الفصل السابع والثلاثون
الفصل السابق
.(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....الكلب الواطي الحيوان ....
عقد جاسر حاجبيه وهو يدخل الي المنزل ويستمع الي صوت ماس الغاضب ليتجه الي الغرفه وهو يتوجس من صوت غضبها الواضح .....راجل واطي وحيوان ....
رفع حاجبه بينما يهز رأسه مؤكد لنفسه بمرح ( لا مش انا اكيد )
تتابع وصول صوت ماس اليه ( هو فاكر نفسه مين ...ابن الجزمه ....!!)
هنا دخل الي الغرفه ليبتسم ببلاهه وهو يراها تتحدث في الهاتف
أشارت له أن ينتظر حينما سألها عن هويه المتصل لتقول : طيب ياريم ياحبيتي ارتاحي انتي دلوقتي وبكرة نكمل كلامنا
شكرتها ريم علي ما فعله مالك لتقول : علي ايه بس... مالك اخوكي
أغلقت الهاتف ونظرت له والغيظ والغضب يكلل ملامحها ليضحك جاسر وهو يحل ربطه عنقه متسائلا : ده مين ابن الجزمه ده ؟!
زفرت ماس قائله بغضب : الحيوان جوز ريم .....تخيل يا جاسر طلع متجوز عليها كل ده .......صكت أسنانها بغيظ وتابعت : ده غير اللي عمله فيها
نظر لها جاسر باهتمام : عمل ايه ؟؛
أخبرته بما حدث ليهز رأسه قائلا : فعلا حيوان
أومات ماس وتابعت بحنق : متخيل ياجاسر أنه يقف وهي بتتهان قدامه.... لا وكمان يخلي مامته تطردها بلبس البيت
تنهدت وتابعت : انا بشكر ربنا أن مالك سمع كلامي وراح ليها
هز جاسر رأسه : فعلا
قامت واتجهت لتعلق الملابس التي خلعها ليقف جاسر خلفها ويحيطها بذراعه هامسا بجوار اذنها باشتياق : وحشتيني
ذابت من قربه ليخفق قلبها سريعا محاولا تناسي ما انتوته لاعاده تقويمه واعترافه بخطاه حتي لا يتكرر لتستدير له قائله بجبين مقطب : احنا في ايه ولا ايه ياجاسر ....انا متضايقه اوي عشان ريم
نظر لها جاسر رافعا حاجبه وهو يقول : عشان تشكري ربنا علي جوزك
رفعت عيناها إليه لتري غرورة يتبختر في نظراته ومجددا تشعر بأنه لن يتغير طالما لايري نفسه بحاجه لان يغير بعض من طباعه المتأصله به
: ياسلام
اوما بثقه قائلا : طبعا ياحياتي
هزت ماس كتفها قائله : مع انك مش مثالي اوي.... بس اكيد بشكر ربنا
ابتسم لها وعاد ليميل تجاه عنقها يقبله ولكنها سرعان ما عادت تتحدث بنبره غاضبه وهي تتذكر أفعال زوج ريم : بقي الحيوان ده بعد وقفتها معاه يعمل كدة فيها ...دي هي اللي دافعه تمن تذكره الطيارة يقوم يتجوز عليها
زفر جاسر قائلا : هو احنا هنقضي اليوم كله شتيمه في جوز صاحبتك
قالت بنعومه وهي تسايره : معلش ياحبيبي اصلي متغاظه منه اوي ......واطي جدا جدا ....
زفرت وتابعت متبرطمه : كل الرجاله كدة
رفع جاسر حاجبه : الله ومالهم الرجاله ..لا
ياروحي ماهي مش صاحبتك تتخانق يطلع عليا عرق حقوق المراه .
قالت وهي تلوي شفتيها : وهي الست ليها حقوق اصلا في المجتمع ده
احتضنها جاسر ليتخطي هذا النقاش ' ليها ياحياتي ده انتوا واخدين حقكم تالت ومتلت
نظرت له وقالت بجديه : فين بس ياجاسر ...دي الستات غلبانه اوي
ضحك وداعب شعرها : يعني كل الستات ملايكه والرجاله شياطين
ضحكت ماس ونظرت له بمكر قائله تدغدغ به غروره : كلهم ماعدا انت ...!
اختطفته بذكاء اختيار كلماتها لينظر لها قائلا : ده كدة انتي اللي بتضحكي عليا ...
هزت كتفها بابتسامه : لا طبعا ياحبيبي .....انت ومالك وبابا واونكل زيدان
ضحك قائلا : ده في قائمه اهو ....
أومات له ليقول : ماعلينا..... قوليلي عملتي ايه مع فيروز دخلت الحزب النسائي ولا لسه
هزت راسها ببراءه : حزب ايه بس .....
ضربها بخفه علي مؤخره راسها ؛ حزبك يا نصيره حقوق المراه
هزت راسها : لا ياحبيبي ولا حزب ولا حاجه ....ده مهران طيب اوي معاها
نظرت له بمغزي وتابعت وهي تتظاهر بالبراءه : ده حتي لما زعلها صالحها علي طول ..... و اعترف بغلطته مش زي ناس
رفع جاسر حاجبه وقد فهم مغزي كلماتها ليحيط خصرها بذراعيه ويضع رأسه في تجويف عنقها ممررا شفتيه فوق بشرتها الناعمه : وهي الناس دي مش فضلت تصالحك بدل المره الف .
حسنا لقد تحصنت تماما ضد اجوبته النموذجيه لتقول بخبث : بتصالحني علي مزاجك ولما يجيلك مزاجك
ضيق جاسر حاجبيه قائلا : اه ياظالمه
نظرت له ببراءه : انا
اوما لها وقربها الي صدره أكثر بينما يقول : ظالمه ومفتريه وانا طيب وعشان كدة اصالحك تاني وماله .....
مال تجاه شفتيها يلتقطها بشفتيه بنعومه يقبلها للحظات قبل أن يزداد شغفه واشتياقه لها ومعه تزداد سخونه قبلته بينما تتحرك يداه حولها يقربها إليه أكثر ..... للحظات تمزقت ماس ما بين الاستسلام لقربه الذي اشتاقت له وما بين تنازلها عن موقفها فقلبها يريد الود والصفاء وعقلها يخبرها أن عليها الصمود لتصل إلي ود وصفاء وتفاهم دائم وليس لمجرد لحظات سرعان ما تتغير مع اول خلاف بينهم وبما أن عقلها كان فكره الأصوب ابتعدت ماس من بين ذراعيه ما أن بدأ يخفف ضراوة قبلته لتستطيع التنفس وقبل أن يعيد الكره كانت تتحرك خطوه مبتعده ليعقد جاسر حاجبيه بانزعاج ناظرا لبعدها : ايه ياحبيتي بعدتي ليه ؟.
قالت ببراءه مزيفه : هجهز العشا ياحبيبي
هز رأسه وجذب يدها إليه : لا مش وقته ياماسه
قالت بمكر وهي تتظاهر بالجوع : انا جعانه اوي .... وبعدين انا جهزت اكل كتير اوي هيعجبك ....هروح بسرعه اجهز السفره علي ما تكمل لبسك
أسرعت تنسل خارج الغرفه وعلي شفتيها ابتسامه منتصره عكس جاسر الذي زفر بضيق بينما استبعد تعمدها البعد والمراوغة بسبب ذكاء تهربها منه وكم كانت ماس حريصه أن تصل إلي ما تريده منه دون أن يشعر أنها تتعمد الضغط عليه حتي لا يعند معها أكثر ...كل ما تريده هو أن يضع يده علي نقطه أنه بحاجه لأن يعيد تفكيره ويتروي في خلافاتهم فلا تتفاقم كما يحدث ....وهؤلاء هم الرجال كالاطفال بالضبط يحتاجون الي صبر وبال طويل في التعامل معهم .....لا يريدون الشعور بأنهم مقيدون وأنهم موضع نقد أو تأنيب لذا عليها أن تتابع بذكاء أنثوي فطري قيادته الي طريق تفاهم بينهم ....!
جلس جاسر الي الطاوله التي أعدتها بمختلف أنواع الطعام والحلوي قائلا : تعبتي نفسك ليه ؟!
هزت كتفها وهي تجلس : كنت زهقانه
رفع حاجبه قائلا : زهقانه فين بس ..... ده انتي من فيروز لريم ومشكلتها لمالك ومامتك .....مفتكرش كان فيه وقت تزهقي
هزت ماس راسها بإصرار قائله : لا كان فيه..... اليوم طويل اوي وممل . .الشغل كان بيضيع اليوم
تهرب من هذا الحديث ليضع الشوكه بطبقه قائلا : تسلم ايدك الاكل حلو اوي
ابتسمت له : بالهنا والشفا
....
زفر مهاب بضيق وهو ينظر إلي تلك الملفات المفتوحه أمامه وعلي الفور يفكر بها ....لقد مرت بضعه ايام منذ تحذيره علي غيابها وهاهي لم تظهر أو تتصل ...تري ما حدث ؟!
تساءل بتردد وهو يعيد هاتفه الي جواره بعد أن فكر بالاتصال بها ليستغرب أفعاله وتفكيره بها ويؤكد لنفسه أن العمل كل ما يشغله وبسبب تأخر عملها انصب عليه الكثير من الاعمال المتراكمة والتي يجب أن تنتهي خلال هذا الأسبوع قبل موعد انعقاد مجلس الاداره ....ليعود يتطلع الي عمله ويرضي عقله الذي لا يتوقف عن تذكرها في كل ورقه ينظر بها وتحمل شيء من مجهودها أو فكره نطقت بها بحماس ليمسك هاتفه مجددا ويرسل رساله الي هاتف أحد موظفي hr يشدد عليه ارسال تحذير الي ماس بسبب انقطاعها عن العمل دون عذر
ليضع الهاتف بجواره ويحاول أن يصب تركيزه علي العمل دون جدوي فيقوم من مكانه ويتجه الي المطبخ الأنيق الملحق بشقته الفارهه ويبدأ بإعداد قهوته ليستند الي طرف الطاوله الرخاميه وهو بانتظار انتهاء القهوة ويشرد بوحدته التي بدأ يستشعرها الآن بينما وصل وحقق الكثير من طموحه ومجددا تراوده صورة تلك الفتاه الجميله والمفغمه بالطموح والذكاء يتساءل ما الذي أوقفها تلك الأيام ....!!
........
...
تنهدت ماس وهي تستند بظهرها الي المقعد بعد أن أنهت طعامها قائله : ياااه أنا اكلت كتير اوي لدرجه اني مش قادره اقوم
ضحك جاسر ووضع يده علي بطنها لأول مره : شكل البيبي كان جعان هو كمان
ابتسمت ماس له ووضعت يدها فوق يده : تعرف أن دي اول مرة نتكلم عنه ....
تنهد قائلا باعتذار : معلش ياحبيبي عارف اني مقصر والي حصل بينا مخلناش نحس بالفرحه بالبيبي بس انا مبسوط اوي
ابتسمت له بشغف : بجد ياجاسر
اوما بحنان : طبعا
نظرت له بحب وهي تسأله ومازالت تضع يدها فوق يده : طيب نفسك في بنت ولا ولد
ابتسم لها قائلا : بصراحه حاليا بعد ما بشوف اد ايه كنت تاعب ابويا وانا صغير وشاب ومشاكل مش بتخلص نفسي في بنوته حلوة ....بس لو جه ولد مش هزعل
المهم يكون بخير وان شاء الله قريب اوي نرجع بيتنا وحياتنا
تنهدت ماس قائله : يارب
اوما لها قائلا : أن شاء الله ....انا كلمت كذا حد في الداخليه وقريب هوصل لسبب النقل
نظرت له بحنان وربتت علي يده : أن شاء الله ياحبيبي
ابتسم لها بينما بدأت تتثاءب وتقول بكسل : ياااه ....هموت وانام
نظرت إلي الاطباق أمامهم وقامت ببطء وهي تقول : هنضف السفرة وادخل انام
قام جاسر وهو يحمل عنها الاطباق : لا خليكي شكلك تعبانه .....هدخلهم انا المطبخ
ابتسمت له قائله : شكرا ياحبيبي
دخلت الي غرفتهم تسبقه لتنظر الي هاتفها والي تلك الرساله التي وصلت لها من شيرين احدي مسؤولين hr في العمل تخبرها بتحذير مهاب ....تنهدت وعادت سحابه الوجوم تعلو قسمات وجهها فتغمض عيناها وتفكر أنها تركت عملها بلا رجعه وعليها أن تتأقلم مع تلك الحقيقه دون أن تشعر بهذا الحزن يجتاحها كلما تذكرت هذا الموضوع ولكن دون إرادتها يأخذها الحزن ولو قليلا علي عملها والذي لا يعتبر مجرد عمل وانما شغف وطموح وحياه أخري كانت قد بدأت تثبت بها نفسها .....
دخل جاسر الي جوارها لتفتح عيونها ما أن شعرت بلمسته حول خصرها يحتضنها بينما يهمس باشتياق : ماسه انتي وحشتيني
مررت يدها علي عنقه قائله وهي تتثاءب مجددا : وانت كمان
ابتسم لها ومال يقبل شفتيها لتتجاول ماس معه بقليل من الحماس بينما مازالت تشعر بهذا الحاجز النفسي بينهم وشعور خفي يتملكها بأنها خانت نفسها برضوخها ليس فقط لتركها عملها بل برضوخها لطبعه الصعب دون حتي أن يعترف بأنها تتجاوز طباعه بل مؤمن أنه علي صواب
نظر جاسر إليها بينما لم يشعر بها تتجاوب معه ليسالها وهو يداعب خصلات شعرها : مالك يا ماسه ....؟!
هزت راسها بكسل : ابدا يا حبيبي مرهقه و عاوزة انام
نظر لها بعتاب : يعني النوم اهم مني
نظرت له بابتسامه : مفيش حاجه اهم منك
نظر لها بمكر : ولما هو كده عاوزة تنامي وتسبيني ....
تنهدت ماس ونظرت له ببراءه تحاول شرح احساسها :
بصراحه ياجاسر انت مش عارفه.... متلخبطه حاسه اني كان عندي طاقه كبيرة وفضلت اعمل الاكل وبعدين حسيت اني زهقانه وبعدين جعانه وبعدين عاوزة انام
.....هزت كتفها وتابعت : تقريبا دي الهرمونات
بتاعه الحمل اللي بسمع عنها
رفع جاسر حاجبه : وهي الهرمونات كانت عاوزة كل الحاجات دي تحت علي جاسر قالت مش عاوزة
افلتت ضحكه ماس الناعمه : انت هتعمل عقلك بعقل الهرمونات
هز رأسه ضاحكا : لا وانا اقدر .....مال ناحيتها وقال بحنان : طيب قوليلي الهرومونات عاوزة ايه ؟!
قالت ماس بدلال : كانت عاوز تأكل ودلوقتي عاوزة تنام
غمز لها بشقاوة : وجاسر حبيبك مش عاوزاه
صمتت ماس لحظه ثم نظرت له ببراءه مزيفه قبل أن تقول بتمهل : بصراحه لا
انصدمت ملامحه لتقول ماس سريعا بتهرب وهي تتظاهر بالبراءه : ياجسور يا حبيبي ... دي حاجه مش بايدي وافتكر انك عارف الحمل بيلخبط
نظر لها وهو يحك ذقنه : وانا اعرف منين دي اول معرفتي بموضوع الهرمونات ده
تثاءبت ماس وهي تقول : لا ده موضوع كبير ....بكرة أن شاء الله اقعد احكيلك موضوع الهرمونات ده
نظر لها وضيق عيناه لتقول ماس بكسل وهي تضع راسها علي الوساده : تصبح علي خير يا جسورة
مال يقبل جبينها : وانتي من اهله
فتحت عيناها ونظرت إليه قائله : يعني مش زعلان مني
هز رأسه بحنان : مع انك بتضحكي عليا بس
مش بزعل منك
ابتسمت له ببراءه مزيفه : انا ياجسورة .....طيب افتح النت وشوف هتفهم أنها الهرمونات
اوما لها : ماشي يا روحي نمشيها هرمونات ...يلا تصبحي علي خير
قام من جوارها وهو يغلق النور الخافت بجواره لتسأله : انت رايح فين ؟!
: هطلع اشرب سيجارة واعمل كام تليفون وارجعلك
هزت راسها بدلال : لا عاوزة انام في حضنك
رفع جاسر حاجبه : وليه العذاب ده
قالت بعتاب لطيف : بقي اني انام في حضنك ...ده عذاب
ابتسم لها وهو يعترف كم هي ماهرة وذكيه بينما تعرف كيف تجعله يهيم بها عشقا كل لحظه أكثر من سابقتها ليتوسد الفراش بجوارها ويفتح لها ذراعه قائلا : تعالي ياقدري
شاكسته ماس بمرح وهي تضع راسها فوق صدره : مين قدري ده
ضحك جاسر قائلا : بطلي بدل ما اقوم لهروموناتك دي
ابتسمت واغمضت عيناها ونامت بارتياح بينما أبعدت طاحونه أفكارها ونامت مطمئنه أنه يحبها كما تحبه فقط يواجهون بعض العقبات التي سيتجاوزها حبهم .
........
....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تحركت فيروز ذهابا وإيابا في أرجاء الغرفه وهي تفرك يدها بتوتر بينما تتحدث مع نفسها وهي تتذكر نصائح ماس لها لتتقرب من مهران بينما اعترفت أنه يستحق أن تتقرب منه كما يفعل بشتي الطرق ....لتزفر بضيق وهي تهز راسها بخجل : لا بقي ودي اعملها ازاي....؟!
الله يسامحك ياماس .....لا لا اقرب منه ازاي .....لا طبعا ....هزت راسها واسرعت الي الفراش تندثر بالاغطيه وهي تقول لنفسها ترحمها من عناء التفكير بتلك الخطوة :
لا لا انا هنام احسن
بعد نصف ساعه بدأ النعاس يراودها ولكنها سرعان ما اجفلت وهربت أنفاسها حينما شعرت بجلوس مهران علي طرف الفراش بجوارها لتشعر بحراره جسده حينما لامس صدره ظهرها وهو يميل فوقها ينادي اسمها بصوت خافت : فيروز
همهمت دون أن تفتح عيونها : ممم
قال مهران برفق : انتي نمتي ؟
عادت لتهمهم من جديد : ممم
رفع مهران حاجبه بينما كان ينتوي أن يتحدث معها في حياتهم التي شعر بها قيد الوقف دون سبب بينما بدأت الحياه تاخذ مجراها بينهم ولم يعد هناك ما يمنع اقترابهم بعد أن زالت جميع الخلافات هذا بالطبع بالاضافه لتجانس طباعهم وقربهم من بعضهم في الحديث
نظر في ساعته ولم يستطيع أن يمنع تعليقه بينما يقول : ده لسه بدري ...هتنامي من دلوقتي
أومات فيروز بينما تابع مهران : كان في كلمتين كنا هنقولهم فاكره ....
تمتمت بنعاس : تصبح علي خير يامهران
تنهد مهران وقام من جوارها واتجه ليستبدل ملابسه لتتنفس فيروز وتشعر بقليل من الندم ولكنها بكل الاحوال لم تضغط علي نفسها وشيء طبيعي أن تشعر بالتردد بسبب خجلها منه ..
.......
...
ربتت يسريه علي كتف ريم التي كانت تخبر زوجه عمها وعمها بما حدث من بين دموعها
ليقول عمها باستنكار : ازاي يعملوا فيكي كده ....هو ايه فاكر أن مالكيش حد
هزت ريم راسها بأسي وقالت بانكسار : ماهو انا فعلا ماليش حد بعد ما ابويا وامي ماتوا الله يرحمهم
نظر لها عمها بعتاب بينما اندفعت زوجه عمها يسريه تقول : كده برضه يا ريم ....هو احنا مش اهلك ولا ايه
هزت ريم راسها باعتذار : طبعا يا طنط ..ربنا يخليكم ليا ... انا بس قصدي أن ماليش اب ولا ام ولا ليا مكان عشان كدة هو عمل فيا كدة
هز عمها رأسه قائلا بحنان : متقوليش كدة .... بيت عمك مفتوح
أومات زوجه عمها يسريه قائله بتأكيد : ايوة ياريم انتي هتفضلي عندنا لغايه ما يجي عندك يتاسفلك
هزت راسها قائله : لا ياطنط .... انا خلاص استحاله اعيش من الإنسان ده تاني
قالت زوجه عمها بتمهل : يابنتي انتي اهدي بس وان شاء الله كل حاجه تتحل
هزت رسم راسها بإصرار : مفيش حاجه هتتحل ...انا فضلت سنين اقول لنفسي كده وانا عارفه أن مفيش حاجه هتتغير طول عمره بيسمع كلام أمه
تبرطمت يسريه بغيظ : مش راجل صحيح
زجرها عمها قائلا : يسريه وبعدين
قالت المراه باستهجان : الله ياحاج وانا قولت ايه هو في راجل يسمع كلام أمه
قال عبد المجيد : مش عيب أن الراجل يسمع كلام أمه بس في الصح
قالت المراه باستنكار : وهو ايه الصح في أنه يهين مراته ...
قال عبد المجيد موافقا : ده اللي بقوله.... إن زي ما والدته ليها حقوق عليه كمان مراته ليها حقوق عليه واهما أن كرامتها من كرامته
أومات يسريه قائله : انا مش عارفه امهات ايه اللي تقوي ولادها علي الغلط
قالت ريم بأسي : انا اللي غلطانه اني فضلت معاه
قالت يسريه بتساؤل : طيب قوليلي ياريم ياحبيتي موضوع جوازه ده انتي متأكدة منه
أومات ريم قائله : وهي بنتخانق معايا قالت ليا أنه متجوز ست ستي
: يمكن بتغيظك بس
هزت ريم راسها ببكاء : لا ...هو ما انكرش لما واجهته وقالي اذا كان عاجبك
زفر عبد المجيد بانفعال قائلا : لا مش عاجبنا وانا هعرف اجيب حقك منه
نظرت ريم إلي عمها الذي اقعده المرض لتقول برضي لوقوفه المعنوي بجوارها : ربنا يخليك ليا ياعمي
وحضرتك ياطنط
ربت علي يدها قائلا بحنان : متقوليش كدة يا ريم انتي زي محمود ومصطفي
...تنهد وتابع : ياريت حد منهم كان هنا
...كانوا جابوا حقك
: ربنا يرجعهم بالسلامه.... بس الحمد لله ربنا بعت ليا اخو ماس
أومات يسريه قائله : راجل محترم ربنا يكرمه
تنهدت ريم قائله : يارب .....انا مش عارفه من غيرة كنت هعمل ايه .....حتي الجيران محدش فكر يساعدني
قال عمها بحنان : معلش يابنتي معدش زي زمان الناس لبعضها
.......
..
نظرت ماجده الي تعالي رنين هاتف مي الموضوع علي الطاوله لتقول : مي
قالت مي وهي تطل برأسها من خارج المطبخ : نعم ياماما
: مالك بيتصل
جففت مي يدها قائله : حاضر جايه
اسرعت تجيب على هاتفها ليخبرها مالك أنه عائد بالطريق ويسألها أن كانت تريد شيء فأخبرته بوجود والدتها ووالدها عندهم ليقول مالك بتهذيب :
طيب طالما طنط وعمي عندنا هجيب شويه حلويات
أومات مي قائله : اه ياريت يامالك تجيب ليا كمان تارت عشان نفسي فيه
اوما لها بحنان : ماشي حاضر ....مسافه الطريق مش هتأخر
تنهدت مي بحبور وهي تغلق الهاتف وتجلس بجوار والدتها قائله : الحمد لله ياماما .....مالك رجع كويس معايا
أومات ماجده قائله بنصح : طالما كدة يبقي انتي لا م تبطلي مشاكل ونقار معاه طول الوقت
هزت مي راسها متنهده : لا مفيش مشاكل طول ما الزفته مرات جاسر دي بعيد
عقدت ماجده حاجبيها باستنكار : الله وهو ايه جاب سيرة مرات اخوكي دلوقتي
نظرت مي الي والدتها قائله : عشان مكنتيش مصدقاني لما اقولك أنها سبب المشاكل بيني وبين مالك ..... اهو لما بعدت مالك بقي كويس معايا
نظرت ماجده لها بحيرة وصمتت ليدخل زيدان الذي انهي مكالمته وعاد ليجلس معهم قائلا :
يلا يا ماجده
هزت مي راسها قائله : لا يابابا .....ده مالك راجع في الطريق
قال زيدان باعتذار : معلش يامي .... الوقت اتاخر وانا عاوز انام بدري
نظرت له مي باستفهاك : ليه يابابا ؟!
قال زيدان : بفكر بكرة الصبح اسافر لأخوكي
قالت ماجده بقلق : ماله جاسر ؟!
هز رأسه سريعا قائلا : مفيش بس واحشني هو وماس وعاوز اطمن عليهم
قالت مي بغيره : ياسلام وهو انا مش واحشاك ...انا بقالي كتير مش بشوف حضرتك وجاسر اسبوع بس وتقولي واحشك
ابتسم لها زيدان بحنان : وحشاني طبعا يا حبيتي .... بس انتي جنبي وبطمن عليكي وعلي ابنك إنما هو ومراته بعيد ...
تبرطمت مي بخفوت : مرتاحين
عقد زيدان حاجبه باستفهام : ايه ؟!
قالت مي باستدراك : قصدي ياريت يكونوا مرتاحين
اوما زيدان قائلا : الحمد لله ...لسه ماسه كانت بتكلمني وقالتلي أنهم كويسين ....
نظرت له ماجده ولم تستطيع منع تعليقها : يعني اتصلت بيك ومفكرتش تسأل عليها
نظر زيدان الي زوجته التي لن تتغير ليقول : والله يا ماجده انتي المفروض اللي تسألي عليها ...كانت تعبانه وعند الدكتور امبارح
عقدت ماجده حاجبيها بقلق : ليه مالها ....البيبي كويس
اوما زيدان قائلا : اه الحمد لله....ابقي اسألي عليها
أومات ماجده : الصبح هكلمها
دخل مالك بعد قليل ليضع الاكياس من يده ويتجه يرحب بزيدان وماجده: منورين ياعمي ....عامله ايه ياطنط ؟!
ابتسمت له ماجده قائله : الحمد لله ياحبيبى وانت
ابتسم لها قائلا : الحمد لله ....منورين والله
ابتسمت مي قائله : انا هقوم اجهز العشاء علي ما تغير هدومك ...
..........
...
وقفت ليليان بدموعها تنظر من خلال زجاج الشرفه الي ابنها وهو يغادر بعد أن تشاجر مع أبيه لتكره ضعفها أمام قوه شخصيه زوجها تلك السنوات بينما عاشت كما تربت أن تستمع الي كلام زوجها وتطيعه دون نقاش ولكن الآن حياه ابنها تتدمر امامها
دخلت الي غرفه رافت الذي كان يتحرك ذهابا وإيابا بعصبيه بينما يختنق بشعوره الضاري بوجوب حمايه ابنه الوحيد ....
: رافت
التفت اليها باقتضاب : خير
قالت بتعلثم : عاوزة اتكلم معاك
قال رافت بانفعال وتحذير : لو هتتكلمي في موضوع ابنك يبقي حطي لسانك في بوقك مش عاوز اسمع كلمه
ابتلعت ليليان بوجل ولكنها قالت : انت قولت ابني
التفت لها بعصبيه : وابني انا كمان وانا اكتر واحد عارف مصلحته
قالت ليليان باندفاع : وايه مصلحته انك تحرمه من البنت اللي بيحب.....قاطعها بغضب : اوعي تقوليلي حب وكلام فارغ ولا عاوزة ابنك يكون نسخه من جوز اختك
هزت ليليان راسها برفض : لا طبعا صالح غير عماد ....
قال رافت بإصرار وتحقير من زوج اختها الذي رأي مساوءه علي مر السنوات : لا هيبقي زيه .....عشان اللي كانت سايقاه مراته وابنك واقع في البت دي وهتسوقه زي ما امها عملت
هزت ليليان راسها بدفاع عن ابنها : لا طبعا يا رافت صالح مش شبه عماد ولا ياسمين شبه اختي الله يرحمها
انتفخ وجهه رافت بالغضب من مجرد سماع اسم الفتاه ليقول بتهكم : اقلب القدره علي فمها تطلع البنت لامها
قالت ليليان بجدال : يارأفت انت كدة بتظلم ابنك الوحيد
قال رافت بعناد فزعا لرأسه اليابس : بكرة يعرف اني اكتر واحد خايف عليه وانتي كمان هتعرفي كده
هزت ليليان راسها بيأس : طيب حتي لو كلامك صح عن ياسمين .....يبقي متجبرهوش يسيبها وكمان تجبره أنه يتجوز ....سيبه براحته وبلاش الجوازه دي
هز رافت رأسه بإصرار : مينفعش.... لازم يتجوز عشان اقطع طريقه مع البنت دي
انفلتت الكلمات الحانقه من شفاه ليليان التي يأست من ترويض فكر زوجها ولو شعره : ولو عاند
قال رافت بهيمنه وثقه : يعاند براحته هو الخسران
...........
....
زفر صالح بضيق وهو يقود سيارته مسرعا يتمني لو تمر تلك الأيام الباقيه من عدتها ليتزوجها وينهي تلك المهزله السخيفه من سيطره والده وتحكماته التي لا تنتهي فلاسبيل إلا أن يتزوجها ويضع ابيه أمام الأمر الواقع ليتصل بالمحامي الخاص به ويسأله عن جواز زواجهم قبل انتهاء العده : لا للاسف يا باشمهندس
اوما صالح : متشكر يامتر
تردد الرجل لحظه قبل أن يقول : في حاجه الحاج كلفني بيها وكنت هتصل بيك
عقد صالح حاجبه باستفهام : حاجه ايه ؟!
قال المحامي : الحاج قالي اعرض الشقتين بتوع برج العرب للبيع بأي سعر ومستني مني خلال اقرب وقت البيع
احتقن صدر صالح بالغضب : تبيع ايه ..... ؟! لا طبعا
قال الرجل بأسف : مقدرش اخالف تعليمات الحاج
انفلتت نبره صالح العصبيه بينما يضغط عليه والده بتلك الطريقه : اسمع الكلام يامتر ..... انا عملت كل اوراق مكتب الاستيراد في الشقه دي ومينفعش أبيعها ....
صمت المحامي ولكن الاجابه وصلت لصالح بأنه لا سبيل الا تنفيذ تعليمات والده ليقول : طيب يامتر ....اديني مهله وانا هتصرف ولو الحاج سألك قوله انك لسه بتشوف مشتري
سأله المحامي بفضول: وانت هتعمل ايه ؟!
: هدفع انا تمن الشقتين ...بس اديني اسبوع أدبر الفلوس
: تمام هحاول
..........
....اغلق الهاتف بضيق وبدأ يفتح قائمه الاسماء بهاتفه ليتصل بأحد العملاء لديهم والذي كان بالفعل اتفق معه علي عمل بينهم ليبدأ بعمله الخاص بمكتب الاستيراد والتصدير :
أيوة ياحاج سعيد ....اخبارك ايه !؛
: الحمد لله وانت عامل ايه ياصالح
: كله بخير ....انا كنت بكلمك عشان اول دفعه اتفقنا عليها من تحت حساب الشغل الجديد ....
صمت الرجل لحظه قبل أن يقول بحرج واضح :
اه يا ولدي معلوم .... بس ...بس هتتأجل شويه
عقد صالح حاجبيه باستفهام : ليه ياحاج ؟
تردد الرجل قبل أن يقول دون مراوغه : يعني يا ولدي ...شوف من غير لف ودوران الحاج رافت كلمني
وعرفت أنه مش معاك في الشغل ده
كتم صالح غضبه من والده والذي جعل عروق يده تبرز وهو يضغط بها فوق المقود بينما يحاول التحدث بهدوء : ياحاج الشغل ده كان بيني وبينك للمكتب الجديد
: معلوم بس كنت بتشتغل في ضل ابوك ....
اسمع يا ولدي لو في حاجه بينك وبين الحاج نقعد نصفيها وانا مش هتأخر ابدا اصلح بينكم ...انت لسه شاب وواجب تشوف رضي ابوك
انهي صالح المكالمه باقتضاب : شكرا ياحاج
اغلق الهاتف واوقف سيارته جانبا يشعر بالضيق حتي كاد يختنق بينما أغلق عليه والده اي منفذ ليتحرك بعيدا عنه ولكنه لن يستسلم ...
.............
....
عقد زيدان حاجبه باستنكار وهو يستمع إلي ماحدث لريم : ياخبر هو في كده
تنهد مالك قائلا : والله ياعمي اتفاجئت بالبنت المسكينه في الحاله دي .....وياعالم لو ماس مصممتش اني اروح كان حصلها ايه
قال زيدان بإعجاب بماس : بنت حلال ماس ....جدعه وقلبها طيب
همست مي بحقد لوالدتها : بدأنا وصله مدح الست ماس
زجرتها ماجده بنظراتها لتصمت مي بينما تابع زيدان ومالك الحديث ....
اختلت ماجده بابنتها في المطبخ لتقول لها بتوبيخ : يا بنتي..... انتي مفيش فايده فيكي
زفرت مي بغيظ : اعمل ايه وهي في كل خرابه تطلع ليا
.....اهو بعتته لصاحبتها
قالت ماجده باقتضاب : خلاص بقي ....ده موقف انساني جوزك عمله .....مالوش لازمه اللي بتعمليه
هزت مي راسها قائله بحقد : لا ياماما البت دي مش ساهله واكيد قاصده حاجه أن مالك يروح لصاحبتها
رفعت ماجده حاجبيها باستفهام : هتكون قاصده ايه
قالت مي : اكيد تخليه يبص لصاحبتها
هزت ماجده راسها سريعا : لا طبعا .....مفتكرش وبعدين صاحبتها متجوزه اصلا ياحماره
قالت مي وهي تقضم شفتيها : اعمل ايه يا ماما .... خايفه
: خايفه ليه..... جوزك ابن حلال ومش في دماغه اي حاجه وحشه
نظرت إلي ابنتها وتابعت بتحذير : انتي اللي اياكي يامي تفتحي عينه علي حاجه زي دي فاهمه
سمعت كلام والدتها واقنعت نفسها به ولكن رغده كان لها رأي آخر وسرعان ما تلاعبت بعقل مي الفارغ الذي يسير بلا تفكير خلف كلام وتجارب الآخرين
: ازاي بقي طنط تقولك كده ....لا انتي لازم تاخدي بالك
: قصدك ايه يا رغده؟
: قصدي أن تفكيرك صح أن ماس قاصده حاجه من موضوع صاحبتها ده
......انتي لازم تتأكدي أن مالك مش بيكلم البنت دي وإن الموضوع كان شهامه منه وخلص
قالت مي بتوجس : تفتكري يارغده يكون بيكلمها
قالت رغده بخبث : وليه لا ....ماس بتكرهك وجايز تكون مرتبه مع صاحبتها ....ومش صاحبتها دي اللي كان بيعمل ليها خدمه من فتره صغيره
تفتحت عيون واذان مي تجاه حديث رغده الخبيث التي تابعت نثر سمومها : مع أن جاسر ضابط زي اخوها وكان ممكن تطلب منه الخدمه بس هي قصدت أن مالك هو اللي يكلم صاحبتها وتقابله وخدمه تجيب مكالمه ومكالمه تفضفض معاه عن مشكلتها
واراهنك أن كام يوم وهتعرفي أن صاحبتها اتطلقت ....!
.........
......
مع شعوره بالضيق كان صالح يقود تجاه ذلك الطريق الذي انتواه سابقا ولكنه أجله دون إرادته حينما انشغل بما حدث .....اوقف سيارته بإهمال أمام واجهه ذلك المحل الأنيق الذي اكتست واجهته بالرخام والزجاج الفارهه
ليوقفه أحد أفراد الأمن : يافندم مينفعش تسيب عربيتك هنا
لم يلقي صالح له بال وتابع خطواته الغاضبه الي الداخل ليلحق به حارس الأمن للداخل ...يافندم ....
اشار له زياد الذي رفع رأسه من أمام تلك القطع الذهبيه التي كان ينظر إليها أن يتركه
اندفع صالح ناحيته بغضب مزمجرا : انا مش قولتلك ابعد عن طريقها
قال زياد ببرود وهدوء : ميصحش نتكلم هنا ..... لا تعالي ندخل مكتبي
سبق صالح خطوه ليدخل الي مكتبه وسرعان ما تقوم تلك الفتاه ذات القوام الممشوق التي كانت جالسه الي أحد المقاعد امام مكتب زياد الأنيق وتقول بغنج: هستناك برا يا زياد
زفر صالح بغضب بينما قال زياد بهدوء : اتفضل اقعد .... واضح أن في عندك كلام ليا
ابعد صالح يد زياد بغضب هاتفا بتحذير : مفيش بيني وبينك الا اخر كلمتين قولتهم لك .....ابعد عن طريق ياسمين احسنلك
هز زياد كتفه ببرود : وانا جيت جنبها
اندفع صالح ناحيته يمسك بتلابيبه مزمجرا : متخلنيش اعرفك تمن عملتك
ابعد زياد. صالح عن تلابيب قميصه ببرود قائلا : وحياتك ماعملت حاجه..... انا بالصدفه كنت عند عماد وهي جت رفع عيناه البارده الي عيون صالح المتقده غضبا وتابع : وبصراحه انا مش هنكر ......اه عرضت عليها نرجع وهي قالت هتفكر ....بس هو ده اللي حصل
نظر له بخبث وتابع : هي ياسمين قالت لك حاجه غير كدة
نظر له صالح باحتقار : ميخصكش اللي قالته .....لاخر مره هحذرك ابعد عنها ...رفع إصبعه أمام وجهه وتابع : اوعي تفكر ان الكلمتين اللي قولتلهم دول انا هصدقهم
رفع زياد حاجبه وقال بهدوء : بصراحه . مش فارق معايا تصدق او لا......تمهل وتابع : وكمان هي مبقتش فارقه معايا.....خفتت نبرته وتابع بخبث : بيني وبينك لما فكرت لقيتها بضاعه خسرانه مش هضيع وقتي فيها اكتر من كده ....
ازدادت نبرته خبثا بينما يتابع : بس انت اللي واضح انك لسه بتحاول تشتري الخسران .....عموما خد نصيحه من تاجر والحق اشتري عشان في غيرك حاطط عينه علي البضاعه .......حدود علمي مكرم ورائها في كل حته !
احتقن وجهه صالح بالغضب الشديد بينما تلاعبت النظرات الخبيثه في عيون زياد الذي تابع ببرود : الواد فكر نفسه معلم وبص لفوق اوي
كور صالح قبضته ليتابع زياد بخبث : بس اقولك حاجه . ...حقه اصل طول عمره شاطر وانا كنت مخليه دراعي اليمين من زمان
ضحك ببرود وتابع بمغزي. : لو كنت أعرف أنه في يوم من الايام هيتجرأ يبص للي يخصني كنت خلصت عليه من زمان ....إنما نقول ايه اهو يلا شوف انت بقي هتعمل معاه ايه. ..... اصل هي مبقتش تخصني
زفر صالح بغضب وهو يحاول السيطرة علي نيران غيرته التي اشتعلت بضراوة من كلمات زياد الخبيثه ليميل ناحيته وينظر له بتحدي قائلا بتشديد : خليك في نفسك ..... انا مش هكرر كلامي تاني ابعد عن طريقها ده اخر كلام بلساني بعد كدة هتشوف افعالي
انهي كلماته ورمق زياد بنظره غاضبه ثم استدار ليغادر ليوقفه زياد : انت خلصت كلامك
التفت له صالح رافعا حاجبه لينظر له زياد باستخفاف قائلا : الا اخبار صاحبك الضابط ايه ....؟!
عقد صالح حاجبيه لينظر له زياد بخبث ويتابع بتأثر زائف : لاحول ولا قوة الا بالله كان هيروح في حادثه العربيه .....
اندفع صالح إليه وهجم عليه مزمجرا بغضب : بقي انت اللي وراها ياابن .....
حاول زياد أبعاده عنه متابع ببرود : وليه طوله اللسان .....
لكمه صالح بقوة في أنفه ليتوجع زياد ويحاول تخليص نفسه وهو يقول بوعيد : اسمع بقي..... طالما اللعب بقي علي المكشوف يبقي متهددنيش واي فيديوهات معاك ليا تسلمها ليا وانت اللي تبعد عن طريقي من دلوقتي
والا مش هتنام من كابوس اسمه زياد غنيم
......نظر صالح له وكور قبضته ليتابع زياد بتهديد ارعن : صاحبك رصاصه تخلص عليه والحكومه أعدائها كتير وصاحبك التاني حته عيل بملاليم يرمي سيجاره في أرضه هتزعله.......نظر له بخبث وحقد وتابع : تحب اكمل ولا كفايه .....
أطبق صالح علي عنقه هاتفا من بين أسنانه بوعيد : لو قربت منهم مش هتلحق تندم .....
أبعده زياد عن عنقه وهو ينادي حارس الأمن قائلا : مش هقرب بس انت احرمني من زيارتك دي ليا مره تانيه ......خميس خد الاستاذ ده من هنا وصله برا المحل
دفع صالح حارس الأمن بعيد عنه ونظر الي زياد بوعيد هاتفا : لو قربت من حد ليا همحيك من علي وشك الأرض وزي ما انا ليا اللي اخاف عليه انت كمان ليك ......
وبنفس طريقتك حادثه عربيه ولا حتي رصاصه من واحد من رجالتك اللي بيكرهوك أو شويه بودره ارميهم في بيتك أو عربيتك أو محل من محلاتك تلبس البدله الحمرا ....رفع إصبعه وتابع بوعيد : اوعي تفتكر أن اللي عملته في جاسر هيعدي بالساهل .. حقه هجيبه وانت هوريك ازاي تفكر تقرب من حد يخصني ....
اهتزت نظرات زياد ليزمجر بالحارس : خده برا .....براااا
جلس زياد علي مكتبه وصدره يعلو ويهبط لتدخل إليه تلك الفتاه وتتهادي بمشيتها وهي تتجه الي مقعده وتميل تجاهه تضع يدها علي كتفه قائله برقه ونعومه : ايه يازياد ياحبيبي احنا مش اتفقنا تهدي
زمجر زياد بغضب : عصبني ابن ال.....
قالت الفتاه بهدوء : سيبك منه
داعبت صدره وتابعت : احنا اتفقنا ياحبيتي تمشي ورايا ونشوف النتيجه ...... اهو بالكلمتين دول انت كدة خلصت من عصفورتين بحجر مكرم وصالح .....بعد كده هيجي الدور علي عماد وياسمين مش هيكون قدامها غيرك..... بس انت اتقل واسمع كلامي .!
.......
...
فرك صالح وجهه عده مرات يحاول استيعاب تلك النيران التي تحاوطه من كل جانب والتي ادخل بها دون أن يقصد اعز اصدقاءه ليتردد للمره الالف قبل أن يفكر بأخبار جاسر ....كيف يخبره أنه كان السبب بما حدث لزوجته التي كان من الممكن أن تفقد حياتها دون أي ذنب .....تنهد يحاول ضبط أنفاسه التي ضاق بها صدره ليفكر بأنه بحاجه اليها ....هي الوحيده التي هو بحاجه اليها الان ....
...
........
نظر إلي عيونها ونطق بكلمات من قلبه يرجوها بينما شعر أن العالم بأجمعه واقف ضده وكم هو بحاجه لها لتسانده : ياسمين خليكي جنبي
قالت ياسمين بحب وهي تضع يدها فوق يده : انا جنبك ياصالح
نظرت إليه بحنان وسألته: ايه اللي مضايقك اوي كده ؟!
تنهد صالح قائلا وهو يخفي كل ماقلبه فهو لن يخبرها بما فعله أبيه حتي لاتدرك أنها السبب وحتي لن يخبرها بتهديدات زياد فهي حساسه للغايه لذا قال بمراوغه :
لا كان في مشكله في الشغل واتحلت خلاص
قالت ياسمين بحنان : طيب لو عاوز تحكيلي قول
هز رأسه وقال بحنان : متشغليش بالك
ابتسمت له قائله : انت اكيد مأكلتش ...انا مجهزة الغدا وكمان عملتلك كيك ايس كريم ...عارفه انك بتحبه
نظر لها بسعاده ليتنهد قائلا : ياه يا ياسمين امتي اغمض عيني وافتحها الاقي كل ده بيحصل واحنا متجوزين ....ارجع من الشغل تعبان الاقي وشك الجميل وضحكتك الحلوة تنسيني اي تعب ..
اتسعت ابتسامتها وتنهدت ليحلم قلبها بنفس الحلم البسيط ...فقط هي وهو بعيد عن زخم الحياه ومشاكلها ....ابتسم صالح وقام خلفها الي المطبخ قائلا : تعرفي اني كلمت المحامي سألته ينفع نتجوز دلوقتي
نظرت له بخجل بينما تابع وهو يزفر بانزعاج : للاسف مضطرين نستني الكام يوم اللي فاضلين
عضت ياسمين علي شفتيها بخجل وارتجفت يدها التي تمسك بها الاطباق ليسرع صالح يمسكهم من يدها التي تحولت إلي قطعه من الثلج من فرط خجلها ....حبيتي ايدك متلجه ليه ؟!
أبعدت عنه نظراتها : مفيش .... انا هجهز الاكل بسرعه
قال وهو يسحب المقعد ويجلس الي طاوله المطبخ : براحتك ....انا هقعد جنبك
أومات وقالت بحماس وهي تشير الي حاسوبها الموضوع علي طرف الطاوله : حيث كده بقي افتح وشوف التصميمات دي وقولي رايك ....
فتح الحاسوب ونظر الي تلك الصور التي كانت تعمل عليها لقطع من المجوهرات ليعقد حاجبيه باستفهام وسألها بعدم فهم : ايه ده ؟!
قالت ياسمين بحماس وهي تتابع تقطيع الخضروات :
لما كنت بتكلم مع ماس شجعتني اشتغل حاجه انا بحبها و خلتني افهم قدراتي وافتكرت اد ايه انا كنت بحب الرسم وفكرت أطور الموضوع واعمل تصميمات للمجوهرات زي ما كنت ساعات بعمل ايام ماما الله يرحمها وكانت بتخلي الورشه تنفذهم .....انا قولت هعمل شويه تصميمات وطلبت من مكرم يكلم التجار وفعلا كلمهم و قريب اوي هعرض عليهم التصاميم دي يختاروا منها وكمان لو في حد محتاج تصميم معين هعمله وهعمل صفحه و. ...ماتت الكلمات علي شفتيها بينما رأت تغير ملامح وجهه صالح بتلك الطريقه لتقول بتمهل وهي تنظر إلي يده التي أغلقت الحاسوب بهذا العنف : صالح مالك في ايه ؟!
نظر لها صالح بعتاب قاسي : انتي بتسألي مالي .....متوقعه مني اعمل ايه اصقفلك
نظرت له وقد انكسر حماسها
ليقول صالح بغضب شديد : انتي مفيش فايده فيكي .......مكرم تاني ؟!
قالت ياسمين بلسان ثقيل مستنكر موقفه : الراجل بيساعدني
افلتت الكلمات من شفاه صالح دون إرادته : مقابل ايه ؟!
استهجنت ملامح ياسمين التي قالت بخزلان :
وهو كل حاجه ليها مقابل
اوما صالح بهجوم : في حياه الناس دي ....اه كل حاجه ليها تمن
امتلئت عيون ياسمين بالدموع بينما لم يكن بحاجه أكثر لتعرف أنها ستظل في دائره الشك ولن تخرج منها بينما صالح دون إرادته خانه عتاب قلبه لها بينما هي الوحيده التي لم يطلب منها إلا أن تشعر به وهاهي مازالت تقابل هذا الرجل الذي حذرها منه أكثر من مره ومهما شرحت أو وضحت من أسباب إلا أنه ليس بحال تسمح له بالسماع أو التقبل
: لا ياصالح انت غلطان مش كل حاجه ليها مقابل
ضرب صالح طرف الطاوله بقبضته وصاح بغضب : انتي اللي غلطانه....... ده واحد شافك في مستنقع اكيد ده هيكون هدفه
انصدمت ملامح ياسمين من سوء اختيار كلماته لتقول بصوت مختنق بالدموع : امشي ياصالح .....
نظر لها صالح لتتجه إليه وتدفعه في صدره بغضب وصوتها الباكي يزجره بينما لم تعد تحتمل المزيد : امشي ياصالح .....
حاول قول شيء ولكنها لم تعطيه فرصه لتدفعه الي الخارج هاتفه به : امشي وابعد عن المستنقع ده .....امشي مش عاوزة اشوفك تاني .....امشي !
.......
نظرت سلمي الي زياد الذي اعتدل من جوارها وأسند ظهره الي الوساده ووضع بين شفتيه سيجاره يدخنها
لتضع رأسها فوق صدره تمرر أناملها فوقه قائله : شوفت بقي ياحبيبي اني اقدر انسيك اسمك مش ياسمين بس
ضحك زياد قائلا بتهكم من ثقتها الزائده : إذا كان لسانك مش مبطل يقول اسمها
رفعت سلمي حاجبيها باستنكار : قصدك ايه...؟! اني حاطها في دماغي
هز زياد رأسه ببرود : امال جيتي ليا ليه
هزت كتفها قائله بدلال : ابدا يا حبيبي ....انا اصلا مش متخيله أن في واحده ترفض واحد زيك وتطلق منه
وانا اول ما عرفت بطلاقك قولت الفرصه جت ليا .....
مررت يدها علي صدره باغواء وتابعت : انت بس اسمع كلامي واضرب ضربتك التانيه لعماد وتبقي ياسمين توريني بقي هتعمل ايه
اوما زياد وهو ينفخ دخان سيجارته : عندك حق
ابتسمت له ليقوم زياد من جوارها وهو يلتقط ملابسه ويتجه الي الاستحمام .....التفت لها قبل أن يغلق الباب قائلا وهو يشير الي تلك الرزمه الماليه بجواره علي الكمود : اه خدي دول
هزت راسها : لا انا مش عاوزة فلوس
نظر زياد لها بملل : امال عاوزة ايه ؟
قامت واتجهت ناحيته تسير بدلال لتقف أمامه وتميل عليه قائله بنعومه : انت يازياد ...عاوزاك انت
نظر لها قائلا : انا معاكي
هزت راسها وقالت بأنها واغواء : نتجوز
تغيرت نظرات زياد ولكنه سرعان ما قال باقتضاب وهو يبعدها من أمامه : مش وقته ياسلمي بعدين ...
نظرت سلمي في أثره وضيقت عيناها بعدم استسلام فقد جاءت لها الفرصه لتتحول من مجرد فتاه تعمل لديه الي امراه تملك كل تلك الثروة أن استغلت ضعفه الان وجعلته يتزوجها
.......
...........
قال مهران بعتاب لصالح : قولتلك يابوي بلاش تعاند مع ابوك .....شايف اخرتها
تدخل جاسر قائلا : مهران بلاش كلامك ده مش وقته
هز مهران رأسه : ورميته في الشارع عجباك
زفر جاسر ونظر الي مهران بتوبيخ ليقول لصالح : سيبك منه هو مش قاصد .....اسمع ياصالح اللي عملته ده الصح ....ابوك مسيرة يفهم أن الضغط عليك غلط ولو علي موضوع الشقه سيبك منه
أخرج من جيبه سلسله مفاتيحه وأخرج منها مفتاح قائلا : خد مفاتيح شقتي وخلي ياسمين تقعد فيها لغايه ما تظبط امورك ولو علي المكتب نبقي نشوف مكان تاني نفتحه
قال مهران سريعا : وليه يقعد في شقتك .....خد مني يابوي تمن الشقتين وادفع للمحامي
بالرغم من موقف أصدقاءه معه إلا أن فكره ان يعيش علي احسان أصدقاءه جعلته يشعر بالضيق ليقوم من مكانه ويتجه الي الخارج ....اسرع جاسر ومهران خلفه : علي فين ؟!
قال صالح : هشم شويه هوا
قال مهران بتأكيد : طيب اتمشي شويه وهستناك نرجع سوا. ..... انا جهزت ليك المضيفه
اوما صالح بصمت وخرج يسير دون وجهه محدده لينظر جاسر الي مهران بغيظ : انت مفيش فايده فيك .....قاعد تحاسبه أنه متجوزش غصب عنه
: خايف عليه .... مايتجوز البت كام شهر ويطلقها ويا دار ما دخلك شر ...مش احسن من وقوفه قدام أبوه
هز جاسر رأسه بسخط : لا مش احسن ....ومش دايما يامهران الحل السهل احسن ...ساعات في مشاكل لازم نواجهها مهما يحصل وصالح بيدافع عن حياته وحبه ....
زفر جاسر وقال ساخرا : إذا كان المتجوزين عن حب طالع عينهم امال بقي لو اتجوز واحده مش بيحبها هيغيش معاها ازاي
رفع مهران حاجبه قائلا : تصدق في دي عندك حق ....والله يابوي ساعات ببقي عاوز اخنقها بأيدي بس قلبي يوقفني .....امال بقي لو مبحبهاش اكيد هديها عيارين واخلص
ضحك جاسر ووكز مهران قائلا : من أمتي طلعلك قلب ياابو الروس
تنهد مهران بهيام : من وقت ما شوفتها يا جاسر .....يابوووي ....وقعت ولا حد سمي عليا
ضحك جاسر من قلبه : وايه كمان ياابو الروس
وكزه مهران قائلا : والله مافي ابو الروس غيرك انت .....ده انت دماغك انشف من الحجر
رفع جاسر حاجبه : في دي عندك حق
...........
....
فتحت ماس عيونها في الصباح الباكر حينما شعرت بملمس اصابع جاسر علي جانب وجهها لتنظر اليه فتجده متمدد بجوارها وهو يستند برأسه الي يده يتطلع إليها بنظرات عاشقه حمحمت وهي تفرك عيونها : صباح الخير
ابتسم لها بهدوء نافس هدوء الصباح الذي تخللته اصوات العصافير : صباح الفل والورد والياسمين
ابتسمت ماس قائله : ده ايه كل الدلع ده ..... من ايام زمان مبصتش ليا كده
مال عليها ينظر في عيونها : طول عمري ببصلك كده . ... انتي قلبي يا ماسه
مدت يدها لتحيط عنقه بذراعيها قائله ونبضات قلبها تسبقها : وانت حياتي ياجاسر ...انا اصلا بحبك اوي
ابتسم لها لتقبل وجنته وتبعد راسها تنظر إليه : بس قولي سر الروقان ده
داعب طرف أنفها قائلا : بلاش توحشيني ....
هزت راسها : لا طبعا ...ياريت اوحشك علي طول
قال بعتاب مخفي وهو يمرر أنامله علي طول ظهرها بنعومه : وحشاني بس واضح أن انا اللي مش واحشك وبقالك كام يوم عماله تتهربي مني .... مره تعبانه ومره هرمونات وعشر مرات نايمه
ضحكت ماس وتظاهرت بالبراءه : انا .....
نظر لها وقال بمكر : لا انا
هزت راسها سريعا : لا طبعا ....هو بس الحمل ملخبطني
رفع حاجبه : وهو الحمل مش بيلخبطك الا معايا. ...
هزت راسها ونظرت له ببراءه مزيفه : ليه ياحبيبي بتقول كده ؟!
نظر لها وضيق عيناه : عشان شكلك كده قاصده ولسه واخده مني موقف ....ماهو مستحيل كل الحجج دي صدفه
خفضت ماس عيونها وتهربت من نظراته الثاقبه بينما تتابع ببراءه حمل وديع : حجج ....كده برضه ياجسورة ..يعني انا بضحك عليك
ضيق عيناه ونظر لها : انتي ..... اه منك ومن دماغك .....
هزت راسها : ظالمني علي طول كدة وانا بريئه !
ضحك واقترب منها أكثر لتشعر بانفاسه تداعب وجهها بينما يقول : طيب يا بريئه .....ايه في حجه جديده النهارده ...ده حتي النهارده الجمعه وانا قاعدلك
نظرت له ببراءه مزيفه تخفي بها نظرات المكر في عيونها وهي تهز راسها : برضه مصمم اني بتحجج ....
نظر جاسر. الي المكر الذي لمع بعيونها مع تعالي رنين جرس الباب ليقول وهو يضيق عيناه يطالعها :
ايه البصه دي .....مين جاي دلوقتي
هزت ماس كتفها وقالت بنبره ناعمه وهي تخفي نظرات الانتصار التي لمعت بعيونها وهي تتهرب منه وتكاد تصيبه بالجنون : ده اكيد اونكل زيدان
فتح فمه بعدم فهم : بابا
أومات بابتسامه : اه ....أصله كلمني امبارح وقال جاي عندنا ......ايه رايك في المفاجاه
قفزت من جواره قائله : هروح افتح بسرعه ....مفاجاه حلوة مش كده
زفر جاسر بغيظ وقال من بين أسنانه : حلوة اوي .....ماشي يا ماس
.........
استيقظ مهران واعتدل جالسا يتطلع حوله ليري فيروز قد استيقظت وتتحرك ذهابا وإيابا في الغرفه ويبدو أنها شارده ...وقد كانت بالفعل بينما لا تتوقف عن التفكير في كيفيه تنفيذ ما قالته ماس ....أنه يحاول أن يتقرب منها ولكنها تتهرب منه دون إرادتها
عبد مهران حاجبيه وسألها ....مالك يافيروز ؟!
انتبهت فيروز لاستيقاظه لتقول : هه ...لا ولا حاجه
ضيق عيناه ونظر لها باستفهام : امال رايحه جايه ليه ؟!
هزت كتفها وقالت بشرود : ابدا بفكر
سألها باهتمام : في ايه؟!
احمر وجهها وسرعان ما قالت : مفيش
هز راسها بهدوء قائلا : لا ازاي مفيش .....تعالي اقعدي جنبي وقوليلي بتفكري في ايه ....
ابتلعت فيروز بخجل ليقول مهران باستفهام : حاجه تخص والدتك
هزت راسها سريعا : لا خالص احنا كويسين اوي مع بعض
قال بتهذيب : طيب اخواتك محتاجين حاجه
هزت راسها : لا لا
نظر لها برفق وهو يري احمرار وجهها قائلا : امال
حاولت أن تتحدث : يعني كنت بتكلم مع ماس في حاجه و.....ابتعلت باقي كلماتها بينما اسكتها الخجل ليقول مهران بتوجس : ماس.... هي حرضتك عليا ولا ايه
هزت فيروز راسها ضاحكه : لا خالص بالعكس
ضيق عيناه بتوجس : يعني مقالتش عني حاجه كدة ولا كده
هزت راسها بابتسامه : بالعكس بتدافع عنك
ابتسم قائلا : بجد ...طيب قوليلي بقي كنتي بتتكلمي معاها في ايه ؟
اسكتت فيروز لسانها سريعا بينما هو ماهر في جعلها تبوح بكل ما بداخلها لتقول بهروب :
لا لا خلاص ......بعدين انت اتاخرت علي شغلك
قال مهران بعدم اكتراث : وانا ليا مواعيد....قولي انا قاعد معاكي
افلتت الكلمات من شفاه فيروز : لا متقعدش
رفع حاجبه : ايه
قالت بتعلثم : قصدي شغلك يتعطل .....يلا قوم البس
عقد مهران حاجبه : مالك يا بنت الناس عاوزة تخلصي مني ليه
هزت راسها بارتباك وخجل : لا وانا هعمل كده ليه....انا قلبي عليك
لم يفهم مهران شيء بينما ظل ينظر إليها وهو يرتدي ملابسه لتتجرأ فيروز وتتجه معه الي باب الغرفه قائله : مع السلامه خد بالك من نفسك
نظر لها باندهاش لتقول : مالك ....؟!
هز راسها : ابدا بس غريبه
خفضت عيونها بخجل : ولا غريبه ولا حاجه .....بلاش اقولك خد بالك من نفسك
ابتسم مهران برضي قائلا : لا قولي..... وأنا اطول ياست البنات
اتسعت ابتسامه فيروز التي اكتسي وجهها بالحمره ليستغل مهران الفرصه قائلا بمكر : مش عاوزة تقوليلي حاجه تانيه يا ست البنات
هزت راسها بخجل ليميل ناحيتها قائلا قبل أن يلثم بشفتيه وجنتيها : اقولك انا .....هتوحشيني
دق قلب فيروز بقوة وغرقت في خجلها ليبتسم مهران لها ويهمس : مش هتاخر عليكي
.......
....
ابتسمت ماس بخبث وهي تعد الأفطار بينما منظر وجهه جاسر المنتفخ يكاد يغرقها بنوبه ضحك منذ أن رأي والده وهاهي فرصته بالانفراد بها ضاعت
دخل جاسر خلفها المطبخ ليقف مستندا بيداه الي اطار الباب يتطلع إليها .....قالت ماس ببراءه :
عاوز حاجه يا حبيبي
تأمل جاسر قدها الرشيق بنظرات جريئه امتلئت شغف واشتياق دون قول شيء لتساله ماس :
بتبص علي ايه!
قال بغزل وهو يقترب منها : مش متخيلك حامل .....زي ما انتي ...حلوة ....وزي القمر ....وعاوزة تتأكلي
احمر وجهه ماس من غزله الجريء ليتوقف جاسر خلفها وسرعان ما يحيط خصرها بذراعه ويميل تحاه عنقها يطبع عليه قبلات مشتاقه وقد نفذ صبر قلبه
لتهمس ماس : جاسر ..... اونكل برا
همس وهو يلتقط شفتيها : هشش.. .. وحشتيني ومش قادر ابعد عنك ...
همست ماس وهي تستسلم لقبلاته التي أخذ يضعها فوق شفتيها برقه : وانت كمان بس اونكل
نظر لها جاسر بغيظ : ال يعني مش مرتبه
نظرت له ببراءه ليقول جاسر بغيظ من بين أسنانه : اوعي تبصي ليا كده تاني .....انا فاهمك اكتر من نفسك
وعارف انك مكاره وبتلعبي عليا
قالت ببراءه وهي تتهرب من نظراته الثاقبه : انا ياجسورة
اوما لها : اه ....انتي الوحيده اللي بسيبها تلعب بيا وبسكت ...
أحاط خصرها بخشونه ودفعها الي الجدار خلفها ليحشرها بين صدره القوي ويميل تجاه وجهها يتطلع الي عيونها ويهمس أمام شفتيها التي اشتاق لتذوقها : اه منك ومن اللي بتعمليه فيا ....
عضت علي شفتيها وخفضت عيونها أمام هجوم نظراته الضاري لتلتهب مشاعر جاسر وسرعان ما ينقض فوق شفتيها التي لم يكد يتذوقها حتي كان صوت أبيه يتعالي : جاسر ....
افلتت ضحكه ماس الشامته علي تبرطم جاسر بكافه الألفاظ بخفوت قبل أن يقول : حاضر يابابا ...لحظه وجاي
نظر لها بوعيد وهو يحررها من بين ذراعيه : اهربي ....اهربي ....هتروحي فين ...كلها كام ساعه وبابا يمشي
ضحكت بنعومه : برضه ظالمني يا حبيبي .....يلا روح عشان اونكل ميقدش لوحده
نظر لها بوعيد : حنينه اوي وخايفه علي اونكل من الوحده ....إنما جوزك حبيبك معذباه
........
....خرجت ريم من غرفتها بوجهه غاضب حينما استمعت لصوت كريم بالخارج وصوت عمها الغاضب يصيح به ...انت ايه اللي جابك هنا بعد اللي عملته ؟!
نظرت ريم له باحتقار ثم عقدت ذراعيها حول صدرها وهي تقول لعمها : انا اقولك يا عمي جاي ليه ؟!
نظر كريم لها لتنظر له ببرود قائله : جاي عشان الحساب بتاع البنك اللي اتوقف وللاسف معرفش ياخد منه مليم
نظر كريم لها بحنق لتواجهه نظرات ريم الشامته وهي تقول باحتقار : مش كده ولا ايه يا كريم ....!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك