نظرت وسيله لانعكاس صورتها بالمرأه لتعض علي شفتيها بقوة تكبح شهقاتها الباكيه وحتي تشيح بوجهها عن النظر لنفسها بالمرأة بينما سيطر الخزي علي ملامحها ... هزت راسها وازداد شعورها تجاه نفسها بالازدراء والاحتقار وهي تستسلم المره تلو الأخري لمشاعرها بتلك اللحظات التي تسرقها خلسه وبعد انتهاء تلك اللحظات لا يبقي بداخلها الا مرارة الخزي من نفسها .... عكسها تماما كان عمر واقف اسفل المياه يخلل أنامله بخصلات شعره التي امتلئت بالرغوة البيضاء يدندن بصخب وشعور بالسعاده والراحه يتخلل أوصاله ...انتهي من استحمامه ليقف أمام المراه الضخمه وبيده يمسح بخار المياه عنها فيري انعكاس صورته الباسمه فيطلق مجددا المزيد من الألحان من بين شفتيه ....لقد ترك كل شيء وركض إليها لأنها الوحيده التي تمنحه ذلك الشعور المحبب بالراحه والسلام والسعاده فلايشعر معها إلا بكل راحه في كل مره يراها بها ...أنها الفتاه التي سيكون كاذبا أن قال إنها من طالما حلم بها فهو لم يحلم من قبل بوجود فتاه بحياته ولكنها الفتاه التي أكملت ماكان ينقصه فشعر بتخمه الاستكفاء وأصبح عنده استعداد أن يكتفي بها عن كل من حوله ...!
بصعوبه حاولت وسيله السيطره علي دموعها وهي تزيحها من فوق وجنتيها الحمراء بينما رفعت شعرها المبلل بفوضويه اعلي راسها بتلك الربطه المعلقه بمعصمها ثم مالت علي الأرض تبحث عن حذاءها لتضعه بقدمها وتنحني لتعقد ربطته بنفس الوقت الذي شعرت بخطوات عمر تتجه إليها ...عقد عمر حاجبيه بدهشه حينما وجدها قد ارتدت ملابسها بينما تركها قبل قليل نائمه ليقول بابتسامه مشرقه وهو يتجه ناحيتها : صحيتي امتي ياسيلا
قالت وسيله باقتضاب وهي تتجنب النظر إليه وتتشاغل بربط حذاءها : من شويه
اوما لها وترك المنشفه التي كان يجفف بها خصلات شعره علي طرف المقعد ليتجه إليها بينما كانت ماتزال قطرات المياه عالقه فوق عضلات جسده الذي اخفي نصفه السفلي بمنشفه كبيرة ...سيلا !
رفعت وجهها إليه ولكن ما أن التقت عيناها بعيناه حتي ابعدتها بجفاء لم يفسر سببه بعد ما حدث بينهم قبل قليل ليتفاجيء بها تجذب حقيبتها من علي الأرض وتتجه الي الباب ...اسرع خلفها بعدم فهم : وسيله انتي رايحه فين ؟
قالت باقتضاب وهي تتابع خطواتها : ماشيه ؟!
عقد حاجبيه بعدم استيعاب لحالتها النافره: ماشيه ؟!
أومات له واتجهت الي الباب دون تفسير ليسرع عمر خلقها يمسك بذراعها : وسيله استني ..؟
بحركه تلقائيه جذبت ذراعها من يده ليبدو النفور علي ملامحها فتزداد عقده جبين عمر الذي سألها : مالك يا وسيله ....انا ضايقتك في حاجه ؟
هزت راسها ليسألها مجددا : طيب في ايه ....رايحه فين ؟!
لاح الانزعاج علي ملامحه بينما كل ما استمع إليه منها هو تلك الكلمات التي قالتها بصوت مختنق بالدموع : عاوزة اروح !
اوما لها برفق بينما حالتها الغريبه اربكته ولكن قلبه التاع لرؤيتها بتلك الحاله : طيب استني البس وهروحك
هزت راسها ولم تنتظر سماع شيء منه بل فتحت الباب وأسرعت الي الخارج ليحاول عمر اللحاق بها ولكن ما أن خطت أقدامه الحافيه الباب حتي أدرك أنه مازال يحيط خصره فقط بالمنشفه ليسرع الي الداخل يجذب ملابسه يرتديها علي عجل للحاق بها ...!
غشت الدموع عيون وسيله وهي تركض ذلك الممشي المؤدي الي خارج الحديقه الصغيرة المحيطة بالمنزل فلم تشعر بسوارها الذي أنفك قفله ووقع منها علي أحدي درجات السلم الرخامي ....!
......
.........
عقد عاصم حاجبيه باستفهام : ليه يا ثراء ؟!
هزت ثراء كتفها وقالت بخفوت : يعني ده ترشيح مسز ريهام والباشمهندس سيف في الاول والاخر وهما شايفين روضه اكفء مني وطبعا اكيد عندهم حق
رفع عاصم حاجبه : وانتي مش كفء ؟!
هزت كتفها تخفي الخبث في نظراتها وهي تقول ببراءه مزيفه : زي ما قولت لحضرتك هما شايفين أن روضه اكفء مني في المشروع ده وعشان كده مترشحتش
اوما عاصم وبلحظه كان يرفع سماعه الهاتف بجواره : سيف عاوزك في مكتبي
قالت ثراء بارتباك وهي تعتدل واقفه : بلاش يا باشمهندس تكلمه في حاجه بخصوص الموضوع ده
اشار لها عاصم بهدوء : ليه ...ده حقك
هزت راسها : لا طبعا وانا كلامي مع حضرتك مكنش شكوي ابدا ....انا بس كنت بقول اني كان نفسي اكون ضمن ال team , اللي هيشتغل المشروع ده
قال عاصم بتأكيد : وهتكوني أن شاء الله...ده وعد مني
ابتسمت له لتقول سريعا : طيب استاذنك مكنش موجوده وحضرتك بتكلم الباشمهندس سيف احسن يفتكر اني اشتكيت مسز ريهام ولا حاجه
اوما عاصم قائلا : زي ما تحبي
خرجت ثراء من الغرفه وقلبها يتراقص بين ضلوعها حتي كاد ينفجر بينما لم تتوقع أنها ستصل بتلك السهولة لما تريد ....عادت الي مكتبها تحاول بجهد اخفاء ابتسامتها المنتصره بينما تتوقع بين لحظه والاخري أن يأتي خبر وجودها مكان روضه بهذا العمل ...!
......
.........
دخل مراد الي الغرفه ذات الاضاءه الخافته ليري أن جوري قد استغرقت بالنوم مع أنه قد تركها قبل نصف ساعه فقط ليستغرق بمكالمه تخص عمله .... ابتسم بحنان يؤكد لنفسه أن الحمل هو ما يربك ويغير من تصرفاتها بينما لم تكن تنام الا بوجوده .....خلع التيشيرت الذي يرتديه والقاه جانبا ثم اتجه الي جانبه من الفراش والذي وجدها احتلته بجسدها الصغير الذي مددته بعرض الفراش بطريقه مضحكه وهي تحتضن بضع وسائد
جلس علي طرف الفراش ومد يداه برفق تجاه كتفها هامسا: جوجو ....وسعي يا روحي عشان انام ...!
همهمت وتقلبت لتحتل مساحه اكبر من الفراش حتي كاد يقع من المساحه الصغيرة التي جلس عليها ليرفع مراد حاجبه متبرطما بمرح : بقولك وسعي ياروحي مش وقعيني من السرير
تمتمت جوري دون أن تفتح عيونها : انا مرتاحه كده !
ازدادت رفعه حاجبه علي تلك الكلمه ليسالها باستنكار مرح : وانا مش مرتاح ....انام فين يا جوجو
فتحت جوري نصف عين ونظرت له بملامحها الطفوليه البريئه والتي يستحيل أن يدرك مدي مكر الانثي خلفها
: مراد انت مصحيني عشان كده ...ما تنام في أي مكان ...نام في الاوضه التانيه
افلتت نبرته المستنكرة : لا ....كله الا كده
انا متحمل هرموناتك اه بس جو نام في الاوضه التانيه مش هتحمله
بابتسامه ماكره نظرت له جوري بهدوء وهي تتزحزح له إلي نهايه الفراش فيسقط الغطاء من فوق جسدها الذي أرادت فوقه منامه ذات قماش حريري بلون الكشمير الذي لمع تماما كما لمعت بشرتها ...حك مراد عنقه ولم يستطيع ابعاد عيناه عن تأمل فتنتها وسرعان ما داعبت نظراته اللعوب عيناه وهو يتوسد الفراش الي جوارها ويتزحزح حتي كاد يلتصق بها ....مال فوقها يتطلع الي جمال وجهها وهو يداعب خصلات شعرها بأنامله بينما تلتهب نظراته بالاشتياق وهو يهمس اسمها : جوجو ...نمتي !
تمتمت جوري : ممم
قرب شفتاه من أذنها يهمس بحميميه : وحشتيني !
ابتسمت شفتاه حينما أتاه همسها الهاديء : وانت كمان
ولكن بنفس اللحظه انزعجت كل ملامحه ما أن تابع صوتها القاطع وهي تجذب الغطاء بقوة : عاوزة انام يامراد ...!
......
..........
أشارت زينه لشافعي وهي تلمح سياره عمر بالممر : اهو عمر موجود يا شافعي ....اقف
اوما الرجل واوقف السيارة جانبا بجوار باب المنزل الخارجي حيث لا تستوعب الحديقه أكثر من سيارة وهاهي سياره عمر تسد الفناء ...نزلت زينه واتجهت الي البوابه الخشبيه لتفتحها بيدها وتدخل متجهه الي الباب لتمتليء نظراتها عتاب وهي تضغط الجرس بينما علمت بمحض الصدفة منذ عده ساعات بأنه هنا في الاسكندريه وقد عاد من مهمته حينما حدثتها احدي صديقاتها والتي تسكن بنفس المكان واخبرتها عن رؤيتها لعمر
علي عجل اسرع عمر يفتح الباب بينما مازالت يداه تغلق ازرار قميصه ليتفاجيء بوالدته أمامه .... ماما !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
باقي الفصل بكرة أن شاء الله
اقتباس من القادم
عقدت زينه حاجبيها وهي تقلب بين يدها ذلك السوار الذي انحنت والتقطته من فوق الدرج لترفعه بين يديها فيتدلي من نهايته حرف ال w والذي لا تحتاج لفطنه لتدرك باقي الاسم ولا تحتاج لمعرفه ماذا تفعل فتاه بمنزل ابنها الشاب !
ابتلعت ببطء بينما تخفي السوار بيدها وهي تركب بجوار ابنها الذي تابع بحماس : هتحبيها جدا يا ماما لما تتعرفي عليها. ....هتقولي عمر اول مره يعمل حاجه كويسه في حياته
عقد حاجبيه حينما تفاجيء بزينه تقول بكلمات تغاير موقفها قبل قليل : عم
ر جايز بابا عنده حق وانت لازم تصرف نظر عن البنت دي !
تسرع عمر والخفاء جوازه من وسيلة حيخلى زينة تشوف وسيلة بشك وحش
ردحذفوسيلا صعبانه عليه جدل زينه هتفهم موضوع مش صح
ردحذفبجد يعني عمر ووسيلة بالذات عايزة الحرق وتستاهل اللي زينة فكرت فيه عليها
ردحذفمنك لله يا عمر نيلت الدنيا
ردحذفاه ياثراء ياحربايه وعاصم اهبل كدا يطوعها مش يسأل الاول علي قد منا مبسوطه أن زينه مشافتشي وسيله وهيا مع عمر علي قد ما بقول إن عمر دا نحس
ردحذفثراء شخصيه انتهازيه حقوده بتستحل تعب وجهد غيرها
ردحذفزينه اخذت فكره مش كويسه عن وسيله وماراح تقف مع عمر في موضوعها وانا شايفه راح يظلوا أهله رافضين موضوع ها ويجبروه يتركها
تسلم ايدك
ردحذفوسيله صعبانه فعلا عليه
واو الله عليكي ي جوري ي قمر ♥️♥️♥️
ردحذفتحفة يا رونا يا مبدعة ثراء انتهازية ومكارة
ردحذفعمر .. و تسرع عمر ... و تهور عمر اللى ودانا كلنا فى داهيه منك لله يا ابن عاصم
ردحذفجميل ومتتاخريش علينا فى نزول البارت
ردحذفربنا ياخد اشكاللك يا ثراء ويارب نشوف نهايتك زفت وتتعاقبى على افعالك الزفت ديه وتتكشف حقيقتك لى عاصم ويربيكى صحيح بنى ادمه حقوده وبتكره الخير لغيرها
ردحذف