حكايه عمر الفصل التاسع والثلاثون جزء اول

20




 عقدت زينب حاجبيها وهي تفتح الباب لهذا الرجل الغريب لتسأله : افندم ...!

حمحم ايهم قائلا : تسمحي ليا ادخل يا فندم 

قالت زينب باستفهام وتوجس : حضرتك مين ؟

ظهرت غرام ببطء من خلفه دون أن يضطر ايهم لأي توضيح لتتهادي نظرات الاسي بعيون زينب ما أن رأت ابنتها !

استغرقت بضع لحظات تنقل نظراتها بين هذا الرجل الذي عرفت من يكون وبين ابنتها التي نكست راسها بخزي أمام نظراتها قبل أن تستجمع نفسها وتمسك الباب بيدها تهم بغلقه 

وضع ايهم يده علي الباب برفق قائلا بتهذيب : بعد اذنك يا فندم خلينا ندخل نتكلم ....

نظرت زينب إليه بمراره : نتكلم في ايه ؟! 

قال ايهم برفق : في موضوع بنتك 

غص حلق زينب بينما تقول بمرارة وانكسار : انا ماليش بنات ...بنتي ماتت 

شقت الدموع طريقها عبر حلق غرام التي حاولت نطق شيء ولكن خزيها من مجرد النظر إلي والدتها منعها ليقول ايهم بهدوء ورجاء : بعد اذنك خلينا نتكلم 

تراجعت زينب خطوه للخلف تسمح لهم بالدخول لتتركهم وتتجه الي غرفه أبناءها الصغار تحذرهم من الخروج 

جلس ايهم علي أول مقعد قابله ليضع قبضته أمام فمه وهو يغالب ضيق صدره بينما رؤيه ملامح تلك المرأه وماعرفه عنها يجعل تلك الكراهيه تزداد في قلبه تجاه تلك الفتاه التي أضافت سببا آخر لشقاء والدتها وكأنها بحاجه للمزيد وهي تصارع تلك الحياه ...!

قالت زينب بجفاء : خير جاي ليه يا بيه 

استغربت نبره ايهم الهادئه بينما يقول : كل خير يا ست زينب ...تسمحي ليا اقولك كده 

أومات زينب بينما استغربت لياقته وتهذيبه ولا ينكر ايهم أنها تستحق هذا بعد كل ما عرفه عنها وبعد ما كانت نهايه شقاءها فعله ابنتها الشنعاء ليسحب نفس عميق قبل أن يقول برفق : ست زينب بنتك غلطت ومفيش اي مبرر للي عملته بس في الاول والاخر هي صغيرة واحتكت بالناس الغلط وعشان كده اديها لو عذر صغير انتي برضه امها وهي جايه ندمانه 

اشاحت زينب بوجهها وهتفت بجفاء : ملهاش اعذار . ..اللي تعمل عملتها متعتبرش ليها ام 

خانتها غصه حلقها لتتابع : انا علي قدر قدرتي مقصرتش معاها في حاجه ...اه غصب عني معرفتش اوفر ليها عيشه زي اللي كانت عاوزها بس اعمل ايه ....انا بجلد نفسي كل يوم واسأل قصرت في ايه عشان تعمل فيا كده 

وافقها ايهم قائلا : مقصرتيش ياست زينب ..... انا اول واحد مش مديها اي عذر إلا أنها مشيت ورا الناس الغلط وانك ربتيها زياده عن اللزوم فاضحك عليها منهم 

واتاكدي أن لو في سبب لوجودي هنا هو اللي عرفته عنك .... نظر لها بتقدير وتابع : انتي ست طيبه ومحدش قال عنك الا كل خير 

هتفت زينب بانكسار : بكره يجيبوا سيرتي بالرضي بعد اللي عملته 

قال ايهم برفق : وانا ميرضنيش وعشان كده انا هنا 

انا جاي اطلب منك بنتك 

عقدت زينب حاجبيها بعدم استيعاب :  تتجوزها 

اوما ايهم 

لتكسو المراره ملامح زينب بينما تسأل ايهم بوضوح : ودي بقي ورقه هتضحكوا بيها عليا ولا جوازه بجد زي ما بتقول ! 

ابتلع ايهم بثقل يبحث عن اجابه لتنظر زينب بانكسار الي ابنتها التي منذ دخولها المنزل وهي تنكس راسها ولا تجروء علي النظر إلي والدتها التي تابعت بسخريه مريرة : جاي في نص الليل وجايبها في ايدك وتقولي هتتجوزها رسمي .... يبقي دي مش جوازه دي تصليح غلطه متلزمنيش ! 

قال ايهم بحياديه : مفيش داعي لاي مسمي خلينا ننسي اللي حصل 

قال زينب بمراره : اللي حصل مينساش يا بيه 

رفعت عيناها إليه وتابعت :  ياابني لو عندك بنت وعملت عملتها هتعمل فيها ايه 

نظر ايهم الي المرأه ولا ينكر أنه سأل نفسه نفس السؤال ولم يجد أي اجابه دون تلك الكلمه التي خرجت منه لتلقائيه : هقتلها 

تنهد وتابع : بس قبل كده هسأل نفسي عملت كده ليه مش عشان اعرف السبب لا عشان الاقي ليها مبرر عشان هي بنتي في الاول والاخر .....صدقيني يا ست زينب موقفك صعب ومحدش يتمني يكون فيه وهي عرفت غلطتها والنهارده انا جاي نصلح اللي حصل 

واتجوزها عشان اخواتها وعشانك 

خجلت زينب من تهذيبه بينما ملئت المراره حلق غرام التي وجدت نفسها الملامه الوحيده وهو بصورة البطل 

لتنظر اليه بينما يقول لزينب : ابعت اجيب مأذون 

تعلثمت زينب بتساؤل :  بس ياابني الجواز مش بيكون في نصاص الليالي 

حمحم ايهم قائلا : وانا مش هكذب عليكي واقولك اني جاي اطلب أيدها ولا اتجوزها بفرح انا جاي ليكي انتي نكتب الكتاب 

عقدت زينب حاجبيها : وتطلقها بعد كده 

التقت نظراته بنظراتها للحظه قبل أن يشيح ايهم بوجهه دون اجابه لتنكس زينب راسها بانكسار قائله  : يبقي هي هي يا بيه ....يفرق ايه اللي هتعمله دلوقتي عن اللي هي عملته 

قال ايهم بهدوء : اكيد تفرق وفي الاول والاخر انا تحت امرك لو رافضه اعتبري زيارتي متمتش!

.........

...


ضمت وسيله أناملها داخل قبضتها تحاول أن تقاوم تلك الرغبه الضاريه التي اندلعت بداخلها بأن تستمر في حك جسدها الذي توهج بالاحمرار وارتسمت عليه اثار أظافرها مسببه خدوش مؤلمه ....لحظه اثنان ولم تستطيع المقاومه أكثر لترفع يدها الي عنقها ومقدمه صدرها تحكهم مجددا بقوة بينما تلك المياه المنهمر فوق جسدها لا تخفف شيء من هذا الالم الذي تشعر به في كامل جسدها وكأنها مصابه بمرض جلدي ....حاولت أن تبعد يدها وهي تغرسها بين خصلات شعرها تغسله مرارا قبل أن تشغل عقلها بالتفكير في أي شيء إلا هذا الوجع الذي تشعر به فوق كل انش من جلدها ...بعد وقت طويل أغلقت المياه وخرجت من المغطس تجفف جسدها برفق بالمنشفه ثم تحيط راسها بمنشفه أخري وتتجه الي الخارج لتولي ظهرها للمراه وهي ترتدي ملابسها بينما ذلك الشعور برفضها النظر إلي نفسها في المرأه لا يتركها ...!

شعر عمر بها طوال الليل تبكي بصمت بينما بقي هو مستيقظ وما أن يقترب منها تتظاهر بالنوم ليختار أن يصدق تزييف نومها ويعمي عيناه عن رؤيه دموعها متهربا من مواجهه نفسه أنه سبب تلك الدموع وفضل أن يتظاهر بتصديق انها سعيده مثله لذا في الصباح كان 

لايعرف هل تعمد أن يترك لها وقت كافي مع نفسها 

أم أنه كما أخبر نفسه مشغول بإعداد الأفطار لها أم أنه يتهرب بما يشغل نفسه به عن التفكير فيما حدث ....!

وفي النهايه كعادته لا يطيل التفكير بأي شيء ينغص حياته لذا اكمل اعداد الافطار ووضع اخر طبق فوق تلك الطاوله التي امتدت بوسط ذلك البهو الأنيق المطل مباشرة علي حديقه اماميه خلابه فصلها عنهم الزجاج ليرسم ابتسامه علي شفتيه ويخبر نفسه أنه سعيد ومرتاح ولم يكن يوما هكذا فماذا يريد أكثر ...ازدادت ابتسامته اتساعا حينما التفت ووجد وسيله تتجه ناحيته ليغلف نبرته بالحب وهو يمد ذراعه ناحيتها لتقترب قائلا : صباح الفل يا حبيتي 

بادلته وسيله الابتسامه دون أن تفكر أن كانت بالفعل تشعر برغبة حقيقه في الابتسام ام لا ولكنها وجدت نفسها تفعل ولم تسأل نفسها لماذا لتقترب منه قائله :

صباح النور !

داعب شعرها الذي مازال رطب قائلا بمرح وهو يشير إلي طاوله الافطار : شوفتي جوزك شاطر ازاي وجهزلك الفطار

قالت بابتسامه هادئه :تسلم ايدك

اوما لها وفتح لها المقعد بلياقه لتجلس بجواره

بينما يسألها :  منشفتيش شعرك ليه ياسيلا ...في سشوار في الحمام 

أومات له وتهربت من قول أنها لا تريد الوقوف امام المراه 

: عادي قولت بعد الفطار انشفه 

اوما لها وداعب شعرها مجددا  : براحتك يا حبيتي .... انا بس خايف تبردي 

ابتسمت له ليجلس بجوارها ويبدأ في وضع الطعام امامها اولا ثم لنفسه ويشرع في تناوله للحظات قبل أن يلحظ أنها لا تاكل 

التفت لها متسائلا : مش بتاكلي ليه يا سيلا  ....الاكل مش عاجبك ؟! 

وضعت لقمه في فمها وابتسمت له : بالعكس حلو اوي 

بادلها الابتسامه للحظه قبل أن تتلاشى ابتسامته وتتحول الي انزعاج وهو يهب من مكانه واقفا وينحني ناحيتها يبعد ياقه ملابسها عن عنقها الذي لمح عليه تلك الآثار الحمراء لتلتاع نظراته بينما تبين أن تلك الأثار لا شيء مقارنه بما تخفيه اسفل ملابسها ليسألها بصوت باهت : ايه ده يا وسيله ؟!

لم تنظر ولكنها بالتأكيد تشعر بهذا الحريق الناشب في كل جلدها لتحاول أن تبرر شيء لا تفهمه : مش عارفه ...جايز حساسيه 

انزعجت ملامحه أكثر بينما يفك ازرار قميصها ويمد أطراف أنامله يتلمس اثار أظافرها فوق جلدها الذي تحول لكتله ناريه متوهجه بالاحمرار 

اهتزت نظراته التي أخذ ينقلها بين وجهها وجسدها قبل أن يندلع القلق من نبرته وهو يقول باستنكار : ليه مقولتليش ....قومي معايا هاخدك المستشفي 

قالت وسيله وهي تحاول أن تتجاوز ذلك القلق المرتسم بعيناه : مفيش داعي ...انا كويسه 

هز راسه برفض : لا طبعا كويسه ايه ...دي حاجه مش طبيعيه 

هزت راسها وقالت بتعلثم : يعني من فتره صغيرة حسيت بحاجه كده بس النهارده زادت شويه ...هاخد اي دوا حساسيه وهبقي كويسه 

هز راسه برفض وامسك بيدها قائلا : لا طبعا ....يلا هنروح المستشفي !

......

..........

عقد ايهم حاجبيه باستفهام لم يعرف كيف يصوغه بينما رفعت غرام عيناها تجاه والدتها التي نظرت لها من أعلي الي اسفل بقسوة قبل أن تلتفت الي ايهم تكرر ما قالته وقررته بنبره قاطعه : هعتبر زيارتك متمتش !

لا ينكر ايهم أن داخله كله استنكر واستهجن هذه الكلمات التي أراد بشده ان يفهم سببها ولم تتواني زينب عن أخباره به وهي تعتدل واقفه بإشارة منها أن اللقاء انتهي بينما تقول : عقابها أنها تفضل كده وتكمل حياتها وهي بتدفع تمن غلطتها 

ابتلع ايهم ببطء بينما موقف المراه غريب لأي ام في مكانها تختار أن تتوقف حياه ابنتها كعقاب حتي وان كانت تستحقه إلا أنه عقاب قاسي 

ابتلعت زينب غصه حلقها وتظاهرت بالثبات بينما تتطلع الي غرام التي نكست رأسها بخزي ممزوج بالدموع الحاره التي اندفعت الي عيونها وهي لا تملك القوة للاعتراض علي قرار والدتها التي تابعت : لما واحده تعمل عملتها وتلاقي اللي يصلحها ليها يبقي مفيش عظه وهتعدي الايام وتنسي وجايز تفكر نفسها كانت صح إنما لما تعيش عمرها كله تدفع تمن غلطتها هتعرف أن في غلطات مينفعش تتصلح ...!

.............

....

بقيت جوري علي جلستها متظاهرة أنها تشاهد التلفاز بعد ذهاب سيف ونور بينما مراد كان يتحرك من هنا الي هناك بانزعاج ملحوظ ليمسك بهاتفه يقلب به قليلا ثم ينظر إلي جوري الصامته منذ ذهاب والديه 

نظر إليها في محاوله منه لفتح حديث بينهم لاول مره : جوري ايه رايك نخرج شويه

أحبت جوري منه المبارده ولكن غريزتها الأنثوية كانت تدفعها للدلال لتقول وهي تقوم من مكانها : لا ماليش مزاج ....هقوم انام 

زم مراد شفتيه بحنق وهو ينظر في أثرها بينما كلماتها أثارت بداخله نزقه كرامته بأنه يحاول ارضاءها وهي رفضت محاولته لذا قام من مكانه بحنق واتجه خلفها ...

التفتت جوري إلي خطواته الحانقه باستفهام بينما زمجر بعصبيه : انتي هتفضلي تعملي كده لغايه امتي ؟

تظاهرت بعدم الفهم وهي تسأله : وانا عملت ايه ؟

زمجر بغضب : يعني مش عارفه ؟

هزت كتفها ليجيب بانفعال : اللي بتعمليه...؟!

انا بحاول اصالحك وارضيكي واعمل حاجات معملتهاش قبل كده وانتي رافضه وكأنك عاوزة نفضل متخاصمين مع انك اللي قولتي عاوزة نرجع كويسين مع بعض ...وانا مبقتش عارف انتي عاوزة ايه 

اندفع مراد الي جوري يحيط خصرها بذراعه بقوة محببه هاتفا بيأس: عاوزة ايه يا جوري ....ها عاوزة ايه 

انا مش كده ومش عارف اعمل كده ...عاوزاني اعمل ايه تاني عشان ارضيكي 

أمسكت جوري ضحكتها وهي تعض علي شفتيها لتهمس اخيرا : انا بحبك زي ما انت !

وكأنها سكبت مياه علي نيران غضبه لتتمهل ملامحه قبل أن يسألها وعيناه تلتهم ملامحها.  : قولتي ايه ؟

التقت عيناه بعيونها وهي تكرر كلماتها : قولت اني بحبك زي ما انت ومش لازم تعمل حاجه مش مقتنع بيها عاوزاك تعمل اللي انت حاسس بيه 

لمعت نظرات المكر في عيون مراد الذي مال تجاه شفتيها : طيب انا حاسس اني عاوز اعمل كده 

انتهت كلماته بين شفتيها التي التهمها بين شفتاه 

تركت جزري شفتيها بين شفتاه واغمضت عيناها تستقبل قبلته الحارة باشتياق وكل أوصالها تنساب وتدفعها إليه بينما عقلها يرسل لها إشارة بالتوقف أو على الأقل التمهل

لتقف معه علي ارض صلبه ويغادر الجفاء ارضهم دون رجعه مع أي موقف قادم ....شعر مراد بحاجتها للتنفس لتتمهل قبلته وتنتهي بقبلات صغيره يطبعها علي جانب شفتيها بينما يهمس باشتياق. : وحشتيني يا جوجو 

بادلته جوري حراره مشاعره وهي تجيب بينما تضع يدها حول عنقه : وانت كمان يامراد 

ابتسم لها برضي وهو يسألها بلهفه دون أن يدرك أن سؤاله سيفتح هذا الحديث الذي قبل لحظه لم تجد له جوري باب تدخل منه : يعني خلاص اتصالحنا 

أومات جوري بهدوء : احنا مش متخاصمين يامراد ...تمهلت بينما تتابع : احنا مختلفين !

عقد مراد حاجبه باستفهام : يعني ايه ! 

..........

......

وضع ايهم مفتاحه في باب منزله ليديره الي اليسار يفتحه ثم يدخل ويغلقه خلفه بهدوء ...جلس علي أول مقعد قابله بينما رأسه مازال يطن ويدور بتلك الكلمات التي عبرت بها المرأه بحرقه عن موقفها من فعله ابنتها .... حكمت عليها حكم تستحقه ولكنه قاسي للغايه وهذا ما استغربه من ام !

فرك رأسه وبقيت عيناه معلقه في الفراغ أمامه بينما لاول مره يشعر مثل هذا الشعور الذي لا يعرف فيه الصواب من الخطأ فلا يستطيع لوم الام لقسوة حكمها الذي نتج عن قسوة فعله ابنتها ولا أيضا يستطيع أن يعتبر حكمها صواب فموضوع تلك الفتاه من الأساس شيء إعجزه عن الحكم ....مخطئه وبنفس الوقت تعاطف معها !

والدتها قاسيه في حكمها وبنفس الوقت لا يستطيع أن يصدر عليها انها ام قاسيه 

العداله المعصوبه لا يجب أن تقدم بالمشاعر لذا الحكم العادل هو أن تعاقب علي خطأها !

ولكن الانسانيه تأخذ كل ما حدث بعين الاعتبار فهي صغيرة انخدعت ودمرت نفسها بيدها !

انتبه علي صوت ابنته التي يبدو أنها واقفه منذ قليل 

: بابي ...حضرتك كويس 

اوما ايهم وحاول استعاده ثباته : اه يا حبيتي ...انتي لسه صاحيه لغايه دلوقتي

أومات له بمرح بينما تقفز الي جواره : اه انا وهنا جعانين ....اطلب لينا بيتزا 

اوما لها قائلا بذهن مشتت : اطلبوا اللي انتوا عاوزينه 

بقي ايهم بعقل مشغول يتطلع الي ابنتاه بينما يتحدثون ويتضاحكون الي أن سألته هنا : بابي هي غرام فين ؟!

تغيرت ملامح وجهه يبحث عن اجابه ليقول باقتضاب دون أن ينظر إلي ابنته : رجعت لوالدتها 

ابتسمت حلا : يعني اتصالحوا 

اوما ايهم بصمت لتقول هنا بحزن : هتوحشنا 

أومات حلا موافقه : اه ..اوي 

تجاهل ايهم ما تتحدث به الفتيات عن غرام ليشير اليهم أن يقتربوا بينما يفتح لهم ذراعيه : تعالوا 

جلست كل فتاه بحضن ابيها من جهه ليحكم ايهم ذراعيه حولهم ساحبا نفس عميق وكأنه يستنشق رائحتهم قبل أن يقول : هنا ..حلا انا عاوز اطلب منكم طلب 

رفعت الفتيات رأسهم الي أبيهم : طبعا يا بابي 

تنهد ايهم قائلا : انا عاوز الكلام اللي هقوله ده متنسهوش ابدا 

نظر إليهم وتابع بجديه بينما صورة ذلك المشهد لا يترك خياله : جايز في يوم من الايام نختلف انا وانتوا وجايز اقسي عليكم وجايز تشوفوني واقف ضد مصلحتكم 

بس اي أن يكون الخلاف بينا أو تفسيركم ليه مش عاوزكم في يوم تأذوا نفسكم أو تعملوا حاجه غلط بدافع إثبات وجهه نظركم أو عقاب ليا 

خدوا خلافي معاكم هدف انكم تكملوا حياتكم وتثبتوا الصح وفي يوم من الايام هتعرفوا أن كل اب أو أم هدفهم مصلحتكم 

حتي لو كانت أم أو أب قاسي اوعوا بدافع الهروب من قسوتهم تعملوا اي حاجه غلط 

لم تفهم الفتيات ماوراء كلماته بينما هو الوحيد الذي أكمل الناقص بصورته عن تلك الفتاه .... دفعتها قسوه والدتها الي هذا الطريق ولكنها وجدت نفسها في طريق مظلم أشد قسوة !

...........

......

انتهت الطبيبه من معاينه وسيله التي اعتدلت جالسه من فوق فراش الكشف وبدأت تعيد اغلاق ملابسها 

اتجه عمر الي أمام مكتب الطبيبه يسألها بلهفه : مالها يا دكتور 

تمهلت الطبيبه بينما تدون بعض الملاحظات امامها ثم قالت : الاول هنحتاج شويه تحاليل عشان اوصل للسبب الرئيسي للطفح الجلدي ده خصوصا اني مش شايفه له سبب عضوي واضح 

اوما عمر بقلق : يعني ايه ....وسيله كويسه ؟!

اومات الطبيبه واعادت كلماتها : خلينا نعمل التحاليل الاول ومؤقتا لغايه ما تطلع النتيجه بكره هكتب لها علي شويه ادويه 

أوما عمر ليتطلع الي صمت وسيله ويضنيه الشعور بالذنب 

انتهت الطبيبه من تدوين كل شيء لتعطي الروشته لعمر الذي وضع يده خلف ظهرها واصطحبها للخارج 

بنفس الصمت والاستسلام انتهت الممرضه من سحب عينات الدماء من وسيله وخرجت مع عمر 

: لو سمحتي ؟

التفتت وسيله إلي الممرضه التي اتجهت ناحيتها قائله : دكتورة ثريا عاوزة حضرتك ...تقريبا نسيت تكتب حاجه في نظام الادويه 

أومات وسيله واتجهت معها بينما وقف عمر بالخارج امتثال للممرضه التي قالت بلياقه : خليها تدخل لوحدها مجرد دقيقه وهتخرج 

لم يعطي عمر للأمر اهميه بينما اتجه ليتحدث مع المسؤول عن نتيجه التحاليل 

رفعت الطبيبه عيناها الي وسيله التي دخلت تسألها : أيوة يادكتور ؟

مباشرة سألت الطبيبه سؤالها : يا بنتي انتي في حاجه نفسيه ضغطت عليكي مؤخرا 

عقدت وسيله حاجبيها بينما باغتها سؤال الطبيبه التي كانت أكثر وضوحا : انا تعمدت ابعت ليكي واكلمك لوحدك عشان لو في حاجه مش عاوزة تقوليها قدام جوزك .....في حاجه معينه سببت ليكي الحاله النفسيه ال

لي مجرد بوادرها الحاله اللي انتي فيها ؟! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

لو التفاعل حلو بكرة أن شاء الله ينزل باقي الفصل 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

20 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رائعة جدا يعطيكي العافية نفسي افهم عمر بالزبط كيف بفكر اسوأ شخصيه مرت علي بكل الروايات اللي قرأتها وام غرام ما الها وصف لازم تحتوي اذا رب العالمين بسامح

    ردحذف
  2. وسيلة عم تضغط على نفسها لأنها حاسة بالذنب اتجاه ستها و هي عارفة أنو اللي عملته غلط بس ما بتقدر تعمل غير هيك بسبب حبها لعمر اللي هو لهلأ مو حاسس بشو هي عم تمر

    ردحذف
  3. وسيله صعبانه عليه جدا مازالت تعاني من غلطتها ثقتها بعمر والخضوع له
    غرام مفيش حاجه قادره تصلح غلطتها

    ردحذف
  4. ليش متمسكة بقرارها ام غرام وكيف راح تتعامل معها بعدين
    تسلم ايدك

    ردحذف
  5. ربنا يستر على غرام

    ردحذف
  6. تحفه غرام صعبانه عليه اوي

    ردحذف
  7. رد فعل زينب صدمني لأول وهلة ماتوقعت انها ترفض زواج بنتها من ايهم لكن بالتفكير في قرارها الي كان قاسي لكن غرام كانت تستاهل و هذا درس لها و لأي بنت تفكر تعمل زيها و تخون ثقة أهلها مهما كانوا في نظرها قاسيين عليها لانه قسوتهم في الاول و الاخير بغرض مصلحة الابناء و حب الخير لهم

    ردحذف
  8. برافو المشاهد تحفه وتجنن حسيتها اوى اوى 😍
    تسلم ايدك يا قلبى 😘😘

    ردحذف
  9. حكم زينب على بنتها قاسى اوى غرام غلطت ولازم امها تحاول تسامحها

    ردحذف
  10. هو المرض النفسي والضغط العصبى ممكن يسببوا حالة مرضيه زى الى عند وسيلة

    ردحذف
  11. رحيق الاستبرق20 يوليو 2023 في 4:35 م

    عمر بيثبت كل يوم مدي نرجسيته وبتبان فيه علامات الشخصية النرجسية ولسه وسيلة حتعاني منه كتير ...

    ردحذف
  12. البارت رائع جدا جدا 🫶

    ردحذف
  13. وسيلة بتعاني اوي صعبانه عليا مع زوج مش شايف غير نفسه وبس مش حاسس بوجعها حتى مفكرش يدخل يشوف الدكتوره عوزاها ليه تاني ... عقاب زينب لبنتها قاسي اوي بس للاسف المجتمع مش بيرحم حد

    ردحذف
  14. تسلم ايديكي البارت روعه تحليلك لقصة غرام كان أكثر من رائع ولو كل صبيه فهمت المغزا منه لصانت نفسها واهلها ربنا يحمي جميع الصبايا من هذا الفخ بحجه قسوة الأهل
    وسيله مش قادره تعارض عمر لحبها الكبير ليه فبلشت تظهر الأعراض على جسمها اي مشكله جلديه بكون سببها داخلي وتعب نفسي
    جوري تعودت على زوجها وطباعه ومثل ماحكت بتحبه زي ماهو وخاصه أنه مش مقتنع بالتغيير اللي عمله وهذا اكيد ماوصلوله الا بعد عشره ووقت المهم التفاهم وكل شي ممكن الست تتحمله ابدعتي حبيبتي

    ردحذف
  15. حلوه اوى محاوله مراد مع جوري وتقريبا هما هيبقوا تمام بعد مأجورين تكلمه انما ام غرام معلشي كانت قاسيه قوى لازم تفكر فى مصلحه بنتها وتصلح معها الغلط الا عملته علشان المجتمع وعمر ديه بقى منه لربنا

    ردحذف
  16. البارت جميل جداً تسلم ايديكي

    ردحذف
  17. عمر اناني للمره المليون ازاي حاسس وعارف بقهر وسيله ومكمل حياته عادي زينب موقفها صح وغلط في نفس الوقت وبتحكم علي غرام بالموت علي قد ما تعطفت معاها بس كانت على الأقل وفقت بالجواز من ايهم مراد يارب ميتهورشي تاني ويسايس جوري ويفهم موقفها

    ردحذف
  18. روعة يارونا مامت غرام قاسية اوى هو ايهم قدم ليها حل كانت اتمسكت بيه وغرام اتسرعت انها ماشيه ورا عمر الانانى

    ردحذف
  19. الام قاسية جدا جد كلنا بنغلط لازم تحاول تغفر لبنتها وتسامحها علشان تقدر تعيش وتكمل

    ردحذف
  20. ام غرام لازم توافق تحل المشكلة وتستر بنتها وبعدين تعمل إلى هى عايزاه بعد كدة

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !