ضائعه في غابه ظنونه الفصل العشرون

0


 الفصل العشرون 

الفصل السابق

اغلقت سيرين الهاتف باحباط فتلك المرة الخامسة التي تتصل به ويخبرها انه ساعه سينهي عمله وسيأتي... سخنت الاكل مرارا وهاهو نفس الرد.... 
حبيتي معلش ساعه بالكتير واكون في البيت... 
قالت بتذمر : حمزة انت من خمس ساعات بتقول الكلام ده 
قال برجاء : حقك عليا ياسيري بس عندي شغل كتير جدا في المصنع ...الآلات الجديدة وصلت و المهندسين شغالين ومكنتش اعرف انه هياخد الوقت ده كله 
زفرت بضيق : ماشي ياحمزة 
قال بحب : خلاص بقي متزعليش ياقلب حمزة... . كلها ساعه واكون عندك وهصالحك 
; ماشي بس متتأخرش
ابتسم وأرسل لها قبله نت خلال الهاتف :مقدرش
............... 
اتصلت به حينما مرت ساعتان ولم يعد قال حمزة بتعلثم : سيري حبيبي معلش انا مضطر اتاخر شوية كمان.... تغيرت ملامح وجهها ليقول برفق وهو ينظر بساعته
: الساعه بقت ١٢بلاش تستنيتي ياروحي نامي انتي عشان ترتاحي 
اغلقت الهاتف واجتاحت الكأبه ملامحها لتحمل الأطباق التي كانت قد جهزتها للعشاء وتعود بها الي المطبخ وتطفيء تلك الشموع بحزن وتذهب الي فراشها تندثر بالاغطيه لتنام ولكن ابي النوم ان يأتي لجفونها طالما لم يكن بجوارها......ظلت تتقلب حتي استمعت لصوت مفتاحه يدور بالباب مع دقات الساعه الثانية فجرا..... لتسرع من مكانها تركض اليه... لمعت الابتسامه بوجهه المرهق حينما رأي لهفتها باستقباله ليسرع يفتح ذراعيه يلتقفها بين ذراعيه وهو يقول ... ششش... براحة وبس بلاش جري.. انتي ناسيه عاصم باشا ولااية 
دفنت راسها بعنقه قائلة بحب : ماهو ابو عاصم باشا وحشني 
ضحك بسعاده من كلماتها ليميل ناحيتها يحملها ويسير بها الي الغرفة 
قالت بممانعه... لا ياحبيبي نزلني انت جاي تعبان 
شاكسها وهو يداعب ارنبه أنفها بانفه : وحشتيني 
مررت يدها برقة علي وجنته قائلة : وانت كمان 
وضعها برفق فوق الفراش ووقف ليخلع ملابسه بينما قالت بعتاب : انت اتاخرت اوي النهاردة ياحمزة 
داعب خصلات شعرها قائلا : معلش ياسيري غصب عني 
اومات له قائلة : طيب علي ما تاخد شاور هروح اجهز العشا 
:لا متتعبيش نفسك... انا هنام 
رفعت عيناها اليه بتساؤل : انت اكلت؟ 
هز راسه : لا بس ماليش نفس
عقدت حاجبيها كالاطفال وهي تقول : يعني انا عملتلك الأكل اللي بتحبه مخصوص ومستنياك كل ده من غير اكل وانت جاي تقولي خلاص هتنام 
قال بجدية وهو ينظر لساعته: انتي مأكلتيش ياسيرين لغاية دلوقتي 
هزت راسها ليتنهد قائلا بعدم رضي : ينفع يعني واحدة حامل متاكلش حاجة طول اليوم 
هزت كتفها : اعمل ايه ياحبيبي مش بعرف اكل من غيرك.... وبعدين انت كنت راجع الساعه سبعه وكنت مجهزة العشا لينا انت اللي اتاخرت 
زفر بضيق واقترب منها يقبل راسها قائلا : حقك عليا... 
ابتسمت برضي : ولا يهمك... يلا خد دوش وانا هجهز الاكل 
أعادت تجهيز الطعام الشهي الذي اعدته له خصيصا لتتسع ابتسامته حينما خرج من الحمام يجفف شعره بالمنشفه فوجد تلك الطاوله الشهيه... جلس الي جاورها قائلا بابتسامه : تسلم ايدك ياروحي 
بادلته الابتسامه ; بالهنا والشفا ياحبيبي 
قضي العشاء وهو يقاسمها اللقيمات يضع واحدة بفمها واخري بفمه وهو يشعر بالذنب لتركها نفسها طول اليوم بدون تناول الطعام في انتظاره.... بعد انتهاء العشاء ذهبت لتضع الأطباق بالمطبخ ليتمدد حمزة علي الفراش بارهاق وهو يتطلع لهاتفه يرسل بعض الرسائل الخاصة بالعمل...... عادت بابتسامه حنونه وهي تري كيف يجاهد لفتح عيونه من الإرهاق 
قالت بحنان :حبيبي انت منمتش ليه؟ 
أغلق الهاتف ووضعه بجواره قائلا : مستني تجي في حضني 
كالطفله الصغيرة قفزت فوق الفراش بجواره لتتعالي ضحكته علي تصرفاتها الطفوليه: مش هتعقلي 
هزت راسها وقبلت وجنته : طول ماانا متجوزاك هفضل مجنونه 
داعب شعرها : ماشي يامجنونه
ماان احاطها بذراعه وأغلق عيناه حتي فتحها سريعا باستدراك.... قطبت جبينها حينما وجدته يغادر الفراش...سألته بقلق : في أية ياحمزة مالك؟ 
قال وهو يمسك بسترته التي ألقاها علي الاريكة ويخرج شئ من جيبه :كنت هنسي 
رفع يده بالشكولاته لتتسع ابتسامتها وهي تأخذها من يده وتحتضنه....:. انا بحبك اوي 
ضمها اليه : وانا بموت فيكي 
نامت قريرة العين بين ذراعيه تتمني ان يظل بجوارها طول العمر فالبرغم من كل القسوة التي نالتها علي يده الا ان حنانه وحبه الذي يغدقه عليها محي كل تلك القسوة واحل محلها حب كبير...... 
................ 
... 

في اليوم التالي اوصلها الي عملها وانطلق الي عمله الذي ازدهر كثيرا بصورة لم يتوقعها لينسب الفضل بوجودها في حياته الذي تفائل به.... 
قال زين بتذمر : بقولك اية ياجدع انت انا زهقت 
رفع عيناه الي زين باستفهام ; في أية بس علي الصبح يازين 
قال زين بامتعاض :فيها ان سيادتك ولا علي بالك اني هموت واتنيل اتجوز وطاحني في الشغل وكل يوم تقولي بكرة..... الاسبوع اللي جاي... ناقص تقولي الشهر اللي جاي
ضحك حمزة ليقول زين بجبين مقطب :.. اضحك.. اضحك.... طبعا ماانت متجوز ومرتاح 
هتف حمزة بامتعاض : ياساتر علي عين اهلك 
قال زين : يبقي اخزي عيني وجوزني 
: حاضر يازفت نخلص شغلنا الاسبوع ده وعلي الاسبوع اللي جاي نروح البلد
قال زين بلهفه : مانروح النهاردة 
لوي حمزة شفتيه ; والشغل 
هتف زين بغضب : متغظنيش ياحمزة 
قال حمزة ; ماخلاص بقي بطل رغي و خلينا نشوف شغلنا عشان اجوزك
قال زين بجبين مقطب ; عيل انا هتضحك عليه 
اومأ له حمزة ; اه عيل... تنكر انك عامل زي العيل الصغير وشبطان في الجواز 
قال زين : لا ياخويا... قول راجل غلبان وحداني محروم ونفسه يتلم ويتجوز
ضحك حمزة حتي دمعت عيناه قائلا : الله يخربيتك... صعبت عليا 
قال زين بلهفه : يعني خلاص هتجوزني 
قال حمزة : ماقلنا هنروح اخر الاسبوع نطلبها 
ونحدد ميعاد الجواز 
اتسعت عيون زين : واحنا لسة هنحدد ميعاد 
قال حمزة باستنكار ; وانت فاكر هتتجوز في نفس اليوم 
: وماله؟ 
: ازاي يعني.... اروح اقول لابوها جوزهاله وياخدها وهو مروح 
قال زين : وفيها ايه ماكل حاجة جاهزة..... وبعدين ماانت يااخويا اخدت البت واتجوزتها في ساعه مش في يوم 
شرد حمزة بابتسامه يتذكر ذلك اليوم ليغمز له زين وهو يكمل بمكر... تلاقي يومها البت عجبتك مش تقولي بقي انتقام وابوها.... هي بصراحة البت حلوة بس عليها لسان 
امسكه حمزة من تلابيبه : بت مين اللي بتتكلم عليها كدة ياحيوان انت 
خلص زين نفسه من يد حمزة بضحكة عاليه :مش بقولك نطحت عليك... طول الوقت ياحيوان ياحيوان... ده انا هنسي اسمي وهبقي حيوان 
ضحك حمزة مطولا حتي امتزحت الابتسامه بالذكريات المريرة ليسحب نفس عميق بينما يقول بشجن: فكرتني.... كان عندي استعداد اقتلها اليوم ده 
وضع زين يده علي خده ونظر الي حمزة بولهه قائلا : ودلوقتي 
التفت اليه حمزة ولكمه قائلا ; عندي استعداد اقتل واحد سخيف زيك بيقول عليها كدة 
ضحك زين ; بقيت سخيف دلوقتي 
قال حمزة : طول عمرك 
ضحك زين قائلا ; طول عمري صاحبك واخوك لغاية مااتجوزت نسيتني 
قال حمزة بضحكته الرجوليه : اية نسيتني
دي..... استرجل يلا وبعدين هتغير من مراتي 
اومأ له زين قائلا ; بصراحة اه..... اخدتك مني 
قال حمزة بتوجس ليشاكسه : اية اخدتك مني دي...لا ده انا كدة هقلق منك...اية يا زين ماتهدي كدة عشان اجوزك
ضخك زين قائلا : اذا كان كدة ماشي 
...... تعالي رنين هاتفه ليري اسمها فيقول لزين ; روح بقي انت دلوقتي 
قال زين بنبره ساخرة :طبعا دلوقتي بتتطردني عشان الهانم علي التليفون بعد مااخدت غرضك مني 
تعالت ضحكة خحمزة وقذفه بالقلم قائلا : غور يلا 
كان صوته ضاحك حينما أجاب عليها لتقول سبرين بغيرة واضحة : انت بتضحك مع مين 
قال حمزة : مش في حاجة اسمها... ازيك وحشتني.... اي حاجة الاول بدل دخله المخبرين دي 
قالت بسرعه : أزيك... وحشتني.... ها بقي كنت بتضحك مع مين.؟ 
ضحك حمزة قائلا : اية الكروته دي.. ؟
قطبت جبينها قائلة : قول يا حمزة 
: ده زين 
رفعت حاجبيها بغيظ : يعني اهوو فاضي وبتضحك مع زين بدل ماتخلص شغلك بسرعه عشان ترجع بدري البيت
قال بعدم تصديق : انتي هتغيري منه انتي كمان 
قالت بدلال : مش عاوزني اغير عليك 
قال بحب :غيري ياروحي زي ماانتي عاوزة 
مع انك بتزعلي لما انا بغير 
هزت راسها : لا..... انت غيرتك مش طبيعيه فيها ايدك سابقه تفكيرك 
ضحك قائلا ; اعمل اية.... بحبك وبموت فيكي 
ضحكت قائلة : طيب هتعدي عليا امتي عشان نروح 
قال بتعلثم..... اااه... أصل النهاردة مش هقدر ياسيري معلش.. عندي اجتماع كمان ساعه ومش عارف هيخلص امتي 
زمت شفتيها قائلة : تمام 
قال بسرعه : بس هرجع بدري
اومات له : اوك 
قال : اطلبي اوبر وطمنيني لما ترجعي 
قالت بابتسامه ; ماشي ياحبيبي 
............ 
..... 

تجاوزت الثانية فجرا و لم يعد حمزة للمنزل وسيرين جالسة في فراشها تشعر بالغضب الممزوج بالضيق والحزن.... حاولت التماس العذر له بأن له أعمال كثيرة ولكن هذا الوضع اصبح الطبيعي طوال الاسبوع الماضي 
فكل يوم يتأخر حتي بعد منتصف الليل كما أنه لم يعد يتناول وجبه الغداء معها كما وعدها من قبل... سمعت صوت المفتاح بالباب ولكنها تلك المرة لم تقوم اليه بل اندثرت بالغطاء وتظاهرت بالنوم فهي غاضبه منه لانشغاله عنها..... 
دخل بخطوات هادئة حينما وجدها نائمة حتي لايزعجها انحني وطبع قبله علي جبينها ووضع بجوارها الشيكولاته التي لاينساها يوما قبل ان يتحرك بهدوء يستبدل ملابسه ويعود بعد قليل ليتمدد بجوارها .... شعرت بالذنب فهو يحبها يهتم بها ولا يحق لها أن تغضب منه لانشغاله عنها.... ولكن ماذا تفعل فهذا الحب الذي تكنه له متملك مجنون.... تريده ان يكون لها ال ٢٤ ساعه ولا تقبل ان يشاركه شئ فيه حتي وان كان عمله 
فتحت عيونها ونظرت اليه حينما احتضنها... ليبتسم بهدوء فهو يعرف انها غاضبه من تاخرة وتظاهرت بالنوم...
: حمد الله علي السلامه 
قبل راسها قائلا بحنان : الله يسلمك ياحبيتي 
قالت دون أن تنظر لعيناه متظاهرة بالغضب: احضرلك العشا
هز راسه : لا ياحبي انا مقتول نوم
: بعد الشر عليك 
قال باهتمام : اكلتي 
قالت بكذب : اه 
جذبها لحضنه واغمض عيناه واستغرق في النوم .... 
................ 
...
قطبت جبينها في الصباح حينما تقلبت في الفراش ولم تجده بجوارها.. فاليوم الجمعه وهي سعيده انه سيقضيه معها فقد اشتاقت له كثيرا وهو مشغول عنها ... قامت بسرعه تبحث عنه ..... سبقته رائحته العطرة بينما احاط خصره بالمنشفة السوداء الكبيرة وقطرات المياه تقطر من خصلاته الفاحمه قال وهو يقبل وجنتها :صباح الخير ياقمر 
ابتسمت له قائلة : صباح النور ياحبيبي 
اطلق صغيرا قائلا وهو يجذبها لحضنه : اوووه الجميل مزاجة رايق النهاردة.. مش مكشرة 
اومات له بحماس وهي ترفع نفسها علي أطراف اصابعها وتحيط عنقه بذراعيها :.. ااه النهاردة الجمعه وهتبقي معايا طول اليوم اكشر ليه 
تغيرت ملامح وجهه حمزة بارتباك.... لتنظر اليه سيرين بتوجس وتساله .... مش كدة ولااية.... ولا انت ناوي تخرج 
حمحم بتعلثم.. أصل ياحبيتي. انا نسيت اقولك اني رايح البلد النهاردة 
قالت بابتسامه مهزوزة... طيب حلو نروح مع بعض اهو نغير جو 
مرر يداه برقه علي خدها ; بس.. يعني مش هينفع.. 
قطبت جبيتها : ليه مش هينفع 
قال بهدوء ; اصل ياحياتي..... انا هروح وارجع بليل وده هيكون فيه تعب عليكي...... وبعدين انا رايح مع زين وعمه نطلب سارة...
. يعني هتكون قاعدة رجاله.... 
وبعدها عندي شوية شغل في المصنع اخلصهم وارجع علي طول 
هزت راسها ولم تستطع إخفاء نظرات الخزي في عيونها فقد انحرمت منه الاسبوع الماضي باكمله واملت نفسها انه سيبقي معها اليوم 
قال برقه وهوو يجذبها اليه ; سيري
ابعدت يداه باقتضاب ; خلاص ياحمزة
قال برجاء : متزعليش ياقلب حمزة 
... تنهد قائلا وهو يلاعب خصلات شعرها : انا عارف اني مقصر معاكي بس غصب عني 
هزت راسها قائلة وهي تخفي حزنها ; مفيش مشكله ربنا معاك 
جذبها اليه ليتطلع لعيونها الحزينه : متزعليش بقي 
قالت بقليل من العصبيه : قلت خلاص مش زعلانه ياحمزة 
زم شفتيه وتنهد قائلا ليشاكسها ; طيب مفيش فطار من ايديكي الحلوين دول 
اومات له وخرجت من الغرفة ليفرك شعره بضيق يريد لو يستطيع البقاء معها وعدم احزانها ولكن دون ارادته العمل فوق رأسه لا ينتهي.... 
صفف شعره الكثيف وامسك زجاجة عطره الأثر ينثرها فوق عنقه وكتفه بسخاء بلحظة دخولها الي الغرفه...كم هو وسيم هذا الصباح وقد تأنق للغاية ببدلته الرمادية الانيقة وطوله الفارع وربطه عنقه الحريرية.... خفضت عيونها عنه فهي غاضبه منه الا يجد في يومه بضع ساعات من أجلها... قالت باقتضاب : الفطار جاهز 
اومأ لها وامسك بساعته الجلدية الانيقة يضعها حول معصمه لتبعد عيونها عن متابعته وتخرج... 
جلست علي الاريكة تهز قدمها برتابه في انتظار خروجه من الغرفة ليقطب جبينه بتساؤل ماان خرج ولم يجدها جالسة علي طاوله الافطار : انتي مش هتفطري 
هزت راسها تتشاغل بالعبث بهاتفها : لا معدتي وجعاني شوية 
عبست ملامحه واتجه ناحيتها يسالها بقلق : مالك ياحبيتي .. انتي تعبانه؟ 
هزت راسها ; لا... التعب العادي بتاع الحمل 
مال ناحيتها قائلا : مفيش حاجة اسمها تعب عادي... خلينا بكرة نروح للدكتور نطمن
قال باقتضاب : مفيش داعي... كده كدة عندي ميعاد المتابعه كمان يومين ابقي اقوله علي وجع معدتي ده 
اومأ لها بابتسامه حنونه قائلا : سلامتك ياروحي 
اومات له : الله يسلمك 
تناول الافطار بسرعه وهو يرتب أوراقه ليرتشف قهوته وهو واقف وينحني ناحيتها يقبل راسها قائلا : انا نازل ياحبيبتي.... خدي بالك من نفسك وان شاء الله مش هتاخر 
اومات له : ترجع بالسلامه 

كان اليوم طويل ممل وهو بعيد عنها بالرغم من انه اتصل بضع مرات وانها تدري انه يتصل حتي لا تتضايق منه فهو مشغول وواضح من صوته ومن تلك الدقائق التي يختطفها لايحدثها ويطمئن عليها .... في المساء تلقت اتصال من نبيله بصوت يطير فرحا تخبرها ان سارة تمت خطبتها لزين والزواج سيتم خلال شهر 
باركت لها.. فهي تحب تلك الفتاه كثيرا 
قالت نبيله : كان نفسي حمزة يجيبك معاه .... وحشتيني ياسيرين
قالت : معلش ياماما نبيله المرة اللي جاية 
قالت نبيله : انا لولا أن حمزة قالي ان المشوار هيتعبك انا كان ليا معاه تصرف تاني 
بس وعدني هيتجوا تقعدوا معانا اسبوع 
: ان شاء الله 
.............. 
.... 
جلست سارة بركنها المفضل بالحديقه تتذكر تلك الدقائق التي التقت عيناها بعيناه خطفا من وسط عائلتها..... لا تنكر انها ماتزال غير مصدقه كيف ستتزوج به بتلك السرعه ولكن ايضا لاتنكر انها ارتاحت له... لم تكن تحلم بقصه حب خاصة وهي وسط عادات عائلتها المشدده وطالما توقعت ان يطلبها احد معارف او أقارب عائلتها والتي ستراه العائلة مناسب وتوافق عليه مثل ماحدث مع زين... ولكن المختلف انها رأت نظرات بعيناه لاتعرف تفسيرها ولكنها ليست مجرد نظرات... ربما إعجاب.... إعجاب من اول وهله كما في الروايات.... 
قطعت خلوتها ريحان التي قالت بهيام : شفاي كان زي القمر ازاي النهاردة
رفعت سارة عيناها ناحيتها : لا مشفتش
أخرجت ريحان هاتفها لتريها تلك الصورة التي التقطها لحمزة دون أن يراها... اهو شوفي 
نظرت اليها سارة باستنكار ; اية اللي عملتيه ده 
هزت كتفها وأخذت تتطلع لصورته بهيام : وانا عملت اية.... 
هتفت سارة بجديه : ريحان قلتلك الف مرة اللي بتعمله ده غلط 
زفرت ريحان : هتشغلي اسطوانه كل مرة 
:ايوة عشان تعقلي 
: انا عاقله 
: لو عاقله كنتي هتشوفي انه راجل متجوز ومش بس كدة لا بيحب مراته 
:مراته اللي عيلتها دخلته السجن ونصبت عليه 
: وانتي مالك هو راضي 
: مين قال كدة.... هي بس تلاقيها عجباه شوية وهيزهق منها ويشوفها علي حقيقتها وأنها طماعه زي اختها 
زفرت سارة بحدة : حرام عليكي.. سرين طيبة 
: ولا طيبة ولاحاجة.... ده رسم علي تقيل ياماما.... ده انا سمعت تيته بتحكي لماما ال اية انها انهارت وكانت عاوزة تتطلق منه لما ابوها اعترف علي نفسه وعشان كدة تيته جابتهم هنا المرة اللي فاتت.... واول ما اتنازل وطلع ابوها من السجن بقت زي القردة وعماله تتدلع عليه 
قطبت سارة جبينها : ياساتر علي تفكيرك السم ده..... واحدة وجوزها انتي مالك 
هتفت ريحان بامتعاض : بقولك اية.. خليكي انتي في جوازتك ومالكيش دعوة بيا 

............. 

جلس بجوارها يتأملها بينما كانت نائمة... من اشتاق اليها تلك الجميله التي يعشقها من أعماق قلبه .... فتحت عيونها علي قبلته الرقيقه التي يطبعها علي جبينها...... 
ابتسمت له ماان فتحت عيونها علي ابتسامته الحلوة...همس برقه : صباح الخير. 
.تلفتت حولها هل حل الصباح لاقول بتساؤل :انت لسة راجع دلوقتي 
اومأ لها قائلا : .. اتاخرت في المصنع وعلي مااتحركت من هناك كان الفجر طلع
قالت بحنان : حمد الله على سلامتك ياحبيبي 
قبل وجنتها : الله يسلمك 
: انت اكيد جعان.... انا هقوم اجهزلك حاجة تأكلها 
هز راسه بارهاق واضح : لا ياحبيتي انا هاخد دوش واجي انام ساعتين عشان انزل الشغل 
قالت باستنكار : شغل اية ياحمزة ماترتاح النهاردة 
هز راسه : مش هينفع ياحبيتي... عندي شغل 
تأفأفت يتذمر فالعمل لا ينتهي..... يوم اثنان وهو يغرق بدوامه العمل مجددا حتي انها لاتكاد تراه 
نظرت بساعتها وتراجعت عن الاتصال به والحزن يعصف بقلبها فاليوم هو موعدها مع الطبيب وقد وعدها ان يذهبا سويا وهاهو نسي وانشغل
اتصلت بوالدتها :... ماما 
قالت هدي بلهفه ; سيرين حبيتي عامله اية 
: انا الحمد لله 
قالت سيرين : ماما انا عندي ميعاد مع الدكتور وحمزة مشغول تجي معايا
قالت هدي بتأكيد ; اه طبعا ياحبيبي انا هعدي عليكي نروح سوا 
: تمام 
لآخر وقت وهي تتطلع الي هاتفها تتوقع أن يتذكر ويتصل بها لياتي معها ولكنه لم يفعل....! 
احتضنت والدتها باشتياق فقد مرت بضعه اسابيع لم تراها بها بعد تحذيرات حمزة بذهابها لمنزل خالتها وايضا والدتها تجد حساسيه في الذهاب لمنزل سيرين فهي لن تتجاوز ابدا فعله زوجها بحمزة والذي طالما عامل زوجها كأبيه... 
ابتسمت هدي بحنان وهي تري حفيدها علي شاشة السونار لتدمع عيون سيرين فقد تمنت ان يكون معها 
قالت هدي بسعاده : ولد ولا بنت يادكتور 
قال الطبيب بابتسامه ; المدام تشرفني كمان اسبوعين وهقولها ان شاء الله 
اومات له هدي : ان شاء الله 
دون الطبيب الأدوية والفيتامينات ونصحها بالتغكيه الجيدة والراحة لتجاوز الضعف العام الذي تشعر به.... 
خرجت هدي مع سيرين من عيادة الطبيب لتنظر سيرين الي هاتفها... لم يتصل..!! 
فكرت هدي بتردد بأخبار ابنتها عما انتوته حينما فتحت سيرين الحديث عن والدها وهي تقول : انتي بابا مش صعبان عليكي... 
قالت هدي باقتضاب : غلط ولازم ياخد جزاته 
قالت سيرين : بس ياماما هو.... ده اتعذب كتير اوي وندم.... ومكنش يعرف بكل الخطط اللي سيدرا... قاطعتها هدي بحزم : بلاش تبرري الغلط ياسيرين انا مربتكيش علي كدة.... ابوكي غلط.... طمع وخان وسرق 
حتي لو مكنش، يعرف بس كانت عنده النيه 
طاطات سيرين راسها بخزي لتربت هدي علي كتفها : بلاش توطي راسك .... هو الي غلط مش انتي 
: يعني مفيش امل تسامحيه
هزت راسها : لا... 
نظرت اليها سيرين لتقول هدي بتردد ; طالما انتي فتحتي الموضوع ياسيرين... انا عاوزة اقولك... اني هتطلق من ابوكي 
انصعقت ملامحها :ماما 
; سرين لو سمحتي... انا واخده قرار ومش هرجع فيه 
............ 
.... انسابت الدموع من عيونها كثيرا وقد امتزجت حساسيه الحمل مع غياب حمزة مع حديثها مع والدتها عن انفصالها عن والدها مع اتصالها للاطمئنان علي ابيها وسماع نبرته المنكسرة بعد ان طلبت منه هدي الطلاق 
كل هذا امتزج ليشكل سحابه حزينه جثمت علي صدرها وتركتها بنوبه بكاء حارة..... مسحت دموعها سريعا وتظاهرت بمشاهدة التلفاز حينما استمعت بصوت مفتاح بالباب 
قال بابتسامه وهو ينحني يقبل وجنتها ; مساء الخير 
قالت بصوت خافت : مساء النور 
قطب حمزة جبينه بقلق شديد حينما رأي انتفاخ عيونها من أثر البكاء ليسألها.. 
سيرين حبيتي انتي بتعيطي..؟! 
هزت راسها : لا 
جلس بجوارها وامسك بذقنها ينطر الي عيونها : لا ازاي.. عنيكي حمرا وواضح اوي انك كنتي بتعيطي 
اشاحت بوجهها قائلة بخفوت : قلتلك مش،بعيط 
قال بحنان : هو انا مش هعرف يعني اذا كنتي زعلانه ولا لا 
أفلتت دموعها من نبرته الحنونه ليضمها اليه ويربت علي ظهرها بينما أخبرته بأمر انفصال ابيها وامها... 
دون ارادته اندفع السؤال من بين شفتيه بعد ان هدا بكاؤها قليلا : انتي رحتي لمامتك النهاردة 
انصدمت ملامحها وقد فسر عقلها سريعا سؤاله... فهذا كل مااهتم به لتبتعد عن حضنه وتنظر اليه باتهام : هو ده اللي فارق معاك.... 
قامت من مكانها وهي تطالعه بنظرات لوم وعتاب بينما تكمل بنبرة كسيرة : لا اطمن ياحمزة بيه مرحتش ولا كسرت كلامك.... ماما كانت معايا عند الدكتور.....تشعشع الخزي بملامحه حينما اكملت : لما ملقيتكش افتكرت ميعاد الدكتور كلمتها عشان تجي معايا. 
تركته واسرعت لغرفتها تخنقها غصه حلقها من قسوة موقفه... كل مااهتم له هو انها ذهبت الي امها دون أن يعلم ... بدلا من ان يطبطب علي جرحها يجرحها اكثرر .... قام حمزة خلفها سريعا بملامح وجهه متجهمه فهو بالاضافه لاهماله لها طوال الايام الماضيه وانشغاله عنها يكمل ويزيد الطين بله بسؤاله الغبي المندفع 
......... 
دخل الي الغرفة ليجدها متكورة علي نفسها تتظاهر بالنوم.... 
جلس الي جوارها وربت علي كتفها بحنان لتبعد كتفها عنه بجفاء : متلمسنيش. 
تجاهل رفضها واحاطها بذراعيه ليجلسها بحضنه بينما قال وهو يقبل راسها : حقك عليا... 
قالت بعدائية : قلتلك ملتمسنيش
أحبط محاولتها لترك حضنه ليشدد يداه حولها بينما نظر الي عيونها قائلا بنبره صادقه وهو يتطلع لزيتون عيونها: سيرين حبيبتي واغلي حاجة في حياتي.. انا اسف... حقك عليا 
.... مقصدتش اللي فهمتيه انا بس كنت بسأل.... 
قبل راسها واكمل : انا اسف اني انشغلت ونسيت ميعاد الدكتور... بس وعد مش هتتكرر...... نظر الي عيونها باعتذار واكمل : انا عارف اني مقصر معاكي بس غصب عني 
تحولت نبرته للجدية وهو يضيف : سيرين انا اول مرة اتكلم معاكي في حاجة زي دي... يعني مكنتش عاوز تفكيرك يروح لبعيد او اني بفتح في اللي حصل زمان بس انتي لازم تعرفي اني بشتغل وبطحن نفسي الفترة دي عشان انا عليا أقساط قرض ب ١٠٠ مليون انتي متخيلة...!! انا بعت اللي ورايا واللي قدامي عشان ادفع اول قسط واعرف اخرج من السجن بشتغل بأيدي وسناني عشان ميعاد تاني قسط قرب....
تغيرت ملامح وجهها للألم والشفقه ليبتسم لها بحنان ويكمل : انا الحمد لله وضعي المالي اتحسن كتير اوي عن الاول والمصنع اشتغل احسن ماكنت متوقع وشغلي مع عيله امي ساعدني كتير.. بس مش عاوز كل ده يخليني ارتاح او اطمن لازم افضل اشتغل لغاية مااسدد ديوني وقتها هرتاح 
خانتها دموعها لتمتد يداه سريعا الي وجنتها الناعمه يمسحها : هو انا بقولك ده عشان تعيطي ولا عشان انتي مراتي حبيبتي اللي عاوزها تشاركني حياتي 
قالت باشفاق : بس انت كدة بتتعب 
قال بحنان وهو يضع يداه علي بطنها التي بدأت بالانتفاخ... كله يهون عشان الباشا يشرف ويلاقي ابوه باشا زي زمان 
اوجعتها كلماته لترتمي بين ذراعيه... انا عاوزاه يجي يلاقي ابوة جنبه... الفلوس مش كل حاجة ياحبيبي 
اومأ لها وزاد من ذراعيه حولها قائلا : عارف ياروحي.. بس حاليا انا بسابق الزمن...عاوز ابني لما يجي اكون خلصت من كل المشاكل اللي حواليا واتفرغ له وليكي.... سحب نفس عميق ومرر يداه برفقه علي جانب ذراعها ;نفسي ياسيرين ربنا يكرمني بولاد كتير منك... انا عشت طول عمري وحيد عاوز تكون عندي عيله كبيرة وحياتنا اللي جاية مع ولادنا تكون حلوة ومن غير مشاكل.... عاوز أأمن مستقبلهم واخليهم مبسوطين 
وضعت راسها علي صدره بدموع متأثرة : انا بحبك اوي ياحمزة.. ونفسي اخليك مبسوط واعوضك عن الحزن اللي شفته ..ياريت في أيدي حاجة اعملها اساعدك 
قبل يدها بحنان قائلا : خليكي جنبي وحبيني هو ده اللي انا محتاجة منك 
مسح دموعها ورفع عيناها الجميله اليه ليقول بمرح : وبعدين متخافيش عليا انا برضة حفيد البدراوي يعني لو لاقدر الله مقدرتش اسدد انا واثق ان الحج عبد الحميد مش هيسبني.... بس انا المحاسب مطمني وان شاء الله هسدد قبل الميعاد وكمان هيكون عندي رصيد محترم في البنك 
ابتسمت له بتشجيع ; ان شاء الله ياحبيبي ربنا هيقف معاك.. 
اومأ لها بثقة : ان شاء الله... 
ابتسم وداعي وجنتها بحنان : اول مااسدد تاني قسط هشتري لينا بيت جديد 
هزت راسها : ليه... بيتنا ده حلو اوي. 
: نجيب بيت أكبر
: لا.. مش محتاجيين بيت اكبر ولا حاجة.... ده كبير وشيك وانا بحبه 
ابتسمت له بحب وأكملت : وبعدين فيه كل ذكرياتنا الحلوة 
داعب ارنبه أنفها : زي ماتحبي.... ربنا يخليكي ليا 
: ويخليك ليا ياحبيبي 
قبل جانب ثغرها وقال ; ها قوليلي الدكتور قالك اية.... اوعي يكون قالك نوع البيبي وانا مش موجود 
هزت راسها ووضعت يدها علي بطنها بحنان ;قالي كمان اسبوعين هيبان 
ربت علي بطنها بحنان : ان شاء الله يكون ولد 
رفعت حاحبها : ولو بنت هترجعها مثلا 
ضحك قائلا بمكر ; لا طبعا. بس بعد تسع شهور هتكوني جايبالي ولد 
قبل ان تعترض كان يلتقط شفتيها بشفتيه يقبلها قبله عاصفه هبت علي صحراء قلبها لتزدهر مجددا بجنه حبه..... 
...............
....
نظر عزام لسيدر التي لمعت عيونها بينما قال بمغزي : اية كبيرة عليكي..... ولا خلاص رجعتي في كلامك ومش عاوزة تاخدي التوكيل 
قالت بتردد : لا طبعا عاوزاه.... بس دي محتاجة رأس، مال كبير اوي ١٠٠ مليون
قال عزام بتعالي : وأية يعني ١٠٠ مليون في بيزنس زي ده 
قالت بدلال مصطنع وهي تضع ساق فوق الاخري : فيها ان المبلغ ده مش معايا.... انا صرفت كتير اوي علي تأسيس الشركة 
قال وهو يشعل سيكارة الكوبي الفاخر : ومين قال انك هتدفعي جنيه واحد
نظرت اليه باستفهام ; ازاي 
: قرض 
رددت بتوجس : قرض 
اومأ لها وهو ينفخ دخان سيكارته : وفيها اية..اغلبنا بنشتغل كدة..... قروض كبيرة نمشي شغلنا ونسدد علي مهلنا 
.. انا بسهوله اوي اجيبلك قرض، بالمبلغ ده وشروط تسديد مناسبة وبعدين انا مقلتش ١٠٠ لا ٢٠٠ مليون
نظرت اليه باستفهام ليكمل : جمال باشا يدخل بيهم معانا
نظرت اليه ليشرح لها مزايا ومكاسب تلك الصفقه قائلا : شوفي بقي لما تضربي المكسب٢٠٠ في الميه
ارتسمت ابتسامه علي شفتيها ليكمل بخبث :واهو يبقي تعويض له عنك
تظاهرت بعدم الفهم : عني انا 
اومأ لها بابتسامه وهو يتطلع بوقاحة اليها بينما فتح امامها تلك العلبه التي تلالا بداخلها ذلك الخاتم المآسي ذو الفص الضخم : تطلقي منه ونتجوز
قالت بدلال ونظرات ماكرة :وتفتكر بسهوله كدة هيرضي
قال بخبث وثقه : ماهو انتي هتقنعيه.... واحدة جميله وذكيه زيك اكيد مش، مناسب لها تكون مرات جمال وترفض عزام الصاوي
صدق فهو صيد ثمين لا تستطيع تفويته..... قادها طمعها ولكنها ايضا حاولت الاحتراس.....! 
........ 
قفزت سيرين بجوار حمزة علي الفراش بصوت متمحس... حمزة اصحي 
هب من نومه مفزوع : في أية؟ 
بسرعه فتحت التلفاز وهي تقول بسعاده : اعلانات مصنعك 
قطب جبينه وابعد النعاس من عيناه بينما يري حمله الإعلانات الضخمه عن مصنعه... لا يفهم شئ ليأتيه بعد لحظات اتصال جده والذي كلف شريف بتلك الحمله كوسيله لمساعدته وزيادة مبيعاته... متشكر ياحج بس مالوش داعي تكلف نفسك الملايين دي 
: دي هديه بسيطة ياولدي 
أغلق الهاتف واحتضن سيرين بسعاده بينما انهالت عليه التليفونات المهئنه من رجال الأعمال.... 
اخذت الهاتف من يده بعد الاتصال العاشر لتقول بتذمر ; كفاية تليفونات بقي... 
اغلقت الهاتف والقته بعيدا ليقول : بتعملي اية يامجنونه 
قالت بجديه : ده انا هوريك الجنان علي حق لو مسكت التليفون ده النهاردة.... 
انت النهاردة اجازة يعني بتاعي مفيش شغل ولا تليفونات 
لمع العبث بعيناه بينما يقول : متأكدة 
اومات له بابتسامه ليقول ; موافق... بس هتنفذي كل اللي انا عاوزة
قالت بدلال : لا ياحبيبي... انت اللي هتنفذ كل اللي انا عاوزاة
جذبها الي حضنه قائلا : وسيرين هانم تأمر بأية... 
: اولا هتقوم معايا.. نجهز الفطار سوا.... وبعدين نفطر ونقعد نتكلم... ونجهز الغدا ونتغدي وبرضه نتكلم و... قاطعها بجبين مقطب :اية احنا هتفضي اليوم كله كلام 
: امال... 
قال بخبث : احنا نقوم ناخد شاور مع بعض وبعدين اقولك 
لكمته في صدره ; اية قله الادب دي 
قال وهو يحملها ويقوم بها من الفراش : هو انتي لسة شفتي قله ادب 
.......... 
..... 
اغلقت سيدرا التلفاز بحقد ليتطلع اليها جمال بتشفي قائلا : امال كنتي فاكرة اية.... هيفضل طول عمره في السجن.... ضحك عاليا واكمل ; اهوو رجع اقوي من الاول 
هتفت بحقد : انت شمتان فيا 
ضحك ليكيدها : واشمت فيكي لية... انا بس مبسوط انه طلع راجل قوي 
زمت شفتيها وهزت قدمها بعصبيه ليكمل بخبث ; وشها حلو عليه 
قطبت جبينها بتساؤل : هي مين ؟
قال بتشفي ; سيرين.... اختك... أصل حمزة اتجوزها 
هبت ناديه من مكانها هاتفه : بنت هدي... اتجوز بنت هدي 
اومأ لها جمال لتبدو الصدمه واضحة علي وجهه سيدرا التي قالت بعدم تصديق : مستحيل 
قال جمال باستهزاء : هو اية اللي مستحيل..... متجوزها من شهور... ومش بس كدة دي حامل كمان 
ابتعلت لعابها بغل وحقد وعدم تصديق ليكمل جمال باستهزاء : مفرقتيش معاه من الأساس واول ماخرج من السجن اتجوزها.... وياعالم بقي اتفق هو وهشام علي اية 
هتفت بغضب اهوج : انت ازاي متقوليش حاجة زي دي 
قال ببرود : واقولك ليه.. انتي مالك وماله... تكوني عاوزة ترجعيله 
هزت كتفها تخفي حقدها فتلك الفتاه التي طالما كرهتها اخذت زوجها... وارجعله لية... انا هتجوز واحد احسن منه 
سخر جمال : وده مين ان شاء الله 
قالت بثقة ; عزام الصاوي 
نظر اليها جمال هاتفا ; وحياة امك
تتجوزي مين.... .
قالت ببرود : عزام الصاوي 
; وده فجأه
: مش فجأه
ضحك باستهزاء : وانتي واثقة اوي انه مش بيلعب عليكي 
نظرت بشرود : انا العب بعشرة زيه 
قالت نادية بطمع : ملكش دعوة ياجمال احنا كل اللي يهمنا مصلحتنا وسيدرا ذكيه وعارفة بتعمل اية كويس 
ومصلحتنا مع الراجل 
هز كتفه ببرود : علي رايك..... اهم حاجة المصلحه 
اومات له سيدرا ; يعني موافق ياجمال 
قال بتحذير ; ولو غدرتي بيا 
قالت بتهكم : هغدر بيك ازاي..... هتعملي توكيل انت كمان؟! 
ضحك جمال لتكمل : انت شريك معايا بالنص 

........... 
... قال عزام بينما يتطلع الي سيدرا : توقعت تجي الحفله امبارح 
قالت بهدوء وهي تضع سيكارتها الرفيعه بين شفتيها المصبوغة باحمر شفاه قاني اللون : مبحبش الحفلات دي 
قال بمغزي : بس دي حفله كلن فيها كبر رجال أعمال البلد... 
قالت وهي تتصفح هاتفها :بس انا معرفش حد منهم 
قال وهو يهز كتفيه : ولا انا...بس الحفلات دي بتكون فيها فرص لبيزنس كبير 
اومات له وقالت بخبث ; طيب ماتعرفني عليهم 
اشارت لبعض الصور المنشورة علي مواقع التواصل لهذا الحفل الضخم تسأله عن بعض الشخصيات ومن بينهم حمزة الذي اشتعلت غيرتها بينما ظهرت سيرين برفقته... قالت بلؤم : وده مين؟ تعرفة
قال عزام بعدم اكتراث : معرفهوش شخصيا... بس اسمه عالي في السوق 
اومأت له وقد تأكدت من قبل بفعل جاسوسها ان عزام لا يعرف حمزة ليطمئن قلبها وتوقع اجراءات الشراكة والقرض....!! 
............ 
.... 
خرجت من شركة عزام وصورة سيرين برفقه حمزة تقتلها غيرة وحقد.... كانت جميله متألقه ويبدو حملها والواضح اكثر هو نظرات حمزة لها في أغلب الصور... يحبها....! لم تحظي يوما بمثل تلك النظرات.... لم تكن اكثر من زوجه تستغله وهو لم يكن يهتم ولا يعرف شئ يسمي حب قبل سيرين 
.......... 
.... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اللعبه كبرت.... اية رايكم وتوقعاتكم 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !