ضائعه في غابه ظنونه الفصل الثالث عشر

0


 الفصل السابق
وبعدين عارفة اني حلوة وزي القمر 

التفت اليها وبلحظة كان يقذفها بالوساده بقوة هاتفا : قومي يابت من هنا.. امشي

خرجت وتركت ضحكتها الناعمه ترن بأذنه ليدفن راسه بالوساده يبحث عن اراته القويه لابعاد صورتها عن راسه ولكن عبثا فقد ظل ساعه يتقلب من جنب لآخر بلا جدوي..... 

............ 

..... 

نزلت لتجد الفتيات متجمعات بالأسفل... التفتت اليها خاله حمزة حياة قائلة بابتسامه ; تعالي ياسيرين اقعدي معانا 

تقدمت بخطي مترددة لتبتسم لها الفتيات مرحبين.. التفتت سيرين الي نبيله قائلة : شكرا علي العباية... 

قالت هادية زوجة خال حمزة :لايقه عليكي اوي 

ابتسمت لها :شكرا 

تجاذبت أطراف الحديث معهم قليلا لتقول نبيله بعد قليل : يلا الفطار قرب.... هو حمزة لسة نايم كل ده 

هزت سيرين راسها لتقول نبيله : طيب ماتطلعي تصحيه ياسيرين

هزت كتفها : لا هو هيصحي لوحده 

لم تكمل جملتها لتهتف سارة ابنه خاله : اهو حمزة صحي ياتيته ونازل 

نزل حمزة الدرج لتقول نبيله بابتسامه واسعه : تعالي ياولدي... يلا قوموا يابنات انتوا جهزوا السفرة مع سعاد 

قام الجميع ليجلس حمزة بجوار سيرين علي الاريكة يفرك وجهه بنعاس : سيبتيني نايم كل ده ليه؟ 

قالت بخفوت :مش قلتلي امشي 

ضحك قائلا : وبتسمعي الكلام اوي يعني 

سألته نبيله : اية ... عرفت تنام ياحمزة 

اومأ لها : اه.. تمام

ابتسمت قائلة : انا فرشت الأوضة دي من اولها لاخرها جديدة ليك انت ومرتك .... عجبتك 

قال حمزة : كويسة اوي... شكرا 

مال تجاه سيرين و همس بجوار اذنها بخبث :واحلي حاجة فيها ان مفيهاش غير سرير واحد

ضربته بقدمها... ااه

التفتت له نبيله : مالك ياولدي

هز راسه وهو يطالع سيرين بغيظ :لا ابدا...مفيش


.......... 

جلس عبد الحميد يترأس الطاوله الضخمه المعده باشهي الاطعمه وعلي يمينه جلس ابنه شريف وعلي يساره حمزة وبجواره سيرين..... 

مضي وقت الافطار وجلس الرجال يتناولون 

القهوة ليقول حمزة بعدها لسعاد الشغاله :لو سمحتي قولي لسيرين تجهز عشان نمشي 

امتعضت ملامح عبد الحميد : تمشوا فين؟ 

نظر الي ساعته : يادوب نمشي ياحج 

هز عبد الحميد راسه : لا ياولدي وانتوا لحقتوا خليكوا معانا كام يوم 

: لا كام يوم اية... انا عندي شغل ولازم ارجع 

هتفت نبيله : بكرة الجمعه وبعده السبت ... يعني مفيش شغل 

: معلش ياحجة... اعذريني 

انا لبيت رغبتك وجيت بس لازم امشي 

عندي شغل كتير ومتفق مع زين اعدي عليه بكرة نخلصه 

تعالي رنين هاتفه ليجيب علي زين الذي قال 

:كل سنه وانت طيب ياصاحبي.. راجع امتي 

: علي طول اهو هتحرك

امسك عبد الحميد الهاتف من يده : ايوة يازين ياولدي.. انا الحج عبد الحميد 

: ازيك ياحج 

: انت تجيب بعضك وتجيب الشغل اللي حمزة بيقول عليه وتجي ... انت معزوم عندنا كام يوم... 

: ايوة ياحج بس..كام يوم ... قاطعه عبد الحميد ; مفيش بس... يمين بالله ماحمزة ماشي من هنا.. وانت كمان 

هز حمزة راسه برفض لتقول نبيله : هتكسف جدك ياولدي.... احنا لسة مشبعناش منك...

قال عبد الحميد : ومصنعك من هنا أقرب يعني مالكش اي حجة 

التفت اليه شريف قائلا ; وبعدين ياحمزة انا عاوزك في شغل انا كمان 

اومأ لهم لتسرع نبيله بابتسامه واسعه تقول لسيرين : حمزة وافق تفضلوا معانا كام يوم 

اندهشت سيرين فهو أخبرها انهم سيعودون

بنفس اليوم 

:ايوة بس انا مش عامله حسابي 

قالت حياة : لو عاوزة اي حاجة قولي هي اية واحنا نجيبها علي طول.... 

اومات لها زوجه خاله هاديه قائلة : ايوة ياسيرين انتي مش متخيلة احنا مبسوطين اد اية انكم معانا... دي ماما نبيله اول مرة تضحك كدة 

اومأت لهم لتقول حياة : رنا قومي طلعي هدوم جديدة وحطيها في اوضة سيرين وحمزة 

اومات الفتاة وصعدت للغرفة لتشرد سيرين بتفكيرها... اوضه سيرين وحمزة.. ؟! 

لا طبعا 

ابعدت التفكير عن راسها فهو بالتاكيد سيغادر الغرفة ويتركها لها... فهو لم يحاول فرض نفسه عليها ولن يفعل بالتاكيد حتي بعد اتفاقهم والذي لم تفكر مسبقا بكيفيه ستكون علاقتهم.... تحب التقارب الذي اصبح بينهم وحديثهم كالقط والفار ولكن ان يزيد هذا الاقتراب فهذا شئ هي ليست مستعده له ابدا الان بل ولم تفكر به لان التفكير سيدفعها لتذكر تلك الليله المشؤمه...! 

............. 

..... 


طال حديث حمزة وعبد الحميد وخاله وزوج خالته حسين الذي يعمل مهندس زراعي وابن عائله النويري عائلة كبيرة اخري تعمل في مجالات واسعه ... والذي كان يعرض علي حمزة التوسع بالعمل كخطة مسبقه مع شريف وعبد الحميد لضم حمزة لهم 

: أسهم مصنعك ماشاء الله ياحمزة في ارتفاع دائم... واخد اسمه في السوق بسرعه 

ابتسم عبد الحميد وربت علي كتف حمزة بفخر : امال ياحسين...

سحب حمزة نفس عميق قائلا : المصنع ده كان حلم ابويا الله يرحمه 

: الله يرحمه... 

التفت اليه عبد الحميد قائلا : انا توقعت انك هتبعيه بعد اللي حصل..... بس خالك قالي مستحيل 

اومأ له حمزة : لو كنت بعته كنت همسح اسمي واسم ابويا من السوق... كدة بالرغم من الديون اللي عليا الا ان عندي ضمان وطريق واضح اكمل فيه 

تنهد عبد الحميد بشجن : ديون اية ياولدي.... 

وافق انت بس وكل الديون مدفوعه.... قاطعه حمزة بتحذير : لو سمحت ياحج.. احنا قفلنا الموضوع ده 

تدخل حسين قائلا ; ياحمزة ياابني جدك همه مصلحتك 

: وانا عارف مصلحتي.... انا هوقف المصنع علي رجله بشقايا مش بفلوس حد... وبعدين انا اخدت تمن الارض وخلاص 

اومأ له شريف : خلاص ياحمزة اللي يريحك... احنا معاك في اي حاجة 

قال عبد الحميد : ماشي ياولدي... بس اية رايك في المشروع اللي حسين قال عليه 

هز راسه : ولله فكرة ممتازة 

: المصنع بتاع العاشر موجود.... هنغير بس التكنيك لو وافقت ونبدأ شغل 

تردد حمزة قليلا ليشجعه شريف قائلا: انت هتبقي شريك معايا انا وحسين والحج...كل واحد فينا ب٢٥٪ قلت اية؟ 

وبعدين احنا هنعتمد عي أسهم مصنعك ترفعنا 

اومأ له حمزة بعد قليل من التفكير ليتهلل وجهه الجميع... فهو عنيد ولكن عليهم مساعدته بطريق غير مباشر.....! 


بقيت سيرين جالسة في الحديقة مستمتعه بنسمات الليل الهادئة وحديث الفتيات.... لتسالها ريهام : انتوا عرفتوا بعض ازاي... قصدي انتي وحمزة 

ارتبكت ملامح سيرين ولم تسعفها الكلمات بينما نظرت اليها ريحان قليلا قبل ان تعض علي شفتيها قائلة بتردد : هو حمزة كان متجوز قبل كدة 

التفتت اليها سيرين وقد تغيرت ملامح وجهها لتقول الفتاه بتعلثم : اصل... أصل يعني.... اشارت لاحد الصور علي هاتفها 

: يعني اصل مش انتي اللي معاه في الصورة ومكتوب انها مراته 

نظرت سيرين الي الصورة التي جمعت حمزة وبجوارة سيدرا تبتسم له ابتسامتها المتقنه وقد ارتدت ثوب باللون الذهبي غاية بالاناقه و تزينت بالمجوهرات الباهظة بينما أحاط حمزة بخصرها في احدي الحفلات.... لا تعرف الفتيات صله القرابه بين سيدرا ولا سيرين ولايعرفون بالاساس ماحدث لحمزة علي يدها 

وكزتها سارة حينما رأت تغير ملامح وجهه سيرين... اية اللي بتقوليه ده ياريحان

هزت ريحان كتفها : انا بسأل 

اومات لها سيرين باقتضاب.. ااه... كان متجوز

قبل مانعرف بعض 

قالت سارة بابتسامه : متزعليش،هي ريحان كدة حشريه 

هزت راسها :لا عادي

انطبعت صورة سيدرا برفقته في جفونها لتداعب الغيرة أوصال قلبها ولأول مرة يتطرق عقلها لعلاقته باختها... فكيف كانت... هل كان يحبها....كم الكره الذي تراه بعيونه لمجرد سماع اسمها لم يجعلها يوما تفكر بكيفيه علاقتهم السابقه ولكن رؤيتها له بجوار سيدرا لاتنكر انها جعلتها تغار......،

بعد قليل استأذنت من الفتيات قائلة : انا هطلع انام. تصبحوا علي خير 

رأتها نبيله تدخل لتسألها : علي فين يابنتي 

هزت كتفها : هطلع انام... 

اومات لها : ماشي يابنتي.... ارتاحي شوية وهبقي اخلي سعاد تصحيكم للسحور 

هزت كتفها : لا... شكرا انا مش جعانه بس محتاجة انام.. 

: لا يابنتي مينفعش ... طيب انا هخلي سعاد تطلع ليكم الاكل فوق دلوقتي وناموا براحتكم بعدها.... 

دخلت سيرين الي الغرفة لتتفاجيء بحمزة جالس علي الفراش يعبث بهاتفه.... 

صعد قبل قليل وتردد بينما يفكر هل ستاخذ علاقتهم خطوة للأمام .... ؟! 

لم ولن يضغط عليها بشئ ابدا بالرغم من انه لم يعد يريد ابدا ان يظلوا بهذا التباعد فهو يريد لحياتنا ان تكون كزوجين.... جاءت اليه تلك الفرصه الليله ليحاول ازاله بعض الحواجز من بينهما والتي لن يستطيع فعلها في منزله فهو يري نظراتها كلما دخلت الي غرفته فمستحيل ان تشاركه بها لذا فكر جديا بشراء منزل جديد لعله يساعد في تبديد ذكرياتها السيئة بهذا المنزل... يعرف انه اناني وهو يفكر بأنه يريد أن تكون له وأن تكون علاقتهم كأي زوجين بالرغم من انه لايستطيع ان يبوح لها علي الاقل بمشاعره... ولكنه بكل الاحوال اسكت تفكيرة وسينفذ مايشعر به...! برفقتها لايريد التفكير فقط يريد أن تكون معه وبجواره... تنسي من هي وهو ينسي ايضا او يحاول التناسي..! 

نظرت سيرين اليه ورفعت حاجبيها قائلة : وده اية بقي ان شاء الله... انت بتعمل ايه هنا؟ 

أغلق الهاتف ووضعه بجواره قائلا ببراءه :اية.. هنام

قالت باستنكار ; تنام فين.. ؟! 

نظر لعيونها الجميله وتابع بمرح : هنام في اوضتي اللي جدتي فرشتهالي مخصوص 

قطبت جبينها : وانا انام فين؟ 

صمت ولكن نظراته اجابتها حينما نظر الي جانبه من الفراش لتهدر بشراسة بعد ان شعرت بالخوف منه : لا بقولك اية انا عديتهالك قبل الفطار بس دلوقتي انا عاوزة انام......يلا قوم ومتستعبطش

رفع حاحبه مرددا: مستعبطش.. ؟! 

هزت راسها واشارت له بيدها ; ايوة.. يلا قوم انا عاوزة انام 

اسند ظهره للوساده قائلا : ماتنامي وانا ماسكك

; انام فين...

اشار لها بعيناه لطرف الفراش الاخر لتحتد ملامحها.... لا طبعا.. انت هتستهبل ولااية 

جذبها فجأه لتسقط علي الفراش بجواره بينما 

وضع يداه بخفه علي فمها قائلا : بتستعبط .... وبتستهبل... ؟! 

يعني اكتمك ولااقطع لسانك علي اللي بتقوليه ده... في واحدة تقول لجوزها الكلام ده 

همهمت بغيظ من أسفل يداه وهي تتراجع بعيدا عنه : جوزي في عينك 

مال ناحيتها ونظر في عيونها هامسا امام شفتيها : امال انا اية؟ 

ارتبكت أنفاسها من اقترابه وتعالت دقات قلبها بينما اندفعت الدماء بشفتيها لتزداد احمرارا وتفقده صوابه فيقترب اكثر منها ينتوي تذوق ذلك الشهد الذي تخفيه بينهما ولكنها سرعان مادفعته بعيدا عنها مزمجرة : اوعي كدة انت هتعمل اية؟ 

لمعت عيناه بالعبث بينما تلكأت عيناه امام شفتيها قائلا ; هسكت شفايفك الحلوة دي 

قطبت جبينها بغضب وابعدته من امامها ; انت هتسوق فيها.... قوم يلا شوفلك أوضة تانية

هز راسه واراح ظهره للخلف قائلا : لا انا الاوضه دي عجباني

هتفت بحنق : طيب خليهم يدوني انا اوضه تانية

رفع حاجبه ; والله.... واقولهم اية بقي 

عندي مرض معدي مثلا فمراتي خايفه تنام معايا في اوضة واحدة

زفرت بحدة : انام ازاي معاك في اوضة واحدة 

قال بهدوء : زي الناس... فيها اية

انا مش هعضك ولا هقرب منك متخافيش... احنا بس هنام في نفس الاوضه وده شئ طبيعي 

هزت راسها : لا طبعا انت مجنون 

نظر اليها باستمتاع قائلا : مجنون لية.... ده انا حتي هبقي مجنون لو ضيعت الفرصه 

وكزته بقبضتها بقوة في كتفه : شفت بقي قله أدبك.... انت اهو بتستغل الفرصة 

اومأ لها بوقاحة : اه... بستغل الفرصة... انكر يعني.... 

نظر اليها بمكر وتابع بينما تلتهب خدودها خجلا ; يعني واحد مراته من يوم مااتجوزها وهي في اوضه وهو في اوضه وجت له الفرصه تنام جنبه... يقول لا 

وخصوصا انها زي القمر كدة.. وخدودها هتنفجر من الكسوف 

دفعت يداه التي داعبت وجنتها هادرة بغضب : اوعي ايدك دي واحترم نفسك.... احسنلك

رفع حاجبه باستنكار والتوت شفتاه بابتسامه خبيثه :احسنلي 

اومات له بتحدي ; اه.... أحسنلك

اومأ لها قائلا بهدوء شديد : طيب طالما عملالي سبعين راجل خايفة من ايه

انا نايم اهو في مكاني والسرير واسع اتفضلي 

وبعدين مش عاجبك السرير.... عندك الارض.... حاجة زي الفل اهي نامي عليها 

قالت بحنق : طيب ماتنام انت علي الارض

ضحك قائلا : انسي.... ارض، اية اللي انام عليها ... انا مرتاح هنا 

كورت يدها بغيظ وضيقت عيناها تطالعه بلهيب نظراتها حتي ظن انها ستحرقه....ليضحك علي هيئتها قائلا : طيب 

بصي عشان انا قلبي طيب ومش هتهوني عليا تنامي علي الارض انا هحطلك المخده دي في النص.....وهنام في طرف السرير ومش هتقلب كمان 

نظر اليها وتابع بتسليه بينما تشتعل وجنتها خجلا : اية رايك.. ؟

نظرت اليه بطرف عيناها بغيظ فهو يستغل الفرصه ليبدا عقلها يتحرك ذهابا وايابا فهو واهم ان ظنها ستستلم... حسنا ستجعله يترك لها الفراش بل والغرف كلها بكامل ارادته.... 

الموضوع يتطلب منها فقط بعض الجرأه..... ؟! 

رمقته بنظرات الوعيد قبل ان تسحب تلك الملابس الكثيرة التي وضعتها لها رنا علي الفراش ولتدخل للحمام ولحسن حظها وجدت ماارادت.... 

جلس بمكانه علي طرف الفراش يعبث بهاتفه 

والابتسامه لاتفارق شفتيه... لو كان التقي بها من قبل.. ألم يكن كل شئ ليتغير ....ألم يكن ليخبرها بحبه لها.. ألم يكن ليستمع لاعترافها بحبه الذي يراه بعيونها مهما اخفته بشراستها وكلكماتها.... الم تكن لتكون وقتها زوجته بالفعل دون أن تكون بينهما تلك الذكريات المريرة... ألم يكن ليستيطع النظر بعيونها دون ان يري ذنب عائلتها....! 

طرقت الخادمه الباب ليقوم حمزة من الفراش يفتح لها الباب... السحور يابيه 

تناول من يدها الصينيه قائلا : متشكر 

نظر الي باب الحمام ثم الي ساعته فقد تأخرت لأكثر من نصف ساعه.. طرق عليها الباب يناديها بصوت هاديء : سيرين... يلا عشان الاكل

جاءه صوتها : لا مش عاوزة 

: لية 

: شبعانه 

: طيب انتي كويسة 

شغلت مصفف الشعر تجفف شعرها دون أن تجيب عليه ليخرج الطعام ويعود جالسا الي الفراش..... دقائق وكانت تخرج.....! 

فغر فاهه وابتلع لعابه بصعوبه حينما خرجت وقد سبقتها رائحتها الجميلة التي نثرتها بسخاء فوق عنقها وكتفها....

اخفت ضحكتها المنتصره وهي تري تغير ملامح وجهه بينما قفزت عيناه من مكانها وتعلقت بها وقد ارتدت ذلك الشورت القصير وفوقة تيشيرت ابيض بلا أكمام ورفعت خصلات شعرها فوق رأسها كاشفة علي عنقها وكتفيها .... اغمض عيناه واستغفر بينما يحدث نفسه... يانهار اسود ودي انام جنبها ازاي بالمنظر ده... هتجيبلي جلطة حالا.....

فتح عيناه متمسك باعصابه بينما أفلت لسانه بعدم تصديق : اية ده 

قالت ببراءه مصطنعه : اية؟ 

أشار اليها وهو يحاول أبعاد عيناه عنها قائلا ;انتي.... انتي هتنامي كدة ؟

هزت كتفها بمكر ; امال هنام ازاي... . 

قال بتعلثم جعل الانتصار يسيري بعروقها فهاهو سيترك بها الغرفه باكملها بارادته ولن يستطيع البقاء معها والسيطرة علي نفسه ; يعني... يعني ماتلبسي حاجة تانية 

هزت راسها : لا... انا مرتاحة كدة 

قال بانفعال وهو يجاهد نفسه من أخذها ين ذراعيه الان وهي بهذا الجمال : بس انا مش مرتاح 

قالت ببرود : يبقي سيب الاوضه 

نظر اليها بطرف عيناه..... تلك الماكرة التي تستغل اسلحتها ضده لتفقده صوابه.....يالله ماذا سيفعل وهي امامه بكل هذا الجمال... ألم تكن هي بكافيه لتزيد الأمر عليه بتلك الملابس.... ان انقض عليها الآن سيكون اكثر من مرحب ولن يلوم نفسه ..! استغفر كثيرا وهو يبعد تلك الافكار عن رأسه فهو لن يلمسها مجددا الا حينما تكون راغبه... فلن يكرر خطأه مره اخري.... ولكن الا تعلم بخطورة مافعلته الان وهي تتلاعب بتلك النيران..... انه بصعوبه يتمالك نفسه عنها منذ تلك الليله التي كلنا تذكرها كلما اراد امتلاكها مجددا حتي يرتوي.... والان تأتي له بتلك الهيئة وتخبره انها ستنام بجواره هكذا.... في لحظة كان يقفز من الفراش ويخرج الي الشرفه ليضع سيكاره بين شفتيه ليحرقها قبل ان تحرق فنتنها باقي اعصابه التي يحاول ضبطها بصعوبه..... 

ضحكت سيرين بانتصار وتمددت علي الفراش الوثير .... ستنام قريرة العين واثقة انه لن يجروء علي النوم بجوارها الان ...ولكن ماللذي قد يمنعه.... ؟! . فتحت عيناها فجأه وطرق الخوف قلبها حينما جال بخاطرها هذا الخاطر ... لا.... لا انها تلعب بالنيران فربما ينقلب السحر علي الساحر ...! 

لا انها لم تنسي تلك الليله بعد... وهاهي من بدأت باستفزازه وهي تعلم انه ربما يفقد تعقله... 

قفزت من الفراش وبحثت بسرعه بين الملابس التي اعطتها لها رنا لتجد ستره قطنيه واسعه وضعتها فوقها وارتدت بنطال فضفاض وعادت لتندثر بالاغطيه حتي عنقها بعد ان وضعت الوسائد بالمنتصف

وهي تحاول الابقاء علي عيونها مفتوحة بالرغم من جفونها بدأت تتهاوي من الإرهاق ولكن كلما اغمضت عيناها فتحتها بسرعه بتاهب .. 

طال مكوثة يدخن بالشرفه ينهي سيكاره ويشعل اخري..... ليجد ارادته ويسيطر علي نفسه... بعد ان جعلت تلك الماكرة الصغيرة دماءه الساخنه تهدر بكل انش به... لا يريد شيئا سوي ان تكون له مرة اخري..! ولكن تلك المرة لينسيها قسوة تلك الليله...!! . 

عاد الي الغرفة لتتهادي الابتسامه الي شفتيه حينما وجدها تتشبث بالغطاء بتلك الطريقه ونائمة باقصي الفراش حتي تكاد تقع من علي طرفه ..... مهمها تظاهرت بالجراه والقوه الا انها لاتتعدي كونها طفله....! 

فتحت عيناها وهبت جالسة حينما جلس علي طرف الفراش الخاص به 

لينتبه لما ترتديه وقد استبدلت تلك الملابس ليسالها بعبث : وده اية... 

قالت بجبين مقطب وهي تتراجع اكثر لطرف الفراش : بردت 

تهكم بضحكته : بردتي في عز الحر ده 

اومات له : اه.. 

قال بحنان ; طيب اقفلك التكييف 

هزت راسها : لا انا كدة كويسة... 

قطبت جبينها وتابعت ; وبعدين خليك في ،حالك انت باصص عليا ليه اصلا 

نظر اليها بشقاوة قاءلا ; ابص زي مايعجبني 

حسنا لن يتوقف عن مشاكستها للصباح... تنهدت بتعب جعله يشفق عليها بينما قالت :نام بقي... 

ابتسم لها بهدوء قائلا ; وانتى مش هتنامي 

جذبت الغطاء لحلقها وهي تزفر قائلة : هتزفت انام....انا اصلا مش قادرة افتح عيني 

نظر اليها بحنان قائلا : طيب خلاص يلا نامي 

نظرت اليه وقد امتزج الخوف بحبات الزيتون المستقرة بعيونها... لتجده يمد يداه برقه علي خصلات شعرها قائلا ; متخافيش... نامي 

انا مش هعملك حاجة 

جذبت الغطاء ترشقه بسهام عيونها وهي تتبرطم متظاهرة بالجرأه ; انت اصلا متقدرش تعملي حاجة 

ضحك بينما تتساقط جفونها فوق عيونها ; طيب نامي ياوحش ومتخلنيش اوريكي ازاي انا مقدرش اعملك حاجة 

تبرطمت وهي تغمض عيناها :وحش في عينك... واه متقدرش 

بلحظة كانت أنفاسه الساخنه تلهب وجنتها بينما طبع عليها تلك القبله الرقيقه وهو يهمس: لا اقدر... بس مش عاوز حاجة انتي مش عاوزاها... تصبحي علي خير ياسيري

غاب صوتها من الإرهاق وتهاوت جفونها وهي تحدث نفسها ان تنام وتطمئن فقليلا بعد وسيؤذن الفجر فتنام براحة لانه سيكون صائم 

......... 

... دقائق وسقطت يداها حينما غرقت بالنوم ليبعد تلك السائد من بينهما ويلتفت علي جابنه لينظر اليها...جميلة في كل الأحوال.... اغمض عيناه كمراهق يتطلع لحبيبته ودون ارادته يتذكر سيدرا... هل كان ليظن ان هناك امرأه مختلفه قبل ان يلتقي لسيرين.... لا انها بطعم مختلف غير اي امرأه اخري.... تقريبا لم تفعل به أي فتاه مافعلته تلك القصيرة 

الفتنه التي قلبت كيانه ...! 

غرق بتفاصيلها بينما يداه لا تتوقف عن العبث بخصلات شعرها لينتبه علي نفسه اخيرا يزفر بحنق حينما تعالي صوت الأذان : 

.... استغفر الله

انا عارف طول ماهي قدامي ولا نافع ليا صيام ولا حاجة 

قام من مكانه واتجه ليصلي الفجر ثم عاد ليتوسد الفراش بجوارها لينام ولكنه لم يستطيع الا ان يطبع قبله رقيقه علي جبينها ثم يتمدد بجوارها .... 

............ 

..... 

ضيقت سيدرا عيناها تنظر الي جمال قائلة : يعني جده رضي عنه وهو اللي دفع اول قسط من القرض 

اومأ لها جمال بخبث : ومش بس كدة.... ده كمان المصنع بتاعه اشتغل وكلها كام شهر وحمزة يرجع اقوي من الاول 

تلجم لسانها وتوترت لتزم شفتيها قائلة : يرجع..؟! 

اومأ لها جمال واكمل بمغزي : طبعا عارفة ده معناه اية 

هتفت بحدة من بين أسنانها : ما تتكلم علي طول ياجمال

قات نادية : انت بتلعب باعصابنا ولااية ياجمال 

تنهد ببرود قائلا : انتوا اللي عاملين نفسكم مش فاهمين.... هو حمزة لما يقف علي رجله اول حاجة هيعملها انه هيقلب عليكي الدنيا وانتي طبعا عارفة لما يجيبك هيعمل فيكي ايه 

ضربت طرف الطاوله بيدها بغضب ; ماهو عشان اليوم ده انا بقولك تخلص وتنفذ االي قلتلك عليه عشان روحه ابقي في ايدنا 

قال جمال بمكر : ولما اسلمك روحة... هاخد اية في المقابل 

رفعت حاجبها ; انت عاوز اية ياجمال 

نطق وهو يشدد علي كل حرف : نص الفلوس 

امتعضت ملامحها وهبت واقفة : نص اية... ؟

نص الفلوس 

اومأ لها لتهدر بحده : لا انت بتحلم... 

ارجع ظهره للخلف ببرود : خلاص براحتك... 

.... انصرفت وهي تطرق الارض بغيظ لتنظر اليه ناديه قائلة : اية اللي بتقوله ده ياجمال 

نظر اليها جمال : اللي بقوله ده... عشان اثبتلك ان بنتك ملهاش غالي.. وهتغدر بينا 

عشان الفلوس 

هزت راسها : مستحيل 

ابتسم بتهكم : هنشوف... 

......... 

.... 

فتح عيناه في الصباح علي صوتها الحانق بينما وجدت نفسها اسيرة ذراعه التي احتضنها بها... اندفعت الدماء بكل انش بجسدها ماان فتحت عيونها وشعرت بهذا الثقل فوق خصرها لترفع راسها فتتفاجيء بانفاسه الساخنه تلفح عنقها.... ارتبكت دقات قلبها وهي بهذا القرب منه فأرجعت راسها للخلف وحاولت التخلص من ذراعيه ولكنه لم يتركها لتهتف به بحدة وهي توكزة بجنبه : انت.... انت يااخينا قووووم 

فتح نصف عين بانزعاج يسألها : في أية ياسيرين؟ 

هتفت به بحدة : انت لسة هتسإل.... مين شال المخدات؟ 

قال ببراءه : معرفش.... يمكن انتي 

رفعت حاجبيها باستنكار ; والله..... وانا برضه اللي مسكتك كدة

نظر بمكر ليداه التي تحيط بها ليقول ببراءه : 

غصب عني فكرتك المخده..... وبعدين علي فكرة عادي يعني..... حضنتك وانا نايم فيها اية 

دفعت يداه التي تكبلها مزمجره : حضنتك عقربه.. اوعي ايدك دي ياحيوان 

زم شفتيه بغيظ ليزجرها بتحذير : لولا اني صايم كنت وريتك آخره طوله لسانك دي اية. 

رفعت حاجبها : والله 

قطب جبينه وسعل بشده لتزجرة بحنق : احسن عشان تبقي تشرب كل السجاير دي 

زفر قائلا : وهو مين عصبني امبارح 

هزت كتفها ببراءه : وانا جيت جنبك

قال بمكر وهو يميل فوقها : طيب ماتجي جنبي هو حد مانعك 

دفعته بعيدا : اوعي ايدك لاقطعهالك... 

همس لنفسه بوقاحة : والله مافي حد عاوز يتقطع غيرك... 

التفتت اليه وضيقت عيونها قائلة : هو انت مش صايم 

قال ببراءه : طيب وانا عملت ايه 

رشقته بنظرات الشرر وهي تقول بينما تغادر الفراش : شوف نفسك... راجل قليل الادب 


دفن حمزة راسه أسفل الوساده قائلا بتحذير ; ....انا هنام بس والله ياسيرين بعد الفطار لهطلع عليكي طولة لسانك دي... وهوريكي انا حيوان و راجل قليل الادب ازاي 

قالت بعدم اكتراث لتهديده : طول اليوم تهديد تهديد... مش بخاف ،علي فكرة 

رفع راسه من أسفل الوساده قائلا بوعيد :طيب حلو اوي انا بقي مش عاوزك تخافي وخليكي علي مبدأك ده

.. كلها كام ساعه ونشوف

توترت من تهديده ولكنها تماسكت فهو يستفزها لااكثر.... 

سحبت فستانها ودخلت لتستحم وتستبدل ملابسها واتجهت لباب الغرفه ليوقفها حمزة الذي استند بذراعه للفراش يطالعها بنظرات متفحصه : خدي هنا رايحة فين.... ؟

قالت ببراءه :نازله تحت؟ 

اومأ لها قائلا : اه واضح.... بس بالنسبه للفستان ده مش متخانفين عليه امبارح 

قالت بابتسامه بريئة تستعطفه : انا لابساه في البيت

رفع حاجبه فهو قد فهم ماتحاول التاثير عليه فيه ; اي بيت 

: ده 

زم شفتيه قائلا ; وانتي شايفه ان ده بيت...

قالت ببرود : اه طبعا مش ده بيت ولااية 

ضيق عيناه يتوعدها لبعد الافطار ; طيب ياسيرين هانم.... عشان اكون اكتر تحديد ده ميتلبسش غير قدامي انا وبس.. تمام كدة 

نظرت اليه باستنكار : والله.. ده علي اساس ايه؟ 

زمجر بصوت اجش : علي اساس اني جوزك مش كيس جوافه.... اتفضلي امشي غيري الفستان ده 

زفرت بحنق شديد ; اووف.. اية التحكم ده... انا زهقت 

عاد ليدفن راسه أسفل الوساده وهو يقول : 

زودي في حسابك كمان وبرطمي..... 

يلا ادخلي غيري الفستان ده..... البسي العبايه بتاعة امبارح كانت حلوة

رفع راسه وأشار لها : وابقي لمي شعرك ده طالعته بحنق : كمان.... والله مااتحجب احسن

ابتسم لها قائلا : ياريت 

لوحت له بحنق ; نام

... انت مش كنت عاوز تنام... اتفضل نام وبطل كلام واوامر

تهكم قائلا ; وهو مين اللي بيقلق نومي كل شوية.. مش سيادتك 

............ 

.... 

لاتنكر ان هناك شئ يداعب قلبها في تلك الغيرة المجنونه وكلماته المتملكة ولكنها لاتستطيع ان تخبر نفسها بهذا ولا ان تنسي كلماته لها... شردت بعيدا بينما تتساءل ولماذا لا تنسي...؟! 

لماذا لا تتجاوب مع ماتشعر به... ؟ لماذا لا تترك العنان لقلبها ومشاعرها التي تنساها برفقته....! ؟

لقد انقلب عالمها وكيانها علي يده....كيف يمكن أن تتحول كل تلك الكراهيه التي كانت بينهما لتلك المشاعر ... ؟! 

نظرت سيرين من خلال زجاج الشرفة الواسعه الي الحديقة المليئة بالأشجار المختلفه ذات الروائح العطرة 

التفتت الي الفتيات الجالسات معها لتقول

: ماتيجوا نقعد في الجنينه.. الجو حلو 

اومات لها ريحان قائلة : طيب انا هطلع اجيب طرحة وانزل علي طول.... 

....... 

... 

.... فتحت البوابة الحديديه الكبيرة ودخلت سيارة زين الذي قال بينما يوقفها أسفل الفناء : انا زين صاحب حمزة 

قال الغفير : نورت يابيه... هبلغ حمزة بيه حالا 

اومأ له زين قائلا ; طيب انا هستناه هنا في الجنينه 

ماان جلس زين حتي قطبت سيرين جبينها حينما رأته امامها بل وجلس في المكان الذي كانت تريد الجلوس به 

: انت اية اللي جابك هنا

عقد زين حاجبيه باستنكار ; نعم ياختي انا اجي المكان اللي يعجبني 

اشارت له بيدها بعدم اكتراث : طيب يلا شوف حته تانيه اقعد فيها عشان انا عاوزة اقعد هنا 

هز كتفه وجلس علي المقعد باريحيه : لا انا مرتاح هنا.. روحي انتي شوفي حته تانية 

قطبت جبينها بغضب ; لا بقولك اية متستفزنيش 

لوي زين شفتيه : لا انتي بقي اللي متستفزنيش انا قاعد هنا الاول 

: اول اية ... ؟! هو بالحجز.... يلا روح من هنا 

قطب زين جبينه : اية روح من هنا دي.... وانا بشحت منك يابت انتي 

زمت سيرين شفتيها واحتدت ملامحها : مين دي اللي بت ياحيوان انت كمان 

اتسعت عيون حمزة دهشه حينما اقترب علي صوت سيرين وهي تصيح بزين الذي تغيرت ملامحه وفتح فمه ليرد عليها 

...... ليقاطعه حمزة سريعا : زيين.. في أية؟ 

التفت اليه زين قائلا : في ان صاحبك اتطرد 

قال حمزة وهو يربت علي كتفه : مين بس اللي طردك 

هتفت سيرين بغيظ ; انا.... أصله سخيف 

جز حمزة علي أسنانه .... سييييرين... 

لوحت بيدها بعدم اكتراث : انا مش عارفة انت مستحمله ازاي

هتف زين بغيظ : مستحملني بقاله سنين ياختي مش هتجي انتي من كام شهر تتكلمي

..... انا اللي مش عارف انت مستحملها ازاي ياحمزة ...

زجرته سريين : اتلم ياواد انت 

اتسعت عيون زين بعدم تصديق : واد... انا بقيت واد 

قال حمزة ليسكت كلاهما وهم يتشاجرون كالاطفال ; بس ياواد.... . قصدي بس يازين 

وانتي بس ياسيرين 

هتف زين بعناد ; لا مش بس وهاتلي حقي ياحمزة 

امسك حمزة بكتفه : تعالي يازين وكبر مخك هتعمل عقلك بعقل عيال 

هتفت سيرين بامتعاض : تقصد مين بعيال دي 

هز راسه : مقصدش 

هتفت بغيظ بينما انفجر زين ضاحكا : لا تقصد.... شوف بيضحك ازاي 

هتف حمزة من بين أسنانه : سيريييين انا صايم ومصدع 

زجرته بغيظ : يبقي اختفي من قدامي.... عكرت دمي انت وهو 

نظر اليها حمزة بطرف عيناه بتحذير هامسا ; انتي اللي تختفي من قدامي حالا.... كفاية اني منمتش، امبارح... 

اسرعت تختفي من امامه ليهتف زين ; 

انت مستحمل البت دي ازاي 

قال حمزة : ماتتلم بقي.. 

: اتلم اية بس .... دي ضربتك بسكينه ولسانها مبرد أعوذ باللة

هز حمزة كتفه : عاجباني 

رفع زين حاجبه مكر ; اوباا...... اية ياعم تغيب يومين في البلد تقولي عاجبك 

اومأ له وسحب نفس عميق بينما يجلس علي المقعد ويكمل : اكذب يعني.... . عجباني اوي وتقريبا مش ببطل تفكير فيها 

ضحك زين وغمز له : طيب وأية 

تنهد حمزة قائلا بابتسامه هادئة : اية اية.. ؟

هز زين كتفه : اية اللي مخليك متضايق طالما عجباك 

نظر اليه حمزة وهز راسه ; لا ابدا ياسي زين مفيش اي حاجة تضايق في ان الواقع اللي خلي البنت الوحيده اللي احبها تكون عيلتها اللي دمرتني 

قال زين بعقلانيه ; وهي مالها 

اومأ له حمزة ; بحاول اقنع نفسي بكدة طول ماهي قدامي .... بس اول مابفوق مش بقدر 

قال زين : بس انا مش معاك في ده ياحمزة ... دي حياتك وسعادتك 

نظر اليه حمزة قائلا : وحقي وتاري

قال زين: خده 

: من ابوها؟! 

: من اي حد بس هي ملهاش ذنب

رفع حمزة عيناه اليه قائلا : تفتكر لما اسجن ابوها هتجي في حضني بعدها ..... تفتكر اني 

هنسي ان جد عيالي يكون هشام ولا خالتهم سيدرا

تغيرت ملامح زين للجديه ليكمل حمزة بأسي :شفت بقي يازين اية اللي مانعني. 

قطب زين جبينه باستفهام : يعني هتطلقها 

هز راسه بدون تفكير : مستحيل 

: امال ناوي علي اية ياحمزة؟ 

قال حمزة بحيرة : وانا لو عارف عارف كنت اتجننت كدة..... انا متقطع يازين ومش عارف انا رايح علي فين 

قال زين : امشي ورا قلبك 

اومأ حمزة قائلا ; ماشي وراه بس تفتكر في الاخر العقل اللي هيكسب ولا القلب 

................. 

عاد حمزة للداخل بعد ان ترك زين بغرفته التي خصهها له جدة ليرتاح بها..... 

انتبه لعدم وجودها بين الفتيات ليقطب جبينه متسائلا :سيرين فين ياسارة؟ 

قالت : طلعت اوضتها من شوية 

اومأ لها وصعد ليراها.... . 

اسرعت تندثر بالغطاء وتغمض عيونها 

متظاهرة بالنوم ماان شعرت بخطواتة قرب الباب.... فتح الباب ليراها نائمة فيخرج مرة اخري.... 

اعتدلت جالسه ملامح وجهه تقطر حزنا... 

لقد أخبرها بتلك الحقيقه من قبل ولكنها اوجعتها بشده حينما استمعت لحديثه مع زين.... انه لم ولن ينسي 

كلما اقتربت منه يتألم قلبها... وان ابتعدت سيتألم قلبها اكثر ماذا تفعل... انها متخبطة ومتقطعه اكثر منه ولاتعرف علي اي ارض تقف..... تنهدت وهي تضع يداها علي قلبها تتمني لو انها لم تستمع لحديثه مع زين....! انها كلما وقفت امامه تحاول تجاهل حقيقه ان لا أمل في علاقتهما فهو لن ينسي ابدا ما حدث له علي يد عائلتها ولكن الي متي ستتجاهل تلك الحقيقة وتتظاهر انها لاتفهمها الي متي ستظل تسمح لتلك الخيوط الخفيه تجذبها اليه كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله حتي تغرق في ذلك الحب وتسير معه بهذا الطريق الذي أخبرها منذ بدايته انه لايعلم نهايته..! 

لاحظ حمزة وجومها طوال اليوم ولكن حينما امتد لبعد الافطار لم يعد يصدق عذرها بأنها تشعر بألم في رأسها.... 

نظر اليها باهتمام وهو يجلس بجوارها علي الاريكة قائلا : مالك 

هزت كتفها : مفيش

اقترب منها اكثر قائلا بخفوت : حد ضايقك.... شكلك متغير 

هزت راسها : لا ابدا... 

انا هقوم انام 

قطب جبينه وامسك يدها سريعا يعيدها لتجلس بجواره لتسري القشعريرة بكامل جسدها من أثر لمسته... تنامي اية لسة بدري... 

نظر حوله ثم اعتدل واقفا وهو يقول : تعالي نقوم نتمشي شوية 

هزت راسها : لا 

شدد علي يدها بيده والتفت إليهم : احنا هنتمشي برا شوية 

اومات له نبيله قائلة : اتفضل ياولدي براحتك 

سارت برفقته للخارج ليسيرا قليلا وسط الحديقه الواسعه دون قول شئ ... اراحتها تلك الفسحة علي نسمات الهواء وكأنها غسلت همومها وقد سألت نفسها مرارا عن سبب تلك التعاسة التي تشعر بها هي وافقت علي السير بهذا للطريق ولم يكذب عليها منك البداية ..... سرت الكهرباء بجسدها حينما شعرت بيده تحتضن يدها بينما يسيرون.... ارتجف كل انش بجسدها بينما تخبطت ضربات قلبها بقوة فكم تشعر بالدفء ويدها بين يداه وكم بنفس الوقت تريد انتزاع يدها والهروب...! 

ابتسامه هادئة ارتسمت علي جانب شفتيه بينما يشعر بملمس يداها بداخل يده كما يشعر بها بالضبط داخل جوانب صدره.... يداها التي لا تتخطي نصف يده تجعل ضربات قلبه تتعالي بتلك الطريقه... وكذلك هي تلك الصغيرة التي لا تتخطي كتفه تفعل به الافاعيل...! 

توقف عن السير والتفت اليها قائلا : مالك؟ 

هزت كتفها : مفيش

نظر الي عيونها وبلا تردد وجد يداه تمتد لتتحرك برقه فوق ملامح وجهها قائلا بنبره حنونه : امال الوش الجميل ده مكشر ليه.. 

اغمضت عيناها تحاول السيطرة علي ذلك السيل من المشاعر التي انتابتها.. ماذا يفعل بها هذا الرجل... لماذا تفقد السيطرة علي حواسها... لماذا ترتجف امامه بتلك الطريقه من مجرد لمسه من يده... لماذا تريد أن ترتمي في حضنه وتترك لدموعها العنان متخليه عن تلك القوة الزائفه التي تتظاهر بها امامه وتحتمي بها من ان يبدو عليها حبها له وتخبره بتلك المشاعر التي تجتاح اوصالها.... تخبره انها ستستير بأي طريق طالما يدها بيده ولكن عليه ان يعدها الا يترك يدها ابدا.... تريد أن تخبره انها لا تخاف من شئ قدر ابتعاده عنها بعد ان جعل حياتها تتوقف علي وجوده بها.... 

: سيرين... نادتها بنبرته الرجوليه لتفتح عيونها فتنساب منها حدائق الزيتون التي جعلته يفقد النطق فلا مكان لأي كلمات بتلك اللحظة....ترك لمشاعره العنان ليجد نفسه يميل تجاهها ويلتقط شفتيها بين شفتيه في قبله رقيقه لا تمت بصله لقبلاته السابقه.... انها قبله يتذوق بها طعم شفتيها برقه وهدوء وكأنه يخشي عليها ان تنكسر.... ضربت دقات قلبها جنبات صدرها بقوة واجتاح الخوف اوصالها دون ارادتها من اقترابه لتتحرك يداها سريعا تجاه صدره تبعده... استجاب لرغبتها علي الفور وابتعد عن شفتيها بالرغم من ذلك الألم الذي اجتاح اوصاله لابتعاده عنها... كانت الحمرة تضرب كل انش بوجهها بينما حرمت عيناه من جمال غابات عيونها حينما اخفضتها بخجل وقد تلجم لسانها 

ابتسم لها وهمس بخفوت : سيري... ياريت تبعدي خدودك اللي عامله زي التفاح دي من قدامي. احسنلك 

رفعت عيناها اليه لتجد العبث يلمع بعيونه بينما يقول ; مممم... شكلك كدة عاملة زعلانه طول اليوم عشان انسي عقاب اللي عملتيه قبل الفطار 

اتسعت عيناها وتراجعت للخلف.. لا... لا عقاب اية.. ؟ هو انا عملت حاجة 

ضحك بشر قائلا : ابدا هو انتي ياروحي بتعملي حاجة.... ده كفاية البهدله اللي بهدلتيها لزين 

امتعضت ملامحها لتهتف به : انا.. ؟! 

اومأ لها : حرام عليكي.. ده حتي زين طيب اوي 

: مين ده اللي طيب...؟! اقترب منها ومال ناحيتها ينظر لعيونها : زين... طيب ولطيف طالعلي

رفعت حاجبيها : طالعلك.. ؟اومأ لها بابتسامه : مش طيب وساكت علي طوله لسانك من الصبح

صمتت وخفضت عيونها واجتاحت الحمرة خدودها مرة اخري... لن يصمد ان بقي امامها لأكثر من هذا.. سينقض علي شفتيها ولن يتركها مهمها فعلت.... 

نظر الي اصطبل الخيول قائلا بابتسامه : اية رايك تركبي معايا خيل 

هزت راسها ; لا مبعرفش وبخاف 

امسك بيدها وسار تجاه بوابة الاصطبل قائلا :تعالي.... ومتخافيش من حاجة وانا معاكي

اخرج احد الاحصنة من حظيرته ووضع له السرج وقفز فوق برشاقه ثم مد يداه لذراعها وبلحظة كان يضعها امامه فوق الحصان.... 

لم يكن الخوف هو ماجعل دقات قلبها تتسارع بتلك القوة بل وجودها بهذا القرب منه فهي كانت حرفيا بحضنه بينما أحاط صدره بظهرها ويده سيجت خصرها بقوة لينه بينما غرقت شفتاه بين خصلات شعرها الذي تطاير امامه وهو يوكز الحصان بقدمه....!

انسابت خصلات شعرها تتلاعب بها نسمات الليل كما انسابت مشاعرها ولم يعد لها عليها أي سيطرة ولماذا تسيطر علي مشاعرها بينما هناك تلك البوابة من السعاده مفتوحه امامها وتناديها لتدخلها.... توصلت لحل لمعضلتها وهو انها ستقتنص من السعاده تلك اللحظات دون أي تفكير يعكر صفوها... ستجمع العديد والعديد من اللحظات السعيدة لتمتليء ذاكرتها بتلك الأوقات التي حتما ستحتاجها ماان يسرق القدر تلك السعاده من بين يدها ويوقظها علي الواقع.... ستسير الطريق دون أن تهتم بنهايته... فالمتعه في الطريق وليس في النهايه... وهاهو بطريقها فارسها الوسيم.... شعر برأسها تستكين علي صدره اكثر لتتحرك يداه فوق خصرها يشدد من احتضانه لها بينما يرقص قلبه طربا من قربها ...... بعد فترة هدأ حمزة من خطوات الفرس بعد ان دخل الي البوابة مجددا ليقفز برشاقه من فوق الحصان ويمد ذراعيه ليحملها... كانت قريبه منه للغايه حتي شعرت بدقات قلبه المتعاليه تلامس جسدها الذي التصق بصدره ... تعالت أنفاسها صعودا وهبوطا لتتحرك عيناه تجاه صدرها الذي يعلو ويهبط من أنفاسها الاهثه لترتفع عيناه الي شفتيها ولم يعد يحتمل المزيد من الانتظار بلحظة كانت شفتيها بين شفتيه يقبلها بشغف وقوة ملتهم كل انش بشفتيها التي أصبحت إدمان بالنسبه له... اغمض عيناه بينما تحركت احدي يداه بين خصلات شعرها والأخيره فوق خصرها يقربها اليه اكثر.... لتزداد قبلته قوه وشغف جعلت أنفاسها تكاد تنقطع بينما هدرت دقات قلبها بجنون داخل صدرها ودق ناقوس الخطر لتتشنج بين يديه وترتجف بقوة بينما تتابعها ذكريات تلك الليله برأسها دون إرادتها..... اوقفه ارتجافها ليفتح عيناه المنتشيه علي ذلك الخوف الواضح بعيونها مسبب له تلك الصدمه حينما رأي لمعان عيونها بالدموع قبل ان تركض من امامه منسله من بين يداه التي كورها وضرب قبضته بقوة... كم يكره نفسه لأنه من تسبب بهذا..... حيوان... حيوان.... هتف بنفسه باحتقار ونظرة عيونها التي انطبعت براسه لاترحمه....!


.................

.....

علي مضض في الصباح التالي تركتهم نبيله يرحلون بعد وعد حمزة لها انهم سيعوجون بعد بضعه ايام... طوال الطريق كانت صامته وهو ايضا فبعد ماحدث ليله امس شعر حمزة باليأس فهي لن تنسي...!!

وهو احتقر نفسه لدرجة عجزة عن النظر بعيونها لذا فالصمت افضل لكلاهما....! 

ماان وصلا للمنزل حتي قال : اطلعي انتي انا عندي شغل 

اومات له دون قول شئ لتفتح باب السيارة وتهم بالمغادرة بينما قال : متتعبش نفسك وتعملي فطار انا هجيب معايا اكل جاهز وانا راجع... 

لم تقل شئ وكان ذلك هو حالهما للايام التاليه مجرد بضع كلمات من جانبه او جانبها... يجتمعون وقت الطعام الذي يحضره حمزة وهو عائد الي المنزل الذي قلما اصبح يمكث به حتي لا ينظر لعيونها التي سبب لها كل هذا الحزن...! 

استيقظت بوسط الليل علي كابوس مزعج لتخرج من غرفتها تحضر لنفسها كوب من الماء فشعرت بوجوده بالخارج....نطرت لتجده جالس الي الشرفه وتحيط به هاله من دخان سكائرة التي لا يتوقف عن حرقها وكأنها تخفف عنه... ،! وقفت تنظر الي ظهره الذي احناه بينما غرق شاردا في الفراغ الممتد امامه يدخن بلا توقف.... شعر قلبها بالشفقه عليه.... ،! انه لا يستحق أن يكون بكل هذا الحزن ابدا...! تلك الليله كما هي قاسية عليها فهي قاسيه عليه.. هي متأكدة وهي ترام يكاد يموت من تأنيب ضميره بينما يعجز عن النظر لعيونها.. الايشفق قلبها عليه.. ؟! الا تغفر وتنسي..؟! 

ياليت بيدها...!

................

.....

نظر هشام لجنبات المنزل الخاوي من زوجته وابنته بهذا الشهر الكريم الذي قارب علي نهايته بينما لايذوق طعم النوم وعقله لايتوقف عن التفكير يتذكر كل موقف كل كلمه كل مكالمه يعتصر عقله وهو يسير 

خلف ذلك الخيط الذي سيوصله لذلك الخائن ومنه الي سيدرا التي تدفع سيرين ثمن اخطاؤها... وهو سيدفع ثمن خطأه ويعترف بأثمه ولكن عليه أن يحاول إصلاح علي الاقل شئ مما افسده... 

.......... 

.... 

استيقظت سيرين باكرا تنتوي ان تراه قبل ان يذهب لعمله... لا تعرف ماذا يمكنها ان تقول ولكن حالته بالأمس مزقت نياط قلبها... 

تحرك في الغرفة يرتدي ملابسة ليتعالي رنين هاتفه بنفس اللحظة التي كادت تطرق بها علي الباب... صباح الخير ياحج 

: صباح الخير ياحمزة... جدتك مخلياني اكلمك بدري كدة عشان تقولك اعمل حسابك انتوا الوقفة والعيد عندنا 

هز راسه قائلا : لا معلش ياحج مش هينفع 

: لية بس ياحمزة 

: يعني. ... انا اصلي ناوي اخد سيرين واسافر 

اتسعت عيناها بينما تستمع اليه 

: معلش اجل السفر يومين ميجراش حاجة 

:اعذرني ياحج.. مش هينفع... انا اصلي زعلتها وعاوز إصالحها بالسفريه دي

اجتاحت الابتسامه وجهها 

لتختطف نبيله الهاتف من عبد الحميد قائلة:ولما تيجوا هتشوف انا مجهزالك اية احسن من السفريه 

: ياحجة .... قاطعته نبيله باصرار فولاذي : هاتها وتعالي مش هتندم.... 

...... 


نظر عبد الحميد اليها لتتسع ابتسامتها :برضه مصممه علي اللي في دماغك 

اومات له ; ايوة ياحج.... انا عاوزة فرح حمزة البلد كلها تتكلم عنه 

......... 

... 


اسرعت من أمام باب غرفته حينما وجدته يخرج لتخفي ابتسامتها... فهو يحبها والا ماكان ليخطط لشئ لاسعادها..!

:صباح الخير. 

نظر الي ابتسامتها المشرقه وقال ; صباح النور 

لم تجد ماتقوله لتنظر اليه : هو انت... انت رايح الشغل 

هز راسه : اه عاوزة حاجة 

هزت كتفها : لا... بس.. انا هجهز الاكل النهاردة تحب تأكل حاجة معينه 

: لا متتعبش نفسك انتي لو عاوزة حاجة اجيبهالك 

هزت راسها : لا انا ببقي زهقانه طول اليوم وانا لوحدي فهجهز الاكل 

اومأ لها ; زي مايعجبك

ابتسمت له بهدوء : متتاخرش

تسمرت عيناه علي عيونها بضع ثوان ليستدرك نفسه سريعا ويهز راسه : حاضر 

التفت ليغادر وهو يجر قدمه التي تريد الوقوف امامها والشبع من تلك الابتسامه التي تلمع بعيونها التي افتقدها طوال اسابيع :حمزة 

التفت اليها لتقول بخفوت : هاتلي حاجة حلوة معاك وانت راجع 

اتسعت ابتسامته وهز راسه : بس كدة.... من عنيا 

بادلته الابتسامه لتتنهد وتتابعه عيونها بينما ينصرف.... 

..... 

سعدت هدي وهي تري ابتسامه ابنتها التي كل بضعه ايام تذهب لتطمئن عليها بعد ان سمح لها حمزة بالذهاب اليها بشرط عدم وجود ابن خالتها... 

: ماما.... متعرفيش حاجة عن... عن بابا 

هزت هدي راسها بكمد : لا.. ومش عاوزة اعرف 

هزت سيرين راسها وصمتت.... بعد قليل كانت تغادر حينما التقت بأياد... عامله اية؟ 

اومات له : انا كويسة وانت؟ 

تهكم قائلا : كويسة... انتي متأكدة 

اومات له لتمتعض ملامحه : كويسة ازاي وانتي عايشة مع الراجل ده 

احتدت ملامحها : إياد لو سمحت دي حياتي انا مسمحلكش تتدخل فيها 

هدر بسخريه : حياتك مع الراجل اللي خطفك واتجوزك غصب عنك 

هتفت به هناء بحدة ; أياد

التفت اليها : اية الغلط في اللي انا قلته

قالت هناء بحزم ; قالتلك حياتها وهي حرة فيها... يبقي متدخلش

هز راسه : ماشي.... بس لما تشوف ابوها مرمي في السجن بسببه متبقاش تزعل 

نظرت اليه سيرين باستفهام ولكن هناء قالت 

وهي تربت علي كتفها متشغليش بالك بكلامه ياسيرين.. 

اومات لها وانصرف تحاول تجاهل كلمات إياد..... 

نظرت بساعتها وقد اقترب موعد الافطار ولم يعد بعد....ولكن لحظات وكانت تستمع لصوت المفتاح بالباب لتسرع تقف بانتظاره وهي تلقي نظرة سريعه الي نفسها في المرأه... 

: اتاخرت

ابتسم حينما دخل وجودها واقفه بانتظاره يتنهد قلبه بتعب فهي الزوجه التي تمناها وهاهي امامه ولكن بينهما الكثير من الحواجز... تجاهل كل شئ وابتسم لها... معلش

نظرت الي تلك الأكياس الورقيه الكثيرة الي يحملها بينما يعطيها لها قائلا بابتسامه الحلوة : انتي محددتيش اية الحاجة الحلوة اللي عاوزاها.. فجبت كل الحاجات الحلوة اللي قدامي 

اتسعت ابتسامتها وهي تتناول منه الأشياء التي احضرها تفتحها بحماس لتجد العديد من انواع الشيكولاتات والحلويات... 

: ده كتير اوي 

داعب شعرها بابتسامه ; مفيش حاجة كتير عليكي 

ابتسمت له وحملت الأكياس بحضنها : هتعود علي كدة 

: ياستي اتعودي براحتك 

جلس الي الطاوله الشهيه التي اعدتها ليقول بينما يخلع سترته : تسلم ايدك... 

عادت ضحكتها وضحكته بينما تسللت بينهما تلك الأحاديث الوديه مجددا.... 

حمل برفقتها الأطباق الي المطبخ ليقول : اية رايك ننزل نشتري شوية حاجات بعد ما اشرب القهوة 

سألته باستفهام :حاجات ايه؟ 

ابتسم لها : حاجات وخلاص بطلي اسئله والبسي يلا 

اومات له بحماس ولسرعت لغرفتها ليوقفها قائلا ; سيرين مش عاوزين نتخانق علي اللبس 

اومات له وارتدت قميص وبنطال واسرعت لتخرج اليه.... 

كانت تلك المرة الاولي التي تخرج برفقته وكانها طفله... وبالفعل كانت طفله بينما يشتري لها ملابس العيد.... 

كم كانت سعيده بتلك اللفته الحنونه المهتمه منه... انتقي لها الكثير من الأشياء واعترض علي الكثير من الملابس التي اختارتها 

وغيرها محذرا.. قصير لا ومفتوح لا 

احتضنت يداه يداها بينما يسيرون وسط المركز التجاري الكبير.... توقف امام محل المجوهرات الشهير لتجده يسير بها الي الداخل.. نظرت اليه باستفهام لتجده يقول للبائع الذي رحب بهم : عاوز دبله الماظ 

نظرت الي تلك الدبله التي اختارها لها وقد لمعت بها الفصوص الباهظة لتهمس له : لا دي غاليه اوي

ابتسم لها بحنان : مفيش حاجة غاليه عليكي.... اختاري اللي يعجبك

هزت راسها ;لا هاخد دبله عاديه

يكفي ان يحضر لها دبله فقلبها يرقص فرحا بأي شئ منه وقد لعب علي أوتار الانثي التي تميل لمن يهتم بها ويدللها... 

وضع بيدها تلك الدبله الخالبه للانظار لتقفز دقات قلبها من بين ضلوعها حينما رفع يدها الي شفتيه يقلبها برقه... 

أشار للبائع : وهناخد كمان الطقم ده 

هزت راسها وحاولت منعه ولكنه اشتراه لها ليبتسم بخفوت : مش عاوزة شبكة يعني 

لاتريد لتلك الليله ان تنتهي وبالفعل لم تنتهي مفاجأته لتلك الليله بينما وجدته يتوقف بها أسفل بنايه أنيقة للغايه... احنا رايحين فين؟ 

أشار لها لتدخل امامه بينما يطلب المصعد لتتفاجيء به يخرج المفاتيح من جيبه ويفتح لها تلك الشقه الغاية بالاناقه 

:ده.... ده بيت مين؟ 

ابتسم لها ونظر الي عيونها : بيتنا الجديد

رددت بلسان يعجز عن النطق : بي.. بيتنا

اومأ لها وجال بها يريها ارجاء تلك الشقه التي كانت أول شئ يشتريه بعد ان تحسن وضعه المالي كثيرا.... 

: بكرة هنسافر نقضي الوقفة واول يوم العيد في البلد ولما نرجع هنرجع علي هنا 

........ 

نامت كطفله صغيرة تحلم بليله العيد لتفتح عيونها علي ابتسامته الجميله بينما يقول : كل سنه وانتي معايا 

فتحت عيونها علي وسعهما فهي مازالت تحلم بالتاكيد....... 

....... 

تساءلت كثيرا هل يمكن أن تأتي كل تلك الجرعات من السعاده مترافقه..... فررح

لم تصدق تلك الكلمه حينما هتفت نبيله بها بسعاده جارفة ولكن الاستعدادات حولها أكدت لها انها لاتحلم... 

قالت نبيله لحمزة بابتسامه واسعه : مش قلتلك مش هتندم لما تجي

ابتسم حمزة فهو فكرر بشئ يسعدها ولكن ان يقيم لها زفاف لم يفكر به ولكنه اكثر من مرحب وسعيد بتلك المفاجاه وهو يري السعاده تتراقص بعيونها....! 

تغيرت ملامحه حينما اوقفته نبيله عند باب الغرفه : علي فين؟ 

قال باستفهام : هنام 

اشارت له نبيله بمكر : نام في الاوضه اللي هناك دي 

رفع حاجبه باستفهام لتهمس نبيله بأذنه : بكرة بعد الفرح ابقي نام في اوضتكم 

فتح فمه باعتراض فهو مشتاق الي التواجد 

معها بنفس الغرفه لتحبط نبيله اشتياقه

: عشان توحشك 

أفلتت الكلمات من شفتيه : ومين قال إنها مش وحشاني 

عضت سيرين علي شفتيها تكتم ابتسامتها وتنظر لعيناه التي نظرت اليها برجاء الا توافق علي قرار نبيله التي دفعته الي غرفه اخري :يلا ياولدي واسمع الكلام.... كلها سواد الليل 

ومن قال ان ساعات الليل ستمضي عليه بعد ان ظن انه سينعم بالنظر الي ملامحها وهي نائمة بجواره كما اليومان اللذان قضاهما هنا من قبل برفقتها 

دخلت نبيله خلفها الي الغرفة لتقول سيرين بسعاده : انا مش مصدقه

ابتسمت لها نبيله : صدقي... انا والبنات جهزنا كل حاجة... يادوب تكلمي والدتك عشان تجي الصبح 

........... 

.... سرعان مااتي الصباح عليها لتفتح عيونها علي طرقات الباب التي تلاها دخول حمزة بابتسامه واسعه...

نطرت حولها بنعاس لتسمع تكبيرات العيد : يلا قومي ياكسلانه 

ابتسمت له : صباح الخير 

بادلها الابتسامه لتتفاجيء به يميل عليها يطبع قبله علي جبينها قائلا : 

صباح الجمال... انا هنزل اصلي وارجع تاني 

اومات له فأشار لها الي جوارها قائلا : العيديه بتاعتك جنبك 

نظرت بابتسامه واسعه الي جوارها لتجد تلك العروسة الكبيرة بينما وضع بجوارها ذلك المبلغ المالي الكبير... كطفله قفزت الي حضنه بدون تفكير ليجد يداه تحيط بها وشفتاه تطبع قبلات كثيرة علي خصلات شعرها 

بعد لحظات ابعد رأسه عنها ونظر الي عيونها : هصلي وارجعلك 

......... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !