الفصل السابق
ابتسم له حمزة بصدق فهو ايضا بشعر بشئ مختلف هذا العام وخاصة وهي معه قائلا : وانت طيب ياحج
التفت عبد الحميد الي شريف قائلا ; جهزت اللي قلت لك عليه ياشريف
اومأ له شريف : تمام ياحج
بدقائق كان يوقف عواد تلك السيارة امامهم ليقول عبد الحميد وهو يشير لتلك السيارة الحديثه التي اشتراها لحمزة : دي بقي عيديتك من جدك ياحمزة
التفت اليه حمزة بدهشة : عيديه اية بس ياحج... وبعدين انا معايا عربيه
ضحك عبد الحميد : هتكبر علي جدك ولااية
ياحمزة.... وبعدين اركب كل شوية عربيه اجدد من اللي قبلها.. انت حمزة حفيد عبد الحميد البدراوي
ابتسم حمزة ليقول شريف : كل سنه وانت
طيب ياحمزة
; وانت طيب ياخال
أشار عبد الحميد لعواد : أركن انت عربية حمزة بيه ياعواد... ويلا اجهز انت والرجال عشان دبايح الفرح
: أوامرك ياحج
التفت اليه حمزة قائلا : بس مكنش له لزوم كل ده
: ازاي.. ده انت اول فرحه ليا وجدتك صممت تعملك الفرح هنا وسط عيلتك... وكلمنا زين صاحبك يجيب عيلته واصحابك
.............
.... تلفت حمزة حوله بينما يحاول مرة اخري الافلات من نبيله التي تقف له بالمرصاد وتمنعه من الصعود لغرفه سيرين منذ الصباح .... ماان وجد الدرج خاوي ونبيله منشغله مع النساء في الاستعدادات حتي اسرع الي فوق...
: رايح فين ياحمزة..؟
التفت الي خالته التي ظهرت من العدم بوسط الدرج توقفه ... حمحم قائلا : ابدا كنت طالع الاوضه.. قلت اجهز
اومات له ولمع المكر بعيونها : هتجهز من الضهر ياحمزة
هز كتفه لتقول : طيب عموما هدومك وحاجاتك كلها تحت في اوضه خالك
نظر الي خالته بطرف عيناه وزفر بخفوت وهو يستدير الي الاسفل مره اخري.... الن يراها اليوم...؟!
جلس الي الحديقه لتشرد عيناه تجاه اصطبل الخيول فتزداد رغبته برؤيتها.الان فلن يحتمل البقاء هكذا دون رؤيتها الي المساء ..
امسك بهاتفه ليتصل بها.... سيرين.... انزليلي
قطبت جبينها باستفهام : انزلك فين؟
: تحت انا في الجنينه
هزت راسها : مش هينفع... أصل انا مع ولاد خالتك وبنظبط حاجات
قال بنفاذ صبر : عاوز اشوفك... انزلي يلا
أفلتت ابتسامتها لتقول بدلال : ولو منزلتش... هتعمل اية ؟
ضحك قائلا : هطلعلك
بادلته الضحكه وهي تقول بشماته : جدتك هتقفشك
ردد ضاحكا : تقفشني
: ااه....
قال بمكر : يعني مفيش،امل تنزليلي خمس دقايق.... بس انا كنت عاوزك في حاجة مهمه
اشتعل حماسها الفضولي ; حاجة اية ؟
: لما تنزلي هقولك...
صمتت ليقول بتشجيع : يلا بقي ياسيري.... انا عند الاصطبل انزلي بس اوعي حد يشوفك...
نزلت سيرين تنظر في ارجاء الحديقه بحثا عنه كان حمزة واقف بجوار بوابة الاصطبل الخشبيه مستند اليها بكتفه واول مارأها اسرع تجاهها لتشهق بهلع حينما وجدت احد يجذبها من ذراعها.... هتفت به بفزع : حمزة خضتني. ؟!
اسند ظهرها الي احد الأشجار الضخمه ووقف امامها ينظر اليها قائلا : خضيتك ؟
اومأت له لتلمع عيونها تحت اشعه الشمس فتزداد صفاء جعله لايري شئ سوي جمال تلك العيون التي امامه
: ها كنت عاوزني في أية..؟
ظل ينظر اليها لتزكزة بكتفه : ... حمزة..
قال وعيناه لاتتوقف عن النظر اليها : ها.
.. نظرت اليه بجبين مقطب ; ها.. اية؟
بقولك عاوزني في أية؟
اقترب منها لتتراجع سيرين بظهرها للخلف بينما التصقت بتلك الشجرة خلفها فوضعت يدها علي صدره توقفة بجبين مقطب : اية ياعم انت بتقرب كدة ليه؟
اووووف... زفر حمزة فقد افسدت تلك اللحظة بهذا اللسان قطب حمزة جبينه مرددا : ياعم...؟!
داعب وجنتها قائلا : اية ياسيري.... بقي بذمتك في بنوته حلوة وزي القمر تقول لجوزها ياعم...
لوت شفتيها التي انتوي الا تفلت منه قبل ان يرتشف منها تلك القبله التي كان ينتويها منذ الصباح
: وفيها اية؟
مال ناحيتها ليتحدث امام شفتيها وعيناه فوق عيونها بينما تتغلغل رائحته الرجولية بكل انش في كيانها...: فيها انك تنسي دور البلطجي ده شوية... وتبقي بنوته رقيقه
رفعت حاجبيها باستنكار : وانت منزلني وواخدني من فوق عشان تقولي كدة
هز راسه ولمع المكر بعيناه قائلا : لا طبعا
قطبت جبينها ; امال منزلني ليه؟
بلحظة كانت شفتيها بين شفتيها يقبلها قبله رقيقه ناعمه لاتكفي لاشباع جوع شفتيه ولكنه لايريد ان يدفعها الي الخوف منه مجددا..... اختطفتها قبلته الرقيقه ثواني لتلك السحابة الورديه وتلك المشاعر التي دغدغت حواسها بينما تلامس شفتيه شفتيها بتلك الرقه...افاقت بينما تعالت دقات قلبها لتضع يداها علي صدره تحاول إيقافه..... استجاب حمزة لرغبتها علي الفور وترك شفتيها بينما ظلت أنفاسه المتعاليه تجذب عيونها التي اخفتها خجلا وهي تبحث عن كلمات تلقيها بوجهه... ذلك الوقح..؟..! اكمل قلبها ذلك الوقح الذي تحبه... نعم تحبه وتذوب به حبا...! رأت اهتزاز نظرات عيناه وشعرت بالندم لأنها تبعده ولكن دون ارادتها مازال هناك هذا الخوف بداخلها والذي لاتفهمه فهي تريد قربه وتشعر بالأمان برفقته ولكنها مازالت لاتستطيع التخلص من هذا الخوف... ربما من قساوه تلك الليله...!!
كشرت ملامح وجهها حتي تخفي خجلها بينما تنظر اليه مزمجره : انت قليل الادب وانا هقول لجدتك
ازداد قربا منها يحشرها بين صدره والأشجار خلفها قائلا بعبث بينما تكاد تنفجر خجلا وتبحث بلسانها عن مخرج : هتقوليلها ايه؟
هتفت...: هقولها.... هقولها.. انك نزلتني و... و...
مال ناحيتها ليهمس امام شفتيها :وبوستك
كشرت وجهها ودفعته : اوعي بقي كدة عشان انت رايق وبتهزر
امسك بكتفها : ومبقاش رايق ليه...؟، ده انا حتي عريس النهاردة
أفلتت ضحكتها ليغمز لها ; وعروستي حلوة وزي القمر
عضت علي شفتيها تكتم ابتسامتها التي يستطيع بسهوله رسمها علي قسمات وجهها.. نظر اليه عيونها قائلا : .. طيب عروستي الحلوة مكشرة ليه دلوقتي..؟ ...نظر الي عيونها وسألها : اللي عملته ضايقك؟
زفرت وهي تهز راسها دون أن تنتبه لابتسامته حينما قالت إنها لم تتضايق من قبلته : جدتك مصممه البس فستانها
نظر اليها لتكمل بحنق : انت عارف ده معاناه اية؟
قال ببلاهه : اية ؟
هتفت به بغيظ ; اية اللي اية..... بقولك عاوزاني البس فستانها..... فستان من خمسين سنه.. هيكون عامل ازاي ده؟
رفع حاجبه بتساؤل : خمسين سنه... انتي عداهم ؟
زجرته بضيق :وانا كنت حضرت فرحها يعني عشان اعرف من كام سنه.... اهو من زمان وخلاص
داعب خصلات شعرها بينما لايهتم لشئ من حديثها سوي الوقوف امامها والشبع من النظر اليها بينما يعشق غضبها الطفولي وهي تضرب الارض بقدمها وتثور وتجول امامه وتنتفخ وجنتها احمرار وترشقه عيناها بشرر
تنهد قائلا بهدوء : طيب عاوزة اية... ؟عاوزة فستان
هزت راسها بحيرة : لا طبعا... استحاله اضايقها بعد اللي بتعمله عشاني
ابتسم لطيبه قلبها : امال اية ؟
هزت كتفها واحنت راسها بتوتر ; معرفش ... انا متعصبه ومتوترة وعاوزة اتنرفز وخلاص
مش عارفة ليه؟
نظر اليها بمكر قائلا : انا اقولك لية
رفعت عيونها اليه ليبتسم بخبث قائلا :
انتي شكلك كدة بتتلككي وعاوزة تتخانقي معايا وخلاص
: ياسلام...... وده ليه؟
هز راسه قائلا بخبث : عشان النهاردة فرحنا مثلا
هزت كتفها باستنكار : ياسلام وانا هعمل كدة لية
قال بمكر وعيناه تلتهم ملامحها :مش عارف... خايفة مثلا زي البنات
كشرت ملامحها : انا مش بخاف
اومأ لها بتسليه : اه مانا عارف طبعا
اقترب منها وتابع بينما تتلكأ عيناه امام جمالها : طيب اية رايك نعمل بروفه صغيرة عشان التوتر يروح
دفعته في صدره تهدر به : بروفه ايه ياقليل الادب انت؟!
ضحك عاليا وقد اضحي يعشق تلك الكلمه من لسانها بينما يغرق وجهها في، دماءه خجلا... قال بخبث : بروفه علي الفرح مخك راح فين.. ؟!. ... لا انا كدة هخاف علي نفسي منك
زمت شفتها بغيظ بينما تعالت ضحكته لتلكمه بصدره ; والله.. انت بارد
ضحك لها قائلا بهيام ; وانتي زي القمر
رفعت حاجبيها وافلتت ابتسامتها لتقول بدلال : ياسلام
اومأ لها وعيناه تكاد تخرج من مكانها : اه.... واي حاجة تلبسيها هتبقي حلوة
ابتسمت له برضي ليكمل بعبث : وعموما لو الفستان مضايقك اوي كدة بلاش منه خالص واجيبلك حالا الفستان اللي يعجبك
ملئت الابتسامه وجهها ونظرت اليه :بجد ياحمزة
اومأ لها ومد يداه ليمررها برقه علي وجنتها الناعمه : بجد ياعيون حمزة المهم تبقي مبسوطة.... وبعدين شاغله نفسك بفرح ساعتين ويخلص خلينا في المهم
نظرت اليه ببراءه طفوليه ليكمل بعبث :
.... انا الصبح وانا باخد هدومي لقيت الحجة حاطة شويه لبس ليكي في الدولاب تحفه هموت واشوفهم عليكي
زمت شفتيها ولكمته بصدره : انت قليل الادب
قال ببراءه ; انا
اومات له : اه... انت وجدتك
ضحك قائلا : طيب والست ذنبها اية
نظرت اليه بشرر : مش هي اللي جابت الحاجات دي ...... تلاقيك انت اللي قولتلها
هز راسه ببراءه : انا... لا طبعا.... بس عندها نظر
: ياسلام
: اه..... وذوقها حلو اوي
وكزته بصدره بوجهه احمر ; ابقي البسهم انت
أحاط بخصرها يوقفها امامه قائلا بعبث :مابلاش تستفزيني.... انا مش ناسي ياحيوان اللي قلتيها من شويه
تململت من بين يديه : اوعي كدة.. سيبني خليني اطلع قبل ماجدتك تدور عليا
اختطف قبله من وجنتها : ولو مسبتكيش
قالت نبيله : حمززززة
أفلتت ضحكتها علي تجمده مكانه حينما اتاه صوت جدته خلفه وكأنه طفل ممسوك بالجرم ...
انسلت سيرين من بين يديه واسرعت تصعد للغرفه لينظر حمزة الي جدته : اية الرعب اللي انتي عملاهولي ده ياحجة
ضحكت نبيله وجذبته لحضنها : مش دي الأصول ياولدي
زفر بنفاذ صبر ; أصول اية بس... دي مراتي
اومات له بابتسامه ; عارفة... بس عشان توحشك
ضحك قائلا بشقاوة : ياستي وحشاني
ضحكت له نبيله وقالت بحنان وهي تربت علي ظهره فكم تسعدها رؤيته سعيد : ربنا يسعدك ياولدي
: يارب ياحجة
: تعالي بقي معايا عشان عاوزاك في حاجة مهمه
ذهب خلفها لتدخل الي غرفتها وهو خلفها
أخرجت علبه كبيرة من القطيفه لتعطيها له
قائلة : ده دهب امك الله يرحمها ياحمزة
خده ده حقك
هز راسه : لا.. قاطعته : وانا قلت ده حقك.... ابقي اديه لمرتك
هز راسه لتضعه بين يده قائلة : خد بقي وخلينا في المهم...
نظر اليها لتكمل ; انا عاوزاك تعامل ام مراتك كويس النهاردة عشان متكسرش بخاطر سيرين
قطب جبينه : مين اللي جابها
قالت نبيله باستنكار : وهو انت كنت عاوز انها متحضرش فرحها ياولدي
زفر وقد تغيرت ملامحه ; انا مش عاوز لها علاقه باي حد منهم
ربتت نبيله علي كتفه تهدأه : بس دي امها مهما كان ياولدي....
نظر اليها لتبتسم برجاء : متكسرش فرحتها
اومأ لها لتقول : ربنا يسعدكم...
.......
........
نظرت سيرين الي تلك العلبه الضخمه التي وضعتها نبيله امامها وقد رقد بداخلها ذلك الفستان الذي خلب أنفاسها بقماشة الفاخر..... شهقت الفتيات حينما أخرجت نبيله الفستان الذي طرز قماشة الانيق بصنع اليد .... تحفه ياتيته
ابتسمت نبيله : وهيبقي احلي علي سيرين
بالفعل من كثرة جماله خشيت سيرين ان ترتديه لتفلت ضحكتها عن غضبها السابق لأنها سترتدي ثوب جدته...
نظرت هدي بعيون تملئها الدموع وهي تري ابنتها بالثوب الأبيض وقد طبطب علي جروحها رؤيه صغيرتها بتلك السعاده لتنظر الي اختها هناء وتهز راسها فقد قالت هناء من قبل ان ربما نصيب سيرين الجيد بحمزة....
.............
.... تنهدت ريحان وهي تدخل الي غرفه الفتيات قائلة : يااه زي القمر.... مش لو كانت علاقتنا كويسة من زمان كان زمانه متجوز واحدة فينا
نظرت اليها سارة باستنكار ; حمزة. ؟
اومأت لها بهيام : فظييع ياساره... حلو اوي
وكزتها سارة بكتفها : اية قله الادب دي... انتي اتجننتي
زجرتها ريحان قائلة : وفيها اية مش ابن خالتي
اومات سارة بعقلانية ; ابن خالتك ومتجوز... متنسيش دي
قالت ريحان بخبث ; وانتي عرفتي بقي اية حكايه جوازة دي
قطبت سارة جبينها باستفهام ; حكاية اية ؟
قالت ريحان : عارفة اللي حمزة متجوزها دي تبقي مين؟..... دي تبقي اخت مراته الاولانيه
شهقت سارة بعدم تصديق : انتي مجنونه اكيد
تابعت ريحان تخبر سارة بما استدرجت والدتها لمعرفته..... شفتي بقي ان الجوازة دي مش جوازة طبيعيه... ماما بتقول انه اتجوزها عشان يضمن رجوع فلوسه بعد مااختها نصبت عليه
هزت سارة راسها تحاول استيعاب ماسمعته لتكمل ريحان : حمزة خسارة في البت دي
زجرتها ساره : حرام عليكي ياريحان... سيرين طيبة وبقت صحبتنا
رفعت ريحان حاجبها ; صاحبتك انتي ياحبيتي إنما أنا.. لا... حمزة قريب اوي اكيد هيطلقها ووقتها لما يحب يتجوز.... اكيد هتكون واحدة فينا
قطبت ساره جبينها باستنكار : لية بس كدة حرام عليكي تتمني لهم حاجة زي دي .... وبعدين اي ان يكون سبب جوازهم واضح اوي ان هما بيحبوا بعض ومش هيطلقها.... ياريت بقي تنسي كل اللي قولتيه من شويه عشان ميصحش
هزت راسها : انسي اية.... ؟! لا طبعا....
..............
......
تعالت أصوات الطبول تعلن عن نزول سيرين التي كانت تلك الطرحة الشفافة تحجب ملامحها عنه بينما وقف أسفل الدرج وسط عائلته وكم كان يبدو وسيم ببدلته السوداء الانيقه وهالته الواثقة التي تحيط به بينما يشع رجوله ووسامه..... تركزت نظراته فوقها وغاب عنه كل ماحوله كلما تقدمت خطوة نحوه لتتوقف اخيرا امامه فيرفع ببطء طرحتها عن وجهها فتتقابل عيناه بعيونها بنظرات انحفرت بذاكراتها وقد حملت مشاعر لاتصفها كلمات.... انمحي كل شئ بذاكرته عن كل مامضي ولم يعد يري سوي ان تلك الجميله اليوم هي زوجته وحلاله وله بكامل ارادتها التي اعلنتها بتلك الابتسامه علي شفتيها الورديه.... بينما نظراته لها حملتها لعالم اخر لم تعد تري فيه سوي زوجها وفارس أحلامها الذي سيتزوجها اليوم وكأن مامضي لم يكن...! او ربما مامضي كان الخطوة الصعبه التي كان علي كليهما ان يخطوها للوصول لهذا اليوم وتلك اللحظة...! ان كان ماحدث له سبب في ان تكون هي بحياته فهو الان وبتلك اللحظة راضي بذلك الثمن...!
ارتجفت من فرط سعادتها ومن تلك الكهرباء التي سرت بجسدها حينما لامست شفتاه جبينها يطبع قبله طويله عليه وهو يهمس :مبرووك
احتبس صوتها بحلقها من الخجل فاجابته بأيمائه من راسها....
تعالت الطبول من حولهم مرة اخري لتمضي سيرين وسط النساء بينما حمزة بالخارج حيث الاحتفال الضخم الذي أقامه عبد الحميد
وحضره كبار العائلات...
احتضنه زين بسعاده : الف مبروك ياحمزة
: الله يبارك فيك ياحبيبي عقبالك
مال بسعاده ليحمل منه اسر فقد حضرت اخت زين نهله ووالدته معه لحضور الزفاف وبرفقتهم الطفل الصغير... احتضنه حمزة بحنان هامسا : حقك عليا اتحرمت من ابوك بسببي
ربت زين علي كتفه : ده امر ربنا ياحمزة..... تابع بمرح ; وبعدين اية ياعريس هتقلبها نكد ولااية
ابتسم حمزة باقتضاب وحاول ان ينسي مؤقتا ولكن اي سبيل للنسيان بعد كل هذا الغدر......
جلست هدي وهناء، بجوار سيرين لتقول هدي بسعاده : ربنا كبير اوي يابنتي وان شاء الله هيعوضك خير
قالت سيرين بفرحة : ماهو عوضني ياماما.... حمزة طيب اوي
تنهدت وتابعت : انا مش زعلانه من اي حاجة عملها قبل كدة....
ربتت هناء علي كتفها : ربنا يسعدك يابنتي
مش قلتلك محدش يعرف الخير فين
اومات لها لتتقدم نهله اخت زين ونجوى والدته ليصافحوها ...
فاتسعت ابتسامتها بعدم تصديق حينما رأت اسر برفقتهم
احتضنته سيرين بحنان وأخذت تقبله كثيرا : وحشتني اوي اوي يااسور
نظرت اليها نبيله باستفهام لتقول : ده ابن محمود الله يرحمه السواق بتاع حمزة
تأثرت ملامح نبيله لمعرفتها ان والد الطفل قد مات ووالدته مريضه...
..... لم تتوقف نبيله عن الابتسام بسعاده طوال الزفاف وتعالت الزغاريد وأصوات الموسيقي طويلا حتي أتت اليها حياة قائلة : يلا ياسيرين حمزة بره.... تعالت الزغاريد حولها بينما توجهت للخارج وسلمي وبنات خالاته يحملون ذيل ثوبها.... وقفت أسفل الدرج مع نبيله بينما اتي حمزة لاخذها للاعلي بعد انتهاء الحفل ودقات قلبه تسبقه فهي اليوم له وزوجته ....
وضعت يداها بيداه وسارت معه بضع خطوات لتتوقف وتلتفت خلفها قائلة : حمزة.... خلي اسر معانا
بوغتت ملامحه ليسالها بخفوت ; معانا فين؟
قالت برجاء ; معانا علي طول.... عشان خاطري ياحمزة ده كان واحشني اوي
اومأ لها : حاضر... اول مارجع هخلي زين يجيبه
هزت راسها : لا دلوقتي
قالت نبيله باستنكار ; دلوقتي اية يابنتي.... الليله دخلتكم...
ضربت الحمرة وجهه سيرين وارادت ان تحرق نبيله بنظراتها لتلميحها الوقح بينما قالت ; بس انا عاوزاه
أفلتت ضحكه حمزة علي تصميمها الطفولي ليهمس بجوار اذنها بينما فأجاها وهي ينحني ليحملها بنفس اللحظة : حاضر هبقي اجيبهولك
شهقت سيرين وزجرته بينما يصعد بها الدرج : بتعمل اية يامجنون
: هكون بعمل ايه.... عريس وشايل عروسته
دفنت وجهها في عنقه بخجل تنظر حولها وتشكر ربنا ان نبيله هي وحدها من كانت واقفة أسفل الدرج
دفع الباب بقدمه ليغلقه وتقدم بها ليضعها برفق فوق الفراش الحريري الوثير....
تسارعت أنفاسها وازدادت دقات قلبها بجنون بينما كانت بهذا القرب منه وتحيط عنقه بذراعيها... تكاد تموت خجلا وخوفا بنفس الوقت وهي تعرف ان تلك الليله ليست ليله زفاف طبيعيه فمازالت تتذكر وحشيته معها دون ارادتها ومهما حاولت تهدئة نفسها ان الخوف بداخلها يزداد....!
ظل الصمت مسيطر علي كلاهما لدقائق قبل ان يقطعه صوتها المستنكر حينما رأت حمزة يخلع سترته... اية ده... ايه ده... انت بتعمل اية يااخ انت
أفلتت ضحكته الرجوليه غير مصدق ما تنطق به تلك الجميله التي يقلب الخجل كيانها فتلجأ الي لسانها علي الفور...
زجرته بجبين مقطب حينما ضحك بتلك الطريقه ; انت بتضحك علي اية؟
نظر اليها قائلا : علي اخ دي..... انتي بتجيبي الكلام ده منين ياسيري
أفلتت ابتسامتها لتقول بدلال : تعرف ان سيري دي حلوة منك
ابتسم لها وتقدم ناحيتها بضع خطوات قائلا
وعيناه تتحرك ببطء فوق ملامحها الجميله واصابعه تتحرك تجاه احدي خصلات شعرها ترفعها خلف اذنها :مش احلي منك
خفضت عيناها بتوتر شديد وخجل أشد ليراها تفرك أصابع يدها وعيناها تبحث عن سبيل للهروب من امامه... سيرين
رفعت عيناها ناحيته لتلتقي بعيناه التي تحولت للجديه بينما يرفع ذقنها برفق لتنظر اليه وهو يقول : سيرين انا عارف ان اللي حصل بينا كان صعب عليكي وانك صعب تنسيه...
نظر الي عيونها وتابع بنبره راجيه : بس انا نفسي تنسيه... لو بأيدي ارجع الزمن كنت هرجع وامسح الليله دي وعمري ماهكرر اللي عملته
لمعت الدموع بعيونها بينما حركت نبرته الحنونه مشاعرها وهي تشعر بيداه تحيط خصرها وقربها اليه وهو يكمل ; انا مش عاوزك تخافي مني ياسيرين ... الخوف اللي بشوفه في عينكي بيقتلني...اتأكدي انا عمري ماهعمل حاجة تاذيكي او تضايقك.... وعمري ما هغصبك علي حاجة انتي مش عاوزاها.... لو مش عاوزني أقرب منك ولسة مش مستعده انا معنديش اي مانع.... خدي كل الوقت اللي انتي عاوزاه.. كفايه اننا مع بعض
قبل راسها قبلة طويلة يستنشق عبير خصلات شعرها الناعم واكمل برجاء : اديني فرصه انسيكي الليله دي ياسيرين
اومأت له بابتسامه بينما اختفت تلك الدمعه الحزينه وحلت محلها دمعه سعاده....
: انا هدخل اغير هدومي وانتي غيري براحتك
ابتسم لها فبادلته الابتسامه بينما توجهه الي الخزانه ليسحب ملابسه.... سيري
التفتت اليه ليغمز لها بمكر وهو يرفع احد القمصان ذات اللون الأحمر قائلا : ماتلبسي ده
احتقن وجهها بالخجل بينما قطبت جبينها وهي تجذبه من يده بقوة : البس ده في عينك
رفع حاجبه ببراءه : انا هبص بس مش هعمل حاجة
استدارت بسرعه تخفي عيناها من امامه ووجهها الذي التهب خجلا... انت قليل الادب علي فكرة
قال بشقاوة : وانتي زي القمر علي فكرة
زجرته وهي مازالت توليه ظهرها : طيب يلا بقي روح غير هدومك
ماان دخل الي الحمام حتي وقفت امام تلك الخزانه تبحث بداخلها عن شئ لترتديه وسط تلك الملابس الحريرية والشفافه التي امتلئت بهم الخزانه... اية ده... دي ست قليله الأدب اوي زي حفيدها..... البس الحاجات دي ازاي...
فركت خصلات شعرها بينما حررته من عقدته وتركته ينسدل علي كتفها وهي تفكر بماذا سترتدي لتذهب عيناها لقسم ملابس حمزة.... اخذت منها بنطال ولكنه مستحيل ان ترتديه فهو كبير للغايه وستغرق بداخله... سحبت احدث قمصانه وهي تراه وصل الي ركبتها لتجده مناسب..... بصعوبه حررت سحاب فستانها الي منتصفه وهي تتبرطم وانا اللي فاكرة ان البنات بتدلع وهي بتقوله تعالي افتحلي السوسته.... اووف
وقفت تحاول مجددا فتح السحاب وتحاول ان تخلعه مع استحاله ان تطلب منه شئ كهذا... لا طبعا يقول عليا اية....
حررت كتفيها من الفستان اخيرا بعد ان لهثت أنفاسها لتسرع ترتدي قميصه وتغلق جميع ازاراه حتي عنقها وشمرت اكمامه بينما مسحت وجهها من مساحيق التجميل ورفعت خصلات شعرها بفوضويه...
طرقت علي حمزة الباب لتخبره انها انتهت
ليتنهد قائلا : اخيرا... انا بقالي ساعه
فتح الباب ليتسمر مكانه وهو يراها ترتدي قميصه... نظرت اليه بطرف عيناها بتوجس بينما عيناه تلتهم تفاصيلها : اية اللي انتي لابساه
هزت كتفها : استحاله البس اللي في الدولاب
قال وهو يفرك وجهه فهي ان ارتدت احدي قمصان النوم افضل له من قنبله الاثارة التي امامه الان وهي ترتدي قميصه... انت بتبص ليا كدة ليه
اقترب منها لتتراجع خطوة الي الخلف بينما عيناه تلتهم تلك الأقدام الحافيه والتي برزت من أسفل قميصه قائلا ببطأ عابث وهو يجذبها اليه : عارفة ياسيري...
نظرت اليه براءه لتحيط يداه بخصرها البض بينما تابع : عارفة ان اللي انتي عملاه ده مغري اكتر من القمصان اللي في الدولاب
قطبت جبينها بعدم فهم ليقول بينما لغي الخطوة الفاصله بينما واصبحت بين ذراعيه وعيناها غارقه بنظرات عيناه التي تنطق بحبها : الست لما تلبس قميص جوزها
تبقي بتحبه
ارتجفت نظراتها واسرعت تخفضها عن عيناه لتقول بتعلثم.... بتت... بس... بس... انا
ششششش... همس وهو ينحني امام شفتيها : متقوليش اي حاجة
بلحظة كان يرفعها بين ذراعيه ويحملها بين ذراعيه ليضعها علي الفراش وماان حاولت الإبتعاد حتي قال بحنان : قلت متخافيش... انا بس هاخدك في حضني.....
..........
...
وبالفعل كان الأسبوع التالي لهما كزوجين يقتصر علي وجودها بين ذراعيه تنام كل ليله وهو يكتفي بوجودها بين ذراعيه وهي تطمئن لجانبه... لاتنكر ان حنانه ورقته غلبت كل الخوف بداخلها وقد رفرفت السعاده حولهما بينما بدأت حياتهما بهذا المنزل الجديد يتشاركان بها الحياة والكلام والنوم والضحك وكل شئ... تنمو علاقتهما ويقتربا شيئا فشيئا... تحب قربه ونظراته وهمساته وحتي قبلاته الرقيقه بين الحين والاخر حينما تسمح له لتجد ان حياتها أصبحت تتمحور حوله وحبها له يزداد يوما بعد يوم... تنتظر عودته من عمله كل يوم ليتبادلا الحديث سويا... تتلاعب باوتار قلبه علي نسمات تلك السعاده التي يشعر بها بقربها يوما بعد يوم... يريدها ان تكون له ولكن بأرادتها فهذا اقل ما يفعله لها ليمحو العذاب الذي رأته علي يده... استيقظت في الصباح حينما شعرت ببرودة الفراش بجوارها لتقوم من مكانها وتخرج من الغرفة بحثا عنه... كان جالس علي الاريكة وحوله أوراق عمله الكثيرة ينظر اليها بتركيز.... صباح الخير
رفع عيناه لها بابتسامه ; صباح النور
جلست علي ذراع الاريكة بجواره ومدت يداها بغير وعي تداعب خصلات شعره المبعثرة من كثرة ماعبث بها وقد حفظت عادته وهو يعمل يعبث بخصلات شعره.... صاحي بدري ليه
: عندي النهاردة مناقصه مهمه اوي... لو اخدتها هتفرق معايا كتير
ابتسمت له وربتت علي كتفه قائلة بتشجيع : هتكسبها ان شاء الله
اومأ لها بابتسامه : ان شاء الله ياحبيبتي
قالها بعفويه ولكنها انحفرت بداخل قلبها الذي يهفو لسماع اعترافه بحبها والذي تراه وتشعر به ولكنه لم يعترف به حتي الآن....
نظرت معه بينما يشرح لها بعض التفاصيل بعمله لتشجعه : متقلقش ان شاء الله هتكسب المناقصه دي...
ابتسم لها لتقول ; هقوم اجهزلك الفطار
اومأ لها وجمع أوراقه بحقيبته : لو نازله الشغل يلا عشان اوصلك في طريقي
اومات له واسرعت تعد الافطار وترتدي ملابسها
... ودعته حينما اوصلها امام عملها ليتفاجيء بها تميل ناحيته وتطبع قبله علي وجنته قائلة : ربنا معاك...
لم تفارق الابتسامه وجهه بعد ان بدأ صباحه بابتسامتها وقبلتها وكلماتها له... وياله من صباح..!
أجابت هاتفه سريعا ليأتيها صوته : المناقصه رسيت عليا
قالت بسعاده : مبرووك ياحبيبي.... ابتلعت كلماتها وهي تتعلثم : قصدي مبروك ياحمزة
قال بمكر والسعاده تزلزل وجدانه : طيب وحبيبي دي اعمل نفسي مسمعتهاش..
صمتت ليقول بنفاذ صبر ; طبعا خدودك زي الفراوله دلوقتي
قالت بخجل :يووة بقي ياحمزة...
ضحك قائلا : وهو حمزة عمل حاجة.... ده حتي حمزة راجل لطيف ومؤدب ومطيع
زجرته ; حمزة بس بقي
: بشرط...
; اية ؟
: احنا نرجع من اول المكالمه
قالت باستفهام : اول اية ؟
:من اول كلمه حبيبي
قالت بخجل ; حمزة..... قاطعها بهيام : عيون حمزة
: بطل بقي
اومأ لها قائلا : حاضر هبطل مؤقتا.... عموما انا هحاول متأخرش النهاردة..
ابتسمت له قائلة ; ماشي.. هستناك
اندفعت الدماء لوجهها حينما ارسل لها قبله عن طريق الهاتف قائلا : سلام ياعيون حمزة
.......
... شهقت سيرين حينما التفتت ووجدت مديرها السمج خلفها.... طالعها بنظراته الخبيثه بينما قال بتهكم : نسيب شغلنا ونتكلم في التليفون ياناخد إجازات
زمت شفتيها قائلة : خير يااستاذ احمد في حاجة
مد يده بأحد الملفات : عاوز الورق اللي في الملف ده
جذبت الملف من يده بحدة ودخلت الي مكتبها تزفر بضيق لتنهي العمل المطلوب
منها سريعا وتعود للمنزل وقد انتوت اعداد مفاجأه له طال تفكيرها بها.... ،
دخل حمزة الي المنزل ليجد الهدوء يعم المكان فنظر الي باب الغرفة المغلق باحباط... فهي قد نامت... نظر الي علبه الشيكولاته السويسرية التي احضرها لها خصيصا وهز راسه باحباط
ثم وضعها علي الطاولة وتابع طريقه الي الغرفة وهو يخلع ربطة عنقه.... تسمر مكانه حينما فتح الباب ووجودها في انتظاره.... لا يصدق عيناه وهو يري تلك الشموع وسط الطاوله الصغيرة التي جهزتها له بينما وقفت امامه وقد ارتدت ذلك القميص الحريري الأبيض وانسابت خصلات شعرها علي كتفها لتبدو امامه اليوم كعروس... لحظات مرت وهو واقف مكانه يتأملها وقد ضاعت كلماته فأي كلمات قد تصف تلك المشاعر الجياشه بصدره فهو غير مصدق.... تجرأت وخطت تجاهه لترفع نفسها علي أطراف اصابعها وتحيط عنقه بذراعيها قائلة بدلال ; اتاخرت ليه؟
أحاط خصرها بذراعه يرفعها اليه و
عيناه تلتهم كل انش بها ليقول بنبره مبحوحه من فرط انفعاله : لو كنت اعرف ان المفاجاه دي مستنياني كنت سبت الشغل وجيت جري
همست بدلال وهي متعلقه بعنقه ; كنت هتسيب شغلك عشاني
قال وهو يهمس امام شفتيها : انا اسيب الدنيا كلها عشانك...
....... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم.... وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك