ضائعه في غابه ظنونه الفصل السابع عشر

0


 الفصل السابق

ماان اتجه هشام للباب حتي اسرعت سيرين تهتف به :بابا استني 

امسك حمزة بذراعيها يوقفها : سيرييين 

نظرت اليه بعيونها الباكيه برجاء : متخليهوش، يمشي واسمعه عشان خاطري ياحمزة.....بابا هيتسجن  

هز حمزة راسه بقسوة  : يتسجن 

انهمرت دموعها كالشلال من عيونها التي نظرت اليه بعدم تصديق لتلك القسوة التي عادت الي عيناه من جديد...

قالت بأسي : ده ابويا ياحمزة.... هتسجن ابويا 

قال بغضب وهو يبعد عيناه عنها : هيتسجن بسبب اللي عمله مش انا اللي هسجنه 

قالت بصوت متقطع ممزوج ببكاءها : بس هو ندمان 

هتف حمزة بغضب بالغ : بعد  اية..؟!! .. ندم بعد اييية.......... بعد مادمرني... بعد ماضيع سمعتي وسجني وخلاني انا ابقي في نظر الناس حرامي ونصاب 

امسكت بذراعه برجاء توقفه عن التحدث عن الماضي الذي لن يزيده الا حقدا وكرها لأبيها;عارفة ان بابا  غلط... بس هو عاوز يصلح غلطته ويساعدك.... اسمعه.... لو بتحبني ياحمزة اسمعه 

امسك بكتفها ونظر الي عيونها بعيون تعصف بها نيران التشتت والضياع فلا يستطيع أن يرفض لها طلب ولايستطيع ان ينفذ لها ماتطلبه الان ليهتف بعنفوان : بحبك.... بحبك ياسيرين بس بكرهه... بكرهه ومستحيل اثق في اي كلمه يقولها 

ازدادت دموعها انهمارا تهتف به بيأس : بابا ندمان ياحمزة..... ندمان اوي علي غلطته.. اديله فرصه واسمعه لو بتحبني فعلا اديله فرصه 

اغمض عيناه بقوة يحاول السيطرة علي اعصابه حينما وجدها امامه بهذا الانهيار ليرفع وجهها اليه قائلا بحزم :  سيرين.... انتي لو بتحبيني بجد خليكي برا الموضوع ده 

امسك بوجهها بين يداه ومسح شلال دموعها المنساب من عيونها وهو يكمل : سيرين لو بتحبيني متجبيش سيرته تاني..... متخلنيش ابقي الراجل اللي كان بيأذيكي تاني عشان انتي بنت هشام....لو بتحبيني بجد خافي علي ابني وبلاش تضيعيه زي ابننا اللي راح قبله بسببه

اختنق صوتها بدموع القهر وقله الحيله فليس عليها أصعب من ان تكون بين ابيها وبين الرجل الذي تحبه والذي تعرض لهذا الظلم من جانب ابيها : بس انا بنت هشام 

هز راسه وجذبها بقوة الي حضنه : انتي حبيتي ومراتي وأم ابني..... هشام ميستاهلش انك تكوني بنته..... 

هزت راسها بقلب مكسور ; بس ده ابويا مهما كان... 

زاد من ذراعيه حولها يقول بأمل :انسيه وسيبيه يتحمل نتيجه غلطته

دار العالم من حولها واظلمت عيناها بينما تقول بصوت خافت : مقدرش ياحمزة.... مقدرش انساه.... محدش،بينسي ابوه 

قال حمزة بجمود : اختك عملتها قبلك..... علي الاقل انتي ليكي سبب وعذر

هزت راسها ورحبت بتلك السحب السوداء التي تغشي عيونها :مقدرش... انا مش هي 

اغمض عيناه وقال بجمود :وانا مقدرش اسامحة حتي بالرغم من حبي ليكي 

تداخلت كلماته بين جنبات قلبها المكسور وحطمت ضلوعها من قسوتها لتنظر اليه بعيون زائغه قبل ان يشعر حمزة بتراخي اقدامها وهي ترحب بتلك السحب التي ستأخذها بعيدا عن وقوفها بين كلاهما  .....بلهفه أحاط بها بذراعيه وهي علي وشك ان تفقد وعيها ليحملها قبل ان تقع ويضعها علي الاريكة..... بقلب لهيف جثا علي ركبته امامها يضع يده برقه علي وجنتها وهو يناديها بهلع ... سيرين.... سيرين... فتحي عنيكي..... سيرين متعمليش فيا كدة..... فتحي عنيكي 

حاولت استجماع قوتها ولكن دون ارادتها لم تستطيع السيطرة علي جسدها خائر القوي ولم تستطع فتح عيونها..... امسك بيدها لتلسعه برودة أطرافها والتي فقدت الاحساس بها... ليصيح بدرية بقلق اهوج  : درررييه هاتيلي دكتووور بسرعه 

اسرع ليحضر لها كوب من الماء ليجلس  ويرفعها الي صدره بينما يداه تربت بخفه علي وجنتها يحاول افاقتها  : سيرين.... سيرين حبيتي فوقي.... متعمليش فيا كدة..... فتحي عنيكي 

........... 

.... 

ركض زين بسرعه تجاه مكتب حمزة علي صوته العالي .... في أية ياحمزة بتزعق ليه . ؟

انتفض زين حينما وقعت عيناه علي سيرين فاقده الوعي ليسأل بهلع... اية الي حصل ياحمزة؟ 

هتف به حمزة بانفعال : انت لسة هتسال .. شوف دكتور بسرعه يازين 

بضع دقائق وكان الطبيب يسرع بخطواته حيث قادته دريه وزين 

كان حمزة يفرك وجهه بانفعال وهو يطالع الطبيب بقلق سافر بينما يفحصها وقدماه لا تحمتل اي صدمه او خبر سئ... 

بقلق سافر سأل الطبيب :اية يادكتور طمني... ؟

قال الطبيب : الضغط واطي جدا سبب لها الهبوط الحاد ده... محتاجة نركب لها محلول مغذي مع شويه ادويه..... 

اومأ له حمزة : ناخدها المستشفي 

: ممكن كمان في البيت عشان ترتاح....انا هكتب علي اللازم وهبعت ممرضه لحضرتك علي البيت..... 

اومأ له حمزة ليكمل الطبيب ; وياريت تحاول تبعدها عن الانفعال وتهتم بالتغذيه والأدوية دي تمشي عليها بانتظام 

قال حمزة بلسان مرتجف : بس... بس الحمل بخير ... ؟

هز الطبيب راسه قائلا : متقلقش الحمد لله الوضع كويس.. بس زي ماقلتلك راحة واهتمام طول الفترة اللي جايه 

......... 

.... 


سحب هشام نفس طويل قبل ان يجمع تلك الأوراق ويضعها امامه علي الطاولة ينظر اليها بتركيز شديد قبل ان يستعد لتنفيذ قراره.... يتمني لو باستطاعته ان يصل لهذا الخائن 

قبل ان يدخل الي السجن ويفقد اثره وربما  يؤذي حمزة ويكون قد فات الأوان 

.......... 

... 

بكت سيرين بحرقه ماان استعادت وعيها ومعه استعادت كلمات ابيها وكلمات حمزة فهي متمزقة أشلاء بين كلاهما..... اسرع حمزة الي جوارها حينما شعر باستفاقتها لتتعالي شهقاتها التي مزقت قلبه ماان رأته ... حاول أن يرفع وجهها ولكنها ابعدت يداه ليزم شفتيه قائلا بنبره هادئة : حبيتي انتي تعبانه والدكتور قال الانفعال غلط عليكي 

ظلت صامته وانسابت دموعها ليضع وجهها بين يديه وبحنان يحاول مسح دموعها بينما يقول بنبره صادقه : سيرين دموعك دي غاليه اوي عندي..... وعمري مااتمنيت اكون سبب فيها... بس غصب عني مش قادر ولا هقدر.... انتي لو كنتي في مكاني كنتي هتعملي زيي.... هشام خاني وخان ثقتي فيه ازاي عاوزني أأمن له..؟! .... سرقني ودمرني وبسببه اترميت في  السجن ازاي عاوزني اسامحه...؟! ضيع شقي عمر ابويا وخلاني مديون بعد مابعت بيتي وأرض امي  وكل اللي املكه...؟! ازاي تطلبي مني اسمع واسامح واديه فرصه بعد كل الايام السوده اللي عشتها بسببه ....؟! حتي لو ندمان... ندم بعد اية.... ؟! 

ندمه ده متأخر اوي.... كان ممكن وقتها يعترف بالحقيقه بس هو انكر... انكر وطلع هو منها وانا اللي اتسجنت وكان ممكن افضل في السجن لغايه دلوقتي.... وبرضه مع أي مشكله في الشغل تخليني اتأخر عن دفع اقساط القرض هتسجن.... عارفه يعني ايه كل يوم انام وانا خايف اسيبك واسيب ابني... ازدادت دموعها انهمارا فهو محق وكلماته تؤلمها وتمزق نياط قلبها وبالرغم من هذا يتمزق قلبها ايضا من أجل ابيها..... 

تابع بنبره مبحوحه وقد انفتحت كل جروح الماضي : سيرين انا بقيت شيطان بسببه  خطفتك واتجوزتك غصب عنك ومش كدة بس... انا ضربتك واهنتك وحتي نمت معاكي غصب عنك بسببه.. دمرتك من غير رحمه ولا شفقه بسببه....سبت جواكي وجع وقهر لو فضلت عمري كله مش هقدر انساه... ازاي بعد كل ده بتقولي ليا اسمعه واديله فرصه... ازاي متكونيش حاسة بالنار اللي جوايا.... مع انك اكتر واحدة اتحرقتي بالنار دي 

دفنت وجهها بالوساده  وتعالت شهقاتها اكثر فهو محق ولكن ماذا تفعل فهو ابيها ايضا  

مزقت شهقاتها نياط قلبه وياليت بيده ان يمحي وجعها ولكن ماتطلبه ليس بيده ولا يستطيع فعله... جذبها الي صدره يضمها اليه بينما ينادي اسمها برجاء ; سيرين... سامحيني... بس غصب عني مقدرش... مقدرش،اسامحه 

ابعدته عنها وغطت وجهها الباكي بيديها قائلة بصوت يقطر حزنت ووجعا : سيبيني لوحدي 

حاول التحدث ولكنها رفضت اقترابه او حديثه وتركت العنان لدموعها لعلها تخفف من وجع قلبها علي كليهما.... حمزة محق... ولكنه ابيها..! فماذا تفعل..؟! 

............. 

...... 

نظر عزام الي سيدرا بينما اتقنت رسم تلك الابتسامه الساحرة علي شفتيها المصبوغه باحمر شفاه جذاب ليرفع حاجبه قائلا : بس لو زي ما بتقولي انك بعد بحث طويل استقريتي تشاركيني ياهانم... كنتي هتعرفي ان عزام الصاوي مش بيحب الشراكة وعمر ماكان له شريك 

ضحكت بثقة قائلة : مظبوط... بس جايز عشان مكانش في شريك زيي 

ضحك عزام ضحكته الرجوليه العاليه ليشاركهم جمال الضحك بينما بداخله يلعن خبث ومكر تلك الفتاه... 

فعزام الصاوي رجل أعمال في اوئل الخمسين من عمرة وهو رجل ذو سمعه ونفوذ وسيدرا بينما تري نظراته لها منذ دخولها الي مكتبه وهي قد قررت انه ربما يكون صيدها التالي... 

تنهد عزام بينما ينقل نظراته بين تلك الفتاه الجميلة وبين ذلك الرجل الذي عرفته عليه انه زوجها..... 

: يعني انت ياجمال بيه قررت تدخل السوق فجأه 

قال جمال : لا طبعا... انا كان شغلي في دبي وحاليا نقلته هنا.. وكنت بفكر في فتح مجالات جديدة 

تدخلت سيدرا بينما تضع ساق فوق الاخري : وشركة سيادتك ياعزام بيه اكبر مورد الآلات والمعدات واحنا حابين المجال ده.... هنكون وسيط بينك وبين الشركات اللي بتورد لها 

ارجع عزام رأسه للخلف بينما يتفحص جيدا تلك الفتاه ويحاول قرأتها : يعني انا وسيط بين الشركة الاجنبيه والشركات وانتوا تبقوا وسيط بيني وبين الشركات 

قالت بابتسامه لها مغزي : مع ربح عالي ومن غير وجع دماغ التعامل مع الشركات..... ضحكت باغواء قائلة : تقدر تسيب لينا احنا وجع الدماغ 

اومأ لها عزام قائلا : عموما.. سيبوني افكر 

اعتدل جمال واقفا وهو يصافحه قائلا : خد وقتك ياعزام بيه 

:فرصه سعيده 

تلكأت سيدرا تتهادي بمشيها بينما وضعت يداها الناعمه بيد عزام قائلة برقه : متتاخرش عليا... اقصد علينا في الرد ياعزام بيه 

رفع عزام يداها الي شفتيه يقبلها قائلا : في أسرع وقت.... 

اومات له بابتسامه قائلة :ولو محتاج نتكلم في اي تفاصيل... رقم تليفوني اهو 

امسك عزام برقم الهاتف لتتبادل معه النظرات لحظة قبل ان تغادر خلف جمال الذي هتف بسخط ماان ركبت بجواره السيارة 

: وكان لازمته اية الفيلم الهابط بتاع جوزك الطرطور ده 

ضحكت قائلة : لازمته انكم دايما بتحبوا الحاجة الصعبه 

ضحك جمال بسخريه : صعبه..؟! 

لا ومن جهه انك صعبه فأنتي صعبه اوي 

نظرت اليه سيدرا بغل : لم لسانك ياجمال احسنلك 

زجرها جمال بغضب : انتي اللي تلمي لسانك 

احسنلك يابت انتي وتبطلي تهدديني بدل ما وحياة امك الغاليه لاسلمك تسليم أهالي لحمزة السيوفي... 

نظرت اليه سيدرا باستهزاء ثم اشاحت بوجهها وهي تتوعده فقد بقي القليل لتتخلص منه... ،

............... 

.....


دار حمزة حول نفسه فهل يترك حقه.... لا لن يفعلها..... 

ولكنها تذبل والحزن يكوي قلبها لا يحتمل ان يبقي بجوارها ويري هذا الحزن بعيونها

طوال اليوم وهوو يحاول ولكنها اكتفت بالصمت والبكاء.. تركها كما تريد حتي انه قضي الليله خارج المنزل فلم يحتمل البقاء ورؤيتها بتلك الحاله.... ليله كئيبه بارده.... شعرت بالبرد يتخلخل بجسدها الضعيف مهما اندثرت بالاغطيه... تداخلت الصور والأصوات براسها... ابيها وحمزة... طفلها القادم والذي فقدته.... ماحدث لأمها... جروح حمزة وجروحها....ندم ابيها وانكساره... ليله صعبه وأصعب مافيها عدم وجوده بجوارها فكم تحتاج اليه وتتمني ان تبعد ذراعيه ذلك البرد الذي تشعر به حينما يأخذها بحضنه الدافيء....لم تستطيع أن تنام ابدا وهو كذلك ولكن الإبتعاد حاليا افضل ولو لليله واحدة فهو لايستطيع الإبتعاد اكثر .... اتصل بها كل نصف ساعه يطمئن عليها واكتفي بمجرد سماع صوتها وكلمه :انا كويسة 

.............. 

.... 

تعالت دقات قلبها حينما استمعت لصوت مفاتيحه تدور بالباب وكم تمنت لو تستطيع أن تمحو اليومان الماضيان من حياتهما لتعود كما كانت.... 

قامت بخطي واهنه من فراشها تستند بيدها الي الجدار تريد أن تخرج وتتحدث معه لعله يستمع اليها... فهو سيكون اب وجد طفلها هو ابيها....! 


تعالي رنين هاتف حمزة ليجيب باقتضاب : ايوة ياشاكر

: هشام اعترف علي نفسه ياحمزة واكيد النيابه هتطلبك عشان ياخدوا اقوالك

قال حمزة بينما توقف مكانه ولايري سيرين التي تسمرت قدماها بالأرض وانسابت دموعها بينما تستمع اليه بكل قسوه وجمود 

: تمام ياشاكر افتح القضيه تاني  ...... روح النيابه وتابع التحقيق ولما تطلبني هبقي اجي 

احط اقوالي 

أغلق الهاتف وانتفض قلبه حينما استمع لانين بكاؤها الصامت حينما استمتعت لمكالمته وعرفت ان ابيها قد اعترف...! 

اسرع ناحيتها ولكن عيناه عجزت عن مواجه عيونها التي نظرت اليه بعتاب قاسي وهي تدفعه بعيدا عنها وتسرع لغرفتها وتوصد الباب خلفها 

.............. 

.... 


قالت نبيله بقلق شديد بينما في طريقها لحمزة هي وعبد الحميد بعد ان عرف من شاكر بما حدث : ياتري اية اللي حصل بينهم 

زفر عبد الحميد بضيق : انا من الاول مكنتش، موافق علي الجوازة دي.... مهما كان ابوها 

قالت نبيله بجبين مقطب : ادي انت قولتها ياحج ابوها مهما كان... يعني حمزة لازم يراعي ده 

قال عبد الحميد باستنكار :  عاوزاه يسيب حقه 

قالت نبيله وهي تهز راسها : حقه عند ربنا 

نظر اليها عبد الحميد بغضب : جرالك ايه ياحجة.... اييييه ماهواش راجل... عاوزاه يسيب حقه 

قالت نبيله بغضب مماثل : وهو لما يسحن ابو مراته هيجيب حقه.... عبد الحميد متنساش البت حامل والزعل وحش عشانها 

هتف عبد الحميد بتهكم : زعلانه علي الحرامي 

: ده ابوها مهما كان 

قال عبد الحميد بحدة : وحمزة جوزها وابو ولدها لازم تخاف عليه 

قالت نبيله بحزم : لو ملهاش خير في ابوها مش هيبقي ليها خير في حمزة... 

اشاح عبد الحميد بوجهه بغضب وهو يزجر السائق : اخلص ياواد وسرع شوية خلينا نوصل 

نظرت اليه نبيله بغضب فهو برأس يابس وحمزة مثله يابس كالصخر..... 

.....

قام حمزة من مكانه ونظر بجبين مقطب الي سيرين التي خرجت من الغرفه واتجهت لباب الشقه... اوقفها قائلا : رايحة فين؟ 

قالت باقتضاب دون أن تنظر اليه : رايحة لابويا 

اشتعلت عيناه بالغضب فهو قد توقع منها ان تغضب منه ولكن ان تتجاهل وجوده بل وتذهب الي هشام فهي بتلك الطريقه تتحداه 

قال بصوت حاد :ومين قال اني هسمح انك تروحي مكان زي ده 

التفتت اليه قائلة بلوم  وعتاب : وهو مين رماه في المكان ده 

قال بجمود : غلطته يتحمل نتيجتها 

أفلتت دموعها وهي ترفع عيونها التي ذبلت غصون الزيتون بها : غلط وندم وطلب تسامحة... انت ايييه مبترحمش... ده ربنا بيسامح وبيرحم

ابعد عيناه عن عيونها التي تكاد تقتله بتلك النظرات التي تحمل عتاب قاسي : انا مش ربنا 

لكمته بصدره بوجع قلبها الذي انكسر علي يده فقد ظنت ان لها قيمه عنده :  انت ظالم ومعندكش قلب

امسك بذراعيها واشتعلت عيناه بالغضب وهو يقول بعنفوان :انا ظالم بعد كل اللي عملوه فيا...! انا اللي ظالم 

هزت راسها والدموع تحجب رؤيتها بينما تهتف به بقهر : ايوة ظالم.... ظالم عشان خلتني بينك وبينه... من غير ماترحمني وتقدر ان ده ابويا برضه.... ازاي عاوزني اكون نايمه في، حضنك وابنك بيكبر جوايا وانت هتسجن ابويا

فرك وجهه بانفعال فهاهي مخاوفه واسوء كوابيس تتحقق ليهتف بها بعصبيه 

: عاوزاني اعمل اية... ؟ عاوزاني اسامحه بعد اللي عمله...؟!.... مستحيل !!

انكسرت نظراتها بينما خرج صوتها ممزوج بغصه حلقها وهي تقول : عاوزاك تحبني 

اوجعه قلبه واختنق صوته ليقول وهو يمسك بكتفيها : مانا بحبك ياسيرين

ابعدته عنها وهي تصيح به باتهام :  كذاب...انت مش بتحبني..... انت لو بتحبني كنت هتنسي .. كنت هتسامح مكنتش، هتعمل حاجة توجعني كدة 

قال برجاء : طلعي نفسك برا اللي بيحصل 

هزت راسها بأسي : مقدرش 

زم شفتيه قائلا بحزم : وانا كمان مقدرش اسيب حقي

نظرت اليه ومسحت دموعها بظهر يدها قائلة :يبقي انا كمان مش هسيب ابويا في شدته 

امسك ذراعها يوقفها حينما خطت خطوة : مفيش خروج 

نظرت اليه وانتزعت ذراعها من يده :حمزة لو سمحت 

قال بحزم : قلت مفيش خروج.... انتي مراتي وحقي امنعك تروحي مكان زي ده 

قالت بحدة : مش من حقك تمنعني أقف جنب ابويا 

نظر اليها قائلا باصرار : حقي امنعك تروحي مكان زي ده او يبقي ليكي اي علاقه بالراجل ده تاني 

رفع أصبعه بوجهها واكمل بصرامه ; 

ولتاني مرة هحذرك من اللي بطنك ياسيرين لو ضاع زي اللي قبله عمري ماهسامحك فاهمه

....... 

ارتمت سيرين علي الاريكة تبكي بقله حيله بعد ان غادر بخطوات غاضبه..... هل تتحداه وتخرج وتهدم كل مابينهما... ام تبقي وهي لاتستطيع ان تسامحه علي مافعله بابيها.... ولكنها لا تستطيع أن تلومه فهو محق وابيها أخطأ.... ولكنه يظل ابيها...! 


............... 

.... 

نظر الضابط الي هشام قائلا : بس اللي بتقوله ده خطير يااستاذ هشام 

قال هشام : انا بعترف علي نفسي يافندم 

تنهد الضابط ونظر بالاوراق التي امامه قبل ان يبدأ بالتحقيق 

..... 

..... 

قال حمزة بانفعال : 

اعمل ايه ياجدي... مش قادر اسامحه ولا حتي عشان خاطرها 

تنهد عبد الحميد الذي جلس امامه قائلا بحيرة وهو يري النيران التي تحاصر حفيده :

والله مانا عارف ياولدي..... اذا كان عليا عاوز اقطع من لحمه ولحم بنته الكلبه التانيه.... بس جدتك عندها حق ياولدي مرتك معذورة.. ولو ملهاش خير في ابوها مش، هيبقي ليها خير فيك 

نظر اليه حمزة بدهشة : انت اللي بتقول كدة

اومأ له عبد الحميد باقرار ;اه عشان مرتك اصيله..... هو ابوها مهما كان.... وحقها تزعل لما يكون جوزها وابو ولدها السبب في سجنه

ضرب حمزة طرف المكتب بقبضته قائلا :

اعمل اية...... مش قادر

امسك عبد الحميد بكتفه قائلا : انت راجل ياولدي.... وهتقدر....!! 

الراجل الصح يعفي لما يقدر وكفاية انه جالك لحد عندك واعترف بغلطه

رفع حمزة عيناه الي جده الذي هز راسه قائلا : عندنا اللي بيجي شايل كفنه بنسامحه علي الدم والراجل جالك سامحه في الفلوس....... عشان خاطر ولدك اللي جاي وعشان خاطر مرتك 


............... 

تعالي رنين جرس الباب لتقوم سيرين من مكانها تفتح فتتفاجيء بأياد امامها..... إياد 

نظر اليها بغضب قائلا ; انتي لسة في بيته بعد كل ده 

قطبت جبينها : اياد... انت بتقول اية؟ 

نظر اليه بغضب : بقول اني مستغرب وجودك في بيت الراجل اللي عمل فيكي كل ده واخرتها كمان سجن ابوكي 

هتفت به بحدة : إياد لزم حدودك 

تهكم :حدودي.... ؟! 

رفع حاجبه وتابع بسخريه : ماتقولي الكلام ده للبيه..... 

هتفت بغضب :  متدخلش بيني وبين جوزي 

: اللي اتجوزك غصب.... 

زمجرت بحدة ; وانت مالك 

نظر اليها وقال بانفعال : مالي ياسيرين..... مالي اني بحبك.... بحبك وجه هو في الاخر خطفك مني وياريته مقدر وجودك في حياته 

احتدت ملامحها لتتفاجيء به يجذب يدها : تعالي معايا وسييبه ياسيرين.. واحد زيه ميستاهلكيش

صفعه قويه هوت علي وجهه من يدها وهتفت به بغضب : اطلع برا وانسي ان ليك بنت خاله.... برا ياحيوان 

........... 

.... 

حاولت تهدئة أنفاسها بعد ذهاب إياد ومازالت  لا تستوعب مانطق به ابن خالتها... 

التفتت بدقات قلب متعاليه الي نبيله التي خرجت من غرفتها قائلة : مين اللي كان علي الباب ياسيرين 

قالت بتعلثم : ها.... ابدا ياماما نبيله 

اومات لها نبيله بابتسامه هادئة وهي تقول :طيب تعالي نكمل كلامنا 

اومات لها سيرين وسارت بخطي واهنه لتجلس بجوار نبيله التي ربتت علي كتفها قائلة بابتسامه : ابوكي هيخرج ياسيرين 

التفتت اليها بجبين مقطب : اية ؟

ابتسمت نبيله واومات لها : ااه... حمزة اتنازل 

لم تصدق مانطقت به نبيله والذي حدث قبل ساعه....... فقد اقتنع حمزة بكلام جده وذهب برفقه شاكر محاميه الي النيابه وقد قام شاكر بنفي اعتراف هشام وبرره بأنه يحاول ابعاد التهمه عن ابنته سيدرا 

........... 

... 

انكسرت عيون هشام اكثر من موقف حمزة بينما تقابلت عيونهما...... وقف حمزة بملامح وجهه خالي فقد انهزم انتقامه امام حبها 

لم ينسي ولكنه تنازل من أجلها حتي انه مستعد لفعل اي شئ ليمحو تلك النظرات الحزينه بعيونها 

قال حمزة وهو ينظر لهشام ;انا عملت كدة عشانها  مش عشانك.... 

طأطأ هشام راسه بانكسار : انا مستهلش تكون بنتي


............... 

... 

أوقف حمزة سيارته ونزل منها متوجها للمنزل يسرع لاخذها بحضنه وإنهاء كل ماحدث بينهما  لتتسمر خطواته بينما 

تقابلت عيناه بعيون إياد الذي تمهل وهو يغادر بسيارته قاصدا بكل حقد ان يراه حمزة ينزل من بيته..!!! 


......... 

اتسعت ابتسامتها بينما استمعت لصوت مفاتيجة بالباب لتقول لنبيله.... حمزة وصل

ابتسمت نبيله قائلة : طيب يلا قومي روحي استقبليه يابنتي... ربنا يسعدكم 

غادرت الغرفة حيث بقيت نبيله لتتجه اليه بقلب يفهو حبا له بعد ماعرفت انه من أجلها تنازل عن انتقامه..... فهي ربحت الرهان والحب انتصر...! 

قابلت ابتسامتها الجميله ملامح وجهه الملتهبه.. حمزة... 

استعر الجحيم بعيناه ليقول بصوت جهوري غاضب :ابن خالتك.... كان بيعمل اية في بيتي...؟! 

انصدمت ملامحها وتجمدت مكانها.... فهاهو مرة اخري يلقيها بغابه ظنونه التي لاتنتهي  بكل قسوه ويبدو انها لن تخرج ابدا من تلك الغابه القاسيه ....! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !