ضائعه في غابه ظنونه الفصل العاشر

2


الفصل السابق
 دخلت هناء الي اختها التي تحتجز نفسها بالغرفة ولا تتوقف عن البكاء لتربت علي كتفها بحنان وهي تجلس بجوارها : كفاية عياط بقي ياهدي انتي كدة هتموتي نفسك 

بكت هدي بحرقة وحسرة وهي تقول ; كان لازم اعرف ان واحد زيه مالوش امان.... كان لازم اعرف ان اللي يخون مرة سهل يخون تاني وتالت... تعالت شهقاتها بينما تتابع : باعني زمان انا وبنته وجري ورا ناديه اللي اول مااخدت اللي وراه واللي قدامه رمته وانا اللي زي الهبله وافقت ارجعله ... واهي بنتها عملت نفس العمله خلته يسرق ويخون الراجل اللي طول عمرة مأمن له هو وابنه وبعد كدة رمته برضه...... بس المرة دي بنتي انا اللي دفعت التمن 

ربتت هناء علي كتفها ودموعها تتساقط هي الاخري ....منهم لله ياهدي .... منهم لله

نظرت الي اختها بقلب محترق ملتاع وهي تقول :هي وامها بيتهنوا بالفلوس و بنتي انا اللي ضاعت ياهناء.... بنتي انا اللي اتاخدت من حضني واتكتب عليها تتجوز الراجل اللي بينه وبين ابوها تار... اللي ابوها سرقه وخانه ودخله السجن.... لا وكمان حملت وسقطت 

ياقلبي يابنتي ياتري بيعمل فيكي اية 

ضمتها هناء اليها : اهدي يااختي.... اهدي ووحدي الله وبعدين انتي قلتي انه قالك لما تتحسن هيخليكي تشوفيها 

قالت هدي من بين دموعها : اشوفها بأي عين ولا بأي وش..... لو كنت رفضت ارجعله زمان بعد مااتجوز عليا وخاني وعشت انا وبنتي بعيد عنه وعن شره كان زمان بنتي في حضني... كان زمانها اتجوزت اللي تحبه ويحبها.... 

ربتت علي ظهر اختها قائلة :متعرفيش الخير فين... مايمكن يكون الراجل ده ابن حلال 

هتفت هدي بحرقة : ازاي ياهناء .. ازاي و كل اللي بينهم تار وانتقام 

: ربك مؤلف القلوب.....وسيرين طيبه وهو لما يقرب منها هيعرف انها مش شبهه ابوها ولااختها  

هزت هدي راسها بأسي : عمره ماهيشوفها غير بنت الراجل اللي سرقه وسجنه.... عمره ماهيشوفها غير خاينه زي بنت ناديه 

ابتلعت هناء لعابها بحسره ولكنها تحاملت علي نفسها تهديء قلب اختها الملتاع.... اهدي ياحبيبتي وارحمي نفسك... انتي قومي صلي ركعتين واطلبي من ربنا يفرجها من عنده.... 

قالت هدي برجاء باكي: يارب.... يارب أقف جنب بنتي يارب... 

........... 

..... 

نزلت سيدرا الدرج تتهادي بثوبها القصير لتنظر الي والدتها وزوجها الجالسين بالبهو قائلة : ها ياجمال لقيت ليا اللي هيدخل شريك مع حمزة 

نظر اليها جمال باستهزاء : وده اللي هو مين ان شاء الله 

هزت كتفها ببرود : اي حد.... ماهو كله بتمنه 

نظر اليها جمال رافعا حاجبه ; لا وحياتك..... التمن المرة دي هيبقي دم 

قالت باستهزاء : ولية بقي ؟

التفت اليها جمال قائلا : عشان وسعت منك المرة دي ..... انك تعملي شركة وهميه عشان تضمني رقبه حمزة ده حاجة خطيرة والآخر منها انك تسلمي سرك ده لحد متعرفيهوش

تجاهلت ما قاله لتقول ببرود : شوف حد مضمون 

سخر منها : قدام الفلوس مفيش، حاجة اسمها مضمون 

رفعت اصبعها امام وجهه بتحذير : يبقي نشوف حد وتحط رقبته تحت رجلك 

نظر اليها بحدة : متتكلميش معايا كدة يابنت انتي... انا مش شغال عندك 

تدخلت نادية : اية ياجمال اهدي.... سيدرا متقصدش 

قالت سيدرا ببجاحة : لا اقصد... وانتوا بتشتغلوا عندي بالفلوس اللي اخدتوها

قال جمال بنبرة ساخرة : الفلوس اللي اخدناها 

هزت سيدرا راسها ; ااه 

اندفع اليها جمال بغضب : لا ياروح امك.... الفلوس اللي بتتكلمي عنها دي متجيش نقطة في بحر.... ده انتي لهفتي منه قرض ب ١٠٠ مليون 

اهتاجت سيدرا بغضب ; وانت مالك.... بقولك اية انت وهي انا زهقت من وجع الدماغ ده 

انتوا معايا من الاول وعشان نضمن ان حمزة مياذيناش لازم نأمن نفسنا ولو علي الفلوس هديك ياجمال اللبي انت عاوزة 

تدخلت نادية لتهديء  الجو ; ايوة ياجمال سيدرا عندها حق ... احنا في مركب واحده 

زم جمال شفتيه قائلا ; مركب واحدة...! 

اومات سيدرا له ليقول جمال : بس انا ماليش دعوة بالموضوع ده 

قطبت جبينها : يعني اية ؟

: يعني مع نفسك.... شوفي انتي حد يعملك اللي انت عاوزاه... إنما أنا برا.. مش، كل شوية هتعايريني بالملاليم اللي اديتهالي

زفرت سيدرا فهو يضغط عليها لتقول : طيب ياجمال... طلباتك 

نظر اليها بانتصار قائلا : سيبيني افكر وارتب كل حاجة واقولك.. 

........ 

..... 


سحبت سيرين نفس عميق بينما دخلت نبيله الي غرفتها... التفتت نبيله الي حمزة قائله : سيبني مع مرتك شوية ياولدي 

نظر حمزة لسيرين ثم الي جدته وانصرف... 

قال خاله شريف له حينما خرج ; ها ياحمزة ناوي علي اية ؟ 

استرتسل حمزة يخبر خاله بتطورات مصنعه... ليقاطعه عبد الحميد :وحقك... هتسيبه ؟! 

نظر اليه حمزة ليزجرة شريف : بابا 

قال حمزة : لا...عمري ماهسيب حقي     .... انا ناوي بس أقف علي رجلي الاول وبعدين حقي هاخده 

قال عبد الحميد بعنفوان :خلينا نجيب  اللي اسمه هشام ونقطع من جته لغاية ماينطق بمكان بنت ال.... 

هز حمزة راسه : لا.. ده حقي وانا اللي هاخده 

نظر اليه عبد الحميد ولم يستطيع كتم حديثه ليقول ; وبنته اللي اتجوزتها

نظر اليه حمزة بتحذير ليقول شريف بتبرير : احنا عيلتك وخايفين عليك ياحمزة وحقنا نعرف اية اللي في دماغك

هتف حمزة : خايفين عليا من اية.... من مراتي 

قال عبد الحميد : بنت الح.... قاطعه شريف وهو يربت علي يده ; وبعدين ياحج.... ملناش دعوة هي بنت مين.. المهم هي مرآت مين 

نظر اليه حمزة ليتنهد شريف قائلا : انت واثق فيها ياحمزة عشان تديها اسمك

اومأ له حمزة بدون تفكير ليقول شريف : واحنا واثقين في اختيارك.. من دلوقتي البت دي مرات حمزة السيوفي 

اومأ له حمزة برضي لينظر شريف الي والده قائلا :مش كدة ولااية ياحج 

فرك عبد الحميد وجهه ليقول اخيرا علي مضض : ميهمنيش غير صالحه

ربت شريف علي كتف حمزة قائلا : احنا عيلتك ياحمزة ودايما هتلاقينا في ضهرك 

: انا معنديش مانع بس مش بين يوم وليله هتصلحوا اللي حصل في سنين 

: ماشي ياولدي.. احنا جنبك 

............. 

.... 

جلست نبيله تتفحص سيرين بنظراتها قبل ان تهز راسها قائلة: 

انا معرفش اية اللي وقعك في طريق حمزة ولدي ولاازاي بس ياريت ربنا يخيب ظني 

عقدت سيرين حاجبيها باستفهام  لتتفاجيء بنبليه تكشر علي انيابها وهي تقول : انتي كنتي عاوزة تقتلي حفيدي 

تراجعت سيرين للخلف لتميل نبيله ناحيتها وتكمل ; كنتي عاوزة تقتليته عشان تخفي عمله ابوكي واختك 

لاتعرف لماذا غزت الدموع مقلتيها ووجدت نفسها تهز راسها وتخبر نبيله بماحدث وكانها تريد أبعاد تلك التهم عنها بعد ان تأكدت ان ابيها خائن... .... صمتت نبيله قليلا قبل ان تطالع سيرين بنظرات مطوله 

قبل ان تتفلت الكلمات من شفتيها : جدعه.. 

بوغتت ملامح سيرين لتهز نبيله راسها وهي تقر :  انا لو مكانك كنت هعمل كدة.....

اومات لها سيرين ومسحت دموعها لتتفاجيء بنبيله تكشر عن انيابها مجددا وهي تقول بتحذير ;   بس برضه ده حفيدي ولو كان جراله حاجة كنت اكلتك بسناني

رفعت سيرين حاجبيها باستنكار تردد لنفسها دي مجنونه ولااية 

ضحكت نبيله وقد فهمت نظرات سيرين لتربت علي يدها قائلة : صحيح انتي اخت الغداره الخاينه وبنت الراجل ده ..... بس انا ست كبيرة واقدر احكم علي الناس وانتي مش شبههم صحيح انتي اخت الغداره الخاينه وبنت..... بس انا ست كبيرة واقدر احكم علي الناس وانتي مش شبههم 

عبد الحميد راجل دماغه ناشفة حكم على

ابو حمزة عاصم الله يرحمه انه كان طمعان في حور بنتي.. بس انا مش هخليه يكرر غلطته ويحكم عليكي.... هديكي فرصة واعتبرك مرت حفيدي الغالي وبس... 

نظرت اليها سيرين بعدم تصديق لتبتسم لها نبيله بسعه وهي تقول : عجبتيني... فرسه صح لايقه لحفيد عبد الحميد البدراوي 

................ 

...... 

انصرفت عائلته ليدخل حمزة اليها :مالك؟ 

هزت كتفها فماتزال كلمات جدته تتردد في اذنها... أحبت تلك المرأه واخبت حقيقه هذا الرجل الذي تكتشفة يوم بعد يوم ولكنها ماتزال ابنه من غدر به.....! ربما تفهمت جدته طعنتها له ولكن هل تفهم ابدا غدر ابيها واختها به 

ظلت سيرين جالسه تفكر بكلمات تلك المرأه التي لم تستطيع تميز طيبتها من شراستها فهي بكل الاحوال خائفة علي حفيدها...... بعد بضع ساعات كان الصداع المؤلم يفتك براسها لتقرر اعداد كوب من القهوة يريحها 

فقامت من مكانها وخرجت لتجد السكون يعم المنزل ولكن هناك الضوء المنساب من أسفل غرفته استوقفها.. 

ترددت قليلا ولكنها بكل الاحوال لم تقاوم رغبتها في الدخول اليه ..... كان غارق في الأوراق الكثيرة المفتوحة امامه والتي افترشت سريره الواسع ولكنه رفع راسه ماان طرقت الباب ودخلت ليري اهتزاز  نظراتها ماان خطت الي غرفته وقد راودتها ذكريات تلك الليله لتندم أشد الندم علي دخولها.... لاحظ حمزة ارتجافه يدها وتراجع خطواتها للخلف ليفهم علي الفور انها تذكرت تلك الليله ماان دخلت الي غرفته... 

تراجعت للخلف تريد الهرب سريعا من تلك الذكريات السيئة لتقول بتعلثم :

انا... انا شفت النور فقلت أسألك تشرب قهوة 

ابتسم لها بالرغم من ان قلبه انتفض بداخله من ضراوه احساسه بالذنب ليقول :

ياريت... 

اسرعت تخرج من تاك الغرفه التي شهدت اسوء ذكرياتها.... فتحت الصنبور والقت المياة الباردة بكثرة علي وجهها تحدث نفسها ;انسي ياسيرين.... انسي خلاص اللي حصل حصل

بعد عدة دقائق استجمعت نفسها ووقفت تلهي نفسها بإعداد القهوة .... لتتهادي الي انفها رائحة عطره الجذاب...لم يحتمل الا يأتي خلفها ولكنه انتظر خلف الباب حينما رآها تبكي بينما تغسل وجهها وتحدث نفسها ليكره نفسه مما شعر به بتلك اللحظة..... التفتت اليه حينما شعرت بوقوفة خلفها لتري ملامح وجهه تحمل الكثير من الألم والندم... وقد تهدلت خصلات شعره علي جبينه العريض من كثرة ماعبث بها...

تقدم بضع خطوات ليفتح الثلاجة واخرج منها بضعه اشياء وضعها علي الطاوله الرخاميه امامها قائلا بلطف : اعملي ساندويتشات مع القهوة... انتي ماكلتيش حاجة 

هزت كتفها : مش جعانه 

قال باصرار ; بس انتي لسة تعبانه و لازم تأكلي.... 

أفلت السؤال من بين شفتيها : وانت؟ 

: انا اية؟ 

: مش هتاكل 

ابتسم لها بهدوء قائلا : هأكل معاكي 

اعدت بعض الساندويتش الخفيفة تحت انظاره التي تتابعها.... بعد قليل وضعت الطعام علي الطاوله التي تتوسط المطبخ... كان مذاق البيض بالسجق الذي اعدته شهي لتتهادي ابتسامه الي شفتيه قائلا : . حلو اوي... شبهه اللي امي الله يرحمها كانت بتعمله 

لمعت عيونها بابتسامه لحديثه الودي معها والذي تقريبا لأول مرة يتحدثون هكذا : بجد 

اومأ لها واردف يتحدث : بالرغم من ان كان عندها شغاله بس طبخ الاكل كان مقدس عندها كان ابويا مش بيأكل غير من ايديها.. 

ابتسمت قائلة : كانت اكيد شاطرة في الطبخ

اومأ لها بشجن : كانت شاطرة في كل حاجة 

.... الله يرحمها 

رددت بتعاطف : الله يرحمها 

اومأ لها ثم ارتشف مابقي من قهوته قائلا : 

تسلم ايدك.... 

: الله يسلمك 

: انا هروح اكمل شغلي...اخدتي الدوا بتاعك 

: هاخده 

: تمام.... لو عاوزة حاجة نادي عليا... تصبحي علي خير 

............ 

... احتارت وغرقت في أفكارها واحساسها الذي لم تعد تدري الي اين ياخذها.... لماذا شعرت بتلك الالفه معه ليله الامس بينما يتحدثون... ولماذا ايضا راودتها كوابيس تلك الليله حينما دخلت الي غرفته وخافت منه.... لماذا تشعر بالشئ ونقيضه.... لماذا تشعر بغيابه اليوم مع انها كانت تكره وجوده.....

...... خرجت الي الشرفه وقد تجاوزت الساعه العاشرة مساءا بعد ان مرت الساعات ثقيله بينما غاب منذ الصباح عن المنزل .. لماذا تشعر بهذا الوحشة..... 

اخيرا مع دقات الساعه الحادية عشر لمحت سيارته تتوقف بالأسفل... ترددت قليلا وهي تفكر ان تظل مكانها ولكنها تراجعت سريعا  حتي لايعلم انها كانت تنتظرة 

دخلت الي غرفتها مسرعه وتتظاهرت بالنوم.... 

دلف حمزة الي المنزل بخطوات مرهقه فهو واقف علي قدميه مع العمال منذ الصباح استعداد لافتتاح مصنعه ....نظر بارجاء المنزل الهادئ ثم الي ساعته...ليهز راسه لابد انها نامت منذ وقت طويل... بالرغم من انه لم يستطيع إنكار تلك الرغبه التي نشبت في قلبه برؤيتها وسماع صوتها ... لقد افتقدها كثيرا اليوم لاينكر هذا ابدا فتلك الفتاه يوما بعد يوم تحفر باظفارها في عقله وقلبه وكيانه ولكنه لا يلبث ويفيق علي حقيقه كونها ابنه هشام واخت سيدرا... ابدا لن ينسي تلك الحقيقة.....!! 

.... القي مفاتيحه وهاتفه علي الطاوله ووضع تلك العلبه التي احضرها بجوارها وخلع سترته وتوجه للاستحمام فهو  بحاجة لدوش دافيء يريح عضلاته المتألمه ويهرب به من تفكيره .... جفف شعره بعشوائيه بتلك المنشفة التي يمسك بها ثم ألقاها علي المقعد وتناول بنطال اسود ارتداه وتوجه الي الفراش يرتمي فوقه..... ولكنه مالبث ان تمدد فوقه حتي داعبت صورتها أوصال قلبه ليجد نفسه بدون تفكير يقوم من فراشه ويتوجه الي غرفتها .... وقف لحظة امام الباب ثم تذكر تلك العلبه التي احضرها لها... ابتسم وهو يقنع نفسه انه داخل غرفتها  لوضع العلبه بجوارها وليس لانه لن ينام قبل رؤيه ملامحها التي لم يراها طوال اليوم

ولكنه كاذب بالتاكيد فبمجرد وقوفة بجوار فراشها حتي خانته كل تبريرات واعترف انه فقط يريد رؤيتها..... مال ليضع تلك العلبه علي الكمود بجوراها فيشتم رائحة الياسمين المنبعثه من شعرها المبعث علي الوساده بجوارها.... بلا اراده تحركت يداه تمسك بأحد خصلات شعرها ورفعها الي أنفه يشتم عبيرها... انه ليس عبير خصلات شعرها بل عبير تلك الفتاه ذات الدم الحار الذي عصف بكيانه....نظر الي عيونها التي اغلقها خلف اهدابها الكثيفه فكم هي جميله عيونها الخضراء التي ترشقة بنظراتها الشرسة ....  وتلك الخدود التي تنتفخ حينما تغضب....  .... شعرها الذي يريد غرس يداه بخصلاته الثائرة.... أما تلك الشفاه التي اصبح عاشق لكل مايخرج منها....فكم يريد تذوقها والتهامها بين شفتيه... يعرف ان تلك الليله تحمل لها ذكريات سيئة ولكن بالنسبه له فهي تحمل نشوة لم يشعر بها من قبل.... اغرته شفتيها واجتذبته كما تجتذب الفريسه العنيدة صيادها...... 

مال ناحيتها لتشعر سيرين بانفاسه الساخنه فتتقاذف دقات قلبها بضلوعها ولم تستطع ان تمثل النوم اكثر وقد تعالي ناقوس الخطر حينما داعبت أنفاسه الساخنه وجهها لتنتفض من مكانها وليتها لم تفعل فقد وجدت نفسها بين ذراعيه  ....  وضح ارتباك بتلك اللحظة  ولكن ليس بمقدار ارتباكها بينما شعرت بملمس جسده الساخن أسفل يدها التي وضعتها علي صدره لتشهق بقوة فهو عاري الصدر..... ذاب وجهها خجلا لتصع يداها علي وجهها سريعا وتراجع بظهرها الي الخلف  ليتحول ارتباكه لمكر بينما امتزجت شفتيها المغرية بخجلها للاتفاق علي اجتذابه..... شعرت به يقترب مجددا لأبعد يداها عن وجهها وتهدر به : انت بتعمل اية هنا 

ابتسم بمكر فهاهي لم تلبث طويلا واستعانت بسلاحها القوي وهو لسانها ; انا كنت جايبلك ده 

نظرت باستفهام ; اية ده ؟

مد يداه بتلك العلبه اليها قائلا : ده تليفون 

نظرت اليه ولا تنكر انها تكاد تستمع بدقات قلبها فهو احضر لها هديه...

حاولت الا تظهر تلك الابتسامه بينما اخفت عيونها عن عيناه تطالع تلك العلبه لهذا الهاتف الأحدث في السوق 

بينما قال حمزة : قلت اكيد هتحبي اللون الدهبي... البنات كلها بتحبه

هزت كتفها بعفويه فهي لا تشبه احد : لا... بحب الاسود 

ضحك عاليا يشاكسها فهي بالفعل لاتشبه اي فتاه ; .. انا قلت برضه انك مش زي البنات 

نظرت اليه بجبين مقطب لاتفهم هل يسخر منها ليغمز لها بعبث : انا قلت هتنطي عليا تحضنيني مثلا وتبوسيني وتقوليلي شكرا 

تجعدت ملامح وجهها باستنكار : نعم    ..... اا... اية... انط ....واحضنك وابوسك 

لا يااخينا..... فوق.. انت خيالك وسع منك اوي 

رفع حاجبه وتلكأت عيناه امام تلك الكرزيتان مطولا يطالع تشدقها بتلك الكلمات ليستفزها اكثر حينما قال بعبث ;  وفيها اية مش جوزك 

رفعت حاجبيها ; لا والله 

نظر اليها وقد حاضرا عيناه عيونها بينما قال بابتسامه هادئة :اه والله تحبي اجيبلك القسيمه

زمت شفتيها ودفعته بعيدا عنها قائلة : لا متشكرة... 

رفع حاجبه لتطالعه بتمرد تجاهله وهو يمد يداه بجرأه الي وجنتها الممتلئة والتي تشبه التفاحة الشهيه تغريه بقضمها يداعبها بظهر يده :  طيب اية 

ابعدت يداه عن وجهها قائلة بحدة : اية ... اية هز كتفه ببرود ليستفزها اكثر : اي حاجة من اللي قلت عليهم.. حضن بوسة  .... اي حاجة 

اشاحت بوجهها الذي اندفعت به الجزاء من وقاحته : لا... ويلا بقي تصبح علي خير 

اومأ لها وقد نال جرعه منها لينام الآن قرير العين وقد أصبحت ادمانه..... 

اوقفته ماان وصل الي باب الغرفة ليسمع اسمه من صوتها العذب : حمزة... 

التفت اليها لتقول بخفوت : شكرا 

ابتسم قائلا : العفو ياستي المهم عجبك 

هزت راسها : حلو اوي .. 

اومأ لها قائلا ; اكلتي واخدتي الدوا

: اه

: تمام.... تصبحي علي خير 

............ 

..... 

في الصباح التالي استيقظت لتجده قد غادر دون أن تراه ككل يوم ولاتدري انه لا ينصرف قبل الوقوف قليلا امام فراشها يتأملها قبل ان يغادر.... 

أمسكت بالهاتف الذي احضره لها وسرعان مااتصلت بأمها التي انفلتت دموعها فور سماعها لصوت ابنتها.... ماما حبيتي.... وحشتيني اوي 

قالت هدي بلهفه : وانتي اكتر ياقلب امك.... عامله اية ياسيرين 

اختنق صوت هدي بالبكاء لتقول سيرين   انا كويسة اوي ياماما 

كويسة ازاي بعد اللي حصل يابنتي 

: امر ربنا ياماما

: ليه مقولتيش ليا

كتمت سيرين غصه حلقها قائلة : ماما خلاص اللي حصل حصل ومش عاوزة اتكلم فيه... خلينا فيكي طمنيني عليكي 

: انا كويسة طول ماانتي كويسة 

: والله ياماما انا كويسة اوي 

: قلبي واجعني عليكي اوي يابنتي

: لية بس انا الحمد لله كويسة..... صدقيني ياماما انا كويسة 

: يعني الراجل ده بيعاملك كويس ولا بيعذبك

: لا ياماما حمزة بيعاملني كويس 

قالت هدي بشك : حتي بعد مااتاكد من اللي ابوكي عمله فيه

قالت سيرين بسخريه : هو كان متأكد من الاول... احنا بس اللي مكناش مصدقين 

قالت هدي بحسرة : عندك حق يابنتي.... احنا اللي كنا مخدوعين فيه 

صمتت سيرين لتسترسل هدي ببكاء : انا هخليه يطلقني لا يمكن أفضل علي ذمته لحظة الحرامي ده.. خليه يروح للكلبه وبنتها 

اخذت هناء الهاتف من هدي قائلة بخفوت : مش وقته ياهدي... 

: ايوة ياسيرين ياحبيتي... طمنيني عليكي 

: انا كويسة ياخالتو.. بس خايفة علي ماما 

...: . اطمني ياسيرين امك كويسة 

خليكي في نفسك... احنا هنستني الجو يهدي شوية وبعدين نجي نطمن عليكي 

: ماشي ياخالتو... خدي بالك منها 

........... 

..... 

مرت فترة الظهيرة بطيئة بينما تتطلع سيرين للهاتف كل لحظة والأخري.... هل سيتصل بها... هزت راسها وتابعت التلفاز بشرود مجددا فالباتاكيد هو مشغول بعمله ولن يتذكرها.... ولكنها مخطاه فهو مشغول بعمله ولكنها لاتخرج من عقله.... 

عبثت بهاتفها قليلا قبل ان تجيب عليها امل بعدم تصديق.... سيرين يخربيتك فينك يابنتي كل ده 

: انا اهو يااموله... 

تنهدت امل قائلة : قلقت عليكي كل ده مش بتجي الشغل وكل مااكلمك تليفونك مقفول.... طمنيني 

: ابدا ياامل..هبقي احكيلك لما نشوف بعض... انتي قوليلي اخبار الشغل اية اترفدت ولا لسة 

ضحكت امل قائلة :  لا طبعا تترفدي وانا موجودة.... وراكي رجاله ياسيري

قالت بعدم تصديق ; بجد ياامل 

اومات لها امل ; طبعا.... كنت بخلص انا وسلوي شغلك والواد ممدوح كان مظبطلك امضة الحضور والانصراف وابولهب مسافر مع البعثة فمحدش اخد باله من حاجة 

قالت بسعاده : ربنا يخليكوا ليا 

: انتي بتقولي اية ياسيري احنا أصحاب 

..... المهم انتي طمنيني اخبار باباكي اية... 

قالت سيرين بشجن ; الحمد لله 

ابتسمت امل قائلة : الحمد لله ان ربنا بين الحقيقة وخرج بالسلامه 

اومات سيرين بأسي ساخر ; ااه الحقيقه 

: طيب اية... راجعه انتي الشغل 

: قريب  ان شاء الله 

............. 

 استيقظت باكرا لتستعد للذهاب لعملها بحماس لتنظر الي اكياس الملابس التي كان قد اشتراها لها ولم تفتح معظمها لتنتقي شئ لترتديه... 

زفرت بعد ان رأت معظم محتويات الأكياس لتحدث نفسها ... اية اللبس الواسع اوي دة.... البس اية انا دلوقتي 

انتقت اخيرا  قميص من الجينز ارتدته فوق بنطالها الاسود مع حذاء أنيق وشنطة تلائمه لتستغرب ذوقة بالحقيقه والحذاء عكس الملابس... أيعقل ان يأتي بمقاس حذاء مناسب بينما الملابس اكبر من قياسها ... 

كان حمزة قد استيقظ ووقف يعد قهوته الصباحيه حينما تفاجيء بها  خلفه... 

صباح الخير 

: اية اللي مصحيكي بدري كدة 

هزت كتفها : ابدا رايحة الشغل 

رفع حاجبه ووضع القهوة من يده ولم يستطع منع نبرته المستنكرة لاخذها قرار كهذا دون العوده اليه : ومين بقي اللي قرر 

قالت باندفاع : قرار اية.... 

: قرار رجوعك الشغل.... مش المفروض اكون عارف حاجة زي دي 

اندهشت من نبرته المتحكمه لتقول : ماانا بقولك اهو.... صحابي ظبطوا ليا الاجازات الفترة اللي فاتت وخلاص

رفع حاجبه ; فعلا 

اومات له ; اه ممدوح كان بيمضيلي

حسنا ازدادت عقده حاجبيه وهو يردد باستفهام ;ممدوح..! 

اومات له ببراءه ;اه.... محمد ممدوح واحد زميلي 

حسنا لماذا يشعر بتلك الغيرة فجأه من مجرد ذكرها لاسم رجل اخر.... اقترب ناحيتها ونظر اليها قائلا ; ممم... طيب مبدئيا  انا مش بحب موضوع زميلي ده

قالت ببراءه :أمال هو اية.... ماهو زميلي 

هتف بتحذير ; سيرين... 

رفعت اليه عيناها بشرر : نعم 

لا يريد شجار لذا قال من بين أسنانه ; اسمعي الكلام... 

اومات له علي مضض : طيب 

نظر اليها قائلا :  شغلك بيبقي الساعه كام وبيخلص امتي 

: تمانيه... وبخلص الساعه اتنين

هز راسه قائلا ; طيب انا كل يوم هاخدك في طريقي الصبح..... بس بعد الضهر صعب 

هزت راسها قائلة ; لا متشغلش دماغك بيا.... انا هتصرف 

وعموما امل صاحبتي ممكن تبقي  توصلني 

:طيب عموما اول كام يوم كدة وبعد كدة هبقي اظبط مواعيدي 

رفعت حاجبيها :وتظبط مواعيدك ليه . قلتلك هتصرف

رفع حاجبه باصرار مماثل : وانا قلت هضبظ مواعيدي ...

التفت ليغادر المطبخ قائلا : هروح البس علي ماتفطري

: لا هبقي افطر مع اصحابي في الشغل 

:طيب اشربي حاجة علي الاقل عشان الدوا بتاعك 

.......... أوقف السيارة امام مقر عملها لتفتح الباب ولكنه اوقفها قائلا 

سريين... التفتت اليه لتجده يمد يداه ويجمع تلك الخصلات التي انسدلت علي جبينها  لترتجف بينما تلامس يداه وجهها ليقول : 

كدة احلي... كاذب هو يريد أن يبعد تلك الخصلات الفوضويه التي زادت من جمالها ولكنه تجاهل تفكيره واكمل ; 

متتاخريش ولما ترجعي البيت كلميني 

: اوك...

.استقبلها اصاقاؤها بالترحيب والاحضان والاسئلة التي وجدت لها اجابه منطقيه عن غيابها بأنها اضطرت للسفر ... 

مضي اول يوم بها بالعمل بالروتين العادي لياتي موعد الانصراف فتعود للمنزل الخاوي ولكن قد مضي نصف النهار بينما وقفت تعد الطعام .... 

في اليوم التالي تكررت نفس فقرات يومها ولكنها في موعد الانصراف

  قالت لامل صديقتها ... بقولك اية  ماتجي نروح نشتري شوية حاجات ياامل 

: ماشي.. 

اشترت بضع قطع من الملابس الجديدة كما اعتادت كخطوة منها للعوده بحياتها الطبيعيه وتناسي ماحدث خلال الفترة السابقه وقد اعدت نفسها ان حياتها معه ستسير علي هذا النمط.. مجرد اثنين يتشاركان المنزل لوقت غير معلوم لحين رؤيه مايخبئة الزمن... 

في الصباح قطب حمزة جبينه بينما 

نظر اليها ليري ذلك الفستان القصير الذي ارتدته أسفل تلك السترة 

: اية ده؟ 

عقدت حاجبيها باستفهام  ;اية ؟

قال وهو يشير الي ملابسها القصيرة ; اللي انتي لابساه

قالت بعدم اكتراث : ماله؟ 

: انا مش فاكر اني اشتريت حاجة كدة

اومات له وهي تضع اشياؤها بحقيبتها : اه ماانا امبارح اشتريت شويه حاجات مع  امل 

سخنت أنفاسه ليقول : مقلتليش انك خرجتي 

قالت بعدم فهم من نبرته : وفيها اية 

زم شفتيه قائلا : فيها انك كان لازم تقوليلي انك خارجة 

: لية 

هتف بضيق فلا يريد أسئلة : من غير ليه

نظر اليها وتابع بتحذير ;  سيرين بعد كدة لما  تروحي اي مكان اكون عارف بيه وثانيا ياريت تغيري هدومك بسرعه عشان منتاخرش 

رفعت حاجبيها باستهجان ; نعم.... وانا اغير ليه؟ 

قال من بين أسنانه : عشان مش هتنزلي كدة.. الفستان قصير 

هزت راسها بعناد ; لا مش قصير  ولاحاجة... انا بلبس كده 

قال بنبرة قاطعه ; سيرين اسمعي الكلام 

قالت باصرار ; لا 

قال باصرار مماثل :وانا قلت مفيش نزول كدة 

زفرت بحدة ; اووف بقي 

زفر هو الاخر قائلا : انا اللي اووف فعلا..... بطلي مناهده علي الصبح

ياتغيري الفستان ده يامفيش نزول  

تبرطمت وهي تدخل الي غرفتها صافقه الباب خلفها بعنف...... 

بعد وقت طويل خرجت لتلتوي شفتيه باستنكار وهو يراها ببنطال ولكن ببلوزة تكشف عن ذراعيها : 

وده اية ده بقي ان شاء الله هو كل اللبس كده..... 

قطبت جبينها بنفاذ صبر من تحكمه والذي استبعدت ان يكون غيرة : كده اللي هو ازاي

هتف بضيق : يعني غطيتي من تحت فتحتي من فوق.

هتفت به بحدة :  اية اللي بتقوله ده وبعدين ماله 

قال وهو يسير لكتفيها وعنقها : مفتوح 

هزت راسها بعناد ; لا مش مفتوح 

نظر اليها : وانا بقول مفتوح

.... اقترب منها وقال باصرار فولاذي : ادخلي البسي حاجة من اللي انا جايبه احسن  

: لا مش حلوين 

نظر اليها باستفهام لتقول : واسعين اوي 

قال ببرود ; ماهو ده المطلوب 

لوت شفتيها قائلة : لية شايفني تخينه 

اخرسها بنظراتة المتأمله بجسدها الممشوق وهو يقول : لا شايفك حلوة... 

اخفت خجلها من كلماته لتقول : والله.

هز راسه وازدادت نظراته جرأه بينما قال ;  اه.. ولو مغيرتيش هدومك هقولك تقعدي في البيت 

زفرت بحنق وسحبت جاكيت ووضعته فوقها لتزفر  بحدة بينما تقول له ; انا هلبس ده عشان اتاخرت مش عشان خايفة من تهديدك 

قال بابتسامه ماكرة : ومين قال اني بهددك ... انا بس بقولك.. 

نظرت اليه قائلة :طيب ها.. بقي كدة كويس 

قال بنصف رضي : اهو ارحم من الاول.. أشار لها لتنزل قبله ; يلا اتفضلي 

.......... 

.... 

ظلت تفكر فيما حدث بينهما هذا الصباح.... ايغار عليها ام يستفزها.... 

لا... لا يغار ولن تسمح لنفسها بهذا التفكير فهو أوضح انه معها لشعورة بالذنب لااكثر 

قاطع تفكيرها رنين هاتفها لتجدها سلمي تخبرها ان امها مريضه..... اسرعت بلا تفكير لمنزل خالتها بقلق علي امها التي كان الطبيب قد فحصها.. الضغط عالي جدا 

جلست بجوار امها التي احتضنتها بشوق وحشتيني اوي يابنتي طمنيني عليكي 

انا كويسة اوي ياماما... 

انتي بتكذبي عليا

لا والله..... انا كويسة وحتي رجعت شغلي وزي الفل.... انتي بس اللي قلتقلتيني عليكي 

غضب عني بموت كل يوم لما بفكر في اللي حصلك بسببه 

بكت هدي لتقول هناء : وبعدين بقي ياهدي.. ماهي كويسة قدامك... وبعدين بطلي كلام في اللي فات وارتاحي زي ماالدكتور قال

احتضنتها سيرين قائلة : اه ياماما عشان خاطري لو بتحبيني خدي بالك من نفسك 

قال هناء : تعالي ياسيرين وخلي ماما ترتاح 

: خليكي معايا 

:مانا معاكي... انا هقعد برا مع خالتو وسلمي لغاية مااطمن عليكي..


...... 

خرجت برفقة خالتها التي قالت : قوليلي ياحبيتي ومتخبيش عليا انتي كويسة 

اردفت تخبر خالتها بكل ماحدث 

لتقول : يعني انتي هتفضلي معاه

: مش عارفة ياخالتو 

ربتت هناء علي ظهرها بعقلانيه : عموما ياسيرين ربنا دايما بيعمل لينا الأحسن.. جايز وقتها احنا بنشوفه ضرر بس في الاخر بيكون خير 

وجايز نصيبك معاه... عموما انا جنبك ولو في اي حاجة قوليلي علي طول 

اومات لها بابتسامه هادئة لتبتسم لها هناء وتربت علي ظهرها.... 

بقيت مع ابنه خالتها وصديقتها سلمي ولم تنتبه الي مرور الوقت ولا الي هاتفها الذي انتهي شحنه......! 

بينما كان حمزة يجول بالمنزل بخطوات فقدت صوابها حينما عاد قبل ساعه ولم يجدها.... نظر لساعته للمرة المائة وحاول للمرة الالف الاتصال بهاتفها المغلق ليلقي الهاتف بغضب علي الاريكة...... والظنون تعصف براسه وفكرة ان مكروة أصابها تفتك به.... تلاشت قدرته علي الانتظار ليمسك بمفتاح سيارته ويقرر النزول للبحث عنها 

كانت تضع المفتاح بالباب بنفس لحظة فتحه له... لتقابل عيناها عيناه التي التهبت بنيران مشتعله غلبت دقات قلبه التي اطمأنت لرؤيتها بخير امامه.... كنتي فين؟ 

سألها بنبرة محتقنه لتجيب ببساطة : كنت عند ماما... أصلها تعبت.... قاطعها بغضب محتقن : مقولتليش ليه؟ 

ارتبكت لأول مرة امامه من حدته لتزيد من النيران التي اشتعلت بعقله باجابتها : مجاش في دماغي

امسك ذراعها بقوة هاتفا : يعني اية مجاش في دماغك.....! 

نظرت اليه وقد تعالت دقات قلبها بينما تابع بصوت جهوري :انا مش قللتلك تقوليلي قبل ما تروحي اي مكان 

حاولت نزع ذراعها من يده ولكنه شدد قبضته عليها بينما هدر بحدة : مكلمتنيش ليه..... 

امسك هاتفها بحدة من يدها وزمجر ; ده لازمته اييية 

بلحظة كان يلقي الهاتف ليتحطم بالحائط لالاف القطع بينما تابع بصوت ارعبها ;اييييه متجوزة طرطور.... تروحي وتجي علي مزاجك 

تلجم لسانها امامه لأول مرة بعد ان شعرت بخوف حقيقي منه حينما صرخ بها..... أين ذهب صوتها لماذا استصعبت الرد عليه... لماذا اوجعها غضبه عليها تلك المرة....

انطقيي.... 

مش مالي عينك انا ولااايييييه 

نزعت ذراعها من يده واسرعت الي غرفتها تحتمي بها ولأول مرة تجهش ببكاء كهذا بينما تعالي ث ته الفاضي من خلف الباب.. الظاهر اني اتساهلت معاكي فقلتي تستغفليني..... انا اللي غلطان.... مفيش خروج من البيت تاني.. فاهمه ولا لا 


اية رايكم..... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. روعه تسلم ايدك
    انا قرات لغاية الفصل ١١ على دريمي

    ردحذف
    الردود
    1. كل يوم هنزل أن شاء الله فصول جديده

      حذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !