السادس والثلاثون

16


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظرت زينه الي عمر ما أن فتح الباب : ماما !

قالت زينه بعتاب : كده ياعمر اعرف بالصدفه انك رجعت من ماموريه شغلك ؟!

تعلثم عمر وهو يبعد عيناه عن عيون والدته قائلا : انا ...انا لسه راجع و...

شددت زينه علي نفس نبرتها المعاتبه : وليه مرجعتش علي البيت 

هز كتفه بلا اجابه ليشير لها أن تدخل فدخلت زينه بضع خطوات وتوقفت أمامه تسأله : عمر سالتك مرجعتش البيت ليه 

هز كتفه قائلا : ابدا يا ماما ....قولت بس ارتاح وبعدين كنت هرجع 

لم تصمد زينه أمام اشتياقها له لتحتضنه بحنان قائله : حمد الله علي السلامه يا حبيبي ...انت كويس 

اوما لها وهو يبتعد عن حضنها : كويس 

أمسكت بكتفه ونظرت الي ملامح وجهه التي يحاول اخفاءها عن نظراتها الثاقبه وهي تسأله : في ايه يا عمر ....حاجه حصلت ؟

هز رأسه لتقول بلطف وهي تربت علي وجهه : انت زعلان من بابا 

هز رأسه مجددا وافلتت تنهيده من صدره بينما يريد أن ينتهي هذا التحقيق الذي تجريه والدته معه باسرع وقت ليلحق بوسيله ليقول بتساؤل : حضرتك جيتي ليه ...؟

مجددا نظرت له زينه بعتاب : بلاش اطمن عليك 

هز رأسه قائلا : لا مش قصدي ...انا كنت راجع البيت زي ما قولتلك مكنش في داعي تتعبي نفسك 

قالت زينه بحنان وهي تمرر يدها علي كتفه : متعبتش ولا حاجه ....اول ما طنط مريهان قالت ليا أنها شافتك خليت شافعي يجيبني علي طول 

اوما لها متنهدا مره اخري ومجددا سألته زينه بقلق : مالك يا حبيبي 

هز راسه وربت علي كتفها : انا كويس ...يلا بقي ارجعي البيت وانا هحصلك 

نظرت له زينه باستنكار : لا انت هترجع معايا 

قال عمر بمراوغه : هحصلك ياماما بس عندي مشوار 

هزت زينه راسها باصرار وهي تضع يدها بذراعه : مش هرجع للبيت من غيرك 

رفعت إليه وجهها الباسم وتابعت بمكر : ولا مش عاوز تحكيلي عن البنت اللي كلمت بابا عنها 

لمعت عيون عمر ونظر الي والدته بترقب وهو يسألها : وسيله !

أومات له بابتسامه حنونه وهي تداعب وجنته : اسمها حلو ....حلوة بقي زي اسمها 

اوما عمر بابتسامه استطاعت والدته رسمها علي شفتيه لتتابع زينه وهي مازالت تحتضن ذراعه : طيب يلا بينا واحكيلي عنها كل حاجه ....ابتسمت له بتشجيع وتابعت : وانا هفضل ورا عاصم لغايه ما يوافق 

لمع الحماس بعيناه : بجد يا زوزو

أومات له بثقه : طبعا يا حبيب زوزو ... انت بس خليك هادي وبلاش تعمل مشاكل تاني ياعمر وبابا هيوافق علي طول اول ما يحس انك اتغيرت 

فرك عمر خصلات شعره وقال بدفاع عن نفسه لاول مره : انا مبقتش عاوز اعمل مشاكل ....واللي حصل اخر مره مش انا اللي بدأته 

أومات زينه بابتسامه : ماشي ياحبيبي ... اللي فات مات خلينا من النهارده ...انت اهو رجعت شغلك وهترجع معايا البيت وبابا لما هيشوف بعينه انك اتغيرت هيوافق ونروح نطلب البنوته اللي اخدت قلبك دي علي طول 

شاكسته بمرح : طيب يلا بقي عشان تحكيلي علي اللي خلتني اشوف في عينك التغيير ده 

ابتسم عمر لها وقال سريعا : طيب اسبقيني وانا هجيب الجاكيت بتاعي واحصلك علي طول 

أومات زينه واتجهت الي الخارج بينما اسرع عمر الي الغرفه يلتقط هاتفه ويتصل مرارا بوسيله دون اجابه 

.........

....

نظر شافعي الي زينه التي قالت : اسبقني انت ياشافعي وانا هرجع مع عمر 

اوما لها : حاضر يا مدام 

اتجه للخارج لتستدير زينه تجاه الباب تنتظر خروج عمر ثم تتطلع الي ساعتها ليخطف نظرها ذلك البريق الذهبي الذي انعكست عليه اشعه الشمس .....قطبت جبينها واقتربت بضع خطوات تتطلع الي ذلك السوار الملقي علي الدرج الرخامي والذي انحنت لتلتقطه  وترفعه أمام وجهها باستغراب ....!

زم عمر شفتيه بحنق وهو يضغط علي شاشه الهاتف يرسل رساله صوتيه الي وسيله : وسيله ردي عليا ...ايه اللي حصل انا هتجنن من القلق عليكي ....طيب طمنيني علي الاقل 

زفر بضع مرات وعاد يتصل بها ولكن قبل أن يضغط علي زر الاتصال كانت تصله رساله مقتضبه منها : انا كويسه !

زم شفتيه بحنق من عدم اجابتها عليه بينما يكره أن يكون فريسه لعدم فهم شيء ...!

........

..........

رفعت امتثال عيناها من فوق سطور المصحف الشريف الذي وضعته بين يديها تقرء به ما أن استمعت لصوت مفاتيح وسيله تدور بالباب ....خلعت نظارتها الطبيه ووضعتها علي الطاوله بجوار المصحف واتجهت إليها بلهفه : ايه يا وسيله اتاخرتي ليه يا حبيبي ؟

قالت وسيله وهي تزيف ابتسامه هادئه علي وجهها : معلش يا تيته خرجت مع نرمين شويه 

أومات جدتها قائله : طيب يا روحي يلا ادخلي غيري هدومك علي ما احط الغدا ....ابتسمت لها وتابعت : عملتلك ملوخيه بالارانب 

لا تشعر برغبة في تناول شيء ولكنها لا تريد أن تلفت نظر جدتها أن هناك شيء بها لذا هزت راسها واتجهت الي غرفتها لتلقي حقيبتها علي الفراش وتخلع ملابسها بحنق وضيق من نفسها .....وقفت اسفل المياه الدافئه تفرك جسدها دون وعي بينما كل ما حدث سيطر عليها لتعقد حاجبيها بقوة ما أن شعرت بهذا التهيج يصيب كامل جيدها من فرط حكها الشديد له ....أغلقت المياه وامسكت بالمنشفه تربت علي جسدها الذي احمر برفق 

تنهدت بضع مرات وهي تهز راسها بعدم رضي عن نفسها حتي أنها خشيت أن تنظر لانعكاس صورتها بالمرأه 

فجلست علي طرف الفراش ووضعت أحدي الكريمات الملطفه علي ذراعها ثم دون أن تتعمد كانت تتطلع الي المراه حتي تصل لكتفها وتضع عليه الكريم لتتسع عيونها وهي تري تلك البقع الحمراء تغطي عنقها ومقدمه صدرها وبقوة يضربها الشعور بالخزي وتبعد عيناها بسرعه عن النظر لتلك الآثار المخزيه التي بيأس حاولت إخفائها بارتداء تلك البلوزة ذات العنق الطويل ..... لاحظت امتثال شرودها طوال وقت تناولهم الغداء لتسألها بحنان : مالك يا سيلا ....حد ضايقك 

هزت راسها سريعا : لا انا كويسه ....بس صدعت شويه 

أومات امتثال وتظاهرت أنها تصدقها وصدق حدثها بأن هناك ما يضايقها ما أن انتظرت قليلا قبل أن تسألها : عمر هيرجع امتي ؟!

تعلثمت وسيله وهزت كتفها بكذب : مش عارفه 

نظرت لها امتثال رافعه حاجبها : مش عارفه 

أومات وسيله وقالت بارتباك : يعني يا تيته ....الماموريات دي بتكون سريه ومحدش يعرف مواعيدها 

أومات امتثال متنهده لتسالها مجددا : ووالده 

ابتلعت وسيله ببطء وهربت الدماء من وجهها حينما سمعت تلك الكلمه لتقول بثقل : ماله ؟

قالت امتثال باستفهام : لسه تعبان ولا صحته اتحسنت 

عضت وسيله علي شفتيها بينما تبحث عن كذبه تخبر بها جدتها لتقول بارتباك واضح : كويس ....قصدي لسه تعبان ...تعبان يا تيته

أومات امتثال قائله : ربنا يشفيه ويرجعه بالسلامه 

أومات وسيله ليسود الصمت ولكن نظرات جدتها الثاقبه ظلت تراقبها لتقوم وسيله من مكانها وتحمل الاطباق قائله : انا هنصف السفرة يا تيته ارتاحي انتي 

هزت امتثال راسها قائله : لا متتعبيش نفسك ...انا هقوم أنصف بس انتي كلي اي حاجه حلوة عشان وشك دبلان ومش عاجبني 

وضعت وسيله يدها علي وجهها بتلقائيه لتربت امتثال علي كتفها قائله : انا حاطه الفاكهه جوه علي الترابيزه ادخلي كلي تفاحه انتي بتحبي التفاح 

أومات وسيله وأسرعت تغادر من أمام جدتها التي تنهدت بثقل بينما تخشي علي حفيدتها من هذا الحزن الذي تسرب الي حياتها مؤخرا وتشعر بأن هناك شيء تخفيه عنها ولكنها لا تدرك ماهو ..!

..........

....


عقدت زينه حاجبيها وهي تقلب بين يدها ذلك السوار الذي انحنت والتقطته من فوق الدرج لترفعه بين يديها فيتدلي من نهايته حرف ال w والذي لا تحتاج لفطنه لتدرك باقي الاسم ولا تحتاج لمعرفه ماذا تفعل فتاه بمنزل ابنها الشاب !

تماسكت وهي تخفي ارتعاشه يدها بينما تستدير تجاه صوت المراه خلفها  

: مريهان 

احتضنتها قائله : عامله ايه يا زينه ...وحشاني جدا 

بادلتها زينه الاحتضان قائله : الحمد لله ..انتي عامله ايه ؟

: انا كويسه ...سيف وجوري عاملين ايه 

سلامات واسئله لدقيقه حاولت زينه تجاوزها سريعا لتصل إلي ما تريد السؤال عنه لتقول بتمهل : مريهان 

هو ...هو عمر كان معاه حد لما شوفتيه 

صمت المراه أكد ظنون زينه التي قالت وهي تعض علي شفتيها : قولي ومتقلقيش

تمهلت المراه بينما تقول بحياديه : بصي هو انا ماخدتش بالي اوي ...

نظرت لها زينه لتخفض المراه عيناها وتهز رأسها : اه يازينه كان في بنت معاه ...!

غص حلق زينه بينما تمنت أن يخلف ظنونها ولا يكون ابنها فعل شيء كهذا لتقول مريهان بأسف : وللاسف مش اول مره اشوفها معاه ...!

غامت عيون زينه بالحزن بينما لم يترك ابنها شيء سيء إلا وفعله وكل ما كان يخشاه عاصم هاهو حدث !  

..........

....


ابتلعت زينه ببطء بينما تخفي السوار بيدها وهي تركب بجوار ابنها الذي قال بحماس كطفل صغير وهو ينطلق بسيارته : انا سمعت كلامك اهو وهسمع كلام بابا بس انتي لازم تقفي جنبي وتكلميه يوافق علي جوازنا في اسرع وقت ....انا مبقتش قادر اعيش من غيرها يا ماما 

هتحبيها جدا يا ماما لما تتعرفي عليها. ....هتقولي عمر اول مره يعمل حاجه كويسه في حياته 

عقد حاجبيه حينما تفاجيء بزينه تقول بكلمات تغاير موقفها قبل قليل وهي تلتفت إليه بجديه : عمر جايز بابا عنده حق وانت لازم تصرف نظر عن البنت دي !

تمهلت قدمه من فوق دواسه الوقود وعقد حاجبيه بقوة : ايه ؟!.

.......

...........

نظر ايهم الي ابنته بجبين مقطب : ايه ؟!

قالت هنا ببساطه : بسأل حضرتك .. هي غرام ضايقتك في حاجه ؟

هز رأسه وقال باقتضاب. وهو يتطلع الي ابنته يحاول استشفاف سبب سؤالها  : وهي هتضايقني في ايه 

هزت الفتاه كتفها وقالت بتلقائيه: معرفش ....بس حضرتك يعني .....قبل أن تفكر في باقي سؤالها كان ايهم يهتف بنفاذ صبر نابع من شكوكه أن تكون تلك الفتاه قالت أو لمحت بشيء :  انا ايه ...؟!

دب الخوف بعيون الفتاه من عصبيه ابيها الغير مبررة لتقول سريعا : يعني يا بابي معرفش حاسه انها خايفه منك 

تسرب الضيق الي قلبه من فضح ماحدث بسبب عصبيه تصرفاته ليهز كتفه قائلا باقتضاب :  لا وانا هخوفها ليه 

قالت هنا بفطنه : عادي بس حسيت انها بتخاف تكون موجوده قدام حضرتك ... لما بتكون موجود هي مش بتخرج من اوضتها 

قال ايهم بتهرب وهو يضع عيناه في طبقه : جايز محرجه ولا حاجه ...معرفش يا هنا  

قالت سريعا وهي تعتدل واقفه : حيث كده هقوم اجيبها تتغدي معانا  

قتلت غرام  نظراته ودقات قلبها المتسارعة بينما وقعت فريسه له طوال جلسه الغداء التي اظطرت لها اسفل إصرار هنا وحلا والذي ايضا لم تتناول منه شيء بسبب نظراته 

بعد وقت قليل قام ايهم وهو يدفع بمقعده للخلف ويتجه الي غرفته ....مالت حلا تجاه غرام  التي قامت هي الأخري بعد انصرافه هامسه بعفويه  : هيحبك اوي لو عملتي له فنجان قهوه بعد الغدا 

ضحكت وتابعت بمرح : قهوتي انا وهنا زفت وهو دايما بتفور منه ...إنما انتي بقي شاطره وهتعملي له فنجان قهوة يضبط دماغه ويفك وشه 

ضحكت هنا لتفرك غرام يدها بارتباك قبل أن تسأل حلا بتردد :  قهوته ايه ؟

قالت حلا بتفكير :  مضبوطه 

.....

..... 

رفع ايهم عيناه بدهشه ممزوجه بالاستنكار حينما وجد غرام تدخل من الباب حامله فنجان من القهوة ...اقتربت منه بضع خطوات لتنحني تضعها أمامه علي الطاوله 

ليرفع عيناه المتسنكرة إليها بتساؤل :  ايه ده ؟

قالت غرام بتعلثم : حلا قالت انك بتحب تشرب قهوة بعد الغدا 

انتفضت بفزع حينما أطاح فجأه بالفنجان بيده مزمجرا بغضب : ومين قال إني عاوز حاجه من ايدك 

لمعت الدموع في عيناها وتراجعت بخوف منه حينما هب واقفا من مكانه ليتجه الي بخطوات غاضبه هادرا وهو يمسك بذراعها : اسمعي ...الكلام اللي قولته مش هعيده تاني ...اي حاجه في دماغك وفاكره باللي بتعمليه ده هتوصلك ليها تنسيها ...فاهمه 

ابتلعت غرام غصه حلقها ليزجرها مجددا بصوت مرعب : انطقي ..فاهمه !

أومات له بخوف وأسرعت تركض من الغرفه وتسبقها دموعها 

بينما عاد ايهم ليجلس علي مقعده بغضب ليزداد بداخله شعوره بالضيق من كل ما يحدث .... لم يكن يوما رجلا متجبرا علي امرأة أو فتاه مثلها ولكنه يفعل هذا لصالحها فلا يريدها أن تتأمل عبثا ...!

.......

..........

عقد رشدي حاجبه باستفهام : يعني ايه ؟

قال نديم باحتدام وهو يحاول احتواء غضبه الشديد : يعني انا عاوز مراتي ...!

اوما رشدي : الكلام ده مش وقته يا نديم ...لسه انا معدتش اللي انت عملته ده غير ترتيبات الفرح 

هتف نديم بانفعال : مش هعمل فرح ...انا وهي خلاص اتجوزنا 

حك ذقنه بحنق وتابع : وبالنسبه لأي حاجه انا عملتها أو بعملها دي تخصني انا وبس

اعتدل واقفا وهو يتابع بحزم : بكره هاخدها 

أوقفه رشدي قبل أن يغادر ليسأله باستنكار : ده أمر ؟!

هز نديم رأسه وتحلي بالبرود وهو يقول : مالوش مسمي 

اتجه الي رشدي ووقف أمامه متابعا بحنق من بين أسنانه : لو حضرتك مش موافق ومصمم أطلقها موافق ....نظر له بمغزي وتابع : ووقتها انا مش هخبي السبب الحقيقي وعقول اني طلقت بنتك الكريمه لما عرفت أنها راحت برجلها لابن السيوفي ...احتقن وجه رشدي بالصدمه ليتابع نديم بانفعال : وياعالم ايه اللي حصل بينهم 

اندفع نديم خارج غرفه رشدي الذي فرك وجهه بعصبيه شديده وعلي الفور اتجه للاعلي حيث غرفه ابنته ..! 

........

...

: عمر ...عمررررر !

تجاهل عمر نداء والدته التي ما أن غادرت السيارة حينما توقف امام بوابه المنزل حتي انطلق بها خارجا 

وقفت زينه مكانها تدفع خصلات شعرها بعنف للخلف وهي تهز راسها ....ظل صامت طوال الطريق بعد ما قالته ولم يتكبد عناء السؤال سواء عن سبب تغيرها رأيها بعد لحظات من وقوفها خلفه ولا حتي تكبد عناء الجدال معها لتغير رأيها ....كانت تريد منه السؤال ليحصل علي اجابتها بأنه أساء اختيار الفتاه ولكنه لم يسأل ولم يهتم وغادر ...! 

أسرعت تينا للخارج علي صوت زينه لتسألها بفضول وهي تلمح سياره عمر تغادر : في ايه يا طنط ....هو عمر رجع 

زمت زينه شفتيها بقهر : رجع !

كالعاده لا تفهم تينا شيء لأنها تسمع من طرف واحد وحينما تكون حاضره المشكله تدرك أبعادها لذا الحديث مع زينه لن يفيد بشيء وليس بيدها شيء إلا مواساتها 

رفعت زينه عيناها وسرعان ما أخرجت هاتفها لتطلب رقم سريعا 

: افندم يا مدام زينه 

سحبت زينه نفس عميق قائله : شافعي ...اطلع ورا عمر بسرعه ...عاوزة اعرف هو رايح فين 

اوما الرجل دون جدال لتتابع زينه بتحذير : اوعي يشوفك ....وعاصم بيه ميعرفش حاجه عن الموضوع ده ! 

.......

  ........

هزت ريم راسها برفض : لا طبعا .....نظرت إلي ابيها وتابعت : بابي حضرتك قولت أن الموضوع انتهي يعني ايه الفرح كمان اسبوع 

زم رشدي شفتاه بحنق ومال تجاهها يجذب خصلات شعرها بعنف مزمجرا من بين أسنانه : ده قبل ما اعرف بعملتك ....دفعها للخلف بقوة وهتف بنبره قاطعه : انا مش مستعد لفضيحه زي دي وعشان كده قررت اعمل فرحك الاسبوع اللي جاي وده قراري ومش هرجع فيه ...!

.......

..


رفع مراد حاجبه والتفت الي جوري متسائلا : وده من أمتي ؟

أخفت جوري نظرات المكر في عيونها وهي تضع يدها علي بطنها قائله بوهن مصطنع : تعبانه يا مراد ومش قادره اجهز اي فطار ولا هدوم ....اصلا مجرد ما دخلت المطبخ معدتي وجعتني

نظر لها مراد بغباء فطري لا يستجيب لدلال الانثي ويعتبر ما تفعله الان تخلي صريح منها عن اهتمامها به 

وهذا ما يضغط علي وريده ليقول ؛ يعني انتي متاكده انك تعبانه مش اكتر 

هزت جوري كتفها وقالت ببراءه مزيفه : هيكون ايه اكتر يا مراد 

ضيق عيناه هاتفا : بتربيني مثلا !

هزت راسها سريعا : لا طبعا ...ايه الكلام الغريب ده ....

عادت الي فراشها الوثير تتوسده وهي تتثاءب قائله : الحمل والوحم مش اكتر يا حبيبي 

ضيق عيناه ونظر لها بغيظ شعرت به جوري بينما يتحرك بتخبط وهو يبحث عن ملابسه التي اعتاد وجودها مرتبه بعنايه وعلي استعداد ليرتديها ليخرج الي المطبخ يحاول اعداد شيء ليتناوله ولكنه ما لبث أن جهز شطيره لنفسه حتي أبعدها سريعا عن فمه باستدراك لاول مره ينتبه له ....!

اعد واحده أخري وسكب كوب من اللبن واتجه إليها ولم تنكر جوري أنها تفاجأت بفعلته حينما احضر لها لاول مره الأفطار إن جاز تسميه الشطيره افطار ولكنه بكل الاحوال حاول فهاهي خطتها تنجح 

: ايه ده ؟!

كادت أن تنهار حصونها أمام نبرته الحنونه وهو يجلس بجوارها علي طرف الفراش : عملتلك حاجه تاكليها ....هز كتفه قائلا : مش هفطر وانتي لا 

ضحكت جوري بخفه خطفت قلبه : اول مره تعملها 

نظر لها بطرف عيناه وكالعادة بصراحته كان يقول : اهو مره بس متاخديش علي كده ....نظرت له جوري بغيظ ليجمل حديثه : قصدي يعني انا بحب أفطر من ايدك 

كتمت جوري غيظها واومات له ببراءه مزيفه : طبعا يا حبيبي ...انت بس ادعي الوحم ده يعدي وانا اعملك كل حاجه زي ما عودتك !

.......

.........


....

نظرت لميا الي دموع ريم برفق قائله: يا ريم انا قولتلك من الاول حاولي تحبي حياتك معاه ....هيسعدك عشان بيحبك 

بكت ريم بندم قائله : كان ينفع قبل ما يعرف اللي حصل ...دلوقتي الجواز بالنسباله انتقام مني 

عقدت لميا حاجبيها : مفتكرش نديم يعمل حاجه تزعلك 

بكت ريم قائله : هيعمل وهفكرك يا لميا 

......

........

وبالفعل لم يكن لنديم أي تفكير سوي جعلها تندم وكثيرا علي ما فعلته بينما الدماء بعروقه تغلي غليان وهو يتذكر ذلك المشهد وهي تركب برفقته السياره ....ذلك الرجل الذي يدفعه للتفكير باسوء انتقام مهما تكون عواقبه ...! 

......

........

أغلقت وسيله الضوء الخافت بجوارها وجذبت فوقها الغطاء لتنام وهي تحاول التمسك بالتوقف عن التفكير بأي شيء بينما اضناها الندم والتفكير والتذكر ولكن ما لبثت أن وضعت راسها علي الوساده حتي عادت لها كل الذكريات وعادت تدور حول نفسها بنفس السؤال .....لماذا ضعفت أمامه وماذا فعلت بنفسها ...؟!

غبيه لتكذب علي جدتها ولا تخبرها بما عرفته ....لماذا وضعت نفسها بهذا الموقف ....هل شعرت بالشفقه عليه أم أن حبها الاعمي له هو ما قادها !

هبت من مكانها بجبين مقطب علي رنين جرس الباب لتقوم من مكانها سريعا تحاول تضع ساقيها في خفها المنزلي ولكن رنين الجرس الذي تعالي مره اخري لم يسمح لها فأسرعت تجاه الباب بتوتر لاتعرف من قد يطرق الباب بمثل تلك الساعه المتاخره من الليل ....نظرت من خلال فتحه العين السحريه وسرعان ما كانت تجذب قفل الباب للخلف وتفتحه بجبين مقطب هادره : ايه اللي جابك دلوقتي يا عمر ؟

وكأنه جاء بموعد استغرب من كلماتها ليقول بعتاب : ايه اللي جابني ...كده يا وسيله ؟!

تلفتت وسيله للداخل لتتطلع الي الممر ذو الاضاءه الخافته تري أن كانت جدتها قد استيقظت علي رنين جرس الباب ام لا وهي تهتف به بتوبيخ : عمر تيته نايمه ولو صحيت وشافتك هتحصل مشكله كبيرة 

قال عمر بعدم اكتراث : يحصل اللي يحصل ....؟!

نظرت له وسيله باستنكار بهذا الهدوء والبرود الذي يتحدث بهون أن يحسب ما قد يترتب علي رؤيه جدتها له وأن اول ما ستسأله عنه هو أين والده وبالتبعيه ستعرف بكذبته ....كل تلك حسابات لم يهتم عمر لها أو يفكر بها فكل ما يفكر به هو شيء واحد وكان سريعا ما يسأل عنه وهو يمسك بكتفها دون مقدمات ويجذبها لخارج الباب ويسند ظهرها للحائط متوقفا امامها بطوله الفارع يتطلع الي عيونها ويسألها دون مراوغه : مش بتردي عليا ليه .... مشيتي وسبتيني ليه ...بتهربي مني ليه ؟!

سؤال يلو الآخر يخرج من بين شفتيه وتدعمه نظراته الملتاعه خوفا من أن تبتعد عنه لتتسع عيناها حينما تابع بنبره راجيه : اوعي تبعدي عني يا وسيله ...انا مقدرش اعيش من غيرك 

هز رأسه وتابع بأسي : انا ماليش حد غيرك .....كلهم شايفين اني مستاهلش اي حاجه حلوة وانتي الوحيده اللي حليتي حياتي وانتي اللي خلتيني استاهل تكوني جنبي ...اوعي تبعدي عني ! 

انفرجت شفتيها بثقل بينما نظرات عيناه لا ترحمها وهي تتطلع لها بمثل هذا الرجاء وتلك الكلمات وكأنه طفل صغير يرجو منها إلا تترك يده وقد وجدها بعد أن ضاع وسط زخم الحياه الصاخبه دون أن يعترف أنه الوحيد السبب بهذا الصخب ..!

ضمت قبضته كتفها أكثر بينما يميل تجاهها حتي شعرت بانفاسه تلامس وجهها وهو يتابع بحراره : انا عمري ما كنت كده ....معاكي انتي اتغيرت 

اوما وتابع : انتي زعلانه مني علي اللي حصل بس اللي حصل ده اكبر دليل علي حبي ليكي ...انا مستعد اسيب الدنيا كلها وبس اكون في حضنك ...متحرمنيش منك بعد ما لقيتك ياسيلا

كلهم شايفين الصورة الوحشه عني ومعندهمش استعداد يغيروها مهما عملت وانا مكنتش مهتم اغير صورتي قدامهم ....بس معاكي بقيت عاوز ارسم صورة جديده لنفسي وتكوني انتي صاحبتها 

انزل يداه ببطء من فوق كتفها ورفعها تجاه وجهه يمررها علي ملامحه ببطء وهو يتابع برجاء صعب عليها أن تخذله : غيريني يا سيلا ....ارسمي عمر الجديد بايدك ...!

........

....

Back 

عوده من سيل ذكرياتها الي الوقت الحالي 

فتحت وسيله قبضتها مرارا وتكرارا تتطلع الي يدها وترفعها أمام عيناها بينما تلك الكلمات تتردد بقوة في أذنها لتتركها تتساءل عن تلك الصورة التي أصبح عليها في النهايه .....صورة وحشيه قاتمه قاتله ..!

انهمرت الدموع من عيناها وهي مازالت ترفع يداها أمام عيناها بلا وعي وتلك الكلمات لا تترك التردد في أذنها ....!

(.ارسمي عمر الجديد بايدك ...! )

ماذا رسمت ....هل رسمت المزيد من انانيته التي كانت واضحه امامها وتجاهلتها ...هل رسمت رجل وحشي فعل بها الويلات ....هل رسمت قاتل بدم بارد !

اتسعت عيناها التي تنزف الدموع بلا توقف وهي تقف عند تلك الكلمه وبسرعه تجذب هاتفها من جوارها وتتطلع الي صورته ..تلك الصورة الخادعه التي خدعتها ولابد أنه خدع بها تلك الفتاه التي بجواره .....مررت وسيله يدها فوق شاشه الهاتف فوق ملامحه التي جعلت كل امعائها تتلوك بداخلها لتجد يدها تتجه تلقائيا الي ملامح الفتاه بجواره وتطلق زفره حاره .....أنها من تستحق أن تكون بجواره بعد كل ما تحملته منه ...هي وليست تلك الفتاه ....لن يكون لآخري سواها ...ولن تتحمله أخري سواها ....بغضب شديد ألقت الهاتف وكل دماءها تفور بداخل عروقها ....لقد تابع حياته وكأنها لم تكن فيها ....تابع حياته من حيث توقفت هي حياتها...تابع حياته دون أن يهتم لما حدث لها ....!

نيران الانتقام توهجت بداخلها بقوة لتتوعده بانتقام سيدفع به ثمن كل خطيئه اخطأها بحقها ...

لتغمض عيناها وهي تطبطب علي جروحها بهذا الوعد فالانتقام وحده هو ما سيشفي تلك الجروح والندوب الغائره التي تركها بداخلها لتعود وتتذكر باقي حكايتها التي لم تتوقف عند تلك الكلمات .....( ارسمي عمر الجديد بايدك ...!)

.......

.......

مسحت غرام دموعها بظهر يدها ورفعت وجهها تجاه ايهم الذي فتح الباب ووقف لدي باب الغرفه بعد أن أنتظر ذهاب بناته للخارج 

تلك المره لم تبكي أمامه ولم تبدي انكسارها من إهانته لها لتواجهه بعيونها الباكيه وتهتف به بصوت مختنق بالدموع : لسه عندك إهانات تاني .....!

فرك ايهم جبينه بحنق بينما كل ما تراه من تصرفاته هو أنه يتعمد إهانتها وهذا أحدي الأوجه التي لم يتعمدها بينما كل ما يريده هو إلا تتعلق بأمل زائف 

لتتفاجيء به غرام يهز رأسه قائلا بهدوء : كل اللي شايفاه اني بهينك

رفعت أحدي حاجبيها باستنكار : امال كل اللي بتعمله معايا اسمه ايه الا اهانه !

قال ايهم بهدوء قاتل وهو يتطلع إليها : اسمه ببعد اي أمل لحاجه في دماغك وبوضحلك أنه مش هيحصل ..!

عضت غرام علي شفتيها بغيظ شديد لتندفع ناحيته هاتفه بعصبيه : وحد قالك اني هموت ويحصل .....زمت شفتيها بحنق بينما تناقضت كلماتها الان مع رجاءها الذي لا يتوقف لتتابع من بين اسنانها قاصده ولو لمره رد إهانته : انا لو عاوزة تتجوزني بس عشان امي مش عشان اي حاجه تانيه في دماغك 

ضغطت علي غروره ليرفع حاجبه ويحك ذقنه ويقول بنفس الهدوء : وانا ايه في دماغي !

نظرت له غرام بغيظ وهتفت به : اني هموت وتتجوزني وواقعه فيك مثلا ولا أنك حاجه مصحلتش كل البنات هتموت عليك فأنا بعمل كل حاجه عشان الفت نظرك ...لا انت مش في دماغي اصلا 

حقا ضحك ايهم مقهقها علي ما نطقت به لينظر لها ويضرب وجنتيها بخفه بطرف إصبعه : بس ياشاطرة ومتقوليش كلام انتي مش قده 

أبعدت غرام إصبعه عن وجهها بحنق ونظرت له بغضب لتحصل منه علي ضحكه ساخره ارتسمت علي طرف شفتيه وهو يقول : حلو ....طالما مش هتموتي عشان اتجوزك وطالما انتي مش بتعملي حاجه عشان تلفتي نظري ...تغضنت نبرته بالغيظ قليلا بينما يتابع : وطالما فرضتي نفسك علي حياتي وبيتي يبقي تلتزمي بمكانك 

ضيقت عيناها ونظرت له ليتابع ايهم بعنجهيه : مكانك مش تعملي ليا قهوه ولا تاخدي بالك من راحتي ولا تهتمي ببناتي ...مكانك هو الاوضه دي ...تفضلي فيها ..فاهمه !

طفح الكيل من غرور وجبروت هذا الرجل ليتوقف مكانه متفاجيء حينما سمع صوتها تعترض : مش فاهمه 

التفت لها رافعا حاجبه وعيناه تنذر بالشر : يعني ايه ؟

قالت غرام وهي تعقد ذراعيها حول صدرها : يعني انا مش مسجونه في الاوضه دي ....رفعت حاجبها وتابعت : ولو علي قهوتك وراحتك متخصنيش ...إنما حلا وهنا سيب ليهم الحريه لو عاوزين يقربوا مني 

احتقن وجهه بالغيظ ما أن اتت علي ذكر ابنتاه لتندفع الكلمات الي شفتيه ولكن قبل أن ينطق بها كانت غرام تتابع بتأهب : وقبل ما تقول كلمتك بتاعه واحده زيك ازاي تقرب من بناتي ...افتكر ان واحد زيك ابوهم وعايشين معاه عادي جدا 

اندفعت الدماء الي وجهه ايهم ليتجه إليها خطوة تراجعتها غرام سريعا بخوف ليتوقف ايهم مكانه ويرفع إصبعه امامها محذرا : انتي قليله الادب ! 

نظرت له غرام باستحقار بينما لم يتقبل ولو مره أن تهينه كما يفعل دوما وكأنه ملاك ليبادلها ايهم النظرات الغاضبه ويخرج صافقا الباب خلفه بعنف .

........

...


دار مراد حول نفسه قائلا : هتجنني يا بابا ...بجد هتجنني !

ضحك سيف علي هيئه ابنه لينظر له مراد بغيظ : انت بتضحك يا بابا

اوما سيف قائلا ؛ اه وانت كمان اضحك وخد الأمور ببساطه 

قام من مكانه واتجه ليقف خلف ابنه ويربت علي كتفه : اعتبرها بتدلع عليك وبلاش تكبر الموضوع ...ايه يعني عملت مسقعه 

زم مراد شفتيه بحنق طفولي متبرطما : ماهي مش مسقعه بس

حك سيف ذقنه ضاحكا بينما يتوقع ما جعل ابنه يكاد ينفجر من الغيظ ولكنه تابع بهدوء : برضه بتتدلع ....كبر مخك يا مراد بدل ما تقلب بغم 

وبالفعل لم يتسرع مراد وأخذ بنصيحه أبيه ....أنها في كل الأحوال وان اخذت موقف فهو موقف يدل علي مدي طيبتها لذا لن يغضب منها ....جوجو

دخل مراد الي المنزل مساءا يناديها ليجدها جالسه في غرفتها تفترش بعض الكتب امامها وواضعه الحاسوب علي ساقيها ...استغرب فعلتها فهي لا تذاكر في الفراش 

وكالعادة اصبحت تفاجأه مؤخرا 

مال عليها يقبل وجنتيها : عامله ايه يا روحي 

قالت جوري وهي تحاول اخفاء اشتياقها له بينما طوال اليوم وهي تفكر به خاصه بعد أن تركته ينام غاضبا بالأمس ...: الحمد لله

وضعت يده علي بطنها قائلا : وابني عامل ايه ؟

ابتسمت جوري قائله بحماس : كويس 

رفعت مراد حاجبه بخبث قائلا : طيب حلو اوي 

حيث كده انا عامل له مفاجاه 

نظرت له جوري باستفهام : مفاجاه ايه ؟

قال مراد وهو يأخذ بيدها : لا شوفيها بنفسك 

قتلها الحماس لتترك يدها بيده لياخذها تجاه المطبخ وهو يتحدث : طول اليوم وانا بفكر جوجو حبيتي بتتوحم ياتري بتتوحم علي ايه 

ابتسمت جوري له كطفله صغيره بانتظار هديه العيد ليمد مراد يده بتمهل يفتح تلك العلبه الفضيه الكبيرة وليته لم يفعل ....أنزعجت كل ملامح جوري ما أن فتح تلك العلبه التي سبقتها رائحتها المميزه وسرعان ما وضعت جوري يدها علي فمها وركضت الي الخارج 

ليضحك مراد بصخب : ايه يا جوجو ...معجبكيش الفسيخ !

......

.........

لليوم التالي لم تستطيع امتثال تفسير ملامح وجه حفيدتها التي زاد عليها انتفاخ عيونها دليلا علي بكاءها ولكن كعادتها تهربت منها وهي تخبرها انها بخير وتسرع تغادر الي عملها ...

جذبت الباب لتغلقه وهي تعلق حقيبتها علي ذراعها 

وتنزل خطوات الدرج دون أن تنتبه الي من تصعد من الجهه الأخري ....تقابلت الأعين وتوقفت كل منهما بوسط الدرج لترسم وسيله ابتسامه مهذبه وتهز رأسها وهي تتخذ أحدي جوانب الدرج لتتيح لتلك المرأه التي لم تراها من قبل الصعود ولكنها تفاجات بالمرأه تتوقف امامها وتتطلع إليها ...!

تبادلت المراه النظرات مع وسيله للحظات قبل أن ترفع يدها امامها ويتدلي منها هذا السوار الذي تعرفه وسيله جيدا ....تحركت عيون وسيله يمينا ويسارا مع حركه السوار المتدلي من يد زينه التي ثبتت عيونها علي وسيله بينما لم تخفي نظرات الامتعاض منها وهي تقول بمغزي : جيت ارجعلك الأسورة اللي وقعت منك وانت عند ابني في البيت !

أن كانت النظرات تتطعن فقد رشقت زينه وسيله بنظراتها المحتقره وان كان للكلمات نصل فقد انغرس مغزي كلمات زينه بقلب تلك المسكينه التي توقفت مكانها بلسان مشلول لا يقوي علي النطق لتستمع لتحذير زينه 

: ابعدي عن طريق ابني احسنلك ....انا وأبوه عمرنا ما هنوافق يتجوز واحده ** بترت باقي كلماتها واستبدلتها بكلمات أشد وقعا : واحده بتروح بيت شاب !

طوال الطريق وزينه لا تعرف من اين اتت لها كل تلك القسوة التي بررها عقلها بأنها ام تحمي ابنها من طيشه ولم تفكر ابدا بتلك الفتاه فهي من وضعت نفسها بهذا الموقف لتزداد قسوتها وهي تقول لعاصم بإصرار : عاصم 

انا معاك مش موافقه علي جواز عمر من البنت اللي ظهرت فجاه في حياته

عقد عاصم حاجبيه باستفهام لتهز زينه راسها وتتهرب بعيناها من تساؤلاته : أيوة يا عاصم عمر ميعرفش يختار.....احنا اللي لازم نختار له !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

16 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رواية جميلة جدا
    واحداثها مسترسلة
    ورونا ابدعت بهااسلوبها في هذه الرواية يختلف عن الروايات السابقة

    ردحذف
  2. غرام جدعه والله
    وسيله اتبهدلت خالص
    تسلم ايدك مبدعه كالعاده

    ردحذف
  3. وسيله صعبانه عليا اوى ولازم تقول لجدتها علشان هى تتصرف معاه ومع اهله

    ردحذف
  4. الاحداث ابتدت تدخل في الوقت الحاضر متحمسين جدا يا رونا ❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. ي😢😢😢

    ردحذف
  6. كدا الكل حاطط اللوم على البنت ومش مهم الراجل اذا غلط
    زينة مش قادرة على ابنها فراحت لوسيلة تحاسبها وايهم حتى يهرب من مسؤولية افعاله حاطط اللوم على غرام

    ردحذف
  7. تحفة يا رونا متشوقة اوى للباقى هى مين البنت الى جنب عمر فى الصورة اوعى تكون ثراء هازعل اوى😂😂

    ردحذف
  8. مكنتش فاكره أن زينه تطلع بالقسوه دي وسيله بتنهار حرفياً

    ردحذف
  9. وسيلا ادمرت على الاخر منه لله عمر

    ردحذف
  10. صعب اوي الي عملت مع وسيله

    ردحذف
  11. ياعيني يا وسيله اتبهدلت اوي منك لله ياعمر

    ردحذف
  12. بارت روعة بس انا عوزة وسيلة تنتقم من البغل عمر في اسرع وقت و تفوت لنفسها

    ردحذف
  13. مش قادر اصدق قهر وسيله هي راح توكله وعمر اناني واهلو ماعرفو يربو بتشطرو على بنات الناس

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !