ستكونين لي الفصل السادس عشر

0


الفصل السابق

التفتت اليه بدموع تمسك بذراعه وهي تدري انه لن يمررها لامجد : انت رايح فين ؟

نزع ذراعه منها  : مالكيش دعوة 


خرج مسرعا حتي صمت أصوات احتكاك اطارات سيارته صريرا قويا لتجثو علي ركبتها تبكي خوفا عليه من الغضب المشتعل بداخله خاصة وان كلمات أمجد تتترد باذنها... انا معنديش حاجة اخسرها...! 


............

قاد جواد الي احدي مغالق الأخشاب الخاصه به ليدفع الباب بقدمه بعنف ويصيح  بصوت جهوري برجاله الذين كانوا جالسين : انا مشغل شوية عيال مش رجاله 

انتفض اغلب رجاله من أماكنهم يقفون

ليسأله جاسر رئيس حرسه : خير ياجواد باشا في أية؟ 

صاح بغضب شديد  : في ان رجالتك نايمه علي ودانها ...

قال جاسر مدافعا : لية بس ياباشا قصروا في أية 

صاح جواد بحدة : انت لسة بتسأل.....

انا مش قلت رجالتك تبقي زي ضل اللي اسمه أمجد.. وخطوة بخطوة اكون عارفها... 

اومأ له جاسر : حصل ياباشا... ومتلقح مع واحدة من اللي يعرفهم في شقته 

سخر جواد : لا ياراجل... طيب خليهم يتاكجة كدة 

اتصل جاسر برجله ليستمع لبضع كلمات مقتبضه يغلق بعدها الهاتف وينظر الي جواد بخجل جعل جواد 

يصيح به :  هو فيييين....؟

تعلثم جاسر : زاغ منهم ياباشا 

ضرب جواد بقبضته علي المكتب... بقي بنت ال  ..... هي اللي تجيبلي اخباره وانتوا نايمين علي ودانكم 

طأطأ جاسر راسه بخزلان : متأسف ياجواد باشا ........ قاطعه جواد بغضب ;مش عايز اسف.... 

انا عاوزة قدامي حالا.... ورجالتك اللي مش شايفين شغلهم مش عاوز اشوف وشهم تاني

انت..... فاهم

: فاهم... فاهم ياجواد بيه

انصرف جاسر من امامه ليجلس جواد علي مقعده وهو يشتعل غضبا.....

........

....

ترددت سالي لحظة من الاقتراب من زهرة ولكنها اشفقت علي حالتها لذا توجهت اليها تربت علي كتفها فقد رأت سيارة جواد تنزلها وتغادر وبدا واضحا ان هناك مشكله بينهما ....

رفعت زهرة عيناها تجاهها لتربت سالي علي كتفها قائلة برفق .... متزعليش...

قومي معايا 

....... أمسكت زهرة بيدها وصعدت بها الي غرفتها وهي تشعر ان تلك المرأه ليست من تصفها الهام او ساندي....

: متزعليش كل حاجة هتتحل 

قالت زهرة بخفوت : متشكرة 

: في حاجة اقدر اساعدك فيها 

هزت زهرة راسها لتقول سالي : عموما لو حابه تتكلمي انا موجودة 

......... 

... بقلم رونا فؤاد 

خرجت سالي لتجلس زهرة علي طرف الفراش وتمسك بهاتفها تحاول الاتصال به وانه لم يجب وطال هذا الأمر ليقتلها القلق عليه حتي انتصف الليل وهو لم يعد للمنزل لتندم أشد الندم علي مافعلته.... لم يمت عليها ابدا السماح لهذا الرحل بتدمير حياتها مجددا 


....

ماان عاد جاسر اليه بوجهه لايفسر حتي هتف جواد بحدة : هو فين؟ 

ابتلع لعابه بتوتر : ادينا كام ساعه كمان ياباشا والصبح هيكون قدام سيادتك 

رمقه جواد بنظرات غاضبه قبل ان ينصرف وهو يغلي غضبا..... ذلك الحقير تجرأ واتي الي منزله بل والابشع انها خافت منه مجددا..... بعد كل مافعلة تجرأ علي اخافتها مجددا...! 


............. 

... 

رفعت ساندي حاجبيها تطالع سالي التي خرجت من غرفه زهرة تسالها ; اية... اتخانقت هي وجواد ؟

قالت سالي وهي تهز كتفها  : معرفش

هزت ساندي راسها باستنكار ; يعني اية متعرفيش انا شايفاكم طالعين مع بعض وكانت بتعيط 

قالت سالي ببرود : عادي ياساندي انا مكنتش، بستجوبها

وبعدين الباب قدامك عاوزة تعرفي حاجة اتفضلي ادخلي اسأليها لنفسك

رفعت ساندي حاجبيها : بقي كدة 

قالت سالي : اه كدة 


..........

دخلت سيدرا تحمل تلك الباقة الكبيرة من الورود الي الهام : الف سلامه عليكي ياطنط. ساندي قالتلي ان حضرتك تعبانه 

: الله يسلمك ياحبيبتي فيكي الخير.... انا قلت مش هتعرفينا تاني بعد اللي جواد عمله

قالت سيدرا بخبث : لا طبعا ياطنط.... وبعدين انا عذراه ماهي مراته برضه وواضح ان لها تأثير كبير عليه 

... انا حتي كمان مش راضيه أبلغ بابي بموضوع فض الشراكة دي ومعنديش مانع نرجعها تاني 

قالت ساندي بحماس : بجد ياسيدرا

: طبعا ياساندي... انا قلت هي كانت لحظة انفعال من جواد استني كان يوم يهدي واكلمه

قالت الهام بابتسامه واسعه : ياريت ياحبيتي ده حتي موقف كويس اوي منك 

قالت برقه : طبعا ياطنط... انتي متعرفنيش غلاوته... اقصد غلاوتكم عندي 

..... بعد انصراف سيدرا نظرت ساندي لحماتها والتي لم تعد تفهم تصرفاتها قائلة :يعني ياطنط دلوقتي انتي عاوزة جواد يتجوز مين سالي ولا سيدرا 

قالت الهام : مش فارقه.. الاتنين كويسين 

: بس ياطنط يعني انتي مفهمه الاتنين انك في صفهم.... بس لو تسأليني اقولك سيدرا طبعا... سالي دي واضح انها مش سهله 

اخبرتها بماحدث بينهن قبل قليل لتقول الهام بلهفه : وهو اتخانق معاها 

: مش متأكدة بس انا كنت في الجنينه لما رجع ونزلت من عربيته بتعيط وجواد خرج تاني بسرعه 

قالت الهام بقلق : خرج.... وهو مرجعش لغاية دلوقتي 

نظرت في ساعتها : مفتكرش

اتصلت به الهام ليجيب اقتضاب : ايوة ياماما 

: انت فين يابني اتاخرت 

: عندي شغل هخلصه وارجع علي طول 

....... 

..... 

عادت ساندي الي غرفتها لتجد مراد قد عاد لتبتسم له قائلة بدلال : انت جيت من بدري ياحبيبي 

هز راسه : لا لسة من شوية؟ 

جلس وجذبها لتجلس باحضانه يداعب خصلات شعرها قائلا : مالك شكلك مبسوطة النهاردة؟ 

هزت كتفها : لا.. ابدا 

اصل سيدرا كانت بتزور طنط من شويه وقالت إنها معندهاش مانع ترجع الشراكة معانا تاني 

عقد حاجبيه باستفهام : ترجعها ازاي هو لعب عيال 

; يعني بتقول انه كان سؤ تفاهم ولحظة انفعال وخلاص... 

اخذ نفس عميق قبل ان يقول بهدوء مصطنع : هو فعلا خلاص.... بس الشراكة 

التفتت اليه : ولية بقي? 

: عشان ياحبيتي احنا مش بنلعب... ده قرار جواد اخده وانا موافق عليه انتهي 

قالت بتشفي : مفتكرش جواد هيمانع 

سألها بدهشة : اشمعني ؟

: أصله اتخانق مع مراته... واكيد مش... قاطعها باستفهام : وانتي عرفتي منين؟ 

أخبرته ليقوم من جوارها وينظر اليها بعدم تصديق : وانتي طبعا عاوزة تستغلي الفرصه

وحالا ماكلمتي صاحبتك عشان تجي تصطاد في الميه العكرة 

هتفت بانفعال : انا مكلمتش حد.... انا بس لقيت ان الفرصه مناسبه وان اخوك مش هيعترض 

نظر اليها بغضب : انتي ايييه.... مش هتتغير بني ادمه انانيه متهتميش غير لمصلحتك وبس ...... تفتكري لو جوتد عرف انتا متخانفين هيفكر اواي يوقع بينا زياده 

: مراد... 

: بلا مراد بلازفت.... اسمعي بقي ياساندي انا لآخر مرة  هحذرك تاخدي بالك من تصرفاتك لاني فعلا مبقاش عندي قدره علي الاحتمال.... بلاش تخليني اعمل حاجة انا مش عاوزها 

تركها وهرج ضافقل الباب خلفه لتنافض ساندي من مكانها.... تفكر هل هي بالفعل تبعده عنها بتصرفاتها بدلا من ان تقربه اليها. !! 

......... 


مرت الساعات علي زهرة طويلة وهو لايعود الي المنزل....لقد بزع الفجر تقربيا وهي واقفة بالسرعه بانتظاره وقلبها يتأكله القلق..... 

رآها من خلال مرأه سيارته ماان دخل الي الفناء ولكنه لم يدع عيناه تنظر اليها طويلا فقلبه غاضب ويحترق 

اتجهت اليه ماان دخل الي الغرفه قائلة بصوت يشوبة  الندم.. . جواد... ممكن نتكلم 

لم يجيب عليها وإنما خلع سترته والقاها علي الاريكة وتابع خطواته الي الحمام..... اوجعها قلبها وكاد ينقسم لشطرين من قسوته التي ولأول مرة يشعرها بها فلم تري منه إلا كل حنان واحتواء لذا قلبها يشعر بتلك القسوة أضعاف.... 

وقف أسفل المياة ولايدري ماذا بإمكانه ان يفعل ليهديء هذا الغضب المشتعل بداخله ... وما يغضبه اكثر هو قسوته عليها والتي لم يتخيل يوما ان يكون كذلك ولكنه لا يستطيع ألا يقسو عليها بعدما حدث .... لماذا لم تتصل به... لماذا بالأساس استمتعت لتلك المكالمه بل وخرجت ونفذت ما اراده ذلك الحقير 

لقد قطع كل الخيوط بينهما ووضع طفلها بحضنها ووضع كلاهما تحت جناحة فلماذا تستمع اليه... فرك شعره بعنف وغضب

وقد جالا براسه آلاف الصور فهو كان زوجها بيوم من الايام وقد انجبت طفلها منه..... اشتعلت غيرته اضعافا دون ارادته فهو بالنهاية رجل... رجل تحمل الكثير من أجل حبه الذي كان يعرف عواقبه ولكن دون ارادته سيطرت أفكاره عليه... لا يلومها علي شئ مما حدث بالماضي ولكنه يلومها عما حدث الليله الماضيه والذي لايغتفر بالنسبه له..... 

لا يستطيع تخيل انه بعد كل هذا مازال عاجز عن جعلها تشعر بالأمان والابشع اعترافها انها خافت وهي زوجته....!! 

تعرف انها أخطأت ولكن خطأ غير متعمد ليعاقبها عليه بتلك الطريقه 

انها تحبه وتكاد تموت وهي تراه بتلك الحاله والتي هي السبب فيها.... 

تاهبت لان تحاول مرة أخرى التحدث معه ماان خرج من الاستحمام  ولكنه لم يجيب وارتدي ملابسه وانصرف مجددا 

......... 

عقد مراد حاجبيه وهو يري أخيه ينزل الدرج في هذا الصباح الباكر.. 

: صباح الخير ياجود

هز جواد راسه : صباح النور 

: اية رايح فين بدري كدة؟ 

: الشركة 

: هتبيع لبن ولااية... 

اشاح جواد بوجهه دون قول شئ ليربت مراد علي كتفه قائلا : تعالي نقعد نتكلم شوية ..... شكلك مخنوق زيي

اومأ له جواد ليقول مراد : انا كنت رايح اعمل قهوة لنفسي تعالي اعملك معايا 

سأله جواد ; ماما عامله اية 

: كويسة زي الفل 

: قولي انت اية اللي مضايقك 

زفر جواد دون قول شئ ليهز مراد راسه ويبدأ بعمل القهوة  ولايريد الضغط عليه 

جلس جواد الي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ ليضع مراد امامه القهوة قائلا : لو حابب تتكلم انا سامعك 

: مش عاوز يامراد.... 

اومأ له : ماشي... بس بلاش تضايق نفسك كدة وبعدين شركة اية اللي رايحها بدري اوي كدة 

: عندي مناقصه ومعرفش عنها حاجة قلت اروح اشوف الورق 

: تحب احضر بدالك انا 

: لا.... بس ابقي عدي عليا عشان المحامي بتاع عمك جايبلي الأوراق اللي طلبناها بحصر ممتلكات وحسباته 

: تمام 

......... 

اهتاجت اعصابه حينما اخبره جاسر انه لايستطيع الوصول اليه : ياباشا مش موجود في بيته ولا مكتبه ولاشاف واحدة من اللي يعرفهم 

: تقلب الدنيا لغاية ماتجيبه... انت فاهم 

التفت جواد بحدة الي سكرتيرته التي قاطعت جلوسه مع جاسر ... في أية؟ 

واحد مصمم يقابل حضرتك

عقد حاجبيه : مين ده؟ 

قالت بتعلثم : بيقول اسمه أمجد الشناوي

بوغتت ملامح جاسر ليرمقه جواد بنظرات متهكمه قبل ان يقول 

: دخليه.... وانت روح دلوقتي

دخل أمجد بملامح وجهه بارده وداخله يشعر بنشوة انتصار..... لقد قضي شهور يفكر بالانتقام ولم يجد الا ان يطعنه بها.... هي الوحيدة التي تستطيع الانتقام منه ولم يكن بحاجة لشئ اكثر من ان تخرج تلك الدقائق ليشعل فتيل تلك النيران التي يراها بعيناه الان... 

قال بهدوء : جواد بيه سمعت انك بتدور عليا

نظر اليه جواد بنظرات حارقه ليكمل أمجد ببرود ; ... مفيش حمد الله علي السلامه

قال جواد بتهكم وهو يحاول التمسك باعصابه : انت هتصاحبني ولااية ياروح امك

قال أمجد ببرودة أشد : وفيها اية.... ؟! ده حتي كرم اخلاق مني بعد كل اللي عملته

انت انسي ولااية ياجواد بيه انك اخدت مني كل حاجة....

جلس جواد ووضع ساق فوق الاخري يطالعه بنظرات بارده لاتعكس النيران المشتعله بداخله: يانت اللي شكلك نسيت وعاوز مني تذكير صغير 

هز أمجد راسه وجلس قائلا : وه اللي انت عملته يتنسي.... ده انت اخدت مراتي وابن..... لم يكمل كلمته وابتلعها ماان هب جواد ناحيته وامسكه بقوة من تلابيبه يهدر به : متجبش سيرتها علي لسانك ال.... ده بدل مااقطعهولك

قال أمجد وهو يحاول تخليص عنقه من قبضه جواد : انا مقصدش حاجة.... 

ضغط جواد علي عنقه بقوة   : امال تقصد اية.... وازاي تتجرأ تكلمها ياابن ال...

قال أمجد بانفاس لاهثه : .... كنت عاوز اشوف ابني... 

دفعه جواد للخلف بعنف ليشهق أمجد يلتقف أنفاسه قائلا بخبث : ابني وحشني و

مكنتش اقصد اضايقك خالص.... بس واضح اني عملت مشكله مابينكم....  ... دي حتي زهرة اتغيرت اوي وبقت حاجة تانية وقعدت تهددني.... شكلك شديت عليها وبصراحة مالكش حق

كانت كلماته خبيثه زادت من اشتعال

غضب جواد الذي لم يلبث لحظة حتي انقص عليه و انهال علي أمجد باللكمات التي استقبلها بسعاده وبرود فكلما رأي غضب وانفعال جواد كلما تأكد انه اصاب هدفه....!! 

صاح جواد بحده ; جااااسر 

دخل اليه جاسر مسرعا ليهتف : تاخد ابن ال... تنسيه اسمه 

قال أمجد بسرعه : لا.. لا مفيش داعي.... انا مش هكررها تاني 

.......

...

مع عودته بفجر اليوم التالي ايضا كانت قدرتها علي الاحتمال قد تلاشت لتهتف به ماان هم بتجاهلها كاليوم السابق.... هتفضل تعاملني كدة لغاية امتي؟ 

قال ببرود : لو سمحتي مش عاوز اتكلم في حاجة دلوقتي 

: بس انا عاوزة اتكلم 

:وانا لو اتكلمت هزعلك فخليني ساكت احسن 

تركها واتجهه الي الاستحمام... عاد ليرتجي ملابسه وهي تنظر اليه بعدم تصديق لتلك القسوة والجفاء من جانبه... وانصدمت اكثر ماان وجدته ينام بغرفه عمر.. الهذا الدرجة؟! 


........ 

... 

استيقظت سالي باكرا علي اتصال سميه ابنه خالتها التي ماان أجابت حتي قالت بعتاب : 

أخص عليكي ياسالي... خلاص مصر نستك بنت خالتك 

: ابدا والله ياسميه ده انتي وحشاني اوي 

:لو وحشاكي كنتي كلمتني ولا سالتي عني 

: معلش لسه بتاقلم... 

قالت بمكر ; تتأقلمي ولا الحب مش مخلي راسك في مكانها 

قالت باستنكار : حب اية 

: الواد الحلوة ابن عمك ولا نسيتي.... 

قالت بسرعه : ده كان زمان... 

: ياسلام وأية اللي اتغير بقي.... 

: كبرت وخلاص عرفت انه مينفعش 

: وأية اللي قل نفعه ده انتي حتي علي ماعرفت اخدك بيته 

: متجوز ياسميه 

رفعت سميه حاجبيها..... اااه.. قولتليلي 

عموما متزعليش ربنا يكرمك بواحد احسن منه

: انا مش زعلانه... ومش بفكر في الموضوع ده دلوقتي 

: امال بتفكري في أية.... يلا احكيلي كل حاجة من وقت ماسافرتي 


............ 

... 

قالت نادين بابتسامه : الف سلامه علي حضرتك ياطنط 

قالت الهام : الله يسلمك يانادين... لسة فاكرة 

: معلش ياطنط.... والله ماما لسة قايلالي 

اومأت الهام لها لتقول ثريا والدتها : متزعليش منها ياالهام ماانتي عارفه نادين يومها كله في المستشفي 

ابتسمت لها الهام لتاتي ساندي : ازيك ياطنط ثريا... 

ازيك يانادين

:تمام وانتي عامله اية؟ 

: الحم لله 

نزلت زهرة بتردد ولكن عليها ان تنزل لهذا الغداء العائلي حيث تجمع الجنيه بالأسفل جاهدت حتي لايلاحظ احد توتر العلاقه بينهما 

لتنظر نادين الي وجهه جواد  المتجهم باستفهام ولكنه ظل صامت يشاكس عمر القابع بحضنه  .... 

التفتت الي سالي قائلة : سالي اية اخبارك 

الحمد لله 

: هتبدأي الدراسه بكرة 

هزت سالي راسها : اه.. 

: طيب لو محتاجة اي حاجة قوليلي علي طول 

اومات لها سالي لتقول ثريا : خدي بالك من نفسك ياالهام 

اومات لها لتقول نادين : انا شفت تحاليل حضرتك كلها كويسة بس الضغط عالي شوية 

قالت الهام من بين أسنانها : من اللي بشوفه

نظر اليها مراد بتحذير ليسود الصمت مجددا  

ولكنا نادين ومراد كانوا بالطبع اول من لاحظ 

وجود شئ ما بين جواد وزهرة .... 

بعد انتهاء الغداء قال جواد ... سالي تعالي علي المكتب عاوزك 

انصرفت سالي خلفه لتلتوي شفاه الهام  بابتسامه ماكرة... 

استأذنت زهرة قائلة : بعد اذنكم 

قالت نادين ; علي فين... تعالي نقعد في الجنينه شوية 

هزت راسها وسارت برفقه نادين.. لتجلس ثريا والهام يتحدثون ويتجه مراد الي المكتب خلف جواد وسالي 

قال جواد : 

... سالي انا كنت الايام اللي فاتت بتابع أملاك المرحوم ولقيت الحسابات مش مظبوطة خالص 

واضح ان عمي اخر كام شهر كان سايب كل حاجة في ايد اللي اسمه راضي ده 

انا خليت ناس من عندي تدقق في كل حاجة ودي النتايج 

قالت سالي بهدوء : انا مش بفهم في الحاجات دي

قال جواد بجديه :لازم تفهمي.. ده فلوسك واملاك

قالت وهي تضع الملف علي المكتب :انا هسيب كل حاجة ليك انت ومراد تتصرفوا فيها 

قال جواد ; احنا معاكي بس برضه لازم تكوني موجودة وتفهمي كل حاجة

هزت راسها ليكمل ;  

هيبقي مطلوب منك كل كام يوم تكوني موجودة معانا في الشركة تتكلمي مع المحامي و المحاسب المسؤل عن املاكك 

عشان يعوفوا انك موجودة ومتابعه  

: ومتقلقيش من حاجة احنا معاكي 

قالت برقه : مرسي علي اللي بتعمله معايا 

دخل مراد ليخبره جواد ببعض الأمور المتعلقه بالعمل لتتابعه نظرات سالي والتي خانتها دون إرادتنا ليداعب خيالها حلمها القديم 

....... 


قالت نادين بهدوء : فهماكي يازهرة بس معلش هو برضه معذور 

: عارفه يانادين بس غصب عني خفت عليه 

:اديله كام يوم وهو هيهدي ويفهم.. 

: تفتكري 

: طبعا... جواد بيحبك... هو بس غصب عنه غيرته سيطرت عليه 

قالت بشجن :اول مرة احسة قاسي عليا اوي كدة حتي مش مديني فرصة اتكلم معاه 

: تحبي اكلمه 

هزت راسها : لا بس انا كنت عاوزة إتمام معاكي في موضوع

نظرت اليها نادين باهتمام لتتردد زهرة قليلا قبل ان تقول : انا... انا 

قالت نادين بتشجيع : في أية يازهرة اتكلمي 

: انا كنت باخد حبوب منع الحمل.... ارتجفت يداها وخفضت عيناها لتكمل بخفوت : كنت 

خايفة... يعني... يعني انتي عارفة اللي مر عليا وكنت غصب عني خايفة اربطه بيا وانه يلاقي نفسه مضطر يكمل معايا... و.. قاطعته نادين بهدوء، وتفهم : زهرة انا مش بحكم عليكي وصدقيني حاسة بيكي 

هزت راسها : عارفة.... بس يعني كانت لحظة ضعف ولقيت اني كنت غلط وانه ميستاهلش مني كدة فوقفت الحبوب من فترة... بس بس محصلش حمل وجواد اتكلم معايا انه نفسه في طفل... 

نظرت لنادين بنظرات تائهة : تفتكري ان الحبوب سببت مشكله 

هزت راسها بابتسامه مطمئنة : لا مفتكرش... هو يعني بيكون تأثيرها ممكن مستمر فترة قصيرة بعد ماتوقفيها انتي بس متقلقيش وعموما عشان تتطمني لو محصلش حمل الشهر ده عدي عليا في المستشفي اعملك سورة فحوصات 

هزت زهرة رأيها بابتسامه لتربت نادين علي يدها بتشجيع : وان شاء الله يحصل حمل وكل حاجة تبقي كويسة 

قالت بامتنان : يارب 

.......... 

... 

في الصباح التالي خرج جواد من الحمام ليجدها بانتظاره قائلة بهدوء : صباح الخير 

اتجه لغرفة الملابس قائلا :صباح الخير 

حاولت التحدث ولكنه قال دون أن ينظر اليها :عمر فين؟ 

قالت وهي تفرك يداها فلم تعد تحتمل المزيد من هذا الجفاء :في الجنينه مع ماكس

قال باقتضاب : طيب جهزيه عشان اخده في طريقي 

: انت مش هتفطر 

: لا... 

خرج من الغرفة ينادي الخادمه : 

صفاء ابتعتلي قهوة علي المكتب 

وقولي لسالي نص ساعه وهنتحرك 

تجاوزها ونزل الدرج بينما وقفت مكانها متسمرة وهي لاتصدق مايفعله بها لتزيد الطين بله ساندي التي همست بجوار اذنها بخبث :  أصل اول يوم كليه ليها النهاردة وانتي عارفة انها مش من القاهرة جواد صمم ياخدها معاه 

التفتت اليها زهرة قائلة ببرود : مفيش مشكله... 

نزلت الي طفلها قائلة : يلا ياعمر عشان اجهز للمدرسة 

: مامي خليني العب مع ماكس شوية 

هزت راسها : لا... يلا ياحبيبي هتتاخر 

قال برجاء : طيب مش هنروح اتيته 

هزت راسها : حاضر هشوف مع جواد 

بعد ان انتهت نزلت اليه لتجده يضع أوراقه في حقيبته 

قالت : جواد ممكن ابقي اخد عمر لماما بعد المدرسة 

قال بنبرة قاطعه : لا 

نظرت اليه باستفهام ليقول دون النظر اليها :مش فاضي النهاردة

غص حلقها لتقول بتماسك حتي لاتبكي ;هنروح احنا ونرجع بدري 

قال بجمود : خروج لوحدك لا 

انصدمت ملامحها لتوقفه : جواد 

: افندم 

قالت بغضب دفين فهي لم تفعل شئ ليعاقبها بتلك الطريقه ; انت هتفضل كدة كتير 

قال بجمود : اظن الوقت والمكان مش مناسب لأي كلام 

: وامتي هيكون الوقت مناسب انت تقريبا مش بتكون موجود في البيت 

التفت اليها قائلا : فارق معاكي في ايه وجودي.... انا كدة  كدة  زي قلتي في حياتك 

مجتش علي وجودي في البت 

هل يمكن أن يتحول هذا الكيان من الحنان والاحتواء لهذا القاسي الذي يجلدها بكلماته لغلطه واحدة لم تقصدها ... بينما هو يجاهد ليكون بتلك القسوة ولكنها قست عليه بمثلها وهي تشعره ان مجرد كلمه من هذا الحقير اخافتها وفازت امام كل كلماته المطمئنة لها طوال شهور 

راقبت انصرافه بعيون لمعت بها الدموع الممتزجة بلهيب غيرة واضحة وهي تري تلك الفتاه تنصرف برفقته.... 

..... 

مضي الطريق بصمت تخلله بعض الضحكات مع عمر الذي اوصله الي مدرسته ثم 

أوقف السيارة أمام البوابة الجامعية قائلا :لو عاوزة حاجة كلميني.... 

اومات له ليقول : 

تحبي اعدي عليكي اروحك 

قالت بابتسامه :

لو مش، هيكون فيها تعب ليك.. يعني علي مااعرف الطريق

هز راسه ; 

لا مفيش مشكلة.. انتي في طريقي اصلا 

هل عادت أحلامها تراودها من جديد لماذا شعرت بهذا وهي بجواره... خانتها عيناها طوال الطريق تتأمل هيئته الرجوليه واسترجع احلام مراهقتها 

.......... 

...... 

نظرت الهام الي ساندي التي لمعت عيونها بالمكر وهي تقول : عندي ليكي اخبار بمليون جنيه ياطنط 

....... اخبرتها بهذا السر الذي استمتعت اليه بالصدفه بالأمس بين نادين وزهرة 


...... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !