حكايه عمر الفصل الثامن والثلاثون

9


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )



امسك عمر بوجهها بين يديه ونظر مطولا الي وجهها الذي تحول الي جمرة ملتهبه ليرفع عيناه الي عيناها التي ضاهت في احمرارها كاسات الدماء ليقول بأسف : حقك عليا ...انا السبب في كل الدموع دي 

خفضت وسيله عيناها التي ازداد تدفق الدموع منها ليرفع ذقنها برفق بين أنامله ويجعلها تنظر إليه بينما يقول بتأثر لدموعها وحالتها الحزينه والتي لا يحتاج لفطنه ليدرك أن سببها هو لقاءها مع والدته  : قالتلك ايه ؟

هزت وسيله راسها واندلعت دموع الانكسار من عيونها  : عندها حق في اللي قالته .... جوازنا كان غلط انا مش مناسبه ليك ياعمر و اهلك عمرهم ما هيوافقوا !

هز عمر رأسه سريعا : متقوليش كده يا حبيبتي 

قالت وهي تحاول ايقاف دموعها بينما كلمات زينه تتردد في أذنها : هو ده اللي كان لازم أفهمه من الاول انا فين وانت فين ياعمر ....عادت الدموع تغزو مقلتيها وهي تتابع : انت خبيت جوازنا عشان متأكد أن باباك مش هيوافق 

هز راسه برفض : لا طبعا ...انا قولتلك اللي حصل 

ربت علي وجهها بحنان وهو يمسح دموعها قائلا : قوليلي بس هي قالت لك ايه ! 

استمع اليها لتتغضن ملامحه باحمرار الغضب وسرعان ما كان يجذب راسها إليه يضعها علي صدره ويواسيها بحنان قبل أن يقول باعتراف : هما حكموا عليكي بناء علي أحكامهم عليا ....تنهد بأسي وتابع : انا اتعودت يشوفوني  كده وانتي اتظلمتي بسببي منهم 

رفع وجهها بين يديه ينظر إليها وعيناه تلتهم ملامحها بينما يقول بصدق :  انتي مش اللي اي واحد يتمناكي بس ...لا يا وسيله انتي حلمي انا اللي مكنتش متخيل اني احلمه ويتحقق ...!

نظر الي عيونها وتابع بنفس النبره الصادقه : وسيله متاخديش علي كلامهم عشان ده بسببي وبسبب نظرتهم ليا .....هما شايفين اني مبعرفش اختار وانا للاسف ظلمتك لما اختارتك في حياتي 

هزت وسيله راسها وقالت بحنان متأثره بتلك الصورة التي رسمها لها عن طبيعه علاقته بعائلته : لا ياعمر انت مش وحش 

ابتسم لها بأسي : انتي الوحيده اللي شيفاني كده ...إنما هما كلهم شايفين العكس

قالت له بعيون ملئتها نظرات الحنان  : عشان مش شايفينك زي ما انا شايفاك

ابتسم لها ولمعت عيناه بالحب قائلا : هما مش فارقين معايا اصلا ...كفايه انتي جنبي 

هزت راسها وقالت باستدراك : انا مش قصدي .... هما اهلك وبيحبوك

هز رأسه وقال بنبره قاطعه : مش زيك 

مسح باقي دموعها بحنان وظل ممسك وجهها بين يديه بينما يقول برجاء :  كفايه دموع عشان خاطري 

حقك عليا وانا هجيب حقك 

هزت راسها وامسكت بيداه قائله برجاء : لا ياعمر انا مش عاوزة اكون سبب في مشكله بينك وبين اهلك 

قال بسخرية : متعود !

نظرت له بتأثر ليتابع بنفس السخريه التي غلفتها المراره : طول عمري عايش في خلاف معاهم ومش جديد 

تنهد ورفع عيناه إليها وتابع بصدق ينتويه : بس هتغير عشانك .... لو حاجه واحده هتوقفني وتخليني اتغير هو عشان اثبت وجودي في حياتك وبعد كده مش عاوز حد منهم في حياتنا 

قالت بحزن : بس دول اهلك 

غص حلقه وهو يشيح بعيناه جانبا : مبقتش احس بكده 

عاد ينظر إليها من جديد ويتابع بينما يقصي اي حزن من نبرته : انا كل اللي حاسس بيه هو انك وبس كفايه عليا ....مش محتاج لحد غيرك 

ابتسمت له بحزن غلف ملامحها قبل أن تقول وهي تخفض عيناها تجاه يدها التي تفركها ببعضها : عمر انا خايفه 

نظر لها بحنان متسائلا : من ايه يا حبيتي ؟

ترددت قليلا ولكنها لا تستطيع الا تخبره بهذا السر الذي تشعر به لتميل تجاه أذنه تهمس ببضع كلمات بخجل ليعقد حاجباه للحظه قبل أن يرسم الهدوء علي ملامحه سريعا ويقول ببساطه : والشك ده يخليكي خايفه ....!

نظرت له وسيله بعدم فهم فهل يستوعب شكها بأنها قد تكون حامل ..! 

لتقول ببديهيه  : لازم اخاف 

قال ببساطه : من ايه  ؟

قالت بخجل : ازاي ابقي حامل واحنا ...قصدي محدش يعرف اننا متجوزين 

بنفس البساطه أجاب علي مخاوفها : امال احنا ايه ...احنا متجوزين وعادي جدا لو كنتي حامل 

مازالت تنظر له وللبساطه التي يتحدث بها لتقول : 

بس اهلك وتيته 

قال عمر بنبره مطمئنه : اهلي متشغليش بالك بيهم ولو علي جدتك ....لم يكمل جملته بينما بنفس اللحظه عادت الدموع تغزو مقلتيها وهي تقول بحزن شديد : 

هتزعل مني اوي ياعمر ..... اختنق صوتها بالبكاء وهي تتابع : يارب يطلع شكي غلط 

قال برفق شديد : طيب تحبي نروح للدكتور 

هزت راسها بوجل : لا ...صمتت لحظه قبل أن تتابع : انا هجيب اختبار وابقي اعمله عشان لازم اروح تيته اكيد قلقانه عليا 

ابتسم لها بحنان قائلا : كلنا قلقنا عليكي ....تنهد وتابع : انتي متعرفيش انا اتجننت ازاي لما جدتك كلمتني !

ابتسمت له بحزن متنهده : معلش بس مكنتش شايفه حاجه الا كلام مامتك وخوفت تيته تعرف حاجه 

ربت علي كتفها بحنان قائلا : معلش ياسيلا ... انا هجيب حقك 

هزت وسيله راسها وامسكت بيده قائله برجاء : لا ياعمر عشان خاطري بلاش تعمل اي مشكله مع أهلك 

نكست راسها وتابعت : قولهم الحقيقه 

اوما عمر قائلا : النهارده هيعرفوا كل حاجه !

........

....

ضرب ايهم الباب بقبضته لينتفض قلب غرام بداخل ضلوعها ...بنفس اللحظه 

اتسعت عيون ايهم بينما استمع لصوت تلك المفاتيح تدور في الباب ليضرب الباب بقبضته مزمجرا من بين أسنانه : افتحي يا غبيه البنات جت 

شهقت غرام ووضعت يدها علي فمها بخوف مزقها بين طرفيه ...أن تدخل البنات المنزل وتراها تغلق علي نفسها باب غرفته أو أن تفتح الباب وتواجه غضبه 

لتقول برجاء طفولي : احلف انك مش هتعمل ليا حاجه 

زمجر ايهم بغضب بينما عيناه تطير تجاه باب المنزل الذي سينفتح بأي لحظه وتدخل منه ابنتاه

: ده انا هطلع روحك بأيدي بس افتحي !

قالت غرام وهي تعتصر عيونها الخائفه : انت كده بتخوفني ...طيب احلف عشان افتح

زمجر ايهم بحنق : افتحي ومش هعملك حاجه !

فتحت غرام الباب ليدخل ايهم بسرعه ويغلقه خلفه بنفس اللحظه التي دخلت بها ابنتاه من باب المنزل 

لتنادي هنا وهي تنظر في أرجاء البهو : بابي 

أجاب ايهم من خلف الباب : نعم يا هنا 

قالت بصوتها الجميل : مايلي معايا انا وحلا 

اوما ايهم : اوك يا حبيتي 

انتهي من الاجابه علي ابنته وببطء استدار تجاه غرام التي حشرت نفسها في أحد زوايا الغرفه التي لاتدرك اي عقل جعلها تدخل إليها لتنكمش علي نفسها بخوف كالفريسه التي وقعت أمام نمر ماكر ...!

رفع ايهم حاجبه واتجه ناحيتها بخطوات دبت الرعب في أوصالها بينما يقول بتمهل شديد واستمتاع برؤيه خوفها : عيدي بقي قولتي ايه !!

ارتجفت شفاه غرام بينما تكرر كلماتها : قولت أن انا سجلت اللي قولته ومعني انك طلقتني يبقي احنا كنا متجوزين ..!

بالرغم من تراقص الشياطين أمام عيناه إلا أنه تمالك أعصابه ورفض ان يمنحها ما تريده بالانتصار عليه ليلوي شفتيه ساخرا : وانتي بقي خيالك صورلك انك كده اثبتي حاجه ولا ده برضه كلام الشيخ !

احتدت ملامحه وتحولت فجأه للقساوة بينما يميل ناحيتها ويتابع بفحيح : انتي مش عارفه بتلعبي مع مين !

فوقي وبطلي هبل واعرفي انا ممكن اعمل فيكي ايه 

التقت نظرات غرام بملامح وجهه الجامده للحظه قبل أن تنكس راسها وتقول بخزي : اعمل ايه ...لازم احاول اعمل اي حاجه عشان تتجوزني 

افلتت اعصاب ايهم ليمسك ذراعها ويزمجر بغضب : قولتلك مش هيحصل !

لمعت الدموع بعيون غرام وسرعان ما شقت طريقها عبر عيونها وهي تنظر له بانكسار : ليه ....انت عرفت اني اتخدعت 

حاول ألا يتأثر بدموعها بينما يجيب بجمود وهو يترك ذراعها : بمزاجك محدش ضربك علي ايدك 

أومات غرام قائله بنشيج : عندك حق وانا عارفه اني غلطت 

اتسعت عيون ايهم حينما تفاجيء بها تنحني علي ركبتيها أمامه وتتابع بانكسار شديد : انا عارفه اني غلطت بس انا انسانه ومش معني غلطه واحده أن حياتي تتدمر ....ازداد بكاءها بينما تتابع : ماهو انت كمان غلطت ليه انت تكمل حياتك وانا لا....وضعت يدها علي وجهها الذي اكتسي بدموعها بينما تتابع كل ما جاش به صدرها  : انا غلطت بس ماما مغلطتش ...اخواتي مغلطوش ليه بقي يدفعوا تمن غلطتي وانت بتعمل المستحيل عشان بناتك ميدفعوش تمن غلطاتك ...ليه بتحاسبني اني بحاول انقذ نفسي من المصير اللي عمرك ما فكرت فيه واللي هيحصلي  ....بتعرض عليا اي حاجه عشان ابعد عن حياتك وتقفل الصفحه دي بس من غير ما تفكر انا ازاي ممكن اقفل الصفحه دي ....اخيرا بدأت تبعد يداها عن وجهها وترفع عيناها إليه وهي تتابع بصوتها الباكي : انا مطلبتش منك المستحيل ...كل اللي طلبته انك تتحمل جزء من غلطتك !

.........

.......

التفت عمر تجاه وسيله التي أمسكت بيده وقالت برجاء : 

بلاش تطلع معايا !

استغرب ما تقوله بينما للتو أعادها الي منزل جدتها : هتطلعي لوحدك 

أومات وسيله وهي تتهرب بعيناها من عيناه تعفيه من اي احساس بالذنب ناحيتها بينما من داخل قلبها اكتفت بأنه يتحمل الكثير وبنظره غير انانيه بل بها منتهي الايثار كانت تجنب نفسها أو ما تتحمله هي وتضعه هو في موضع الضحيه لذا لم تريد أن تحمله اي شيء اخر فوق ما يحمله 

:  ارجوك ياعمر مش عاوزة نيته تتكلم في أي حاجه معاك وتحصل مشكله 

قال عمر ومازال في استغرابه برضاها أن تتحمل كل شيء وتقف بجواره دون أن تحمله ولو بكلمه خطأ كل ما مر عليهم فهل يعقل أن تكون هناك طيبه بداخل قلبها بتلك الطريقه التي تصل إلي براءه الملائكه !

لتختم وسيله كلماتها بالمزيد بينما رفضت أن يعبر عن تقديره لها بينما تقول وهي تربت علي يده : كلم باباك احسن 

ابتسم لها قائلا : حاضر يا حبيبتي 

أومات له وأخذت حقيبتها ليقول عمر : طمنيني عليكي ...انا مش همشي الا لما تطمنيني عليكي 

أومات له : انا كويسه روح انت ....انا هطلع اطمن تيته وبعدين ابقي اعمل الاختبار واكلمك  

هز رأسه قائلا : انا هفضل مستني هنا 

ربت علي وجنتها بحنان وتابع : ايا  أن تكون النتيجه متفكريش فيها انا جنبك 

ابتسمت له قائله : ربنا يخليك ليا 

اوما لها قائلا: خدي بالك من نفسك 

...........

...

فرك ايهم وجهه بضع مرات وزفر مجددا ومجددا بينما ظل علي حالته الضائقه تلك طوال الساعه الماضيه وكلمات تلك الفتاه تتردد في أذنه ....قام من مكانه واتجه خارج غرفته الي غرفه ابنتاه التي يتردد خارجها اصوات ضحك وكلام ابنتاه مع صديقتهم ليستند بكتفه الي إطار الباب يتطلع إليهم ويزداد ضيق صدره وهو يري باب غرفتها المغلق وللحظه يتدخل ضميره مؤنبا أنها قد حرمت من كل تلك الأشياء التي كان يجب أن تعيشها كما حال الفتيات بعمرها فبغلطه واحده حكمت علي نفسها أن تبقي خلف هذا الباب طوال عمرها !

غلطه واحده ولكنها غلطه لا تغتفر ....!

..........

...

ارتمت وسيله بين احضان جدتها التي ضمتها لها ببكاء من فرط قلقها عليها لتبكي وسيله هي الأخري وهي تقول باعتذار : انا اسفه يا تيته مكنش قصدي اقلقك

ضمت امتثال وجهها بيدها وقالت بحنان شديد من بين بكاءها : المهم اني شوفتك بخير 

التهمت عيناها القلقه ملامح حفيدتها التي تمسك وجهها بين يديها بينما تسألها : انتي كويسه ...

أومات وسيله بكذب وهي تبتسم : انا كويسه اوي 

قالت امتثال بعدم تصديق : امال ايه اللي حصل ؟

قالت وسيله بكذب : ابدا اتضايقت شويه وفضلت اتمشي ومحستش بالوقت  

قالت امتثال بقلب لهيف : مين ضايقك يا حبيتي 

هزت وسيله كتفها وتهربت من عيون جدتها : عادي يا تيته ...لقيت نفسي مخنوقه من غير سبب 

نظرت لها امتثال بعدم تصديق : ازاي من غير سبب ....

عمر ضايقك 

هزت وسيله راسها سريعا : لا خالص ....بالعكس ده قلق عليا اوي 

أومات امتثال وعقدت حاجبيها قائله باستدراك وهي تتطلع الي الباب : امال هو فين 

تعلثمت وسيله بينما تقول بكذب : انا خليته يمشي عشان هو ساب شغله وجه يدور عليا 

زمت امتثال شفتيها وانبثقت من صدرها تنهيده غير راضيه علي هذا الغموض الذي يحيط بمسأله زواج حفيدتها من هذا الشاب الذيوما ما تشعر بأنه يخفي شيء عنها ولكنها أجلت اي حديث من أجل خاطر صغيرتها لتقول لها بحنان وهي تربت علي كتفها : طيب يا حبيتي 

ارتاحي ونتكلم بعدين 

أومات وسيله وأسرعت الي غرفتها تتهرب من جدتها  اخرجت هاتفها من حقيبتها ووضعته في الشاحن لتقع عيناها علي تلك العلبه التي اخذتها ورفعتها أمام عيونها تتطلع إليها بخوف وترقب وكل ذره بداخلها تتمني أن ينتهي هذا الكابوس الذي تعيشه ....بارتجاف وخوف أسرعت وسيله تعيد العلبه الي حقيبتها حينما استمعت لتلك الطرقات علي باب غرفتها والتي تبعها دخول جدتها 

نظرت امتثال الي هروب الدماء من وجه وسيله لتسألها بقلق : مالك يا حبيتي؟

هزت وسيله كتفها : ابدا 

أومات امتثال قائله : انا هكلم عوض يبعت ليا شويه حاجات عاوزة حاجه غير الزبادي بالفراولة اللي بتحبيها

هزت وسيله راسها والالم اعتصر قلبها لحنان تلك المرأه عليها بينما هي لم تكن إلا خائنه لها ! 

....

........

اتسعت عيون جوري حينما تفاجات بمراد يرفع يداها الي شفتيه يقبلها بلا سبب أو مقدمات فما كان منها إلا أن تنظر له بتلك الدهشه قبل أن تسحب يدها بخجل وهي تخفي وجهها الذي احمر من أمام نور وسيف وتقول بارتباك : انا هجهز الغدا 

هزت نور راسها واسرع سيف يوكز ابنه هامسا: قولها متتعبش نفسها وهات اي اكل من برا 

نظر الي مراد الي ابيه للحظه ولكنه لم يجادل ونفذ ما قاله أبيه كمن يحفظ النص ويقوم بتسمعيه : متتعبيش نفسك هتصل اجيب اكل من برا 

هزت جوري راسها بابتسامه : لا مش هتعب ....تحبوا تتغدوا ايه 

نظر مراد لها بابتسامه بينما تلك هي جوري التي يعرفها ليتراجع بظهره الي ظهر الاريكه يجلس باريحيه قائلا : اي حاجه من ايدك ...ياريت لو بس تكون مشويات عشان نفسي فيها 

أومات جوري واتجهت الي المطبخ ليتفاجيء مراد بنظرات سيف ونور متركزه عليه ...لوهله ظن أنه احسن التصرف حينما لم يبالغ في طلباته ولكن نظرات أبيه وأمه لم تكن فخر به بل كانت استنكار 

ليهب من مكانه حينما وكزه سيف بحنق : في ايه يابابا

هتف سيف باستنكار  : هو ايه اللي في ايه ....انت كمان بتتأمر عليها قوم فز من مكانك ساعدها 

نظر له مراد بعدم استيعاب ليزجره سيف بحنق : بتبص ليا كده ليه....بقولك قوم يا بغل ساعد مراتك 

التفت مراد الي نور التي هزت راسها موافقه علي كلمات أبيه : اسمع كلام بابا .... عقدت حاجبيها وتابعت باستنكار : مش محتاجه كلام يعني ...قاعد تتأمر وهي حامل قوم ساعدها وخليك جنتل مان ...يلا ياحبيبي عشان تراضيها 

اوما مراد ومازال لا يري ضرورة من تنفيذ تلك النصائح ولكنه نفذها أن كان هذا هو السبيل لارضاءها فليفعل !

.......

.....

ابتسمت امتثال لهذا الطفل الصغير الذي لم يتجاوز الثانيه عشر بينما أرسله والده بالطلبات التي طلبتها ليقول بتهذيب وهو يرفع الاكياس لامتثال : اتفضلي يا حاجه !

قالت امتثال وهي تأخذها منه : شكرا يا محمود استني لحظه اجيبلك الحساب 

أمسكت بحافظتها الجلديه وأخرجت منها يضعه اوراق نقديه واتجهت الي الطفل قائله : اتفضل يا محمود 

نظر الطفل الي الورقه النقديه قائلا.: بس مش معايا فكه

أومات امتثال : طيب استني اشوف كده معايا فكه 

أمسكت حافظه نقودها تبحث عن فئه نقديه صغيرة ولكنها لم تجد : مش لاقيه ....

طيب استني يامحمود هدخل اشوف مع وسيله 

اتجهت الي غرفه وسيله لتجدها مازالت في الاستحمام .... طرقت الباب وحدثت من خلفه

: وسيله هشوف معاكي فكه عشان محمود جاب ليا الطلبات  

لم تجد اجابه من وسيله التي حجب صوت مجفف الشعر عنها السمع بسبب علو صوته ! 

مدت امتثال يدها الي حقيبه وسيله تبحث عن حافظتها لتتجمد أطرافها ونظراتها حينما وقعت عيناها علي تلك العلبه ....!

لا تدرك كم مضي عليها من الوقت وهي مكانها متجمده من هول الصدمه حتي أخرجها صوت الصبي من جمودها وهو يسأل : خلاص ياحاجه 

قالت امتثال بلسان ثقيل وهي تتجه بخطوات اثقل الي الباب :  خد يامحمود وانا بعدين اخد الباقي من عم رضا 

اوما الطفل واسرع يغادر لتغلق امتثال الباب وتستند بظهرها إليه وببطء ترفع تلك العلبه أمام عيناها التي امتلئت بدموع الحسره ! 

لتعقد وسيله حاجبيها وتطفيء مجفف الشعر بينما تعالي رنين هاتفها لتعكص شعرها اعلي راسها وتتجه الي الخارج سريعا ...أجابت علي عمر الذي سألها بترقب : عملتي ايه يا حبيتي 

قالت وسيله بتوتر : لسه ياعمر ...بصراحه خايفه اوي من النتيجه 

قال عمر بنبره مطمئنه : قولتلك متخافيش انا جنبك 

قبل أن تقول شيء كانت امتثال تدخل الي غرفتها لتهمس وسيله : استني خليك معايا لحظه ياعمر 

انزلت الهاتف من علي أذنها ونظرت الي جدتها 

نعم يا تيته؟!...ابتلعت وسيله باقي الكلمات التي كانت علي شفتيها وهي تري تلك العلبه بيد امتثال التي ملئت عيونها نظرات الاتهام والخزي وهي ترفعها امامها بسؤال امتلي بالخزي : ايه ده يا وسيله ؟! 

ابتلعت وسيله بثقل ليتهادي صوت امتثال الي إذن عمر الذي بقي علي الهاتف : بسألك ايه ده 

انكمش قلب وسيله داخل صدرها بينما تقول بتعلثم : يا تيته انا 

هتفت امتثال بمراره : انتي ايه ....بيعمل ايه اختبار حمل في شنطتك يا انسه !

.......

زم عمر شفتيه وانطلقت زفره من صدره قبل أن يدفع باب السيارة الذي بجواره بيده وينزل منها مسرعا للاعلي 

دون تفكير أو تخطيط فقط قراره أنه لن يتركها تواجه هذا الموقف وحدها ....! 

التفتت امتثال الي تلك الطرقات العاليه علي الباب والتي تطرق بلا توقف لتتجه اليه تفتحه وعلي الفور تجد امامها عمر الذي أسرع يدخل دون مقدمات وهو يبحث بعيناه عن وسيله 

اسرع ناحيتها حيث وقفت مكانها تبكي ليمسك بكتفها قائلا بلهفه : وسيله اني كويسه 

سؤاله اشعل النيران التي هي بالأساس متوهجه في  اوصال امتثال التي اتجهت إليه بهجوم وزمجرت به بغضب شديد : خايف عليها ....ومكنتش خايف عليها وانت بتعمل عملتك ! 

امسك عمر بذراع وسيله الباكيه واوقفها خلف ظهره والتفت الي امتثال قائلا بجرأه : انا معملتش حاجه غلط ....وسيله مراتي وحقي ! 

زمت امتثال شفتيها بغضب شديد ودون وعي كانت تنقض علي صدر عمر تضربه بقبضتها وهي تهتف بقهر شديد : خونت الامانه وخلفت كلمتك معايا ....اخذت حقك في السر زي الحراميه 

بغل شديد إزاحته من امامها لتمسك بكتف وسيله تسحبها الي جوارها وتنظر له بغضب هادره : انت لا تؤتمن وحالا هتطلقها !

اتسعت عيون عمر بصدمه ودون تفكير كان ينقض علي ذراع وسيله ويجذبها تجاهه مزمجرا في امتثال بعنفوان : مستحيل ! 

كانت وسيله تتابع ما يحدث بلا أي قوه للمواجهه بينما كل منهما يأخذ قرار وهي الوحيده التي لا يلتفت أحد إليها والي هذا الحمل الذي تشك به فكيف تطلب جدتها مثل هذا الطلب وكيف هو لا يتهاون مع جدتها ويحاول تهدئتها 

لتقف امتثال أمام عمر وتهتف باصرار فولاذي : انا اللي مستحيل اسيبها علي ذمه واحد زيك 

بادلها عمر التحدي : ولا انا هسيبها وريني هتجبريني ازاي 

بعنفوان جذب يد وسيله هاتفا بنبره أمره : يلا يا وسيله 

اتسعت عيون امتثال وحاولت باستماته جذب يد وسيله من قبضته : مش هتاخدها 

هتف عمر بأصرار : هاخدها !

إصرار فولاذي لا يتزحزح اي منهما عنه لتقف وسيله بالوسط ....!

عمر يتشبث بيدها ويقف أمام امتثال باستماته وامتثال تواجهه دون ادني تراجع عن إصرارها .

.......

.......

التفت عاصم الي شافعي بحنق وهتف من بين أسنانه : حالا تنطق وتقولي علي كل حاجه ...عرفت ازاي أن عمر راح بيت صادق 

نكس شافعي رأسه بعد أن القي نظره الي زينه التي دخلت الي غرفه مكتب عاصم الذي استغرب دخولها ولكن قبل أن يخبرها أن تخرج كانت زينه تقول بجرأه : انا اللي قولتله يمشي ورا عمر 

عقد عاصم حاجبيه باستفهام لتشير زينه الي شافعي : روح انت ياشافعي انا هتكلم مع عاصم بيه 

خرج الرجل ليلتفت عاصم بكامل جسده الي زينه بانتظار توضيح حاولت زينه به قدر المستطاع أن تخفي تلك الحقيقه 

ليزم عاصم شفتيه باستنكار : بقي فجاه خوفتي عليه فقولتي لشافعي يمشي وراه 

أومات زينه لتهتز نظراتها وتتراجع للخلف خطوه ما أن اخافها صوت عاصم الجهوري الذي تعالي حولها بينما يضرب طرف المكتب بقبضته : ززززينه ....الظاهر انك نسيتي بتتكلمي مع مين وعقلك صورلك اني هصدق الحوار الاهبل ده ....انطقي خليتي شافعي يمشي ورا عمر  ليه ؟!

........

...


اتسعت عيون عمر وهدرت دقات قلبه حينما تركت وسيله يده و أمسكت بيد جدتها وقالت برجاء من بين دموعها  : تيته انا اسفه .....سامحيني والله عارفه اني غلطت 

نظرت لها امتثال بخزي وهي تطأطأ راسها : انتي دمرتي نفسك ورخصتيها لما سلمتيها في السر له 

احتقن وجه عمر وبخطوه اتجه ليفصل بين وسيله وجدتها بينما يقول بعنفوان : بلاش تقولي لها الكلام ده وكأنها عملت حاجه حرام ....دي مراتي !

التفت الي وسيله وتابع تأثيره عليها : وسيله متعتذريش ولا تطلبي السماح احنا معملناش حاجه حرام ولا غلط زي ما هي بتقولك 

نظرت وسيله إلي عيناه التي توهجت بالآصرار تناجيه أن يحتوي غضب جدتها ويتفهمها 

ولكن الوضع ازداد اشتعالا حينما هاجمته امتثال بحنق : انت بتبجح كمان ... ابعد ايدك عنها وحالا طلقها 

قبل أن تنطق وسيله برجاء لجدتها أن تتوقف عن نطق تلك الكلمه وتخبرها بشكها كان عمر يواجه امتثال وهو يجذب يد وسيله بقوة بين يداه : قولتلك لا... انقضت امتثال علي يد وسيله الأخري ليبعدها عمر عنها صارخا بقله لياقه : ابعدي عنها وبلاش تخليني اعمل حاجه انا مش عاوزها 

نظرت له امتثال بتحدي : هتعمل ايه !

زم عمر شفتيه بحنق بينما انفلت الرجاء من شفاه وسيله : عمر اهدي عشان خاطري ...تيته خايفه عليا و....لم يدعها تكمل جملتها بل جذب يدها قائلا بنبره أمره قبل أن ينفلت عقال أعصابه اكثر : يلا يا وسيله 

ابتلعت امتثال كل مراره حلقها ووقفت أمام وسيله قائله بتهديد : لو طلعتي من البيت ياوسيله وروحتي معاه مش هتدخليه تاني وهتنسي أن ليكي جده 

اعتصر الالم قلب وسيله ونظرت الي عمر برجاء بينما لا تجد إرادتها لتعترض بينما يتولي هو قيادتها 

ليهتف بامتثال بدلا عنها متجاهل رجاءها :  كويس انك قولتي عشان فعلا انا مش ناوي ارجعهالك 

انهمرت الدموع من عيون وسيله بينما يجذبها عمر تجاه الباب لتثبت أقدامها بالأرض وتلتفت الي امتثال التي نظرت إليها نظره مليئه بالخزي بينما تركت نفسها تنقاد بلا اراده معه 

رفض عمر أن يعترف بموقفها الطبيعي بينما توقفت بالوسط ليتجاهل كل هذا ويجذب يدها هاتفا بحزم :  يلا يا وسيله !

.........

....

ابتسمت نور الي جوري بينما جلسوا يتحدثون بعد انتهاء الغداء قائله : تسلم ايدك يا جوجو 

أومات جوري لها بابتسامه : بالهنا والشفا يا طنط 

وكز سيف مراد بجنبه وأشار له بعيناه أن ينطق كلمه لينظر له مراد لحظه بعدم فهم استوعبه بعد أن همس اه سيف : قولها تسلم ايدك

قال مراد بابتسامه :تسلم ايدك يا جوجو 

أومات جوري له بابتسامه بينما رأت محاولات والدته ووالدته طوال اليوم ورأت كيف أنه ينفذها بطريقه مضحكه!

تعالي رنين هاتف جوري لتمد يدها اليه ثم تقول بتهذيب : بعد اذنكم هرد دي مرام من الشغل 

تفاجأت بمراد يمسك يدها يقبلها وهو يهز رأسه : ماشي يا حبيتي 

رفعت حاجبها باستغراب وكتمت ضحكتها ولكن سيف ونور لم يكتموها لينظر لهم مراد باستفهام : بتضحكوا علي ايه 

قال سيف من خلال ضحكته : هو انت يا ابني حافظ مش فاهم ....بتبوس أيدها ليه 

هتف مراد بحنق : مش انت قولت ليا 

اوما سيف وقال بمرح : ايوه بس مش عمال علي بطال. ...رايحه ترد علي التليفون ايه مناسبه انك تبوس ايدها 

زم مراد شفتيه بحنق وكور قبضته هاتفا : ماهو انا لازم ابقي مسخره تضحكوا عليه طالما بعمل حاجه مش فاهمها ولا لايقه عليا .

.........

..

وضعت وسيله وجهها بين يديها تهتف بلوعه : تيته مش هتسامحني ابدا 

اوقف عمر السيارة جانبا والتفت الي وسيله وامسك بيدها يبعدها عن وجهها ويمسح دموعها قائلا بحنان : كفايه عياط يا حبيتي .....

نظرت في عيناه ليبادلها النظرات التي تخبرها انها عالمه و أنه عالمها وهي صدقت بينما بكل مره يلمس ضعفها وحاجتها اليه !

ليعيد عمر تشغيل السيارة وينطلق بها بينما يقول بنبره قاطعه : احنا مش محتاجين حد منهم في حياتنا انا وانتي كفايه علي بعض !

.........

.... 

هزت ثراء كتفها ببرود ولا مبالاه بينما تقول : معجبتهمش 

تصميماتك 

كان الحزن والخزلان مرتسم فوق ملامح تلك الفتاه الجالسه علي طرف الفراش تمسك بيدها بعض الأوراق التي امتلئت بالرسومات لترفع عيناها الي ثراء تسألها بأمل : ولا تصميم فيهم عجبهم 

أومات ثراء بينما تخفي داخل دهاليز قلبها تلك الغيره : ولا واحد 

نكست الفتاه راسها وحاولت أن تبتلع غصه حلقها بينما تأملت أن تجد وظيفه مثل صديقتها ثراء التي وعدتها أن تحاول تقديم تصميماتها للشركه ....تنهدت ثراء وهي تتطلع الي شمس بتشفي لرؤيه انكسارها بينما لسنوات كانت دوما تحمل لقب الأولي علي دفعتها وهاهي امامها لاتجد وظيفه بينما هي ذات التقدير المقبول وجدت وظيفه الجميع يحلم بها 

لملمت الفتاه أوراقها كما لملمت خيبه أملها في الحصول علي وظيفه قد عشتمها تلك الخبيثه بها لتضعها أيضا مع خيبه أملها في مكانها بهيئه التدريس والتي ذهبت الي ابنه أحد الاساتذه لتقوم وتتجه الي خارج الغرفه : شكرا يا ثراء 

قالت ثراء بتأثر زائف : العفو يا حبيتي كان نفسي اساعدك 

خرجت الفتاه من غرفتها لتجلس ثراء علي الفراش وتلمع عيونها بالمكر بينما تتذكر نظرات سيف إليها وهو يسألها : دي تصميماتك !

أومات ثراء بلا تردد : اه طبعا 

عاد سيف لينظر الي الاوراق أمامه ومن بين شفتيه يقول : creative  جدا 

ابتسمت ثراء وسرعان ما قالت بلهفه : يعني عجبت حضرتك 

اوما سيف ونقل نظره بين أحد الاوراق يفاضل بينها وبين الأخري قبل أن يقول : هحط سويت تعديلات علي التصميم ده وهعتمده 

لم تصدق ومازالت في عدم تصديقها بينما كل خطوة تخطوها تدفعها للامام وخيالها المريض يصور لها ان تلك الخطوات نجاح بينما ماهي الا خطوات مسروقه من نجاح الآخرين الذي تنسبه لنفسها ...! 

..........

....

بهدوء اوقف عمر سيارته أمام تلك البنايه التي انعكست ظلال الأشجار عليها ليلتفت الي وسيله التي غفت بجواره من فرط الانهاك...تطلع إليها والي هذا المنزل الذي اصطحبها إليه ولا يعرف ما ينتويه ....فقط يعرف أنه لن يتركها ولن يدعها تتركه ولو تطلب هذا وقوفه أمام الجميع كما فعل مع جدتها .....سيواجه عائلته بزواجه منها وسواء رفضوا أو وافقوا هو لايهتم فهي له  

شعرت وسيله بتوقف السيارة لتفتح عيناها المتورمه بثقل وتتطلع حولها بينما عم الهدوء الشديد هذا المكان الذي استغربته فأدارت راسها تجاه عمر تسأله : احنا فين !؟

ابتسم عمر لها بحنان ونزل من السيارة وأشار لها أن تنزل 

لتنزل بتمهل وتتطلع الي حيث اشار لها : بيتنا !

ادارت وسيله عيناها الي هذا المنزل أو الفيلا الصغيرة بهذا المكان الساكن والذي يبدو كم هو فاخر ومخصص لفئات معينه ليس غريب أن تكون لعائلته منزل مثله ولمن الغريب أنه اتي لها لهذا المكان النائي .....لم تكن تعرف الاجابه بتلك الليله أو لم تسأل هذا السؤال ولكنها عرفتها فيما بعد بينما بتلك الليله تحول خوفه من فقدانها الي قيد بدء يديره حولها فأخذها الي مكان بعيد لا يكون فيه سواهما ...!

دخلت وسيله بأقدام منساقه خلفه بينما لم يترك يدها التي امسك بها بتملك بدء يترعرع في أوصاله بتلك الليله ليصل الي المنتهي فيما بعد 

جلست في أول مكان قابلها وسرعان ما وضعت راسها بين يدها ليرفض عمر أن يدعها تبكي أو تتحدث فيما مر عليها وكأن ليس لها الحق في شيء إلا أن تشعر مثله بأنه كافي لها عن الجميع....جلس بجوارها وامسك بيدها قائلا بعيون لمعت بالحنان : مش عاوز اشوفك زعلانه .... انتي معايا وانا مش هخليكي تحسي أن ناقصك اي حاجه او اي حد ....انا وانتي كفايه علي بعض !

مجددا يعيد نفس الجمله التي وضعها كنهايه لأي جدال أو توقع لما سيحدث ....هي كافيه له وهو اختار أن تكون عالمه وعليه لايريد أحد آخر حتي عائلته لذا ليس عليه أن يتعجل مواجهتهم مادام حصل علي مراده وأصبحت له .....لم تستوعب وسيله أنفاسه التي داعبت وجهها بينما بلحظه كان يلتهم شفتيها بين شفتاه ....وضعت يدها علي صدره باعتراض واستنكار انبثق من داخلها فأي اقتراب ينتوي بمثل هذا الوقت وتلك الظروف ولكن من أخبرها أنه يهتم لشيء إلا رغبته بأن ينسي كل شيء بين ذراعيها ويغرق بنعيم حبها وليحترق اي تفكير أو حزن وبالفعل لم يتأثر لمحاولتها صده بل تجاهلها وازداد عنق قبلته وكأنه لايشعر برفضها الذي أقصاه بهمسته الراجيه : متبعديش عني يا سيلا ...انا محتاجلك !

وكم كانت لحاجته دوما الاولوليه!

..........

....

عقدت غرام حاجبيها باستفهام ليكرر ايهم نبرته الامره : قومي معايا !

قبضت غرام بيدها علي غطاء الفراش وبدء الخوف يغزو أوصالها بينما دخل من لحظه وكل ما قاله هو أن تأتي معه ...هل سيطردها ام يعاقبها ...ماذا سيفعل ؟!

قرء ايهم خوفها ليهتف بها : اسمعي الكلام وقومي معايا 

قامت من مكانها بتردد لتتفاجيء به يجذب يدها ويدفعها الي باب الشقه ولكن قبل أن تفهم خطأ وجدته يتبعها 

قاد بها بصمت وهي لم تتوقف عن التساؤل 

وهو أيضا بداخله لم يتوقف عن السؤال أن كان قراره صواب ام سيندم عليه 

لتعقد غرام حاجبيها وتنكمش في مقعدها ما أن دخل الي ذلك الطريق الذي تعرفه 

لتلتفت إليه : احنا رايحين فين ؟!

رفض لسانه الاعتراف ولكن الظنون بدأت تتأكد في راسها وهو يتوقف اسفل هذا المنزل .....منزلها 

: احنا ....قاطعها ايهم بحنق شديد بينما يقدم علي خطوه لا يريدها لاول مره في حياته : انتي مش عاوزة امك وأخواتك ميدفعوش تمن غلطتك ....اتفضلي انا هتجوزك !

.............

....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباسات مختلفه من القادم 


كست المراره ملامح زينب بينما تسأل ايهم بوضوح : ودي بقي ورقه هتضحكوا بيها عليا ولا جوازه بجد زي ما بتقول ! 

ابتلع ايهم بثقل يبحث عن اجابه لتنظر زينب بانكسار الي ابنتها التي منذ دخولها المنزل وهي تنكس راسها ولا تجروء علي النظر إلي والدتها التي تابعت بسخريه مريرة : جاي في نص الليل وجايبها في ايدك وتقولي هتتجوزها رسمي ....  دي مش جوازه دي تصليح غلطه متلزمنيش ! 


اندفع مراد الي جوري يحيط خصرها بذراعه بقوة محببه هاتفا بيأس: عاوزة ايه يا جوري ....ها عاوزة ايه 

انا مش كده ومش عارف اعمل كده ...عاوزاني اعمل ايه تاني عشان ارضيكي 

أمسكت جوري ضحكتها وهي تعض علي شفتيها لتهمس اخيرا : انا بحبك زي ما انت !

وكأنها سكبت مياه علي نيران غضبه لتتمهل ملامحه قبل أن يسألها وعيناه تلتهم ملامحها.  : قولتي ايه ؟

التقت عيناه بعيونها وهي تكرر كلماتها : قولت اني بحبك زي ما انت ومش لازم تعمل حاجه مش مقتنع بيها عاوزاك تعمل اللي انت حاسس بيه 

لمعت نظرات المكر في عيون مراد الذي مال تجاه شفتيها : طيب انا حاسس اني عاوز اعمل كده 

انتهت كلماته بين شفتيها التي التهمها بين شفتاه 


نظر عمر ساخرا الي زينه   : بقيتي تتكلمي زيه !

استنكرت ملامح زينه : اتكلم عن ابوك بأدب 

اوما عمر ببرود : حاضر. ...أوامر تانيه يا هانم 

انفلتت الكلمات الغاضبه مش شفاه زينه : انت قليل الادب 

قابل عمر غضبها ببرود ليسكب المزيد من الزيت علي نار غضبها وهو يتابع : ثانيه يا هانم نسيتي باقي الجمله الشهيرة بتاعه عاصم بيه ( انا ندمانه اني خلفت ولد زيك ) 

وقفت زينه أمامه ونظراتها تهتز بينما خيبه الامل بداخلها لا تصفها كلمات وكل ما تريده هو صفعه بقوة حتي يعود الي صواب

ه ولكن كل ما استطاعته هو الوقوف بصمت بينما يستدير عمر ليغادر وهو يلقي باخر كلماته الساخره : اه ...نسيت اقولك ...لايق عليكي اوي انك تبقي نسخه منه ...!

انتهت كلماته وهو يستدير ليجد عاصم أمامه يتطلع إليه بعيون ملئها الغضب ينتوي تلك المره أن يحرق الاخضر واليابس ! 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. كالعادة مبدعة عمر عبارة عن مجموعة امراض نفسيه متنقلة مش عارفة كيف راح يتعالج

    ردحذف
  2. عمره شخصية غريبة اوى هو عايز يعمل كل حاجة غلط ومحدش يقف له ويمتعه....وسيلة صعبانه علي اوى

    ردحذف
  3. ي بوووي علي الفصل 🎉🎉🥳🥳 جميل

    ردحذف
  4. فصل رائع جدا
    وسيله صعبت عليه اوي

    ردحذف
  5. هو ليه عمر لما حد بيقوله انه غلطان يبقى بيكرهه

    ردحذف
  6. البارت خطييييير يا رونى تعيشى وتكتبى ياقلبى❤️❤️❤️

    ردحذف
  7. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !