الثامن والثلاثون ...
الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ضيق جاسر عيناه بغيظ حينما الحت ماس علي بقاء أبيه لديهم حتي الصباح .....
رفعت ماس عيناها تجاه جاسر الذي دخل الغرفه وهي تجاهد لتكبح ضحكتها علي هيئته التي كللها الغيظ لتتظاهر بأنها ترتب ملابسه في الخزانه بينما شعرت به يتحرك تجاهها بخطوات بطيئه يتطلع إليها بعيون ملئها المكر لتتراجع خطوتين الي الخلف ترفع اصبعها أمام وجهه حينما تلاعبت النظرات اللعوب بعيناه وهو يتوقف امامها مباشره يحشرها بين عضلات صدره امامها والخزانه من خلفها لتهمس بتحذير : جسورة انت بتبص ليا كده ليه ...؟!
اقترب الخطوه الفاصله بينهما وأسند كلتا يداه علي الخزانه حولها ومال تجاه وجهها وعيناه تتلكأ أمام شفتيها بينما يهمس بمكر : ببصلك ازاي
قالت ببراءه : بتبص علي شفايفي ليه كده ...
هدرت الدماء في عروق جاسر حينما نطقت كلماتها ببراءه ليميل تجاه شفتيها أكثر وهو يقول مضيق عيناه الماكرة : متغاظ من شفايفك
نظرت له ببراءه : ليه ؟!
قال بخبث وهو يرفع يداه يمررها فوق شفتيها ببطء : عشان لما بتقولي جسورة دي بتبقي عامله مصيبه ...زي اللي عملتيها ....ازداد الغيظ في نظراته وهو يقلدها : نام عندنا يااونكل ....عشان خاطري يا اونكل انت واحشني
افلتت ضحكتها : انا ياجسورة ...
اوما لها وهمس قبل أن ينقض علي شفتيها : اه ياقلب جسورة ....بقي اونكل واحشك وابن اونكل لا .....ضاعت كلماتها بين شفتيه التي التهمت شفتيها بتوق ورغبه لتذوب ماس بين ذراعيه تبادله قبلته باشتياق لدقائق قبل أن تشعر بيداه تتحرك تجاه ازرار بيجامتها يحلها الواحد يلو الآخر لتسحب شفتيها من بين شفتيه سريعا وتضع يدها فوق يده توقفه ما أن فتح اول ثلاث ازرار
: لا جاسر مش هينفع اونكل في الأوضه جنبنا
لم يقبل رفضها ليميل مجددا تجاه شفتيها التي لم يشبع منها بعد ليقبلها مجددا ومجددا حتي سلب أنفاسها....قالت بأنفاس لاهثه : جاسر ... مش هينفع ....إونكل هيسمعنا...قاطعها جاسر الذي همس بجوار اذنها التي أخذها يداعبها بشفتيه : يبقي هششش وبطلي كلام
افلتت ضحكتها الناعمه من قبلاته : بغير ياجاسر
رفع حاجبه ووضع يداه علي طرف شفتيها يوقف ضحكتها العاليه : بس ...هشش
ضحكت مجددا وهي تشير له : انت عارف اني هفضل اضحك ....بس ياجاسر بغير
عقد حاجبيه بانزعاج وقال اسمها بعتاب بينما اشتاق لها حد الجنون : ماس
قالت بدلال وهي تضع يدها فوق صدره الذي دق بداخله قلبه بقوة : قلب ماس
رفع حاجبه بغيظ : والله
هزت كتفها بدلال ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها تقبل طرف شفتيه : عندك شك انك قلبي
نظر في عيونها وقال بمشاعر جياشه وهو يعاود تحريك رأسه تجاه شفتيها : وانتي حياتي
تملصت ماس منه قائله : جسورة بس بقي .... بقولك اونكل جنبنا .
زفر بضيق لتسرع ماس تدخل الي الفراش وتنظر له بينما ظل واقف مكانه : مالك ياجسورة
ضيق عيناه ونظر لها بغيظ قائلا : مش هنام جنبك
عقدت حاجبيها قائله : ليه يا حبيبي ؟!
قال من بين أسنانه بغيظ : عشان انتي شريرة
قالت ببراءه : انا...؟! ده انت طيبه اوي
فتحت له الغطاء جوارها قائله بحنان : يلا يا حبيبي تعالي نام ...
هز رأسه : توء
مدت يدها الي أحد مستحضرات التجميل وأشارت له بها باغواء : ايه رايك اعملك مساج عشان تعرف تنام .....شكلك متوتر
نظر لها بشغف غلب غيظه منها وبالتأكيد لم يستطيع الرفض ليخلع التيشيرت الذي يرتديه ويتجه الي جوارها يتوسد الفراش ...ماشي مساج ..مساج ..
ضحكت ماس واستندت الي ركبتيها وبدأت تحرك يدها بالزيت فوق ظهره الذي استعذب لمستها وسرعان ما كانت دماءه الحاره تسري بكل عروقه ليهب من اسفل يدها ويهز رأسه : لا
نظرت له بدهشه : في ايه ؟!
هز رأسه وأشار لها بغيظ : هاتي التيشيرت ده ...نظرت له بدهشه : ليه
قال وهو يحاول تهدئه ضربات قلبه : هتهور لو فضلت جنبك ....انتي عاوزة تخلصي عليا انا عارف
ضحكت ماس وهزت كتفها بدلال وما أن فتحت فمها حتي اسكتها وهو يقول مقلدا لها : انا ياجسورة
ضحكت مجددا ليقول بغيظ وهو يرتدي التيشيرت الخاص به : أيوة انتي يا شريرة .....ماشي يا ماسه
رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : اقولك.... انا هروح انام جنب بابا احسن
افلتت ضحكتها ليقول بغيظ : مبسوطه اوي .. ماشي ياماس انا كل ده ساكت عشان الهرمونات اللي بتقولي عليها بس كلها بكره بابا يمشي وهتعامل مع ابنك وهرموناتك
ضحكت ماس واسندت ظهرها الي الوساده خلفها وقالت بحب وهي تمرر يدها فوق بطنها : اهو ابنك عندك اتصرف معاه
ضيق عيناه ومال ناحيتها : يعني ابني مش موقفك
قالت ببراءه مزيفه : موقف ايه ؟!
قال من بين أسنانه : ماس
هزت كتفها وقالت متظاهرة بعدم الفهم : اصل مواقفي معاك كتير ...حدد اي موقف
قال بغيظ من بين أسنانه : اني غلطان
سألته بمكر : وانت مش غلطان
هز رأسه وفرك عنقه قائلا : مش اوي
ابتسمت بسرها وهمست لنفسها ( بعد ما كان مش غلطان بقي مش اوي....يبقي في امل يعترف أنه غلطان )
.......
.....
قضت ياسمين ليلتها تبكي بقهر لتضيف ليله حزينه كئيبه أخري إلي لياليها التي عاشت بها لوقت طويل حتي أصبح الحزن هو السمه التي تكسو حياتها بينما أصبحت بها السعاده كلمه لا تستطيع حتي أن تطمح لها ولكن مع كل دمعه ذرفتها بالليل استيقظت وهي تشعر بشيء مختلف وكأن دموعها زادتها قوة أو هذا ما إرادته ....نعم سئمت البكاء والضعف وأصبحت تريد أن تكون قويه حتي لا تشعر بهذا الوجع .....مسحت بقايا دموعها وغسلت وجهها مرارا بينما أيقنت أن وجعها ودموعها كتبت عليها ان تكون منه هو وكل الجراح التي بداخل قلبها منه هو وحده..... وهي اعتادت فالوجع مازال مؤلم ولكن الفرق هو قوة احتمالها التي ازدادت ويجب عليها أن تحتمل الفراق وتحيا حياتها بدون صالح الي الابد فهي لم تعد تحتمل منه وجع اخر ....
ابتلعت أحد الاقراص المسكنه للألم لتسكن هذا الصداع الذي تملك من راسها ثم أعدت لنفسها كوب من القهوة وأخذته واتجهت لتجلس في الشرفه تستنشق الهواء وتشرد في الفراغ الممتد امامها بينما فراغ مماثل مخيف كان يكبر بداخل صالح الذي قضي ليلته يحاول فك تلك الكره الضخمه من خيوط أفكاره المتشابكه ....لن يبقي ممزق بين كل تلك الضغوط التي شجع نفسه طويلا بأنه يستطيع مواجهتها فهو ليس بضعيف وعليه أن يكون قوي ليسطر حياته وحده دون أن يخضع لضغط أبيه أو ضغط اي ظرف ولذا اول خطوه يجب أن يتخذها لمواجهه تلك الضغوط هي خطواته التي خطاها تجاه منزل ياسمين ....طرق الباب بضع مرات ولم يلقي رد لذا ظن أنها ما تزال نائمه ....فكر بالذهاب ولكن قلبه لم يسمح له فيكفي أن يتركها لوجعها وجرحها أكثر من هذا ....
عقدت ياسمين حاجبيها وهي تتجه الي الباب الذي تعالت عليه تلك الطرقات لتجد صالح امامها ....
دون أن تسمح له بنطق شيء كانت تعقد حاجبيها وتقول بجفاء : خير يا صالح ... في حاجه ؟!
تجاهل صالح جفاءها الذي يستحقه ليقول وهو يهز رأسه : اه يا ياسمين في حاجه لازم نتكلم فيها مع بعض
هزت ياسمين راسها وهي تخمد صوت قلبها بداخل ضلوعها فيكفيها جراح : مفتكرش في بينا اي حاجه نتكلم فيها ....لو سمحت ياصالح كفايه لحد كده
اوما صالح موافق علي كلماتها : عندك حق ...كفايه ....
ابتلعت وهي تفسر كلمه كفايه بأنه اكتفي منها بينما نظر صالح الي عيونها وسارع لتفسير كلماته : كفايه اوجعك واجرحك ....ياسمين انا اسف علي كل اللي قولته وعلي كل اللي عملته في حقك ....انفعلت نبرته بينما يتابع : مش هقولك مبررات بس وحياتك عندي كل ده من حبي فيكي ....غيرت عليكي غصب عني
غيرت وحاولت اني انسي كلامه بس غصب عني غلبتني غيرتي لما قولتي ليا انك كلمتي مكرم .....
عقدت ياسمين حاجبيها باستفهام : كلامه عني. ..... مين ..؟!
أخبرها بكلام زياد عنها وعن مكرم لتشعر ياسمين بالاشمئزاز من هذا الحقير الذي يعيش علي اذيه الآخرين ويتلذذ بها ...
نظر صالح الي عيونها باعتذار : انا اسف يا ياسمين ...انا مهما احاول اعتذرلك مش كفايه بس قدري غيرتي وسامحيني ....وحياتك عندي ما قصدت من كلامي اي حاجه ولا كلام الحقير ده اثر فيا الا لما اتكملتي عن مكرم ....انا راجل وبحبك يا ياسمين وحقي اغير عليكي
عارف انك اتحملتي مني كتير بس دي اخر مرة اجرحك ....سامحيني يا ياسمين
..........
...
تقلبت فيروز التي بدأت تفتح عيونها لتشعر بهذا الشيء الصلب اسفل راسها ...رفعت عيناها ببطء تجاه تلك الأنفاس التي تلامس وجهها لتقابل وجهه مهران النائم ...تحركت دقات قلبها وهي تنظر إلي يداه التي أحاطت بخصرها بينما توسدت راسها صدره لتتهادي ابتسامه حالمه علي شفتيها وتعود لتغمض عيناها من جديد والأحلام الورديه تغزو مخيلتها وتستسلم للنوم مجددا كما فعل مهران الذي استغرق بالنوم يشعر براحه واكتفاء لوجودها نائمه بحضنه بينما تلاشت كل الحواجز بينهم يوما بعد يوم ....فتح مهران عيناه ومد يداه برفق يرفع راسها من فوق صدره ويضعها فوق الوساده حتي لا يقلق نومها ليعتدل جالسا ويتمطأ بكسل وهو ينظر في ساعته التي تجاوزت الحاديه عشر .....قام من جوارها واتجه الي ستائر الغرفه الثقيله يغلقها حتي لا تنزعج من ضوء الشمس القوي ثم اتجه لاستبدال ملابسه بهدوء ....
شعرت فيروز بانفاسه حينما اقترب منها ومال فوقها يطبع قبله علي جبينها لتتنازع ما بين فتح عيونها و ما بين البقاء متظاهر بالنوم والاستسلام لخجلها الفطري ...مرر مهران يداه علي خصلات شعرها بحنان وعاد يقبل جبينها ثم اتجه الي باب الغرفه وانصرف لتعتدل فيروز جالسه ومازالت تلك الابتسامه علي شفتها ...فهو رجل حنون صبور اخترق أسوارها الزائفه ووصل الي قلبها بلين شخصيته ...
.....
نظرات ماس بابتسامه الي جاسر وقد توسد الفراش بجسده الضخم وغرق بالنوم لتجلس بجواره علي طرف الفراش وتوقظه بصوت ناعم وبحركه أناملها الرقيقه علي وجهه : جسورة
همهم و تقلب بكسل وأحاط بخصرها وعاد للنوم لتقول ماس مجددا بنعومه : اصحي ياحبيبي يلا
قال بصوت ناعس : الساعه كام ؟!
نظرت في ساعتها قائله : ١١
فتح عيناه بانزعاج : ياه انا اتاخرت اوي
ابتسمت له حينما فتح عيناه لتقول بنعومه: صباح الخير علي احلي ظابط شوفته في حياتي
ابتسم لها وقبل وجنتيها متسائلا بمكر محبب : وانتي شوفتي ضباط غيري في حياتك
أومات له وقالت بمرح : كتير
نظر لها بغيره طفوليه لتقول ماس بدلال : ده كفايه سياده اللواء اونكل زيدان حبيبي ...بالداخليه كلها
ضحك جاسر : ده انا كده هغير
مررت ماس يدها برقه علي وجنته الخشنه قائله : ياحبيبي انت بتغير علي طول
ضحك قائلا : ماشي يا لمضه ....ممكن تجهزيلي هدومي علي ما اخد شاور بسرعه احسن عندي شغل كتير.
.....انتهي جاسر من استحمامه واسرع يرتدي ملابسه ليقول وهو يغلق ازرار قميصه : ماسه حبيتي صحي بابا عشان نفطر احسن اتاخر
هزت كتفها قائله : ده اونكل زمانه قرب يوصل
عقد حاجبيه بدهشه : ايه ...هو بابا مشي
أومات له قائله : صحي بدري جدا وفطرت انا وهو ومشي
: مصحتنيش ليه يا حبيتي اشوفه قبل ما يمشي
هزت كتفها : قالي اسيبك نايم
نظر لها بمكر واتجه ناحيتها : يعني بابا مشي بدري وسيباني نايم
قالت ببراءه حمل : اه صعبت عليا ....شكلك كنت عاوز تنام
نظر لها رافعا حاجبه : صعبت عليكي ولا عاوزة تهربي
: انا ياجسورة
قال بغيظ من بين أسنانه : اه من جسورة دي ....ماشي يا قلب جسورة ...جهزتي القهوة يا حبيتي
أومات له قائله : الفطار كله جاهز
هز رأسه قائلا وهو ينظر في ساعته ويلتقط سترته يرتديها : لا يا حبيتي مش هلحق افطر ...هاخد بس القهوة بسرعه
أومات له وتبعته الي الخارج ليرتدي حذاءه ويأخذ من يدها مفاتيحه وهاتفه ويميل تجاه وجنتيها يقبلها : عاوزة حاجه ياروحي
هزت راسها : لا ياحبيبي ...خد بالك من نفسك
....
نظرت ياسمين التي تحركت علي أطراف أصابعها من خلال فتحه العين السحريه بباب المنزل لتجده بالفعل نفذ كلماته لها ( عموما انا مش هتحرك من قدام الباب الا لما تسامحيني )
ابتسمت وعادت تبتعد من خلف الباب علي أطراف أصابعها لتتسع ابتسامتها ومجددا يداعب قلبها الرغبه في السعاده دون أي سماع صوت تفكير أو عتاب فهو لو يدخل الي قلبها يعرف أنه ليس بحاجه الي طلب السماح ككل مره فهي بالفعل سامحته كما فعلت وستفعل ....أنها لاتشعر بشي تجاهه الا الحب المطلق ..
.......
...
قالت تهاني بخبث : فهمتي هتعملي ايه ؟
أومات ذكيه : بالضبط يا ست تهاني
هزت تهاني راسها قائله : طيب روحي انتي وانا جايه وراكي
اتجهت ذكيه كما قالت لها تهاني الي غرفه فيروز التي أنهت استحمامها وخرجت تحيط جسدها بالمنشفه لتتفاجيء بوجود ذكيه بالغرفه
هتفت باستنكار : انتي بتعملي ايه هنا ؟
قالت ذكيه ببرود : باخد الغسيل
أومات فيروز وهي تجذب المنشفه حول جسدها أكثر : طيب روحي دلوقتي وانا هبقي أطلعه ليكي
تابعت ذكيه ببرود ما تفعله وهي تجذب الملابس من السله الموضوعه بجانب الغرفه : الله وانا اول مرة اعملها يا ست فيروز ده شغلي
هتفت فيروز بحنق : وانا مقولتش حاجه بقولك هبقي أطلعه وابقي اناديكي تاخديه لما البس هدومي
قالت ذكيه بقله لياقه تقصدها : وانا عاوزة اخلص اللي ورايا ....مش هستني سيادتك
استنكرت فيروز نبره ذكيه لتقول بانفعال : انتي بتقولي ايه ؟! اسمعي الكلام واطلعي برا بقولك
هنا دخلت تهاني التي تظاهرت أنها جاءت علي صوتهم : في ايه ؟
هتفت ذكيه بضعف : ابدا ياست تهاني بقالي ساعه بوضب الأوضه و واقفه اشوف طلبات الست فيروز وهي شخط ونطر مع اني معملتش حاجه ..
احتقن وجهه فيروز بصدمه من كذب الفتاه لتنصدم أكثر برد تهاني التي قالت بخبث ::معلش ياذكيه أصلها مش متعوده علي الخدمه
انتفخ وجه فيروز بالغضب ولكنها امسكت لسانها لتقول :
انا مش هرد عليكي
استفزتها تهاني قاصده كعادتها لتدفعها الي الغضب : لا ردي يا بنت الاصول عليا عشان اكتم صوتك خالص
امسكت فيروز أعصابها بصعوبه والتفتت الي تهاني وقالت ببرود ::مش هرد عشان اصلا صوتك موصلنيش نظرت لها من أعلي الي اسفل وتابعت : لانه جاي من تحت اوي
خرجت تهاني بوجه محتقن لتسرع ذكيه خلفها تهدئها بينما أفسد هدوء فيروز خطتها التي انتوت أن تجعل عمران يستمع إليها مجددا وهي تتطاول عليها ولكنها فشلت بسبب تمسك فيروز بهدوءها لتزجز ذكيه وتهمس لها بما ستفعله وعلي الفور كانت ذكيه تنزل الي مكتب عمران وتقول بتعلثم :
حاج عمران
رفع عمران عيناه إليها قائلا : في ايه ياذكيه ؟!
فركت يدها قائله : ابدا اصل
زجرهل بنفاذ صبر : انطقي
قالت ذكيه سريعا : بصراحه الست فيروز بهدلت الست تهاني وهي قاعده تعيط في اوضتها وانا مقدرتش اسكت وقولت انزل اقولك
احتقن وجهه عمران بالضيق من مشاكل زوجه ابنه التي لا تنتهي منذ أن دخلت الي المنزل ليهتف بعصبيه ::
طيب غوري... وبعد كدة اياك تنطقي بحاجه شفتيها أو سمعتيها في البيت ...
أومات ذكيه واسرعت تغادر بوجل ليتحه عمران الي تهاني التي كانت تبكي بدموع مزيفه ليعقد حاجبيه ويسألها
: في ايه ؟!
مسحت تهاني دموعها وهزت راسها : مفيش ياحاج ...
هتف عمران بنفاذ صبر : انطقي ...ايه اللي حصل ...؟
أخبرت تهاني عمران بما حدث من بين دموعها الزائفه لتنهي حديثها : ابدا ده كل اللي حصل ....بس انا مش زعلانه ياحاج منها عشان خاطر مهران ...... إلا أنها تتطاول عليا قدام الشغاله كمان ده كده عيب اوي
زفر عمران بضيق واندفع خارج الغرفه لتدخل بسمه خلفه بوجهه محتقن تهتف بوالدتها بانفعال : ...حرام اللي بتعمليه ده
هتفت تهاني ببراءه زائفة : وانا عملت ايه ؟!
قالت بسمه بهجوم : انتي عارفه عملتي ايه ..... حرام البنت معملتش حاجه انا سمعت كل اللي حصل
اسكتتها تهاني بحنق : اخرسي يا بنت انتي
هزت بسمه راسها بعصبيه : مش هسكت ....مش هسكت تاني ....وبعدين انتي عاوزة توصلي لايه بكل ده ....نظرت إلي والدتها وازدادت عصبيتها وهي تتابع : انا مش هتجوزه بكل اللي بتعلميه ..... وحتي لو طلقها يا ماما انا ومهران مننفعش لبعض ابدا . ..... كفايه بقي تدمري حياه واحده ملهاش ذنب حرام عليكي
دفعتها تهاني بغضب مزمجرة : اخرسي يا بنت انتي ...حرمت عليكي عيشتك
أمسكت كتفها بغضب وتابعت : انا امك و كل همي مصلحتك
هتفت بسمه بانفعال : مش عاوزة مصلحه تيجي علي دمار حياه ناس. .....واجهت والدتها بتحدي وتابعت : ولعلمك بقي انا خلاص مش هتجوز مهران ولا غيره ولا بفكر اتجوز اصلا
نظرت لها تهاني باستفهام : مش هتتجوزي ؟!
هزت بسمه راسها وقالت : انا هكمل دراستي .....هقدم في الجامعه !
قطبت تهاني جبينها باستنكار : دراسه ايه ؟!
هزت بسمه كتفها بإصرار : دراستي بعد الثانويه العامه اللي مكملتهاش
قالت تهاني بانفعال : ماهو كل البنات كدة ...تفرقي ايه عنهم
هتفت بسمه باحتدام : انا ماليش دعوه بحد ....انتي تطلعي البنت دي من دماغك وتسببيني اشوف حياتي زي ما انا عاوزة
أمسكت تهاني ذراع ابنتها بحنق : اخر مرة اسمعك تقولي الكلام الفارغ ده
انتزعت بسمه ذراعها من قبضه تهاني هاتفه بعصبيه ؛ لو مبطلتيش اللي بتعمليه انا هتكلم وهقول لعمي وكمان هقول لمهران علي كل حاجه
انتفضت تهاني بفزع حينما اتي صوت عمران من خلفها يتساءل : تقولي ليا علي ايه يا بسمه
مليء الخوف ملامح وجهه تهاني وارتجف قلبها كما ارتجفت أقدامها وهي تستدير تجاه عمران الذي كان ينظر إليها بنظرات متفحصه لتنظر الي بسمه برجاء صامت بينما عاد عمران سؤاله : تقوليلي علي ايه يا بسمه
ابتلعت بسمه ونظرت الي والدتها لتزفر اخيرا وتقول بثعلثم : اقولك .....اقولك اني انا عاوزة أكمل دراستي واقدم في الجامعه ياعمي
تفاجيء عمران بطلب بسمه التي قالت برجاء :
لو سمحت ياعمي وافق
اوما عمران قائلا ومازالت عيناه متركزه علي وجهه تهاني الذي انقلبت ملامحه بخوف واضح خشيه ان تخبره بسمه لما حدث : طيب يابسمه سيبي ليا الموضوع ده ...
خرج عمران لتتنفس تهاني الصعداء بينما نفدت من ذلك الموقف باعجوبه فلم تكن تدري ماقد يفعله عمران بها إن كان جاء قبل دقائق واستمع الي حديثها مع ابنتها .....وهاهي خطتها فشلت ولكنها فكرت أن عمران
حتي لو لم يفعل شيء لفيروز إلا أن قلبه امتليء
بالكره تجاهها وهذا يكفيها .....
..........
......خرجت ريم من غرفتها بوجهه غاضب حينما استمعت لصوت كريم بالخارج وصوت عمها الغاضب يصيح به ...انت ايه اللي جابك هنا بعد اللي عملته ؟!
نظرت ريم له باحتقار ثم عقدت ذراعيها حول صدرها وهي تقول لعمها : انا اقولك يا عمي جاي ليه ؟!
نظر كريم لها لتنظر له ببرود قائله : جاي عشان الحساب بتاع البنك اللي اتوقف وللاسف معرفش ياخد منه مليم
نظر كريم لها بحنق لتواجهه نظرات ريم الشامته وهي تقول باحتقار : مش كده ولا ايه يا كريم ....!
عقد كريم حاجبيه بغضب : انتي بتسرقيني يا ريم ....بتسرقي شقي عمري
تدخل عمها بانفعال : اخرس واياك تقول كده عن بنت اخويا ....
نظر كريم الي عمها بانفعال : امال اللي عملته ده يبقي اسمه ايه ؟!
نظرت له ريم باحتقار : يبقي اسمه باخد حقي
نظر لها كريم باستنكار : حقك ؟!
أومات له بعيون فاضت شراسه : أيوة حقي ....سنين عمري اللي فضلت اتحمل فيها عشانك وانت كل ده متجوز غيري وبتضحك عليا ....اندفعت ناحيته بغضب وتابعت : ده انت سبتني سنين لامك تبهدل فيا ولا في حتي مرة كنت راجل ودافعت عني ولما طلع ليك صوت كان عليا انا ....ايدك مديتها عليا واتجبرت عليا انت وامك واهو ربنا جاب ليا حقي
..... نظرت له باحتقار وتابعت : طلقني !
رفع كريم حاجبه : ده بعينك ....فاكره هتاخدي فلوسي واطلقك ....
عقدت ريم حاجبيها بينما اندفع عمها يدافع عنها : هتطلقها غصب عنك
قال كريم بتهديد : ترجع فلوسي الاول وانا ابقي افكر إذا كنت هطلقها ولا اسيبها كدة متعلقه
.......
....
جلست فيروز تفكر بما حدث وتفكر أن تخبر مهران أو لا وكعادتها ماس كانت المنقذ لها من حيرتها
: لا متقوليش اي حاجه
عقدت فيروز حاجبيها باستنكار : اسكت!
أومات ماس بعقلانيه : اه تسكتي ولا كأن حاجه حصلت
قالت فيروز بحيره : بس ياماس الست دي طول الوقت بتعمل معايا مشاكل ....انتي مش متخيله كانت بتكلمني وتقلل مني ازاي قدام الشغاله
أومات ماس قائله : عشان بتكرهك لازم احسن منها. .....تنهدت ماس وتابعت :
افتكر أن مهران عارف تصرفاتها كويس وكذا مرة قالك أنه هيتصرف معاها لو ضايقتك
: يبقي لازم أقوله
هزت ماس راسها قائله : لا .....انتي خليها تقع في شر اعمالها ....هي تشتكي منك وانتي تكوني ساكته لغايه ما مهران يسالك ولو مقالتش حاجه تفضلي ساكته لأنها متعمده تطلعك انك اللي بتعملي مشاكل في البيت
وجدت كلمات ماس استحسان لدي فيروز التي بالفعل لا تريد أن تكون عنوان لكل مشكله تحدث بالمنزل فيكفي نظرات والد زوجها لها بعد أن كانت علاقته بها طيبه اول يوم لها بالمنزل لتكمل ماس : خدي بالك يافيروز أن الست دي لما تلاقي عمايلها مش بتجيب نتيجه هتزهق
وتبطل
قالت فيروز : انتي بتقولي نفس كلام مهران
: هو عنده حق .....معلش هي صعبه بس حاولي تكبري دماغك منها
عادت فيروز لتقول بحيره : انتوا بتقولوا كده عشان مش مكاني
قالت ماس ضاحكه : ازاي بقي ده انا عندي من نفس نوع تهاني
سألتها فيروز بفضول : عندك زيها ....مين ....حماتك
ضحكت ماس قائله : مي أخته .....
فتحت فمها لتتحدث عن مي ولكنها سرعان ما ابتلعت كلماتها حينما تفاجات بعوده جاسر ....
سألتها فيروز حينما طال صمتها : مالها أخته ؟!
قالت ماس سريعا حينما نظر جاسر باستفهام عن سبب وجود اسم أخته في سياق حديثها. الهاتفي : مي أخت جاسر لطيفه اوي تبقي مرات مالك اخويا كمان
نظر لها جاسر بمكر لتتظاهر ماس بالبراءه وتقول لفيروز : انتي بس اعملي اللي قولتلك عليه وكل حاجه هتبقي كويسه
أومات فيروز لتقول ماس باعتذار. : معلش يا روز هقفل عشان جاسر رجع
اغلقت الهاتف ونظرت الي جاسر باستفهام :
رجعت بدري ليه يا حبيبي
شاكسها جاسر : وحشتيني قولت ارجع ....ولا تحبي ارجع تاني الشغل
هزت راسها قائله : لا طبعا ...كويس انك رجعت انا مجهزة الغدا
نظر لها جاسر بمرح : طبعا مكرونه
أومات له : مع فراخ سويت اند ساور تحفه
رفع حاجبه قائلا بمشاكسه : حاسس اني هموت over dose مكرونه
ضحكت ماس مطولا علي كلماته ليسير جاسر برفقتها الي المطبخ ويجلس الي الطاوله الرخاميه يتناولون الطعام سويا ...نظر في ساعته وهو ينهي طعامه : انا هغير هدومي وانزل يا ماسه
: في حاجه
هز رأسه : لا ياحبيتي بس عندي شويه شغل
أومات له ليتجه الي الغرفه وتبدأ ماس بتنظيف الاطباق ...تعالي رنين هاتفها ...اجابت و أخذت تستمع الي ياسمين تخبرها ما فعله صالح ....خفضت ماس صوتها وهي تتحرك في أرجاء المطبخ بينما تهمس لياسمين : لا طبعا تسامحيه ايه ...؟!
: ماهو يا ماس اعتذر .....وبصراحه معذور ...الزفت اللي اسمه زياد قاله كلام سخيف وهو غار عليا
قالت ماس وهي تهز راسها : مش مبرر كل مرة يقولك كلام سخيف زي ده
قالت ياسمين باعتذار عن صالح : انا مش زعلانه منه. ..غصب عنه
ضحكت ماس قائله : انتي بتقولي كدة عشان بتحبيه وعاوزة تسامحيه
ضحكت ياسمين هي الأخري : بصراحه ياماس اه. .... انا اصلا مسمحاه .....ازدادت دقات قلبها بينما تابعت : وبصراحه صعبان عليا ....ده واقف برا من الصبح
ابتسمت ماس بخبث قائله : وماله ...خليه يتعب شويه علي مايصالحك عشان ميكررهاش
: يعني اسامحه
هزت ماس راسها : لا اتقلي شويه ....بدأت تسدي لها النصائح لتسدير وتجد جاسر واقف لدي باب المطبخ .....أغلقت فلم يمنع تعليقه المرح : ربنا يقدرك علي فعل الخير يا نصيره حقوق المراه
قالت وهي تخفي ابتسامتها : بتتريق ...
هز رأسه ونظر لها بغيظ : اه منك .. حاسس اني هخسر صاحبي بسببك
رفعت حاجبها بدفاع عن نفسها : الله وانا عملت ايه ؟!
هز كتفه : ابدا بقالك ساعه بتشحني البنت عليه
هزت راسها : لا طبعا .... انا بس بقولها نصيحه. .وبعدين ماهو صاحبك اللي كل شويه يجرحها
اوما لها : اه يا ماسه. ...بس قولي كلمتين حلوين
نظرت له بغيظ : عشان صاحبك بتقول كده
هز رأسه وأحاط كتفها بذراعه وهو يسير برفقتها للخارج : يا حبيتي الرجاله دي عقلها اد كده .... كلمه حلوة تقدر تغير كل حاجه .... الراجل غصب عنه اتعصب واعتذر خلاص بقي
رفعت حاجبها باستنكار : ومن امتي العقل ده
نظر لها بغرور محبب : طول عمري ....
ضحكت ولكنها عادت تقطب جبينها مجددا ....مغرور اوي
مال يقبل وجنتيها : بس بتحبيني
نظرت له وخانتها ابتسامتها ليقبلها مجددا وهو يقول : انا مش هتأخر ....
أومات له ليسالها : عاوزة حاجه
هزت راسها ليشاكسها وهو يتجه الي الباب : يا ريت الهرمونات تكون راضيه عني لما ارجع
هزت كتفها بدلال قائله : هنشوف
...........
.....
يومان وتلك الباقه من الورود تصل إلي ياسمين ومعها كلمه ( سامحيني ) وهي تحاول الثبات علي موقفها ....يومان وفيروز توقن أن ماس محقه في كلماتها بينما تتجنبها تهاني تماما ليس إلا خوفا من آثاره غصب بسمه يومان ماس مازالت تتمنع عن جاسر بذكاء وهو يلين ويتجاوب بينما كلاهما يفهم الاخر يومان وصالح لا يدخر جهد هو الآخر في تريبت حياته التي كادت أن تنفلت زمامها من يده ....يومان ومهران يشعر بتلك المسافات بينه وبين فيروز تقصر وما أن يشعر أنه يصل حتي يغلبها خجلها فتبتعد مجددا ....
وهاهو اليوم عيد الحب تشرق شمسه ومعها تفكر فيروز بكلمات ماس المشجعه أن تخطو خطوه تجاه مهران الذي لا يدخر جهد لاسعادها .... وهاهي ماس توقظ جاسر وتبدأ بتلميحات عن تاريخ اليوم لعله يتذكره بينما ياسمين تهرب من مسامحتها له بتلك التصاميم التي بدأت بتفيذها بينما رافت بانتظار خطوه ابنه الذي ضيق عليه الخناق قدر المستطاع ولكن زياد كان بالفعل اتخذ خطوته وهو يقدم تلك الشيكات الي النيابه والتي وقع عليها عماد الذي مازال كعادته يركض خلف المقامره ودوما حلم الربح بعيد ....!
ولكن هناك من يصنع ربحه بيده حينما يقرر أن يكون الرابح في معركه الحياه ....اوقف صالح سيارته أمام ذلك المبني ونزل منها متجها الي الداخل
رفع قدري رأسه تجاه صالح الذي دخل الي المكتب بهذا الوقت من الصباح قائلا : صباح الخير يا صالح بيه
اوما صالح قائلا للمحاسب : صباح النور
قال قدري وهو ينظر الي صالح : خير يا صالح بيه ...في حاجه ؟!
هز صالح رأسه واتجه الي داخل مكتب أبيه قائلا بهدوء : اه انا جاي اخد فلوس من الخزنه
عقد قدري حاجبيه وقام سريعا خلف صالح قائلا بتعلثم : فلوس ايه ... ؟!
فتح صالح الخزنه قائلا بهدوء وهو يسحب كل ما بداخلها : محتاج اتفق علي شغل
تعلثم قدري لهذا الموقف فلا يستطيع منعه ولا يستطيع تركه ياخد شيء ليقول : بس الحاج مقالش ليا
وضع صالح الأموال في حقيبته واعتدل واقفا يقول لقدري : قوله اني اخدتهم وهو هيفهم
تركه وغادر ليسرع قدري يهاتف رافت ويخبره بما حدث .....انصدمت ملامح رأفت بالرغم من هدوء نبرته وهو يقول : أيوة يا قدري هو قالي بس انا نسيت أبلغك
ابتلع قدري بارتياح : ولا يهمك يا حاج ....عموما انا هقيد الفلوس لحساب صالح بيه
اغلق رافت الهاتف والقاه جانبه بحنق شديد متمتما : بتسرقني ياصالح ...بتسرق ابوك !
وما كان يخشاه قد بدأ يحدث فهاهو ابنه يسرقه من أجل تلك الفتاه .....قام بغضب شديد انتوي أن يفرغه بليليان يؤنبها ويخبرها أنه كان محق ولكنه تراجع وعاد ليجلس وهو يفكر أن الغضب لم يعد يجدي نفعا مع ابنه لذا عليه التفكير في شيء آخر ...!
بينما صالح لم يفكر في أي شيء فأبيه هو من دفعه ليفعل هذا ....طوال عمره يعمل مع أبيه ولا يسأل عن مال والآن هو بحاجه لهذا المال ....يجب أن يقاوم ضغط أبيه عليه بأي طريقه واليوم سيضع حجر في طريق زواجه بتلك الفتاه وينتهي الأمر ويتحمل نتيجه قراراته ...!
.........
سارت ماس برفقه جاسر توصله الي عمله لتساله وهي تتجه معه الي باب المنزل : هو النهارده ايه يا حبيبي
قال جاسر وهو يضع هاتفه بجيبه : التلات
وكعادته لم يفهم التلميح لتساله مجددا : أيوة يعني كام في الشهر
نظر في ساعته واخبرها بالتاريخ قائلا : ليه ؟!
هزت كتفها بإحباط : عادي بسأل
اوما لها وقبل وجنتها : سلام يا حبيتي ...مش هتاخر
........
....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
دخل مهاب بخطواته الواثقه الي مكتبه ليشير الي سكرتيرته بنبره أمره بعد أن عرف من مسؤل قسم الموارد البشريه أن ماس تلقت التحذير ولم تجيب :
اطلبي ماس وحوليها علي مكتبي
أومات الفتاه وتحركت سريعا : حالا يافندم
أجابت ماس علي هاتفها الذي تعالي رنينه لتتفاجيء بمهاب : مستر مهاب
توترت ماس باعتذار وهي لا تجد سبب تدافع به عن نفسها بينما قال مهاب بنبره حازمه : ايه كميه الاستهتار دي يا مسزز ماس ...احنا شغالين فين عشان تيجي يوم وتغيبي عشرة وكمان بدون عذر
تغيرت نبرته للخزلان وهو يتابع : للاسف كنت فاكرك قد المسؤوليه ...
حتي الhr لما تواصوا معاكي مكنش عندك لياقه الرد
بالرغم من هجوم أسلوبه إلا أنها تدرك أن تلك العصبيه لها سبب وهو محق بها لذا قالت باعتذار :
انا مش عارفه اقول ايه يافندم ؟!
هتف مهاب باحتدام : تقولي أن في سبب منطقي لغيابك
: للاسف يافندم ظروف
قال مهاب بنبره قاطعه : الشغل مفيش فيه ظروف
......بكرة تكوني علي مكتبك وكل الشغل المتأخر يكون جاهز
تعلثمت ماس لتقول : انا اسفه يافندم انا مش هرجع الشغل
انصدمت ملامح مهاب الذي ردد بعدم فهم : يعني ايه ؟! ...اعتقد لو عدم رجوعك الشغل بسبب كلامي دلوقتي معاكي فده بعيد عن المهنيه .....قاطعته ماس قائله : لا خالص يامستر مهاب ....حضرتك عندك حق بس انا سبت الشغل
عقد حاجبيه بشده : يعني ايه .....؟! انتي قدمتي استقالتك ...انا معنديش علم بالموضوع ده
هزت ماس راسها وقالت : بصراحه لا ....بس افترضت اني مع غيابي هترفد
احتدت نبره مهاب ليقول باستنكار : يعني انتي واخده قرار انك تسيبي الشغل ومبلغتيش حد بيه ....
تلعثمت ماس ليتابع مهاب بتأنيب : كان المفروض تبلغيني عشان اعمل حسابي ...انا عرضت شغلك علي مجلس الاداره ودعمت تطويرك لقسم الائتمان
وبالفعل رشحتك لمنصب أعلي ... كنتي هتكوني اصغر jounir manager
تخاذلت نبرته المؤنبه وتابع : بس واضح أن كان ليكي ترتيبات تانيه ...
حاولت ماس الاعتذار ليقول مهاب بحزم : كان لازم تقدمي two weeks notice عشان دي القوانين مش مع نفسك تقرير تسيبي الشغل .... للاسف انا راهنت عليكي وخذلتيني ياماس ...
أغلقت ماس الهاتف وهي تشعر أنها فاشله ...فاشله بكل شيء ...فاشله في عملها ...فاشله في علاقتها بجاسر .... تشعر بالفشل في كل شيء.... حياتها وجنينها الذي تفشل حتي في التواصل معه وزوجها الذي عجزت عن اداره حياه هادئه سعيده معه مهما حاولت
أنها باختصار فاشله وتلك هي الفكره التي ظلت مسيطره عليها طوال وقت الظهيرة الذي أنهكت نفسها به بوقفتها بالمطبخ لعلها تشغل نفسها عن تذكر كلمات مهاب
وقف جاسر لدي باب المطبخ لوقت مطول بعد عودته باكرا من عمله ليلاحظ حركتها العصبيه حتي أنها لم تلاحظ وقوفه ...اقترب منها لتنتفض ماس : خضتني ياجاسر ...انت رجعت امتي ؟
هزت كتفه ونظر الي عيونها التي شعر أن بها شيء متغير : لسه حالا ...مالك يا ماسه ...حاجه ضايقتك
هزت راسها والتفتت له هاتفه باقتضاب : مفيش
لم يفهم شيء ولكن مؤكد هناك شيء ....: انتي بتعملي ايه ؟!
قالت ماس وهي توليه ظهرها وتتابع ما تفعله : زي ما انت شايف بجهزلك الغدا
لم يفهم شيء ولكنها غاضبه منه بالتأكيد ولم يفلح سؤاله المباشر لها وقت الغداء ليقوم خلفها وهي تجمع الاطباق يساعدها ويقف خلفها يحيط خصرها بذراعه : مالك ؟!
هزت كتفها وابعدت يداه عنها قائله : قولتلك مفيش
عاد ليحيط خصرها بذراعه و يديرها إليه قائلا وهو ينظر إلي عيونها : امال مكشره ليه ؟!
هزت كتفها بضيق : عادي ...زهقانه
نظر لها باستفهام : زهقانه من ايه ياحبيتي
زفرت قائله بعصبيه افلتت منها : اهو زهقانه وخلاص ياجاسر ولا هو تحقيق ؟!
عقد حاجبيه ونظر لها بتحذير من نبرتها لتهتف به : سوري ياجاسر مش قصدي ....انا بس زهقانه وخلاص ....تقريبا الحمل مضيق خلقي
اوما لها وربت علي كتفها بحنان : طيب تعالي ارتاحي
هزت راسها : لا ....هنظف الاطباق واجي
: سيبهم انا لما ارجع بليل هعملهم
هزت راسها : انت خارج تاني
اوما لها قائلا وهو ينظر في ساعته : اه هرجع تاني عشان عندي شغل
افلتت الكلمات من شفتيها بغيظ : امال رجعت ليه ؟!
رفع حاجبه بعدم فهم : ايه يا ماسه مالك النهارده .....بلاش ارجع نتغدي سوا
أومات له بشرود : لا طبعا ....براحتك
هز رأسه ومرر يداه علي وجنتيها بحنان : طيب عاوزة حاجه
هزت راسها ليخرج جاسر وهو يفكر في سبب ضيقها والذي ازداد بينما اخذت بتأنيب نفسها علي إفراغ غضبها به ...ربما أجبرها أن تترك العمل بطريق غير مباشر ولكن في النهايه هي من اختارت لذا ليس عليها أن تلقي باللوم عليه ...
......
أجاب جاسر سريعا علي اتصال صالح : صالح انت فين كل ده ؟!
قال صالح بصوت هاديء جعل جاسر يتساءل عن سببه في ظل ما يمر به : موجود بس كنت مشغول شويه ...
اوما جاسر قائلا : انت عامل ايه ؟!
تنهد صالح بحبور وهو ينظر إلي باقه الورد التي وضعها علي المقعد بجواره : زي الفل
....المهم انا بتصل انت و ابو الروس ان النهارده عيد الحب ...
ضحك وتابع : يلا قولت اكسب فيكم ثواب عشان متتتروقوش
ضرب جاسر رأسه بيده قائلا : ابن حلال ....وانا اقول سبب التكشيرة ايه النهارده
ضحك صالح قائلا : ادعيلي عشان أنا رايح مشوار مهم
سأله جاسر : فين ؟
تنهد صالح قائلا : لما ارجع هحكيلك ....يلا سلام
......
...
زفر مهاب بضيق بينما لا يتوقف عن تحريك القلم الذهبي بين أصابعه بعصبيه مفرطه ....لماذا تحدث معها بتلك الطريقه ....نعم تستحق وكان سيفعل أكثر من هذا مع أي شخص في موقفها ولكنه يشعر بالذنب لحديثه معها بتلك الطريقه وضغطه علي وريدها بأنها خذلته وشخصيه مثلها ستنجرح بقوة من تلك الكلمات ....أعاد ظهره الي الخلف ونظر تجاه النافذه يحاول أن يفهم سبب غضبه الحقيقي منها ....أنها تركت العمل ولن يراها ...ام عدم مهنيتها في ترك العمل وما سيترتب عليه من آثار ...؟!
........
....
نظرت يسريه الي ريم قائله : شوفتي ان ربنا بيحبك ياريم وجاب حقك
تنهدت ريم بحبور قائله : فعلا ياطنط ....كله صدفه لما بغباوته حول كل الفلوس دي لحسابه قبل ما يرجع وكان فاكر اني مش هعرف عنها حاجه وكان ناوي يسحبها بس بنت صاحبتي اتصلت بيا بلغتني
تنهدت ريم وهي تتذكر مكالمه صديقتها لها
flash back
: طيب يا اسراء انا ممكن اطلب منك خدمه
أومات الفتاه بترحيب : طبعا يا ريمو
أخبرتها ريك بما فعله بها لترحب الفتاه بتعطيل إجراءات سحب كريم للأموال ومعها كانت تنهي اجراءات سحب الاموال ووصعها بحساب ريم التي كانت علي استعداد أن تدفع نصف عمرها وتري ملامح وجهه كريم حينما أخبرته الفتاه : للاسف يافندم واضح أن الفلوس بالفعل فتحولت من حساب حضرتك
اهتاج كريم وهدد وندد : اتحولت ازاي .....اتحولت لمين اصلا ؟!
نظرت الفتاه الي الاوراق التي امامها : اتحولت لحساب الاستاذه ريم عبد الفتاح
انصدم كريم ليهدر بعدم فهم : ازاي وامتي ؟!
عادت الفتاه لتنظر بالاوراق امامها وتقول ببرود : من ساعه ....الحساب مشترك يافندم وتقدر استاذه ريم تسحب أو تودع اي مبلغ من الحساب
Back
كان مخبي عني كل الفلوس دي وانا اللي بغبائي كنت بحط فلوسي مع فلوسه اتاريه ناوي يزود في غدره ليا وياخد كل حاجه
أومات يسيريه قائله : يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .....اهو اخد جزاته
تدخل عبد المجيد قائلا : بس الفلوس دي مش من حقك ياريم
أومات ريم قائله : طبعا يا عمي ....انا بس هضغط عليه بيها لغايه ما يطلقني وهاخد حقوقي كلها بعد كده هرجعله فلوسه
ربت عبد المجيد علي كتفها : جدعه ياريم ....
ابتسمت له قائله : ربنا يخليك ليا ياعمي ....كفايه وقفتك انت وطنط يسريه جنبي
.......
...
التفت جاسر الي عبد الحميد العسكري الذي كان يلتقف أنفاسه وهو يقول : ملقتش ياجاسر باشا
عقد جاسر حاجبيه باستنكار : ملقتش يعني ايه ياعبده .....انت دورت كويس
اوما عبد الحميد : امال ياباشا ....انا قولتلك من الاول مفيش طلبك في البلد هنا
زفر جاسر وهو يقوم من مكانه : يعني ايه مفيش
نظر له مهران باستفهام : مالك ياجاسر ...بتدور علي ايه ؟!
قال جاسر وهو يهز رأسه : علي ورد ...هيكون علي ايه يامهران في يوم زي ده هيكون ايه يعني ...!!
رفع مهران حاجبه مرددا : ورد ؟!
اوما جاسر وهو يشير له قائلا : قوم معايا يلا وفكر كدة في اي حته بيتباع فيها ورد
قام مهران خلفه بعدم فهم : ما تفهمني ياابن الناس طيب
دخل جاسر الي سيارته قائلا : افهمك ايه ....يا ابو الروس النهارده سيادتك عيد الحب ولازم اجيب ورد والا هتكون ليله نكد
ضحك مهران بصخب : ياسيدي علي ولد الريدي لما يبهدله الحب
وكزه جاسر بغيظ : لا وحياتك لما يبهدله حمل مراته
عاد مهران ليضحك من جديد وتزداد ضحكته كلما دار جاسر من هنا لهناك بيأس بينما لم يجد أي مكان يشتري منه باقه ورود لها كما عودها
ليعود الي السيارة زافرا بإحباط : بلد طويله عريضه مفيهاش محل ورد واحد ....ايه يامهران امال بتعملوا ايه في عيد الحب ياجدع
ضحك مهران ولم يستطيع أن يمسك تعليقه الساخر : هنا يابوي الناس بتهادي بعض بالسلاح مش بالورد
وكزة جاسر بحنق ليزفر هاتفا : اسكت بقي خليني افكر هعمل ايه انا دلوقتي
صمت مهران وهو يحاول إخفاء ضحكته لينظر له جاسر بعد قليل : طيب اكيد في حد بيبيع بالونات هيليوم أو دباديب
عاد مهران ليضحك من جديد وهو يقول : بالونات ايه...؟!
هي مرتك هتلعب بالبلونات زي العيال
ضربه جاسر بحنق في كتفه : ماتخرس بدل ما اطلع غيظي فيك انت كمان .. البالونات اللي بتطير دي يا ابو الروس
نظر له بسخط وتابع : ماهو هتعرف الحاجات دي منين ....انا غلطان اني بسألك
ساد الصمت قليلا بينما حرك جاسر يده علي شاشه هاتفه يحاول شراء شيء اونلاين ولكن الوقت ضيق وصورة ماس الغاضبه تتراقص أمام عيناه بينما منذ حملها وهي لا تكتفي من الشجار معه كل ليله بسبب وبدون سبب والليله سيكون لديها سبب بينما يعرف حساسيه النساء في تلك المناسبات
التفت له مهران قائلا : طيب اديها فلوس ياجاسر تجيب اللي هي عاوزاه
هز جاسر رأسه سريعا : لا ...وانا ناقص تفتح ليا محضر ماهو انت نسيت وانت فاكر اني بتاعه فلوس وهلم جرا
لا انسي ...رفع إصبعه بتحذير وتابع : وانت اياك تعمل كدة
قال مهران وهو يهز رأسه : لا يابوي انا ماليش في الحاجات دي ....انا ليا في النكد و الغم بس
ضحك جاسر قائلا : انتوا لسه اخوات
وكزة مهران بحنق : خليك في نفسك ياابن الريدي بدل ما اسيبك لمراتك تبلعك جنب الواد ابنك اللي في بطنها
حاول جاسر كتم ضحكته ليسود الصمت لحظات قبل أن
تلمع عيون مهران الذي التفت الي جاسر قائلا : واللي يحل لك الموضوع
قال جاسر بلهفه : قول يا مهران
قال مهران سريعا : سوق علي البيت عندي وانا هجيبلك الحل
لم يفهم جاسر شيء ولكنه قاد سيارته باتجاه منزل مهران الذي نزل من السيارة ونادي علي الخادمه وهمس لها ببضع كلمات ثم عاد لجاسر ... اصبر وهتشوف افكار صاحبك
بعد قليل جاءت ذكيه وهي تركض لتشير الي حقيبه صغيرة احضرتها ووضعتها أمام مهران : طلبك يا بيه ...اختار اللي يعجبك
اوما مهران قائلا : روحي انتي
دخلت الفتاه ليمسك مهران بالحقيبه قائلا لجاسر وهو يأخذه لأحد اركان الحديقه : خد يا بوي ... اختار اللي يعجبك وانا قاعد هناك هستناك
نظر جاسر بعدم فهم للحقيبه التي ارتسمت ابتسامه خبيثه علي طرف شفتاه ما أن عرفت محتوياتها بينما ارسل مهران الخادمه لأحد البائعات التي تمر علي المنازل تبيع منها الملابس للنساء
كور جاسر القميص الذي اختاره بيده وأشار لمهران قائلا بهمس : هات بقي حاجه احطه فيها
ضحك مهران قائلا : يا اخي حط في جيبك وخلاص
نظر له جاسر بحنق : كمان ... دي شكلها ليله نكد
هز مهران كتفه : وايه الجديد. ....هي النسوان ايه غير شويه نكد
ضحك جاسر قائلا : اهو في دي عندك حق
رفع حاجبه وتابع : طيب بقولك ايه ياابو الروس ما تاخد حاجه من دول واطلع قولها كل سنه وانتي طيبه يمكن العقده تتفك
هز مهران رأسه بإحباط : لا انت عاوزها تعمل ليا محضر تحرش ....ده انا غصب عني حضنتها وانا نايم قومت القيامه عليا
كتم جاسر صحته لحظه قبل أن ينفجر ضاحكا : كان مستخبي لك فين كل ده يا ابو الروس
هتف مهران بسخط : هتندب عليا ولا ايه ....يلا روح يابوي روح وسيبني في حالي
اوما جاسر وهمس في أذنه بعبث : اسمع كلامي وجرب بس انت حظك الليله دي يمكن تجيب جون
.........
. ..حمحم مهران وهو يدخل الي الغرفه بينما جلست فيروز علي طرف الفراش تتطلع في أحد الروايات التي اخذتها من ماس ..السلام عليكم
لم يصدق مهران نبرتها الرقيقه بينما أجابت : وعليكم السلام
التفت لها ليتفاجيء بها تبتسم له وتترك مابيدها قائله : تحب اجهزلك العشا
نظر لها مهران بتوجس : يكون كتر خيرك يا بنت الناس
أومات فيروز قائله : حالا هنزل أجهزة
نظر مهران في أثرها ليفكر سريعا في كلام جاسر
وكذلك تفكر فيروز في كلام ماس ...لتفرك يدها بخجل بينما وقفت بانتظار انتهاء تسخين الطعام ....نعم كان رجل شهم معها ولم تري منه شيء سيء وعليها أن تحاول ارضاءه كما يفعل معها ...حملت الصينيه وصعدت الي الغرفه بينما تتبعها نظرات تهاني الحقوده والتي أخبرتها ذكيه بما طلبه مهران منها ....لتهتف لنفسها ( اه يا بنت ال .... فضلتي تتمسكني لحد ما اتمكنتي منه ...)
وقف مهران يصفف خصلات شعره الفاحمه بعد ان انهي استحمامه ليترك الفرشاه من يده ويلتفت الي فيروز التي دخلت تحمل الصينيه ليسرع يأخذها منها بتهذيب : تسلم ايدك
ابتسمت له برقه واستدارت تغلق الباب ثم تحركت الي الطاوله التي وضع مهران عليها الصينيه لتعدلها أمامه
نظر مهران لها بتردد قبل أن يخرج من جيبه مظروف مغلق ويمد يده لها قائلا : قبل ما تقولي اي حاجه يا بت الناس انا مقصدش اي حاجه وحشه ..... كل سنه وانتي طيبه عرفت أن النهارده مناسبه وعارف أن البنات تحب الهدايا بس ملحقتش اشتري حاجه .... اشتري اللي يعجبك
نظرت فيروز الي الظرف المغلق ثم الي مهران الذي نظر لها بتوجس من رد فعلها ليتفاجيء بها تبتسم بخجل وتأخذ منه المظروف قائله برقه : كفايه انك فكرت ... شكرا
نظر لها ببلاهه للحظات قبل أن تلامس يداها يداه وهي تاخذ المظروف من يده وتقول برقه : وانت طيب
اتسعت ابتسامته بعدم تصديق لتقول فيروز بخجل : الاكل هيبرد
اوما وسحب نفس عميق يهديء به اختلاج دقات قلبه ليقول : وانتي مش هتاكلي
هزت راسها : مش جعانه
اوما وهو يجلس أمام الطعام الذي لم يكد يتناول منه لقمه حتي سهل بشده وكاد يختنق بها حينما اتجهت فيروز الي طرف الفراش وبخجل شديد كانت تخلع تلك العباءه التي كانت ترتديها ويظهر ما ترتديه أسفلها من قميص نوم حريري ابيض قصير فوقه روب من قماش الدانتيل الناعم ....التفتت فيروز بقلق الي مهران الذي كان يسعل بشده : مالك ...؟!
أسرعت الي الثلاجه الصغيرة بجانب الغرفه تخرج له منها المياه وتتجه إليه : اشرب
امسك مهران بيدها ونظر الي عيونها التي قفز منها الخجل وهي تري هذا الإعجاب بعيناه بينما يقول بشغف : واحده واحده عليا ياست البنات .... قلبي هيقف كدة
همسات فيروز بخجل شديد : بعد الشر عليك
..........
.....
امسكت ياسمين كوب القهوة الذي أعدته وخرجت من المطبخ لتتجه الي غرفه المعيشه لتجلس وتسحب حاسوبها المحمول تضعه علي ساقها و تبدأ تنظر في شاشته وتمرر يدها فوق ازاره لتمر دقائق قبل أن يتعالي رنين جرس الباب ....نظرت في ساعتها بينما بدأت دقات قلبها بالتعالي ككل يوم في مثل هذا الوقت لتضع من يدها كوب قهوتها وتقوم بخطوات متمهله وهي تسيطر علي دقات قلبها وتتجاهل وقع ضرباتها فهي لن تتأثر بباقه الورود التي تصل إليها كل يوم بنفس الموعد ومعها نفس الكلمه ( سامحيني )
هزت راسها وسحبت نفس عميق قبل أن تمد يدها الي مقبض الباب وتثبت علي موقفها بأنها لن تسامحه مهما فعل .....!!
فتحت الباب وبحركه تلقائيه كانت تكاد تنحني للاسفل لتأخذ باقه الورد ككل يوم لتتوقف مكانها و تتوقف دقات قلبها للحظه حينما وجدت هذا الصندوق الكبير مكان باقه الورد ....تلفتت حولها بدهشه تنظر في الممر الخالي ثم عادت لتمد يدها ببطء تجاه هذا الصندوق وتفتح غطاءه ومعه تنخطف أنفاسها بينما خرجت منه تلك البالون الكبيرة والتي تعلق بنهايتها كارت توقفت أنفاسها وهي تقرأ الكلمه المكتوبه عليه ......!!
ببطء تحرك صالح الذي كان يختبئ خلف أحد الجدران ليتجه إليها بخطوات هادئه وعلي شفتيه ابتسامه راجيه لا أن تسامحه تلك المره بل أن ......
ببطء رفعت ياسمين عيناها عن الكارت ونظرت الي صالح الذي تعلقت عيناه بعيونها ما أن توقف امامها ليهمس بتلك الكلمه التي كتبها وقرأتها لتتسبب بهذه الفوضي التي تعيث دقات جنونيه داخل صدرها
( تتجوزيني ) .....❤️❤️❤️
........
وضع جاسر المفتاح بالباب وفتحه وهو يراجع برأسه بضع كلمات غزل ليقولهم لماس .....اغلق الباب خلفه وتلفت ينظر في أرجاء المنزل الهاديء بحثا بعيناه عنها ....استغرب حينما وجد الهدوء يعم المنزل بهذا الوقت ليتجه الي غرفتهم
ابتسم بينما وجدها جالسه في فراشهم تسند ظهرها للخلف وقد احتضنت وساده صغيرة وغفت وهي جالسه ....
جلس بجوارها ومرر يداه برفق علي وجنتيها هامسا باسمها : ماسه. ..... ماسه حبيتي
فتحت ماس عيونها التي كانت غارقه بالنوم الذي أصبحت تستعذبه بشكل كبير تلك الأيام ....لاتعرف هل هو هربا من تفكيرها أو ملل بسبب فراغها
ابتسم جاسر لها ما أن فتحت عيونها ليداعب خصلات شعرها بحنان وهو يقول : كل سنه وانتي طيبه يا حبيتي
ابتسمت ماس اليه برقه ومدت يدها الي عيونها تفركها وتبعد عنها النعاس : وانت طيب ياجسورة
اتسعت ابتسامه جاسر لنبرتها الرقيقه بعد أن كانت عصبيه وقت الظهيره ليمد يداه الي جيبه ويخرج منه هديتها وهو يسرع بتقديم التبريرات : كان نفسي اجيب لك هديه احلي من كدة بس طلعت عيني ياروحي وانا بدور علي محل اشتري منه هديه ....بس وعد مني هعوضهالك وليكي عندي عزومه عشاء في المكان اللي يعجبك اول ما نرجع
صمتت لحظه وهي تتطلع الي تلك الهديه التي اختارها ليتأهب جاسر لثورتها ...فهي بكل الاحوال تتعصب لاتفه الأسباب منذ حملها وها قد اتت لها الفرصه ...سحب نفس عميق متأهب ليتفاجيء بها تمسك يداه وتنظر له برقه ووداعه قائله بعد أن شعرت بالضيق أنها تعصبت عليه قبل قليل : مرسي ياحبيبي ...تعبت نفسك ليه ...كفايه تقولي كل سنه وانتي طيبه ....
نظر لها جاسر بدهشه وعدم تصديق لتضع ماس يدها علي وجنته : ربنا يخليك ليا ياحبيبي انا مش عاوزة اي هديه ...كفايه انت
ابتسم جاسر لها ومازال غير مصدق وداعتها ..... نظرت ماس لدهشته : ايه ياحبيبي مالك ساكت ليه ؟!
هز كتفه ونظر لها بتوجس بينما يخبره عقله بتحذير أن هذا فخ ومؤكد لحظات وتنفجر ....ليقول بتوجس : ماسه حبيتي انتي كويسه
ضحكت ماس برقه ومررت يدها علي وجنته قائله : كويسه ياحبيبي ....خفضت عيناها وتابعت برقه : انا عارفه اني الفترة الأخيرة كنت عصبيه شويه
تمتم جاسر بينه وبين نفسه ( شويه ؟! قولي شويتين تلاته )
نظرت له بعيونها الحلوة وتابعت بدلال : بس انت عارف اني هاديه ومش عصبيه خالص وعصبيتي دي بسبب الحمل
رسم جاسر ابتسامه متوجسه علي شفتيه واومأ لها : طبعا يا حياتي ....انا عارف أن الحمل تاعبك
قبل وجنتيها : معلش هانت كلها كام شهر و.....ابتلع حديثه ما أن تغيرت نظرات ماس بلحظه بينما تقول من بين اسنانها باستنكار : كام شهر ...قصدك ايه بكام شهر ...محسسني اني هولد بكرة ولا بعده ولا اني بتدلع مثلا ...قاطعها جاسر سريعا وهو يزجر نفسه أنه فتح بركان غضبها : لا طبعا ياروحي تدلعي ايه ....انا عارف انك تعبانه
هز رأسه وتابع مؤكدا بكلام زائف يتقي به شرور غضبها
: طبعا مش عارف ولا حاسس بالمعاناة بتاعه الستات بس يعني متفهم اوي الموضوع ده
نظرت له ماس بشك ورفعت حاجبها : متفهم
اوما لها سريعا وهو يقول : طبعا ياروحي
هزت راسها بعدم اقتناع ولكنها بكل الاحوال تشعر بالارهاق وعاودتها الرغبه بالنوم لتتثاءب قائله : طيب انا هنام بقي يا جاسر
نظر لها جاسر باستفهام : تنامي ....؟!
أومات له وهي تتمطأ ليميل جاسر ناحيتها ويمرر يداه علي كتفها باغواء : مش هنحتفل يا ماسه ....happy Valentine's day baby
تثاءبت ماس قائله : عاوزة انام ياحبيبي ...كل سنه وانت طيب ...وتصبح علي خير
اوما جاسر لها ولم يصر عليها ليقبل جبينها : ماشي حبيتي نامي وارتاحي
نظرت له وهي تجذب الغطاء فوقها : مش زعلان مني
هز رأسه بحنان : لا يا روحي ...تعالي في حضني انيمك
توسد الفراش بجوارها وفتح لها ذراعه ليضع راسها فوق صدره ويمرر يداه في خصلات شعرها وبالفعل مجرد لحظات وغرقت بالنوم ..تمهل جاسر برفق وهو يضع رأسها فوق الوساده ويقوم بهدوء من جوارها .....ابتسم وهو يتطلع الي القميص الذي تركته بجوارها علي الكمود ثم يتطلع إليها وقد غرقت بالنوم ....مال ناحيتها وقبل جبينها ثم اتجه لاستبدال ملابسه وعاد لينام مجددا بجوارها .....
.........
نظرت ياسمين الي صالح ولم تخرج كلمه من شفتيها بينما سألها صالح بلهفه ؛ها ياياسمين موافقه تتجوزيني ؟!
قالت بصوت متقطع خرج بصعوبه من بين فيضان المشاعر الذي انتابها : صالح
قال صالح برجاء وهو ينظر إلي عيونها : قولي موافقه يا قلب صالح ....هز رأسه ونظر لها برجاء : موافقه يا ياسمين
حاولت ايجاد كلمه : بس ...هز صالح رأسه وقاطعها ؛
مفيش بس..... قولي انك موافقه
: بس ياصالح ازاي .....باباك وافق ....قاطعها صالح مجددا : مالكيش دعوه بأي حاجه ....بس قولي انك موافقه والباقي عليا
: مش هتفهمني ....
هز رأسه قائلا : مفيش حاجه تفهميها غير اني مش عاوز في حياتي غيرك .....شاركيني حياتي ياياسمين انا محتاجلك
وكم هي أيضا بحاجه اليه لتغامر وتسير خلف تلك السعاده وهي تهز راسها مردده بأنفاس متقطعه :
موافقه
احتضنها ودار بها لتغمض ياسمين عيناها بسعاده وبأمل للمرة المليون يتجدد أن تلك نهايه حزنها وبدايه سعادتها وتلك المرة انتوي صالح أن تكون هكذا مهما حدث ...
.........
...
بخجل شديد نظرت مهران الي فيروز الذي مد يداه الي خصلات شعرها يتلمسها برقه قبل أن يميل ببطء تجاه شفتيها يلمس أطرافها بشفتيه لتغمض فيروز عيونها وتتسارع دقات قلبها بينما يقبلها مهران ومعها يتذوق لاول مره شفاه فتاه وكم سلبت أنفاسه تلك القبله التي كانت رقيقه حالمه سحبت فيروز من عالمها واخذتها الي عالم الإحلام ....أحاطها بذراعيه بنعومه لتستكين فيروز بين أحضانه للحظات قبل أن يعود متناول شفتيها من جديد ومعها يحلقون سويا في تلك السماء الورديه التي اجتاحت حياه فيروز وحولت كأبه سحابتها الي شمس مشرقه أضاءت كل عالمها بدخول هذا الغريب إليها والذي توطن بها بصبره واحتواءه لها ...
.... ...
نظرت ياسمين الي صالح قائله باستفهام :
احنا هنفضل قاعدين كده ياصالح ؟!
ابتسم لها وهو ينظر في ساعته : لو عاوزة تنامي ادخلي نامي يا حبيتي .....هزت راسها قائله : لا مش قصدي بس يعني الصبح قرب يطلع وانت ومش مفهمني حاجه
ضحك صالح قائلا : ما اهو انا مستني الصلح يطلع
عقدت حاجبيها : احنا هتفضل قاعدين كده للصبح
اوما لها بابتسامه : اه
عقدت حاجبيها باستفهام : ليه ؟!
مال تجاهها ومرر يداه برقه علي خصلات شعرها :
انتي مش قولتي موافقه
أومات له : اه
هز رأسه بابتسامه : يبقي هنتجوز
نظرت له قائله : صالح انت بتتكلم جد
اوما لها بثقه : طبعا
نظر في ساعته وتابع : كلها كام ساعه وتشوفي
ربت علي كتفها وتابع : ادخلي نامي انتي شويه وبعدين الصبح نشوف
نظرت له وقد بدأت بالفعل تشعر بالنعاس : بس
ابتسم لها قائلا : انا هنام هنا علي الكنبه
وبالفعل غفي صالح تلك الساعات القليله التي تفصله عن تحقيق حلمه .....ما أن اشرقت الشمس حتي قام من مكانه مسرعا واتجه ليغسل وجهه بعدها اتجه الي المطبخ يفرك رأسه وهو يفكر في تجهيز افطار لها ....اليوم يجب أن يكون مميز لها ويحاول به تعويضها عما فعله بها...
طرق باب غرفتها يناديها ....ياسمين
فتحت ياسمين عيونها علي طرقات الباب لتعتدل ياسمين جالسه : تعالي ياصالح انا صحيت
دخل وهو يحمل لها الأفطار بابتسامه : صباح الفل والياسمين
ابتسمت له قائله بخجل: صباح النور
وضع الأفطار امامها قائلا بحنان : خلصي فطارك وغيري هدومك وهستناكي برا
خرج صالح ليخرج هاتفه ويتصل بجاسر مطولا ولكن هاتفه كان مغلق ليتصل بمهران الذي انتفض من نومته الحالمه بانزعاج علي رنين هاتفه ...
سحب الهاتف واجاب سريعا وهو ينظر إلي فيروز النائمه ليهمس بغيظ لصالح :
في حد يصحي حد بدري كده
قال صالح بمزاج رائق : قوم وفوق عشان عاوزك في موضوع مهم ...انا بكلم جاسر قافل تليفونه
تبرطم مهران بغيظ : ناصح.... ياريتني عملت زيه
ضحك صالح قائلا : طيب سيب اللي في ايدك وهات مراتك وجاسر ومراته و تعالي
عقد مهران حاجبه باستفهام : في ايه ؟!
قال صالح دون شرح : من غير ليه ..... مسافه الطريق الاقيكم عندي في بيت ياسمين
اغلق مهران وهو لا يفهم شيء ولكنه سرعان ما نسي كل شيء حينما وقعت عيناه علي فيروز النائمه بجواره لترتسم علي شفتيه ابتسامه هادئه وهو يميل ناحيتها يقبل طرف شفتيها منادي اسمها : فيروز .....فيروز
..........
....
نظرت ياسمين الي صالح :
صالح انت بتتكلم جد
اوما صالح قائلا : جدا انا كلمت المأذون
نظرت له بدهشه : في مأذون صاحي بدري كده
ضحك صالح قائلا : صحيته وصحيت مهران وجاسر زمانه صحي .....كله لازم يصحي ...النهارده هتجوز
ضحكت ياسمين بسعاده علي سعادته وكأنه طفل صغير ليشير صالح لها : علي ما جاسر ومهرجان يوصلوا قوليلي عاوزة ايه نضبطه مع بعض ......فرك ذقنه وقال : احنا ننزل نشتري فستان ليكي وبدله ليا
نظرت له : الصبح كدة ...اكيد مفيش محلات
ربت علي شعرها قائلا : ماهو احنا ننزل نفطر علي ما المحلات تفتح
ضحكت ياسمين قائله : ما احنا فطرنا
ضحك قائلا : نفطر تاني وماله ...يلا حبيتي قومي ...النهارده اسعد يوم في حياتي
تنهدت ياسمين قائله وهي تقصي تلك الكلمات التي عكرت سعادتها : وانا كمان ...
نظر صالح الي صمتها طوال الطريق ليسالها : مالك يا حبيتي ؟!
ترددت قبل ان تخبره : بصراحه ياصالح مش قادره مسألش....احنا هنتجوز ازاي وباباك وبابا كمان
اشار صالح لها قائلا : مش مهم حد منهم ...المهم احنا
قالت باستفهام : يعني باباك ميعرفش اننا هنتجوز
هز رأسه قائلا : هيعرف لما نتجوز
: بس ياصالح انا مش عاوزة اعملك مشكله
ابتسم لها بحنان قائلا : طول ما انتي جنبي يااهلا بالمشاكل
ابتسمت ياسمين له ليقول بحنان : انا مش عاوزك تفكري في أي حاجه ....فكري بس ازاي تتبسطي النهارده
.........
...انتفضت فيروز من نومها علي قطرات المياه التي داعبت وجهها لينفجر مهران ضاحكا بينما استوعبت فيروز ما فعله بها : انت ...
ضحك مهران قائلا : بقالي ساعه بصحيكي ومفيش فايده ...
عقدت حاجبيها : تقوم ترش عليا ميه ....
عضت علي شفتيها وتابعت بخجل : ده حتي رش المياه عداوة
غمز لها ومال يقبل وجنتيها : ربنا ما يجيب عداوة ياست البنات
ضحكت فيروز بخجل ليمرر مهران يداه برقه بين خصلات شعرها يرتبها فوق كتفها قبل أن تعرف شفتاه الطريق الي عنقها الناعم يطبع عليه قبلاته التي أزدادت شغفا وسرعان ما كان يميل بها الي الخلف وتنتقل شفتاه الي شفتيها بقبلات لا نهائيه
........
في الصباح تثاءبت ماس بعد أن فتحت عيونها الناعسه لتتمطأ وهي تعتدل جالسه فتقع عيناها علي القميص الذي تركته علي الكمود بجوارها وسرعان ما تتدفق إليها أحداث الليله الماضيه .....أدارت راسها ببطء تجاه جاسر النائم بجوارها وسرعان ما كانت يدها تدفعه بصدره ليستيقظ ...أصحي .....اصحي يااستاذ
فتح جاسر عيناه وهب جالسا بقلق : مالك يا ماس ..انتي تعبانه
نظرت له بعيون تقذف الحمم : هو امبارح كان ايه ؟!
نظر لها بتوجس ولم يسعفه اي رد بينما مازال لم يفيق بعد لتسحب ماس القميص من جوارها بغضب وتوكزة به : انت سبتني انام ؟!
اوما جاسر : اه ياحبيتي ...قولتي تعبانه ومرضتش اضايقك
رفعت حاجبها بهجوم : مرضتش تضايقني ولا ماصدقت
اتسعت عيناها بعدم تصديق لتهب ماس من الفراش بوجهه غاضب : طبعا ما هو انت مبقتش تحبني ......اول عيد حب لينا واحنا متجوزين منحتفلش بيه ......
يبقي بطلت تحبني ....ايوة طبعا مبقتش تحبني
فرك جاسر وجهه بينما تصول وتجول أمامه ...حينا نوبه من نوبات عصبيتها وحساسيتها الزائده فليتحمل
وكزته ماس بكتفه : ساكت ليه ....طبعا كلامي صح ومبقتتش تحبني عشان كدة مش لاقي رد
قال جاسر برفق وهو يضغط أعصابه : ساكت عشان تهدي براحتك ....مبقتش احبك ايه بس ياروحي ...انا بموت فيكي وهتجنن عليكي بس انتي اللي كل شويه تقولي هرمونات ومش عاوزه ....يبقي بحبك ولا لا
ضيقت عيناها تطالعه بغيظ : ولما انت بتحبني سبتني انام ليه في أول عيد حب لينا واحنا متجوزين
قال جاسر وهو يفرك لحيته:: سبتك عشان قولتي عاوزة تنامي ....اغتصبك يعني ياماس ؟!!
أومات له باندفاع : اه
تقابلت عيناها بعيناه بينما تعالي صدرها صعودا وهبوطا
من اثر انفعالها لتتلاعب نظره عابثه بعيون جاسر الذي داعب المكر ملامحه وهو يقول : انتي اللي قولتي
وبلحظه كان يجذبها لتسقط فوقه وسرعان ما كان يستدير ليصبح فوقها وينقض بشفتاه فوق شفتيها يلثم من رحيقها بلا هواده
....
انتفض مهران من فوق فيروز علي تعالي رنين هاتفه ليتبرطم بكافه الألفاظ : أيوة ياصالح ....جاي حاضر
لا هكلمه حاضر ياصالح اقفل بقي
اغلق الهاتف ونظر الي فيروز التي دفنت وجهها بالوساده بخجل ...ليميل مجددا ناحيتها ولكنها أوقفته : ماله صالح ؟!
قال بانزعاج : مش عارف ....طالع ليا في البخت النهارده
ربنا علي كتفه قائله : طيب انا هقوم اجهز نفسي
هز رأسه وتمسك بها : لا تقومي ايه. ..أما ماصدقت
قالت فيروز بخجل : معلش جايز عايزك في حاجه مهمه
تبرطم مهران وهو يطلب رقم جاسر : هو في أهم من كده ....ماشي ياصالح
زفر حينما وجد هاتف جاسر مازال مغلق ليتصل علي احد رجاله ويرسله الي منزل جاسر الذي رفع رأسه من عنق ماس بانزعاج شديد اثر رنين جرس الباب ليسرع يفتحه
: مهران بيه بيقولك اتصل بيه ضروري
زفر جاسر بغيظ بينما هربت ماس منه مجددا .....
هزت ياسمين راسها برفض : مش عاوزة شبكه ....كفايه الدبله
أصر صالح عليها لتأخذ اسورة رقيقه بعد جدال طويل بينما لم يتحمل قلبها كل تلك السعاده وهي تتحرك معه هنا وهناك يحضر لها كل مستلزمات العروس .....اشار الي تلك الكعكه قائلا : ايه رايك في التوراه دي
ابتسمت له واوامات ليقول صالح للبائع : وصل دي لينا علي العنوان ده
انتهي وخرج ليتابع وهو يمسك بيدها سيرهم يشترون كل شيء بسعاده بالغه ...
........
...صاح رافت بهياج : يعني ايه يامتر
قال المحامي بتعلثم : يعني صالح بيه عدي عليا امبارح ودفع مقدم الشقق
عقد رافت حاجبيه بغضب مزمجرا : بيتحداني ....ماشي ياصالح
ابعت ليا عنوان الشقه دي
اوما المحامي وأرسل العنوان برساله لرافت الذي اشتعلت برأسه براكين الغضب ليخرج بوجهه ينفث النيران ولكن ما كاد يتحرك بسيارته حتي وجد رياض أمامه
.........
....
قبيل المساء بقليل كانت وجوه الجميع تبتسم بسعاده بينما ينهي المأذون كلماته ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير )
احتضنت الفتيات ياسمين التي لم تشعر نفسها وحيده بمثل هذا اليوم وكذلك كان صالح الذي بارك له أصدقاءه من قلبهم ...
.......
...عقد رياض حاجبيه باستفهام : انت بتتكلم جد يا رافت
اوما رافت قائلا : وهي الحاجات دي فيها هزار ......بعد بكره فرح مها وصالح ...!
نظر رياض الي رافت بعدم فهم : ازاي يارأفت
قال رافت بهيمنه : ده الطبيعي واحنا اجلنا كتب الكتاب كتير
: اجلنا عشان ابنك اللي رافض
هز رافت رأسه : مش رافض ولا حاجه بس في شويه مشاكل بيني وبينه وعشان كدة كان بيعاند
نظر له رياض : مشاكل ايه خير ؟
قال رافت بعدم اكتراث : متشغلش بالك. ...اهو طيش شباب وانا عاوزه يتجوز باسرع وقت وبنتنا مها تتحمل شويه لغايه ما يعدي صالح الفتره دي
اوما رياض : طبعا ...انت عارف مها طيبه اد ايه
هز رافت رأسه بثقه : وعشان كدة انا مصمم علي جوازها من ابني ....المهم دلوقتي خلينا نشوف هنعمل ايه ...
.........
...
انتهي حفل زفاف صالح وياسمين البسيط بينما السعاده افاضت من عيون الجميع .....خرج مهران ممسك بيد فيروز وكذلك جاسر الذي مالت ماس علي كتفه برجاء : جاسر حبيبي ما تخلينا نبات في شقتنا النهارده . البيت وحشني اوي
ربت جاسر علي يدها قائلا : وانا كمان ياروحي بس معلش عندي شغل مهم اوي بكرة
عقدت حاجبيها بضيق : شغل ايه ياجاسر ...بليز بقولك بيتنا وحشني
مال يقبل وجنتها : معلش ياروحي خليها اخر الاسبوع
أومات ماس علي مضض ووضعت وجهها تجاه نافذه السيارة حيث انطلق بها جاسر وهو يشير لمهران ...
بعد أن تحرك مهران لوقت طويل بالسيارة خلف جاسر وجدته فيروز يغير الطريق لتسأله :
مهران احنا رايحين فين ؟!
قال بشرود : ها
أعادت سؤالها : بسألك رايحين فين ؟!
قال بغموض : مشوار
سألته بفضول : مشوار ايه ؟!
: هتعرفي بعد شويه
تفاجات فيروز به يوقف سيارته أمام هذا الفندق الضخم لتساله ؛ مهران احنا جايين هنا ليه
مال ناحيتها قائلا بابتسامه بينما طرأت تلك الفكره علي رأسه فجاه أثناء طريق عودتهم : من غير ترتيب فكرت نقعد هنا يومين
غالبا فيروز ابتسامتها بتلك المفاجاه : ازاي ؟!
هز كتفه وهو يشير لها أن تنزل : زي الناس
دخل الي مكتب الاستقبال ليقول لها : بصي انا هخلص الحجز وانتي شايفه المحلات دي ....أومات له ليقول وهو يضع بيدها أحدي الكروت البنكيه :
اشتري منها هدوم لينا
ترددت لحظه ولكنها لم تغالب حماسها وهي تعيش معه يوم كزوج وزوجه لتتجه الي ذلك المحل الضخم تتحرك في ارجاءه ليلحق بها مهران بعد قليل قائلا بعفوية :
خلصتي يا حبيتي
فغر فم فيروز : ها
نظر لها مهران باستفهام لتقول بينما احمر وجهها : اصلك قولت ياحبيتي
ابتسم لها بحب : ماهو انتي حبيتي
عضت علي شفتيها وابعدت عيونها عن عيناه بخجل ليهمس مهران وهو يمسك بيدها ويسير بها : يابوي علي الكسوف ده
ظلت تبعد عيناها عن عيناه ليقول : طيب جبتي ايه
أشارت إلي مشترياتها : جبت ليا دول وانت جبت ليك تيشيرت وبنطلون وكنت رايحه احاسب
اوما لها بمكر : اه بس كده في شويه حاجات تانيه مهمه
نظرت بتوجس الي نظراته التي أشار بها الي ذلك الركن من الملابس لتهز راسها : لا
رفع حاجبه بعبث : لا ايه
هزت راسها بخجل : لا مش هدخل
مال ناحيتها هامسا وهو يسحبها الي ذلك المحل الذي عرض في واجهته ملابس النوم المثيره : فيروز الناس بتبص علينا
هزت راسها بخجل ::مش هشتري معاك حاجه كدة
ضحك مهران وقال بنبره لعوب : اشتري انا
جزت فيروز علي أسنانها بتحذير : اياك
تجاهل رفضها ودخل الي المحل بثقه ليمد يداه يختار لها بضع اشكال من قمصان النوم الحريرية لتزجره فيروز :
علي فكره انت قليل الادب
قال مهران بمرح وهو يتناول الاكياس من البائع : وجالك قلب تقوليها .......ده انا بقالي شهر زي اختك
قالت بخجل : متقولش علي نفسك كدة ...
وضعت يدها في ذراعه وسارت معه للخارج وهي تتابع بعفويه : دي احلي حاجه فيك
رفع مهران حاجبه ونظر لها : اني زي اختك
ضحكت بخجل قائله : اكيد لا.... بس انك صبرت عليا
هز كتفه قائلا : اعمل ايه...؟! حبيتك
افلتت الكلمات من شفاه فيوز التي نالت علي كتفه : وانا كمان
نظر إليها بتلهف : انتي كمان ايه ؟!
ابتسمت له بخجل : حبيتك
قال بلهفه : قوليها
عضت علي شفتيها قائله : حبيتك يامهران
.........
...
غرق جاسر في تفكيره بعمله فلم يلحظ توتر ماس لدي عودتهم بينما تمزقت ما بين شعورها أنها مقصره وأنها فاشله وحتي أنها ضائعه ....لاتعرف حقا أن كانت تشعر بالسعاده ام تمثل انها كذلك ...لاتعرف أن كانت راضيه
بتصرفات جاسر الذي يتقرب منها ويشعرها بحبه ويصبر علي عصبيتها ام انها غير راضيه ومازالت تحمل له بداخلها ضغينه أنه أبعدها عن عملها ليزيد فوق كاهلها شعور بالذنب تجاهه وهي تخفي عنه تلك المشاعر السلبيه تجاهه ...ممزقه ومضغوطه والتعرف السبيل للخروج من تلك الدوامه السحيقه من التفكير الذي كلما ازدادت وطأته عليها كانت تهرب بالنوم ....
انطفا حماسها بين ليله وضحاها فلم تعد تشعر بمشاعر واضحه وهاهي بين ذراعي جاسر الذي كان يقبلها باشتياق لتتوقف عن مبادلته قبلته
وهي تقول بانزعاج دون إرادتها : اوعي كدة انت بتعمل ايه
رفع حاجبه لتبعده ماس من فوقها بجبين مقطب بينما شعرت بالغثيان : اه اوعي ياجاسر انت تقيل اوي
نظر لها بعدم تصديق مما تفعله به ليزفر وهو يقوم من فوقها : وعيت يا ماس اوامر تانيه
نظرت له وعقدت حاجبيها بعتاب من انزعاجه منها : شوفت بقي انك مبقتش تحبني ......
قاطعها جاسر بحنق : لا ابوس ايدك انا لسه من خمس دقايق سامع الاسطوانه وحفظتها
.....نظر لها بحنق أشد وتابع : أيوة مبقتش احبك.... عارفه ليه عشان جننتي اهلي..... أيوة جننتي اهلي وطلعتي عين امي ارتاحتي
لمعت الدموع في عيونها لتنظر له بجبين مقطب فيزفر بحنق شديد ويسرع ناحيتها بحنان جارف عكس حنقه من لحظه تماما كحالتها التي تتغير كل لحظه من النقيض للنقيض ولا يعرف لها سبب بينما هي لم تكن تريد أن تصل معه الي تلك المرحله ولكنه من ترك بداخلها تلك التراكمات التي ظن أن حبه فقط كافي لتصفيتها ولكنه لو فكر قليلا لعرف أن شخصيه زوجته ليست هكذا وكل ما عليه فعله هو الحديث معها عما كان يضايقها منه
نظر لها جاسر متنهدا : بتعيطي ليه .....ماس انا بهزر
اشاحت بوجهها وتركت العنان لدموعها التي فاضت من ضغطها النفسي : اوعي كدة
مال عليها واحتضنها بحنان قائلا : بهزر وحياه امي معقول مبقتش احبك ...ده انا بموت فيكي بجنانك ده ....حتي اسمعي قلبي كده بيقول ماس
نظرت له وقد استطاع ان يضحكها قليلا : انت بتضحك عليا عشان ابطل عياط
رفع يداه باستسلام قائلا : لا بصي فعلا انا بستسلم وخلاص مبقتش عارف اعمل ايه .....انتي قوليلي اعمل ايه وانا اعمله عشان ارضيكي
هزت راسها وقد شعرت بالذنب تجاهه ولم تعد تحتمل أن تلقي عليه وحده اللوم فيما تشعر به
التفت الي هاتفه الذي وصلت له تلك الرساله ليقوم من جوارها قائلا : ماسه حبيتي انا نازل
عقدت حاجبها باستفهام : في ايه
هز كتفه قائلا : ابدا شغل
عقدت ماس حاجبيها شغل ايه فجاه ....انت رايح فين
قال وهو يسحب ملابسه : شغل ياحبيتي ....مش هتاخر
استبدل ملابسه وماس تحاول شغل نفسها بالنظر في هاتفها ليميل جاسر عليها يقبل جبينها قائلا : عاوزة حاجه يا ماسه ؟!
هزت راسها وأحاطت به تحتضنه لتلامس يدها هذا الشيء الصلب الموضوع بجانبه لتعقد حاجبيها وترفع اليه عيناها التي ملئها القلق وهي تسأله : انت واخد ده معاك ليه ؟
هز كتفه بابتسامه هادئه قائلا : عادي يا حبيتي .... وهو في ضابط من غير مسدس
قالت ومازالت تشعر بالقلق : انت
ضحك وربت علي شعرها قائلا : بقي كده
عزت راسها بجبين مقطب : جاسر انا مش بهزر.... انت واخد مسدسك معاك ليه
قال وهو يتجاوز اسئلتها القلقه : شغل ياحبيتي عادي
هزت راسها بإصرار : مش عادي ....انت رايح فين ؟!
نظر في ساعته قائلا وهو يقاطعها : انا كدة هتأخر
أمسكت يده سريعا ونظرت الي عيناه وفقط استطاعت أن تنطق اسمه : جاسر
نظر لها بعتاب علي هذا القلق بعيونها قائلا بحنان :
وبعدين ياماسه ....هتأخر علي شغلي
أومات وتلك الغصه تخنق حلقها وتزداد حينما قبل جبينها مجددا وهو يقول : لا اله الا الله خدي بالك من نفسك
كلماته تلك جعلت قلبها يتحرك من موضعه لتظل
ساعات وهي بالشرفه لا ترحم ساقيها أو ظهرها الذي ألمها بشده وهي واقفه بانتظاره وكل الأفكار السيئه دارت برأسها .... وبعد بزوغ الفجر كانت كل أعصابها علي وشك الانهيار لولا وصوله .....
ركضت إليه ما أن فتح الباب لترتمي بحضنه سريعا
ابتسم جاسر قائلا بدهشه : حبيتي منمتيش لغايه دلوقتي ....
لم تقل شيء بل اندفعت تحتضنه وتغرقه بالقبلات في كل انش بوجهه وعنقه....وماهي الا لحظات و سرعان ما استجاب جاسر لها ليمد ذراعيه يطوقها بها ويغلبه الاشتياق الجارف إليها ليلتقط شفتيها بشغف ألهب قلب ماس الذي انخلع لفكرة فقدانه ...... مدت يدها الي ازرار قميصه وسرعان ما كانت تمزق القميص من فوق صدره وشفتيها بين شفتيه ...... حركتها الهبت من مشاعره ليميل يحملها وشفته لا تترك شفتيها ....ومع اعلان شمس النهار عن نورها القوي كان حبها الجارف له يعلن تنازلها عن موقفها واي موقف أمام حبها له ليفتح
جاسر يفتح عيناه بسعاده غامره .....
استدار علي جانبه ومرر طرف أصابعه برقه علي وجنتيها لتفتح ماس عيونها وتتمطأ بكسل
غمز لها بمرح يشاكسها : لما انا واحشك كدة امال بتقاوحي ليه
احمر وجهها خجلا وهربت بعينها من عيناه وهي تقول : مش واحشني
نظر بطرف عيناه الي قمصيه الممزق الملقي علي طرف الفراش قائلا بخبث : واضح ....ده انتي كنتي هتتجنني عليا وصاحيه للفجر مستنياني
قالت وهي تهز كتفها العاري : كنت قلقانه عليك
انام ازاي وانا قلقانه عليك
مد ذراعها خلف كتفها ليحيطها بحنان ويسألها وهو يداعب خصلات شعرها : قلقانه ليه
نظرت له ورفعت حاجبيها : اعترف انت كنت فين امبارح ؟!
هز كتفه بعدم اكتراث قائلا : ابدا ....كنت في ماموريه كان في عيال كنت حاطط عيني طلعت اجيبهم من الجبل
اتسعت عيونها بقلق ليداعب شعرها ولكنها سرعان ما وكزته بكتفه هاتفه بغيظ : جبل ايه....؟! انت بتتكلم كدة عادي
قال بوجع مزيف وهو يمسك بكتفه : اه ... بتضربيني ياماسه
..... يعني بتوع الجبل ميعملوهاش وتعمليها انتي
زجرته بغيظ نابع من خوفها عليه : لحقت امتي تشتغل وتحط عينيك عليهم.... احنا لسه جاين هنا من كام يوم
قال بهدوء وهو مازال يداعب خصلات شعرها : عادي ياروحي : وانا ببيع سوداني ياقلبي . ... انا ظابط ولازم اضرب اول ضربه عشان اعمل اسمي في البلد
نظرت له بعتاب : وانا اموت من القلق عليك
احتضنته وتابعت : جاسر انا بحبك ومقدرش اتخيل لحظه حياتي من غيرك
ابتسم برضي قائلا : ده انا هطلع الجبل كل يوم لو هسمع الكلام ده
قالت وهي تضع راسها فوق صدره : انت غلس
استند بذقنه الي راسها قائلا بعتاب : ماهو كل الكلام ده مطلعش الا لما حسيتي بالخوف عليا ....
تنهدت قائله : بعد الشر عليك ياحبيبي .....رفعت راسها ونظرت إليه قائله بجديه : جاسر ....متطلعش مأموريات زي دي تاني
ضحك قائلا : امال ... اعمل ايه ؟
قالت وهي تهز كتفها : اقعد في القسم حل المشاكل
ضحك قائلا : ودي قاعده عرب دي ولا شغل
: اهو بقي
ابتسم وقبل جبينها قائلا : سيبها علي الله ياماسه لكل اجل كتاب
اختنقت انفاسها ونظرت له بعتاب لتشيح بوجهها عنه بعد أن لمعت الدموع بعيونها ......شاكسها جاسر بمرح ليغاير الجو : سيبك من كل ده .....عليكي الف جنيه تمن القميص
رفعت حاجبها باستنكار : قميص ايه اللي بألف جنيه
ده آخره ٥٠٠ جنيه
هز رأسه قائلا : انتي هتفاصلي. ....لا ياروحي هما الف جنيه وبعدين القميص ده كان خالي عزيز جايبه ليا من سويسرا من خمس سنين وانا بحبه اوي ....
هزت كتفها بدلال : بتحب القميص اكتر مني
مال ناحيتها ليقول أمام شفتيها بأنفاس ثقيله : بحبك اكتر من نفسي ....
اتسعت ابتسامتها لتقترب شفتيه من شفتيها وهو يقول : يلا بقي هاتي الف بوسه تمن القميص ...
قالت بدلال وهي تهز كتفها : بتعرف تعد
هز راسها بهيام وعيناه لا تفارق النظر لشفتيها المنتفخه : مش مهم العدد
رفعت حاجبها بمرح : ازاي بقي ....ده العدد مهم اوي
ضحك ومال فوقها قائلا بعبث : طيب اقولك بما انك بتاعه الحسابات يبقي ركزي انتي في العدد
ضحكت حينما دغدتها أنفاسه التي لامست عنقها : وانت
وضع شفتيه بعنقها قائلا بشغف : انا هركز في حاجه تانيه ...
...
........قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
.
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك