 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !