حكايه عمر الفصل التاسع والثلاثون جزء تاني

13


الفصل السابق
 لاحت ملامح الانزعاج علي وجه مراد الذي دون أن ينتظر سماع اي شرح لتلك الكلمه كان يهتف بانزعاج وعصبيه واضحه : يوووه انا زهقت وجبت أخري من الملل ده 

اتسعت عيون جوري ليس بصدمه من موقف معهود منه ولكن من نفسها التي توقعت شيء آخر تحت عنوان وعوده بالتغيير لتردد بثقل : ملل !!

اوما مراد باحتدام : اه ملل ...ملل وقرف وزهق بتدوري عليه عشان فاضيه بس انا بقي مش فاضي للدلع بتاعك اللي استحملته كتير 

رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بحزم : اسمعي بقي يا جوري حياتنا دي كده بقالها سنين وهتكمل سنين زي ما كانت ...المواضيع بقي اللي جدت عليها بعد كلامك مع ابوكي دي متلزمنيش وملهاش تفسير الا انك هوائيه عندك استعداد لاي كلمه حد يسمعهالك تجري وراها وده دوري اني اوقفك عند حدك !

عند هذا الحد لم تستطيع جوري الصمت أكثر لتفتح فمها بنبره قاطعه : لا هنا بقي انت اللي هتقف عند حدك !

تفاجيء مراد بما تقوله ليعقد حاجبيه باستنكار استعدادا للرد عليها ولكنها لم تمهله الفرصه فما كان منها إلا أنها انفجرت به وهي تكرر كلماتها  : انت اللي هتقف عن حدك ومش هتقول كلمه كمان وطالما انت شايف اني بقيت ممله وبتدلع وفاضيه وانك استحملتني كتير ده غير اني  

شخصيه هوائيه كلمه توديني وكلمه تجيبني يبقي كفايه ومتتحملش اكتر من كده !

احتدت نبرته بينما يسألها باقتضاب حذر من مغزي كلماتها : يعني ايه ؟!

هتفت جوري به وهي تتوقف أمامه : يعني اللي فهمته يا مراد !

تواجهت نظراتهم لتلقي جوري إليه نظره حاده بينما تهتف بمزيد من الانفعال : اوعي تصدق نفسك انك انت اللي اتحملتني لاني انا اللي اتحملتك كتير وعشان انا مش جبانه ولا ضعيفه بعترف اني السبب بسكوتي عن تصرفاتك !

لم يسمع شيء إلا تلك الكلمات ليردد باستهجان : قصدك اني جبان وضعيف !

اشاحت جوري بوجهها عنه بينما هو كما اعتادته لا يأخذ الا القشور التي يريدها وهي لم يعد لديها أي طاقه للشرح والتبرير لتهتف به بعدم اكتراث : افهم اللي تفهمه !

بالتأكيد أعمي الغضب كلاهما لتندفع جوري إلي المنضده بجانب الغرفه تسحب من فوقها هاتفها ومفاتيح سيارتها وتتجه بخطوات غاضبه الي باب الغرفه الذي لم تكد تصل إليه حتي كانت قبضته تحكم علي ذراعها يمسك بها بقوة ويجذبها تجاهه مزمجرا : انتي رايحه فين ؟!

حاولت نزع ذراعها من يده : سيب دراعي 

هتف بغضب اعمي : ردي عليا انا مش طرطور ...رايحه فين !

مجددا حاولت نزع ذراعها التي تؤلمها من قبضته صارخه به بحنق من معاملته لها علي هذا النحو الذي اعتادته في غضبه ولكنها لن تصمت عليه مجددا : بقولك سيب ايدي يا مراد احسنلك 

تراقصت الشياطين أمام عيناه لينظر لها بنظرات حارقه مرددا باستخفاف : احسنلي !

أومات جوري بجراه وهي تواجه عيناه : اه احسنلك ولو حالا مبعدتش من قدامي انا هتصل ببابا

ضغطت علي وريد كرامته ليهتف بها من بين أسنانه : انا مبتهددش !

قالت جوري باحتدام : وانا مبهددش 

افلتت الكلمات من بين شفتيها دون أن تقصدها ولكن الغضب تملك من كلاهما : ولو راجل امنعني! 

كما افلتت الكلمات من شفتيها كان رد فعله يفلت من عقال أعصابه بينما وجد يده تهوي علي وجهها بتلك الصفعه لتتسع عيناه بصدمه وتتجمد كل ملامحه علي ملامحها التي ارتسمت عليها الصدمه للحظه قبل أن تلمع الدموع بعيونها وهي تواجه عيناه بعتاب شديد قاسي حاول أن يصيغ نفس العتاب إليها بأنها من دفعته لفعلته ولكن الكلمات هربت من شفتاه كما هربت إرادته بالركض خلفها وهي تتبخر من أمامه بنفس اللحظه !

...........

....


كان لابد أن يفتح السؤال  الذي طرحته الطبيبه التساؤل بداخل وسيله ولكنها لا تعرف لماذا تلجم لسانها وصمت عقلها عن الاجابه التي تشعر بها باعماقها بأن حياتها كلها تغيرت وليس فقط اخر الايام ....كل شيء منذ دخوله حياتها تغير وأصبحت أخري لا تعرفها تتظاهر بما لا تشعر به وتركض خلف سراب لم تدرك أنه لا شيء إلا بعد فوات الاوان كما تظاهرت بالدهشة الآن وهي تجيب علي الطبيبه : ليه بتقولي كده ....؟! انا كويسه جدا 

ومبسوطه كمان ...مفيش اي حاجه مضيقاني خالص والموضوع ده حصل قبل كده وهتطلع حساسيه أو حاجه كده مش نفسيا ابدا 

كلمات وكلمات ظلت وسيله ترددها لاتعرف هل هي تخبر بهم الطبيبه ام تخبر بهم نفسها التي تريد إقناعها أن كل شيء علي مايرام بينما لا تدرك أن ملامحها كانت كالمرأه تعكس اجابتها علي الطبيبه بالرغم من أن لسانها نطق بالعكس لتتنهد قائله :  عموما يا بنتي انا مش هجبرك تقولي حاجه انتي مش عاوزاها انا اتكلمت من خلال شرف مهنتي كطبيبه واللي بتحتم عليا أوضح للمريض كل حاجه عن حالته 

وزي ماقلت لغايه ما تطلع التحاليل انا بأكد أن حالتك انعكاس لحالتك النفسيه 

نظرت إليها نظره ثاقبه بينما تعلثمها وإعادتها لنفس الكلمات انها بخير كانت أكبر دليل علي العكس لتهز كتفها وتتابع : بس طالما انتي بتقولي لا يبقي جايز انا غلطانه .

بمزيد من التأكيد كانت تردد وسيله وهي تتجه الي باب الغرفه : اه طبعا غلطانه 

تابعتها عيون الطبيبه بابتسامه باهته ارتسمت علي طرف شفتيها تحمل شفقه و اسي علي شابه مثلها لا تدرك في أي ظروف وضعت نفسها لتصل الي تلك الحاله ! 

التفت عمر الي وسيله التي خرجت بوجه باهت من غرفه الطبيبه ليسالها : في ايه ؟!

هزت كتفها : ابدا 

نظر عمر الي ملامحها باستفهام : وشك متغير ليه 

هزت راسها وبتشتت واضح كانت تخبره عن سؤال الطبيبه ليعقد عمر حاجباه ويسألها سؤال يأخذها لبعد اخر ؛ وانتي مصدقه الكلام ده 

: كلام ايه ؟! 

: ان حالتك النفسيه سبب ؟!

راودتها الرغبه في الاعتراف والتحدث بأن داخلها يشعر بحزن شديد وتشتت والكثير من الأشياء التي لا تريد دفنها بل تريد الحديث عنها لتردد بصوت باهت :

مش عارفه 

عقد عمر حاجبيه مرددا : مش عارفه ؟!

أومات وسيله ونظرت الي ملامحه التي بدأ ذلك الخوف يرتسم فوقها من أن تبتعد عنه كما ابتعد الآخرين لتردد بتشتت بينما نظراته وكأنه طفل بحاجه اليها ولا يستطيع تحمل أي نقد اخر جعلت قلبها ينكمش داخل ضلوعها : قصدي مش عارفه .... مكنش نفسي تيته تعرف بالطريقه دي ...مكنش نفسي نعيش كل حاجه كده ....مكنش نفسي مامتك تشوفني بالنظره دي ولا اننا نبقي منبوذين كده 

ضغطت تلك الكلمه التي تفسر وضعهم علي وريده وعقدته بأنه دوما يشعر بالنبذ من عائلته ليحاول أن يتجاوزها ويتحدث بما يشعر به تجاهها ليسحب نفس ويزفره ببطء قبل أن يستدير بكامل جسده تجاهها ويمسك بيدها ناظرا الي عيونها قائلا بمشاعر : سيلا انا عارف أننا مرينا بحاجات كتير جايز تكون ضايقتك بس في الاخر احنا مع بعض وده المهم متفكريش في حاجه غير دي ولا كلام الدكتورة ولا كلام جدتك ولا رأي اهلي 

فكري فينا احنا بس 

خرجت الكلمات من شفتيها دون ترتيب : بس احنا مش عايشين لوحدنا 

قال عمر باحتدام : هما اختاروا يبعدوا 

بضعف قالت اعترافها : ليه ياعمر اختاروا يبعدوا ...عشان احنا عملنا حاجه غلط 

هز عمر رأسه وقال بعصبيه افلتت منه : لا ومتقوليش كده ....دون أن يقصد امسك بكتفها بقوة قليلا وهو يتابع بدفاع : فين الغلط انا حبيتك وانتي حبتيني واختارتي تكوني معايا ...نظر إلي عيونها وتابع بسؤال : مش ده اللي حصل ....كرر سؤاله الذي شابته النبره الراجيه : مش ده اللي حصل يا سيلا ...مش انتي اختارتي تكوني معايا 

توجع قلبها لرؤيته بتلك الحاله كغريق يتمسك بها كطوق نجاه له فلم تستطيع أن ترد رجاءه وهزت راسها 

لينظر عمر الي عيونها ويقول برفق وهو يربت علي كتفيها بحنان وكأنه يعتذر عن عصبيته : يبقي فين الغلط اللي عملناه عشان نتعاقب عليه ؟!

رفع يداه الي وجهها يمسكه بين كفيه ويتابع بصدق ما يشعر به : وسيله انا اتخليت عن كل اللي حواليا عشانك ومش ندمان ....اكتفيت بيكي عنهم وقت ما قررت نتجوز 

حاولت كتير اتثبت لهم اني انسان كويس بس هما مش شايفين وانا خلاص مبقتش عاوز حد يشوفني غيرك 

غص حلقه بينما يتابع : وسيله انا اخترتك ومش عاوز غيرك في حياتي 

نكس رأسه وظهرت غصه حلقه في حديثه بينما يتابع : لو ده مش نفس شعورك ولو نظرتك ليا اتغيرت

انا هبعد عنك ! 

ومش هزعل منك حقك تختاري وانا مش حقي اجبرك 

طالما مش عاوزاني وشايفه اني انسان وحش ومش بعمل الا المصايب زي ما كلهم شايفين  

شقت الدموع طريقها عبر حلقها من اجله بينما تراه يتعذب بتلك الطريقه ولم تأخذ بعين الاعتبار أنها تستمع لانين شكواه منه هو فقط والتي ربما لها أيضا صدي مؤلم لدي عائلته التي رأتها من خلال عيناه 

لتبتلع دموعها وهي تقول بحنان : لا يا عمر قولتلك انت مش وحش ابدا ...

نظر لها بعتاب طفل صغير : امال ليه زعلانه انك معايا ؟!

هزت راسها برفض : مش زعلانه بس ...قاطعها بلهفه : 

بس ايه ؟!

قالت بصوت متحشرج : تيته متستحقش مني كده 

قال باحتدام : ولا انتي كمان تستحقي أنها تتحكم في حياتك وتحكم عليكي باللي هي شايفاه

بارع للغايه في الحديث الذي انتهي بتلك الرغبه بأن تكون بجواره ولا تتخلي عنه كما فعل الجميع 

لعبه التعاطف مع الضحيه التي يكسبها ببراعه فتكون الجاني أن تخلت عنه وهو من تخلي عن الجميع من أجلها 

لتأخذ علي عاتقها إقصاء شعوره بالنبذ دون أن تري أنها تخطو وتغرس قدميها في ارض موحله ستنتهي بها بأن تكون المنبوذه !  

: انا معاك ومش هسيبك 

ابتسم لها واحاطها بذراعيه بينما بلحظه انمحت كل ملامح الاسي والحزن من فوق وجه وحل محلها السعاده وهو يقول :  وانا مش عاوز غير كده 

ابتسم لها ومرر يداه علي وجهها الذي شابه نقطه ضوء في طريقه المظلم بينمت سار به طويلا دون أن يتكبد  عناء النظر الي جواره ليري زر الضوء وتغافل عنه متعللا بالآخرين

:  ممكن الوش الجميل ده ميكشر ....و لو عاوزة نروح لدكتور تاني

هزت راسها قائله : لا مفيش داعي انا كويسه 

هذا ما ظلت تردده لنفسها بينما اختارت أن تصدق انها بخير وتسير بعيون معصوبه خلف المسؤوليه التي اخذتها علي عاتقها بألا تتركه 

اوما لها ليقول بنبره مطمئنه :  متقلقيش كل حاجه هتتحل  ...انا بس مكنتش عاوز اسيبك لوحدك  بس بكره انا هرجع القاهره وهبلغ اهلي بكل حاجه ويعملوا اللي يعملوه انا مش فارق معايا وبعدها هطلب نقلي هنا ونبدا حياتنا مع بعض ..الي عاوز يقرب مننا براحته واللي مش عاوز برضه براحته 

الحياه مش بتقف عند حد واحنا مع بعض هنثبت ليهم اننا علي حق ! 

..........

...   


بصوت متحشرج كانت تلك الهمهمه تخرج من بين شفاه غرام وهي متكومه علي جانبها من الفراش 

فبعد ذهاب ايهم لم توجه والدتها اي كلمه لها بل اكتفت بما قالته وكانت تتجه الي غرفتها وتغلق عليها بابها كما أغلقت باب قلبها تجاهها 

: كلكم ملايكه وانا الشيطانه 

تجلت صورة ايهم امامها وكلماته لوالدتها بينما نصبوا لها محكمه واصدروا الحكم بأنها لا تستحق اي شفقه أو رحمه : عرفت تطلع ملاك مع انك اسوء من الشيطان انسابت دمعه من عيونها بينما كل ما حدث يمر إمام عيونها كشريط سينمائي ...ذلك اليوم وهو يأخذها للعشاء ويشتري لها الهاتف ..ينظر إليها ويمسك بيدها ...نبرته وحديثه الجذاب بالرغم من اقتضابه ....أنفاسه ورائحه عطره ...كل شيء تجلي امامها كما تجلت امامها تلك القصه التي كانت تستمع إليها وهي صغيرة لذلك الذئب الذي يتلبس ثوب الحمل ويخفي به انيابه وشرور نيته ....أخطأت وهو أخطأ فهو من يشتري من سوق الفتيات ولولاه لما كان هناك سوق ولا بيع او شراء  

لتنطلق مجددا من بين شفتيها تلك الكلمات التي امتزجت بدموعها الحاره : انا بعت نفسي عشان لقيت اللي يشتري ! 

...اعتدلت جالسه وهي تحاول مسمح دموعها بينما استمعت لصوت اذان الفجر : انت السبب في اللي انا فيه لولاك مكنش حصل ليا كل ده ! 

لم تتوقف كثيرا عند تلك النقطه بينما بداخلها ألقت كامل اللوم علي ايهم لعل نيران قلبها تبرد حينما تصور لنفسها أن هناك مخطيء سواها وتجاهلت ان كل انسان مسؤول عن خطاه فلتهتم بخطاها وحدها فتخطئه الآخرين لن تنحي خطأها !

.......

..........

لأول مرة تترك جوري العنان لدموعها وتتحدث بضعف أمام أحد تشكو له !

بحنان ربتت نور علي كتف جوري بينما هربت من بين شفتيها الكلمات التي تعتذر بهم عن فعله ابنها 

: طبعا غلطان وغلطه كبير أنه يمد أيده عليكي ... انا وعمك مش هنسكت وهنجيب حقك ونخليه يعتذرلك

نظرت جوري إلي نور التي أخبرتها بكل ماحدث بينما بأخر لحظه كانت تدير سيارتها تجاه منزل حماتها ولا تذهب الي منزل عائلتها لتهز راسها وهي تمسح دموعها : لا ياطنط لو سمحتي ...انا مش عاوزة اشوفه اصلا 

غص حلقها وتابعت باعتراف : انا جيت لحضرتك بدل ما اروح لماما عشان بابي هياخد موقف شديد اوي منه وهيصمم نتطلق وانا لغايه دلوقتي مش عارفه اذا كان في امل حياتنا تتصلح ولا خلاص 

نظرت نور لها بتأثر بينما لآخر وقت لا تسمح لغضبها بأن يسيطر علي الأمور لتقول بتأكيد : طبعا هتتصلح يا حبيتي ...مراد بيحبك واللي حصل ده ...صمتت نور ولم تكمل جملتها التي شعرت بالخزي من تكملتها بأي كلمات مجامله لتقول بإقرار : اللي حصل ده غلط ولازم يعترف بيه !

........

....

تعلثمت سندس وهي تنقل نظرها بين امتثال وطلعت الذي كالعاده تولي دفه الحديث : الأمور متتاخدش عناد ياحاجه 

هتفت امتثال بغضب : عناد !

بقولك اخد البنت تقولي عناد ....نظرت إلي سندس الصامته بغيظ شديد هاتفه : ايه ياسندس عاجبك كلام جوزك وهتسيبي بنتك 

قبل أن تنطق سندس كلمه كان كالعاده طلعت يتصدر المشهد بينما يقول : وهو كان جوزها قال ايه غلط يا حاجه ....انا بقولك اهدي ومتاخديش الأمور بحده كده 

الراجل اخد مراته ومحدش يقدر يلوم عليه ! 

احتدت نظرات امتثال وقالت بهجوم : ده اللي ربنا قدرك عليه ....! 

قال طلعت بتعلثم : ماهو يا حاجه الراجل مغلطتش برضه ....دي مراته علي سنه الله ورسوله

نظرت امتثال بغل الي طلعت قائله : يعني ده اخر قولك يا طلعت 

قال ببرود : ربنا ما يجعل لكلامنا اخر بس ده الكلام الصح

هبت امتثال واقفه وعلقت حقيبتها بذراعها هاتفه بحزم : الصح بتاعك ميمشيش عليا وحفيدتي انا هجيبها من عينه حتي لو فضلت الف علي كل واحد اسمه عاصم السيوفي لغايه ما أوصله 

ومش هسيبها لواحد لا يؤتمن زيه !

اتجهت الي الباب بخطوات حانقه ليسرع طلعت خلفها : استني بس يا حاجه ومتبقيش حمقيه

نظرت له امتثال بغضب : اوعي من قدامي يا طلعت ...انا غلطانه اني فكرت البنت هتفرق معاكم وتقفوا جنبي نرجعها

سكنت سندس ضميرها بتلك الكلمات : هي مش مخطوفه عشان نرجعها يا حاجه ....انتي قولتي أنه جه اخدها وهي راحت معاه يبقي راحت بإرادتها 

ابتلعت امتثال غصه حلقها بينما هذا المشهد لا يفارق خيالها والذي لم تحكيه كاملا واخفت تلك الحقيقه المره التي عرفتها وجعلتها سرها هي وحفيدتها لتقول بأسي : عيله ولسه مش عارفه الدنيا ...عيله فرحانه بالحب ومتعرفش مخبي ليها ايه !

نكست سندس راسها بينما عجزت أن تكون بنفس الحنان علي ابنتها التي لا تعرف عنها شيء لتنظر لها امتثال بدونيه ثم تندفع تجاه الباب ولكن طلعت تمسك بزمام الأمور وهو يقول : طيب يا حاجه سيبي ليا انا الموضوع ده !

نظرت له بحده : هترجع وسيله ليا ؟!

خشي أن يغضبها فتنفذ تهديدها وتواجهه عمر وعائلته وتنهي الزيجه ليقول بايماءه : حاضر يا حاجه ....هكلمه وارجعها !

أومات امتثال ورفعت اصبعها أمام وجهه متابعه بتهديد : فهمه أنه لو مرجعهاش هيشوف ايام سوده مني ! 

..........

.....

زمجر سيف بغضب في ابنه : انت كمان بترد !

اوما مراد باحتدام : اه يا بابا ....ايه كنت هسكت لما تقولي مش راجل 

هتف سيف بحنق ؛ تقوم تضربها 

اشاح مراد بوجهه قائلا : غصب عني اعصابي فلتت من كلمتها !

نظر له سيف بخزي : دي الوصيه اللي وصتهالك 

زفر مراد بضيق : اعمل ايه يعني يا بابا ...بقولك استفزتني 

: والحل ؟!

هز مراد رأسه بضيق : مش عارف ... هي ناويه علي ايه ؟

فرك سيف لحيته قائلا : انت هتستني نيتها ؟!

تنهد مراد قائلا : اعمل ايه ....هل لو اعتذرت هتقبل 

نظر له سيف بحنق: مش معني أنها مش هتقبل انك متحاولش 

رفع مراد رأسه بضيق قائلا : مش هذا نفسي ....غلطت وهي كمان غلطت وطولت لسانها 

نظر له سيف باستنكار ازداد ما أن تنهد وتابع : مراحتش لأهلها عشان عارفه أن ابوها هيسخنها تطلب الطلاق 

وعموما طالما هي مراحتش لأهلها يبقي مش عاوزة تتطلق وشويه وهتهدي وابقي اتكلم معاها واجيب هديه اصالحها بيها...ايه رايك يا بابا ؟!

عقد مراد حاجبيه حينما ادار رأسه تجاه أبيه ووجده تركه وتحرك الي باب الغرفه : بابا رايح فين ....مش كنا بنتكلم 

نظر له سيف بازدراء قائلا : في كلام ميستحقش الرد عليه ! 

عقد مراد حاجبه بعدم فهم ليزجره سيف بنظراته هاتفا : لولا احترامي لقرارها لكنت بنفسي اخدتها لابوها عشان يربيك لأن واحد مغرور زيك واضح اني معرفتش اربيه !

........

....

مع بزوغ خيوط الفجر الأولي كانت غرام تفيق من تلك الغفوة الصغيرة التي سيطرت عليها من التعب لتقوم من مكانها وتتجه الي المطبخ كما اعتادت سابقا ولكن خطواتها تمهلت وهي تستمع الي تلك الأصوات الصادره منه لتجد والدتها واقفه تعد الافطار ....لمحت زينب وقوفها لدي باب المطبخ لتشيح بوجهها عنها وتتابع غلق تلك الأكياس الصغيرة التي أعدت بها بعض الساندويتشات لأطفالها ....اتجهت غرام الي والدتها وقالت بصوت متحشرج بينما تمد يدها لمساعدتها : خليني انا اكمل يا ماما 

توقفت يدها مكانها ما أن رفعت زينب يدها تجاهها وقالت بنبره قاطعه : شكرا !

غص حلق غرام من جفاء والدتها ولكنها تستحق لذا تراجعت خطوه للخلف لتدع والدتها تمر للخارج....

بيت واقفه مكانها لبعض الوقت تشعر بالضياع بينما لا تدري كيف تقترب من والدتها وتطلب السماح لتستجمع شجاعتها وتتجه الي غرفتها التي لم تجدها بها بل وجدتها بغرفه إخوتها توقظهم فتسألها بعفوية : ماما بتصحيهم ليه ... خليهم نايمين انا هاخد بالي منهم مفيش داعي تاخديهم معاكي الشغل 

بجفاء نظرت لها زينب قائله: شكرا مش محتاجه خدماتك ! 

ضربت الغصه حلق غرام كما فعلت بزينب بالرغم من تظاهرها بالثبات وهي توقظ أطفالها وتأخذهم ليغسلوا وجوههم فتكاد تختنق بالعبرات وهي تتذكر عبءها الثقيل الذي ظنت أنها تشاركه مع ابنتها التي ما كان منها إلا أن عايرتها بهذا الحمل بل وعاقبتها بما فعلته !

برجاء خافت اتجهت غرام مجددا الي والدتها التي كانت تضع وشاح راسها حول وجهها قائله : ماما ...سيبي اخواتي معايا زي زمان ....انا اسفه 

نظرت لها زينب بأسي وقالت بجفاء : اسفه علي ايه !

ابتعدت من امامها واتجهت الي الباب تفتحه وتجذب ايدي صغارها تأخذهم معها الي عملها وتترك غرام تتابعهم بعيون متحسره ! 

...........

...

تفاجأت شهد بعمر يبعدها من أمامه ما أن فتحت فمها بسيل من الكلمات تستقبله بها :  اهلا ....انت كنت فين كل ده وسايب الدنيا والعه .....ابتلعت باقي حديثها بدهشه حينما أبعدها عمر من أمامه قائلا : اوعي 

تراجعت شهد للخلف بغصه حلق تستغرب معاملته الشكسه لها لتعقد تينا حاجبيها حينما رأت ما حدث وسرعان ما تتجه الي عمر تنتوي معاتبته ولكنه اسرع للاعلي

لتقول لشهد برفق تطيب خاطرها : معلش يا شهد اكيد ميقصدش 

قالت شهد ببكاء طفولي : ده زقني 

ابتسمت لها تينا بحنان : مش قصده يا حبيتي !

اسرع أحد حراس البوابه يشير إلي زميله : اتصل بشافعي وبلغه أن عمر بيه رجع 

هز الرجل رأسه قائلا : لا ماليش دعوه ابعدني عن اي حاجه تخص عمر بيه 

زفر الرجل قائلا : دي تعليمات عاصم باشا ...لو عمر بيه رجع نبلغه فهمت 

.......

رفعت زينه عيناها تجاه عمر الذي فتح باب غرفتها ووقف امامها هادرا بلا مقدمات :  ايه اللي عملتيه ده ؟!

نظرت له زينه باستنكار بينما يدخل ويتحدث اليها بتلك الطريقه لأول مره : انت جاي تحاسبني ؟! 

اوما عمر بقله تهذيب : اه عشان اللي عملتيه غلط 

احتدت نظرات زينه هاتفه باستنكار : واللي انت عملته وبتعمله ده اسمه ايه ؟!

هتف عمر بجرأه : ميخصكيش !

اتسعت عيون زينه بصدمه من رده لتهتف به بانفعال : 

يخصني .... انت ابني يا عمر 

رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت بنفس الانفعال : اوعي تنسي انك واقف قدام امك ولازم تحترمها 

هتف عمر بعصبيه : لما تبقي تحترمي خصوصياتي 

زمجرت زينه باستهجان : خصوصياتك في وجود بنت معاك 

اشاح عمر بوجهه عنها هاتفا : ميخصكيش 

اتجهت زينه اليه بحنق وامسكت بذراعه بقليل من القوة : قولتلك يخصني ....واجهته عيناها وهي تؤنبه بغضب :: تبقي مين اللي جاي تقف قدامي وتتكلم معايا بالشكل ده عشانها  الا واحده زباله 

اهتاجت اعصاب عمر ليصيح بوجه والدته : متقوليش عنها كده 

واجهته زينه هي الأخري بصراخ غاضب : انا اقول اللي انا عاوزاه وانت تسمع وانت ساكت 

....نظرت له بتوبيخ وتابعت : الظاهر انك محتاج تتربي من اول وجديد واني فعلا انا دلعتك بزياده 

نظر عمر ساخرا الي زينه   : بقيتي تتكلمي زيه ! 

نظرت زينه له بخزي وقالت بإقرار :  الظاهر أنه كان عنده حق 

لوي عمر شفتيه بنفس السخريه ظنا منه أن سيربح : مش بقولك بقيتي تتكلمي زيه 

استنكرت ملامح زينه هاتفه  : اتكلم عن ابوك بأدب 

اوما عمر ببرود : حاضر. ...أوامر تانيه يا هانم 

انفلتت الكلمات الغاضبه مش شفاه زينه : انت قليل الادب 

قابل عمر غضبها ببرود ليسكب المزيد من الزيت علي نار غضبها وهو يتابع : ثانيه يا هانم نسيتي باقي الجمله الشهيرة بتاعه عاصم بيه ( انا ندمانه اني خلفت ولد زيك ) 

وقفت زينه أمامه ونظراتها تهتز بينما خيبه الامل بداخلها لا تصفها كلمات وكل ما تريده هو صفعه بقوة حتي يعود الي صوابه الذي فقده تماما ولكن كل ما استطاعته هو الوقوف بصمت بينما يستدير عمر ليغادر وهو يلقي باخر كلماته الساخره : اه ...نسيت اقولك ...لايق عليكي اوي انك تبقي نسخه منه ...!

انتهت كلماته وهو يستدير ليجد عاصم أمامه يتطلع إليه بعيون ملئها الغضب ينتوي تلك المره أن يحرق الاخضر واليابس ! 

نظر له عاصم بعيون ملئها الغضب وهو يقول من بين أسنانه : انت بتعلي صوتك قدام امك ليه 

صمت عمر ليزجره عاصم بحنق : اتخرست ليه لما شوقتني .....نظر له بحده وتابع ساخرا : مش كنت نافش عضلاتك عليها من ثانيه ...ايه خرست ليه لما شوفتني 

....مش كان صوتك جايب اخر البيت من شويه !

اتجهت زينه اليه تحاول تهدئه الموقف الذي لا ينذر بخير: 

خلاص ياعاصم هو مكنش قصده !

زمجر عاصم بها بغضب : اسكتي انتي ....انا بكلمه هو 

أدار عيناه تجاه عمر وواجهه بغضب مزمجرا : 

انطق ايه فاكر مالكش كبير ! ونسيت ان ابوك لسه عايش 

نظر له ساخرا بقسوة وهو يتابع : ولا بتفتكر وجودي بس لما تعمل مصيبه وتيجي تتحامي فيا 

غص حلق عمر و مجددا دارت الدائرة واحتجزته بداخلها بينما يتابع عاصم عاصفه تأنيبه : لما انت راجل وصوتك عالي شيل مصايبك اللي لولا وجودي كان زمانك ضايع فيها 

بنفس السيناريو الذي يتكرر كان عمر يرتدي قناع بروده ويواجهه أبيه قائلا : قولتلك قبل كده عارف يا عاصم بيه افضالك عليا وبرضه قولتلك اني مبقتش محتاج لك تمن عليا بيها 

افلتت صرخه من صوت زينه التي تحاول افاقه ابنها من وقوفه أمام أبيه بتلك الطريقه : عمر كفايه ! 

التفت لها عاصم بحنق :  وليه كفايه .....هو ده يعرف معني الكفايه .....! 

نقل عمر عيناه بين كلاهما وبلحظه كان يتخذ قراره الذي نطق به بلا تردد : لا خلاص عرفت معني كفايه وفعلا كفايه اوي كده ....انا خارج من حياتكم وهترتاحوا مني ومن مصايبي 

تمسك عاصم بملامح وجهه القاسيه أمام تهديد ابنه ليقول له باستهجان : هتجري زي كل مره وتهرب ولا تقف وتواجه !

اتجه عمر خطوه أمام أبيه الذي تجمدت ملامحه وهو يستمع لتلك الكلمات التي قالها عمر باعتراف ساخر : 

لما حد يواجه يواجه حد يقدر يقف قدامه إنما أنت ولي نعمتي وافضالك عليا ..... مقدرش اقف قصادك ! 

غص حلق عاصم من تلك الكلمات ليندفع ممسك بكتف ابنه يهزه بقوه لعله يفهم مقصده ولو لمره في حياته : افهم بقي كلامي كره واحده في حياتك ...انت ابني يا غبي ...! 

نظر له عمر ساخرا بمراره : ابنك اللي بتندم كل لحظه انك خلفته !

تواجهت نظرات كلاهما للحظه قبل أن يسحب عمر نفسه من بين قبضه أبيه ويندفع للخارج 

أسرعت زينه تحاول اللحاق به تنادي اسمه بلوعه : عمر 

أبعدها عمر عنه : لو سمحتي سيبيني 

قبل أن تحاول اللحاق به مجددا كان عاصم يمسك بذراعها هاتفا : سيبه يا زينه 

تقابلت نظراته بنظرات ابنه ليقول بخزي : اعمل اللي انت عاوزه .....وروح مكان ما انت عاوز بس بكره ترجع وتحتاج ليا وقتها انا اللي هقفل بابي في وشك واقولك كفايه ! 


.........

....

نظرت ثراء لانعكاس صورتها بالمرأه بينما تضع ذلك المشبك بطرف وشاح راسها الحريري 

لتدخل إليها زوجه ابيها وتنظر إليها بدهشه : ايه ده يا ثراء ؟!

انتي هتنزلي بطرحه صغيرة كده 

أومات ثراء وهي تعود لتنظر الي صورتها بالمراه : اه ....وحشه عليا 

هزت زوجه ابيها كتفها قائله : مش فكرتطه حلوة ولا وحشه ...بس انتي كنتي بتلبسي طرح كبيرة 

أومات ثراء وهي تنحني لتلتقط اشياءها تضعهم بتلك الحقيبه الانيقه التي اشترتها مع باقي مشرياتها من ملابس جديده : اه كنت ...بس دلوقتي لازم اغير منظري عشان يتناسب مع الشغل 

أومات المرأه قائله باستنكار : ومن امتي الكلام ده ....ولا ده زي النقاب اللي لبستيه في ثانوي ودخلتي الكليه خلعتيه وقولتي عشان الكليه 

هزت ثراء كتفها بعدم اكتراث : عادي ايه المشكله 

قالت المراه بجديه : مفيش مشكله الا انك مش بتكوني مقتنعه باللي بتعمليه وفاكره أن اللبس ده مظهر وخلاص 

تجاهلت ثراء تلميح زوجه ابيها وقالت ببرود وهي تتجه الي الغرفه : مش هلحق اكمل كلامي معاكي ...لما ارجع نتكلم !

.........

....


اربعه ساعات مضت ولكن آثارها ارتسمت علي ملامح ريم التي حملت غيمه فستانها الأبيض الكبير وهي تخطو الي ذلك المنزل بكل نفور .... كان لتحمل نديم أيضا نصيب بينما هو الآخر ليصل تحمله لملامحها النافره والكارهه الحزينه وكأنها تساق الي نهايتها طوال حفل الزفاف الي ذروتها فما لبث أن دخل المنزل خلفها حتي أزاح تلك الابتسامه الزائفه من فوق ملامحه وترك العنان لغضبه 

وهو يمسك ذراعها بعنف يجذبها تجاهه لتكاد ريم تتعثر من فرط عنف إمساكه لها ....نظرت إليه ليهتف بها بغضب حارق : كل الكره الي في عينك ده انا هخليكي تكرهيني اضعافه ! 

اهتزت شفاه ريم ووثب قلبها من موضعه بينما لاول مره تري مقدار هذا الغضب والحقد بعيناه تجاهها ولم لا يفعل وهي قد ضغطت علي وريده وهي تريه كم أنها كارهه له وانه ابدا لن يكون له مثل هذا المكان الذي كان لعمر ! 

.........

....


تراجعت ريم الي الخلف خطوه بخوف : انت ..انت ...ابعد ومتقربليش !


ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفتيه للحظه قبل أن تمحوها ملامح غضبه ويجذبها بعنف يلقيها علي الفراش وينقض عليها !

......

...

عدل طلعت من وضع الهاتف علي أذنه الأخري بينما يتابع : انا قولتلها الكلام ده طبعا يا عمر يا اابني بس انت عارف الحاجه حمقيه شويه !

سحب عمر نفس عميق بينما ينظر إلي غرفه الطبيبه حيث ترك وسيله بها وخرج ليجيب علي طلعت الذي تابع ضاحكا بسماجه : قولتلها يا حاجه ده الراجل عمل فرح كبير تقولي لا ...لازم ترجع وبنفسها تسلمها ليك 

لوي عمر شفتيه باستنكار : ترجع !

حمحم طلعت الذي يدور هنا وهناك حول جميع الأطراف ليقول باستدراك : ماهو انا قولتلها ترجع فين خلاص البنا في بيت جوزها ...ضحك مجددا بنفس السماجه : واهي فضلت تزعق شويه وانا قولت اتحملها ...ست كبيرة وعشان خاطر ام وسيله ....انا زي ما انت شوفتني كده يا اابني احب وسيله زي بناتي واكتر وعشانها اتحمل اي حاجه !

صمت لحظه قبل أن يسأل بخبث : هي وسيله كويسه 

اوما عمر : اكيد 

حمحم طلعت : طبعا اكيد ...انا بس بطمن عليها عرفت تتأقلم مع العيله الكريمه ولا لسه 

صمت عمر دون اجابه للحظه قبل أن يقول : كله تمام ....

اوما طلعت موافقا: الحمد لله ...انت بقي سيب عليا الحاجه وانا ههديها 

مجددا نفس الضحكه السمجه قبل أن يتابع : اهو الحاجه اخدتني في الكلام ونستني الكلام المهم ...اخت وسيله نيفين متقدم ليها عريس وانا قولت لازم اختها وجوزها يكونوا موجودين في الاتفاق نتشرف بيكم ...مش كده ولا ايه ياعمر ياابني 

اوما عمر بملل : أن شاء الله

ابتسم طلعت بحبور وتابع : اهو حتي والدتها تشوفها مبسوطه ازاي معاك ونيفين تتشرف بجوز اختها  قدام عريسها 

انهي عمر تلك المكالمه الثقيله علي قلبه واتجه الي وسيله التي خرجت للتو من غرفه الطبيبه التي تجاهلت كل ما قالته عن سوء حالتها النفسيه وتناسته وهي تخبره انها بخير ؛ كتبت ليا شويه ادويه 

اوما عمر وأخذ يدها للخارج : طيب يلا بينا 

ترددت وسيله قبل أن توقف خطواتها قائله : عمر بما اننا بالمستشفي ينفع ....مالت علي أذنه تهمس بتلك الكلمات ليهز رأسه موافقا : طبعا يا حبيتي 

......

.....

انهي طلعت المكالمه وأخذ بضع حبات من العنب ليضعهم في فمه ويمضغهم بصوت عالي نسبيا بينما يقول لسندس : ايه يا ماما قاعده ليه ...مش كنتي نازله مع نيفين تجيب طقم عشان تقابل بيه العريس 

أومات سندس بشجن : اه بس قولت اطمن علي وسيله الاول 

قالت طلعت ببرود : وسيله زي الفل وعايشه احسن عيشه ....ضحك وتابع : انتي هتمشي ورا كلام الحاجه ....وسيله اتجوزت واحد اي بنت تحلم بيه بس هي جدتها اللي غاويه فقر ومشاكل 

اشار لها وتابع : يلا يا ماما قومي مع نيفين عشان تلحقوا المحلات !

.......

...

نظر عمر الي ذلك الترقب المرتسم علي ملامح وجه وسيله بينما تتطلع الطبيبه الي نتيجه تحليل الدم الذي أجرته قبل ساعه لتتمهل الطبيبه قبل أن تقول : لا مفيش حمل !

تفاجأت بتلك الابتسامه التي شقت طريقها عبر ملامح وسيله لتنظر الي عمر الذي باغته معني تلك الابتسامه وللحظه تمني ان تكون حامل بطفله فلا تفكر للحظه بالابتعاد عنه 

: للدرجه دي فرحانه انك مش حامل 

تدخل عمر قائلا : ابدا ....بس احنا لسه متجوزين وحضرتك عارفه المسؤوليه بتاعه الاطفال 

أومات الطبيبه قائله : حيث كده يبقي من الاول تقدروا تاخدوا احتياطكم عشان ميحصلش حمل مش مرغوب 

دونت الطبيبه ذلك الدواء واعطت الروشته لعمر الذي خرج خلف وسيله يتطلع الي تلك الابتسامه والراحه التي 

ارتسمت علي ملامحها وسرعان ما فسرتها : عمر خلينا نروح لتيته ونتكلم معاها ونصالحها واهو مفيش حمل وعندنا فرصه تكلم اهلك ونصلح كل حاجه !

تقابلت عيناها بعيناها بينما لمح للحظه أن لها مكان آخر سواه سيفتح لها أبوابه ويستقبلها وشيئا فشيئا ستبتعد عنه !

.............

....

وضعت غرام المفتاح في الباب تفتحه باحدي يديها بينما باليد الأخري تحمل الأغراض التي نزلت قبل قليل تشتريها للمنزل لتتوقف يداها مكانها حينما انفتح الباب من الجهه الأخري ....رفعت عيناها تجاه والدتها لتقول بتفسير وهي تشير الي الاشياء التي تحملها : انا نزلت اجيب شويه حاجات للبيت ..

..قاطعتها زينب بجفاء. : مسألتكيش ! 

غص حلق غرام لتشير لها زينب بازدارء : رجعي الحاجه مكان ما جبتيها انا مش محتاجه منك حاجه ! 

افلتت الاشياء من قبضه غرام التي اتجهت خلف والدتها توقفها برجاء : ماما ممكن تسمعيني !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

13 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. بصراحة بغض النظر بس مراد عنده حق في حتة الملل دي انا نفسي مليت بتلف وتدور ومش عايزة دايركت تقول عايزة ايه بالزبط وشخص زيه متعود منها دايما انها فاهماه وحاول يراضيها لانه فعلا بيحبها حتي لو هو غلطان بس هي خدت اسلوب الست النكدية اللي هو ضاربة بوز ومش عايزة تقول مالها المفروض من البداية وصلت لطريق مسدود في النقاش يبقي تقوله طلباتي واحد اتنين تلاتة او الطلاق هنرجع بشروط كذا وكذا لكن هي برضو رجعت لما صالحها وسافر وراها من غير اساس وشروط في العلاقة واضحة وصريحة بين الطرفين وبدأت بقي لعبة القط والفار والصمت الرهيب بصراحة مهداه حق في حتة مملة لان في الاخر وصلو لطريق مسدود انه مد ايده عليها

    ردحذف
  2. بارت جميل جدا تسلم ايدك ♥️ ♥️♥️

    ردحذف
  3. كالعادة مراد شال دماغه وحاطط بداله حيطه بني ادم غبي جدا عمر عبارة عن شخص نرجسي ما بحب الاحالو وحاسس نفسوا محور الكون وللاسف وسيله بمشيها ورا العواطف هي لحالها راح تدفع الثمن

    ردحذف
  4. يعني عمر راح يواجه زينه بعد اللي قالته لوسيله وبرضو رفض يقولهم ان هي مراته ويقولهم الحقيقه عشان يحسن صورتها قدلم اهله .. بني أدم اناني

    ردحذف
  5. أمينة أم ياسين22 يوليو 2023 في 5:29 م

    البارت رائع جدا بالتوفيق والنجاح ان شاء الله

    ردحذف
  6. يعني راح يقول لهم وبدل ما يتكلم اتخانق ومشي هو اصلا جبان وخايف يواجه عاصم بصراحة يستاهل يشوف الويل من وسيلة

    ردحذف
  7. بجد البارت والأحداث تجنن كمية تشويق وانا بقرأ مش عاوزه البارت يخلص عشان اعرف ايه اللى هيحصل
    تسلم ايدك يا رونى بجد ابدعتى ❤️❤️

    ردحذف
  8. عمر فعلا انانى اوى هو كمان مش عايز يكون ليها مكان غيرة وغرام بدات كمان تبراء نفسها وترمى الغلط على ايهم بس هى فعلا زكية همكن تفكر تنتقم منة ونفس الانانية مراد ابدعتى يا رونا

    ردحذف
  9. عمر بدل ما يقول لهم الحقيقه اتخانق معاهم

    ردحذف
  10. بالنسبة لام غرام بصراحة موقفها غير مبرر بالمرة يعني ايه تقفل في وش بنتها التوبة يعني ايه تسيبها معلقة كدة بحجة أن ده عقابها طب ماهي بعد وفاتها أو بعد وقت طويل ممكن تحس بالتيه وخصوصا انها لسة صغيرة انا اسفة انها بالشكل ده بتدفعها تمشي في الطريق الغلط مادام كدة كدة مفيش سماح ولا في رجوع أو حل لوبلس لو هنتكلم عن الواقعية فمفيش أم تقبل تسيب بنتها عرضه للخطأ بالسهولة ده بل وكمان أنها تعيش بدون جواز هيكتر عليها الكلام يبقى هي جابت لنفسها وابنتها العار بعد ما كان في حل ينقذهم الاتنين واللي بالتالي ممكن البنت تتجه للرزيلة مادام مفيش رحمة ولا حل وكدة كدة المجتمع مش هيسبها في حالها

    ردحذف
  11. عمر انانى عايزة الكل يفهمه من غير ما يحاول يفهم مشاعر حد ويقدرها ودائما شايف نفسه ضحية ومراد كمام مغرور وانتى عايزة حياتى سعيدة وهادئة من غير مايتعب كل واحد انانى بطريقته

    ردحذف
  12. مراد جاب آخره وجوري جابت آخره وانا جبت اخري منهم الاتنين ولده غرام مش فهمها بصراحه اوي ترفض جواز وستر بنتها حتي لو مؤقت مش احسن من الفضيحة البارت روعه تسلم ايدك

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !