الفصل السابق
الفصل التاسع والثلاثون
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لم تستطيع ياسمين النوم فمازالت غير مصدقه أن ما تحياه حقيقي لتظل ما تبقي من الفجر مستيقظه تنظر إلي صالح النائم بجوارها و دقات قلبها لا تهدأ وتلك الابتسامه الحالمه لا تفارق شفتيها لتتنهد وتزداد ابتسامتها و مازال ذلك الخدر اللذيذ يسري بكيانها
فكم كانت ليله كالاحلام .... لتهز راسها برفض عن تشويه تلك الليله بأنها مخيفه أو مرعبه فابدا لم تكن كذلك بالرغم من مشاعر الخوف التي اجتاحت كيانها بسبب ما عاشته علي يد زياد ولكن صالح بحنانه استطاع أن يقصي كل تلك المشاعر المخيفه التي انتابتها دون إرادتها ما أن أصبحت وحدها برفقته ......
بعد انتهاء مراسم كتب الكتاب خرجوا سويا من مكتب المأذون ليتقدم صالح امامها يفتح لها باب المنزل الذي ما أن دخلته حتي سلبت أنفاسها تلك المفاجاه التي أعدها لها لترتسم ابتسامه هادئه علي وجهه صالح بامتنان لرؤيه السعاده في عيونها .....تقدمها وهو يفتح لها باب الغرفه ويمد يداه إليها لتتقدم منه فتري الغرفه مزينه بالورود الحمراء التي نثرت علي طرف الفراش ذو الغطاء الحريري الابيض وتلك البالونات التي ملئت كل جزء بالغرفه
لتلمع عيونها بالسعاده التي انعكست بداخلها اضواء تلك الشموع التي انحني صالح وبدأ باشعالها
وقف يتطلع إليها بعيون ملئتها المشاعر التي تمازج فيها الحب بالاشتياق بلهفه لقاء طال سنوات بحلاوة الوصول بعد رحله شاقه لتقترب إليه وتمد يداها الي يداه
لتسري الكهرباء بجسدها من لمسته الرقيقه وهو يمسك يداها بين يداه ......ضغط صالح علي لوحه الرقمي الذي وضعه علي الكمود لتصدع موسيقي هادئه بأرجاء الغرفه لتزداد دقات قلبها بكل تلك الرومانسيه التي أعدها لها لتنظر له بحب ممزوج بالشكر بينما يحاول أسعادها
قربها صالح إليه ومد يداه ليحيط بها خصرها وسرعان ما كان يراقصها علي انغام تلك الموسيقي الهادئه وعيناه لا تحيد النظر عن عيونها لتنسجم معه وتنسي كل شيء بخلاف ما تعيشه معه الان والذي يستحقه كلاهما بعد كل هذا العناء ....!
يدرك صالح أن ما مرت به ليس هين وان عليه أن يكون حنونا رفيقا بها بعد تفاصيل تجربه بشعه عاشتها مع رجل آخر لا يريد التفكير بها بينما تهب بداخله نيران الغيرة العاتيه وهو لايريد لأي شيء إفساد سعادتهم لذا فليكون حبيب مجرد من (الأنا ) ولا يفكر في شيء إلا اسعاد حبيبته ...
اقترب صالح منها لتشعر بانفاسه فوق وجهها فتغمض عيناها بتلقايه بينما طبع صالح تلك القبله الرقيقه فوق جبينها لتتخلل رائحته انفها حينما تحركت شفتاه تجاه جفنيها يطبع قبله رقيقه فوق كل منهما ثم يتحرك تجاه وجنتيها يقبلها بمنتهي الرقه قبل أن تتحرك شفتاه بشغف مدروس تجاه شفتيها التي أخذته لعالم اخر وهو يمرر شفتاه ببطء فوق شفتيها البتول قبل أن تتجرأ شفتاه وتتذوق شهد شفتيها .... وجلت ياسمين دون إرادتها حينما راودتها أحدي ذكرياتها السيئه مع زياد ليشتد اغماضها لعيونها بينما تتعمق قبله صالح الذي شعر بما يختلج كيانها بتلك اللحظه ليتمهل ويترك شفتيها ولكنه ظل محيط بها بين ذراعيه ومسند جبينه فوق جبينها وانفاسه الاهثه تلفح وجهها ... رفضت ياسمين أن تسمح لتلك الذكريات السيئه أن تداهم سعادتها لتقاومها بقوة حينما ادركت أن صالح شعر بمقاومتها التي تمثلت باغماض عيونها أكثر ليمتهل في قبلته ويفتح عيناه يتطلع الي ملامحها بحنان بالغ لم تتوقعه ياسمين التي فتحت عيونها ببطء تبحث عن غضبه منها فلم تجد إلا كل تفهم وحنان في نظراته التي تتطلع إليها
لتشجع نفسها وتواجهه تلك الذكريات بقربها أكثر من صالح الذي قربت نفسها أكثر إليه لتندثر بحضنه أكثر وتمد أناملها لتخللها بخصلات شعره الفاحمه ....الهبت شغفه حينما لامست أناملها خصلات شعره ليعود مجددا ببطء يتطلع الي شفتيها التي رفع أنامله برقه يرسم خطوطها فتغمض ياسمين عيونها وتقترب منه أكثر فلا يستطيع صالح الا الاستجابه لقربها
همس أمام شفتيها قبل أن يقترب منها مجددا : عاوزاني ابعد ؟!
هزت ياسمين راسها وقالت بهمس وهي مازالت تتمسك بوجودها باحضانه : عاوزاك تقرب وتنسيني كل حاجه
أنهت كلماتها وهي تضع راسها في عنقه لينحي صالح يحملها ويتجه بها الي ذالك الفراش ويضعها فوق برفق
ويجلسها ثم ينحني علي ركبتيه امامها وهو مازال ممسك بيدها .......نظر في عيونها بحنو قائلا : ياسمينا ....
نظرت إلي عيناه وهو ديللها بهذا الاسم الذي مر وقت طويل ولم يناديها به ليقول صالح بحنان وجديه : مش عاوزك تيجي علي نفسك عشاني .....كفايه اننا مع بعض دلوقتي ...
هزت ياسمين راسها ولكنه لم يدعها تتحدث ليكمل : انا بحبك وحاسس باللي مرتي بيه.؟. خدي وقتك لغايه ما تحسي انك مستعده
رفعت يدها تجاه وجنته تمررها عليها برجاء وهي تقول : مش عاوزة افتكر منه اي حاجه مش عاوز افتكر الا أننا مع بعض ....
اوما لها بابتسامه واعده : وانا هنسيكي اي حاجه ...
ابتسمت له بعيون لمعت بها الدموع ليعتدل صالح واقفا ويجلس بجوارها ويمسك بكلتا يديها بين يداه ثم يقترب منها مجددا ولكن تلك المره كانت شفتاه تتحرك فوق وجنتيها يمسح بها دموعها ويهمس بحنان وهو يحيطها بذراعيه : انتي معايا وفي حضني مش هتفتكري اي حاجه غيري انا وبس
أومات له بثقه لتغمض عيونها وهي تشعر بملمس أنامله تتحرك برقه علي جانب عنقها يتلمسها برقه لتستجيب ياسمين الي لمسته الرقيقه التي جعلتها تختبر تلك المشاعر لأول مرة بينما شفتاه تتحرك فوق عنقها بقبلات صغيره ألهبت مشاعرها كما التهبت انفاس صالح الساخنه وهو يزيد من شغف قبلاته التي بدأت تترك آثارها فوق بشره ياسمين التي ازدادت شغفا كلما شعرت به يقترب منها أكثر .... لم يعد هناك مكان في ذاكرتها لزيادة ولا رائحه أنفاسه ولا لمساته ولا قبلاته الحارقه فقط لمسات صالح وقبلاته التي كانت رقيقه شغوفه تحمل حب كبير .....غاب صالح عن ماحوله وهو يغرق في دوامه عشقها اللذيذ لتتحرك يداه تجاه سحاب فستانها وهو ما زال غارق في تقبيلها ليتراجع سريعا وتتوقف يداه ويتطلع اليها بتردد خشي عليها من اقترابه إن لم تكن مستعده لتزيح ياسمين عنه ذلك الحمل وتنظر له بعيونها تدعوه للاقتراب فلا يستطيع إلا أن يلبي النداء وقد تأثر قلبه لها كثيرا
برفق مال فوقها وشفتاه لا تترك شفتيها الا ليضع قبلاته بكل مكان في وجهها وعنقها الذي كان يتلمسه بشغف جعلها تشاركه به وهو يعلمها فنون عشقه التي اذابها بها طوال الليل ليترك بداخلها ذكري جميله محت كل ذكري سيئه ولم يتبقي الا تلك المشاعر التي اغدقها عليها وعاملها بها بمنتهي الحب والحنان وكأنها ماسه غاليه يخشي عليها من اي لمسه تجرحها ....خرجت من شرودها وعادت تتأمله مجددا وهو نائم لتميل عليه تقبل وجنته ...شعر صالح بانفاسها الرقيقه تلامس بشرته ففتح عيناه ليري امتنان وشكر كبير في عيونها فيشعر كم هي نقيه بيضاء فمن منهم عليه شكر الاخر بينما اخذت منه الكثير وفرحت منه بالقليل
ليبتسم لها من بين ملامحه الناعسه قائلا :
صباح الفل والورد والياسمين علي احلي ياسمينا
ابتسمت له صالح قائله بفرحه بريئه : هو اللي انا عيشته ده بجد ياصالح
هز رأسه اعتدل علي مرفقه ومرر يداه علي خصلات شعرها لتسأله بخجل : انت مبسوط
ابتسم لها قائلا : عمري ما كنت مبسوط زي دلوقتي
خفضت عيونها قائله : انت بتقول كده عشان متضايقنيش
هز رأسه وجذبها الي حضنه يقبل راسها قائلا : انا عندي استعداد اثبت لك كل لحظه اني بموت فيكي
تنهد بمشاعر وتابع : ياسمين انا حاسس اني في الجنه وانتي في حضني
همست برجاء : بجد ياصالح.... يعني ...قاطعها قائلا :
يعني قولنا ننسي اللي فات
هزت راسها قائله بتأكيد : نسيت ومش فاكره حاجه غيرك انت ....لمستك ...وريحتك ..وكلامك
نظرت إلي عيناه بحب وتابعت : صالح انت كتير اوي عليا
ضمها إليه وقبل طرف شفتيها قائلا : انتي اللي كتير عليا يا حبيتي.....ياسمين الدنيا كلها مش كتير عليكي
تمهل وهو ينظر إلي عيونها ويتابع : ولو اني طماع وعاوز حاجه كمان
قالت بسرعه : قول ياحبيبي عاوز ايه
كوب وجهها بين يداه قائلا : بصراحه بعد كلامك الحلو ده عاوز اخدك في حضني و اطلع السما تاني
ابتسمت بخجل ليداعب صالح خصلات شعرها ويتابع : وفي نفس الوقت حاسس اني ميت من الجوع
نظرت له بحنان بالغ : صالح حبيبي انت جعان بجد
اوما لها كطفل صغير : اوي اوي ...تعرفي عمري ما حسيت اني جعان كدة اصلا مبفكرش في الاكل بس معاكي عاوز اعمل كل حاجه
قامت سريعا من جواره وهي تضع روبها الحريري حول جسدها قائله : حالا هاخد شاور و هجهزلك الفطار
اوقفها صالح سريعا : استني هنا رايحه فين
نظرت له بعدم فهم : هجهز الفطار
اوما لها : وبالنسبه لأول طلب نسيتيه ؟!
نظرت له بخجل ليقوم من مكانه ويتجه إليها قائلا بعبث : الفطار له طقوس
نظرت له باستفهام : ايه
اتجه ناحيتها وسرعان ما كان يحملها ويدخل بها تجاه الحمام لتوقفه بخجل : صالح استني بتعمل ايه
دفن راسها في عنقه قائلا : هكون بعمل ايه... بحقق احلامي
..........
ضحك مهران علي فيروز التي وقفت تحدثه من خلف باب الغرفه الملحق ليقول بمرح وهو يتجه إليها :
ايه ياست البنات هنفضل نجري ورا بعض طول الليل
قالت فيروز وهي تختفي خلف الباب : ماهو انت مش عارفه ايه اللي جرالك النهارده
ضحك قائلا بمكر وهو يقترب منها : ايه الي جرالي ؟!
هزت كتفها بعفويه : معرفش .....بقيت منحرف كده ليه
غرق مهران بالضحك وهو يقول : الله يسامحك يا بنت الناس
ضحكت هي الأخري علي ضحكته الرجوليه العاليه ليقترب مهران منها ويمد يداه إليها لتقترب منه ولكنها هزت راسها قائله : لا مهران ابعد
جذب يدها ليخرجها من خلف الباب قائلا : تعالي بس .....فهميني في ايه
نظرت له بوجهه ينفجر حمره وتقطعت كلماتها الخجول بينما لم يتوقف لحظه عن اغراقها بغزله الجريء : ماهو انت ....انت
نظر لها بمكر وهو مستمتع بخجلها الزائد وكانها طفله صغيره : انا ايه ؟!
خفضت عيناها بخجل وهي تقول بعفويتها المحببه إليه : انت بتفكر في حاجات .....قطعت جملتها لينظر لها مهران بجرأه ويسألها :وانتي مش بتفكري في نفس الحاجات
هزت راسها سريعا وقطبت جبينها : لا طبعا مش بفكر
ضحك مهران بخبث : لا ماليش حق ابدا .....ده كده عيب في حقي
قالت وهي تهز راسها : متقولش كدة علي نفسك
نظر لها بمكر : يعني بتفكيري
أومات بخجل : اه .....بس مش زيك
ضحك عاليا مجددا وهو يسألها : وانا بفكر في ايه
أشارت بعينها دون قول شيء تجاه ذلك القميص الحريري ذو اللون الاسود الذي طلب منها أن ترتديه قبل قليل
حمحم مهران قائلا : ماهو حقي برضه اشوف مراتي كده ولا ايه
أومات له بخجل : بس انا ...انا يعني مكسوفه
داعب مهران وجنتيها بحنان قائلا : باينه مش محتاجه تقوليها
اقترب منها وأحاط خصرها بذراعه ونظر في عيونها وهو يسألها : انا ضايقتك امبارح
هزت راسها وانفلتت الكلمات من شفتيها : بالعكس
ضمها إليه وقبل جبينها قائلا : وعمري ما هضايقك ابدا
رفعت فيروز عيونها اليه ومازالت بحضنه لتقول بهيام : مهران انت جميل اوي
قال بمرح وهو يمثل الغرور : عارف ....دايما بيقولوا ليا مهران انت جميل
هزت راسها وقالت بتلقائيه : مش قصدي .....قصدي من جواك
عقد حاجبيه : ومن برا وحش
تأملت ملامحه الرجوليه الوسيمه وهزت راسها بخجل : بصراحه لا
ابتسم لها ومرر يداه علي وجنتها قائلا : وانتي زي القمر
فتحت فمها لينتهز مهران الفرصه وسرعان ما ياخذ شفتيها بين شفتيه التي تاقت لتذوق شفتيها من جديد .......
سلب انفاسها بقبلته التي تمهلت بينما يتذوق شفتيها ببطء وكم كانت شهيه أكثر من حبات الكرز لتغمض فيروز عيونها وتترك العنان لمشاعرها التي اجتاحتها
ليشعر مهران باصابعها تتحرك تجاه خصلات شعره فيحيط خصرها بذراعه يقربها إليه وهو يتراجع بها ببطء وعيناه تتطلع إليها حتي وصل إلي الفراش
برفق دفعها علي الفراش خلفها ثم اقترب منها ببطء
وعيناه تتطلع الي كل ملامحها التي ارتسمت بداخل عقله وقلبه فمال فوقها ببطء ويداه تتحرك علي ملامح وجهها بنعومه ثم تتحرك داخل خصلات شعرها التي جمعها علي كتفها الناعم الذي تلمسه بأطراف أنامله ثم انحني يطبع عليه قبلاته التي أزدادت شغفا ورغبه حينما شعر بها تستجيب وتذوب لقربه .....عاد ليقبل شفتيها مجددا لتتأجج مشاعره بشغف حينما شعر باستجابتها للمساته
لتتجرأ يداه وتتحرك تجاه ازار بيجامتها يفتحها الواحد يلو الآخر ببطء وشفتاه تهمس بكلمات العشق والغزل ....لتمر تلك الليله وهو يعلمها بها فنون عشقه لتبادله إياها علي استحياء بينما كان حنون مراعي بأول ليله لهم وهو يخطو جنتها ولكن الليله كان عاشق متيم يريدها منه أن تشاركه بها وبكل ما يحياه معها
لتستجيب فيروز التي أخذته معلمها الاول والاخير في كل شيء بالحياه ...
..........
...
بخجل أحاطت ياسمين شعرها المبلل بالمنشفه وهي تحكم روبها الحريري القصير حول قدها الممشوق
بينما عيون صالح التهمتها وهو يحدق بها طويلا لتنظر له بخجل بينما عيناه لا تحيد عنها كيف يبعد عيناه وهي تلك الهيئه الخاطفه
ليقترب منها بعد أن ترك صدره عاري واكتفي بارتداء شورت قصير لتشهق ياسمين حينما أنحني وحملها وتنطق حروف اسمه بتعلثم : صالح
خطي بها خارج الغرفه وهو يقول : هنعمل الفطار سوا
نظرت له بابتسامه وهي تحيط عنقه بذراعيها وهو يسير بها بتمهل حتي دخل بها الي المطبخ الذي حمل لها احلام كثيره وهي تفكر بكل الاكلات التي ستطبخها له ولاولادهم .....أحلامها بسيطه وجميله لايوجد بها مكان لأي حزن أو تعاسه عاشتها طويلا
وضعها برفق فوق الكونتور الرخامي واستند بكلتا يداه علي حافتها حولها قائلا بحب : ها ياقلب صالح تحبي نفطر ايه ؟!
هزت كتفها قائله بدلال : وانا هعمل الفطار ازاي وانا قاعده كدة
غمز لها قائلا : شاوري يا برنسيسه وانا هعمل كل حاجه
هزت راسها وضحكت علي دلاله : لا يا حبيبي انسي ....اصلا مش هتاكل غير من ايدي
نزلت من فوق الكونتور واتجهت لتقف أمامه وتحيط عنقه بذراعيها قائله : ده انا حلمت كتير اوي باللحظات دي
ابتسم صالح لها قائلا : حلمتي بأيه ...احكيلي
أومات له وهي تبدأ بتجهيز الأفطار وتخبره عن أحلامها الورديه السعيده
ليقف صالح خلفها ويحيط خصرها بذراعيه ويضع رأسه في عنقها الناعم يشتم عبيره قبل أن يبدأ بطبع قبلاته العاشقه علي كل جزء منه
همست ياسمين بأنفاس متقطعه : صالح
قال بهيام وهو يمرر يداه علي جسدها : كملي ياروحي انا بساعدك
ضحكت ياسمين بخجل وهي تحاول ابعاد يداه : صالح ...بس
هز رأسه بإصرار : صالح مش قادر يبعد عنك
التفتت له وأحاطت عنقه بذراعيها وهي تقول بحب : ولا انا اقدر ابعد عنك
..........
...
تمطات ماس بكسل وهي تتقلب في الفراش وتمد يداها الي جوارها فتشعر بالفراش خاوي ....فتحت عيونها و
نظرت إلي جوارها فلم تجد إلا بقايا عطره تخبرها أنه غادر
تنهدت وهي لاتعرف لماذا استيقظت وهي تشعر بهذا الضيق بالرغم من أنها كانت تحلق بين السحاب ليله امس مدت يدها الي هاتفها الذي أضاء باسمه لتقول باشتياق جارف : لسه كنت هكلمك
ترك جاسر ما بيده واستدار بمقعده ينظر الي النافذه خلفه وهو يغمض عيناه يتخيلها وهي تتحدث معه وهذا الاشتياق واضح بنبره صوتها ليسألها باشتياق مماثل : كنتي هتكلميني تقوليلي ايه ؟!
استجابت ماس لنبرته العاشقه الوحيده القادره علي إخراجها من شتات تفكيرها حينما تفكر به لتقول بابتسامه : كنت هقولك صباح الخير
هز رأسه بمكر : بس كده
استجابت لمكره لتقول بدلال : وكنت هسألك مشيت بدري ليه
هز رأسه فليس تلك الكلمات التي يريد سماعها : توء
تابعت دلالها : طيب فطرت قبل ما تنزل
هز رأسه : توء
ابتسمت وهمست بعشق بنبره حملت اشتياقها له بتلك اللحظه : وكنت هقولك وحشتني
فتح جاسر عيناه متنهدا : هو ده اللي عاوز اسمعه .....تنهد مجددا وهو يتابع بصدق :
ياه يا ماسه كل يوم بتخلي قلبي يتحرك من مكانه وكأني بحبك من اول وجديد لما بسمع منك كلمه وحشتني
ابتسمت بصفاء وهي تسأله : بجد يا جاسر لسه بتحبني زي الاول
قال جاسر بجبين مقطب : ظالمه لو مش حاسه بكده ....انا بموت فيكي مش بحبك بس
افلت رجاءها من بين شفتيها : انا نفسي تبقي كده علي طول
قال بصدق : ما انا بحبك علي طول يا حياتي
صمتت متنهده وهي تشعر مجددا بهذا الشعور المبهم بالضيق ليسالها جاسر : مالك ياحبيتي ....حاسس انك مش مبسوطه
هزت راسها بكذب تقاوم شعور الضيق الذي لا تعرف له سبب بينما حياتهم علي احسن مايرام : بالعكس
: امال مالك ؟!
تنهدت وهي تحاول وصف شعورها : مفقداك معرفش ليه.... لما فتحت عيني كان نفسي تبقي جنبي .
ابتسم جاسر قائلا : كنتي هتعملي ايه
قالت ماس بتلقائية وهي تجاري وصفها لمشاعرها التي انتابتها منذ الصباح بشعور حقيقي بالافتقاد : كنت هدخل في حضنك واغمض عيني
وكم كانت بحاجه له بالفعل لتهرب من أصوات تفكيرها ومن شعورها بالافتقاد لأي شيء والاكتفاء به هو وحده لينطق جاسر بهيام : بحبك
: وانا بموت فيك
سألها باهتمام : طيب فطرتي
هزت راسها : لا
عقد حاجبيه : ليه .؟!
هزت كتفها وهي تمرر يدها بين خصلات شعرها : ماليش نفس .... حاسه اني عاوزة انام تاني
قال بقلق : الحمل تاعبك
هزت راسها وقالت بوصف عجزت عنه لما تشعر به : مش جسدي بس حاسه اني متلخبطه ونفسيتي مش مظبوطه
قال جاسر برفق بينما هو الآخر عجز عن فهم مشاعرها التي بالفعل تناقضت تلك الفتره : معلش يا حبيتي
استمعت لصوت طرق علي باب مكتبه ليقول لها : معلش ياروحي ثواني ....تعالي ياعبده
تحدث مع العسكري ببضع كلمات لتقول ماس له : طيب ياحبيبي هسيبك تشوف شغلك
: ماشي يا حبيتي سلام
قامت ماس بتثاقل من علي الفراش لتتجه الي الاستحمام وهي تتمني لو أن أفكارها تنهمر من فوق راسها كما حال تلك المياه التي انهمرت فوق راسها ...تكاد تجن من كثره التفكير ومن هذا الشعور المضني بالضيق والذي لم تعرف له سبب ......لتفكر أنه ربما الحمل كما يقولون لها !
أغلقت المياه وخرجت وهي تحيط جسدها بالمنشفه ومجددا تفكر ولكن تلك المره عليها التفكير باشتياق بالغ لحياتها قبل المجيء الي هنا ......كم اشتاقت لمنزلهم وعائلتها ولعملها واصدقاءها ولكل شيء حتي الهواء حولها شعرت باشتياق له ......شهقت بفزع وانطلقت منها صرخه قويه حينما فتحت الباب لتصطدم بشيء صلب امامها ......
اسرع جاسر يحيطها بذراعه يهدئها بكلماته وهو ياريت علي كتفها : انا ياماسه متخافيش
قالت بخوف حقيقي ؛ جاسر..... كنت هموت من الخوف ....انت جيت امتي ؟!
ابتسم لها قائلا : اول ما قفلتي سيبت اللي في أيدي وجيت .....غمز لها بشقاوة : كلامك مخلانيش افكر وجيت علي طول
ارتمت في حضنه بحاجه حقيقيه له لينقذها من شعورها بالفقد لتقول بأنفاس متقطعه وهي تندثر بحضنه أكثر : يا حبيبي ياجاسر انا كنت محتاجلك اوي بجد
احتضنها وقبل خصلات شعرها المبلل مرار وهو لا يدري ماذا بها ولكنه يشعر بها ليست علي مايرام
لينظر لها بقلق ويسألها : مالك ؟!
هزت راسها بكذب بينما لا تستطيع تفسير شعورها ؛ مفيش
نظر في عيونها بتساؤل : بجد
هزت راسها وقالت في محاوله منها لشرح شعورها : بس حسيت أن البيت وماما وبابا وحشوني....ابتسمت بسجن وتابعت : حتي غلاسه محمود وحشتني ...رغي ريم ولعبي مع ادم ومالك وكلامه معايا .....ابتسمت ونظرت له وتابعت بمرح : تعرف حتي أن طنط ماجده وحشتني
ضحك جاسر قائلا : لا ده كدة الهرمونات عامله شغل
عقدت حاجبيها قائله : انت بتتريق
هز رأسه وداعب خصلات شعرها بحنان قائلا : حاضر يا حبيتي .... هاخدك ونسافر قريب لهم بس اخد يومين إجازة
ابتسمت له وكرهت نفسها لرؤيه نظره الذنب في عيناه بعد حديثها فهو ليس ملك نفسه لتحيط وجهه بيدها وتقول باعتذار : مش قصدي اضايقك ولا ازعلك ....انا بس بقولك
هز رأسه بابتسامه مرحه : مفيش اي زعل ...غمز لها بشقاوة وتابع بينما يريد إخراجها من حالتها النفسيه السيئه : في كلامنا بتاع الصبح
نظرت له ليمد يداه الي ازرار قميصه بخبث وهو يقول : بصي بقي انتي قولتي لو أنا قدامك هتعملي حاجه كدة
نظرت له وهو يخلع قميصه وتظهر عضلات صدره المتناسقه: انت بتعمل ايه
ضحك قائلا بمشاكسه: بقلع القميص من نفسي بدل ما يتقطع
وكزته ماس بكتفه : لا بقي.... انت رخم ....قصدك ايه ؟!
قال بخبث وهو يشاكسها : قصدي اني بقيت اخاف علي نفسي منك
قالت بجبين مقطب : وانا عملت ايه ....
ضربته بخفه في صدره وتابعت بغضب طفولي : علي فكره بقي انت اللي عملت كل حاجه انا بس قطعت القميص
ضحك جاسر قائلا : اه ياحبيتي .... بس انتي اللي خلتيني اعمل كده
انتفخت وجنتيها بغضب وسارت بخطوات غاضبه بعيدا عنه : انت طول عمرك قليل الادب
امسكها وأحاط بخصرها قائلا ببراءه مزيفه : انا ياماسه....؟! ضحك وتابع :
فين ايام الكنبه وامجادها
قالت بخجل وهي تتهرب من نظراته الجريئه : مازالت
ضحك قائلا : كويس طمنتيني علي نفسي كنت فاكر اني عجزت
نظرت إلي عضلات صدره وذراعه المنتفخه وهزت راسها بخجل : توء زي ما انت
نظر لها بترقب لمزيد من كلمات الاعجاب والغزل : ايه ؟!
عضت علي شفتيها قائله : احلي راجل شوفته
داعب وجنتيها قائلا : ماسه بلاش موضوع احلي راجل شوفته عشان أنا بغير .....وعنيكي الحلوة دي مشافتش رجاله غيري اصلا
أحاطت عنقه بدلال قائله : بصراحه اه
نظر في عيونها بهيام وتابع : انتي بتاعتي انا وبس مش كده
أومات له لتقول : انا بحس انك حبيتني وانا صغيره عشان كدة
تنهد قائلا وهو يداعب خصلات شعرها : والله ياروحي هو انتي خطفتيني وانا مكنتش ناوي ابدا
ابتسمت وهي تتذكر لقاءهم الأول : بجد ياجاسر
اوما لها لتقول بحماس وقد تناست اي ضيق كانت تشعر به : احكيلي حسيت ايه اول ما شوفتني
نظر لها وهز راسه : احنا هنتكلم وبس ولا ايه
هزت كتفها بدلال : جاسر احكيلي بقي
اوما لها بخبث قائلا : هحكي بس بشرط
نظرت له : ايه ؟!
أخذ بيدها اي الفراش وجعلها تستلقي فوقه قائلا : تعالي في حضني
استجابت ليأخذها بحضنه وهو يتحدث عن اول لقاء لهم ويداه تتحرك تجاه تلك المنشفه التي مازالت تحيط بها جسدها لتضع ماس يدها فوق يده : جاسر انت قليل الادب بتعمل ايه ؟!
مال علي شفتيها بعبث قائلا : ماهو الفوطه مش هتكمل الحكايه معانا .....سبيني بس اشيلها عشان اعرف احكي
ضحكت ماس بخجل من جرأته التي تعشقها منه وحده
ليبعد جاسر تلك المنشفه عن جسدها وما بقي من ملابسه ويجذب الغطاء فوقهم ومازال يتحدث ويصف مشاعره ناحيتها والتي أشعلت لهيب بكلاهما سرعان ما كان جاسر يترجمه لقبلات عاصفه يتناول بها شفتيها
وهو يهمس لها بكلمات الحب الذي وقع به من اول لحظه رآها بها فهي كما هي كل يوم توقعه بحبها أكثر..... شخصيه فريده ....مزيج من فتاه جميله وامراه بغايه الانوثه ....مشاكسه... مناصبه... ضعيفه وقويه تذيبه بنظره من عيونها وتشعله بايماءه من راسها....
لايريد إلا أن يحتل كل كيانها ليكون الوحيد الذي يحق له رؤيتها والتطلع إليها كيف يترك لغيره ولو نظره منها وهي بكل هذا الجمال وحدها ! فهي قطعه من الالماس كأسمها بالضبط ...!
....
فتح صالح الباب الذي تعالت تلك الطرقات فوقه لتصطدم عيناه بملامح وجهه أبيه الجامده
توقفت دقات قلب ياسمين بين صدرها حينما لحقت بصالح ورأت أبيه واقف أمامه
نقل رافت عيناه الساخطه بين ابنه وبين تلك الفتاه
لتحاول ياسمين تحريك ساقها من الأرض التي تمنت لو تنشق وتبلعها وهي تري تلك النظرات بعيون رافت
أوقفها صالح حينما أرادت الابتعاد : ياسمين استني
توقفت مكانها ليمسك صالح بيدها قائلا وعيناه تواجهه رافت ليوقف منه اي كلمه قد تجرحها :
ياسمين مراتي يا بابا
صمت ولكن نظرته كانت بالف كلمه ....خفضت ياسمين عيناها لا تستطيع مواجهه كل هذا الكره والغضب الذي مليء عيون رافت لتسحب يدها من يد صالح وتركض للداخل
جاهد رافت ليصمت ولكن عيون صالح المتحديه استفزته
.......يعرف أن ابنه يقاوم الخروج من قبضته وهو لن يترك ابنه دون يداه فوقه تحميه
أسرعت ياسمين الي الداخل والتي لا تعرف كيف نطقت بتلك الكلمات : بعد اذنكم
ركضت للداخل لينظر رافت الي ابنه بعتاب قائلا : اتجوزتها من ورايا
اشاح صالح برأسه قائلا : حضرتك اللي خلتني اعمل كده
عاد رافت عتابه الذي شق صدره وهو يقول : قولتلك مش هتبقي ابني ولا اعرفك لو اتجوزتها وبرضه اتجوزتها
قال صالح ومازال يبعد عيناه عن عيون أبيه المصدومه : متاسف يابابا دي حياتي
هتف رافت بامتعاض وسخط : حياتك بدأتها معاها من ورا اهلك ومش بس كده انت كمان سرقت ابوك
هز رأسه وردد الكلمه مجددا ومازال غير مصدق أن ابنه قد يفعل شيء كهذا : سرقتني ياصالح
نفس الاجابه كررها صالح بأن أبيه من دفعه لكل تلك الأشياء التي فعلها
ليهتف رافت بسخط : تحب اقولها واصغرك قدامها
تنهد صالح دون قول شيء لينظر رافت الي ابنه بعتاب شديد بينما توقع منه أن يفهم أن كل ضغطه عليه ماهو الا خوفا عليه
ليهم رأسه باسي متنازل قليلا عن جمود طبعه : انا مش هعمل كده.... عارف ايه ؟!
نظر صالح الي ابيه ليري نظراته لاول مره تحمل شيء غير القسوة : عشان انت ابني ....كرامتك من كرامتي
امسك بكتفه وهزه بقوة وتابع : انت ابني اللي مهما تغلط هفضل اصلح غلطك
هز صالح رأسه يهرب من عتاب أبيه الذي جاء متأخرا : انا مغلطش
هز رافت رأسه بإصرار : غلطت وهتعرف نتايج غلطك قريب
صمت صالح بينما توقع معني كلمات أبيه أنها تهديد ولكن خالف رافت توقعاته وهو يتابع حديثه الذي امتليء بغصه حلقه : لو فاكر اني هسيبك تبقي غلطان
مهما اقول بلساني لا انت ابني ولا اعرفك قلبي ميقدرش يقولها ......احتدت نبرته وهو ينهي كلماته : مش هسيبك ياصالح لبنت عماد
هتف صالح بانفعال لحديث أبيه عن زوجته بتلك المهانه : بابا ياسمين بقت مراتي
هتف رافت بغضب : ولو بقت ايه .....عمرها ماهتكون في نظري الا بنت عماد وليلي.....اللي سرقوا جدك وموتوه بحسرته .....وسوقوا شقايا وتعبي..... ولا نسيت
هز صالح رأسه قائلا : ياسمين غيرهم
هتف رافت باحتدام : بذرتهم الفاسده ضاربه لسابع جد
.....غص حلق صالح قائلا بدفاع : ماما مش زيهم
هتف رافت بغضب في ابنه الذي يرفض رؤيه الحقيقه من وجهه نظره : عشان أنا مش زي عماد.... انا مقولتلهاش اسرقي ابوكي ولا طمعت فيها
التفت صالح الي ابيه قائلا باتهام : بابا انت هتفضل تحكم علي ياسمين ظلم طول ما انت شايفها كدة ...جرب تتعرف عليها يمكن تعرف اد ايه هي بنت كويسه
اشاح رافت برأسه برفض : اشوفها ازاي وانا شايف اللي عملته فيك ولا نسيت
قال صالح : وحضرتك عملت ايه وقتها ؟!
قال رافت باحتدام : كنت بدافع عنك وده حقي ..أبعدها عنك بأي طريقه بعد ما حاولت تغدر بيك
قال صالح بتفهم : كانت خطه من ابوها وهي ملهاش ذنب
ارتسمت ابتسامه ساخره علي شفاه رافت : خطط ابوها كانت هتضيع مستقبلك ...
قبل أن يقول صالح كلمه كانت ياسمين تخرج بوجهه هربت منه الدماء لينظر لها صالح باستفهام
تجمدت نظرات ياسمين ليعقد صالح حاجبيه باستفهام : في ايه يا ياسمين ؟!
رددت بلسان ثقيل وهي تغلق الهاتف : بابا ....بابا اتقبض عليه ....!
........
...
وقف جاسر اسفل المياه يخلل خصلات شعره بانامله وهو يصفر بانتشاء بينما كلما تذكر تلك اللحظات الحميمه بينهم قبل قليل اجتاح جسده مشاعر عاتيه واراد العوده الي جنتها مجددا .....
جلست ماس وهي تحيط جسدها بالغطاء وتغمض عيناها تنهر نفسها عن ما تشعر به من ضيق مازال يخنق روحها بينما يفعل معها كل هذا برفق وحنان وحب لتشعر للحظه أنها انسانه غير سويه غير راضيه ولكن ماذا تفعل بهذا الشعور الذي تملك منها .....
خرج جاسر وهو يجفف شعره بالمنشفه لينظر لها بحب ويميل الي كتفها العاري يقبله قائلا : بعشق ريحتك
ابتسمت له بحب ليقول بحنان وهو يري ملامح وجهها الباهته : لو حاسه انك تعبانه اخدك للدكتور
هزت راسها ليقول برفق : طيب نامي شويه
هزت راسها قائله بحماس اصطنعته لتبعد ذلك الشعور السلبي عن عالمها وتقاومه : لا انا هقوم اخد شارو ونتغذي سوا
اوما لها قائلا بابتسامه وهو يراها تعود لحماسها : ماشي ياقلبي انا جعان
جلس يجري بعض الاتصالات ويده تكتب بعض المعلومات بينما ماس تجهز الطعام الذي تناوله وهو يتحدث بالهاتف دون إرادته بينما لا يتوقف عن إثبات نفسه بهذا المكان ليقول وهو يقبل وجنتيها : ماسه حبيتي انا لازم انزل عندي شغل
أومات له بحنان : جاسر خد بالك من نفسك
اوما لها بابتسامه : ماشي يا روحي ..... لو عاوزه حاجه كلميني
تحدثت مع والدتها بعد خروج جاسر لتفضي لها بكل ما يدور في خاطرها من مشاعر متشابكة وكعادتها هويدا أكثر من يفهمها لتقول بهدوء : ماسه انتي كده بتضغطي نفسك
هتفت دون إرادتها : اعمل ايه ياماما ...حاسه اني مش مبسوطه ومحدش حاسس بيا
هزت هويدا راسها برفض : غلط تقولي كده يا حبيتي ....انتي لازم تشكري ربنا علي كل النعم اللي حواليكي
قالت ماس بامتنان : الحمد لله بس انا من جوايا حاسه اني مش مبسوطه ومش عارفه ليه
في حاجه نقصاني
قالت هويدا بعقلانية : طبيعي تحسي بكده عشان انتي بعدتي عن حياتك وبرضه لو بتفكري أن السبب الوحيد اللي مضايقك هو الشغل هقولك لا .....انتي مفتقده روتين حياتك المشغوله مش اكتر ياماس
انتي شخصيتك بتفكر كتير وفي كل حاجه وكتر التفكير له عواقبه وعشان كده لازم تبطلي تفكير شويه
: ماهو انا زهقانه
ابتسمت هويدا برفق قائله : بكرة البيبي يجي ويشغلك
همست ماس بضياع : وحياتي انا فين ؟!
قالت هويدا بحنان : موجوده ياحبيتي...
الست حياتها بيتها واولادها وزوجها
تنهدت ماس قائله : ماما الكلام ده انا حفظاه .....بس مش صح ...انا انسانه برضه
: معاكي وانا مقولتش ابدا انسي نفسك.... بس انتي هتلاقي نفسك جوا عيلتك .....اشغلي نفسك ياماس زي ما كنتي بتعملي دايما
جواكي مش راضيه انك سبتي شغلك وعشان كده بترمي اللوم علي جاسر اللي هو مش سايب حاجه يرضيكي بيها الا وبيعملها وده خلي عندك شعور بالذنب ناحيته ...بس هو ده كل الموضوع
تنهدت ماس لتتابع هويدا بجديه : ماس حبيتي ...جاسر ده اختيارك بكل مميزاته وعيوبه وزي ما هو. عنده عيوب انتي كمان عندك اقبلي بحياتك كده وحاولي تسعدي نفسك وتسعديه وافتكري أنه مهما يكون احسن من غيره كتير وان الاختلاف بين طباعكم شيء طبيعي جدا ومع الوقت هتقبلوا بعض
صمتت ماس لتتابع هويدا بتفهم : اللي عندك شويه فراغ وزهق علي تفكير زايد مش اكتر
أغلقت ماس وهي تفكر في كلمات والدتها التي كانت محقه في معظمها فهي تشعر بضياع شعورين متناقضين والاتنين يصلوا بها الي عدم الراحه
وكلما فكرت كلما ازداد ضيقها أكثر تاره تشعر بالذنب تجاه جاسر وتاره أخري تشعر بالذنب تجاه نفسها ....!
أغلقت هويدا لتنظر الي مي التي جلست في المقعد المقابل لها قبل لحظات لتستمع الي اخر كلماتها مع ماس لتسالها : ادم نام
أومات لها مي قائله بخبث بينما تريد معرفه ما يحدث بين جاسر وماس : اه تعبني اوي
قالت هويدا برفق : معلش يابنتي
بفضول سالت هويدا : دي ماس كانت بتكلمك
أومات هويدا متنهدا ومازالت لاتستطيع إدراك خبث مي التي تابعت بفضول : خير ياطنط.... مالها
هزت هويدا كتفها قائله : ابدا يا بنتي زهقانه شويه انتي عارفه هرمونات الحمل وكمان انها بعيده عننا
أومات مي بخبث : وجاسر طبعا مش فاهم كدة واكيد ده مضايقها
قالت هويدا بسماحه : كتر خيره علي شغله ....هي بس عندها فراغ مش اكتر
قالت مي بمكر : تفتكري ياطنط
أومات هويدا بعقلانية : طبعا ياحبيتي الفراغ يخليكي تفكري وكتر التفكير غلط زي ماس تاعبه نفسها......تنهدت وتابعت : كان الشغل لاهيها
قالت مي بخبث : طيب ما ترجع شغلها
: خلاص يا بنتي سابته ترجع ونسيب جوزها ازاي
هزت كتفها : زي مالك ....بيسافر وانا بستناه
: بس بيرجع إنما جاسر بقي ده مكان شغله مينفعش يكون هو في حته وهي في حته
: عندك حق ياطنط ....نظرت للمراه الطيبه وتابعت بخبث : غريبه توقعتك في صف ماس
ضحكت هويدا قائله : مفيش صفوف يا بنتي ....انا لازم اصبرها واخليها تحافظ علي بيتها
أومات مي بعدم اكتراث بالرغم من أنها لو فكرت في كل مشاعرها السلبيه التي وظفتها فقط لكراهيه ماس لعرفت أنها فراغ ممزوج بعدم ثقتها بنفسها التي دوما تخلق مقارنات بينها وبين ماس ولكنها لم تعير اهتمام لكلام هويدا بالرغم من حكمته لتعتدل هويدا واقفه وهي تقول : هقوم اجهز العشا زمان مالك راجع
هزت مي راسها : لا ياطنط متتعبيش نفسك
ابتسمت لها هويدا بحنان : فين التعب ده. ....انتوا منورين ومبسوطه جدا انك قضيتي معايا اليوم
زفرت مي بضيق من معامله حماتها الجيده لها بينما عقلها الفارغ عاد ليقارن بينها وبين ماس التي افتقد الجميع وجودها أثناء العشاء ليقول مالك : عامله فراغ كبير
اوما محمود مشاكسا : عندك حق ....مع انها رخمه بس وحشتني
ضحك مالك ليوكزه شريف بدفاع عن ابنته : مفيش رخم غيرك .....ماس دي روح العيله كلها
ضحك مالك قائلا : عندك حق يا بابا ...ده عمي بيموت فيها
التفت الي مي قائلا بعفويه : مش كده يامي
أومات مي وعادت نيران الغيرة الهوجاء تهب في قلبها من جديد ولو لمجرد سماع سيرتها ...!
.....
....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابعد صالح نظراته عن مرمي نظرات ابيه بتهرب من نظراته ولكن رافت كان اذكي من أن يوبخه الان
بينما عكست نظراته تأكيد أن اختيار ابنه خاطيء
وليس بحاجه لقول شيء
خرج المحامي قائلا : للاسف اخد اربع ايام علي ذمه القضيه
بكت ياسمين ليحيط صاح بكتفها يهدئها
ليخرج زياد بعد قليل يسير بانتصار يخفي به نيران قلبه لرؤيتها بحضن صالح بينما صالح يري نظرات ابيه وياسمين تشعر كم هي ضئيله وكأنها عاريه امام نظرات رافت الكارهه ونظرات زياد الحاقده والمشبعه بنظرات الانتصار
والجديد الذي شعرت هو الذنب لأجل صالح الذي يواجهه كل هذا برفقتها ...
اشار لها صالح بعيناه لتهز راسها وتتجه الي عماد الذي خرج منكس الرأس وتلك الاساور الحديديه بيده
لتتجه إلي ابيها بعيون ملئتها الدموع ولكن قبل أن تقول شيء كان عماد يبرر أفعاله : هي ضربه واحده بس يا ياسمين ....ضربه واحده فكرت أنها هترجع ليا كل اللي ضاع مننا
بكت ياسمين بقهر وهي تقول بصوت مختنق بعبراتها : مفيش حاجه هترجع ...انت ضيعتنا كلنا حرام عليك
حاول عماد أن يرتب علي كتف ابنته بأسف ولكنها أبعدت يداه وهي تنظر له بعتاب قاسي : حتي فلوس علاج عبد الرحمن ضيعتها .....منك لله ....منك لله
جذبها صالح إليه ليحتضنها وهو يربت علي كتفها بحنان بينما سحب العكسري عماد الي الحبس
أمسكت بيده قائله بصوت مختنق : انا اسفه
همس صالح وهو يسير بها الي الخارج : هشش متقوليش حاجه
انسحب رافت بهدوء وهو متاكد أن ابنه سيلجأ له
واكتفي بتلك الكلمات التي قالها له بصوت خافت : اوعي تنسي في يوم من الايام اني ابوك واني عمري ما هسيبك
حاول صالح تهدئه ياسمين التي كانت كالغارقه لاتجد لها منقذ من أفعال ابيها الذي أن تخلت عنه كيف تتخلي عن أخيها المريض
: ضيع كل حاجه .....حتي فلوس علاج عبد الرحمن ضاعت .....اعمل ايه ....اعمل ايه ؟!
ربت صالح علي كتفها بحنان قائلا : متعمليش حاجه وسيبي كل حاجه عليا
بكت ياسمين بضعف : انت مالكش ذنب
ضمها إليه بحنان : انتي حبيتي وعبد الرحمن اخويا الصغير من دلوقتي هو مسؤل مني
نطق بكلماته وهو يعنيها ليشد بها من عزيمتها بينما هو كان مثلها كالغارق الذي لا يجد سبيل للنجاه ..
.........
...
جلس رافت لتنظر له ليليان بتوجس بينما سألها بهدوء :
انتي عرفتي أنه اتجوز
بوغتت ليليان لما نطق به زوجها : اتجوز
اوما رافت بسخط : بنت اختك
هزت ليليان راسها : معرفش والله ما اعرف
أوقفها رافت قائلا بحزم : عارف
صمتت ليقول رافت بنبره لا تقبل المناقشه : اسمعي يا ليليان ......البنت دي خطر علي ابنك
رفع عيناه إليها وتابع : عارفه انا جاي منين دلوقتي
هزت راسها ليجيب : من القسم
اوي شفتيه بسخط وتابع : ابنك يوم بعد يوم هيغرق في مشاكلها اللي مش بتخلص هي وأبوها والزفت جوزها
وانتي اكتر واحده شوفتي عملوا ايه في ابوكي
تحركت دقات قلب ليليان بخوف فطري علي ابنها ليقول رافت لها مستغل قلقها : عاوزة تخسري ابنك كمان زي ما خسرتي ابوكي ؟!
قالت ليليان ببكاء وهي تهز راسها : لا يارأفت
قال رافت بحزم : يبقي تساعديني
قالت بعدم فهم : اعمل ايه ؟
اشار لها رأفت قائلا : اتصلي بيه
وبعدين هقولك تعملي ايه ....؟!
..........
....
...
أزاح عمران كل ما فوق مكتبه بعنف مزمجرا بعوني زوج ابنته : أيه الكلام الفارغ ده
قال عوني بتوتر : اعمل ايه ياحاج حاولت معاهم ومفيش فايده .....الا تزيد النسبه والا مش هيشتغلوا والأرض حالها واقف والعمال بيقلدوهم ...حاولت معاهم كتير مش قادر عليهم
هتف به عمران بتوبيخ: يعني ايه مش قادر عليهم ......انت مش عارف تعمل حاجه لوحدك
قال عوني بدفاع عن نفسه : ياحاج والله ما بطلت كلام من صباحيه ربنا ومهما اتكلم اللي في دماغهم في دماغهم
صاح عمران بغضب : و مهران فين ؟
هز عوني رأسه : معرفش ياحاج
هتف عمران بغضب : اتصل بيه ؟!
أخرج عوني هاتفه ليأتيه صوت أبيه الغاضب :
انت فين ؟!
قال مهران بقلق : خير ياحاج
هتف عمران باحتدام : عاوزك قدامي حالا
عقد مهران حاجبيه باستفهام : في ايه ياحاج
هتف عمران بامتعاض : انت هترغي زي الحريم ....اسمع الكلام يامهران
زفر مهران وهو يغلق هاتفه لتقول فيروز برفق : لو في حاجه خلينا نرجع
اوما لها وهو يربت علي يدها :
معلش هنعوضها يوم تاني
ابتسمت له وهي تحتضن ذراعه وتضع راسها فوقه : اصلا اي مكان معاك حلو ...
....
......
زفر كريم بحنق وهو ينظر في ساعته بينما وقف امام البنك بانتظار مجيء ريم التي قلبت عيناها ما أن رأته امامها هاتفه ببرود : خير
قال مريم وهو يخفي غضبه : خلينا نتكلم ياريم مينفعش اللي حصل بينا
نظرت له باحتقار بينما تري كم يضغط نفسه ويذلها امامها : ياه للدرجه دي مستعد تنازل وتتكلم معايا ....فين ايدك اللي كنت بتمدها عليا بدل لسانك
هتف بها كريم بحنق : ريم
زجرتخ ريم بانفعال : اخرس ومتنطقش اسمي
نظرت له مجددا باحتقار وتابعت :
مش محتاج تتكلم ولا تقول حاجه انا عارفه انت عاوز ايه
نظرت إلي ملامح وجهه وتابعت : موافقه ارجعلك الفلوس
نظر إليها لتري لهفته الواضحه وسرعان ما تميتها بكلماتها : بشروط
نظر لها لتتابع بهيمنه : هتطلقني وتديني كل حقوقي ومش بس كده كمان هاخد من الفلوس تمن شقه ليا
صاح كريم بها بغضب : انتي اكيد مجنونه
تجاهلت غضبه وأحاطت ذراعيها حول صدرها وهي تتطلع له ببرود شديد متابعه : لسه اخر شرط
نظر لها لتقول : الست والدتك تعتذر ليا
قبل أن ينطق بكلمه كانت تتابع : يا كده يا تنسي انك تاخد مليم واحد مني
صاح بتهديد : انا هبلغ عنك
ضحكت ريم ببرود اشعل أعصابه : بلغ ...ايه يا حبيبي هو انا سرقتك لا سمح الله .....ده حساب مشترك يعني اخد منه اللي يعجبني
نظرت إلي وقع كلماتها عليه وتابعت : واقولك حاجه اعمل اللي تعمله اصلا مش فارق معايا حاجه
نظرت له باحتقار وتابعت : ارجع بوس رجل مراتك الخليجيه يمكن ترضي عنك وترجعك ليها بعد ما بقيت شحات
نظرت له بسخط وتابعت : انا كلمتها وعرفت انها طردتك من البلد كلها وكمان قولتلها علي كل حاجه
نظرت له باحتقار نظره اخيره ثم استدارت لتدخل من الباب الزجاجي الضخم لتتفاجيء بمهاب امامها
عدلت من هيئتها وهي تقول باعتذار عن اصطدامها به : متاسفه يامستر مهاب
اوما لها دون قول شيء ليسير بضع خطوات الي الداخل وتتبعه ريم إلي مكتبها ....
..........
نظرت تهاني بشماته الي صوت عمران العالي الذي رج اركان المنزل ومهران يدخل ليشير الي فيروز قائلا : اطلعي وهحصلك
همست تهاني بكيد : قدمك قدم الشوم
تجاهلها فيروز واتجهت الي الدرج لتتابع تهاني بكيد : ايه طالعه ليه .....مش هتستني تسمعي الحاج وهو بيبهدل مهران اللي بقي داير وراكي وسايب شغله
هتفت بها فيروز ببرود : ابوه و يعمل فيه اللي هو عاوزة
رفعت تهاني حاجبيها : بقي كده
أومات لها فيروز وعادت لتقف امامها تنظر لها ببرود وهي تتابع : هو انتي ليه سوده اوي من جوه كده
........سخرت وتابعت : ياعيني اصل محدش بيحبك
نظرت لها من أعلي لاسفل واسرعت لغرفتها
بينما حاول مهران تهدئه أبيه :
واحده واحده ياحاج
هتف عمران بغضب : مفيش واحده واحده سايب شغلنا ومصالحنا وداير تتفسح
سحب مهران نفس عميق يهديء به من أعصابه : وفيها ايه ياحاج ....مش حقي اخد اجازة
قبل أن يقول عمران شيء كان مهران ينهي الحديث قائلا بهدوءه المعتاد : عموما مش وقته ...انا هشوف موضوع الأرض وبعد كده نتكلم ....
.........
...
رددت ليليان الكلمات التي أخبرها بها رافت :
وانت هتعمل ايه ياصالح
قال صالح بضياع : مش عارف ياامي ....مقدرش اسيب ياسمين في الحاله دي لازم اخرج ابوها
اشار لها رأفت الذي يستمع إلي المكالمه لتتابع : وهتجيب فلوس منين
: مش عارف
اشار لها رأفت لتتردد ليليان قبل أن تقول : خد من ابوك
هز صالح رأسه : مستحيل
بكت ليليان بصمت وهي تدفع ابنها إلي أن يطلب من والده كما أخبرها رافت وقد تمزقت بين خوفها علي ابنها وبين ثقته بها
لتقول ليليان وهي تمسح دموعها :
ابوك مش هسيبك لوحدك ياصالح .....
كلم ابوك واكيد هيقف جنبك
هزت رأسها وهي تغلق الهاتف قائله :
رفض
نظر رافت الي الامام قائلا : هيقبل .....مسيرة يقبل
.......
شعرت ماس بالصفاء بعد أن تحدثت مع والدتها لتقاوم مشاعرها السلبيه باكثر ما تحبه ويستطيع إخراجها من تفكيرها وهو عملها لتمسك حاسوبها وتضعه فوق ساقها وتعمل بلا كلل ولا ملل حتي المساء لتبتسم لنفسها برضي وقد تبخر شعورها بالضيق بل ازداد شعورها بالرضي وهي تتصل بريم التي رفضت قائله :
لا طبعا يا ماس
هتفت ماس بإصرار : اسمعي الكلام ياريم
هزت ريم راسها قائله : ازاي اخد شغلك وانسبه لنفسي .....شاكستها وتابعت : انا اه حراميه بس مش للدرجه دي
ضحكت ماس قائله : يستاهل هو وأمه
أومات ريم لتعود ماس قائله بجديه : لو مقولتليش أنه شغلك مستر مهاب مش هيقبله ....اسمعي الكلام وقدمي الفايل وكده كده انا كنت مش هعمل بيه حاجه يبقي نستفيد كلنا وال credit voucher يتطور
..........
داعبت تلك الفتاه عضلات صدره
زياد العاريه وهي تقول .......ايه رايك في أفكاري
صمت زياد الذي كان يحترق ومازالت صورتها وهي بحضن اخر منحفره في ذاكرته لتتابع الفتاه بحقد : هي مش شافت نفسها عليك .....وريها مقامها
لما نشوف مناخيرها هتتكسر ازاي وأبوها مرمي في السجن ....
...........
....
انتهي مهران من مشاكل العمل ليعود ويضع أمام أبيه تلك العقود التي نظر لها عمران باستفهام :
ايه ده ؟!
قال مهران وهو يجلس أمام أبيه : عقود عملتها للفلاحين
قال عمران باستفهام : لازمتها ايه ؟!
قال مهران : شوفها وانت تعرف ....
نظر إلي ابيه بعتاب واعتدل واقفا وهو يقول :
تصبح علي خير ياحاج ...
نظرت فيروز الي مهران الذي دخل الي الغرفه بأسف قائله بحساسية أنها تسببت في مشكله بينه وبين أبيه : انا اسفه
قال مهران بحنان : انتي مالك يابنت الناس ...دي مشاكل الشغل وواخد عليها
هزت راسها قائله بجبين مقطب وهي تتطلع إليه بامتنان بهدوء طبعه ورفقه بها : لا انت كده زعلان طالما قولت بنت الناس .....نظرت له بدلال : قولي فيروز
ابتسم لها قائلا : فيروز
ضحكت لتقول بحماس : هنزل اجهزلك العشا انت مأكلتش حاجه من الصبح
هز رأسه قائلا : مش جعان
قالت برجاء : طيب عشان خاطري
اشار الي طبق الفاكهه الموضوع علي أحد الطاولات قائلا : هأكل فاكهه ....بس ادخل استحمي الاول
أومات له وسارعت تجهز له ملابسه بينما تريد من داخلها فعل أي شيء يرضيه كما يفعل معها ....أمسكت ملابسه واتجهت لتطرق الباب تناديه :
مهران
قال من خلف زجاج كابينه الاستحمام : نعم
وضعت الملابس له قائله : هدومك
ابتسم لها قائلا : شكرا يا حبيتي
خرجت بخجل لتنظر الي خصلات شعرها ترتبها ثم تستبدل ملابسها سريعا وتقف تضع القليل من مستحضرات التجميل بينما تريد أن تكون له زوجه جميله وقد تلاشي من داخلها الخجل منه
خرج مهران ليتطلع إليها وقد اختطفته بفستانها الفيروزي القصير وبمكياجها وكأنها متعمده أن تكون فاتنه تلك الليله
عضت علي شفتيها بخجل وهي تري نظراته المعجبه بها وسرعان ما تنفلت ضحكتها الناعمه حينما قال مهران بمرح : ده انا هخلي الحاج يروقني كل يوم لو هتعوضيني كده
هزت راسها قائله : متقولش كدة عشان بتضايق
نظر لها باستفهام : ليه ؟!
هزت كتفها قائله : بحس اني السبب
ربت مهران علي كتفها بحنان قائلا : ولا سبب ولا حاجه ...اصلا مفيش حاجه حصلت ...الحاج عصبي حبتين وجت فيا عادي
نظرت له بانبهار بينما يصيغ الأمور من منظور هاديء ولا يضخم شيء لينعم بالصفاء النفسي : انتي ازاي قادر تكون كدة
:كده ازاي ؟!
نظرت له بإعجاب : هادي وعارف تتصرف براحه مع أن انا اي كلمه بتعصبني ....واحد غيرك كان اتخانق مع باباه
قال مهران بتهذيب : ويصح برضه اعلي صوتي عليه
هو هيطيب خاطري لما يهدي
ابتسمت له قائله : انت طيب اوي
نظر إليها بإعجاب : وانتي حلوة اوي
: بجد
اوما لها لتقول باعتراف : تعرف اني حاسه اني بقيت حلوة دلوقتي لما اتجوزتك
نظر لها باستفهام : ومكنتيش قبل كدة حلوة
هزت راسها وتابعت بخجل : لا ....يعني تقريبا الحب بيحلي
نظر لها مهران بشغف جارف وهو يضمها إليه قائلا قبل أن يتناول شفتيها : ده الحب بيعمل عمايل ....تعالي اقولك عليها
...........
....
انهمكت ماس تعمل بجوار جاسر النائم حتي قبيل الفجر ليعقد جاسر حاجبيه حينما تقلب وأحاط خصرها بذراعه لتتفاجيء بها ما زالت مستيقظه تعمل
ليقول بصوت ناعس : ماسه انتي صاحيه بتعملي ايه كل ده ؟!
هزت كتفها وأشارت إلي تلك sheets التي لم يفهم جاسر منها شيء بينما امتلئت بالارقام : بتسلي
قال بعدم اكتراث وهو يغلق الحاسوب : حبيتي انتي بتتسلي بأرقام ....تعالي نامي يا ماما انتي حامل وتعبانه
وضعت الحاسوب بجوارها واندثرت بحضنه ونامت لتستيقظ بحماس وهي بانتظار مكالمه رسم لتخبرها عن رأي مهاب بالمشروع
لتجيب علي هاتفها بلهفه : ايه الشغل عجبه ؟!
تفاجات بصوت مهاب : عجبني اوي
بوغتت ماس بصوت مهاب لتردد بعدم فهم :
ريم
قال مهاب بمرح نادرا ما يتحدث به : ده صوت ريم برضه
قالت ماس باعتذار : مش قصدي مستر مهاب اصل ...اصل
اوما لها بينما جلست ريم أمامه والتي لم يجد صعوبه في معرفه ما يحدث ليقول : اصل انا عارف شغلك وعارف شغل ريم .....
قالت ماس بحرج : مستر مهاب ده اقل حاجه اقدمها للموقف السخيف بتاعي خصوصا أن اجتماع ال board of directors قرب
اوما بتفهم قائلا : ريم قالتلي علي كل حاجه
لم تفهم ماس ليتابع مهاب : قالت ليا
علي حملك ......
صمت لحظه بينما عقدت ماس حاجبيها ليتابع : لو كنتي بلغتيني كنت بنفسي خليتك تاخدي إجازة لغايه ماصحتك تتحسن وعموما انا هتكلم مع hr ونشوف حل لموضوع غيابك الفتره اللي فاتت
قالت ماس بحرج : متشكره يافندم بس في كل الأحوال مكنش هينفع اكمل في الشغل
قال مهاب باستفهام: ليه ؟!
صمتت بينما تفكر في اجابه مقتضبه لتقول اخيرا : انا سافرت مع جاسر لظروف شغله
انفلتت الكلمه من لسان مهاب : جوزك
صمتت ليتنهد مهاب قائلا : عموما ياماس انتي واحده طموحه وممتازة في شغلك وشغفك ده لازم يكون دافع ليكي تكملي مش توقفي شغلك لأي ظروف .....تابع بجديه قصدها ؛
وده اللي انا شوفته فيكي وانا برشحك للمنصب ده
قالت ماس بتهذيب : مرسي يافندم البنك فيه كفاءات كتير
اوما لها : اكيد بس انتي مميزة...اشار الي ريم الجالسه أمامه وتابع : عندك ريم كفء بس بتعمل شغلها وبس محدش فكر يراجع ال bad debts الا كإجراء شكلي في ال finals
ابتسمت ماس قائله :
بجد يافندم انا متشكره علي كلام حضرتك
اوما مهاب وهو يحاول ان يوقف كلماته المعجبه والتي نبعت من داخله بصدق عن طموحها وذكاءها واجتهادها قبل جمالها ،: عموما تقديرا لمجهودك انا هعرض شغلك علي مجلس الاداره
هزت راسها قائله : مفيش داعي يافندم اصلا الشغل مش كامل وريم هتتابعه مع حضرتك
هز رأسه باصرار : اكيد ولكن الاساس لازم يتعرف مين صاحبه وريم اكيد هتكمل معايا
أومات له ليقول اخيرا قبل أن يغلق الهاتف :
انا متاسف اني كلمتك بالطريقه دي المره اللي فاتت
بس ده من المسؤوليه الي عليا
هزت ماس راسها بتهذيب : عارفه يافندم
أغلقت ماس وهي تتذكر كلمات مهاب عن عملها وتشعر بالفخر متنهده ولكنها لم تسمح لنفسها بالندم ..
........
زجرت ريم التي اتصلت بها وهي تخرج من العمل : انتي ازاي تقوليله
قالت ريم : وانا قولت ايه.... قولت حامل ومضطره تقعد في البيت
أومات ماس قائله : طيب عموما شوفي لو عاوزة حاجه اساعدك
ضحكت ريم قائله : حاجه .. ؟! قولي حاجات انا اصلا مش فاهمه حاجه في اللي انتي عملتيه
ضحكت ماس قائله : لما تروحي كلميني نشتغل سوا
.........
....
عقد جاسر حاجبيه باستفهام : خير يافندم
تحدث أحد الرتبات العاليه مع جاسر بالهاتف وتابع : معنديش علم يا جاسر ...المهم متتاخرش عن الاجتماع
اوما واغلق الهاتف ليعود الي المنزل
تابعت ماس حديثها مع ريم وهي تطرق باصابعها علي الحاسوب حينما عاد جاسر لتقول :
طيب ياريم هضبط الdata وهرد عليكي
أغلقت ليسالها جاسر عن هذا الذي تفعله منذ يومان علي الحاسوب : بتعملي ايه ياماس
هزت كتفها قائله : ابدا كانت ريم بتسالني في حاجه في الشغل
قال بتلقائية : وانتي مالك ومال الشغل مش خلاص سبتيه
شعرت ماس بالغضب من نبرته الغير مباليه لتقول بدفاع ؛ انا بعت ليها الشغل اللي كنت بعمله عشان تكمله
زفر جاسر دون إرادته من ذكرها مجددا بموضوع عملها ليقول : انا مش فاهم ايه لازمته ...
افلتت نبرتها المنفعله : وايه المشكله .... عادي لما اساعدها وانا اصلا فاضيه وزهقانه
زفر متبرطما : رجعنا لموضوع زهقانه
نظرت له ماس : بتقول ايه ؟!
التفت لها قائلا :
بقول انك مش مطالبه تشتغلي وتتعبي نفسك
نظرت له ماس قائله بتلك الفكره التي لمعت برأسها بعد حديث مهاب المشجع : أنا مش تعبانه وبعدين اصلا انا بفكر اقدم علي شغل في أي مكان هنا
قال جاسر بنبره قاطعه : لا متفكريش احسن
بوغتت بإجابته : ايه ؟!
التفت لها جاسر بجديه :
اللي سمعتيه ياماسه ..... بلاش افكارك دي
احنا كويسين بلاش مشاكل ...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
...
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك