ضائعه في غابه ظنونه الفصل الثاني عشر

0


 الفصل السابق

سكنت بين ذراعيه بضع لحظات ليثير عاصفة بكيانها ماان شعرت بشفتاه تطبع تلك القبله المطوله فوق خصلات شعرها بينما يهمس : اسف.. متزعليش

لحظات دار الكون من حولها لاتستوعب مايحدث ولا تلك السعاده التي غزت قلبها وكيانها بعد مافعله من أجلها ...... لحظات سكن قلبها بين ذراعيه قبل ان ينتفض من بين ضلوعها حينما شعرت بأنفاسة الساخنه تقترب من وجنتيها لتتخبط صور وذكريات بعقلها جعلتها تنتفض من بين ذراعيه وتدفعة بعيدا عنها وقد تشتت نظرات عيونها بمزيج من الخوف والألم الذي أفسد تلك اللحظة فهي لن تنسي ابدا اقترابه منها بتلك الطريقة والتي كلما اقترب منها يوقظ بداخلها تلك الذكريات السيئة ....!! 

قطب حمزة جبينه حينما ابتعدت عنه بتلك الطريقه ليقول بتساؤل : في أية ياسيرين مالك.... انتي لسة زعلانه مني؟ 

لاتعرف حقا ماذا يمكنها ان تقول ....فجأه  انمحي من داخلها كل ما حدث منه قبل عده ايام كما انمحي كل مافعله منذ اول لقاء بينهما... نست كل شئ.... ضربه.... اهانته.... كل مافعله.....!! 

الا تلك الليله السوداء ابدا لا تستطيع تجاوزها 

وكما لاتستطيع تجاوز ذكريات تلك الليله كما انها لاتريد التحدث عنها... فقط تريد دفنها بعميق ذاكرتها ولكن دون ارادتها حينما اقترب منها اختلجت نبضاب قلبها خوفا من تكرار ماحدث....! 

شعر حمزة بما اختلج قسماتها... يدرك ان

ماحدث بينهما كما قالت من قبل لايوجد به شئ طبيعي.... فهو منجذب اليها لا ينكر هذا.... ولكنه لايستطيع الاستسلام لهذه الاحاسيس.. لايريد ان يري الحزن في عيونها ولكن ماذا يفعل ان كانت الخيوط التي تجمعها بعائلتها دون ارادته ستجرحها وتؤلمها......! 

حمحم لينقي صوته بينما سحب نفس مطولا قبل ان يقول وهو يتطلع اليها : علي فكرة انا مش وحش اوي ياسيرين ... انا بس اللي حصلي هو اللي كان وحش.. ووحش اوي كمان 

رفعت عيناها اليه لينظر اليها ويكمل بنبره نادمه : طبعا مفيش مبرر لكل اللي عملته فيكي وعارف انك مظلومة واني من اول مادخلت حياتك مقدمتش ليكي حاجة  غير الاذيه... بس انا كمان اتظلمت... اتظلمت واتأذيت بأيد عيلتك ومكنش قدامي غيرك اخد حقي منه  .... 

اخفض عيناه وهو يهز راسه ويكمل ; منتهي الجبن وعدم الرجوله اني استقويت عليكي واخدت حقي منك بالطريقه دي... بس غصب عني... مكنتش شايف ولا عارف افكر... كل اللي كنت حاسس بيه نار الظلم اللي أتعرضت له 

..... فرك وجهه بانفعال وانفلتت مكونات صدره التي كبحها طويلا بداخل اعماقه.... صعب اوي عليا اني اتخدع بالطريقه دي.....صعب عليا ان شقا عمر ابويا يضيع في لحظة بسبب ثقتي فيها.... صعب أن الست اللي كانت بتنام في حضني تعمل فيا كدة واللي وجعني اكتر منها هو هشام..... سنين بيشتغل معايا ومن قبلي مع ابويا... يغدر بيا بالطريقه دي ليه...؟! قصرت معاها في أية..... وهو خان ثقتي ليه..؟! 

شهور وانا مرمي في السجن والاسئله دي بسالها لنفسي ميه الف مره كل يوم وانا مرمي مع المجرمين ..... طيب هي واحدة طماعه اتجوزتني عشان فلوسي ... هشام بقي باع سنين العشرة ليييه..... ليه عمل فيا كدة.... وليه سمح لها انها تعمل فيا كدة.... لية أداها السكينه اللي دبحتني بيها 

ازداد انفعال نبرته بينما غصت الذكريات حلقه  لتتفاجيء به يفتح ازارا قميصه ويجذب يدها بقليل من القوة جعلتها تتراجع للخلف بخوف قبل ان يضع يداها علي ذلك الأثر البارز بصدره ويسالها..... عارفة ده ايه 

نظرت اليه بعيون لمعت بها الدموع وعزت راسها ليقول :  ده اول جرح اخدته لما قلبي وقف في الحادثه... تهكمت ملامحه بسخريه مريرة... الحادثه اللي انا فرحت انها كانت متدبرة عشاك فلوس التأمين هتسدد شوية من ديوني..... الحادثه اللي راح فيها محمود الشاب الصغير اللي ملحقتش يفرح بابنه بسبب طمع واحدة شيطانه ملهاش وصف زيها..... واحدة خططت عشان تقتل جوزها 

شهقت سيرين ووضعت يدها علي فمها بينما لاتستطيع تصديق ان اختها قد تكون سبب بذلك الحادث... هزت راسها مرارا بعدم تصديق... ربما طامعه ولكن قاتله.... لا.. لا 

هز راسه وتهكمت ملامحه : مش مصدقه..؟! 

.... اومأ لها وسحب نفس عميق : ليكي حق متصدقيش... اذا كنت انا نفسي مش مصدق...ان في واحدة بالقذاره دي..... 

خانتها عيونها الباكيه لتنزل تجاه صدره العاري بينما برز ذلك الشق بجوار قلبه لتزداد دموع عيونها انهمارا بينما رأت الأثر الذي لم تتردد هي الاخري في تركه له بصدره حينما غرزت به تلك السكين....!! 

رأي نظراتها المتألمه ليمد يداه فجأه يدفنها بخصلات شعرها ويجذبها اليه ويسمح لدمعه عصيه لمعت بعيونه بالنزول بكبرياء بينما يقول وهو يمسك بيدها يضعها فوق أثر جرحة الذي تركته.... الجرح ده انا استاهله ولازم يفكرني باللي عملته فيكي والظلم اللي ظلمته ليكي..... بالظبط زي جرحها اللي هيفضل محفور فيا وعمري ماهنساه..... هز راسه واكمل بأسي : للأسف ياسيرين حتي الجرح اللي انا حبيته منك جنبه الجرح اللي عيلتك سابتهولي.... غصب عني مش بسهوله هنسي.... وغصب عني كل ماهقرب منك هوجعك واجرحك لما افتكر ان هما عيلتك

ارتجفت شفتيها التي تبللت بدموعها فهاهو يخبرها بالحقيقة التي لاهروب منها وكم يموت قلبها رعبا ان ينطق بالفراق بعد تلك الحقيقه التي نطق بها....! 

سيرين.... نادتها بنبرة صوته الحنونه ليرفع ذقنها اليه وينظر لتلك الغابات التي تاه في غياهبا بينما اكمل :  انتي بقيتي مهمه اوي في حياتي.... وانا مقدرش استغني عنك 

بالرغم من كل اللي قلته ليكي عن كرهي لعيلتك واللي عملوه فيا..بس مش عارف اكرهك ولاابعد عن طريقك ..... حاولت ابعد بس مبقتش عارف وحاليا مش عاوز افكر في اي حاجة ولااي سبب للمشاعر المتلخبطة جوايا دي .... 

نظر لاعماق عيونها وتابع بنبره راجيه ; خلينا ننسي الواقع شوية ونفتكر بس اننا الاتنين بقينا في طريق بعض.... هنسي انك بنته... هنسي شوية ومش هفكر في اي حاجة وانتي كمان حاول تنسي كل اللي فات مع اني عارف انه صعب..... لو عرفنا نعيش ونكمل هعرف وقتها ان في سبب يخليني عاوزك في حياتي.... 

غص حلقها وارتجفت شفتيها بالسؤال  : ولو معرفناش

هز راسه ونظر الي عيونها : هنعرف...! 

انا مبقتش اعرف اعيش يوم من غيرك

قالت بصوت مختنق : لية؟ 

: احنا مش قلنا بلاش أسئلة ولاتفكير في أسباب 

انسابت دموعها بوجع : ... بس في سبب 

نظر اليها قائلا : يعني لو سألتك عن السبب اللي مخليكي باقيه معايا لغايه دلوقتي بعد كل اللي عملته فيكي هتقولي ليا 

خفضت عيونها فلا تستطيع ابدا الإقرار بهذ الحب الذي كما قال بلا تفسير او سبب 

ليتنهد قائلا ;  انا كمان مش عاوز افكر في إجابات للأسئلة دي.... 

لانت نبرته وهو يتطلع اليها بينما يقول :  سيرين.... انا بحب اتكلم معاكي.. بحب اشوفك كل يوم... بحب لما بستفزك... حتي لسانك الطويل بقيت بحب اسمع اي حاجة بيقولها.... عنيكي الحلوين وشعرك اللي هيجنني... كلك علي بعضك مجنناني من يوم ماشفتك... شبر ونص بس قدامك بتلخبط ومش ببقي عارف اي حاجة..... كل اللي قلته ده انا عارفه ويعترف بيه بس برضه مش عارفله سبب... وحاليا مش عاوز اعرف اسباب.... انا وعدت نفسي قبل كدة اني مش هاذيكي ولا اضايقك وغصب عني عملتها.... المرة دي بوعدك اني هحاول ولااذيكي ولااضايقك... انتي مش زي اي بنت شفتها ولا عرفتها عشان كدة هسألك تقبلي الهدنه دي وتمشي معايا الطريق من غير ماتسألي اية آخرته.... 

انسابت دمعتان من عيونها فهي تحبه بل تعشقه وكل مانطق به جعلها تعترف بتلك الحقيقه ولكن الحقيقة من لسانه موجعه    مؤلمه كيف نطق بالحقيقة العارية امامها وهي انه لايستطيع ان ينكر مشاعره نحوها وكذلك لا تستطيع تلك المشاعر جعله يتجاوز مافعلته عائلتها به... لقد وضع حيرته وافكاره امامها وكأنه ينزل الحمل من فوق صدره الذي احتمل الكثير من الجروح ليضعها بداخل صدرها.... صدرها الذي اجاش بحبه ووافق علي اي طريق طالما هو موجود به 

رفع ذقنها ينظر لعيونها يسألها بنفتك صبر : موافقة ياسيرين... 

هزت راسها لتتهادي ابتسامه عذبه لشفتيه جعلتها تريد أن تمحي من داخله كل الحزن الماضي ولاتبقي علي شئ سوي تلك الابتسامه...... 

ضمها اليه لتغمض عيناها وتترك لآخر دموعها العنان فهي مغامرة وستقبل ان تغامر بالرغم من انها تغامر بقلبها.....أخبرت نفسها برهانها الخطير..... انه ان احبها سينسي ويتجاوز وستستحق وقتها الفوز بقلبه وان لم يحبها سيدمي قلبها ولكنها لن تكون عاشت وقتها تتساءل عن ماذا كان يمكن أن يحدث ان وافقت او رفضت... قبلت عرضه فهي طالما عرفت ان الحب يفعل المعجزات... ربما لاتكون واثقة بتلك المقوله مائة بالمائة ولكنها أصبحت تثق بالذي ترقد راسها فوق دقات قلبه..... 

اغمض عيناه ولا يعرف كيف استطاع ان يؤلمها بتلك الأنانيه... كيف يطلب منها ان تكون معه وهو لايريد الاعتراف بحبها... كيف يكون انانيا ويخبرها ان لانهاية واضحة لطريقها معه.... الحب جنون وتملك وانانيه وهو وصل حد الجنون والتملك والأنانيه بما طلبه منها ولكن من قال ان موافقتها ليست باقصي حدود الجنون الذي جعل قلبه يتشبث بها اكثر.... ان كانت ستغفر وتنسي فهو لن يكون بأقل منها مغامرة فليحاول اذن ان.....! صمت تفكيره وكانه اصيب بالشلل.. ابدا لن يستطيع أن ينسي او يغفر او علي الاقل ان يكذب علي نفسه ويقول انه سيفعل... لا لن يغفر ولن ينسي وسياخذ حقه..... ولكن ان كان سينسي شئ هو أن تلك القابعه بين ذراعيه والقابعه بين طيات قلبه ان لها علاقه بهم.... هذا ماسيعد نفسه به.... ينسي انها تنتمي لتلك العائله.....! 

.............. 

..... 

نظر هشام لاياد بتوتر ليوميء إياد له قبل ان يفتح الباب ويدخل وخلفه هشام والخزي والندم يتشعشع بملامحه.... تسمرت هناء مكانها وقطبت جبينها : انت بتعمل اية هنا ؟

قال إياد : ماما لو سمحتي.... اونكل هشام عاوز يتكلم مع خالتو

هزت راسها برفض قاطع : يتكلم معاها في أية بعد اللي عمله... 

قال هشام بنبرة خفيضة : انا عارف اني غلطت ياهناء... بس غصب عني... الشيطان لعب بيا 

قالت هناء باشمئزاز : ده مفيش شياطين غيرك انت وبنتك 

هز راسه : مكنتش اعرف كل اللي بتخطط له 

زمت هدي شفتيها بغضب حينما خرجت من غرفتها واستمعت له لتهدر به ; امال كنت عارف اية.... كنت متوقع اية من بنت نادية بعد اللي عملته امها فيك من سنين 

قال بانكسار : غصب عني ياهدي.... والله غصب عني 

:متجبش سيرة ربنا علي لسانك 

:اسمعيني ياهدي وبعدين احكمي 

:انا مش عاوزة اسمع منك حاجة.... كفاية اللي جرالي انا وبنتي من تحت راسك 

نظر اليها هشام برحاء ليقول إياد ; عشان خاطري ياخالتو اسمعيه..... اونكل هشام غلط لما لعبت سيدرا بدماغه انه يزور تقرير الضرايب ويمضي حمزة عليه.... بس مكنش يعرف انها كانت ناوية تعمل كل ده... محدش جه في دماغه خطتها دي ابدا 

قال هشام برجاء ; اديني فرصه ياهدي وانا هحاول اصلح اللي عملته

.............. 

..... 

أفلتت ضحكتها حينما استيقظ حمزة للسحور بتلك الهيئة.... شعره مبعثر فوق جبينه عيناه نصف مغلقه وجبينه مقطب... لتشاكسه قائلة : ياساتر اية المنظر ده 

نظر اليها بطرف عيناه الناعسة والقي الهاتف بجواره علي الطاوله التي تتوسط المطبخ قائلا بصوت اجش، من أثر النوم... بتتصلي بيا عشان تصحيني 

هزت كتفها وتابعت تجهيز الطعام : امال عاوزني اصحيك ازاي 

: زي البني ادمين تدخلي تنادي عليا وتصحيني... مش تتصلي خمسين مره تزعجيني بصوت التليفون 

هزت كتفها واستدارت لتكمل تجهيز السحور بينما تقول :  وانا ادخلك ليه وانت نايم... لا طبعا ......انحبست أنفاسها وسقطت المعلقه من يدها حينما بلحظة وجدته خلفها بينما لمع المكر بعيونه وقد استفاق من مشاكستها.... وفيها اية لما تدخليلي.. ؟

ابتلعت لعابها وهربت من عيونه العابثه بينما تعالت دقات قلبها... وهرب لسانها كعادته مؤخرا امامه ليبتسم بعبث بينما احمرت خدودها خجلا.... ده شكل القطة اكلت لسانك 

زمت شفتيها بغيظ ودفعته قائلة بحنق :

انا غلطانه اني تعبت نفسي ووقفت اجهزلك الاكل وكمان صعبت عليا تصوم من في ماتتسحر وصحيتك.... بس اخر مرة اصحيك ولا اعبرك بعد كدة ابقي اصحي لوحدك

ضحك عاليا ضحكته الرجوليه قائلا :... ده ولا الف قطه تقدر علي لسانك.... اتحولتي فجأه كدة ليه

غمز لها بمكر   : ماكنا من شوية بنات رقيقة ومكسوفين فجأه... قلبتي هولاكو....

... اقترب منها اكثر بينما التوت شفتيه بالمكر وهو يتابع : كل ده عشان قولت عاوز اصحي علي صوتك بدل صوت التلفون المزعج 

اندفعت الدماء مرة اخري لوجنتيها تصرخ بين نفسها .... لا لا كيف باستطاعته فعل الافاعيل بها بمجرد كلمه... 

ابتسم ومد يداه الي وجنتيها الملتهبه خجلا يلمسها قبل ان يطاوع رغبته ويطبع تلك القبله علي وجنتها.... 

تزلزل وجدانها حرفيا وكما اختفي لسانها اختفت إرادتها لابعاده لتتوقف مكانها متسمرة وقد احتقن وجهها بالحمرة بينما شعرت بشفتاه تلامس وجنتها بتلك الرقه.... 

اولته ظهرها سريعا بارتباك حاولت اخفاؤه بينما تظاهرت بإكمال اعداد الطعام لتتسع ابتسامه و عيناه تتابعها باهتمام..... 

يري ارتباكها مهما حاولت اخفاؤه.. يقتله خجلها ويجعله يريد أن ياخذها بين ذراعيه مرة اخري ولكنه يخشي ان يخيفها منه فهو أدرك انه كلما اقترب منها تتذكر ذلك اللقاء  القاسي بينهما 

هتفت بحنق : انت هتفضل قاعد كدة 

خرج من تفكيره علي صوتها وقطب جبينه بتساؤل لتزجرة : قوم جهز معايا... 

ضحك عاليا فهي لا تستطيع أن تحيا دقائق هادئة.... 

......... 

... في اليوم التالي كان عليهم التحرك صباحا الي منزل عائلته بعد ان رحبت بقبول دعوتهم علي الافطار....

قطب جبينه وهو يشير الي ماترتديه : اية ده ؟

وضعت نظراتها الشمسية فوق شعرها تتساءل ببراءه مزيفه بينما هي تعلم أن فستانها الصيفي قصير ولكن ماذا تفعل والجو حار بتلك الطريقه ;اية ؟

سحب نفس مطولا فأول يوم بالصيام ليس بحاجة لها لتستفزة ... سيرين... انتي عارفة انا بتكلم علي اية؟ 

هزت كتفها متظاهرة بعدم الفهم : لا... ويلا عشان منتاخرش

قال من بين أسنانه ; يبقي تدخلي بسرعه تغيري اللي انتي لابساه 

هزت راسها : لا طبعا انسي... انا خلاص جهزت 

: انتي اللي تنسي انك تنزلي كدة 

هزت كتفها بنبرة هادئة تحاول اقناعه : وفيها اية... انت business man  والمفروض open mind  عن كدة 

زفر بنفاذ صبر :انا ولا open mind ولا زفت.... انا راجل متخلف ورجعي ومحبش مراتي تلبس كدة... اتفضلي اتدخلي غيري 

طرقت الارض بقدمها : اووف بقي... مش هغير 

هتف بنبرة عاليه : اوووف في عينك... اسمعي الكلام ويلا ادخلي 

طوال الطريق وهي مقطبه جبينها وتهز قدمها بعصبيه فهي مغتاظة من نفسها اكثر منه لأنها رضخت لهذا التحكم من جانبه...لا لم ترضخ... هي فقط تنازلت لعدم افتعال مشكله... هذا مااقنعت نفسها به

كان الطريق طويل فتململت سيرين ولم تستطيع الثبات علي صمتها طويلا فقالت ; انا زهقت ماتتكلم 

التفت اليها قائلا ; اتكلم اقول اية؟ 

هزت كتفها : اي حاجة... انا مش بحب اسكت 

:. طيب اتكلمي انا سامعك 

: لا اتكلم انت 

: لا عندي صداع... نظر اليها بطرف عيناه وتابع :اصل في واحدة ناهدت معايا الصبح كثير فصدعت

نظرت اليه بغيظ وتبرطمت : احسن 

التوت شفتيه بابتسامه بينما يلهي نفسه بالطريق امامه فلولا انه صائم لما كان توقف عن اسكات تلك الشفاه التي تغريه منذ الصباح ...! 

............. 

... 


وصلت السيارة امام تلك البوابة الحديدية الضخمه التي انفتحت علي مصراعيها ووقف علي جانبيها عبد الحميد وشريف ويضع رجال مرحبين بهم.... 

ماان أوقف السيارة أسفل تلك الدرجات الحجرية الضخمه بالباحة الواسعه حتي اندفعت نبيله تنزل تلك الدرجات بترحيب وابتسامه واسعه ليجد حمزة نفسه بين ذراعيها..... نورت ياغالي.... نورت بيت عيلتك

بعد أحضان كثيرة وجدت نفسها هي الاخري بين ذراعي نبيله ترحب بها : ياهلا... يااهلا

صافح حمزة خاله وجده : كل سنه وانت طيب ياولدي.. 

لحظات وظهرت بعض النساء خلف نبيله لتعرفهم بسعاده : تعالي ياحياة شوفي حمزة كبر ازاي... 

التفتت الي حمزة : خالتك حياة... اكيد امك الله يرحمها كلمتك عنها 

اومأ لها حمزة لتجذبه خالته الكبري في حضنها بحنان.... دول بنات خالتك... ريهام... وريحان... ورنا 

صافحهم حمزة وكذلك سيرين لتتابع نبيله..دي . مرت خالك هاديه..... ودول بنات خالك سارة وسمر 

صافحهم حمزة وسيرين ايضا لتتابع نبيله بابتسامه واسعه تعريف حمزة بعائلته بعد تلك القطيعه الطويلة بينما لم يجتذب ذهن سيرين سوي كل تلك الفتيات أقاربه.... بنات... بنات.... هو العيله كلها بنات

زمت شفتيها وعضت عليها تحاول التمهل وتبين مايشتعل بداخلها منذ أن رأت بنات خالته وبنات خاله وكلهم فتيات جميلات للغاية.... 

خرجت من شرودها علي يد حمزة يمسك ذراعها برفق ليدخلون المنزل سويا..... نظر حمزة بجنبات هذا المنزل الذي طالما حدثته امه عنه حينما كان صغيرا..... لم تكن نادمه انها تركته ولكنها كانت تحب أن تتفهم عائلتها اختيارها....! 

كانت نبيله جالسة بجوار حمزة والفرحة لاتسعها وكذلك عبد الحميد مهما حاول الاحتفاظ بجمود ملامحه فهو حفيدة الوحيد وابن بنته الغاليه التي طالما كان لها مكانه في قلبه كونها الصغري المدلله....! 

دخل شريف قائلا : الدبايح جاهزة ياحج 

هز عبد الحميد راسه ونظر الي حمزة قائلا : يلا ياولدي تعالي معايا نقف مع الرجاله علي الدبايح وسيب مرتك مع الحريم 

اومأ له حمزة لتنظر اليه سيرين بتوجس ليهمس لها بمرح .. مش هياكلوكي.... هما صايمين 

أفلتت ضحكتها لتنظر اليها الفتيات ثم الي حمزة لتعود تلك النيران تناغش قلبها.....! 

ابتسمت حياه وفتحت الحديث بعد انصراف الرجال.... يازين مااختار حمزة...حلوة وزي القمر 

ابتسمت لها سيرين لتبدا بينهما أحاديث متفرقه زالت الكثير من التوتر بينهم......!احبت الالفه بين عائلته وقضيت ساعتان منهمكة في الحديث معهم بلا توقف وكم أحبت تلك الفتيات ايضا لتتجاذب الحديث بينهم... منهم من مازالت بالجامعه ومنهم من لم تدخلها بعد واحبت مجال سيرين السياسة والاقتصاد  .. واخري انهت دراستها ولكن لا تعمل فعائلتها لاتسمح لهم بالعمل كفتيات لتتدخل نبيله قائلة...تعالي معايا ياسيرين غيري هدومك وارتاحي علي مايجي وقت الفطار 

اومات لها لتصعد خلف نبيله التي بطريق صعودهم صحبتها بجوله في ارجاء هذا المنزل العريق بينما تنهدت بأسي : حمزة ولدي الغالي كان في السجن واحنا في البيت الكبير ده مرتاحين 

زاغت عيون سيرين بأسي مماثل لتقول نبيله : قلبي اتخلع من مكانه لما عرفت انه رضي يتسجن ولا انه يلجأ لجده..... تنهدت وتابعت بابتسامه من وسط دموعها : بس خلاص من دلوقتي احنا عيلته وعيلتك انتي كمان.... مفيش حاجة هتبعدكم عننا 

جده وخاله واقفين في ضهره ومش هيسيبوه ابدا 

ابتسمت لها سيرين لتربت نبيله علي كتفها قائلة : اسمعي يابنتي انا من اول ماشفتك وقلت انك غيرهم وانك هتعوضي ولدي حمزة عن اللي شافة.....نظرت لعيونها وتابعت بتحذير ; اياكي تخلفي ظني 

اومات لها بالرغم من تهديدها ولكنها تفهمته فهي بكل الاحوال خائفة علي حفيدها لتبتسم نبيله برضي بينما تسير معها قائلة ; تعالي معايا عاوزة اديكي حاجة 

دخلت سرين خلفها الي تلك الغرفة الواسعه الانيقة ذات الألوان الكريميه والأثاث الذهبي  لتتناول نبيله تلك العباءه الحريرية الانيقه من فوق ذلك السرير الكبير الذي توسط الغرفة

وتعطيها لها.... انا جبتهالك مخصوص... يارب تعجبك

ابتسمت لها سيرين... : شكرا بس تعبتي نفسك 

: مفيش اي تعب... 

... يلا روحي غيري هدومك علي ماالفطار يجهز.....

تعالي ياولدي..... التفتت سيرين علي صوت نبيله لتجد حمزة واقف علي الباب... 

يلا ياولدي ارتاحوا انتوا شوية علي مالفطار يجهز.... 

توقفت الكلمات في حلق سيرين التي قالت.. يرتاح فين... ؟

رفع حمزة حاجبه وامسك ذراعها يوقفها عن الحديث ويبتسم لنبيله التي قالت : عاوزة حاجة يابنتي 

هز حمزة راسه : لا يا حجة شكرا..

خرجت نبيله لتنظر اليه سيرين  وتهتف : هو اية اللي لا.... كنت هقولها تشوف لك اوضه تانيه 

ابتسم بخبث... ومالها الاوضه دي 

رفعت حاجبيها ; نعم..؟! 

شاكسها بغمزة منه : دي حته اوضه حلوة اوي.... 

: حلوة ولا وحشة... شوفلك اوضه تانية 

رفع حاجبه باستنكار ; وده ليه بقي ان شاء الله 

زمت شفتيها بغيظ : اية هو اللي ليه.... ؟! 

يلا بقي امشي 

هز راسه بمكر ; امشي اروح فين.... 

القي بنفسه علي الفراش الوثير قائلا : انا مقتول نوم وهنام

اندفعت نحوه توكزة بكتفه : هتنام ايه... قوم فتح نصف عين يطالعها بمكر : عاوزاني اقوم ليه.... انا لازم انام ومبصش ليكي كتير بخدودك اللي عاوزة تتاكل دي 

احتقن وجهها بحمرة الخجل ليتلجم لسانها وقد عرف كيف السبيل لاسكاتها...! 

التوت شفتيه بابتسانه ماكرة حينما صمتت وكسي الخجل وجهها ليداعب وجنتها الجميله بظهر يداه بينما يقول : يلا بقي قومي من قدامي عشان انا صايم..... سبيني انام احسن 

دفعتة بصدره بغيظ اخفي خجلها وهي تقول : هسيبك دلوقتي.... بس اعمل حسابك بعد الفطار تشوفلك اوضه تانيه... 

لحظات وكان حمزة يغط في نوم عميق لتتحرك سيرين في الغرفة قليلا وتعبث بهاتفها بملل قبل ان تقرر اخيرا ان تقوم لتأخذ دوش وتستبدل ملابسها....! 


..........


وقفت امام المرأه تتطلع الي نفسها بحيرة بعد ان ارتدت تلك العباءه التي اهدتها لها جدته...فالبرغم من انها عباءه غاية في الاناقه وتبدو انها باهظة للغاية الا ان سيرين  لاتعرف ان كانت تلائمها ام لا فهي لأول مرة ترتدي مثلها.... لتفرد خصلت شعرها وتعبث بها تهندمها علي كتفها غافله عن هذا الذي فتح عيناه علي تلك الحورية الخاطفه للانفاس بدرجة كبيرة بجمالها الذي يلائم اي شيء ترتديه...لم يستطع السيطرة علي عيناه التي هامت تتأملها من راسها حتي اخمص قدميها الا حينما دفن وجهه في الوساده يهرب من النظر اليها ولكن كيف وقد انطبعت صورتها داخل جفونه.... تعالت دقات قلبه فهاهو صوتها جاء ليكمل علي ارادته... حمزة. 

لم يكن ليستعذب اسمه من قبل الا حينما يخرج من بين تلك الشفتين... اعادتها مرة اخري  : حمزة... 

همهم دون أن يرفع راسه من الوسادة  .. 

قالت له : اصحي 

حدثها ومازال متمسك بحصنه المتمثل بتلك الوساده ; صاحي 

كعادتها شفتيها لم تصمت لتناكفه وهي تقول : ولما انت صاحي.. ماتقوم 

: حاضر هبقي اقوم 

هتفت باصرار طفولي : لا قوم دلوقتي  

حدث نفسة : مابلاش 

زفرت بفاذ صبر وهي توكزة بكتفه : قوم بقي... 

اغمض عيناه يتمسك بارادته : هبقي قوم 

هزت راسها باصرار ; لا قوم دلوقتي يلا... عشان تقولي رأيك في اللي انا لابساه

دارت حول نفسها بحيرة وهي تكمل : انا اصلي اول مرة البس كدة... ومش عارفة 

حلوة عليا ولا لا  

قال دون أن يتحرك : حلوة 

نظرت اليه بغيظ لتنزع الوساده من فوق عيونه هاتفه بحنق : وانت شفت حاجة

اغمض عيناه قائلا :  قلت حلوة 

عقدت حاجبيها : انت مغمض عينك ليه 

قال ببراءه : عشان انا صايم 

لوت شفتيها باستنكار : والله.. وانا بقولك قوم عشان تأكل انا بقولك قولي رايك 

هتف باصرار : وانا بقولك صايم 

زفرت بضيق : اية صايم دي..... 

فتح عيناه لتتقابل بعيونها الجميلة بينما تطلق سهامها الشرسة غيظا منه 

ليبتسم بخبث بينما يقول وهو يتطلع اليها  : صايم... يعني صايم.... اقولك حلوة وزي القمر وهتجنني امي يعني وانا صايم 

احمر وجهها خجلا ليغمض، عيناه مستغفرا بينما ظهرت امامه تلك التفاحات الشهيه بخدودها المنتفخة ليهتف وهو يشيح بوجهه  : قومي من قدامي حالا ياسيرين  ومش عاوز اشوفك الا علي الفطار....

غالبت خجلها وهي تقطب جبينها منه بينما تابع متبرطم : اية البت اللي هتجنني دي 

قذفته بالوساده تخفي خجلها وهي تقول لتغيظة ... انت رخم اوي وانا غلطانه اني بأخد رايك اصلا 

وبعدين عارفة اني حلوة وزي القمر 

التفت اليها وبلحظة كان يقذفها بالوساده بقوة هاتفا : قومي يابت من هنا.. امشي 

......


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !